كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (465) - مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ

أيمن العتوم

00:53:15
الشعر

ونالتْ أبا الطّيّب بمصر حُمّى كانتْ تغشاه إذا أقبلَ اللّيل، وتنصرف عنه إذا أقبل النّهار بعرق، فقال يصف الحُمّى ويذمّ الأسود، ويُعرِّضُ بالرّحيل، فشُغِفَ النّاس بها بمصر، وأنشدوها (وأنشدَها) الأسودَ فساءَتْه. وذلك يوم الاثنين لأربعٍ بَقِين من ذِي الحِجّة سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثِمئة:
1. مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ
وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ
2. ذَرَاني وَالفَلاةَ بِلا دَلِيْلٍ
وَوَجْهِي وَالهَجِيرَ بِلا لِثَامِ
3. فإنّي أسْتَرِيحُ بِذَا وَهَذَا
وَأَتْعَبُ بِالإنَاخَةِ وَالمُقَامِ
4. عُيُونُ رَوَاحِلي إِنْ حِرْتُ عَيْنِي
وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغَامي
5. فَقَدْ أرِدُ المِيَاهَ بِغَيْرِ هَادٍ
سِوَى عَدِّي لهَا بَرْقَ الغَمَامِ
6. يُذِمُّ لِمُهْجَتِي رَبِّي وَسَيْفِي
إِذَا احْتَاجَ الوَحِيْدُ إِلَى الذِّمَامِ
7. وَلا أُمْسِي لأَهْلِ البُخْلِ ضَيْفًا
وَلَيْسَ قِرًى سِوَى مُخِّ النَّعامِ
8. وَلمَّا صَارَ وُدُّ النَّاسِ خِبًّا
جَزَيْتُ عَلَى ابْتِسَامٍ بِابْتِسَامِ
9. وَصِرْتُ أشُكُّ فِيْمَنْ أصْطَفِيهِ
لِعِلْمِي أَنَّهُ بَعْضُ الأَنَامِ
10. يُحِبُّ العَاقِلُونَ عَلَى التَّصَافِي
وَحُبُّ الجَاهِلِينَ عَلَى الوَسَامِ
11. وَآنَفُ مِنْ أَخِي لأَبِي وَأُمِّي
إِذَا مَا لَمْ أَجِدْهُ مِنَ الكِرَامِ
12. أرَى الأجْدَادَ تَغْلِبُهَا كَثِيْرًا
عَلَى الأَوْلادِ أَخْلاقُ اللِّئَامِ
13. وَلَسْتُ بِقَانِعٍ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ
بأنْ أُعْزَى إِلَى جَدٍّ هُمَامِ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela