والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثامنة من محاضرات تفسير سورة الانفال - 00:00:16
مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم - 00:00:39
وما تنفقوا من شيء في سبيل الله وفى اليكم وانتم لا تظلمون تبدأ الاية بقول الله تعالى واعدوا لهم اي لاعدائكم الساعين في هلاككم وابطال دينكم المحاربين لكم الباغين عليكم - 00:01:00
الناقدين لعهودكم ولمواثيقكم اعدوا لهم ما استطعتم من قوة. كل انواع القوة الممكنة والمقدور عليها. البرية البحرية الجوية السياسية الاقتصادية الاعلامية. لقد تطور مفهوم الحرب في واقعنا المعاصر فلم يعد في ميادين - 00:01:23
لقتالي وحدها بل تعددت مجالاته وتعددت الياته فجاءت الاية مطلقة ما استطعتم من قوة ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان القوة الرمي انما هو بيان لنوع منها ولا - 00:01:46
فيما عداها لان الاية مطلقة ما استطعتم من قوة ثم قال تعالى ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. لقد كانت هذه العلة موجودة في رباط الخيل في ذلك الزمان - 00:02:08
ولما كان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فان كان شيء اخر اكثر ارهابا منها بريا او بحريا او جويا كان مطلوبا وكان مأمورا باعداده بمقتضى هذه الاية الكريمة. واعدوا لهم ما استطعتم - 00:02:28
طعتم من قوة وما اشار اليه بعض المفسرين من ضعف الحديث الا ان القوة الرمي ليس بدقيق. لان الحقيقة جاء في صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في صحيح مسلم الا ان القوة ولهذا بوب مسلم في صحيحه فقال - 00:02:48
باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه. ثم ساق حديث عقبة بن عامر وفيه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول واعدوا له - 00:03:13
ثم استطعتم من قوة الا ان القوة الرمل الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي اه صلوات ربي وسلامه على رسوله صلى الله عليه واله وسلم. وكلمة الرمي عامة يعتش من الرمي بكل انواع - 00:03:32
يعني العتاد والسلاح الذي تحذف به النكاية في العدو ثم تأمل قوله تعالى وهو يشير الى النفقة في سبيل الله التي لا بديل منها ولا غنى عنها لاعداد الجيوش واعداد القوة - 00:03:51
فقال تعالى وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون انه لا يمكن توفير العتاد والقوى الحربية الا بميزانيات ضخمة الا باموال طائلة ينبغي ان تبذل في - 00:04:10
في سبيل الله عز وجل لاعداد هذه القوة التي يتحقق بها الرب الردع وبها ينتفي بقيوا العدو على جماعة المسلمين. ان هذا لاخافتهم وارهابهم لمنعهم من العدوان. لمنعهم من البغي لمنعهم من الاستطالة. فوجود القوة في صف الجماعة المسلمة يجعل عدوها - 00:04:30
يرهب جانبها ويخشى ان يستطيل عليها. وبهذا يتحقق السلام المنشود عندما ينكف العدو عن البغي وينزجر عن الاستطالة لما يخافه من القوة الموجودة القوة الدفاعية الموجودة لدى جماعة المسلمين واعدوا لهم ما استطعتم من قوة - 00:05:00
ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم ممن سيقاتلونكم مستقبلا. انتم الان علمتم اعدائكم الان وانتم الان تقاتلونهم. تمة اعداء جدد سيكونون في المستقبل فقوله تعالى ترهمون به عدو الله وعدوكم ممن تعلمون اليوم انهم اعداؤكم. ثم قال واخر - 00:05:30
من دونهم لا تعلمونهم ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله فيه الله يعلمهم. ولهذا امرهم بالاستعداد الى هم. ومن اعظم ما يعين على هذا كما قلنا النفقات المالية في جهاد الكفار ومن اجل هذا جاء - 00:05:58
الحث والتحريض على النفقة في سبيل الله. وان من يفعل هذا يوفى اليه اجره اضعافا مضاعفة ولن يبخس ولن يبخسه الله حقا ولن يتره الله عمله ثم قال تعالى وان جنحوا للسلم - 00:06:21
فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. وهذه الاية كانت موضع جدل عند اسقاط حكمها على العلاقات الدولية المعاصرة. وان للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. ما معنى جنحوا؟ ما له - 00:06:44
اذا مالوا للسلم اذا مالوا الى مسالمتك وترك قتالك اما اما اما بدخولهم في الدين او باعطاء الجزية او بالموادعة ونحو ذلك من اسباب السلم والصلح فاجنح لها اي فمل اليها. معنى جنح اي مالا - 00:07:10
النابغة يقول جوانح قد ايقن ان قبيله اذا ما التقى الجمعان اوله وغالبية نعم جوانح قد ايقن ان قبيله اذا ما التقى الجمعان اول غالب. وان جنحوا للسلم الله جل وعلا يقول لنبيه هذه الاية بعد ان قال له واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان - 00:07:34
الله لا يحب الخاينين انبذ اليهم واعلمهم بالحرب. لكن ان جنح اوليس سالمي ان ماله الى مسالمتك ترك محاربتك فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم جل جلاله - 00:08:06
يعني ان الله الذي تتوكل عليه السميع لما تكون انت ومن تسالمه من اعداء الله واعدائك عند عقد السلم بينك وبينه. وما كل فريق منكم على صاحبه من شروط العلي - 00:08:26
بما يضمره كل فريق منكم للفريق الاخر من الوفاء بما عقده عليه ومن الذي اسر واضمر في قلبه الغدر والخيانة والخديعة وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. ثم قال تعالى وان يريدوا ان يخدعون - 00:08:42
هؤلاء الذين امرتك بان تنبذ اليهم على سواء ان خفت منهم خيانة ثم امرتك بمسالمتهم ان جنحوا للسلم ان ارادوا خداعك والمكر بك فان حسبك الله هو الذي يكفيك خداعهم اياك لانه متكفل باظهار دينك على الدين كله - 00:09:10
ضامن بان يجعل كلمتك هي الكلمة بان يجعل كلمته هي العليا وكلمة اعدائه السفلى هو الذي ايدك بنصره. كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله يدافع عن الذين امنوا ثم قال وبالمؤمنين يعني بالانصار وهنا افادة جليلة - 00:09:35
واشارة لا واشارة لطيفة ان الله ايد نبيه بالمؤمنين شهادة لاصحاب نبيه بالايمان وفي هذا رد قاطع على من زعموا ان اصحاب النبي قد ارتدوا بعد موت نبيهم. متى نسخت هذه الاية من القرآن - 00:10:03
تبدلت من كتاب الله عز وجل. والله يقول ايدك بنصره وبالمؤمنين. ولا تزال الاية قرآنا يتلى ايضا كما قال تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم. لا يزال - 00:10:24
في مشارق الارض ومغاربها يقرأون هذه الاية شهادة الله لاهل بيعة الرضوان بالايمان هي لظاهرهم ولباطنهم فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم كم كان عدد هؤلاء الف واربعمائة او الف وستمائة - 00:10:44
بل قال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في في ساعة العسرة من بعد بما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. هؤلاء كانوا ثلاثين الفا - 00:11:07
كما تقول كتب السير والتاريخ هؤلاء اصحاب النبي محمد الذين يعلن الله جل يشهد لهم بالايمان ويسجل في كتابه توبته عليهم ويسجل في كتابه رضاه عنهم جل جلاله. ايدك بنصره وبالمؤمنين - 00:11:28
الصلح بين المؤمنين واعدائهم من غير المؤمنين ازا اقتضته الحاجة اذا رجحته المصلحة العامة لجماعة المسلمين جائز. لكنه جائز جائز بشروط ان يكون صلحا مطلقا او مقيدا بمدة زمنية معينة الا يتضمن اقرار غاصب على غصبه الا تحت مطارق الاضطرار - 00:11:47
وتحت وطأة الحاجة الشديدة لان الاصل الا يقر غاصب على على غصبه ولا ظالم على ظلمه وهذا متفق عليه في الشرائع السماوية كلها انه لا يقر ظالم على ظلمه ولا يقر غاصب على غصبه - 00:12:20
لكن طبعا اذا اقتضت هذا ضرورة ملجئة او حاجة ماسة بينة ظاهرة فلضرورة احكامها وللحاجة الماسة التي تنزل منزلة الضرورة احكامها كذلك يبقى ما يقاس على صحيفة المدينة. النبي صلى الله عليه وسلم ودعا - 00:12:45
اليهود في المدينة وابرم معهم صلحا مطلقا وكتب صحيفة بينه وبينهم ينبغي التأمل فيها بهدوء ان القوم لم يسكنوا مدينة الرسول عنوة ولم يغتصبوها من اهلها بالقوة. بل كانوا جزءا من مجتمعها منذ عقود - 00:13:13
والنبي صلى الله عليه وسلم اسس دعائم الدولة الاسلامية في المدينة على ان يعطي كل ذي حق حقه وعدم اغتصاب حقوقهم في المجتمع الواحد. فاعطاهم ما اعطاهم من الامن والاستقرار - 00:13:39
على ما هم عليه ولم يتم اجلاؤهم او طردهم الا بسبب معاداتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وخرقهم لما كان بينه وبينهم يعني من عهود اه اه يعني تم ابرامها من قبل لكن القوم لم يستقيموا عليها ولم يوفوا بها بل - 00:13:55
نقضوا وخانوا وبدلوا فحقت عليهم كلمة العذاب التي سبقت عليهم في الابد اما يعني كما قلنا ونؤكد ان صلحا يتضمن اقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه والاعتراف باحقية يده على ما اغتصبه - 00:14:20
وتمكين المعتدي من البقاء على دعواه الاصل انه باطل لا يجوز فقد اجمعت الشرائع السماوية بل والوضعية على حرمة الغصب. وعلى وجوب رد المغصوب الى اهله حثت صاحب الحق على الدفاع عن حقه والمطالبة به على اليد ما اخذت حتى تؤديه - 00:14:46
فمثل هذا لا يقبل الا تحت مطارق الاقتهار وتحت وطأة الاضطرار وليس في الاحوال العادية مسألة مهمة ايضا ما ما قد يتوهمه البعض من ان جواز الصلح يعني انهاء حالة - 00:15:13
العداء الديني والايماني والنفسي هذا ايضا يحتاج الى مراجعة كبيرة لان الصلح لا يعني ابدا بحال من الاحوال التنكر الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي تبين الموقف الايماني والموقف النفسي والموقف الديني من المحاربين المعتدين. الحواجز النفسية لا يمكن تجاوزها - 00:15:37
واجز الايمانية لا يجوز تجاوزها ومن ثم ما تنص عليه بعض هذه المعاهدات من اعلان انتهاء حالة العداء وتخطي الحواجز النفسية ووقف حملات العداء ونحو ذلك بل بل تضمن الامر ما هو ابعد من هذا من الدعوة الى الغاء - 00:16:17
كل ما من شأنه الاشارة الى الجوانب المعادية والتي تعكس كما يقولون التعصب والتميز والعبارات العدائية في نصوص التشريعات الخاصة. وان عن مثل هذه الاشارات او التعبيرات في كل المجموعات الحكومية - 00:16:49
واتخاذ كل الاجراءات القانونية والادارية الممكنة التي من شأنها منع انتشار مثل هذه الدعايات من قبل اي لتنظيم او فرض هذا محل مراجعة كبيرة. محل تأمل كبير والا ماذا يفعل كيف نفعل وماذا نفعل؟ مع مثل - 00:17:11
لقول الله تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا مع قول الله تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا - 00:17:31
يعتدون القول بان الصلح يقتضي ازالة الحاجز الديني والنفسي والعقدي هذا قوله ليس بدقيق ليس بصحية الصلح يقتضي تبادل سفراء يقتضي يقتضي تبادل مصالح سياسية اقتصادية تجارية يبقى الامر في هذه الحدود ويبقى الامر مطلقا او مؤقتا. اما ان يكون - 00:17:48
دائما وشاملا وعاما هذا يعني الغاء فريضة الجهاد واقرارا الغاصب على ما اغتصبه الى الابد ولا اظن ان احدا من علماء المسلمين يفتي بجواز مثل هذا فارجو ان يعاد الامر الى اطاره الشرعي الصحيح - 00:18:18
نحافز على وعي الجيل الحاضر وحتى نسلم الامانة للجيل القادم وقد يتسلموها بغير كذب على الله ولا يكدب على الناس ولا تدليس على عباده وان يريدوا ان يخدعوك فان حزبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. والف بين قلوبهم - 00:18:40
لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. الله جل وعلا هو الذي الف بين قلوب المؤمنين في المدينة بعد ان دامت الحرب بين الاوس والخزرج - 00:19:08
عقودا متطاولة من الزمن واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون - 00:19:26
الف الله بين قلوب المؤمنين في المدينة. وهذا من اعظم نعمه عليهم. وامتن بذلك على نبيه فقال لو انفقت ما في الارض جميعا مهما بذلت من اموال وعملت دعايات ونشرت نشرات لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم. ولكن الله الف - 00:19:48
بينهم انه عزيز حكيم جل جلاله. ثم قال تعالى يا ايها النبي حسبك الله. الله كافيك ومن اتبعك من المؤمنين اي وحسب من اتبعك من المؤمنين. الله! فالله جل وعلا حسبك وحسبهم - 00:20:12
كافيك وكافيهم جل جلاله. يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين الله جل جلاله فاتخذه وكيلا واحسن الظن به وتوكل عليه - 00:20:32
وثق بتدبيره لك. واعلم ان اختياره لك ولاصحابك اولى من اختياركم لانفسكم لا تدبر لك امرا. فاولو التدبير هلكى سلم الامر تجدنا نحن اولى بك منك يا ايها النبي حرضي المؤمنين على القتال - 00:20:55
اياكم منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين. اي حرض وحث متبعيك ومصدقيك على ما جئتهم به من الحق حرطهم على قتال من اكبر وتولى عن الحق. من بغى من حارب من عاند من قاتل من نقض - 00:21:21
العهود والمواثيق من استباح الحرمات. من انتهك المقدسات؟ حرض المؤمنين على القتال. ان يكن منكم عشرون صابرون عند لقاء العدو يحتسبون انفسهم ويثبتون لعدوهم يغلبون مئتين وان يكن كن مئة يغلب الفا - 00:21:41
بانهم قوم لا يفقهون لان المشركين يقاتلون على غير رجاء ثواب ولا لطلب اجر او احتساب لان لا يفقهون ولا يدركون ان الله موجب لمن قاتل احتسابا وطلب موعوده في الميعاد - 00:22:04
ما وعد المجاهدين في سبيله فهؤلاء الذين لا يرجون لقاء الله ولا يرجون ايامه. لا يثبتون اذا صدقوا في اللقاء خشية ان يقتلوا فتذهب تاب دنياهم ولتجدنهم احرص الناس على حياة. ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف - 00:22:26
سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. والله بصير بما يعملون. لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء الجدر بأسهم بينهم شديد. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. لانتم اشد رهبة في - 00:22:53
في صدورهم من الله هذا شأن من لا يرجون لله وقارا من لا يعلمون انهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم قال تعالى الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا - 00:23:13
فان يكن منكم مئة صابرة يغلب مئتين وان يكن منكم الف يغلبه الفين باذن الله والله مع الصابرين. الله جل وعلا خفف عن المؤمنين. بعد ان اوجب عليهم ثبات الواحد الى عشرة اوجد اوجب عليهم الثبات الى الضعف فقط - 00:23:34
فان يكن منكم مئة صابرة عند لقائهم عدوهم يغلبوا مائتين. وان يكن منكم الف يغلب الفين باذن الله يعني من معونة الله لهم باذنه الكوني جل جلاله. والله مع الصابرين لعدوهم وعدوه احتسابا - 00:23:56
تابا في صبره وطلبا لجزيل الثواب من ربه بالعون منه والنصر عليه. لكن باقي الكلمة ايه معنى الان خفف الله عنهم وعلم ان فيكم ضعفا الم يكن له عالما بهذا من قبل؟ بلى - 00:24:18
هذا علم الظهور الذي تترتب عليه الاحكام ويترتب عليه الثواب والعقاب. اما العلم الازلي السابق هذا سابق على ارسال الرسل وانزال الكتب. لان الله لم يزل ولا يزال عالما بكل شيء - 00:24:38
ان الايمان بالقدر يقتضي الايمان باربعة اركان. ان الله قد سبق علمه بكل شيء وان الله قد كتب بالقلم في اللوح كل شيء وان الله هو الخالق لكل شيء وان الله قد نفذت مشيئته في كل شيء وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:24:58
الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم - 00:25:21
ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب. وتناط به الاحكام علم الظهور - 00:25:44
في الواقع سوق المقادير الى المواقيت. وليس العلم الازلي الذي كتبه الله جل وعلا في واختص به نفسه جل جلاله ثم قال تعالى ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض. الاسر هو الحبس - 00:26:01
ما كان لنبي ان يحتبس عدوا محاربا بعد ان قدر عليه وصار في يده للفداء والمن الله جل وعلا يقول لنبيه في هذه الاية ان قتل المشركين الذين اسرهم يوم بدء - 00:26:25
ثم فاد بهم كان احب الى الله جل جلاله. واولى بالصواب من اخذ الفدية منهم واطلاقهم. حتى يسخن في الارض ان يبالغ في قتل المشركين وقهرهم غلبة وقصرا. معنى افخم في الامر اي بالغ فيه. ثم قال تعالى - 00:26:46
يخاطبوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. تريدون عرض الدنيا؟ تريدون باسركم للمشركين. واخذكم ما عرضوا عليكم من مال ومتاع تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة يريد لكم زينة الاخرة وما اعده لاهل ولايته في جناته - 00:27:08
فاطلبوا ما يريد الله لكم. وله اعملوا لا تعملوا لما تدعوهم اليه اهواء انفسكم من الرغبة في الدنيا واسبابها والله عزيز ان الله عزيز لا يقهر ولا يغلب حكيم في تدبير امر خلقه لا ينفك شرعه عن حكمته جل جلاله - 00:27:33
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في اخباره وعدلا في احكامه. ثم قال تعالى لولا كتاب من الله سبق يقول الله جل وعلا لنبيه واصحابه الذين قاتلوا معه في بدر ثم غنموا - 00:28:00
واخذوا الفداء من الاسرى. لولا كتاب من الله سبق. لولا ان الله جل وعلا قد سبق في علمه في اللوح المحفوظ ان الله احل الغنائم لهذه الامة وان الله جل وعلا لا يضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون - 00:28:22
وانه لا يعذب احدا ممن شهد المشهد في بدء مع النبي صلى الله عليه وسلم. لولا ان هذا كله قد سبق في كتاب الله عز وجل لنالكم بما اخذتم من الغنيمة والفداء عذاب عظيم - 00:28:44
الحسن يقول ان الله كان مطعم هذه الامة الغنيمة لكنهم اخذوا الفداء من الاسارى قبل ان يؤمروا به فعاب الله ذلك عليهم ثم احله لهم يقول واخذ اصحاب النبي صلى الله وسلم - 00:29:02
المغانم والاسرى قبل ان يؤمروا به وكان الله تبارك وتعالى قد سبق عنده في ام الكتاب ان الغنائم والاسرى حلال لمحمد وامته. ولم يكن احله لامة قبلهم. لكنهم اخذوا الغنائم والاسرى - 00:29:25
وقبل ان ينزل اليهم في ذلك وحي ولهذا قال تعالى لولا كتاب من الله سبق اي لولا ما سبق في الكتاب الاول ان الغنائم والاسرى حلال لكم لمستكم فيما اخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيب - 00:29:45
طيبا قولوا مما غنمتم من اموال المشركين حلالا باحلال الله لكم واتقوا الله اذ خافوه جل جلاله احذروا ان تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل ان يعهد فيه اليكم. يا ايها الذين امنوا - 00:30:08
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تقولوا حتى يقول لا تقضوا حتى يقضي. لا تحكموا حتى يحكم لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تفعلوا في دينكم شيئا قبل ان يعهد الله اليكم فيه. قبل ان يأذن الله - 00:30:33
اهو لبن فيه قبل ان ينزل عليهم فيه وحي من عند الله عز وجل او بيان من قبل رسوله صلى الله عليه وسلم فخذوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تتخذوا - 00:30:53
موقفا قبل ان يعهد اليكم فيه من قبل الله جل جلاله. ان الله غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. لو بلغت ذنوب عبد من عباده عنان السماء - 00:31:12
ثم استغفى ربه لغفر له على ما كان منه ولم يبالي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله - 00:31:31
لا ومن وجد سوى ذلك فلا يلومن الا نفسه. ان الله غفور رحيم رحيم بهم لا يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها فقد سبقت رحمته غضبه واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا - 00:31:58
فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم جل جلاله. ان الله جل جلاله كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش. ان رحمتي - 00:32:20
سبقت غضبي غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى - 00:32:42
اله وصحبه وسلم. اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في المحاضرة القادمة ان شاء الله وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم - 00:33:11
ورحمته - 00:33:30
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثامنة من محاضرات تفسير سورة الانفال - 00:00:16
مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم - 00:00:39
وما تنفقوا من شيء في سبيل الله وفى اليكم وانتم لا تظلمون تبدأ الاية بقول الله تعالى واعدوا لهم اي لاعدائكم الساعين في هلاككم وابطال دينكم المحاربين لكم الباغين عليكم - 00:01:00
الناقدين لعهودكم ولمواثيقكم اعدوا لهم ما استطعتم من قوة. كل انواع القوة الممكنة والمقدور عليها. البرية البحرية الجوية السياسية الاقتصادية الاعلامية. لقد تطور مفهوم الحرب في واقعنا المعاصر فلم يعد في ميادين - 00:01:23
لقتالي وحدها بل تعددت مجالاته وتعددت الياته فجاءت الاية مطلقة ما استطعتم من قوة ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان القوة الرمي انما هو بيان لنوع منها ولا - 00:01:46
فيما عداها لان الاية مطلقة ما استطعتم من قوة ثم قال تعالى ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. لقد كانت هذه العلة موجودة في رباط الخيل في ذلك الزمان - 00:02:08
ولما كان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فان كان شيء اخر اكثر ارهابا منها بريا او بحريا او جويا كان مطلوبا وكان مأمورا باعداده بمقتضى هذه الاية الكريمة. واعدوا لهم ما استطعتم - 00:02:28
طعتم من قوة وما اشار اليه بعض المفسرين من ضعف الحديث الا ان القوة الرمي ليس بدقيق. لان الحقيقة جاء في صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في صحيح مسلم الا ان القوة ولهذا بوب مسلم في صحيحه فقال - 00:02:48
باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه. ثم ساق حديث عقبة بن عامر وفيه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول واعدوا له - 00:03:13
ثم استطعتم من قوة الا ان القوة الرمل الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي اه صلوات ربي وسلامه على رسوله صلى الله عليه واله وسلم. وكلمة الرمي عامة يعتش من الرمي بكل انواع - 00:03:32
يعني العتاد والسلاح الذي تحذف به النكاية في العدو ثم تأمل قوله تعالى وهو يشير الى النفقة في سبيل الله التي لا بديل منها ولا غنى عنها لاعداد الجيوش واعداد القوة - 00:03:51
فقال تعالى وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون انه لا يمكن توفير العتاد والقوى الحربية الا بميزانيات ضخمة الا باموال طائلة ينبغي ان تبذل في - 00:04:10
في سبيل الله عز وجل لاعداد هذه القوة التي يتحقق بها الرب الردع وبها ينتفي بقيوا العدو على جماعة المسلمين. ان هذا لاخافتهم وارهابهم لمنعهم من العدوان. لمنعهم من البغي لمنعهم من الاستطالة. فوجود القوة في صف الجماعة المسلمة يجعل عدوها - 00:04:30
يرهب جانبها ويخشى ان يستطيل عليها. وبهذا يتحقق السلام المنشود عندما ينكف العدو عن البغي وينزجر عن الاستطالة لما يخافه من القوة الموجودة القوة الدفاعية الموجودة لدى جماعة المسلمين واعدوا لهم ما استطعتم من قوة - 00:05:00
ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم ممن سيقاتلونكم مستقبلا. انتم الان علمتم اعدائكم الان وانتم الان تقاتلونهم. تمة اعداء جدد سيكونون في المستقبل فقوله تعالى ترهمون به عدو الله وعدوكم ممن تعلمون اليوم انهم اعداؤكم. ثم قال واخر - 00:05:30
من دونهم لا تعلمونهم ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله فيه الله يعلمهم. ولهذا امرهم بالاستعداد الى هم. ومن اعظم ما يعين على هذا كما قلنا النفقات المالية في جهاد الكفار ومن اجل هذا جاء - 00:05:58
الحث والتحريض على النفقة في سبيل الله. وان من يفعل هذا يوفى اليه اجره اضعافا مضاعفة ولن يبخس ولن يبخسه الله حقا ولن يتره الله عمله ثم قال تعالى وان جنحوا للسلم - 00:06:21
فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. وهذه الاية كانت موضع جدل عند اسقاط حكمها على العلاقات الدولية المعاصرة. وان للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. ما معنى جنحوا؟ ما له - 00:06:44
اذا مالوا للسلم اذا مالوا الى مسالمتك وترك قتالك اما اما اما بدخولهم في الدين او باعطاء الجزية او بالموادعة ونحو ذلك من اسباب السلم والصلح فاجنح لها اي فمل اليها. معنى جنح اي مالا - 00:07:10
النابغة يقول جوانح قد ايقن ان قبيله اذا ما التقى الجمعان اوله وغالبية نعم جوانح قد ايقن ان قبيله اذا ما التقى الجمعان اول غالب. وان جنحوا للسلم الله جل وعلا يقول لنبيه هذه الاية بعد ان قال له واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان - 00:07:34
الله لا يحب الخاينين انبذ اليهم واعلمهم بالحرب. لكن ان جنح اوليس سالمي ان ماله الى مسالمتك ترك محاربتك فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم جل جلاله - 00:08:06
يعني ان الله الذي تتوكل عليه السميع لما تكون انت ومن تسالمه من اعداء الله واعدائك عند عقد السلم بينك وبينه. وما كل فريق منكم على صاحبه من شروط العلي - 00:08:26
بما يضمره كل فريق منكم للفريق الاخر من الوفاء بما عقده عليه ومن الذي اسر واضمر في قلبه الغدر والخيانة والخديعة وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. ثم قال تعالى وان يريدوا ان يخدعون - 00:08:42
هؤلاء الذين امرتك بان تنبذ اليهم على سواء ان خفت منهم خيانة ثم امرتك بمسالمتهم ان جنحوا للسلم ان ارادوا خداعك والمكر بك فان حسبك الله هو الذي يكفيك خداعهم اياك لانه متكفل باظهار دينك على الدين كله - 00:09:10
ضامن بان يجعل كلمتك هي الكلمة بان يجعل كلمته هي العليا وكلمة اعدائه السفلى هو الذي ايدك بنصره. كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله يدافع عن الذين امنوا ثم قال وبالمؤمنين يعني بالانصار وهنا افادة جليلة - 00:09:35
واشارة لا واشارة لطيفة ان الله ايد نبيه بالمؤمنين شهادة لاصحاب نبيه بالايمان وفي هذا رد قاطع على من زعموا ان اصحاب النبي قد ارتدوا بعد موت نبيهم. متى نسخت هذه الاية من القرآن - 00:10:03
تبدلت من كتاب الله عز وجل. والله يقول ايدك بنصره وبالمؤمنين. ولا تزال الاية قرآنا يتلى ايضا كما قال تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم. لا يزال - 00:10:24
في مشارق الارض ومغاربها يقرأون هذه الاية شهادة الله لاهل بيعة الرضوان بالايمان هي لظاهرهم ولباطنهم فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم كم كان عدد هؤلاء الف واربعمائة او الف وستمائة - 00:10:44
بل قال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في في ساعة العسرة من بعد بما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. هؤلاء كانوا ثلاثين الفا - 00:11:07
كما تقول كتب السير والتاريخ هؤلاء اصحاب النبي محمد الذين يعلن الله جل يشهد لهم بالايمان ويسجل في كتابه توبته عليهم ويسجل في كتابه رضاه عنهم جل جلاله. ايدك بنصره وبالمؤمنين - 00:11:28
الصلح بين المؤمنين واعدائهم من غير المؤمنين ازا اقتضته الحاجة اذا رجحته المصلحة العامة لجماعة المسلمين جائز. لكنه جائز جائز بشروط ان يكون صلحا مطلقا او مقيدا بمدة زمنية معينة الا يتضمن اقرار غاصب على غصبه الا تحت مطارق الاضطرار - 00:11:47
وتحت وطأة الحاجة الشديدة لان الاصل الا يقر غاصب على على غصبه ولا ظالم على ظلمه وهذا متفق عليه في الشرائع السماوية كلها انه لا يقر ظالم على ظلمه ولا يقر غاصب على غصبه - 00:12:20
لكن طبعا اذا اقتضت هذا ضرورة ملجئة او حاجة ماسة بينة ظاهرة فلضرورة احكامها وللحاجة الماسة التي تنزل منزلة الضرورة احكامها كذلك يبقى ما يقاس على صحيفة المدينة. النبي صلى الله عليه وسلم ودعا - 00:12:45
اليهود في المدينة وابرم معهم صلحا مطلقا وكتب صحيفة بينه وبينهم ينبغي التأمل فيها بهدوء ان القوم لم يسكنوا مدينة الرسول عنوة ولم يغتصبوها من اهلها بالقوة. بل كانوا جزءا من مجتمعها منذ عقود - 00:13:13
والنبي صلى الله عليه وسلم اسس دعائم الدولة الاسلامية في المدينة على ان يعطي كل ذي حق حقه وعدم اغتصاب حقوقهم في المجتمع الواحد. فاعطاهم ما اعطاهم من الامن والاستقرار - 00:13:39
على ما هم عليه ولم يتم اجلاؤهم او طردهم الا بسبب معاداتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وخرقهم لما كان بينه وبينهم يعني من عهود اه اه يعني تم ابرامها من قبل لكن القوم لم يستقيموا عليها ولم يوفوا بها بل - 00:13:55
نقضوا وخانوا وبدلوا فحقت عليهم كلمة العذاب التي سبقت عليهم في الابد اما يعني كما قلنا ونؤكد ان صلحا يتضمن اقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه والاعتراف باحقية يده على ما اغتصبه - 00:14:20
وتمكين المعتدي من البقاء على دعواه الاصل انه باطل لا يجوز فقد اجمعت الشرائع السماوية بل والوضعية على حرمة الغصب. وعلى وجوب رد المغصوب الى اهله حثت صاحب الحق على الدفاع عن حقه والمطالبة به على اليد ما اخذت حتى تؤديه - 00:14:46
فمثل هذا لا يقبل الا تحت مطارق الاقتهار وتحت وطأة الاضطرار وليس في الاحوال العادية مسألة مهمة ايضا ما ما قد يتوهمه البعض من ان جواز الصلح يعني انهاء حالة - 00:15:13
العداء الديني والايماني والنفسي هذا ايضا يحتاج الى مراجعة كبيرة لان الصلح لا يعني ابدا بحال من الاحوال التنكر الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي تبين الموقف الايماني والموقف النفسي والموقف الديني من المحاربين المعتدين. الحواجز النفسية لا يمكن تجاوزها - 00:15:37
واجز الايمانية لا يجوز تجاوزها ومن ثم ما تنص عليه بعض هذه المعاهدات من اعلان انتهاء حالة العداء وتخطي الحواجز النفسية ووقف حملات العداء ونحو ذلك بل بل تضمن الامر ما هو ابعد من هذا من الدعوة الى الغاء - 00:16:17
كل ما من شأنه الاشارة الى الجوانب المعادية والتي تعكس كما يقولون التعصب والتميز والعبارات العدائية في نصوص التشريعات الخاصة. وان عن مثل هذه الاشارات او التعبيرات في كل المجموعات الحكومية - 00:16:49
واتخاذ كل الاجراءات القانونية والادارية الممكنة التي من شأنها منع انتشار مثل هذه الدعايات من قبل اي لتنظيم او فرض هذا محل مراجعة كبيرة. محل تأمل كبير والا ماذا يفعل كيف نفعل وماذا نفعل؟ مع مثل - 00:17:11
لقول الله تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا مع قول الله تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا - 00:17:31
يعتدون القول بان الصلح يقتضي ازالة الحاجز الديني والنفسي والعقدي هذا قوله ليس بدقيق ليس بصحية الصلح يقتضي تبادل سفراء يقتضي يقتضي تبادل مصالح سياسية اقتصادية تجارية يبقى الامر في هذه الحدود ويبقى الامر مطلقا او مؤقتا. اما ان يكون - 00:17:48
دائما وشاملا وعاما هذا يعني الغاء فريضة الجهاد واقرارا الغاصب على ما اغتصبه الى الابد ولا اظن ان احدا من علماء المسلمين يفتي بجواز مثل هذا فارجو ان يعاد الامر الى اطاره الشرعي الصحيح - 00:18:18
نحافز على وعي الجيل الحاضر وحتى نسلم الامانة للجيل القادم وقد يتسلموها بغير كذب على الله ولا يكدب على الناس ولا تدليس على عباده وان يريدوا ان يخدعوك فان حزبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. والف بين قلوبهم - 00:18:40
لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. الله جل وعلا هو الذي الف بين قلوب المؤمنين في المدينة بعد ان دامت الحرب بين الاوس والخزرج - 00:19:08
عقودا متطاولة من الزمن واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون - 00:19:26
الف الله بين قلوب المؤمنين في المدينة. وهذا من اعظم نعمه عليهم. وامتن بذلك على نبيه فقال لو انفقت ما في الارض جميعا مهما بذلت من اموال وعملت دعايات ونشرت نشرات لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم. ولكن الله الف - 00:19:48
بينهم انه عزيز حكيم جل جلاله. ثم قال تعالى يا ايها النبي حسبك الله. الله كافيك ومن اتبعك من المؤمنين اي وحسب من اتبعك من المؤمنين. الله! فالله جل وعلا حسبك وحسبهم - 00:20:12
كافيك وكافيهم جل جلاله. يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين الله جل جلاله فاتخذه وكيلا واحسن الظن به وتوكل عليه - 00:20:32
وثق بتدبيره لك. واعلم ان اختياره لك ولاصحابك اولى من اختياركم لانفسكم لا تدبر لك امرا. فاولو التدبير هلكى سلم الامر تجدنا نحن اولى بك منك يا ايها النبي حرضي المؤمنين على القتال - 00:20:55
اياكم منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين. اي حرض وحث متبعيك ومصدقيك على ما جئتهم به من الحق حرطهم على قتال من اكبر وتولى عن الحق. من بغى من حارب من عاند من قاتل من نقض - 00:21:21
العهود والمواثيق من استباح الحرمات. من انتهك المقدسات؟ حرض المؤمنين على القتال. ان يكن منكم عشرون صابرون عند لقاء العدو يحتسبون انفسهم ويثبتون لعدوهم يغلبون مئتين وان يكن كن مئة يغلب الفا - 00:21:41
بانهم قوم لا يفقهون لان المشركين يقاتلون على غير رجاء ثواب ولا لطلب اجر او احتساب لان لا يفقهون ولا يدركون ان الله موجب لمن قاتل احتسابا وطلب موعوده في الميعاد - 00:22:04
ما وعد المجاهدين في سبيله فهؤلاء الذين لا يرجون لقاء الله ولا يرجون ايامه. لا يثبتون اذا صدقوا في اللقاء خشية ان يقتلوا فتذهب تاب دنياهم ولتجدنهم احرص الناس على حياة. ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف - 00:22:26
سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر. والله بصير بما يعملون. لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء الجدر بأسهم بينهم شديد. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. لانتم اشد رهبة في - 00:22:53
في صدورهم من الله هذا شأن من لا يرجون لله وقارا من لا يعلمون انهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم قال تعالى الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا - 00:23:13
فان يكن منكم مئة صابرة يغلب مئتين وان يكن منكم الف يغلبه الفين باذن الله والله مع الصابرين. الله جل وعلا خفف عن المؤمنين. بعد ان اوجب عليهم ثبات الواحد الى عشرة اوجد اوجب عليهم الثبات الى الضعف فقط - 00:23:34
فان يكن منكم مئة صابرة عند لقائهم عدوهم يغلبوا مائتين. وان يكن منكم الف يغلب الفين باذن الله يعني من معونة الله لهم باذنه الكوني جل جلاله. والله مع الصابرين لعدوهم وعدوه احتسابا - 00:23:56
تابا في صبره وطلبا لجزيل الثواب من ربه بالعون منه والنصر عليه. لكن باقي الكلمة ايه معنى الان خفف الله عنهم وعلم ان فيكم ضعفا الم يكن له عالما بهذا من قبل؟ بلى - 00:24:18
هذا علم الظهور الذي تترتب عليه الاحكام ويترتب عليه الثواب والعقاب. اما العلم الازلي السابق هذا سابق على ارسال الرسل وانزال الكتب. لان الله لم يزل ولا يزال عالما بكل شيء - 00:24:38
ان الايمان بالقدر يقتضي الايمان باربعة اركان. ان الله قد سبق علمه بكل شيء وان الله قد كتب بالقلم في اللوح كل شيء وان الله هو الخالق لكل شيء وان الله قد نفذت مشيئته في كل شيء وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:24:58
الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم - 00:25:21
ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب. وتناط به الاحكام علم الظهور - 00:25:44
في الواقع سوق المقادير الى المواقيت. وليس العلم الازلي الذي كتبه الله جل وعلا في واختص به نفسه جل جلاله ثم قال تعالى ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض. الاسر هو الحبس - 00:26:01
ما كان لنبي ان يحتبس عدوا محاربا بعد ان قدر عليه وصار في يده للفداء والمن الله جل وعلا يقول لنبيه في هذه الاية ان قتل المشركين الذين اسرهم يوم بدء - 00:26:25
ثم فاد بهم كان احب الى الله جل جلاله. واولى بالصواب من اخذ الفدية منهم واطلاقهم. حتى يسخن في الارض ان يبالغ في قتل المشركين وقهرهم غلبة وقصرا. معنى افخم في الامر اي بالغ فيه. ثم قال تعالى - 00:26:46
يخاطبوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. تريدون عرض الدنيا؟ تريدون باسركم للمشركين. واخذكم ما عرضوا عليكم من مال ومتاع تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة يريد لكم زينة الاخرة وما اعده لاهل ولايته في جناته - 00:27:08
فاطلبوا ما يريد الله لكم. وله اعملوا لا تعملوا لما تدعوهم اليه اهواء انفسكم من الرغبة في الدنيا واسبابها والله عزيز ان الله عزيز لا يقهر ولا يغلب حكيم في تدبير امر خلقه لا ينفك شرعه عن حكمته جل جلاله - 00:27:33
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في اخباره وعدلا في احكامه. ثم قال تعالى لولا كتاب من الله سبق يقول الله جل وعلا لنبيه واصحابه الذين قاتلوا معه في بدر ثم غنموا - 00:28:00
واخذوا الفداء من الاسرى. لولا كتاب من الله سبق. لولا ان الله جل وعلا قد سبق في علمه في اللوح المحفوظ ان الله احل الغنائم لهذه الامة وان الله جل وعلا لا يضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون - 00:28:22
وانه لا يعذب احدا ممن شهد المشهد في بدء مع النبي صلى الله عليه وسلم. لولا ان هذا كله قد سبق في كتاب الله عز وجل لنالكم بما اخذتم من الغنيمة والفداء عذاب عظيم - 00:28:44
الحسن يقول ان الله كان مطعم هذه الامة الغنيمة لكنهم اخذوا الفداء من الاسارى قبل ان يؤمروا به فعاب الله ذلك عليهم ثم احله لهم يقول واخذ اصحاب النبي صلى الله وسلم - 00:29:02
المغانم والاسرى قبل ان يؤمروا به وكان الله تبارك وتعالى قد سبق عنده في ام الكتاب ان الغنائم والاسرى حلال لمحمد وامته. ولم يكن احله لامة قبلهم. لكنهم اخذوا الغنائم والاسرى - 00:29:25
وقبل ان ينزل اليهم في ذلك وحي ولهذا قال تعالى لولا كتاب من الله سبق اي لولا ما سبق في الكتاب الاول ان الغنائم والاسرى حلال لكم لمستكم فيما اخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيب - 00:29:45
طيبا قولوا مما غنمتم من اموال المشركين حلالا باحلال الله لكم واتقوا الله اذ خافوه جل جلاله احذروا ان تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه من قبل ان يعهد فيه اليكم. يا ايها الذين امنوا - 00:30:08
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تقولوا حتى يقول لا تقضوا حتى يقضي. لا تحكموا حتى يحكم لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تفعلوا في دينكم شيئا قبل ان يعهد الله اليكم فيه. قبل ان يأذن الله - 00:30:33
اهو لبن فيه قبل ان ينزل عليهم فيه وحي من عند الله عز وجل او بيان من قبل رسوله صلى الله عليه وسلم فخذوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تتخذوا - 00:30:53
موقفا قبل ان يعهد اليكم فيه من قبل الله جل جلاله. ان الله غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. لو بلغت ذنوب عبد من عباده عنان السماء - 00:31:12
ثم استغفى ربه لغفر له على ما كان منه ولم يبالي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله - 00:31:31
لا ومن وجد سوى ذلك فلا يلومن الا نفسه. ان الله غفور رحيم رحيم بهم لا يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها فقد سبقت رحمته غضبه واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا - 00:31:58
فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم جل جلاله. ان الله جل جلاله كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش. ان رحمتي - 00:32:20
سبقت غضبي غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى - 00:32:42
اله وصحبه وسلم. اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في المحاضرة القادمة ان شاء الله وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم - 00:33:11
ورحمته - 00:33:30