بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فبهذه الليلة ساتحدث عن ايتين من كتاب الله تبارك وتعالى الاولى في سورة المائدة وهي مما قد يقف فيه القارئ فلا يتبين - 00:00:00
وجهه والثانية في سورة الانعام وقد تفهم على غير مراد الله تبارك وتعالى. اما الاولى فهي ان الله تبارك وتعالى قال لعيسى عليه الصلاة والسلام اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله - 00:00:21
قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به - 00:00:42
ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم - 00:00:57
فما قال قال العزيز الحكيم وما قال الغفور الرحيم مع ان المتبادر ان يقال وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم فلماذا قال الله عز وجل عن عيسى صلى الله عليه وسلم - 00:01:17
وان تعذبهم فانك انت العزيز الحكيم فهذه قد يستشكلها القارئ والجواب عن هذا والله تعالى اعلم ان يقال بان ذلك اليوم يوم عظيم وموقف هائل يغضب فيها الرب تبارك وتعالى غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله كما جاء في الحديث - 00:01:37
فعيسى عليه الصلاة والسلام حينما يوجه اليه هذا السؤال ويقول هذا المقال لا يجعل من نفسه مدافعا عنهم ما يقول اللهم اغفر لهم او ما يشعر بذلك وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم. لا - 00:02:04
وانما فوض الامر الى الله عز وجل تمام التفويض هؤلاء عبادك بين يديك ان تعذبهم فهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. يعني لا تغفر لهم من ضعف او عجز عن المؤاخذة والمعاقبة - 00:02:25
لان الانسان قد يعفو لكن عن ضعف على الاخذ والعقوبة فالله عز وجل ان عذب فهم عباده نواصيهم بيده وان غفر لهم فهو يغفر مع كمال عزته وحكمته حيث يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها - 00:02:45
فهو عفو ليس بسبب عجز ولا ضعف هذه الاية الاولى واما الاية الثانية وهي في اول سورة الانعام وهي قوله تبارك وتعالى وهو الله في السماوات في الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون - 00:03:09
هذه الاية ما المراد بها اين موضع الوقف فيها من اهل العلم من يقول الوقف هكذا وهو الله في السماوات وتقف وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون لاحظتم كيف يتغير المعنى - 00:03:29
مواضع الوقف في اغلبها في القرآن اجتهادية بناء على ما يلوح من المعنى للعلماء ولهذا اختلفوا في موضع الوقف في هذه الاية فبعضهم قال هكذا وهو الله في السماوات اي انه فوق السماوات في هنا بمعنى على - 00:03:51
كقوله اامنتم من في السماء اي على السماء وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون هو فوق عرشه فوق سماواته ويعلم ما يجري في الارض - 00:04:09
من اصراركم واعلانكم وجهركم وسائر اعمالكم وهذا معنى تحتمله الاية ومن وصل وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون بعضهم قال وهو الله اي المألوه المعبود - 00:04:26
يدعى الله ويعبد ويوحد في الملكوت الاعلى وفي الارظ وهو الله اي المألوه الذي يدعى الله بالعالم العلوي وفي العالم السفلي. اي انه مألوه اي معبود في السماوات يعبده اهل السماوات - 00:04:48
ويعبده اهل الارض وهو الله اي المألوه في السماوات وفي الارض مألوه في السماوات ومألوه في الارض هذا معنى وهو من اجودها واحسنها وعليه كثير من المحققين وتكون الاية على الوصل وهو الله في السماوات وفي الارض هو - 00:05:08
المألوه في العالم العلوي والسفلي يدعى الله في الملكوت الاعلى وفي الارظ ويحتمل وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم فيكون يعلم سركم وجهركم متعلق بالارض هذا كله من اجل ماذا - 00:05:30
من اجل ان لا يتوهم احد معنى باطلا من هذه الاية كما يقول غلاة الصوفية والجهمية وطوائف من المنحرفين بان الله موجود في كل مكان تعالى الله عن ذلك فالله عز وجل معنا بعلمه والا فهو فوق سماواته - 00:05:53
فوق عرشه بائن من خلقه. هذه العقيدة اهل السنة لا يجوز لاحد ان يعتقد سواها. يخافون ربهم من فوقهم. الرحمن على العرش استوى فهذه الاية في سورة الانعام هذا معناها - 00:06:13
وليس معناها ان الله موجود في السماوات وموجود بالارض مخالط لخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال للجارية اين الله قالت في السماء - 00:06:29
قال من انا قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي عليه ائمة المسلمين سلفا وخلفا من الصحابة رضي الله عنهم الى يومنا هذا. هذا نسأل الله عز وجل ان يبصرنا واياكم - 00:06:43
القرآن العظيم اجعلنا واياكم هداة مهتدين وصلى الله على محمد واله وصحبه - 00:07:00
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فبهذه الليلة ساتحدث عن ايتين من كتاب الله تبارك وتعالى الاولى في سورة المائدة وهي مما قد يقف فيه القارئ فلا يتبين - 00:00:00
وجهه والثانية في سورة الانعام وقد تفهم على غير مراد الله تبارك وتعالى. اما الاولى فهي ان الله تبارك وتعالى قال لعيسى عليه الصلاة والسلام اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله - 00:00:21
قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به - 00:00:42
ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم - 00:00:57
فما قال قال العزيز الحكيم وما قال الغفور الرحيم مع ان المتبادر ان يقال وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم فلماذا قال الله عز وجل عن عيسى صلى الله عليه وسلم - 00:01:17
وان تعذبهم فانك انت العزيز الحكيم فهذه قد يستشكلها القارئ والجواب عن هذا والله تعالى اعلم ان يقال بان ذلك اليوم يوم عظيم وموقف هائل يغضب فيها الرب تبارك وتعالى غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله كما جاء في الحديث - 00:01:37
فعيسى عليه الصلاة والسلام حينما يوجه اليه هذا السؤال ويقول هذا المقال لا يجعل من نفسه مدافعا عنهم ما يقول اللهم اغفر لهم او ما يشعر بذلك وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم. لا - 00:02:04
وانما فوض الامر الى الله عز وجل تمام التفويض هؤلاء عبادك بين يديك ان تعذبهم فهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. يعني لا تغفر لهم من ضعف او عجز عن المؤاخذة والمعاقبة - 00:02:25
لان الانسان قد يعفو لكن عن ضعف على الاخذ والعقوبة فالله عز وجل ان عذب فهم عباده نواصيهم بيده وان غفر لهم فهو يغفر مع كمال عزته وحكمته حيث يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها - 00:02:45
فهو عفو ليس بسبب عجز ولا ضعف هذه الاية الاولى واما الاية الثانية وهي في اول سورة الانعام وهي قوله تبارك وتعالى وهو الله في السماوات في الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون - 00:03:09
هذه الاية ما المراد بها اين موضع الوقف فيها من اهل العلم من يقول الوقف هكذا وهو الله في السماوات وتقف وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون لاحظتم كيف يتغير المعنى - 00:03:29
مواضع الوقف في اغلبها في القرآن اجتهادية بناء على ما يلوح من المعنى للعلماء ولهذا اختلفوا في موضع الوقف في هذه الاية فبعضهم قال هكذا وهو الله في السماوات اي انه فوق السماوات في هنا بمعنى على - 00:03:51
كقوله اامنتم من في السماء اي على السماء وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون هو فوق عرشه فوق سماواته ويعلم ما يجري في الارض - 00:04:09
من اصراركم واعلانكم وجهركم وسائر اعمالكم وهذا معنى تحتمله الاية ومن وصل وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون بعضهم قال وهو الله اي المألوه المعبود - 00:04:26
يدعى الله ويعبد ويوحد في الملكوت الاعلى وفي الارظ وهو الله اي المألوه الذي يدعى الله بالعالم العلوي وفي العالم السفلي. اي انه مألوه اي معبود في السماوات يعبده اهل السماوات - 00:04:48
ويعبده اهل الارض وهو الله اي المألوه في السماوات وفي الارض مألوه في السماوات ومألوه في الارض هذا معنى وهو من اجودها واحسنها وعليه كثير من المحققين وتكون الاية على الوصل وهو الله في السماوات وفي الارض هو - 00:05:08
المألوه في العالم العلوي والسفلي يدعى الله في الملكوت الاعلى وفي الارظ ويحتمل وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم فيكون يعلم سركم وجهركم متعلق بالارض هذا كله من اجل ماذا - 00:05:30
من اجل ان لا يتوهم احد معنى باطلا من هذه الاية كما يقول غلاة الصوفية والجهمية وطوائف من المنحرفين بان الله موجود في كل مكان تعالى الله عن ذلك فالله عز وجل معنا بعلمه والا فهو فوق سماواته - 00:05:53
فوق عرشه بائن من خلقه. هذه العقيدة اهل السنة لا يجوز لاحد ان يعتقد سواها. يخافون ربهم من فوقهم. الرحمن على العرش استوى فهذه الاية في سورة الانعام هذا معناها - 00:06:13
وليس معناها ان الله موجود في السماوات وموجود بالارض مخالط لخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال للجارية اين الله قالت في السماء - 00:06:29
قال من انا قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي عليه ائمة المسلمين سلفا وخلفا من الصحابة رضي الله عنهم الى يومنا هذا. هذا نسأل الله عز وجل ان يبصرنا واياكم - 00:06:43
القرآن العظيم اجعلنا واياكم هداة مهتدين وصلى الله على محمد واله وصحبه - 00:07:00