من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|7 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 152-154|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. وبعد ما زلنا في آآ استنباط بعض الفوايد من قوله تعالى ولقد صدقكم الله وعده الى قوله والله عليم بذات الصدور - 00:00:26ضَ

فيؤخذ من هذه الايات بيان ظرر تقديم الرغبة في الدنيا على الرغبة في الاخرة فان الصحابة رضي الله عنهم في وقعة احد لما كان منهم من يريد الدنيا حصل ما حصل - 00:00:49ضَ

من النكبة والهزيمة. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فيجب ان تكون نية المسلم والمجاهد في سبيل الله ان تكون لله عز وجل واذا جاءه شيء من الدنيا - 00:01:08ضَ

فانه يكون تبعا ولا يكون مقصودا والمقصود بالجهاد هو اعلاء كلمة الله واخذ الغنايم انما هو للاستعانة بها على الجهاد وليست هي المقصودة بالذات الله جل وعلا يقول آآ يقول سبحانه وتعالى - 00:01:28ضَ

آآ فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا يعني الغنايم ان الغنايم من رزق الله وهي حلال طيب لكن لا تكون هي المقصودة وانما يكون المقصود اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى - 00:01:58ضَ

يؤخذ من هذه الايات ظرر الذنوب والمعاصي قوله تعالى حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون الله جل وعلا انما عاقبهم لما حصلت هذه الامور - 00:02:16ضَ

فاذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعدي ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة لما حصلت هذه الامور حصلت العقوبة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فهذا فيه دليل على ظرر المعاصي - 00:02:39ضَ

المخالفات وانها سبب لهزيمة المسلمين امام عدوهم وما يتسلط العدو الا بسبب الذنوب التي يقع فيها المسلمون وايضا في هذه الايات ان المعصية لا يقتصر ظررها على على فاعلها بل انه يتناول غيره - 00:02:59ضَ

فان هذه النكبة التي حصلت على المسلمين في وقعة احد لم تقتصر على الذين نزلوا عن الجبل وخالفوا امر الرسول صلى الله عليه وسلم بل عمت المصيبة كل جند المسلمين حتى الرسول صلى الله عليه وسلم اصابه - 00:03:26ضَ

ما اصابه منها فهذا فيه دليل على شؤم المعاصي وانها ظرر على المجتمع كله المعاصي والمخالفات ظرر على المجتمع كله ولا يقتصر ظرره على من فعله كما قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة - 00:03:47ضَ

واعلموا ان الله شديد العقاب يؤخذ من هذه الايات ان ما يجري على المسلمين من المصائب فانما هو ابتلاء وامتحان لهم وليس استئصالا لهم واهلاكا لهم وانما هو تمحيص وتخليص - 00:04:10ضَ

وتطهير من الذنوب والمعاصي وهو في في مصلحتهم ان يرجعوا الى رشدهم وان آآ يفكروا في امرهم وان ينظروا ما هو السبب الذي به اصيب فيعملون على اصلاحه وعلى اه وعلى - 00:04:32ضَ

استبداله بحالة احسن فالله جل وعلا يصيبهم بشيء مما يكرهون من اجل ان يحاسبوا انفسهم وينظروا في واقعهم ثم اذا اصلحوا ما فسد من امرهم اعاد الله لهم اعاد الله لهم عزهم - 00:04:56ضَ

ومكانتهم. هذه سنة الله جل وعلا ويؤخذ منها بيان فظل الله على المسلمين وانه لا يعاقبهم عقوبة مستأصلة فالاسلام لا يزال باقيا مهما جرى عليه من النكبات وما جرى ومهما جرى على اهله من النكسات - 00:05:20ضَ

بسبب بسبب تقصيرهم فان الاسلام يبقى ويبقى من المسلمين من يظهر الله به هذا الدين كما قال عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم - 00:05:43ضَ

ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك يؤخذ من هذه الايات ان ما حصل على المسلمين في غزوة احد من الشدة التي اذهلت بعضهم عن بعظ - 00:06:04ضَ

يؤخذ من ذلك ان المسلمين يبتلون وانهم ليسوا دائما معافين ودائما آآ سالمين بل هم تصيبهم المصائب كغيرهم. كما قال سبحانه وتعالى وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا منكم - 00:06:27ضَ

ويتخذ منكم شهداء وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ويؤخذ من هذه الايات ثبات النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:53ضَ

والرسول يدعوكم في اخراكم ففيه ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف القتال ومواقف الشدة والخطر وانه صلى الله عليه وسلم هو اشجع الناس واثبتوا الناس في المواقف الصعبة - 00:07:12ضَ

ولهذا يقول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كنا اذا اشتد اذا حمي الوطيس اذا حمي الوطيس واحمرت الحدق نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو اقربنا الى العدو - 00:07:33ضَ

وفي هذه الاية تصعدون ولا تلون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم الرسول ثابت عليه الصلاة والسلام لم يتزحزح مع ان اهل الايمان واهل الصحبة العظيمة اشتد عليهم الامر حتى - 00:07:52ضَ

ما حصل منهم اه التأخر عن مكان المعركة اذ تصعدون يعني تذهبون في الصعيد من كل وجه فرارا من الموت والقتل ومع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت في مكانه - 00:08:12ضَ

يدعوكم في اخراكم يطلب منكم الرجوع الى مكان القتال والثبات وهذا منه صلى الله عليه وسلم اعلى انواع الشجاعة ويؤخذ من هذه الايات ان ما يصيب المسلمين في الجهاد فهو في مصلحتهم - 00:08:30ضَ

كما سبق انه تمحيص وتطهير وتنبيه تنبيه لهم ليتلافوا ما عندهم من النقص ومن الخلل وهذا من رحمة الله بعباده وان عليهم النصر والاحتساب وعدم اليأس والقنوط فان المسلمين لم يقنطوا ولم ييأسوا بل انهم اصابهم النعاس من الاطمئنان - 00:08:55ضَ

اصابهم النعاس من الاطمئنان واليقين والثبات لانهم يؤمنون بالله وبرسوله وبوعده الصادق وان ما اصابهم فليس هو من باب الاستئصال لهم وازالة الاسلام نهائيا فهم ينتظرون الفرج من الله والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:24ضَ