الخشوع يا اخواني من اعمال القلوب اليس من اعمال الجوارح اعمال الجوارح امرها شأن امرها سهل وشأنها يسير يستطيعها كل احد حتى من يتظاهر بها كالمنافقين الذين يتظاهرون بالصلاة واما اعمال القلوب - 00:00:00ضَ

فمن باعها القلب وهي المحركة للقلب لهذا يتفاوت الناس فيها تفاوتا عظيما فتجد المصلين في المسجد احدهم يكتب له ثواب الصلاة كاملا والاخر يكتب له النصف الربع والخمس والسدس والسبع والثمن التسع العشر - 00:00:26ضَ

كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمار ابن ياسر ان الرجل لينصرف وما كتب له من صلاته الا عشرها تسعها ثمنها سبعها وسدسها حمصها رموعها ثلثها نصفها مع انهم يصلون خلف امام واحد. لا يتفاوتون في الحركات الظاهرة وفي اعمال الجوارح - 00:00:59ضَ

انما التفاوت وفيما وقر في القلوب وفي اه حضور القلب وسكينته وتواضعه وتذلله واستشعاره عظمة من يناجي ومن يصلي له ولهذا ورد عن الصحابة رضي الله عنهم عبارات اخذ منها العلماء المقصود بهذا الخشوع - 00:01:29ضَ

ورد عن عمر رضي الله عنه انه رأى رجلا يعبث في لحيته فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه وهذا اثر مشهور والكل يعرفه وورد عن علي رضي الله عنه وارضاه انه قال الخشوع - 00:01:59ضَ

في القلب وقال الخشوع ان تلين كان فك لاخيك ولا تلتفت في الصلاة ورد عن محمد ابن سيرين انه قال الخشوع الا يتجاوز نظر الانسان مصلاه وكلام النحو هذا ورد عن الاوزاعي رضي الله عنه انه قال الخشوع - 00:02:20ضَ

غض الطرف وحفظ الجناح ولين القلب من خلال ما سمعتم من هذه الاثار ومن خلال ما ورد من النصوص في الكتاب وفي السنة اخذ العلماء مفهوم الخشوع وان الخشوع يتكون من شقين - 00:02:55ضَ

احدهما وهو الاهم الاهم عمل القلب والثاني وهو تابع له وهو عمل الجوارح قال صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله - 00:03:22ضَ

الا وهي القلب مظاهر الانسان وباطنه كما يقول شيخ الاسلام متلازمان فصلاح الظاهر مبني على استقامة الباطن واذا استقام الباطن وصلح الظاهر ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيح - 00:03:47ضَ

ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظروا الى قلوبكم واعمالكم ينظر الى القلوب وما فيها من الاخلاص اعمال القلوب ومنها الخشوع وينظر الى الاعمال وما فيها من المتابعة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:16ضَ

فاذا نظر العبد الموفق الى ما ينظر الله تعالى اليه صحونة صلحت حاله واستقام امره بمعنى ان الانسان اذا نظر الى قلبه وتفقد قلبه لعله ان ليعرف ادواءه وبالتالي يعرف دواءه - 00:04:41ضَ

اما اذا كان ينظر الى ما لا ينظر الله تعالى اليه افهناك ولا قوة الا بالله الحرمان ينظر الى المال ينظر الى الصور الى الاشكال الى المظاهر لا ينظر الى القلوب والاعمال - 00:05:04ضَ

اخذ العلماء رحمهم الله تعالى مما ذكر تعريفا للخشوع قد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان الخشوع يتكون من امرين من التذلل وتواضعي والسكون وطمأنينة وكل هذه محلها القلب وهذا ايضاح منهم على ان الخشوع محله القلب - 00:05:27ضَ

واما ما ورد من خشوع الجوارح فانه كما ذكر تابع له فالمعول عليه يا اخواني فهذه المضغة وقال ابن القيم رحمه الله تعالى الخشوع قيام القلب بين يدي الرب بالتذلل والخضوع - 00:06:02ضَ

قيام القلب بين يدي الرب بالتذلل والخضوع وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى الخشوع حضور القلب وقت التلبس بالعبادة وسكون الظاهر والباطن سكون الظاهر والباطن فمن خلال ما تقدم يتبين يا اخواني ان يتكون من امرين - 00:06:23ضَ

الامر الاول وهو الاهم ما يكون في القلب كما قال علي رضي الله عنه الخشوع في القلب والامر الثاني ما يتبعه وهو عمل الجوارح واليه اشارة بكلام عمر وبكلام علي وبكل من تقدم يا اخوان - 00:06:59ضَ