من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|28 من 87|سورة النساء-القسم الثاني|الآية 77-79|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثامن والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام على قوله تعالى الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم الى قوله تعالى - 00:00:23ضَ
وكفى بالله شهيدا وقد بدأنا في استنباط ما يظهر لنا من فوائد هذه الايات واحكامها والان نواصل البحث في هذا فنقول في هذه الايات ان ما عند الله للمجاهدين في سبيله خير - 00:00:45ضَ
من الدنيا وما فيها فان الجهاد وان كان فيه مشقة وفيه تعرض للقتل والجراح والتعب في الدنيا الا انه في الاخرة يكون المجاهدون براحة وفي غبطة وفي نعيم وسرور وسرور دايم - 00:01:13ضَ
قال الله سبحانه لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفظل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما - 00:01:46ضَ
درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما وقال النبي الله عليه وسلم ان في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض اعدها الله للمجاهدين في سبيله - 00:02:07ضَ
قال صلى الله عليه وسلم لغدوة او روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها قال عليه الصلاة والسلام لموضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها - 00:02:28ضَ
يؤخذ منها الترغيب فيما عند الله سبحانه وتعالى وانه لا يظيع وانه لا يظيع لديه اقل عمل صالح ولا يظلم احدا ولهذا قال جل وعلا ولا تظلمون فتيلا فالله جل وعلا لا يظلم احدا - 00:02:49ضَ
بان ينقصه شيء من اجره او يضع عليه شيئا من الاثم لم يعمل لم يعمل بسببه بل انه سبحانه وتعالى حكم عدل يضاعف الحسنات الى عشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اظعاف كثيرة - 00:03:17ضَ
واما السيئات فانما يجزى بمثلها من باب العدل والجزاء على الحسنات من باب الفظل يؤخذ منها انه لا ينجي حذر من قدر فمن استثقل الجهاد خوفا من الموت فان الموت سيدركه ولو لم يجاهد - 00:03:43ضَ
فان الموت فان فان الجهاد لا يقرب اجلا لم يكتبه الله عز وجل وانما كل اجل في وقته سواء جاهد او لم يجاهد ولهذا قال جل وعلا اينما تكونوا يدرككم الموت - 00:04:11ضَ
ولو كنتم في بروج مشيدة فالموت لا يمنع منه شيء سواء قعد الانسان في بيته ولم يخرج الى الجهاد وسواء تحصن للحصون المنيعة او لم يتحصن فان الموت مدركه لا محالة - 00:04:35ضَ
في اي مكان كان اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وهذا فيه وهذا فيه التنفير من الذين يقعدون عن الجهاد خوفا من الموت فان الموت لا ينجي منه خوفهم - 00:05:00ضَ
وحذرهم وقعودهم ولهذا رد الله على الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا وهذا في وقعة احد قال الله جل وعلا قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين - 00:05:26ضَ
فاذا كنتم تدرؤون الموت بزعمكم عن غيركم قد رؤوه عن انفسكم وقال تعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ويؤخذ من هذه الايات ان الكفار والمنافقين - 00:05:49ضَ
يتطيرون بالرسل بمعنى انهم يتشائمون بهم كما قال تعالى في هذه الاية وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك والمراد بالحسنة والسيئة هنا - 00:06:14ضَ
ما يصيب الناس من الجدب وانحباس المطر وقلة الارزاق هذا المراد بالسيئة والمراد بالحسنة عكس ذلك من المطر والخصم وادرار الارزاق فهم ينسبون الحسنات الى الله جل وعلا وهذا صحيح - 00:06:37ضَ
ولكن ايضا السيئات من الله جل وعلا قدرها على العباد بسبب ذنوبهم وليست بسبب الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا رد الله عليهم بقولهم وان تصبهم سيئة اي انحباس مطر وجدب وغلاء في الاسعار شح في الارزاق - 00:07:01ضَ
يقول هذه من عندك اي انت السبب في ذلك وهذا امر في الامم السابقة يتطيرون في الانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين هم مصدر الخير يعتقدون فيهم انهم مصدر الشر الانتكاس فطرهم - 00:07:26ضَ
ورداءة عقولهم والا فان الرسل واتباع الرسل هم سبب الخير الذي يحصل في الارض ولذلك قال آآ فرعون وقومه اه لموسى عليه السلام ان تصبهم الحسنة آآ وان تصبهم فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه - 00:07:47ضَ
وان تصبهم سيئات يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله اي ان الذي قدر عليهم السيئة هو الله وليس موسى ومن معه وانما هذا بقضاء الله وقدره وسببه من عندهم هم بكفرهم وظلمهم - 00:08:16ضَ
واما موسى عليه السلام واتباعه فانما جاءوا بالخير وعلى غرار هؤلاء من يتطيرون الان باهل العلم واهل الدعوة الى الله واهل الصلاح واهل العبادة ويقولون انهم اخروا المجتمع وانهم السبب في - 00:08:42ضَ
ان المجتمع تأخر والسبب في عدم الرقي والنهوض الى غير ذلك من مقولاتهم مع ان الصلحاء انما ينهون عن الفساد في الارض ولا ينهون عن الاصلاح وما فيه الخير بل انهم يشجعون على ذلك - 00:09:08ضَ
ولكن لكل قوم وارث في كل زمان ومكان فكثيرا ما نسمع الان ونقرأ ممن يتكلمون في اهل العلم واهل الدعوة واهل الصلاح بانهم هم الذين اخروا المجتمع وان ما حصل على المجتمع - 00:09:30ضَ
من عدم الرقي وعدم الحضارة انما هو بسبب هؤلاء والحقيقة انه بسبب هؤلاء المتكلمين هم الذين اخروا المجتمع بذنوبهم وسيئاتهم ووقوفهم في وجوه المصلحين هذا والى الحلقة القادمة باذن الله - 00:09:51ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:11ضَ