من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|22 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 131-134|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثاني والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين توقفنا في الحلقة السابقة عند قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ولله ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله - 00:00:23ضَ
وكيلا كرر سبحانه وتعالى اخباره عن ملكيته او مالكيته لما في السماوات وما في الارض من باب التأكيد وليربط اخر الاية باولها وقوله سبحانه وتعالى هنا ولله ما في السماوات - 00:00:53ضَ
وما في الارض اي هو يملك ما في السماوات وما في الارض من جميع المخلوقات العلوية والسفلية كلهم خلقه وكلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ثم قال في ختامها وكفى بالله - 00:01:24ضَ
وكيلا مع سعة مملكته سبحانه وتعالى التي ليس لها حد ومع سعة عبيده ومخلوقاته في هذه السماوات وما في الارض فانه يتولى شؤون الجميع ويدبر الجميع لا يخفى عليه شيء - 00:01:51ضَ
ولا يعجز عن شيء ولا تقصروا ارادته وتدبيره عن شيء من هذه المخلوقات كلها تسير بامره وبتقديره وكلها تأكل من رزقه وتتغذى برزقه وكلها تحت رعايته سبحانه وتعالى وتدبيره والوكيل معناه الموكول اليه - 00:02:17ضَ
الموكول اليه شؤون الخلق فشؤون الخلق جميعها من ادميين وغيرهم كلها موكولة الى الله هو الذي يتولاها وهو الذي يدبرها وهو الذي يحيط بها سبحانه وتعالى هذا معنى الوكيل معناه الموكول والمفوض اليه تدبير - 00:02:47ضَ
الخلائق كلها علويها وسفليها من جميع الانواع والاجناس كلها يتولى شؤونها سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ولا معينا ولا ولا ظهير ولا وزيرا ولا ولد له سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ان يشأ يذهبكم ايها الناس - 00:03:16ضَ
ان يشاء يذهبكم ايها الناس. ويأتي باخرين وكان الله على ذلك قديرا من جملة تصرفه وتدبيره سبحانه وتعالى انه قادر على ان يهلك جميع من على وجه الارض من الناس - 00:03:48ضَ
في لحظة واحدة وان يبدلهم بغيرهم وهذا وعيد منه سبحانه وتعالى لمن خالف امره وارتكب نهيه ان يستبدله بغيره كما قال سبحانه وتعالى وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون - 00:04:12ضَ
امثالكم كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم - 00:04:38ضَ
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله واسع عليم فهذا وعيد منه سبحانه وتعالى لعباده انهم اذا خالفوا امره وارتكبوا نهيه وتكبروا عن عبادته ان يأخذهم بالعقوبة والهلاك وان يستبدلهم باخرين كما حصل في الامم السابقة في قوم نوح وعاد - 00:05:02ضَ
وثمود غيرهم اهلكهم الله واستبدلهم بغيرهم فهذا وعيد للمتأخرين ان ان ان يحيط بهم ما احاط للسابقين من الكفرة والعصاة والمذنبين ثم قال وكان الله على ذلك قديرا كان الله على اهلاككم - 00:05:31ضَ
عن اخركم واستبدالكم بغيركم قديرا قادرا على هذا لا يعجزه سبحانه وتعالى ولكنه يؤخره لحكمة بالغة ليتوب من يتوب وليكثر من المعاصي والذنوب من يريد الله اهلاكه ولا يحسبن الذين كفروا - 00:05:57ضَ
ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين فالله سبحانه وتعالى اذا ترك بعض الخلق وهم على معصيته واخرهم ولم يعاجلهم بالعقوبة فليس ذلك عن عجز منه - 00:06:27ضَ
وانما هو لحكمة الهية ليتوب من يتوب وليملي لمن لا يتوب حتى يأخذه على غرة كما قال جل وعلا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة - 00:06:53ضَ
ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى فاذا جاء اجلهم فان الله كان فان الله كان بعباده بصيرا وهنا يقول وكان الله على ذلك قديرا اي على ان يذهب بالناس جميعا الذين عصوا رسله ان يذهب بهم جميعا عن اخرهم - 00:07:13ضَ
وان يستبدلهم بغيرهم ثم قال جل وعلا من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى وبيده الخير كله - 00:07:44ضَ
وما يريده العباد ولكن هناك دنيا عاجلة وهناك اخرة باقية وفي كلاهما وفي كليهما خير الدنيا فيها خير والاخرة فيها خير ولكن خير الدنيا منقطع وخير الاخرة مستمر والناس على قسمين - 00:08:08ضَ
منهم من يريد ثواب الدنيا ويريد خير الدنيا ولا تأتي الاخرة له على بال وانما همه الدنيا ومتاع الدنيا ويغفل عن خير الاخرة وهذا قصور في العقل وقصور في الادراك - 00:08:37ضَ
والارادة وهناك من يريد خير الدنيا والاخرة وهذا هو الموفق الذي يريد خير الدنيا والاخرة وليس المطلوب منا ان نطلب خير الاخرة فقط ونترك خير الدنيا او ان نطلب خير الدنيا ونترك الاخرة - 00:09:01ضَ
بل المطلوب ان نجمع بين الامرين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اما من يريد الدنيا فقط فانها عاجلة ان اعطي منها شيئا فهو زائل والا قد يحرم ايضا - 00:09:24ضَ
فيحرم من الدنيا والاخرة والامر بيد الله من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء. لا ما يشاء هو بل ما يشاء الله جل وعلا اجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم - 00:09:43ضَ
يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا هذا والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:03ضَ