الحديث - الدورة (2) المستوى (3)
م. 8 - حديث: (ومن يستعفف يعفه الله...) - الحديث - المستوى الثالث (2) - د. عيسى المسملي
Transcription
يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة فما لنا من ربنا واحيانا زدنا كاذبين بالعلم كالازهار في البستاني - 00:00:00ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين وقدوة الناس اجمعين وعلى اله وازواجه امهات المؤمنين ورضوان الله على الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:00:48ضَ
اما بعد فمرحبا بكم واهلا في هذا اللقاء وهو اللقاء الثامن ضمن هذه اللقاءات التي نتدارس فيها حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذا المستوى الثالث ضمن برامج هذه الاكاديمية - 00:01:21ضَ
التي ندعو الله عز وجل ان تكون نافعة مباركة ومع الحديث الثامن عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله - 00:01:46ضَ
ومن يتصبر يصبره الله وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر هذا الحديث راويه في احدى روايتيه حكيم بن حزام وهو ابن خويلد القرشي - 00:02:14ضَ
وله حالة انفرد بها عن كثير من الخلق قيل انه ولد في جوف الكعبة وقيل ايضا في ترجمته انه عاش مئة وعشرين سنة ستين منها قبل الاسلام وستين بعد الاسلام - 00:02:51ضَ
توفي رضي الله عنه وارضاه سنة خمس واربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم كما رأيتم ولاحظتم في بداية الحديث ومن يستعفف هذه الصيغة تشير الى ان هذا جزء من حديث - 00:03:19ضَ
حديث حكيم بن حزام خرجه البخاري في الصحيح عنه اي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى - 00:03:48ضَ
وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله. هذا الحديث الحكيم ابن حزام وهو في صحيح البخاري واما المتفق عليه فهو حديث ابي سعيد الخدري - 00:04:08ضَ
رضي الله تعالى عنه وارضاه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم. سألوه اي طلبوا منه ثم سألوه فاعطاهم حتى نفد ما عنده فقال عليه الصلاة والسلام - 00:04:38ضَ
هو اكرم الخلق عليه الصلاة والسلام حتى نفد ما عنده فقال عليه الصلاة والسلام ما يكون عندي من خير. خير هنا المقصود شيء من المال. شيء من المنفعة فلن ادخره عنكم - 00:05:02ضَ
ما يكون من ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر - 00:05:22ضَ
هذا حديث ابي سعيد وهو متفق عليه في الصحيحين وهذا اللفظ للامام البخاري رحمه الله تعالى جدير بالافادة ان يقال ان هذه الرواية ومن يستعفف وردت ايضا في كثير من روايات الامام البخاري - 00:05:50ضَ
خوف عند كثير من رواة صحيح الامام البخاري ومن يستعف ومن يستعف يعفه يعفه الله وفي رواية ومن يستعفف يعفه الله هذا الحديث حديث عظيم فيه فيه فائدة جليلة وهي ان الجزاء من جنس العمل - 00:06:14ضَ
لكن عمل الانسان بحسبه وبحسب طاقته والجزاء من الكريم على قدر كرمه سبحانه وتعالى ومن يستعفف ما معنى يستعفف ما معنى العفة وما هي مجالاتها؟ ما هي الامور التي يتعفف عنها الانسان - 00:06:46ضَ
اصل كلمة عف معناها كلمة عف معناها ان يكف عن القبيح هذا هذا احد معني هذه المادة مادة عف او في العين والفاء ان يكف عن القبيح والمراد بها هنا - 00:07:17ضَ
بحسب السياق تتعلق بالاستعفاف والكف عن التعلق بما في ايدي الناس وقد جاء في القرآن الكريم ذكر ذكر العفة في غير امر فمثلا جاء فيما يتعلق بالاستعفاف في امور النساء - 00:07:47ضَ
قال الله عز وجل وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله الاستعفاف هنا ترك القبيح والبعد عن كل قبيح فيما يتعلق بالميل الى الجنس الاخر وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله. وجاء ايضا - 00:08:22ضَ
في القرآن الكريم الثناء الثناء على الذين يتعففون عن ما في ايدي الناس ويستغنون بما عند الله عز وجل لما ذكر الله عز وجل الصدقات في سورة البقرة قال سبحانه - 00:08:52ضَ
للفقراء الذين احصروا في سبيل الله. لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اي الجاهل بحالهم. يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لا يسألون الناس الحافا الذي لا يعرف حالهم يظنهم اغنياء - 00:09:15ضَ
ما هو السبب هذه الصفة التي امتدحهم الله تعالى واثنى عليهم بها لا يسألون يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف نستكمل الحديث عن هذا الحديث بعد فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى - 00:09:45ضَ
بالعلم كالازهار في البستان لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم ان يتلو عليهم اياته ويزكيهم. ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين - 00:10:09ضَ
الايمان بالرسل ركن من اركان الايمان وواجب اعتقادي من اعظم الواجبات. فالرسل هم المبلغون عن الله رسالته والمقيمون على الخلق حجته. فارسال الرسل من اعظم نعم الله على خلقه وخصوصا محمد - 00:10:49ضَ
صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء وافضل المرسلين. والايمان بالرسل يتضمن التصديق بان الله وتعالى بعث في كل امة رسولا منهم يدعوهم الى عبادة الله والكفر بما يعبد من دونه. الاعتقاد بانهم جميعا - 00:11:09ضَ
صادقون قد بلغوا جميع ما ارسلهم الله به. فلم يكتموا ولم يغيروا. الايمان بان دعوتهم جميعا قد اتفقت على التوحيد. قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا لا اله الا انا - 00:11:29ضَ
واما الشرائع والاحكام فانهم يختلفون فيها. لقوله تعالى الاعتقاد بان من كفر برسالة واحد منهم فقد كفر وبالجميع. قال تعالى. فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع انه لم يكن رسول غيره حين كذبوه. الايمان بان الله ايدهم بالمعجزات الباهرات والايات الظاهرات - 00:11:59ضَ
يرعى التصديق بما صح عنه من اخبارهم. الايمان بان خاتمهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي بعده. قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاعتقاد بانهم يتفاضلون في المنازل عند الله - 00:12:39ضَ
وان افضلهم محمد صلى الله عليه وسلم. وللايمان بالرسل ثمرات جليلة. منها العلم رحمة الله تعالى وعنايته بخلقه. حيث ارسل اليهم اولئك الرسل الكرام للهداية والارشاد. شكر الله تعالى على هذه النعمة الكبرى. محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم. لانهم رسل - 00:13:11ضَ
الله تعالى وصفوة عبيده. العلم بقدرة الله تعالى واصطفائه لبعض خلقه وتفضيله بعضهم على بعض التمسك بما جاءوا به. فهو الطريق الموصل الى سعادة الدنيا. والاخرة مرحبا بكم مرة اخرى مع هذا الحديث العظيم. حديث العفاف - 00:13:41ضَ
ومن يستعب ومن يستعفف يعفه الله مر بنا انفا ان الاستعفاف هو عن القبيح. وعن التعلق بغير بغير بغير ما عند الله عز وجل في امر المال او امر الرزق او امر المنصب او امر الجاه او امر الوظيفة او امر الشهوة او امر النساء - 00:14:20ضَ
او او العكس وهكذا ومن يستعفف يعفه الله هذا الامر يعود الى اصل عظيم الا وهو ان يتعلق قلب المؤمن في كل احواله بالله عز وجل والا يلتفت قلبه في حاجاته وضروراته - 00:14:45ضَ
الا الى الله عز وجل. ولذلك بوأ الله عز وجل الذين يتوكلون عليه حق التوكل بوأهم منزلة عظيمة وخصوصية جليلة. ذلكم انهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب حديث السبعين الف المشهور - 00:15:11ضَ
هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون. وعلى ربهم يتوكلون. كل هذه الصفات يجمعها الصفة الجامعة انهم لا تتعلق قلوبهم الا بالله تبارك وتعالى قال بعض العلماء ومنهم شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - 00:15:35ضَ
في كتابه العبودية قال ولهذا كانت المسألة يعني الطلب طلب الحاجة من الناس في الاصل حراما الا اذا دعت اليها ضرورة او حاجة. في الاصل المسألة ان يسأل الانسان من الناس شيئا يسألهم اعطوني اعطوني ويسألهم من مالهم - 00:15:55ضَ
او مما عندهم الاصل في هذا المنع بل قد يكون حراما ونكتة ذلك ان في ذلك انصراف القلب الى ما في ايدي الناس وانصرافه عما في عن ما في يد الله عز وجل - 00:16:17ضَ
قال النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري من حديث عبد الله ابن عمر ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال عليه الصلاة والسلام من نزلت به فاقة - 00:16:40ضَ
فانزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فانزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل او اجل هذا في جامع الترمذي وعن ثوبان رضي الله عنه وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:17:01ضَ
من يكفل لي الا يسأل الناس شيئا واتكفل له بالجنة حديث صحيح هذا امر عظيم الا يسأل الناس شيئا بل ان هذا الامر وهو الاستغناء عما بايدي الناس وعدم سؤالهم شيئا - 00:17:28ضَ
كان النبي عليه الصلاة والسلام احيانا يأخذ البيعة عليه من اصحابه كما جاء في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقال - 00:17:56ضَ
الا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكنا عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال الا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فبسطنا ايدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله - 00:18:19ضَ
فعلام نبايعك قال على ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اخلاص العبادة لله والصلوات الخمس وتطيع واسر كلمة خفية ولا الناس شيئا شيئا نكرة في سياق النهي يعمك اي يعم الصغير والكبير - 00:18:41ضَ
والا ولا تسألوا الناس شيئا ماذا يقول عوف بن مالك رضي الله عنه عن عن هؤلاء النفر الذين بايعهم النبي عليه الصلاة والسلام عن الاستغناء بايعهم على عما بايدي الناس الا يسألوا الناس شيئا - 00:19:12ضَ
ارتقاء وتعففا وعلى الله توكلا واستغناء بالله عز وجل. عدم تعلق القلب بما في ايدي الناس بيعة يأخذ النبي عليه الصلاة والسلام البيعة على هذا. قال عوف بن مالك رضي الله عنه ومن عجيب امرهم امتثالهم رضوان الله تعالى - 00:19:34ضَ
عليهم مع شدة حاجتهم في كثير من الاحيان. قال عوف رضي الله عنه والحديث في صحيح مسلم. قال فلقد رأيت بعض اولئك النفر يسقط صوت احدهم ان يكون راكبا على الدابة وبيده السوط ويسقط من يده بجواره على الارض - 00:19:54ضَ
قال فما يسأل احدا يناوله اياه. ينزل انزلوا من على دابته ويأخذ الصوت ويركب مرة اخرى ولا يسألهم قصة في صحيح مسلم. اذا هذا امر عظيم امر جليل امر يأخذ النبي عليه الصلاة والسلام عليه البيعة - 00:20:17ضَ
ثمة وقفة مهمة في هذا الزمن الذي كثر فيه التعلق بالمادة وطلب الواسطات وطلب الشفاعات والتقرب الى اصحاب الاموال والتقرب الى اصحاب الجاه والتقرب الى اصحاب الامكانات ومحاولة الوصول الى اصحاب الجاه. واصحاب المكانة واصحاب المال. طلبا لما - 00:20:42ضَ
ايديهم او طلبا لما في شفاعة او طلبا لشفاعتهم ووساطتهم هذا تنبيه عظيم ومن يستعفف يعفه الله. ومن يستغني اي عما في ايدي الناس يغنه الله. انظر الى هذا الامر العظيم الجليل قد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:21:17ضَ
يأخذ البيعة عليه من اثر هذا الحديث العظيم ان حكيما رضي الله تعالى عنه وارضاه حكيم ان حكيم ابن حزام اثر فيه هذا التوجيه تأثيرا عظيما جدا حتى انه كان احيانا - 00:21:41ضَ
يتعفف عن شيء من حقه حكيم بن حزام وهو احد راويي هذا المعنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعفف عن حق له زيادة في التحري وتوكلا على الله عز وجل - 00:22:02ضَ
وهذا اثر مباشر لما سمعوه من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان ابو بكر يدعوه ليأخذ نصيبه فلا يأخذ ثم كان عمر رضي الله عنه يدعوه ليأخذ نصيبه فلا يأخذ تعفظا - 00:22:26ضَ
مع ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما اتاك من هذا ان هذا المال حلوة خضرة فما اتاك من غير استشراف نفس ولا مسألة فخذه وما لا تتبعه نفسك شيء جاءك - 00:22:45ضَ
من دون اشراف نفس وتعلق نفس. او ومن دون مسألة جاء رزقك الله من دون مسألة ولا تعلق قلب فخذه فتموله او تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك. انظر الى هذا التصوير. احيانا الانسان يجعل نفسه تتبع - 00:23:03ضَ
وتمشي وراء شيء من المنفعة عند الناس اين صدق التوكل؟ اين صدق الاعتماد على الله مع العمل بالاسباب نستكمل الحديث عن هذا الحديث بعد فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى - 00:23:24ضَ
بعلمك الازهار في البستان من رضي بالله ربا حقت عليه طاعته وعبادته. قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. والصبر على اداء الطاعات اكمل من الصبر على اجتناب المحرمات. وطاعة والله تحتاج الى انواع من الصبر. كالصبر على الاخلاص فيها ومدافعة دواعي الرياء والغرور. والصبر على الاتباع فيها - 00:23:50ضَ
وتكميلها والصبر على ترك التقصير فيها والابتداع والمداومة عليها وعدم الانقطاع. قال تعالى تأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. ومن صبر على الطاعة اثيب عليها عند العجز عن فعلها. قال صلى الله - 00:24:30ضَ
وعليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. والمداومة على الطاعة تقود الى حسن الخاتمة. فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه ان من عاش على شيء مات عليه. ومن مات على شيء بعث عليه - 00:25:00ضَ
فاصبر على طاعة الله حتى تلقاه. قال الحسن البصري رحمه الله ان الله لم يجعل لعمل المؤمن اجلا دون الموت. ثم قرأ مرحبا بكم مرة اخرى مع هذا الحديث العظيم. حديث العفة - 00:25:20ضَ
قال عليه الصلاة والسلام ومن يستعفف يعفه الله يستعفف ان يطلب ذلك ويبذل الاسباب بان يكون عفيفا عما في ايدي الناس فان الله تعالى يجازيه على ذلك عفة يعطيها يعطيها اياه - 00:26:01ضَ
فيمنحه العفة فيكون عفيفا بعيدا عن التعلق بما في ايدي الناس ويغنيه الله تعالى وذلكم في قوله صلى الله عليه وسلم ومن يستغني يغنه الله. يستغني اي يطلب الغنى عما في ايدي الناس - 00:26:27ضَ
لا يتعلق بما في ايدي الناس لا يسأل الناس لا تتبع نفسه الاموال والمنافع والمناصب التي عند الناس من يستغني يغنه الله يغنه الله يعفه الله اي يجعل له في قلبه من الطمأنينة والرضا - 00:26:53ضَ
ما يجعله في راحة واطمئنان عظيم. ليس الغنى عن كثرة العرض وان وان ولكن الغنى غنى النفس هذا وجه ووجه اخر يغنه الله يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب - 00:27:19ضَ
يعطيه الله تعالى ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يستغني يغنه الله ذلكم ان الجزاء من جنس العمل حين استغنى عن الناس وعما بايدي الناس وعن التعلق بما في ايدي الناس - 00:27:40ضَ
اغناه الله تعالى عنهم فرزقه الغنى في قلبه والقناعة في قلبه وايضا فانما قدره الله تعالى له من رزق فسوف يأتيه قطعا يبذل الاسباب نعم يبذل الاسباب الشرعية في طلب الرزق - 00:28:01ضَ
لان يأخذ احدكم حبله فيحتطب خير له من ان يسأل الناس منعوه او اعطوه فيبذل الاسباب الشرعية في طلب الرزق والله تعالى سيجري عليه رزقه ويغنيه عما في ايدي الناس - 00:28:24ضَ
ثم قال عليه الصلاة والسلام ومن يتصبر يصبره الله ومن يتصبر ان يحمل نفسه على الصبر ويأطرها على الصبر ويلزمها بالصبر العاقبة العاقبة يعطيه الله تبارك وتعالى هذه الصفة العظيمة المحمودة - 00:28:48ضَ
ويجعله تبارك وتعالى من الصابرين ومن يتصبر يصبره الله من يبذل الاسباب من يبذل الاسباب التي تؤدي الى الصبر في اي مجال في كل مجالات الحياة في مسألة الرزق يتصبر - 00:29:24ضَ
كما انه يستغني عما في ايدي الناس يتصبر بحسب ما هيأ له ورزق ويتصبر ايضا على على الطاعات ملازمة لها ومتابعة ويتصبر ايضا عن دواعي الشهوات التي تريد ان تقذفه - 00:29:49ضَ
في مستنقعها مستنقع الشهوات والفتن كما في هذا العصر الذي تكاثرت فيه سبل الشهوات التي تغرق الناس ومن يتصبر يتصبر في امر رزقه يتصبر في محافظته على طاعة ربه يتصبر - 00:30:12ضَ
في البعد عن الشهوات والمحرمات شهوات محرمة ويتصبر على اقدار الله تعالى المؤلمة من فقد قريب او حبيب او فقد مال او فقد مكان او مكانة الجزاء يصبره الله تعالى - 00:30:39ضَ
وبشر الصابرين. هذا احد اوجه يتصبر وبشر الصابرين بشرهم. وبشر الصابرين. البشارة الخبر السار المفرح التي تتأثر منه البشر وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله انا لله - 00:31:03ضَ
وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون ثم يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر ثمة امران في هذا الجزء من الحديث - 00:31:30ضَ
الامر الاول الذي نقف معه ما هذه المنزلة ما اعطي احد عطاء اوسع عطاء خيرا واوسع من الصبر. وفي رواية خير واوسع من الصبر قال بعض العلماء لانه بالصبر لانه بالصبر - 00:32:02ضَ
يستقيم الايمان ولانه يتعلق بجميع افعال العبد فاعمال الطاعات يصبر عليها والمعاصي والشهوات المحرمات يصبر عنها والاقدار التي يبتلى بها الانسان ويختبر يصبر على قضاء الله تعالى فيها فانظر كيف تعلق الصبر - 00:32:31ضَ
بجميع اعمال العبد الطاعات فعلا وثباتا واستمرارا المحرمات والشهوات يتصبر عنها تركا وبعدا عنها وعن ذرائعها والاقدار التي يبتلى بها الانسان ويختبر ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين - 00:33:01ضَ
كما تقدم انفا فالصبر من هذه الجهة متعلق بجميع اعمال المكلف بجميع اعمال العبد اما الجزاء هذه الجهة الاخرى. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. من جهة تعلقه بجميع - 00:33:33ضَ
اعمال العبد واما في الجهة الاخرى فلان الصابرين يعطون اجرا بلا حساب يعطون اجرا بلا حساب قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب خلاصة هذا الحديث وابرز الفوائد التي يمكن - 00:33:54ضَ
ان نقف معها مكان العفة ومكانها ومكانتها فمن يتعفف يعفه الله عز وجل وايضا علاقة علاقة علاقة حاجات العبد وتعامله مع ذلك بتوحيد الله والتوكل عليه فان العبد يتوكل على الله عز وجل - 00:34:30ضَ
في كل اموره وينزل العبد المؤمن ينزل حاجاته بالله جل جلاله يبذل الاسباب لا بأس الاسباب المشروعة ايضا اقتضت حكمة الله عز وجل وقدره الابتلاء فيبتلى المؤمن بالسراء وبالضراء ففي السراء يشكر وفي الضراء يصبر - 00:34:59ضَ
ومن يتصبر يصبره الله. ايضا ان يدرك الانسان مما مما نستفيد من هذا الحديث مكانة الصبر ومنزلته من الايمان نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العفة والايمان ونسأله تبارك وتعالى العفو والعافية. في ديننا ودنيانا واهلينا واموالنا - 00:35:27ضَ
الى ان القاكم في اللقاء القادم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يأتيك ميسورا - 00:35:55ضَ