Transcription
السَّلامُ عليكُم - 00:00:00ضَ
نَدى، أتمَّتْ دراستَها في المدرسةِ الأمريكيَّةِ، - 00:00:01ضَ
ثمَّ تخرَّجتْ من كلِّيَّةِ الطِّبِّ في جامعةٍ محلِّيَّةٍ، - 00:00:04ضَ
وتخصَّصتْ في الطِّبِّ النَّفسيِّ. - 00:00:07ضَ
تقدَّمَ لها شادي -الَّذي يكبرُها بِسنَتينِ- - 00:00:10ضَ
بعدَ أَنْ أَنْهَى التَّخصُّصَ في الطِّبِّ النَّفسيِّ أيضًا - 00:00:12ضَ
في مستشفى بأُستُراليا - 00:00:15ضَ
قبلَتْ بهِ ندى بنتُ السّادسةِ والعشرينَ، تزوَّجَا، - 00:00:17ضَ
عاشا شهورًا سعيدةً إلى حدٍّ ما، ثمَّ بدأَتِ المشكلاتُ وتفاقمَتْ، - 00:00:21ضَ
لمْ يطُلْ ربيعُهما ودخلَتْ حياتُهما في فصلِ خريفٍ طويلٍ، - 00:00:28ضَ
جاءَتْ ندى من عملِها مبكِّرةً في يومٍ منَ الأيَّامِ، - 00:00:35ضَ
شادي لم يعدْ بعدُ، فدخلَتْ غرفةَ المكتبِ، - 00:00:38ضَ
استخرجَتْ ورقةً وقلمًا وبدأَتْ تكتبُ: - 00:00:41ضَ
ما هيَ مشكلاتي معَ شادي؟ - 00:00:46ضَ
شادي جافٌّ، لمْ يعدْ يعبِّرُ لي عنْ حبِّهِ، - 00:00:51ضَ
بلْ بدأْتُ أشكُّ في حُبه لي، - 00:00:54ضَ
بلْ ومرضْتُ مرَّةً فلمْ يُظهرْ لي لطفًا، أوْ عنايةً خاصَّةً، - 00:00:56ضَ
عندما أكونُ في أيَّامِ عُذْري -كوني أُنثى- - 00:01:00ضَ
أكونُ متوتِّرةً بعضَ الشَّيءِ، ومعَ ذلكَ لا يُراعيني، - 00:01:02ضَ
معَ أَنَّهُ -بصفتِهِ طبيبًا نفسيًّا- يفهمُ ما أمرُّ بِه، - 00:01:06ضَ
يستسخِفُ اهتماماتي الأُنْثويَّةِ، - 00:01:09ضَ
ويُشعرُني بِعَدَمِ الاحتِرامِ، - 00:01:11ضَ
لا يهتمُّ بمُتَعلِّقاتي؛ - 00:01:14ضَ
انْكسرَتْ إِسْوارَةٌ بِألفَيْ دينارٍ - 00:01:16ضَ
كانتْ أمّي قدْ أهدَتني إيّاها، - 00:01:18ضَ
طلبْتُ منْهُ أنْ يُصلحَها - 00:01:20ضَ
وما زالتْ أمامَهُ على الطاولة مِن شهورٍ، - 00:01:22ضَ
وكلَّ ما ذكَّرتُهُ بها قالَ: اليومَ، وغدًا! - 00:01:25ضَ
أنانيٌّ، يفضِّلُ نفسَهُ عليَّ، - 00:01:29ضَ
أحيانًا نعودُ كلٌّ منّا -أنا وهوَ- منْ عملِنا متأَخِّرَينِ، - 00:01:32ضَ
ولا طعامَ في البيتِ، - 00:01:35ضَ
يدْعوهُ أحدُ أصحابِهِ فيخرجُ ولا يسألُ عنّي، - 00:01:37ضَ
الوقتُ الَّذي يُمضيهِ شادي معي ليسَ (بالإنجليزيَّةِ) وقتًا طيِّبًا، - 00:01:41ضَ
بلْ يكونُ شارِدَ الذِّهنِ، - 00:01:44ضَ
نكونُ قريبَينِ جسديًّا، وبعيدَينِ روحيًّا، - 00:01:45ضَ
ينقلُ مشكلاتِهِ في العملِ إلى داخلِ البيتِ، - 00:01:49ضَ
ولا أحسُّ معَه بالأمانِ، - 00:01:52ضَ
في المقابلِ، لا يُشاركُني فرحاتِهِ! - 00:01:54ضَ
إذا أطلْتُ الحديثَ مَعه في مَوضوعٍ يُقاطعُني - 00:01:57ضَ
ويطلبُ منّي أنْ أختصرَ، ويتبرَّمُ مِنْ كَثرةِ أسئلَتي، - 00:02:00ضَ
بدأَ يَملُّني، - 00:02:05ضَ
والمؤلمُ جدًّا أنَّ هذا في مقابلِ اهتمامهِ بزميلاتِهِ في العملِ - 00:02:06ضَ
وروحِه المرحةِ معهنَّ، - 00:02:11ضَ
تثورُ عصبيَّتُهُ عليَّ سريعًا إذا تأخَّرْتُ عليهِ دقيقَتينِ، - 00:02:14ضَ
وهوَ ينتظِرُني في السَّيّارَةِ، مثلًا! - 00:02:17ضَ
وفي المقابلِ، تأخَّرَتْ زميلتُه ربُعَ ساعةٍ عنِّي أنا وهو مرَّةً، - 00:02:20ضَ
ولمّا اعتذرتْ كانَ جوابُهُ: مطلقًا، مطلقًا لا مشكلةَ! - 00:02:25ضَ
أمسكْتُ هاتفَهُ مرَّةً وأرسلْتُ لسكرتيرتِهِ رسالةً أَطلبُ فيها باسمِهِ - 00:02:30ضَ
أنْ تَكُفَّ عنْ رسائلِ: (صباحُ الخيرِ)، (مساءُ الخيرِ)؛... غَيرةً عليهِ - 00:02:35ضَ
عندما اكتشفَ ذلكَ، غضبَ منِّي، وقاطعَني لأيّامٍ، - 00:02:39ضَ
ووضعَ كلمةَ سرٍّ لهاتفِهِ حتّى لا أستطيعَ فتحَهُ، - 00:02:43ضَ
أُحسُّ أنَّ شَخصيَّتي طَفَسَتْ، طُمِسَتْ معَهُ، - 00:02:46ضَ
أشعرُ بضَعفٍ، وقلَّةِ تقديرٍ لنفسي أمامَ الآخَرينَ إذا كنْتُ معَه، - 00:02:50ضَ
يرُدُّ على غَيرتي بإظهارِ سوءِ الظَّنِّ فيَّ؛ - 00:02:55ضَ
أنّي أتعمَّدُ الحديثَ معَ الزُّملاءِ، - 00:02:58ضَ
وأنّي أميلُ عاطِفيًّا تجاهَ أحدِهِم. - 00:03:00ضَ
عندَما تكونُ الخادمةُ في إجازةٍ، - 00:03:03ضَ
فإنَّهُ لا يساعدُ في البيتِ، - 00:03:05ضَ
معَ أنَّهُ يكتبُ منشوراتٍ - 00:03:07ضَ
عنْ حقوقِ المرأةِ، و"مَظْلوميَّتِها" - 00:03:09ضَ
يدخلُ الحمّامَ ويستحمُّ فلا ينظِّفُ وراءَهُ، - 00:03:12ضَ
يتركُ متعلِّقاتِهِ، ويَتوقَّعُ منّي -أنا- - 00:03:15ضَ
أن أؤدِّيَ هذا كلَّه، - 00:03:18ضَ
لِماذا؟! ما دامَ يؤمنُ بمُساواةِ المرأةِ والرَّجلِ! - 00:03:20ضَ
أَصبحَ يدخِِّنُ مؤخَّرًا، وأتأذَّى منْ رائحةِ دخانِهِ، - 00:03:24ضَ
أشياءٌ بسيطةٌ أَصبحَتْ تستفزُّني، - 00:03:28ضَ
لماذا لايتأنَّقُ لي كما يتأنَّقُ للنَّاسِ؟! - 00:03:31ضَ
أصبحْتُ أفضِّلُ غيابَهُ عنِّي! - 00:03:33ضَ
منْ أسوأِ ما في شادي أنَّهُ يظهرُ أمامَ النَّاسِ - 00:03:36ضَ
بمظهرِ الخَيريَّةِ والحنانِ، - 00:03:40ضَ
لكنَّ هذهِ الخيريَّةَ تَتَلاشى معي، - 00:03:42ضَ
ويُبرِّرُ لي بأنَّهُ: - 00:03:45ضَ
"مضغوطٌ، ومشكلاتُ الحياةِ كثيرةٌ، - 00:03:47ضَ
وبأنَّهُ لا بدَّ لهُ منَ التَّعاملِ اللَّطيفِ معَ النَّاسِ - 00:03:49ضَ
بِطبيعةِ عملهِ بوصفهِ طبيبًا نفسيًّا". - 00:03:53ضَ
هناكَ جوانب منْ حياتِهِ الخاصَّةِ أخجلُ أنْ أتكلَّمَ عنْها - 00:03:55ضَ
لأنَّها تسيءُ لهُ جدًّا! - 00:03:59ضَ
لاهتزازِ صورةِ شادي لدَيَّ؛ - 00:04:02ضَ
أصبحْتُ أنفِرُ من علاقتِنا الغريزيَّةِ بصفتِنا زوجَينِ، - 00:04:04ضَ
وأشعرُ أنّي أفعلُ شيئًا مَعيبًا! - 00:04:07ضَ
يستَكبِرُ أنْ يُظهرَ أمامي ضعفَهُ، - 00:04:10ضَ
بلْ -بدلًا مِنْ ذَلكَ- - 00:04:13ضَ
يفُشُّ غُلَّه فيَّ إذا تعرَّضَ لما يُظهرُه ضعيفًا، - 00:04:14ضَ
لم أعدْ أهتمُّ باهتِماماتهِ، - 00:04:19ضَ
أصبحْتُ أتعمَّدُ مخالفتَهُ في كلِّ شيءٍ، - 00:04:21ضَ
ولا أريدُ أنْ أشبهَهُ في شيءٍ! - 00:04:23ضَ
نفسيَّتي معهُ تعِبةٌ، معَ أنَّني طبيبةٌ نفسيَّةٌ! - 00:04:25ضَ
طلبْتُ الانفصالَ عنهُ لكنَّهُ لمَّحَ أنَّهُ لن يسامحَني على أيٍّ منَ الأشياءِ - 00:04:33ضَ
الَّتي اشتراها لي ولمْ يكتبْها باسمي. - 00:04:38ضَ
كنتُ قدْ صارحْتُ بعضَ صديقاتي لعلِّي أجدُ عندَهنَّ حَلًّا، - 00:04:42ضَ
لكنّي اكتشفْتُ أنَّه -وإنِ اختلفَتِ التَّفاصيلُ- - 00:04:46ضَ
أَنَّهنَّ جميعًا يعانِينَ أيضًا، - 00:04:49ضَ
وإنْ كانَتْ حالاتُنا تتفاوتُ في مدى التَّوتُّرِ، - 00:04:52ضَ
لكنّي كنتُ منْ قديمٍ قدْ سمعْتُ بفتاةٍ اسمُها عائشةُ - 00:04:56ضَ
وسمعْتُ أنَّ لها قصّةً منْ قصصِ زواجِها برسولِ اللهِ محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:05:02ضَ
قصَّةً مختلفةً عنْ كلِّ ما عهدْتُه في بيئتي! - 00:05:08ضَ
تذكَّرْتُ عائشةَ الآنَ، - 00:05:12ضَ
فانتقلْتُ عبرَ صفحاتِ السّيرَةِ، وجئْتُها مستشيرةً، - 00:05:14ضَ
لكنّي سمعْتُ عنْ مستوى الأخلاقِ الَّتي تمتَّعَتْ -هي وزوجُها- بها - 00:05:19ضَ
فلمْ أطلعْها على بعضِ التَّفاصيلِ الَّتي أخجل منْ ذكرِها، - 00:05:23ضَ
سألتُها أسئلةً بعددِ مشكِلاتي الثَّلاثةِ والعشرينَ معَ شادي، - 00:05:27ضَ
حتّى أتمكَّنَ منَ المقارنةِ. - 00:05:33ضَ
هنا -إخواني- يبدأُ الحوارُ المتخيَّلُ بينَ ندى وعائشةَ، - 00:05:36ضَ
حوارٌ بسَّطْنا فيهِ بعضَ ما قالتْهُ أمُّنا عائشةُ في الأحاديثِ، - 00:05:39ضَ
وأضفْنا فيهِ ما يساعدُ على رسمِ الصّورةِ، - 00:05:43ضَ
معَ مراعاةِ أنْ تبقى ألفاظُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- - 00:05:45ضَ
وأفعالُه بحَرفِيَّتِها دونَ أيِّ تصرُّفٍ، - 00:05:49ضَ
علمًا بأنَّ مصادرَها الأحاديثُ الصَّحيحةُ - 00:05:52ضَ
الَّتي سنذكرُها لكُم في التَّعليقاتِ، - 00:05:55ضَ
ولم نلجأْ فيها إلى أيِّ حديثٍ ضعيفٍ، - 00:05:57ضَ
فلا ينبغي الاعتراضُ بعدَ ذلكَ بأنَّنا نَنسبُ إلى السّيرةِ ما ليسَ منْها! - 00:05:59ضَ
حسنًا، بدأَ الحوارُ. - 00:06:04ضَ
بدأَتْ ندى بسؤالِ عائشةَ: - 00:06:08ضَ
- حضرتُكِ عائشةُ زوجةُ محمَّدٍ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-؟ - 00:06:10ضَ
- نعمْ - أتسمحينَ لي بأسئلةٍ؟ - 00:06:15ضَ
- نعمْ - 00:06:18ضَ
قالتْ ندى في نفسِها: شادي جافٌّ، - 00:06:20ضَ
لمْ يعُدْ يعبِّرُ لي عنْ حبِّهِ، - 00:06:22ضَ
بلْ بدأْتُ أشُكُّ في حُبه لي! - 00:06:25ضَ
فسألَتْ: هلْ كانَ رسولُ اللهِ يعبِّرُ عنْ حبِّهِ لكِ؟ - 00:06:27ضَ
تبسَّمَتْ عائشةُ وحنَّتْ: - 00:06:33ضَ
- كانَ يقبِّلني قبُلاتٍ عابرةٍ وهوَ صائِمٌ، - 00:06:35ضَ
ولمّا سألوهُ: منْ أحبُّ النّاسِ إليكَ؟ قالَ: عائشةُ - 00:06:38ضَ
في مجتمعٍ لم يألَفْ منْ قبلُ التَّصريحَ بمحبَّةِ الزَّوجةِ. - 00:06:42ضَ
- مرضْتُ مرَّةً فلمْ يُظهِر لي شادي لطفًا أوْ عنايةً خاصَّةً، - 00:06:47ضَ
- فسألَتْ: هلْ كان يشعرُكِ النَّبيُّ بالاهتِمامِ إذا مرضْتِ؟ - 00:06:51ضَ
- كانَ يتلطَّفُ بي لطفًا خاصًا، - 00:06:57ضَ
ويضعُ يدَهُ موضِعَ الألمِ فيدعُو لي - 00:07:00ضَ
- عندَما أكونُ في أيَّامِ عُذري -كوْني أنثى-، - 00:07:03ضَ
أكونُ متوتِّرةً بعضَ الشَّيءِ، - 00:07:05ضَ
ومعَ ذلكَ لا يراعيني شادي - 00:07:07ضَ
معَ أنَّهُ بوصفه طبيبًا نفسيًّا يفهمُ ما أمرُّ بهِ، - 00:07:09ضَ
فسألتْ: حسنًا، هلْ كانَ رسولُ اللهِ يراعيكِ في فترةِ عذرِكِ؟ - 00:07:12ضَ
- كان معي في هذهِ الفتراتِ ألطفَ ما يكونُ؛ - 00:07:17ضَ
أشربُ وأنا حائضٌ، ثمَّ أُناولُ الإناءَ النَّبيَّ، - 00:07:21ضَ
فيتعمَّدُ أنْ يضعَ فمَهُ على المكانِ الَّذي شربْتُ منهُ، - 00:07:25ضَ
وآكلُ اللَّحمَ، ثمَّ أناولُهُ النَّبيَّ - 00:07:30ضَ
فيتعمَّدُ أنْ يضعَ فمهُ على مكانِ فمي - 00:07:33ضَ
تطييبًا لخاطري، وإذهابًا لحُزني، - 00:07:36ضَ
وجاءَني العذرُ وأنا أحُجُّ، فبكيْتُ خَشيةً منْ فسادِ حَجّي - 00:07:41ضَ
فقالَ ليَ النَّبيُّ: "هذا أمرٌ كتبَهُ اللهُ على بناتِ آدمَ" - 00:07:44ضَ
ثُمَّ ذكرَ لي ما عليَّ فعلُهُ. - 00:07:48ضَ
قالَتْ ندى في نفسِها: شادي يستسخفُ اهتماماتي الأنثويَّةِ، - 00:07:51ضَ
ويُشعرُني بعدمِ الاحترامِ، - 00:07:55ضَ
فسألَتْ: حسنًا، هل كانَ رسولُ اللهِ يراعي اهتِماماتِكِ؟ - 00:07:57ضَ
تبسَّمَتْ عائشةُ، وقالَتْ: - 00:08:02ضَ
ذاتَ مَرَّةٍ كانَ هناكَ أحباشٌ يلعبونَ في المسجدِ بالحرابِ، فسألَني رسولُ اللهِ: - 00:08:04ضَ
"أتحبّينَ أنْ تنظري إليهم؟"، فقلتُ له: نعمْ، - 00:08:10ضَ
فقامَ نحوَ البابِ، وقمْتُ وراءَهُ، - 00:08:13ضَ
ووضعْتُ ذَقني على كتفِهِ وألزقْتُ خدّي بخدِّهِ، وسَترَني بردائِهِ، - 00:08:16ضَ
بعدَ فترةٍ سألَني: "وحسبُكِ؟" -أي أيكفي- - 00:08:21ضَ
فقلْتُ لهُ: "يا رسولَ اللهِ لا تَعجَلْ" - 00:08:26ضَ
فبَقيَ واقفًا من أَجْلي، - 00:08:28ضَ
وبعدَ فترةٍ قالَ: "حَسبُكِِ؟" فقلْتُ: "لا تَعجَلْ يا رسولَ اللهِ" - 00:08:30ضَ
وبَقيَ قائمًا حتّى انْصرفْتُ أنا؛ - 00:08:35ضَ
لذلكَ قلْتُ أعلِّمُ النّاسَ أجمَعينَ أنْ يهتمّوا بحاجاتِ الصَّغيراتِ، - 00:08:37ضَ
فاقدُروا قَدرَ الجاريةِ الحديثةِ السِّنِ الحريصةِ على اللَّهو؛ - 00:08:42ضَ
ليقتَبِسوا منْ هذا الُخلُقِ العظيمِ، - 00:08:46ضَ
لقدْ تزوَّجَني رسولُ اللهِ صغيرةً، - 00:08:50ضَ
فكنْتُ أَلعبُ بِلُعَبٍ على شكلِ بناتٍ في بيتِهِ، - 00:08:52ضَ
ويلعبُ معي بعضُ البناتِ منْ جيلي، - 00:08:55ضَ
وكُنَّ يهَبْنَ منَ النَّبيِّ إذا رأينَهُ، فيختَفينَ، - 00:08:57ضَ
لكنَّ رسولَ اللهِ يُدخلُهنَّ عليَّ ليُشعرَهنَّ أنْ: خذوا راحتكُنَّ، - 00:09:01ضَ
ومرَّةً، رأى لُعبي، فقالَ: - 00:09:06ضَ
ما هذا يا عائشةُ؟ فقلْتُ: بناتي - 00:09:08ضَ
ورأى بينَهنَّ فرسًا له جناحانِ، فقالَ: - 00:09:11ضَ
"ما هذا الَّذي أرى وسْطَهنَّ؟" فقلْتُ: "فرسٌ" قال: "وما هذا الَّذي عليهِ؟" قلْتُ: "جناحانِ" - 00:09:14ضَ
قالَ: "فرسٌ له جناحانِ؟" قلْتُ: "أَما سمعْتَ أنَّ لسليمانَ خيلًا لها أجنحةٌ؟" - 00:09:20ضَ
فضحكَ النَّبيُّ حتّى رأيتُ نواجِذَهُ؛ - 00:09:26ضَ
- أي أنَّكِ عشْتِ حياتّكِ معهُ أيّامَ الصِّبا؟ - 00:09:29ضَ
- تمامًا! كنتُ أتعلَّمُ منْهُ في أثناءَ ذلكَ كلَّ شيءٍ يفعلُهُ؛ - 00:09:34ضَ
أَلعبُ، أمرحُ، أتعلَّّمُ، وأتعبَّدُ... - 00:09:38ضَ
بنفسٍ مطمئنَّةٍ، مستقرَّةٍ، سويَّةٍ، - 00:09:40ضَ
واستمرَّ اهتمامُهُ بي، ومراعاتُهُ حاجاتي، وأنا شابَّةٌ. - 00:09:43ضَ
قالَتْ ندى في نفسِها: شادي لا يهتمُّ بِمُتَعلِّقَاتي، - 00:09:49ضَ
انكسرَتْ إِسوارةٌ بألفَي دينارٍ - 00:09:52ضَ
كانَتْ أمّي أهدَتْني إيّاها، - 00:09:55ضَ
طلبْتُ إليهِ أنْ يُصلحَها وما زَالَتْ أمامَه على الطّاولةٍ منْ شهورٍ، - 00:09:56ضَ
وكلَّما ذكَّرتُهُ بها قالَ: - 00:10:00ضَ
اليومَ، وغدًا... اليومَ وغدًا - 00:10:02ضَ
فسألَتْ: هلْ كانَ النَّبيُّ يهتمُّ بمتعلّقاتِكِ؟ - 00:10:04ضَ
ابتسمَتْ عائشةُ، وقالَتْ: - 00:10:08ضَ
خرجْتُ معه مرَّةً في سفرٍ، فانقطعَ عِقدٌ لي، - 00:10:10ضَ
فأقام النَّبيُّ في المكانِ ريثما نجدُهُ، - 00:10:14ضَ
وأقامَ أصحابُه معَهُ، وليسَ معهمُ ماءٌ، ولا حتَّى ليتَوضَّؤوا بهِ! - 00:10:17ضَ
جاءَ أبي -أبو بَكرٍ- غاضبًا لأنّي تسبَّبتُ في تأخيرِ الجميعِ، - 00:10:23ضَ
فضغطَ على خاصرَتي ضغطًا مؤلمًا، ورسولُ اللهِ نائمٌ على فخذي، - 00:10:27ضَ
فلا يمنعُني منَ التَّحرُّكِ إلّا خوفي أنْ يصحوَ النَّبيُّ، وأفسدَ عليهِ راحتَهُ، - 00:10:32ضَ
على فكرةٍ، انقطعَ معي عِقدٌ مرَّةً أخْرى، - 00:10:38ضَ
وكانَ بَحثي عنهُ، وتأخُّري عنِ الجيشِ -لأجلِ ذلكِ- - 00:10:42ضَ
سببًا في حادثةِ الإفكِ، وافتراءِ المنافقينَ عليَّ، - 00:10:45ضَ
ولم يُعاتبْني رسولُ اللهِ على تكرارِ سقوطِ عِقدي. - 00:10:49ضَ
قالت ندى في نفسِها: شادي أنانيّ يُفضِّل نفسَه علَيّ - 00:10:54ضَ
أحيانًا نعود كلٌّ مِّنَّا -أنا وهو- من عملنا متأخرَيْن ولا طعام في البيت، - 00:10:58ضَ
يدعوه أحد أصحابه فيخرُج ولا يسأل عنّي، - 00:11:03ضَ
فسألتْ: هل كان رسول الله يُفضِّل نفسه عليكِ أحيانًا في الطعام أو الشراب؟ - 00:11:06ضَ
بدا على عائشة علامات الاستغراب والاستنكار - 00:11:12ضَ
- أبدًا؛ كان لنا جارٌ فارسيٌّ طعامه طيِّب، - 00:11:17ضَ
فصنع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعامًا، - 00:11:21ضَ
ثم جاء يدعوه، فقال رسول الله: "وهذه عني؟" (أي مُضَيَّفة معي؟ مدعوة معي؟) - 00:11:24ضَ
فقال: "لا"، فقال رسول الله: "لا"، - 00:11:33ضَ
(أي لا أستطيع تلبية الدعوة ما لم تكن عائشة مُضَيَّفة معي) - 00:11:36ضَ
فعاد جاره يدعوه، فقال رسول الله: "وهذه؟" قال: "لا"، فقال رسول الله: "لا"، - 00:11:40ضَ
ثم عاد في مرَّةٍ أخرى يدعوه، فقال رسول الله: "وهذه؟" - 00:11:51ضَ
قال: "نعم"، فقمتُ مع رسول الله إلى منزل جارنا هذا. - 00:11:55ضَ
- حسنًا، لماذا رفض أن يذهب وحده؟ - 00:12:01ضَ
- عرف أنّي أحب هذا الطعام وقد كان الطعام عندنا قليلًا، - 00:12:04ضَ
فأراد أن يُّشاركني حالي فإمّا أن نَّأكل معًا أو نجوع معًا. - 00:12:08ضَ
هزّ الموقف ندى وعنى لها الكثير. - 00:12:13ضَ
- حسنًا، لماذا كان الطعام عندكم قليلًا؟ - 00:12:16ضَ
- كان المالُ والهدايا والطعامُ يأتي النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- - 00:12:20ضَ
فيعطي الفقراء وأهل الصُفَّة، - 00:12:25ضَ
ويصبر وأصبر -أنا- معه وكيف لا أصبر وأنا أراه يرفض أن يّأكل بدوني؟ - 00:12:28ضَ
- آسفة على السؤال: شابّةٌ جميلةٌ ذكيةٌ مثلكِ، - 00:12:35ضَ
هل أُعطيتِ يومًا من الأيام الفرصة لتعيشي حياةً أكثر تنعيمًا - 00:12:40ضَ
ولو بعيدًا عن رسول الله؟ - 00:12:46ضَ
أي هل فكرتِ في فِرَاقه؟ - 00:12:48ضَ
- فِرَاقه! ضحكت عائشة ثم قالت: سأخبركِ بشيء... - 00:12:51ضَ
كنتُ أنا وأزواج النبيِّ نطلب منه متاعًا من الدنيا وألححْنا عليه في الطّلب كثيرًا، - 00:12:57ضَ
وكنّا نغار عليه، كلٌّ منّا تريد أن تستأثر به ما استطاعتْ، - 00:13:03ضَ
وحصل أن يكيد بعضُنا بعضًا لأجل ذلك؛ - 00:13:08ضَ
فغضب منّا النّبيُّ وكفَّ عن الحديث معنا شهرًا، ثم أنزل الله آيةً - 00:13:11ضَ
يُخيِّرنا فيها بين البقاء مع النَّبيّ على خشونة العَيش أو الطلاق مع الإحسان - 00:13:16ضَ
وإعطائنا شيئًا مّن مّتاع الدنيا. - 00:13:22ضَ
فبدأ النَّبيّ بي وقال: "يا عائشة إنّي أريد أن أعرض عليكِ أمرًا، - 00:13:24ضَ
أُحبُّ أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبوَيكِ" - 00:13:30ضَ
فقلتُ: "وما هو يا رسول الله؟" فتلى عليَّ قول الله -تعالى-: - 00:13:35ضَ
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ - 00:13:40ضَ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ - 00:13:44ضَ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴿28﴾ - 00:13:47ضَ
وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ - 00:13:49ضَ
أَجْرًا عَظِيمًا ﴿29﴾﴾ [القرآن 33: 28-29] - 00:13:54ضَ
وانتهى النَّبيُّ وهو ينتظر ألّا أجيبه حتى أستشير أبَوَيّ، فقلتُ له: - 00:14:00ضَ
"أفيكَ يا رسول الله أستشير أبوَيّ؟ - 00:14:06ضَ
أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة" - 00:14:09ضَ
ففرح رسول الله بذلك. - 00:14:15ضَ
أفيك يا رسول الله أستشير أبوي! - 00:14:17ضَ
ما أحلاها من كلمة رنَّت في كيان ندى وهي ترى هذا الحب الذي لا رجعةَ عنه - 00:14:21ضَ
من فتاةٍ ترى نفسها مع زوجها روحًا حلّت في جسدَين فلا يمكن أن يَنفصلا. - 00:14:27ضَ
تذكَّرتْ ندى كيف أنَّها طلبتْ الانفصال من شادي، - 00:14:33ضَ
لكنَّه لمَّحَ إلى أنَّه لن يُّسامحها - 00:14:37ضَ
بأيٍٍّ مِّن الأشياء التي اشتراها لها ولم يكتبها باسمها، - 00:14:39ضَ
فهي تبقى معه تعلّقًا بهذه الأشياء، ليس اهتمامًا به، - 00:14:43ضَ
لكن عائشة أُعطِيت الفرصة لتفارق النَّبيّ وتستمتع بالدنيا وزينتها، - 00:14:48ضَ
لكنها اختارتْه بلا تردد. - 00:14:54ضَ
قالت ندى في نفسها: الوقت الذي يُمضِيه شادي معي ليس “Quality time”، - 00:14:56ضَ
ليس وقتًا نوعيًا، بل يكون شارد الذهن فسألَت: رسولُ الله كانت مهمّاته عظيمة ومشاغله كثيرة - 00:15:01ضَ
هل كنتِ تُحسّينَ مع ذلك أنه متفرِّغٌ لكِ عاطفيًا وهو معكِ؟ - 00:15:10ضَ
- كان يعطيني حقِّي كاملًا وهو معي حاضرًا ببدنه وذهنه، - 00:15:16ضَ
يستغلُّ كل فرصةٍ للتَّفاعل معي والتَّقرُّب منّي، يقوم بلفَتات لطيفة تعني لي الكثير، - 00:15:22ضَ
لذلكَ ترَيْنَ أحاديثَ كثيرةً أرويها عنه فإنّي لم أكن على هامش حياته؛ بل في صميمها. - 00:15:29ضَ
كان النَّبيّ يقرأ القرآن في حجري وأنا حائض - 00:15:37ضَ
- سيقرأهُ، سيقرأه على كل حال، - 00:15:40ضَ
بدل أن يقرأه بعيدًا عنِّي يقرأه في حجْري. - 00:15:43ضَ
تصوَّرتْ ندى هذه الصورة الطاهرة الراقية تصوَّرتْ رسولَ الله يقرأ بصوت عذب، - 00:15:46ضَ
رأسُهُ في حجْر عائشة تمسح بيدها على شعره وتستمع له في قِمّة المحبَّة والانسجام. - 00:15:53ضَ
قالت عائشة: كنّا نمضي أوقاتًا مرحة، حتى في الاغتسال نغتسلُ من إناءٍ وَاحدٍ - 00:16:01ضَ
نَتسابق على الماء مُتَمازحَيْن أقول له: "دعْ لي دعْ لي" ويقول هو: "دعِي لي دعِي لي" - 00:16:07ضَ
بمودّةٍ وَّأُنسٍ وَّخفَّة روحٍ وَّملاطفة. - 00:16:13ضَ
تبسَّمَتْ عائشة ثم قالت: سافرتُ معه مَرّةً وكنتُ صغيرةً خفيفةَ الوزن، - 00:16:16ضَ
فقال لأصحابه: "تقدَّموا" فتقدّموا، ثم قال: "تعالي أُسابقكِ" فسابقتُه فسبقتُه، - 00:16:22ضَ
ثمَّ كبرتُ وزاد وزني ونسيتُ سباقنا الأوَّل وخرجتُ معه في سفر، - 00:16:30ضَ
فقال لأصحابه: "تقدّموا" فتقدّموا، ثم قال: "تعالي أسابقكِ"، - 00:16:36ضَ
فقلت: "كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذا الحال؟" فقال: "لتفعلِنَّ" فسابقتُه فسبقني، - 00:16:41ضَ
فجعل يضحك، وقال: "هذه بتلك السبقة". - 00:16:48ضَ
قالت ندى في نفسها: شادي ينقل مشكلاته في العمل إلى داخل البيت، - 00:16:52ضَ
فسأَلتْ: ألم تكن أعباء الحياة ومكائد الكفار والمنافقين ضدَّ النَّبيِّ - 00:16:57ضَ
تؤثِّرُ على حياتكم واستقراركم؟ - 00:17:02ضَ
- بل كان كأنَّه يخلع الهموم على عتبات البيت حين يدخل عليّ، - 00:17:05ضَ
فلا أرى منه سوى الودّ والطمأنينة وهدوء النفس وحُسْن العِشْرة. - 00:17:10ضَ
- أي كنتِ تُحسِّين معه بالأمان مع كلِّ هذه الظروف! - 00:17:15ضَ
- بلا شك وأيُّ أمانٍ أكثرُ من هذا؟ - 00:17:19ضَ
قالت ندى في نفسها: في المقابل شادي لا يشاركني فرحاته، - 00:17:22ضَ
فسألتْ: هل كان النَّبيّ يشارككِ ما يسرُّه؟ - 00:17:27ضَ
- بلا شك، مثلًا: دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - 00:17:32ضَ
مرةً مسرورًا تَبْرُق أساريرُ وجهه، - 00:17:36ضَ
فقال: "ألمْ ترَيْ أنّ مُجَزَّزًا نظر آنفًا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، - 00:17:39ضَ
فقال: إنَّ هذه الأقدامَ بعضها من بعض" - 00:17:44ضَ
أي كان مستغربًا مسرورًا من أنَّ رجلًا ممن يَقتفون الأثر - 00:17:47ضَ
عرف وجود علاقةٍ بين زيدٍ وّابنه أسامة من قدميهما مع أنَّه لم يَرَ وجهيهما؛ - 00:17:52ضَ
لأنَّهما كانا مُغطِّيين وجههما، ومع أنّ رِجلَي أسامة كانتا سوداوين تمامًا لأمّه، - 00:17:58ضَ
ورجلَي زيدٍ كانتا بيضاوَيْن. - 00:18:05ضَ
قالت ندى في نفسها: إذا أطلتُ الحديث مع شادي في موضوع - 00:18:08ضَ
فإنه يقاطعني ويطلب مني أن أختصر، - 00:18:12ضَ
ويتبرَّم من كثرة أسئلتي، فسألتْ: حسنًا، هل كان النَّبيّ يستمع إليكِ باهتمام؟ - 00:18:14ضَ
- لم يقاطعْني يومًا - 00:18:21ضَ
جلستُ معه أحدِّثه عمّا قالته إحدى عشرة امرأةً في أزواجهنَّ في حديثٍ طويل، - 00:18:23ضَ
وكانت آخرَهنَّ زوجةُ أبي زرع الذي كان مكرِمًا لها، ورسول الله يستمع لا يقاطعُني، - 00:18:29ضَ
حتى إذا انتهيتُ قال لي مُتحبّبًا كنتُ لكِ كأبي زرع لأمِّ زرع (أي في الإكرام). - 00:18:36ضَ
كنت لا أسمع منه شيئًا لا أعرفه إلا راجعتُه فيه حتى أعرفه، - 00:18:43ضَ
مثلًا قال مرَّةً: "من حوسِب عُذِّب"، - 00:18:48ضَ
فقلتُ له: "أوليس يقول الله -تعالى-: - 00:18:51ضَ
﴿فَسَوفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسيرًا﴾؟ [القرآن 84: 8] - 00:18:54ضَ
فقال: إنّما ذلك العَرْضُ، ولكن مَّن نُوقش الحسابَ يهلك، - 00:18:56ضَ
وكان مسرورًا بحبّي للتعلُّم، - 00:19:01ضَ
سألتُه عشرات أو مئات الأسئلة الموجودة في الأحاديث المحفوظة، - 00:19:03ضَ
فكان يُجيب باهتمام لا يُبدي أيَّ انزعاجٍ من كثرة أسئلتي - 00:19:08ضَ
ولا يُقلِّل من شأن أيِّ سؤال. - 00:19:12ضَ
قالت ندى في نفسها: شادي بدأ يملُّني وتثور عصبيَّته عليّ سريعًا، - 00:19:16ضَ
والمؤلم جدًا أنّ هذا في مقابل اهتمامه بزميلاتِه في العمل وروحِه المرحة معهن، - 00:19:21ضَ
فسألتْ: هل كانت عصبيّةُ النَّبيّ تثور عليكِ إذا أخطأتِ؟ - 00:19:28ضَ
- بل يعَلِّمني برفق، - 00:19:35ضَ
ذكرتُ زوجتَه صفيَّةَ مرّةً بانتقاص، - 00:19:37ضَ
فقال لي: لقد قلتِ كلمة لّو مُزجَتْ بماء البحر لمزجتْهُ - 00:19:40ضَ
(أي لَعكّرتْه)؛ لِيقويَّ الوازع عندي حتّى أخاف الله، - 00:19:45ضَ
ولم يُعنِّفْني وقُصارى الأمر إذا أخطأتُ أن تتغيّر ملامح وجهه فَرَبّى عندي إرهاف حسٍّ، - 00:19:50ضَ
بحيثُ أرصدُ ملامحه وأعدّل سلوكي على أساسها. - 00:19:57ضَ
- ما كان يصرخ؟ - مطلقًا. - 00:20:02ضَ
تبسَّمتْ عائشة وقالت: - 00:20:05ضَ
ذات مرة قال لي: "إني لَأعلم إذا كنتِ عنّي راضية وإذا كنتِ عليّ غضبى" - 00:20:07ضَ
فقلت: "من أين تعرف ذلك؟" - 00:20:14ضَ
فقال: "أمّا إذا كنتِ عني راضية فإنَّكِ تقولين: لا وربِّ محمد، - 00:20:16ضَ
وإذا كنتِ غضبى قلتِ: لا وربِّ إبراهيم" - 00:20:21ضَ
قلتُ: "أجل والله يا رسول الله، ما أهجرُ إلا اسمك" (أي ما أترك إلا ذِكر اسمك وقتها - 00:20:25ضَ
وإلا فمحبتك ثابتةٌ في قلبي لا تتغيَّر بحال). - 00:20:31ضَ
- حسنًا وما الذي كان يغضبكِ منه؟ - غَيرتي عليه. - 00:20:35ضَ
- ألهذه الدرجة تحبِّينه! تغارين عليه وتريدين أن تستأثري به؟ - 00:20:39ضَ
- كيف لا أُحبِّه لهذه الدرجة مع أخلاقه هذه، - 00:20:45ضَ
مرَّةً كان نصيبي منه أن يبيت عندي، جاء فتمدَّدَ بجانبي - 00:20:49ضَ
فلمَّا ظنَّ أنّي نمتُ قام بهدوء، - 00:20:53ضَ
ولبس نعلَيْه بهدوءٍ وّخرج، فلبست سريعًا ولحقتُه لأرى إنْ كان سيذهب إلى زوجة غيري، - 00:20:56ضَ
فإذا هو يذهب إلى مقبرة البقيع التي دُفِن فيها عددٌ مّن أصحابه، - 00:21:03ضَ
فلما أراد أن يَعود ركضتُ حتى دخلتُ أمامه حتى لا يعرفَ أنّي خرجتُ أراقبه، - 00:21:09ضَ
فلما دخل رأى تحرُّك أنفاسي، فسألني، تهرَّبتُ من الجواب، ثم أخبرتُه، - 00:21:15ضَ
فأخبرني أنَّ جبريلَ أتى يخبره أنَّ الله - 00:21:22ضَ
يأمره بالاستغفار لأهل البقيع، فخاف أنْ يّوقِظني فأَستوحِشَ، فخرج بهدوء، ثم سألتُه: - 00:21:25ضَ
ماذا أقول إذا زُرْت أهل المقابر، فعلَّمني. - 00:21:32ضَ
أرادتْ ندى أنْ تسألَ عن تعامُلِ النَّبِيِّ مع غَيْرَةِ عائشةَ، - 00:21:35ضَ
استحتْ أنْ تذكُرَ وضْعَ شادٍ مع زميلاتِهِ، - 00:21:39ضَ
الَّذِي لا يُقارَنُ بالعَلاقةِ الحلالِ بينَ النَّبِيِّ وزوجاتِهِ، فقالتْ: - 00:21:42ضَ
كيفَ كانَ يتصرَّفُ معَ غَيرَتِكِ من زوجاتِهِ الأُخرياتِ؟ - 00:21:48ضَ
تبسَّمتْ عائشةُ وقالتْ: - 00:21:51ضَ
دعا رسولُ الله أصحابَه يومًا إلى بيتِي، - 00:21:54ضَ
فأتَتْ أُمُّ سلَمَةَ زوجةُ النَّبيِّ بصحنٍ كبيرٍ فيهِ طعامٌ - 00:21:57ضَ
لِتُكْرِمَ بهِ النَّبيَّ وضيوفَهُ، - 00:22:01ضَ
فَغِرْتُ؛ فَكَسَرْتُ الصَّحنَ بحجَرٍ في يدِي - 00:22:04ضَ
فتحَتْ ندَى فَمَها وحملقت: ماذا فَعَلَ رسولُ اللهِ؟ - 00:22:07ضَ
قالتْ عائشةُ: جمَعَ بينَ فِلْقَتَيْ الصَّحْنِ -وعليهمَا الطَّعَامُ- - 00:22:12ضَ
وقالَ لأصحابِهِ: "كُلُوا، غَارتْ أُمُّكُمْ. كُلُوا، غارَتْ أُمُّكُمْ" - 00:22:17ضَ
-يَقْصِدُني أنَا-، - 00:22:23ضَ
ثُمَّ أخذَ رسولُ اللهِ صحنًا من عندِي، وبعثَ بهِ إلَى أُمِّ سلمَةَ - 00:22:25ضَ
- وانتهَى الموضوعُ عندَ هذَا الحَدِّ؟! - 00:22:29ضَ
- نعمْ - 00:22:32ضَ
- لم يضرِبْكِ؟! - 00:22:33ضَ
ضحكَتْ عائشةُ: يضربُنِي؟! - 00:22:34ضَ
لم يضربْ النَّبِيُّ بيدِهِ امرأَةً، ولا خادِمًا، ولا شيئًا، - 00:22:37ضَ
إلَّا حِينَ يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ. - 00:22:41ضَ
قالتْ ندَى فِي نفسِهَا: أُحِسُّ أنَّ شخصيَّتِي طُمِسَتْ معَ شادٍ؛ - 00:22:43ضَ
أشعرُ بضعفٍ وقلَّةِ تقديرٍ لِنفسِي أمامَ الآخرينَ إذَا كنتُ معهُ، - 00:22:48ضَ
فسألَتْ: هل كنتِ تتصرَّفينَ أمامَ النَّبيِّ بقوَّة شخصيَّتك، وروحِكِ المَرِحَةِ؟ - 00:22:52ضَ
تبسَّمتْ عائشةُ: - 00:22:58ضَ
حضَّرتُ طعامًا مرَّةً وعندِي سودَةُ -زوجةُ النَّبِيِّ- جالسَةً في بَيْتِي - 00:23:00ضَ
فقلتُ لهَا:"كُلِي!" ورسولُ اللهِ بينَنَا، - 00:23:04ضَ
فقالتْ: "لا أشتهِي ولا آكُلُ" - 00:23:07ضَ
فقلتُ: "لَتَأْكُلِنَّّ أو لَأُلَطِّخَنَّ وجهَكِ" -أي بالطَّعامِ- - 00:23:09ضَ
فلمْ تأكُلْ، فلطَّخْتُ وجهَهَا بالطَّعامِ، - 00:23:13ضَ
فضحِكَ رسولُ اللهِ، - 00:23:17ضَ
فَأَخَذَتْ سودةُ من الطَّعامِ فلطَّخَتْ وجْهِي، ورسولُ اللهِ يضحَكُ. - 00:23:18ضَ
قالتْ ندَى في نفسِهَا: شادٍ يرُدُّ علَى غَيرَتِي بإظهارِ سوءِ الظَّنِّ فيَّ، - 00:23:23ضَ
أنِّي أتعمَّدُ الحديثَ معَ الزُّملاءِ، وأنِّي أميلُ عاطفيًّا تجاهَ أحدِهِمْ، - 00:23:28ضَ
فسألتْ: هلْ كانَ النَّبيُّ يُحسِنُ الظَّنَّ بِكِ؟ - 00:23:33ضَ
- نعَمْ، عندمَا افْتَرَى عليَّ المنافقُونَ دافعَ عنِّي، - 00:23:37ضَ
وقال: "واللهِ ما علمتُ على أهلِي إلَّا خيرًا" -يَعْنِينِي- - 00:23:40ضَ
لكنَّه بَقِيَ شهرًا لا يُوحَى إليهِ شيءٌ مِنَ القُرآنِ فِي شأنِي، - 00:23:45ضَ
ومع ذلكَ، يستحِيي أنْ يُواجهَنِي بسؤالٍ يجرحُ شعورِي عمَّا يقولُهُ البعضُ، - 00:23:49ضَ
ثُمَّ لمَّا أرادَ أنْ يَسألنِي، قالَ: "أمَّا بعدُ يا عائشةُ، - 00:23:57ضَ
إنَّهُ بلغنِي عنكِ كذَا وكذَا... - 00:24:01ضَ
فإنْ كنتِ بريئةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ، - 00:24:04ضَ
وإنْ كنتِ ألْمَمْتِ بذنبٍ فاستغفرِي اللهَ، وتُوبِي إليهِ، - 00:24:07ضَ
فإنَّ العبدَ إذا اعترفَ ثُمَّ تَابَ، تابَ اللهُ عليهِ" - 00:24:11ضَ
ثُمَّ أظهرَ اللهُ براءَتِي. - 00:24:15ضَ
قالتْ ندَى في نفسِهَا: عندمَا تكونُ الخادِمةُ في إجازَةٍ، - 00:24:18ضَ
فإنَّ شاديًا لا يُساعدُ في البيتِ، - 00:24:22ضَ
مع أنَّهُ يكتُبُ منشوراتٍ عن حقوقِ المرأةِ ومَظْلُومِيَّتِها، - 00:24:23ضَ
فسألتْ: طبعًا ما أظنُّ أنَّ النَّبِيَّ كانَ يساعدُكِ في أمورِ البيت، - 00:24:27ضَ
فهو رسولُ اللهِ. - 00:24:32ضَ
- بلْ كانَ يساعدُنِي، فإذَا حضرَتِ الصَّلاةُ خرجَ إلَى الصَّلَاةِ. - 00:24:34ضَ
تَفَاجَأَتْ ندى وتصَوَّرتْ منظرَ النَّبيِّ - 00:24:38ضَ
وهوَ يُساعِدُ زوجتَه في شؤونِ البيتِ بتواضُعٍ ومودَّةٍ. - 00:24:40ضَ
قالتْ ندَى في نفسِها: أصبحَ شادٍ يُدخِّنُ مؤخَّرًا وأتأَذَّى منْ رَائحةِ دُخَانِهِ، - 00:24:45ضَ
أشياءُ يسيرة أصبحتْ تَستفزُّنِي؛ لماذا لا يتأنَّقُ لِي كمَا يتأنَّقُ للنَّاسِ؟ - 00:24:50ضَ
فسألتْ: هل كان النَّبيُّ يتأنَّقُ لكِ ويعتنِي برائحتِهِ كمَا يفعلُ معَ النَّاسِ؟ - 00:24:56ضَ
- كانَ إذا دخلَ بيتَه بدأَ بالسِّواكِ لأشُمَّ من فمِهِ رائحتَهُ الطَّيِّبةَ. - 00:25:02ضَ
تفاجأَتْ ندَى منْ هذَا المشهدِ: - 00:25:07ضَ
رجلٌ يَدخُلُ بيتَهُ، فيستعدُّ كما يستعدُّ الرِّجالُ اليوم - 00:25:09ضَ
لمقابَلَةِ عملٍ أو لِلِقاءِ شخصٍ مُهِمٍّ، - 00:25:13ضَ
قالتْ ندَى في نفسِهَا: أصبحتُ أُفضِّلُ غيابَ شادٍ عنِّي، - 00:25:16ضَ
فسألتْ: واضحٌ أنَّكِ كنتِ متعلِّقةً بالنَّبيِّ جدًّا، - 00:25:20ضَ
هل وصلتِ لمرحلةِ أنَّكِ لا تُطيقِينَ بُعْدَهُ عنكِ؟ - 00:25:25ضَ
- لمَّا كانتْ ليلةٌ مِنَ اللَّيالِي قالَ: - 00:25:30ضَ
"عائشةُ، ذَرِينِي أتعبَّدُ اللَّيلَةَ لِربِّي"، - 00:25:33ضَ
فقلتُ له: "واللهِ إنِّي أُحبُّ قربَكَ، وأُحبُّ ما يسرُّكَ"، - 00:25:37ضَ
فقامَ فتطهَّرَ ثُمَّ قامَ يصلِّي. - 00:25:42ضَ
قالتْ ندَى في نفسِهَا: شادِي يَظْهَرُ أمامَ النَّاسِ بمظهرِ الخيريَّةِ والحنانِ، - 00:25:45ضَ
لكنَّ هذِه الخيريَّةَ تتلاشَى معِي، - 00:25:51ضَ
ويُبرِّرُ لِي بأنَّه مضغوطٌ ومشاكلُ الحياةِ كثيرةٌ، - 00:25:53ضَ
فسألتْ: هلْ كانَ النَّبِيُّ يعاملُكِ كمَا يعامِلُ النَّاسَ؟ - 00:25:57ضَ
- بلْ أفضَلَ! - 00:26:03ضَ
فإنَّهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- - 00:26:04ضَ
هو القائلُ: «خَيْرُكُمْ خيرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» - 00:26:07ضَ
فجعلَ مِعيارَ الخَيريَّةِ التَّعامُلَ معَ الأزواجِ. - 00:26:12ضَ
قالتْ ندَى فِي نفسِهَا: - 00:26:16ضَ
هناكَ جوانبُ منْ حياةِ شادٍ الخاصَّةِ أستحِيي أنْ أتكلَّمَ عنْهَا - 00:26:17ضَ
لأنَّهَا تُسيءُ لهُ جِدًّا، فسألتْ: - 00:26:21ضَ
سامِحِينِي علَى السُّؤَالِ، - 00:26:24ضَ
هلْ كانَ هُناكَ جانبٌ منْ حياةِ النَّبيِّ لا تُحبِّينَ أنْ يَطَّلِعَ عليهِ أحدٌ؟ - 00:26:25ضَ
- بلْ كانَتْ حياتُهُ كلُّهَا صفحَةً مَكشوفَةً، - 00:26:30ضَ
وهَا أنَا أعْرِضُهَا للنَّاسِ بكُلِّ تفاصيلِهَا، - 00:26:34ضَ
حتَّى ما يلزَمُ منْ تعلِيمِ النَّاسِ في العِشْرَةِ الزَّوجيَّةِ أتَكلَّمُ عنْهُ، - 00:26:37ضَ
ماذا أُخْفِي منْ حياتِهِ وقدْ كانَ خُلُقُهُ القرآنَ؟! - 00:26:41ضَ
كلُّ ما في القرآنِ منْ أخلاقٍ وآدابٍ - 00:26:45ضَ
رأيْتُهَا في محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، - 00:26:47ضَ
ظاهِرُهُ كباطِنِهِ - 00:26:50ضَ
كانَ لَبِقًا مَعِي كَمَا كانَ معَ النَّاسِ، - 00:26:52ضَ
حتَّى أنِّي ما رأيتُهُ يضْحَكُ ضحكًا مُفرِطًا، إنَّما كانَ يتبَسَّمُ. - 00:26:54ضَ
قالتْ ندَى فِي نفسِهَا: لاهتزازِ صورَةِ شادٍ لديَّ، - 00:26:59ضَ
أصبحتُ أنْفِرُ من عَلاقتِنَا الغريزِيَّةِ كزوجيْنِ، - 00:27:03ضَ
وأشعُرُ أَنِّي أفعلُ شيئًا مَعِيبًا، - 00:27:06ضَ
فسألتْ: اُعذُرينِي علَى السُّؤَالِ، - 00:27:09ضَ
قلتِ أنَّكِ لا تتحرَّجِينَ منَ الحديثِ عمَّا يَلزمُ - 00:27:12ضَ
منْ تعليمِ النَّاسِ فِي العِشْرَةِ الزَّوجيَّةِ، - 00:27:15ضَ
تعنِينَ... أنَّكِ ما كُنْتِ تُحسِّينَ بأيَّةِ غضاضَةٍ منْ حياتِكُمَا الخاصَّةِ؟ - 00:27:18ضَ
- لا مطلقًا؛ العَلاقةُ الغريزيَّةُ بين الزَّوجَيْنِ قُربَى إلَى اللهِ في الإسلام - 00:27:23ضَ
يأخذُ الزَّوجانِ عليْهَا أجرًا، - 00:27:29ضَ
وهذَا شيْءٌ علَّمَنِي إيَّاهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:27:31ضَ
تابعَتْ عائشةُ: - 00:27:36ضَ
وفِي الوقتِ ذاتِهِ، - 00:27:37ضَ
أتدرِينَ بماذا وصفَنِي اللهُ أنَا والمؤمنَاتُ مثلِي في سورَةِ النُّورِ، - 00:27:39ضَ
عندَمَا افترَى عليَّ المنافقونَ الإفْكَ؟ - 00:27:43ضَ
وصفَنَا اللهُ بأنَّنَا "غافلَاتٌ"، أتدرِينَ ماذَا تعنِي "غافِلَاتٌ"؟ - 00:27:46ضَ
لا يخطُرُ ببالِنَا السُّوءُ والعَلاقَاتُ المحرَّمَةُ لبراءتِنَا وطُهْرِ معدَنِنَا، - 00:27:51ضَ
بلْ كنتُ حينَ أدخُلُ بيتِيَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رسُولُ اللهِ وأبِي (أبُو بكرٍ) - 00:27:57ضَ
أضعُ ثوبِي، فأقولُ: "إنَّمَا هوَ زوجِي وأبِي"، - 00:28:01ضَ
فلمَّا دُفِن عمرُ معهُمَا، - 00:28:04ضَ
فَواللَّهِ ما دخلتُهُ إلا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي؛ حياءًّ من عُمَر. - 00:28:06ضَ
أدركتْ ندَى أنَّهَا أمامَ شخصيَّةٍ مُتوازِنَةٍ رُبِّيَتْ تربيةً عجيبةً، - 00:28:12ضَ
وأدركتْ -معَ ذلكَ- أنَّ مفهومَ الجنسِ في الإِسلَامِ مختلِفٌ تمَامًا - 00:28:17ضَ
عن مَفهومِهِ في ظلِّ المادِّيَّةِ المُعَاصِرَةِ. - 00:28:22ضَ
تابعتْ عائشةُ: رسولُ اللهِ الَّذِي كانَ يتكلَّمُ - 00:28:24ضَ
عنِ العَلاقةِ بينَ الأزوَاجِ بأدبٍ لِتعليمِ النَّاسِ، - 00:28:28ضَ
ولا يستَحِيي من الحلالِ، - 00:28:32ضَ
هوَ نفسُهُ الَّذِي كانَ يستحِيي منَ النِّساءِ أن يَدخُلَ فِي تفاصيلَ؛ - 00:28:33ضَ
سألَتْهُ امرأةٌ يَومًا أمامِي عنْ غُسلِهَا منَ المحيضِ، فأخبرَهَا كيفَ تغتسِلُ، - 00:28:38ضَ
ثُمَّ قالَ: "خُذِي فِرْصَةً منْ مِسْكٍ - 00:28:44ضَ
-يعنِي قطعةً مِنْ صوفٍ أو قطْنٍ- فتطهَّرِي بهَا"، - 00:28:47ضَ
فقالتْ: "كيفَ أتطهَّرُ؟" قال: "تطهَّرِي بهَا." - 00:28:50ضَ
قالتْ: "كيفَ؟" - 00:28:55ضَ
فقالَ: "سبحانَ اللهِ! تطهَّرِي!" - 00:28:56ضَ
فاستحَى رسولُ اللهِ أنْ يقولَ لهَا: "ضعيهَا على مخرَجِ الدَّمِ" - 00:28:58ضَ
فاجتذبتُ المرأةَ إليَّ فقلتُ لهَا: "تتبَّعي بهَا أثَرَ الدَّمِ". - 00:29:02ضَ
قالتْ ندَى في نفسِهَا: شادٍ يستكبِرُ أنْ يُظهِرَ أمامِي ضَعفَهُ، - 00:29:07ضَ
بل بدلًا من ذلكَ يصُبُّ جامَ غضَبِهِ عليَّ إذَا تعرَّضَ لما يُظهِرُه ضعيفًا، - 00:29:11ضَ
فسألتْ: هلْ كانَ رسولُ اللهِ يتجنَّبُ إظهارَ ضَعفِهِ أمامَكِ؟ - 00:29:16ضَ
- بلْ عندمَا مَرِضَ مَرَضَ موتِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- - 00:29:21ضَ
استأذنَ نساءَهُ أنْ يُمرَّضَ في بيتِي. - 00:29:24ضَ
هُنَا تهدَّجَ صوتُ عائشةَ، جمعتْ أنفاسَهَا بصعوبةٍ، - 00:29:28ضَ
ثُمَّ تابعَتْ: تُوفِّيَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:29:33ضَ
في بيتِي علَى صدرِي، بينَ سَحْرِي ونَحْري، - 00:29:37ضَ
كانَ أخِي عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبِي بكرٍ قد دخلَ علينَا قبلَهَا ومعهُ سِواكٌ، - 00:29:40ضَ
فنظرَ إليهِ رسولُ اللهِ، فأحسَسْتُ أنَّهُ يودُّ استخدامَهُ، - 00:29:46ضَ
فأخذتُ السِّواكَ فمضغتُهُ وأعدَدْتُهُ لهُ، ثُمَّ أعطيتُهُ للنَّبيِّ، - 00:29:50ضَ
فاستنَّ بهِ كأحسنِ ما رأيتُهُ مُستَنًّا قطُّ، - 00:29:55ضَ
ثُمَّ حاولَ أنْ يرفعَ السِّواكَ إليَّ، فسقطتْ يدُهُ، - 00:29:59ضَ
فأخذتُ أدعو لهُ بدُعاءٍ كان يدعُو بهِ لهُ جبريلُ، - 00:30:03ضَ
وكانَ هوَ يدعُو بهِ إذَا مرِضَ، فلمْ يدْعُ بهِ فِي مرضِهِ ذاكَ، - 00:30:07ضَ
فرفعَ بصرَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ: "الرَّفيقَ الأعْلَى" وفاضَتْ نَفْسُهُ - 00:30:12ضَ
فالحمدُ للهِ الَّذِي جَمَعَ بينَ ريقِي وريقِهِ في آخِرِ يومٍ مِنَ الدُّنيَا. - 00:30:18ضَ
- هلْ أَوصَيْتِ أنْ تُدْفَنِي بجانِبِهِ؟ - تمنَّيْتُ ذلكَ، لكنِّي آثَرْتُ عُمَرَ؛ - 00:30:24ضَ
لـمَّا طُعِن عُمَرُ جاؤُونِي وأنَا أبْكِي، - 00:30:31ضَ
وقِيلَ لِي: يستأذِنُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ أنْ يُدْفَنَ معَ صاحبَيْهِ - 00:30:34ضَ
-أي زوجِيَ وأبِيَ (أبِي بَكْرٍ)، زوجِيَ رسولِ اللهِ، وأبِيَ- - 00:30:38ضَ
فقُلْتُ: واللهِ كنتُ أردتُهُ لنفسِي، ولأُوثِرَنَّهُ اليومَ علَى نفسِي. - 00:30:42ضَ
قالتْ ندَى فِي نفسِهَا: لم أعُدْ أهتمُّ باهتماماتِ شادٍ، - 00:30:49ضَ
أصبحتُ أتعمَّدُ مخالفتَهُ فِي كُلِّ شيءٍ، ولا أريدُ أنْ أُشبِهَهُ فِي شيءٍ، - 00:30:52ضَ
فسألَتْ: تفتقِدِينَ زوجَكِ رسولَ اللهِ؟ - 00:30:57ضَ
- هُوَ حيٌّ في كِيَانِي، - 00:31:01ضَ
وأُبقي ذكرَاهُ حيَّةً لديَّ بالحديثِ عنهُ، - 00:31:03ضَ
عنْ كلماتِهِ، حركاتِهِ، سَكَناتِهِ، قَسَماتِ وجهِهِ... - 00:31:06ضَ
تشرَّبتُ علمَهُ وحكمتَهُ، - 00:31:09ضَ
وأُحسُّ بأنفاسِهِ الطَّاهرَةِ بينَ ضُلوعِي حين أبُثُّ علمَهُ، وتفاصيلَ حياتِهِ، - 00:31:11ضَ
وأصبحتُ بفضلِ الزَّواجِ بهِ أُمًّا لِلمؤمنِينَ أجمعِينَ، - 00:31:17ضَ
وإنْ لم أُنجبْ منْ رَحِمِي، - 00:31:21ضَ
فآلاف آلاف المُسلمينَ -إِلى يومِ القيامةِ- يحبُّونَنِي ويترضَّوْنَ عَنِّي، - 00:31:23ضَ
ويسيرونَ بالنُّورِ الَّذِي ورَّثتُهُ لهُمْ، - 00:31:28ضَ
فأنَا الآنَ همِّيَ الأكبرُ أنْ ألتقِيَ بحبيبِي منْ جديدٍ في الجنَّةِ؛ - 00:31:31ضَ
أفعلُ مثلمَا كانَ يفعلُ، - 00:31:36ضَ
كانَ أكرَمَ النَّاسِ، وأنَا على خُطاهُ وعلَى خُطَى أبِي أسيرُ، - 00:31:38ضَ
بعدَ أنْ كنتُ أُطالِبُ النبيَّ يومًا بمزيدٍ من النَّفَقَةِ، - 00:31:43ضَ
أصبحتُ الآنَ أُنفِقُ وأكادُ لا أُبقِي لنفسِي شيئًا، - 00:31:47ضَ
قالَ رسولُ اللهِ: - 00:31:50ضَ
«وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ» (أخرجه مسلم)، - 00:31:51ضَ
فأنَا الآنَ إذَا عملتُ عملًا لزِمتُهُ وداومْتُ علَيْهِ. - 00:31:55ضَ
قالتْ ندَى فِي نفسِهَا: نفسيَّتِي معَ شادٍ مُضطربةٌ، معَ أنَّنِي طبيبةٌ نفسيَّةٌ، - 00:31:58ضَ
استحيتْ ندَى أنْ تسأَلَ عائشَةَ عنْ نفسيَّتِهَا لتُقارِنَ بحالِهَا؛ - 00:32:05ضَ
فكانَ سيبدُو سؤالًا مُضحِكًا وهِيَ ترَى هذِهِ الشَّخصيَّةَ الفذَّةَ، - 00:32:09ضَ
الَّتي قَالَ فيها ابنُ أخيها عُروَةُ بنُ الزُّبيرِ: - 00:32:13ضَ
"لقد صَِحبتُ عائشةَ - 00:32:16ضَ
فما رأيتُ أحدًا قطُّ كانَ أعلمَ بآيةٍ أُنزلَتْ، ولا بفريضةٍ، ولا بسُنَّةٍ، - 00:32:18ضَ
ولا بشِعرٍ ولا أروَى لَهُ -أي للشِّعرِ-، ولا بيومٍ من أيَّامِ العربِ، - 00:32:24ضَ
ولا بنسَبٍ، ولا بكذَا ولا بكذَا...، ولَا بقضاءٍ، ولا طبٍّ منهَا!" - 00:32:30ضَ
فقلتُ لهَا: يا خالةُ، الطِّبُّ من أينَ عُلِّمْتِهِ؟ - 00:32:36ضَ
فقالتْ: كنتُ أمرضُ، فَيُنْعَتُ ليَ الشَّيء -أي يُوصفُ على سبيلِ العلاجِ-، - 00:32:39ضَ
ويمرضُ المريضُ فَيُنعَتُ لهُ، - 00:32:44ضَ
وأسمعُ النَّاسَ يَنعتُ بعضُهُمْ لبعضٍ، فأحفَظُهُ. - 00:32:46ضَ
انتهتْ المقابَلَةُ - 00:32:50ضَ
كانتْ السَّاعةُ الواحدَةَ ليْلًا حينَ انتبَهتْ ندَى - 00:32:51ضَ
أنَّهَا صرفَتْ ساعاتٍ مُتَتَاليَةً - 00:32:55ضَ
تقلِّبُ صفحاتِ السِّيرةِ دونَ أنْ تشعُرَ، - 00:32:58ضَ
أغلقتِ الكتابَ وهيَ مَصدُومةٌ مذهولةٌ، - 00:33:01ضَ
مَا هذَا النَّبيُّ الذي جعلَ حُجرَةً صغيرةً عامرةً - 00:33:06ضَ
بآلافِ المواقفِ والذِّكرياتِ الجميلةِ بهذا الشكلِ؟! - 00:33:10ضَ
ما هذَا النَّبيُّ الَّذِي صنَعَ من فتاةٍ - 00:33:14ضَ
هذِهِ الشخصيَّةَ القويَّةَ المحبَّبَةَ المتوازنَةَ الواثِقَةَ المُنسجِمَةَ؟! - 00:33:17ضَ
أغلقتْ ندَى الكتابَ، - 00:33:22ضَ
وقامتْ منْ غرفةِ المكتَبِ مرورًا بِرَدهاتِ بيتِهَا الواسِعِ، - 00:33:24ضَ
شعرتْ بالبردِ معَ أنَّهَا كانتْ مُلتحِفَةً بمعطفِهَا الفاخِرِ، - 00:33:29ضَ
فالتَّدفئةُ مُعطَّلَةٌ بالبيتِ من فترةٍ؛ - 00:33:33ضَ
لأنَّ شاديًا لم يُحضِرِ الوقود بعدَ نفادِهِ - 00:33:36ضَ
طمَعًا في أنْ تدفعَ ندَى منْ مَالهَا، - 00:33:39ضَ
وهيَ بدورِهَا كانتْ تتجاهَلُ رغبتَهُ لأنَّهَا تُحِسُّ أنَّ هذَا طمَعٌ منهُ. - 00:33:43ضَ
مرَّتْ ندَى بالمطبخِ، - 00:33:49ضَ
ألقَتْ نظْرةً على الطَّاولةِ: آثارُ وجبةٍ أكلَهَا شادٍ ولم يُحضِرْ لها وجبةً - 00:33:51ضَ
وصلَتْ غُرفَةَ نومِهَا، الإسوارةُ ما زالتْ على الطاولة تنتظِرُ شاديًا ليُصلِحَهَا. - 00:33:58ضَ
كانَ نائِمًا يشْخُرُ وبيدِهِ هاتِفُهُ، - 00:34:06ضَ
تمدَّدَتْ ندَى علَى السَّريرِ، - 00:34:10ضَ
وتمنَّتْ لو أنَّ المقابلةَ لمْ تنتهِ، وأنَّهَا عاشَتْ كمَا عاشَتْ عائشةُ، - 00:34:12ضَ
هذهِ قِصَّةُ ندَى، قصَّةٌ تُمثِّلُ كثيرًا منْ نِساءِ اليومِ - 00:34:18ضَ
ألقيتُهَا أمامَ مجموعةٍ مِنَ الإخوَةِ والأخواتِ، - 00:34:22ضَ
فقالت إحداهنَّ: "أنا أعملُ منْ فترةٍ طويلةٍ في الإرشادِ الأُسريِّ، - 00:34:25ضَ
وأستطيعُ أنْ أقولَ لكَ أنَّ مشكلات الثلاثةَ والعشرِينَ الَّتِي ذكرتَهَا - 00:34:29ضَ
تُلخِّصُ ما أراهُ منْ مشكلات الأزواجِ اليومَ" - 00:34:34ضَ
العجيبُ -إخوانِي وأخواتِي- أنَّ الجاهليَّةَ الماديَّةَ المعاصرَةَ، - 00:34:37ضَ
الَّتِي سَلَبَتْ المرأةَ راحتَهَا وسعادتَهَا، وأهدرَتْ كرامتَهَا، - 00:34:42ضَ
تجعلُ منْ زواجِ النَّبيِّ بعائشةَ شُبْهةً؛ لِصِغَرِ سِنِّهَا عندَ الزَّواجِ! - 00:34:46ضَ
وإنَّ المرءَ لَيَعجَبُ من تَطاوُلِ النَّجاسَةِ على الطُّهرِ - 00:34:52ضَ
وذمِّ الفشلِ للنَّجاحِ، - 00:34:56ضَ
العجيبُ أنْ نقبلَ -نحنُ المُسلمينَ- بتسميةِ أنجحِ وأجملِ زِيجةٍ "شُبهةً"، - 00:34:58ضَ
نضعُهَا فِي خانةِ الشُّبُهَاتِ ثُمَّ نُدافِعُ - 00:35:05ضَ
وكانَ ينبغِي لنَا أنْ نَسأَلَ من البدايةِ: أينَ الإشكالُ تحديدًا حتَّى نرُدَّ عليهِ؟ - 00:35:07ضَ
وبأيِّ حقٍّ -يا مَنْ تعترضُونَ- تفترضُونَ أنَّنَا نُسَلِّمُ لكمْ بمعاييرِكُمْ؟ - 00:35:13ضَ
العجيبُ أنْ نَسمَحَ للعدُوِّ -الَّذِي يهزمُنَا عسكرِيًّا بكُلِّ أُسلوبٍ قَذِرٍ- - 00:35:20ضَ
أنْ نسمحَ لهُ بأنْ يهزمَنَا نفسِيًّا ويَحتلَّ عقولَنَا وأرواحَنَا، - 00:35:25ضَ
فإذَا بنَا نُحاكِمُ دينَنَا وتاريخَنَا وسُنَّةَ نبيِّنَا بمعاييرِ أعدائِنَا! - 00:35:31ضَ
عندمَا تَقْبلُ بتصنيفِ شيءٍ مَا منْ دينِكَ على أنَّهُ "شبهةٌ"، فقد خسرت نصفَ المعركة، - 00:35:37ضَ
وعندما تُحاولُ أنْ تُدافعَ عنهُ بمعايِيرِ عدوِّكَ، فقدْ خسرتَ النِّصفَ الآخَرَ. - 00:35:42ضَ
عائشةُ تزوَّجَهَا النَّبيُّ صغيرةً وعمِلَ علَى مَا لديْهَا منْ مُقَوِّماتٍ، - 00:35:48ضَ
فصاغَ منهَا أجملَ نفسيَّةٍ أُنثويَّةٍ - 00:35:53ضَ
أكثرَ نفسيَّةٍ توازُنًا، وطُمأنينَةً، وقوَّةً، ووثوقًا، - 00:35:55ضَ
أكثرَ نفسيَّةٍ إيمانًا، ورضًا، وهُدًى - 00:36:00ضَ
شحنَهَا بالعلْمِ وسوِيَّةِ النَّفسِ علَى صِغَرٍ، - 00:36:03ضَ
ثمَّ مدَّ اللهُ فِي عُمُرِهَا بعدَهُ، - 00:36:06ضَ
فبقيَتْ منارًا يبثُّ العِلْمَ للعالمِينَ إِلَى يومِ الدِّينِ. - 00:36:09ضَ
لمْ يكُنْ مِنْ هدفِنَا فِي هذهِ القِصَّةِ - 00:36:14ضَ
مُناقشَةُ تزويجِ الصَّغيراتِ فِي أيَّامنَا وظُرُوفِنَا، - 00:36:16ضَ
ولا أنْ نُحيطَ بموضوعِ زواجِ النَّبيِّ بعائشةَ صغيرةً، - 00:36:19ضَ
ونطرحَ كلَّ مَا رُدَّ بهِ على مَنْ يَستشكلونَ هذَا الزَّواجِ، - 00:36:24ضَ
وإنَّمَا أردنَا تسليطَ الضوءِ - 00:36:28ضَ
علَى جانبِ الصِّياغةِ النفسيَّةِ الَّتِي صِيغَتْهَا عائشةُ في بيتِ النُّبوَّةِ، - 00:36:30ضَ
والمعاملةِ الَّتِي تلَقَّتْهَا، - 00:36:36ضَ
لنرَى حقيقةَ الجاهليَّةِ الحديثة وأبواقِها الَّذينَ اغتالُوا المرأةَ ونفسيَّتَهَا، - 00:36:39ضَ
ثُمَّ راحُوا يتطاوَلُونَ علَى أنقَى وأجملِ أُنْموذجٍ في قصَّةِ محمدٍ وعائشةَ، - 00:36:44ضَ
زواجُ النَّّبيِّ منْ عائشةَ مصدرُ فخْرٍ واعتزازٍ نُباهِي بهِ الأُمَمَ التَّائهةَ، - 00:36:51ضَ
نُعلِّمُ بهِ البشريَّةَ منْ جهلٍ ونهدِيهَا منْ ضلَالٍ، - 00:36:57ضَ
ونمحُو بهِ آثارَ الجاهليَّةِ المعاصرَةِ في الأُسَرِ والمجتمعَاتِ. - 00:37:00ضَ
نسألُ اللهَ أنْ يَجعلَ حياتَنا في أُسَرِنا كحياةِ رسولِ اللهِ معَ عائشةَ - 00:37:05ضَ
والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ - 00:37:11ضَ