Transcription
ان الحمد لله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان - 00:00:00ضَ
ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى اتوا اليقين. اما بعد فان الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة - 00:00:20ضَ
كل ضلالة في النار. ثم اما بعد كان الكلام حول قسم المحكوم به من اقسام الحكم العامة باعتبار اقسامها الكلية المبحثية من الحكم التكليفي وقد كان لنا كلام حول مفهوم القصد - 00:00:40ضَ
في الفعل ليكون فعلا وعلاقة ذلك بالترك من حيث انه فعل من الافعال اذا بني على قصد واردنا القاعدة لاصول دين المقاصدين في قولهم المقاصد ارواح الاعمال وان الاعمال لا قيمة لها في الشرع الا اذا بنيت على قصده. سواء في ذلك الفعل والترك - 00:01:13ضَ
دروس الاصوليون ايضا قضية اخرى نبحثها اليوم بحول الله لكن لن نتوسع فيها نظرا لانها هي ايضا مما لا ينبني عليه عمل وقد بينت ان مشكلة هذا العلم ان فيه كثيرا من الامور النظرية التي ليست ذات جدوى عملي. لكن - 00:01:44ضَ
اغلبه اقول قضايا طبعا يبنى عليها الفقه. والا لما سمي اصولا للفقه لكن لابد من ذكري ولو على سبيل البيان اغلب القضايا التي ناظر فيها الاصوليون وتحدثوا عن وشاركوا فيها علماء الكلام او بالاحرى اخذوها عن علماء الكلام والجدل. هذه القضية هي التكليف - 00:02:05ضَ
بفروع الشريعة بالنسبة للكفار. اي الافعال التي هي مأمور بها ومنهي عنها بالنسبة للمسلمين هل هي ايضا مأمور بها ومني عنها؟ بالنسبة لغير المسلمين لا خلاف بين العلماء لا خلاف في ان الكفار مخاطبون باصول الشريعة باصول الدين يعني الايمان بالله وملائكته - 00:02:34ضَ
وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره يعني اركان الايمان فما من انس او جن الا وهو مأمور بعبادة الله جل وعلا ايمانا به ابتداء. لانه لا معنى للعبادة بغير الايمان بالله اولا - 00:03:06ضَ
واختلفت المذاهب الكلامية في هذا بين قائل ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وقائل انهم غير مخاطبين بذلك فاما الذين يقولون انهم مخاطبون لفروع الشريعة يعتمدون عمومات ومطلقات من الكتاب والسنة. من مثل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا - 00:03:27ضَ
ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. فالامر بالعبادة ها هنا مطلق يشمل ويشمل ابادة الاعتقاد وعبادة الاعمال من الافعال والطروق اي الصلاة والصيام والزكاة وما شابه فهذا وذاك - 00:03:55ضَ
فهذا المعنى حجة لمن يقول ان الكفار مخاطبون بالصوم والصلاة وغير ذلك. وانهم يوم القيامة يعذبون بالكفر ايضا بترك الصلاة وترك الصيام الى اخره. واستدلوا ايضا لذلك بمثل ان الايات كثيرة والنصوص - 00:04:19ضَ
فهي هاد المعنى بمثل قوله تعالى فإن تابوا يعني المشركين هادي في براءة فإن تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإخوانكم في الدين والأخرى فخلو سبيلهم. اشترط اذا في توبة الكافر ان يعني - 00:04:43ضَ
يسلم ابتداء ولكن بين ان برهان اسلامه اقام الصلاة وايتاء الزكاة. فإذا حصل هذين بعد الإسلام طبعا فإخوانكم في الدين. ولا خلاف بين علماء الإسلام لا خلاف في ان الكافر اذا صلى وصام وزكى من غير ايمان بالله فكأنه لم يفعل شيئا اي كل ذلك باطل - 00:05:03ضَ
ما فيه. فلا تصح صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا اي شيء من ذلك الا بناء على ايماني بالله ابتداء وبرسوله عليه الصلاة والسلام اي لابد من يعني تحقيق اركان الايمان واصول العقيدة في - 00:05:30ضَ
غيرهم ممن يقول ان الكفار غير مخاطبين بفروع الشريعة يقولون ان هذه الاعمال لا تصح شرعا الا اذا امن الانسان فكيف يؤمر بصلاة او صيام او زكاة وهو اصلا لا يؤمن بالله - 00:05:50ضَ
كافر انما هو مأمور على هذا المذهب انما هو مأمور بالايمان بالله ابتداء. فان امن فسيؤمر بعد الايمان بان يفعل هذا وذاك من الاعمال التكليفية رد هذا يعني الذين قالوا بان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ايضا ردوا هذا الزعم وهذا الرأي - 00:06:18ضَ
بان الانسان يخاطب بالفروع وفي نفس الوقت يخاطب بما تصح به الفروع. فإذا كان الإيمان شرط الأعمال. او شرط صحة الأعمال اي لا تصح الأعمال الا بالايمان. لا تصح الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة ولا الحج. ولا يؤجر على شيء من ذلك الا ان يكون الانسان مؤمنا بالله اولا وبرسوله عليه الصلاة والسلام - 00:06:49ضَ
فهذا شرط ذاك. اي الايمان شرط صحة الاعمال. فقالوا ان المشروطة التي هي الاعمال اذا كانت مطلوبة فهي مطلوبة وفي ضمنها الشروط الاولى اي انه مطلوب بالصلاة ومطالب بالزكاة وبتحريم - 00:07:14ضَ
مطالب بذلك جميعا. وبما ان ذلك لا يتحقق الا بالايمان فهو مطالب به بالخطاب الذي طالبه بالزكاة. بمعنى ان عز وجل اقيموا الصلاة اتوا الزكاة. متوجهون الى الناس جميعا. بمن فيهم الكفار. فاذا قال الكافرون هذا لا يعنيني انا - 00:07:34ضَ
فلابد ان اسلم لافعل يقال له ان اذ بما ان الصلاة والصيام لا تصح منك الا بالايمان فانت مطالب ايضا قبل ذلك ويشبهنا ذلك بعلاقة الوضوء بالصلاة. فلان الصلاة لا تصح الا بوضوء. فإننا مخاطبون بالصلاة ابتداء - 00:07:54ضَ
نحن مخاطبون بالصلاة ابتداء فوجب اذا قصدنا الصلاة ان نتوضأ لها لأنها لا تصح الا به. هذه القريبات كلها وجدليات عقلية في هذا المذهب وذاك. والأمر انما يحسمه النقل في نهاية المطاف. وحقيقة المتأمل - 00:08:14ضَ
للنصوص الشرعية المتدبر لها. وكذلك المتأمل بعقله المسدد المؤمن. لسياق القرآن وما جرم به الكفار من الخلود والعياذ بالله في جهنم. فهو اشد الارتباط بهذين. حقيقة اي ان الكافر ان الكافر وهذا هو الراجح اي الذين يقولون ان الكفار - 00:08:34ضَ
بالفروع ايضا. وان لم وان علم انها لا تصح منهم الا بعد ان يسلموا. يعني لانهم اجابوا قالوا لو كان ذلك كذلك لوجب على كل من اسلم بعد كفر ان يؤدي فوائد الصلاة. وهذا لا خلاف في عدم صحته. لا - 00:09:04ضَ
يقال هذا عفو من الله كاين رحمة الله تعالى. يعني برحمة الله وبعفوه عفا للكافرين. عما مضى من عمله السابق في الخير خيي في الشر وفي عدم فعل الخير. بمعنى انه الصلوات التي لم يصليها قبل ان يسلم. والجرائم التي - 00:09:24ضَ
قبل ان يسلم كل ذلك يدخل في العفو رحمة من الله. ولو شاء ان يحاسب بها الانسان لفعل. لكن تيسيرا ورفعا للحرج عفا - 00:09:47ضَ