المستوى (3) - العقيدة - الدورة (2)

م. 5 - مراتب وثمرات الإيمان بالقضاء والقدر - العقيدة - المستوى الثالث (2) - أ. د.عبد الله الدميجي

عبدالله بن عمر الدميجي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد تنفي الشكوك بواضح البرهان للعلم كالازهار في البستان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله - 00:00:00ضَ

حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين اما بعد اه ارحب بالاخوة والاخوات المشاهدين والمشاهدات المستهل لهذا اللقاء استكمال الحديث فيما تقدم عن - 00:00:52ضَ

اه موضوع القدر اشرنا الى فيما تقدم الى الحديث عن مراتب القدر وقلنا بان الايمان بالقدر لا يتم الذي هو احد اركان الايمان الستة لا يتم الا بالايمان بمراتبه الاربعة - 00:01:11ضَ

اولها مرتبة العلم وهو الايمان بعلم الله عز وجل المحيط بكل شيء وان الله قد علم جميع خلقه قبل ان يخلقهم سبحانه وتعالى والامر الثاني هو مرتبة الكتابة واه هو الايمان بان الله عز وجل - 00:01:33ضَ

كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل ان يخلقها قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في الحديث وفي هذا يقول الله عز وجل الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله - 00:01:54ضَ

يسير وكذلك مرتبة المشيئة اللي اراده المشيئة وهو الايمان بان كلما جرى في هذا الكون فانه بمشيئة الله عز وجل اراد لا راد لقضائه ولا معقب بحكمه سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:02:14ضَ

اه رب العالمين والمرتبة الرابعة والاخيرة هي مرتبة الخلق فان الله عز وجل اه خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون. خلق كل شيء فقدره تقديرا سبحانه وتعالى. فتكلمنا على موضوع مراتب الايمان - 00:02:34ضَ

والكلام فيها الامام بالقدر اعنيه. وهذا يجرنا الى الحديث عما لا يجوز في قضايا القدر لان موضوع القدر من الموضوعات الحساسة والموضوعات الدقيقة وهو مذلة اقدام تعثرت فيه اقدام كثير - 00:02:52ضَ

ممن آآ استذلهم الشيطان فحادوا عن السبيل وارادوا الوصول الى الحق من غير المصدر المعصوم من غير الوحي اعتمدوا على عقولهم وقياساتهم وارائهم فظلوا السبيل ونحن نعلم نعلم ان انحراف في باب القدر انحراف قديم - 00:03:11ضَ

اه ظهرت القدرية في عصر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ادركهم ابن عمر رضي الله تعالى عنه وادركهم ابن عباس انس وصغار الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وحديث ابن عمر مخرج في الصحيح معروف - 00:03:43ضَ

حينما اكتنفه الرجل ان فسألاه عن قالوا انه قد ظهر قبلنا بالبصرة اناس يقولون اللا قدر وان الامر انوف اي مستأنف لا يعلمه الله عز وجل الا بعد ان يقع من العباد - 00:04:01ضَ

فتبرأ منهم ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وقال اخبروهم اني منهم بريء وانهم مني برءاء سمعت ابي اه يقول اينما كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ جاءه رجل آآ شديد سواد الشعر - 00:04:20ضَ

شديد بياض الثياب لا يعرفه منا احد ولا يرى عليه اثر السفر فجعل ركبتيه الى ركبتيه وجعل كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني عن الايمان والاسلام فذكر الاسئلة المعروفة. فكان من هذه الاسئلة هو الايمان السؤال عن - 00:04:41ضَ

الايمان وكان من جواب النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام ذكر له وفسر الامام باركانه الستة ومنها وتؤمن بالقدر خيره فالشاهد من هذا ان الانحراف في مفهوم القدر انحراف - 00:05:00ضَ

متقدم وابن عباس رضي الله تعالى عنهما قد اه انكر على القذرية وذمهم وله كلام في موضوعهم وكذلك انس وغيرهم من صغار الصحابة الذين اه ادركوا هذه الظاهرة كان يعني اوائل القدرية وهم نفاة القدر ينكرون المراتب الاربعة - 00:05:20ضَ

المراتب الاربعة ينكرونها ولا شك ان هذا اه كفر ولذلك قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى ناظروهم بالعلم. هي المرتبة الاولى فان اقروا بالعلم خصموا يعني ما بقي لهم حجة - 00:05:45ضَ

وان انكروا كفروا وخرجوا من الملة هؤلاء القدرية الاولى القدرية المتأخرة هؤلاء اثبتوا العلم والكتابة لكنهم نفوا المشيئة والخلق وهؤلاء هم يمثلهم المعتزلة بعد ذلك وهم الذين رد عليهم العلماء وانكروا ما قالوه. وايمانهم بالقدر ايمان ناقص - 00:06:00ضَ

ما دام انت اثبتوا بعض مراتبه ونفوا بعضها فهذا ايمان ناقص لا يجزيهم ولا اه يعني ينفعهم الموضوع يجرنا الى الحديث عن ما لا يجوز في قضايا القدر ما هي قضايا الخطرة التي يجب ان يتنبه لها حتى لا تزال - 00:06:28ضَ

الاقدام والحقيقة هي سبب ظلال من ضل في باب القدر راجع الى امرين الامر الاول هو قياس افعال الله عز وجل بقياس افعال المخلوقين ولذلك سمى العلماء المعتزلة والقذرية سموهم مشبهة الافعال. فهم يجعلون مكان لازما للعبد يجعلونه لازما لله - 00:06:48ضَ

وما يجوز لا يجوز في افعال العباد هو جائز او ممتنع في حق الله سبحانه وتعالى. وهذا قياس مع الفارق كما لا يخفى على الجميع. والاصل الثاني الذي اداهم الى - 00:07:11ضَ

خلل وانحراف كبير هو عدم التفريق بين المشيئة والارادة الكونية القدرية وبين الارادة الدينية الشرعية اجعلوا هذه فاجعلوها واحدة فمنهم من جعل الارادة هي الكونية القدرية كلها فجعل ان كون الله عز وجل اراد المعاصي - 00:07:26ضَ

معنى ذلك انه يحبها ويرضاها وهذا بلا شك اه لا يجوز فانكروا الارادة والمشيئة خوفا من هذا اللازم وهؤلاء هم القدرية النفاة في المقابل الذين علموا بانه لا يكون الا ما يريد سبحانه وتعالى - 00:07:55ضَ

فجعلوا ارادة المعاصي الطاعات المصائب وغير ذلك يعلوها محبوبة مرضية لله سبحانه وتعالى. فعمموا الارادة والمشيئة. وهذا قول الجبرية الذي نحتج بالقدر على المعاصي سيأتي تفصيل كلام في احد المسألة وهذا باطل - 00:08:14ضَ

والحق هو التمييز والبيان والتفصيل. فهناك الارادة الكونية القدرية التي تستلزم الوقوع الحصول وهذه هي المرادفة للمشيئة وهي المتعلقة بالقدر وهناك الارادة الدينية الشرعية وهو ما اراده الله دينا وشرعا وهو الذي يحبه الله عز وجل ويرضاه ويأمر به ولا يلزم من ذلك ان يكون - 00:08:38ضَ

واقعا ولا يلزم من ذلك ان يكون واقعا فالتفريق بين الارادتين هو الفيصل في هذه القضية الخطرة جدا الخلط بينهما هو سبب ضلال من ضل في هذا آآ الباب الخطير - 00:09:07ضَ

اه فاصل ثم نعود لاستكمال ما بدأناه الى ان نعود استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عماد الدين ثاني اركان الاسلام ومبانيه العظام اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة - 00:09:23ضَ

صلة بين العبد وربه. فضائل سامية وخصال عالية. اجتمعت في عبادة واحدة. انها الصلاة كما انها تمحو الخطايا. قال عليه الصلاة والسلام ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات - 00:09:58ضَ

هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس. يمحو الله بهن الخطايا. وتبعد الانسان عن الوقوع في المعاصي والمنكرات قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. فكيف لعاقل ان - 00:10:19ضَ

رد كل هذه الهدايا والعطايا ويعرض نفسه لسخط الله وعذابه. فقد توعد الله المتهاون في ادائها فقال وحين يسأل اهل النار عن سبب دخولهم فيها يكون اول جوابهم. لذا جعل النبي - 00:10:46ضَ

صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة قال الامام ابن القيم رحمه الله لا يختلف المسلمون ان ترك الصلاة المفروضة عمدا من اكبر الكبائر وان اثمه عند الله اعظم - 00:11:19ضَ

من اثم قتل النفس واخذ الاموال. ومن اثم الزنا والسرقة وشرب الخمر. وانه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في في الدنيا والاخرة فدين بلا صلاة كبيت بلا عماد فانها ميزان النجاة وسبيل الفلاح - 00:11:37ضَ

فاحرص على اقامتها وسلامتها. واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستكمل ما اشرنا اليه في ما تقدم قبل الفاصل - 00:11:56ضَ

وهو الحديث عن ما لا يجوز في قضايا القدر ومن اهم هذه الامور اولا الخوض في القدار بالباطل بلا علم ولا دليل فهذا لا يجوز وهذا الذي يحمل عليه ما ورد في الحديث الحسن اذا ذكر القدر فامسكوا وحمل عليه ما ورد عن بعض السلف في قولهم - 00:12:42ضَ

تفكرت في القدر فعلمت ان اسلم الناس اسكنهم امسكهم عنه واضل الناس فيه اكثرهم فيه اكثرهم خوضا فيه الخوض في القدر بالباطل هذا من الامر المذموم وهو الذي انكره آآ النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة حينما خرج - 00:13:03ضَ

عليهم وهم يتماراون في القدر وكل اه يعني ويتجادلون فنهاهم عن ذلك عليه الصلاة والسلام وامرهم بان لا يضربوا كلام الله بعضه ببعض كما علموه فليعملوا به وما جهلوه فليمسكوا عنه. الامر الثاني هو الاعتماد في معرفة القدر على العقل البشري. اقول من اسباب - 00:13:23ضَ

ما لا يجوز هو الاعتماد على العقول البشرية في لتفسير القدر وفي معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في افعاله البعد عن هدي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا هو من اكبر الاسباب التي ادت الى الانحراف في القدر وقلنا انه من - 00:13:46ضَ

قياس افعال الله عز وجل على افعال العباد وهذا ادى الى ظلالهم وانحرافهم والامر الثاني هو عدم التفريق بين المشية والارادة الكونية وبين الارادة الدينية المحبوبة لله سبحانه وتعالى الامر الثالث هو - 00:14:07ضَ

البحث عن الجانب الخفيف القدر لا يجوز في قضايا القدر البحث عن الجانب الخفي في القدر ومن ذلك يعني البحث عن الحكمة التي اخفاها الله سبحانه وتعالى عنا في بعض - 00:14:30ضَ

افعاله سبحانه وتعالى نحن نعلم ان الله لا يفعل الا لحكمة سبحانه وتعالى وان الله حكيم عليم خبير عز وجل لكن من الحكم ما اظهره الله لنا ومن الحكم ما يمكن - 00:14:51ضَ

ان نصل اليه بالتدبر والنظر في في في سنن الله عز وجل وفي دينه وفي شرعه وهناك حكم اخفاها الله سبحانه وتعالى عنا وهي المعنية بقوله تعالى لا يسأل عما يفعل سبحانه وتعالى - 00:15:08ضَ

وهم يسألون فمن ارام السؤال والبحث عن هذه الحكم المخفية وهذا هو الجانب الخفي من القدر فان هذا مما لا يجوز وهذا هو سر الله تعالى في خلقه الذي لم يطلع عليه سبحانه وتعالى. لا ملك مقرب ولا نبي - 00:15:28ضَ

اه مرسل وذلك مما تتقاصر العقول عن فهمه ومعرفته. فالبحث عنه لا شك انه مما لا يجوز. ونأخذ على سبيل المثال مما يدل على في اعز عقولنا وظعفنا في ادراك ذلك في قول الله عز وجل - 00:15:49ضَ

كتب عليكم القتال وهو كره لكم. يعني النفوس تكره القتال بلا شك كتب عليكم قتال وهو كره لكم قال بعدها وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا - 00:16:12ضَ

وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون الانسان قد يكره شيئا وهو خير له لماذا؟ لضعف عقله وظعف ادراكه وظعف علمه لحكمة الله في ذلك الشيء وبعض الناس يحب الشيء وفيه حتفه - 00:16:30ضَ

واذا حيل بينه وبينه يتضجر ويتسخط يحزن ولا يدري المسكين انه لو تحقق مراده لا كان في ذلك حتفه بين ذلك سبحانه وتعالى لنرظى ونسلم قال والله يعلم انتم لا تعلمون - 00:16:48ضَ

والله يعلم وانتم لا تعلمون. فلذلك نعلم انه ما من قضاء يقيه الله عز وجل الا ولله تعالى فيه حكمة علمه من علمه جاهله من جهله فلا نشغل انفسنا بالبحث عن تلك الحكمة - 00:17:10ضَ

ولكن نعلم ان ما قدره الله عز وجل فهو خير. بلا شك ونحن نجهل عواقب الامور فلذلك آآ قد يجر اجتهادنا وارادتنا اذا حتفنا ونحن لا نشعر ونحن لا نشعر ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:29ضَ

عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. وليس ذلك الا للمؤمن. الذي يؤمن بالقدر كيف؟ قال ان اصابته سراء شكر وكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك - 00:17:49ضَ

الا للمؤمن وليس ذلك انا للمؤمن. فلذلك نعلم ان ما قدره الله سبحانه وتعالى هو خير وهو ما فيه المصلحة وما فيه الخير. يوضح ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:08ضَ

حينما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز هذا توجيه نبوي مهم جدا في باب القدر احرص على ما ينفعك يعني اجتهد باتخاذ الاسباب وهي النقطة التي سيأتي الكلام عليها بعد قليل ولها ارتباط في موضوعنا الذي نتحدث عنه هنا - 00:18:25ضَ

قال احرص على ما ينفعك ولا تعتمد على هذه الاسباب وعلى ما ينفعك من اعمالك واستعن بالله اياك نعبد واياك نستعين قال ونعود اليها في الكلام عليها بمزيد تفصيل قال ولا تعجز - 00:18:48ضَ

في اتخاذ الاسباب ولا في الاستعانة بالله عز وجل. لا تقصر لا في هذا ولا في ذاك قال وهو الشاهد الذي نريد هنا ذكره قال فان اصابك امر يعني بعد - 00:19:07ضَ

الاستعانة بالله عز وجل واتخاذ الاسباب فقل قدر الله وما شاء فعل قل قدر الله ما شاء فعل ولا تقل لو فان لو تفتح عمل الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. هذا يمكن ان نعود اليه بمزيد من التفصيل اذا سمح الوقت بعد قليل. فالجانب - 00:19:23ضَ

المهم جدا هنا هو ان مما لا يجوز في قضايا القدر هو البحث عن الجانب الخفي في القدر والسؤال عن سر الله سبحانه وتعالى الذي اخفاه عن حكمته في افعاله سبحانه وتعالى - 00:19:45ضَ

اه من هذه الامور التي لا يجوز الخوض فيها هو الاسئلة الاعتراظية على اقدار الله عز وجل التي لا ينبغي ان يسأل عنها كمن يقول اه متعنتا لماذا اغنى الله تعالى فلانا وافقر فلانا فعل بفلان او غيره وترك فلان الى غير ذلك من الامور - 00:20:01ضَ

هذه التي كما قلنا قبل قليل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهذه مبنية على قوله تعالى والله يعلم وانتم لا تعلمون. قد يغني الله عز وجل عبدا لانه لو افقره لكان في ذلك - 00:20:22ضَ

وقد يفقر عبدا لانه لو اغناه لكان في ذلك لماذا والله يعلم وانتم لا تعلمون. فهذا هو اصل التسليم للقدر لحكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه. وافعاله عز وجل ان الامور - 00:20:39ضَ

التي اه لا يجوز وفي باب القدر هو الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي وهذا من جنسي احتجاج المشركين حينما ذكر الله سبحانه وتعالى عنهم في قوله عز وجل سيقول الذين اشركوا - 00:20:59ضَ

لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء يقول الله عز وجل كذلك كذب الذين من قبلهم قل هل عندكم من علم فتخرجوها لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا - 00:21:16ضَ

يخرسون وقال سبحانه وتعالى ايضا عن المشركين وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. قال ما لهم بذلك من علم ان هم الا يخرسون لاحظوا انه رد الامر كله الى العلم والله يعلم وانتم - 00:21:34ضَ

لا تعلمون. فذمهم الله عز وجل حينما احتجوا بمشيئة الله تعالى على الشرك وعلى مخالفة امر الله سبحانه وتعالى مع انهم لا يعلمون اه مشيئة الله عز وجل الا وبعد وقوع اعمالهم هم بارادتهم ومشيئتهم - 00:21:50ضَ

فلذلك طالبهم الله عز وجل قل هل عندكم من علم فتخرجوا لنا؟ هل علمتم بان الله قد قدر لكم هذا فعملتم بما قدر الله عز وجل ام لا؟ ولم تعلموا الا بعد وقوع ذلك - 00:22:10ضَ

اه المحتجون بالقدر على المعاصي لا يسلمون بذلك في كل مقدور. وفاصل ثم نعود لاستكمال هذه المسألة الدقيقة الى ذلك الحين اه استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته القرآن كنز عامر بالفضائل والخيرات - 00:22:31ضَ

وللوصول الى فوائد هذا الكنز لا بد من استعمال مفاتيحه وهي اداب تلاوة القرآن فمنها اخلاص النية لله تعالى وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اوائل من تسعر بهم النار يوم القيامة قارئ للقرآن - 00:23:03ضَ

يقال له قرأت القرآن ليقال هو قارئ ومنها التسوق والتطهر من الحدث الاصغر واستقبال القبلة وعند البدء بالتلاوة يستعيذ بالله من الشيطان ويرتل القرآن بتمهل وتبيين للحروف. وكان ابن عباس يقول لان اقرأ سورة ارتلها احب الي من ان اقرأ القرآن - 00:23:22ضَ

كله ويستحب تحسين الصوت بالقرآن قال النبي صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم واذا مر باية رحمة ان يسأل الله تعالى من فضله واذا مر باية عذاب ان يستعيذ بالله من العذاب. ويستحب الاجتماع على تلاوة القرآن وتدبره وتدارسه. فقد قال صلى الله - 00:23:53ضَ

الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة. وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وذكرهم الله فيمن عنده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنا تحدثنا في المسائل التي لا يجوز في قضايا القدر وذكرنا منها وهي مسألة قضية ومهمة جدا في قضية الاحتجاج - 00:24:17ضَ

القدر على المعاصي وانه لا حجة لاصحاب المعاصي في الاحتجاج بالقدر لانهم لا يعلمون بقدر الله عز وجل ولا يعني يعلمون ذلك الا بعد وقوع ما شاؤوه وارادوه باختيارهم بعد ذلك يحتجون بالقدر. ثم هم لا يؤمنون او يسلموا بالاحتجاج بالقدر في كل امر - 00:24:59ضَ

من امورهم ولذلك على سبيل المثال لما جاء رجل الى عمر رضي الله تعالى عنه قد سرق فقال ما حملك على السرقة؟ قال قدر الله يجب القدر على المعصية قال قدر الله وانا اقطع يدك بقدر الله سبحانه وتعالى - 00:25:23ضَ

الشاهد ان المحتجين يعني الذين يتذرعون بالقدر على فعل المعاصي هؤلاء يعني لا يؤمنون بذلك في كل امورهم. بدليل لو ان جيء لاحدهم واخذ ماله مثلا او ضرب على وجهه - 00:25:41ضَ

فاذا انكر ذلك لا لا ليش تنكر؟ هذا قدر الله عز وجل. لا يرضى بذلك ولا يسلم بذلك وانما يطالب بحقه. فكيف اه يعني يؤمن بذلك ويحتج به على الله في المعاصي ولا يؤمن به في مثل هذه الامور. على كل - 00:26:06ضَ

القدر يحتج به في المصائب لا في المعايب اذا وقع الانسان مصيبة فان من تسليته ان يقول هذا قدر الله كما مر معنا في الحديث قبل قليل. اما في الذنوب وما يلام عليه العبد فلا يجوز له ان يحتجب بالقدر لانه لا يعلم - 00:26:24ضَ

ان الله قد قدر ذلك عليه الا بعد هو باختياره وارادته فلا حجة له في ذلك فان من الاخطاء الكبيرة جدا الاحتجاج بالقدر على اه المعاصي من هذه القضايا المهمة جدا وهي يمكن ان نختم بها موضوع الكلام فيما لا يجوز في قضايا القدر - 00:26:43ضَ

هو ترك اتخاذ الاسباب بحجة التوكل على الله عز وجل والتسليم لقضاء الله وقدره عز وجل او في المقابل الاعتماد على الاسباب اعتمادا كليا. ومعلوم ان القاعدة المعروفة عند اهل السنة ان ترك الاسباب - 00:27:08ضَ

قدح في العقل والاعتماد على الاسباب شرك في التوحيد وان اتخاذ الاسباب باعتبارها اسبابا اه مأمور به تحقيق اه للتوحيد فاتخاذ الاسباب باعتبارها اسبابا هذا من الامور التي امرنا الله سبحانه وتعالى - 00:27:31ضَ

بها تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام والنبي صلى الله عليه وسلم هو وسيد المتوكلين معروف انه عليه الصلاة والسلام كان يأخذ كل اسباب الاسباب ثم بعد ذلك يتوكل على الله عز وجل يمثل خلاصة هذا الامر الحديث الذي مر معنا قبل قليل وهو قوله صلى الله عليه وسلم - 00:27:55ضَ

احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فان اصابك امر فقل قدر الله وما شاء فعل فان لو آآ ولا تقل له فان لو تفتح عمل الشيطان وهذه ذكرنا الكلام في التفصيل في في - 00:28:15ضَ

ما تقدم فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن العجز والعجز يشمل اه التقصير اتخاذ الاسباب او التقصير في الاستعانة بالله عز وجل والاستعانة واتخاذ الاسباب هما آآ قرينان متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر اياك نعبد - 00:28:32ضَ

واياك نستعين فاياك نعبد اتخاذ الاسباب واياك نستعين من الاعتماد على الله عز وجل. فنهى عن العجز كما نهى اه صلى الله عليه وسلم عن الجزع وهو التسخط التسخط من قدر الله سبحانه وتعالى لانه لا ينفع - 00:28:57ضَ

التساقط في مثل هذا الامر وانما عليه التسليم لامر الله عز وجل والرضا هذا لله سبحانه وتعالى ولا تقل لو فان لو تفتح عمل الشيطان وهذا من التسخط والاعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى. الشاهد خلاصة هذا الموضوع - 00:29:20ضَ

ان المطلوب من العبد ان المطلوب من العبد الموحد هو القيام بعبودية الجوارح باتخاذ الاسباب التي شرعها الله سبحانه وتعالى ولا يعجز ويقصر ويتكل ويدعي ان ذلك من التوكل على الله عز وجل - 00:29:38ضَ

وكذلك القيام بعبودية القلب وهو التوكل والاستعانة بالله عز وجل فاذا الجوارح لها عبودية تخصها والقلب له عبودية تخصه. فاذا قام العبد بعبودية القلب من التوكل والاستعانة بالله عز وجل وقام بعبودية الجوارح باتخاذ الاسباب - 00:29:56ضَ

هنا كمل ايمانه وتوحيده وتوكله على الله سبحانه وتعالى. وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في الذي مر معنا وتقدم الكلام عليه. على كل موضوعات القدر طويلة كثيرة ويصعب استقصائها لكننا لعلنا نختم - 00:30:24ضَ

في الحديث عن شيء من ثمرات الايمان بالقدر هذا الركن الاساس من اركان الايمان ما هي الثمرات التي اه الحسنة التي تعود على الفرد المجتمع عند الايمان بالقدر والتسليم لامر الله عز وجل واتخاذ - 00:30:44ضَ

ويعني اه الايمان بالقدر الايمان الايجابي المثمر الذي وجهنا اليه النبي صلى الله عليه وسلم ودلت عليه النصوص الشرعية من هذه الثمرات المهمة جدا ان يعرف الانسان قدر نفسه وانه - 00:31:10ضَ

عاجز ضعيف محدود القدرة مشيئتي والارادة والامكانات فلا بد ان لا يغتر الانسان بنفسه ولا يصوبه يصيبه الغرور والعجب بنفسه هو تحت مشيئة الله وقدره وسلطانه سبحانه وتعالى وما هو الا خلق من خلق الله عز وجل وذرة من ذرات هذا الكون فاينه ذاهب ينظر الى نفسه - 00:31:30ضَ

يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. اي شيء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز. الامر الثاني هو الاعتماد على الله عند فعل الاسباب. بحيث لا يعتمد على الاسباب - 00:32:00ضَ

على السبب نفسه لان كل شيء بقدر الله عز وجل والله عز وجل اذا اراد شيئا هيأ اسبابه ونحن مأمورون باتخاذ الاسباب الشرعية لتحقيق ذلك تحقق او لم يتحقق فهذا امر الله وقدر الله. ولا الانسان نفسه - 00:32:16ضَ

وقد يجتهد الانسان في اتخاذ الاسباب ثم يحال بينه وبين ما يشتهي نعلم ان هذه ارادة الله وهي خير لنا من ارادتنا وهنا يظهر معنى الايمان بالقدر والتسليم. لامره سبحانه وتعالى - 00:32:34ضَ

فيه ايضا وهي متعلقة بما قبلها الا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده عند حصول مراده لا يقول ان هذه القوة وشجاعتي وتفكيري وتخطيطي واستراتيجي استراتيجياتي لا انما هو قدر الله الذي حيأ لك الاسباب حتى نلت - 00:32:51ضَ

ما اردت رويدك لا تغتر فتسلب ما اعطاك الله سبحانه وتعالى وهذا امر مهم جدا يجب الا نغفل عنه طرفة عين وما بكم من نعمة فمن الله اه كذلك من الايمان بالقدر ان يجعل العبد - 00:33:13ضَ

دائما حذرا خائفا من الانتكاس والنكوص على العقبة نسأل الله العافية والسلامة فيسأل الله تعالى الثبات والاستقامة على دين الله عز وجل ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:33:38ضَ

وهو المعصوم المؤيد من عند الله عز وجل يخشى على نفسه عليه الصلاة والسلام ويقول ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويخشى الانسان ويتخذ الاسباب المثبتة - 00:33:59ضَ

ويبتعد عن اسباب الضلالة والانحراف كذلك منها الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من اقدار الله سبحانه وتعالى فلا يقلق العبد بفوت محبوب او حصول مكروه. لان ذلك بقدر الله عز وجل والله يحكم لا معقب لحكمه والله يعلم - 00:34:12ضَ

وانتم لا تعلمون وهذه من الامور التي هي البلسم الشافي اللي ما يقع على الانسان من مصائب وامور قد لا تكون على ما يريده. بهذا نختم الحديثة في موضوع ثمرة الايمان بالقدر وهي كثيرة جدا لكن الوقت لا يسع الحديث عنها اكثر مما طرح الى - 00:34:33ضَ

هذا الى ان نلتقي مرة اخرى استودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يأتيك ميسورا باي مكان اكاديمية ينبوعها صاف بشرى ندى بشرى ندى بشرى لنا زاد جاذبية للعلم كالازهار في البستان - 00:34:57ضَ