ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:01
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مرحبا بكم جميعا ايها الاحبة. واسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم علما نافعا وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. بهذا المجلس ايها الاحبة - 00:00:23
نتذاكر هذه الايات من سورة الاسراء وهي من الوصايا التي وصى الله تبارك وتعالى فيها عباده وهي ايات ووصايا محكمات لم تنسخ بل هي ثابتة ينبغي على اهل الايمان ان يعنوا بها - 00:00:48
فهي وصية ربهم جل جلاله وتقدست اسماؤه بهذه الايات ايها الاحبة يبتدأ الله تبارك وتعالى هذه الجمل وهذه الهدايات وهذه الوصايا بقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا - 00:01:11
فبدأ بالنهي عن الاشراك والامر بعبادته وحده دون من سواه الا تعبدوا هذا نهي عن الشرك الا اياه هذا اثبات لعبادته وحده دون من سواه وهذه حقيقة كلمة التوحيد لا اله الا الله - 00:01:36
فشقها الاول نفي لكل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى وشقها الاخر اثبات العبادة له وحده فهو الاله الواحد الحق لا معبود بحق سواه فهنا يذكر الله تبارك وتعالى الحق الاول - 00:02:04
الحق الاعظم وهو حقه فابتدأ به امرا بتوحيده وافراده بالعبادة وفي سورة الانعام ذكر الله تبارك وتعالى وصايا محكمات ابتدأها بقوله قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا - 00:02:29
فهنا في سورة الاسراء وقضى ربك وهناك قل تعالوا كانهم في حال من البعد فيدعوهم الى الاستجابة والاستماع لما يتلى وهنا يذكر انه امر وحكم ووصى الا يعبد احد سواه - 00:03:00
الا تعبدوا الا اياه فافتتحت هذه الايات من سورة الاسراء بفعل القضاء وقضى المقتضي للالزام وهو مناسب لخطاب امة تمتثل امر ربها جل جلاله وتقدست اسماؤها اما في سورة الانعام - 00:03:26
قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن الى اخر ما ذكر الله - 00:03:52
جل جلاله وتقدست اسماؤه بهذه الايات من سورة الاسراء ايها الاحبة جعل المقضي هو توحيده تبارك وتعالى بالعبادة وهو المناسب لحال المسلمين وهناك تحريم الاشراك وذلك مناسب لحال المشركين هنا في سورة الاسراء - 00:04:15
فصل حكم البر بالوالدين حكم القتل والانفاق دون سورة الانعام هذه الايات ايها الاحبة في هذه السورة سورة الاسراء هذه الوصايا كما سيأتي تضمنت اكثر من عشرين وصية اكثر من عشرين - 00:04:45
تشريعا اكثر من عشرين هداية يرشد الله تبارك وتعالى عباده اليها ويوصيهم بلزومها والتمسك بها وهي اصول ثابتة ترجع الى حفظ نظام المجتمع وتماسكه وثباته وقوته ليكون مجتمعا صالحا من كل وجه - 00:05:08
فابتدأها بقوله وقضى ربك بمعنى امر ووصى وبهذا الثاني اعني وصى قرأ ابي وابن مسعود والضحاك ووصى ربك الا تعبدوا الا اياه ومعلوم ان القراءة غير المتواترة تفسر القراءة المتواترة - 00:05:38
لان معنى قضى في كلام العرب يأتي لمعان متعددة يأتي بمعنى قضى اي امر قضى بمعنى حكم قضى بمعنى وصى قضى بمعنى خلق قضى بمعنى فرغ قضى بمعنى اراد ويأتي بمعنى العهد - 00:06:08
فهنا هذه القراءة تبين المراد وقضى ربك اي وصى فالقضاء هو فصل الامر قولا كان ذلك او فعلا القول كما هنا والفعل كقوله والله يقضي بالحق تقضاهن سبعة سماوات فحقيقة القضاء - 00:06:31
ترجع الى احكام الشيء وامضائه على وجه الفراغ منه اذا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه يعني ووصى وحكم امر كل ذلك داخل فيه الا ان الاوضح هو ان يفسر بمعنى وصى - 00:06:57
لان هذه المذكورات منها ما هو من قبيل المأمورات ومنها ما هو من قبيل المحظورات المنهيات ولهذا فان تفسيره بوصى ينتظم ذلك جميعا لان الوصية تشتمل على امور يؤمر بها - 00:07:21
وعلى اشياء ينهى عنها فاذا قلنا وصى فيدخل فيه المأمور ويدخل فيه المحظور بخلاف امر فان ذلك سيشكل عليه ما جاء من المنهيات كقوله ولا تقربوا الزنا ولا تقتلوا اولادكم - 00:07:45
ولا تقربوا مال اليتيم ولا تمش في الارض مرحا ولا تقف ما ليس لك به علم ونحو ذلك وقضى ربك جاء بهذا الاسم الكريم من اسمائه تبارك وتعالى وهو من اجمع الاسماء - 00:08:09
واوسعها لانه يدخل تحته من الاوصاف الكثير فالرب والمالك وهو السيد المتصرف التصرف المطلق وهو المربي خلقه يربيهم بالنعم الظاهرة والنعم الباطنة يربي اجسادهم هذه بما يغزوهم به ويربي ارواحهم - 00:08:27
فينزل الكتب ويرسل الرسل لهدايتهم واصلاحهم واقامتهم على الحال القويمة الصحيحة يحملهم على ما يحسن ويجمل قلقهم في احسن تقويم وذلك في صورتهم الظاهرة وفي حالهم الباطنة لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم - 00:08:57
فهذه تربيته تبارك وتعالى لخلقه فالرب من شأنه ان يأمر وينهى ويحكم لانه هو المتصرف وقضى ربك فجاء الخطاب في ظاهره موجها الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو موجه لجميع الامة لان هذه المذكورات - 00:09:26
لا تختص به بل هي عامة وانما تخاطب الامة في شخص قدوتها ومقدمها عليه الصلاة والسلام ويدل على ذلك انه جاء بصيغة الجمع الا تعبدوا الا اياه وكذلك ايضا في الوصية بالوالدين اما يبلغن عندك الكبر - 00:09:51
احدهما او كلاهما والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم حينما نزلت عليه هذه الايات واوحي اليه لم يكن ابواه على قيد الحياة فهذا خطاب موجه لامته يعلمهم ربهم تبارك وتعالى - 00:10:16
يربيهم على هذه المعاني والهدايات والاصول التي يستقيم بها سيرهم الى الله تبارك وتعالى بهذه الحياة وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هنا ان يمكن ان تكون تفسيرية لان قضى فيها معنى - 00:10:38
القول ويحتمل غير ذلك قضى الا تعبدوا الا اياه ولاحظ انه ابتدأ بقضية التوحيد قضأ الا تعبدوا الا اياه يعني امر ان يوحد ان يعبد وحده دون سواه فهذا حقه - 00:11:05
فهو مقدم على غيره وحق الله تبارك وتعالى دائما يقدم على جميع الحقوق حقوق الخلق وحقوق النفس وطاعة الله تبارك وتعالى مقدمة على طاعة كل احد وحكمه نافذ على العبد - 00:11:27
ولو دعته نفسه الى غيره ابتدأ بهذه القضية ايها الاحبة قضية التوحيد لانها الاصل الكبير الذي لا تستقيم الاعمال الا عليه ومهما كانت الاعمال جميلة في الظاهر ومهما كانت الاخلاق - 00:11:48
فيما يبدو لاول وهلة صالحة فان ذلك لا ينفع صاحبه حتى يكون مبناه على هذا الاصل الكبير التوحيد اذ انه اولا ايها الاحبة الاساس الذي يبنى عليه القبول الله تبارك وتعالى لا يقبل - 00:12:10
الا من اهل توحيده واما غيرهم فكما قال الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا تذهب اعمالهم وتذهب جهودهم ويذهب كدحهم ونصبهم يذهب ذلك الرونق والبريق - 00:12:35
لما كان يظن انه من قبيل الاخلاق او التعاملات الجيدة وتبقى الحرارة والاحراق اذ ان مثلهم كما قال الله عز وجل مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم - 00:12:57
وتركهم في ظلمات لا يبصرون ذهب النور وبقيت الحرارة والاحراق ثم ايضا ابتدأ بقضية التوحيد لانها هي المنطلق والاساس لاستقامة الاعمال المتعلقة بالقلب كالخوف والرجاء والمحبة والانابة والحياء والغيرة الى غير ذلك من اعمال القلوب - 00:13:19
وكذلك ايضا اعمال اللسان والجوارح فاذا تحقق التوحيد ايها الاحبة سرى ذلك على جوارح الانسان ولسانه بعد ان يمتلئ قلبه من محبة الله والخوف منه ورجائه والتوكل عليه فيكون العبد في حال - 00:13:52
من استقامة القلب واستقامة اللسان والجوارح يكون على حال صحيحة في عمله وقوله ومزاولاته كلها فاذا استقر الايمان الصحيح في قلب الانسان ظهر ذلك على وجهه وعلى جوارحه ان قادت - 00:14:22
عابدة لربها منيبة مطيعة مستجيبة فيتحقق الاسلام الظاهر تكون جوارحه ولسانه قد اسلمت لربها وباريها وخالقها عز وجل لكن ان كانت العناية بمزاولات منفصلة عن هذا الاصل الكبير فان ذلك لا يجدي على اصحابه - 00:14:47
نفعا ولا يحصلون عليه اجرا ومن هنا كان المنطلق منطلق دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام الدعوة الى التوحيد جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من اولهم الى اخرهم. يقولون لاقوامهم اعبدوا الله - 00:15:15
ما لكم من اله غيره ومن ثم ايها الاحبة ينبغي ان يكون منطلق الدعاة الى الله عز وجل وهذا الاصل الكبير لا يكون المنطلق والاساس او المبدأ من غيره نحن نسمع اصواتا تعلو - 00:15:34
هنا وهناك ان الحرية اولا. نحن نقول التوحيد اولا هو اول دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام وان الرق الحقيقي والعبودية الحقيقية كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله هي رق القلب - 00:15:53
لان هذا القلب ايها الاحبة حينما ينعتق من عبادة الله عز وجل وتوحيده لابد ان يكون عبدا لغيره فقد يكون عبدا لهواه وقد يكون عبدا لمخلوق من المخلوقين قد يكون هذا القلب - 00:16:11
عبدا للشيطان ولذلك كما نرى ونشاهد في حال اولئك الذين اوغلوا فاتباع الاهواء وفسدوا فسادا كبيرا انهم يتحولون في نهاية المطاف الى عبدة الشيطان ويوجد الان طوائف ومجموعات تعلن انها تعبد الشيطان - 00:16:33
ولهم طقوس وممارسات وازياء وهيئات وصور واشكال تميزهم عن غيرهم ارادوا حرية لانفسهم ان يفعلوا ما شاءوا فكانت نتيجة ذلك انهم صاروا اسرى وعبده لعدوهم الذي طرده الله تبارك وتعالى من الملأ الاعلى - 00:17:00
لانه ابى ان يسجد لابينا ادم صلى الله عليه وسلم ولهذا فان الله تبارك وتعالى لما ذكر خبره مع ادم في سورة الاعراف وذكر المجاوبة بين الله عز وجل وبين عدونا ابليس - 00:17:25
قال بعده يا بني ادم يا اولاد ادم الذي اسجدت له ملائكتي وطردت ابليس لانه امتنع من السجود له لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة كيف تتحول تلك النفوس - 00:17:43
من عبادة الله عز وجل الى عبادة عدوها المتربص الذي لا يفتأ ولا يالوا جهدا من الكيد من اجل الايقاع بنا نحن كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله وانما نحن سبي العدو - 00:18:04
سبأنا الى هذه الارض الى هذه الدنيا من الجنة وانما نحن سبي العدو فيا ترى نرد الى اوطاننا ونسلم هل نرجع الى الوطن الاول الذي هو الجنة ونسلم بعد هذه الرحلة الطويلة - 00:18:25
مع العناء والشقاء فنسأل الله عز وجل ان يجعل عاقبتنا الجنة ووالدينا واخواننا المسلمين ثم انه ابتدأ بالتوحيد ايها الاحبة لان اصلاح التفكير مقدم على اصلاح العمل والناس اسرى لافكارهم ومعتقداتهم - 00:18:44
اصلاح التفكير اذا استقام تفكير الانسان استقامت تصوراته فان ذلك يتبعه استقامة الاعمال لان الناس اسرى لهذه التصورات يموتون دونها تجد الواحد منهم يبذل نفسه رخيصة للموت ويقدمها بلا تردد - 00:19:11
فداء ما يعتقد ولو كان ذلك المعتقد من قبيل الباطل لربما فارق الاهل والوطن والعشيرة في سبيل ما يعتقد اذا لابد من اصلاح الاعتقاد لابد من اصلاح التصورات اولا. ومن هنا اقول من مجموع ذلك اقول بان دعوتنا ينبغي ان - 00:19:39
ان يكون منطلقها من هذا الاصل الكبير لا ان نبدأ من الاطراف والذيول نحن نسمع اليوم الدعوة الى القيم والتركيز على القيم تذكير الناس بالقيم هذا امر حسن جيد لكن ان يكون ذلك هو - 00:20:09
المعول والمدار على ذلك فنبرز لهم قيمة الصدق تارة ثم الامانة ثم هذه قضايا يقبلها الموالف والمخالف المسلم والكافر على اختلاف مللهم سألت احد الدعاة باليابان عن قبول الناس لدين الاسلام - 00:20:29
فذكر ان انتشاره محدود فسألته عن سبب ذلك فاجاب بان العادة ان الكفار تذكر لهم محاسن دين الاسلام قال الاسلام يأمر بالصدق والامانة والعفاف والصلة ونحو هذا يقول فهؤلاء يقولون نحن - 00:20:49
نمتثل هذه الامور يعني عندهم الامانة والصدق وما الى ذلك ولكن يفتنون بجالية من المسلمين تقيم بين ظهرانيهم فيرون فيهم الكذب والالتواء والتلون والغش ما استطاعوا الا من رحم الله عز وجل - 00:21:11
هذا يقول نسيت حقيبتي وفيها كل شيء في القطار يقول فلما اصبحت ذهبت فوجدتها في مكانها لم يتغير منها شيء اخر في احد المطارات يقول وقفت لحظة عند بائع القهوة - 00:21:34
فالتفت فاذا الحقيبة غير موجودة في مطار من مطارات بعض الدول الغربية. يقول فذهبت الى امن المطار واخبرتهم يقول مباشرة قالوا هؤلاء من اصحابكم من المسلمين. يقول فانكرت هذا وكيف تستعجلون بهذا الحكم - 00:21:50
فقالوا هذا معروف للاسف انظر الى نظرة هؤلاء وكيف يفتنون؟ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تجعلنا فتنة على المعنيين مصدر يأتي بمعنى فاعل ومفعول. لا تجعلنا فاتنين بان تسلطهم علينا فيفتنون يقولون لو كان هؤلاء على حق لما ملكناهم - 00:22:09
وقهرناهم لا تجعلنا فاتنين بسوء تصرفاتنا وفعالنا واخلاقنا فنفتن هؤلاء عن دين الاسلام فينفروا من الحق وكذلك ايضا لا تجعلنا مفتونين فتسلط هؤلاء علينا فنفتن في ديننا كل هذه المعاني صحيحة - 00:22:31
الشاهد ان هذا الرجل لما رجع وصلته حقيبته بالبريد واذا فيها رسالة واذا السارق عصابة للاسف من ابناء المسلمين ولكنه وجد فيها كتيبا فقرأه فتاب فاعاد الحقيبة بما فيها من اوراق - 00:22:52
وبطاقات وما الى ذلك دون المال الا جزءا قليلا منه واعتذر اليه قال هذه حصتي والباقي في يد العصابة يعني المال فانا اتوب الى الله واعتذر اليك وهذه حقيبتك وقد هداني الله عز وجل بسبب هذا الكتاب. الشاهد انه تبين - 00:23:17
ان الذين سرقوها كانوا من ابناء المسلمين فهذه مصيبة الا نمتثل هذه القيم والاخلاق التي يدعو اليها ديننا فاقول المنطلق يكون من اصلاح الاعتقاد والتصور الايمان التوحيد. فتكون تلك الافعال - 00:23:41
عبادة يتقرب الى الله عز وجل بها. اذا استقام هذا القلب وصار عابدا لله مخبتا منيبا طائعا منقادا انقاد اللسان فلم يصدر منه الا كل قول جميل وانقادت الجوارح فلم يصدر منها الا ما يحسن ويجمل - 00:24:05
بعدما ذكر هذا الاساس والاصل الكبير ذكر الحق الثاني وبالوالدين احسانا بالوالدين احسانا ثنى بذكر الوالدين لان حقهما بعد حق الله عز وجل والله هو الخالق الرازق المنعم المتفضل حقه - 00:24:27
فوق سائر الحقوق ثم يأتي حق الوالدين لانهما سبب وجود الانسان وهذا وحده يكفي. يعني لو انهما ربياه فاحسن تربيته فالحق هنا اعظم واكد لكن اصل الحق ثابت ولو لم تحصل التربية - 00:24:53
لو مات ابواه وهو صغير لو مات ابوه قبل ان يولد وهو حمل في بطن امه حق الوالدين لو ان هذا الجنين ماتت امه وهي حامل به فاستخرج من بطنها. حقها ثابت - 00:25:16
هما سبب الوجود ولو اساء اليه ولو اساء اليه ولو اهملاه وتركاه وضيعاه ولو اهملاه وتركاه وضيعه هذا الحق ثابت وبالوالدين احسانا يعني امركم ان تحسنوا الى الوالدين ان تحسنوا - 00:25:32
فلما حذفت ان تعلق القضاء بالاحسان. قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الوالدين ان احسنوا احسانا حكم ووصى وامر والزم واوجب ان تحسنوا الى الوالدين احسانا الاحظ ما قال - 00:25:54
وصى بالاحسان الى الوالدين. قال وبالوالدين فقدم الوالدين الجار والمجرور للاهتمام بهما بالوالدين وصاكم ان تحسنوا اليهما والتعريف في الوالدين للاستغراق فيدخل فيه كل من يصدق عليه ذلك محسنا كان او مسيئا - 00:26:15
ويدخل فيه كل من يصدق عليه ذلك وان علا. الجد والجدة من جهة الاب ومن جهة الام فكل ذلك يقال له والد وانت مأمور ببرهما وهذا امر ثابت لا اشكال - 00:26:43
فيه لكن دل الحديث على ان حق الام اكد واثبت واقوى امر بالاحسان وهذا الاحسان على مراتب ودرجات يتفاوت فللام منه اوفر الحظ والنصيب لماذا لانها حملت ووضعت وارضعت وربت - 00:27:04
تحملت ذلك جميعا فلها ثلاثة اضعاف ما للاب ولهذا جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم سئل النبي صلى الله عليه وسلم من احق الناس بحسن صحابتي حسن الصحبة - 00:27:30
قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من قال امك ثلاث مرات ولاحظ هنا السؤال من احق الناس بحسن صحابتي حسن صحابتي حسن الصحبة فهنا يأتي الكلام على ما اذا - 00:27:50
حصل تعارض بينما تأمر به الام وما يأمر به الاب. ان كان ذلك في غير معصية. لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق يقدم من لاحظ الحديث من احق الناس بحسن صحابتي - 00:28:13
الصحبة المعاشرة المخالطة جاء رجل الى الامام مالك رحمه الله سأله قال ان ابي في بلد السودان وقد كتب الي ان اقدم عليه وامي تمنعني من ذلك فقال اطع اباك - 00:28:31
ولا تعصي امك علماء رحمهم الله اختلفوا في تفسير عبارة الامام مالك ما المراد بها فبعضهم يقول ان مراده اطع اباك فيما لا يكون معصية لامك اطع اباك فيما لا يكون معصية لامك - 00:28:50
وبعضهم قال غير ذلك بعضهم فهم ان برهما متساو عنده وسئل الليث ابن سعد الامام الكبير عن هذه المسألة فامر السائل ان يطيع الام وعلى كل حال المسألة فيها ثلاثة اقوال - 00:29:09
لاهل العلم منهم من يرجح الام ويقول تقدم طاعتها كما يقول الليث وبه قال ابو حنيفة وفهم بعضهم ان ذلك هو مراد الامام مالك كالقرافي من المالكية قال ان الامام مالك - 00:29:30
قصد الا يخرج بغير اذن الام وبعضهم كالشافعية يسوون ولكن عند التأمل فان الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم من احق الناس بحسن صحابتي هذا في المعاشرة لكن من الذي يتولى - 00:29:49
التدبير لهذا الولد اتخاذ القرارات الاب الاب احق بتسميته وهو الاقدر على توجيهه فيما يتعلق باتخاذ القرار اما الام فما يتصل بالمعاشرة والاحسان بجميع صوره واشكاله وانواعه واذا عرفنا ايها الاحبة ان - 00:30:08
تدل على الاستغراق وبالوالدين فيدخل في ذلك الوالدان من غير المسلمين. فهو مأمور بالاحسان اليهما والله عز وجل يقول لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:30:36
ان تبروهم وتقسط اليهم فعدي فعل الاقساط بالى لانه مضمن معنى الافضاء يكون هناك مخالطة ومداخلة بما يتعلق بالتعامل وما الى ذلك ويدل على هذا قوله تبارك وتعالى وان جاهداك - 00:30:56
على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ويقول الله عز وجل قبلها ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين - 00:31:21
ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وان جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ويقول ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم - 00:31:41
فلا تطعهما لاحظ هؤلاء كفار وليس ذلك فحسب بل يجاهدونه على الكفر على ان يخرج من دينه ويترك الحق والايمان ومع ذلك امره بان يصاحبهما في الدنيا معروفا فكيف اذا كان الوالد - 00:32:05
مسلما ولو كان عنده شيء من التقصير ولو كانت عنده اخطاء ولو كانت عنده انحرافات ولو كانت عنده معاصي فانت مأمور بالاحسان اليه ومصاحبته بالمعروف والبر به وفي الصحيح حديث اسماء رضي الله تعالى عنها - 00:32:29
سألت النبي صلى الله عليه وسلم ان امي قدمت وهي مشركة افاصلها؟ هي راغبة في الصلة؟ فقال نعم صلي امك مشركة صلي امك لاحظوا هنا انه اطلق الاحسان وبالوالدين احسانا وما قيده بقيد - 00:32:49
فينتظم ذلك جميع صور الاحسان فيدخل فيه الاحسان بالمال الاحسان بالمعاشرة والمخالطة ويدخل فيه الاحسان بالقول الى غير ذلك مما يمكن ان يتصوره الذهن وتجود به القرائح من صور الاحسان - 00:33:12
وانواعه واشكاله كل هذا داخل فيه بالوالدين احسانا ونحن مأمورون بان نحسن الى الوالدين ما استطعنا بجميع انماط الاحسان لا يختص ذلك بنوع دون نوع من الاحسان انسان بالقول تكلم بالكلام الجيد الجميل كما سيأتي - 00:33:34
من الاحسان الاحسان في المخالطة لين الجانب كما سيأتي ايضا في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة يدخل في الاحسان الاحسان بالمال قد يقول الانسان بان ابويه لا يحتاجان الى ما له فنقول ان بذل المال لهما - 00:33:59
يدل على اصالة الولد وعلى تجذر البر بنفسه لاسيما الأم قد تكون مكفية في بيتها ولكنها تحتاج ان تتصدق تحتاج ان تفرح الصغير تحتاج ان تقوم مقامات في بعض المناسبات - 00:34:23
تكون مشرفة لها ولاهل بيتها هذه الام تحفظ هذا المال وتتبعه بالدعوات وتصرفه في حقه ومستحقه فاذا نقص شيء بادرت واذا احتاج احد قضت حاجته ولا تنتظر حتى تطلب من ولدها او من - 00:34:45
غيره شيئا من المال وانما يكون ذلك في يدها ولهذا يحسن ايها الاحبة ان نتفطن لهذا. اول ما يبدأ الانسان يعمل ويكتسب يجعل لامه نصيبا من هذا البداية ربت وتعبت - 00:35:11
وبذلت هي التي ترقبه منذ ان خرج من بطنها بل وهو في بطنها ترقبه ترقب حركته وترقب نماءه وهو في بطنها فاذا خرج من بطنها ترقبه لحظة بلحظة تفرح اذا تحرك - 00:35:30
تفرح اذا ابتسم تفرح تفرح اذا رفع رأسه تفرح اذا حبا تفرح اذا مشى ثم بعد ذلك لم تزل به تعلمه وتربيه وتدرسه وتتعب واذا مرض مرضت معه حتى يتخرج من الجامعة - 00:35:48
ثم يعمل فهذه ايها الاحبة ينبغي ان ترى شيئا من ثمرة جهدها وعملها وتربيتها وتعبها وكدها ونصبها هذه السنين الطويلة وهذا امر يغفل عنه الكثيرون تقول هي غير محتاجة نعم هي غير محتاجة - 00:36:09
لكن انت المحتاج وهذا بركة في مالك وفي عملك ويدل على ان هذا الولد اصيل في البر ما نسي الاحسان فهو يستحضر ذلك جيدا ويتذكر ولا تسأل عن شعور الام - 00:36:32
تجاه ولد كهذا ولو كانت غير محتاجة ولو كانت غير محتاجة بالوالدين احسانا اتوقف الان ثم بعد ذلك نكمل ان شاء الله - 00:36:51
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:01
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مرحبا بكم جميعا ايها الاحبة. واسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم علما نافعا وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. بهذا المجلس ايها الاحبة - 00:00:23
نتذاكر هذه الايات من سورة الاسراء وهي من الوصايا التي وصى الله تبارك وتعالى فيها عباده وهي ايات ووصايا محكمات لم تنسخ بل هي ثابتة ينبغي على اهل الايمان ان يعنوا بها - 00:00:48
فهي وصية ربهم جل جلاله وتقدست اسماؤه بهذه الايات ايها الاحبة يبتدأ الله تبارك وتعالى هذه الجمل وهذه الهدايات وهذه الوصايا بقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا - 00:01:11
فبدأ بالنهي عن الاشراك والامر بعبادته وحده دون من سواه الا تعبدوا هذا نهي عن الشرك الا اياه هذا اثبات لعبادته وحده دون من سواه وهذه حقيقة كلمة التوحيد لا اله الا الله - 00:01:36
فشقها الاول نفي لكل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى وشقها الاخر اثبات العبادة له وحده فهو الاله الواحد الحق لا معبود بحق سواه فهنا يذكر الله تبارك وتعالى الحق الاول - 00:02:04
الحق الاعظم وهو حقه فابتدأ به امرا بتوحيده وافراده بالعبادة وفي سورة الانعام ذكر الله تبارك وتعالى وصايا محكمات ابتدأها بقوله قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا - 00:02:29
فهنا في سورة الاسراء وقضى ربك وهناك قل تعالوا كانهم في حال من البعد فيدعوهم الى الاستجابة والاستماع لما يتلى وهنا يذكر انه امر وحكم ووصى الا يعبد احد سواه - 00:03:00
الا تعبدوا الا اياه فافتتحت هذه الايات من سورة الاسراء بفعل القضاء وقضى المقتضي للالزام وهو مناسب لخطاب امة تمتثل امر ربها جل جلاله وتقدست اسماؤها اما في سورة الانعام - 00:03:26
قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن الى اخر ما ذكر الله - 00:03:52
جل جلاله وتقدست اسماؤه بهذه الايات من سورة الاسراء ايها الاحبة جعل المقضي هو توحيده تبارك وتعالى بالعبادة وهو المناسب لحال المسلمين وهناك تحريم الاشراك وذلك مناسب لحال المشركين هنا في سورة الاسراء - 00:04:15
فصل حكم البر بالوالدين حكم القتل والانفاق دون سورة الانعام هذه الايات ايها الاحبة في هذه السورة سورة الاسراء هذه الوصايا كما سيأتي تضمنت اكثر من عشرين وصية اكثر من عشرين - 00:04:45
تشريعا اكثر من عشرين هداية يرشد الله تبارك وتعالى عباده اليها ويوصيهم بلزومها والتمسك بها وهي اصول ثابتة ترجع الى حفظ نظام المجتمع وتماسكه وثباته وقوته ليكون مجتمعا صالحا من كل وجه - 00:05:08
فابتدأها بقوله وقضى ربك بمعنى امر ووصى وبهذا الثاني اعني وصى قرأ ابي وابن مسعود والضحاك ووصى ربك الا تعبدوا الا اياه ومعلوم ان القراءة غير المتواترة تفسر القراءة المتواترة - 00:05:38
لان معنى قضى في كلام العرب يأتي لمعان متعددة يأتي بمعنى قضى اي امر قضى بمعنى حكم قضى بمعنى وصى قضى بمعنى خلق قضى بمعنى فرغ قضى بمعنى اراد ويأتي بمعنى العهد - 00:06:08
فهنا هذه القراءة تبين المراد وقضى ربك اي وصى فالقضاء هو فصل الامر قولا كان ذلك او فعلا القول كما هنا والفعل كقوله والله يقضي بالحق تقضاهن سبعة سماوات فحقيقة القضاء - 00:06:31
ترجع الى احكام الشيء وامضائه على وجه الفراغ منه اذا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه يعني ووصى وحكم امر كل ذلك داخل فيه الا ان الاوضح هو ان يفسر بمعنى وصى - 00:06:57
لان هذه المذكورات منها ما هو من قبيل المأمورات ومنها ما هو من قبيل المحظورات المنهيات ولهذا فان تفسيره بوصى ينتظم ذلك جميعا لان الوصية تشتمل على امور يؤمر بها - 00:07:21
وعلى اشياء ينهى عنها فاذا قلنا وصى فيدخل فيه المأمور ويدخل فيه المحظور بخلاف امر فان ذلك سيشكل عليه ما جاء من المنهيات كقوله ولا تقربوا الزنا ولا تقتلوا اولادكم - 00:07:45
ولا تقربوا مال اليتيم ولا تمش في الارض مرحا ولا تقف ما ليس لك به علم ونحو ذلك وقضى ربك جاء بهذا الاسم الكريم من اسمائه تبارك وتعالى وهو من اجمع الاسماء - 00:08:09
واوسعها لانه يدخل تحته من الاوصاف الكثير فالرب والمالك وهو السيد المتصرف التصرف المطلق وهو المربي خلقه يربيهم بالنعم الظاهرة والنعم الباطنة يربي اجسادهم هذه بما يغزوهم به ويربي ارواحهم - 00:08:27
فينزل الكتب ويرسل الرسل لهدايتهم واصلاحهم واقامتهم على الحال القويمة الصحيحة يحملهم على ما يحسن ويجمل قلقهم في احسن تقويم وذلك في صورتهم الظاهرة وفي حالهم الباطنة لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم - 00:08:57
فهذه تربيته تبارك وتعالى لخلقه فالرب من شأنه ان يأمر وينهى ويحكم لانه هو المتصرف وقضى ربك فجاء الخطاب في ظاهره موجها الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو موجه لجميع الامة لان هذه المذكورات - 00:09:26
لا تختص به بل هي عامة وانما تخاطب الامة في شخص قدوتها ومقدمها عليه الصلاة والسلام ويدل على ذلك انه جاء بصيغة الجمع الا تعبدوا الا اياه وكذلك ايضا في الوصية بالوالدين اما يبلغن عندك الكبر - 00:09:51
احدهما او كلاهما والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم حينما نزلت عليه هذه الايات واوحي اليه لم يكن ابواه على قيد الحياة فهذا خطاب موجه لامته يعلمهم ربهم تبارك وتعالى - 00:10:16
يربيهم على هذه المعاني والهدايات والاصول التي يستقيم بها سيرهم الى الله تبارك وتعالى بهذه الحياة وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هنا ان يمكن ان تكون تفسيرية لان قضى فيها معنى - 00:10:38
القول ويحتمل غير ذلك قضى الا تعبدوا الا اياه ولاحظ انه ابتدأ بقضية التوحيد قضأ الا تعبدوا الا اياه يعني امر ان يوحد ان يعبد وحده دون سواه فهذا حقه - 00:11:05
فهو مقدم على غيره وحق الله تبارك وتعالى دائما يقدم على جميع الحقوق حقوق الخلق وحقوق النفس وطاعة الله تبارك وتعالى مقدمة على طاعة كل احد وحكمه نافذ على العبد - 00:11:27
ولو دعته نفسه الى غيره ابتدأ بهذه القضية ايها الاحبة قضية التوحيد لانها الاصل الكبير الذي لا تستقيم الاعمال الا عليه ومهما كانت الاعمال جميلة في الظاهر ومهما كانت الاخلاق - 00:11:48
فيما يبدو لاول وهلة صالحة فان ذلك لا ينفع صاحبه حتى يكون مبناه على هذا الاصل الكبير التوحيد اذ انه اولا ايها الاحبة الاساس الذي يبنى عليه القبول الله تبارك وتعالى لا يقبل - 00:12:10
الا من اهل توحيده واما غيرهم فكما قال الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا تذهب اعمالهم وتذهب جهودهم ويذهب كدحهم ونصبهم يذهب ذلك الرونق والبريق - 00:12:35
لما كان يظن انه من قبيل الاخلاق او التعاملات الجيدة وتبقى الحرارة والاحراق اذ ان مثلهم كما قال الله عز وجل مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم - 00:12:57
وتركهم في ظلمات لا يبصرون ذهب النور وبقيت الحرارة والاحراق ثم ايضا ابتدأ بقضية التوحيد لانها هي المنطلق والاساس لاستقامة الاعمال المتعلقة بالقلب كالخوف والرجاء والمحبة والانابة والحياء والغيرة الى غير ذلك من اعمال القلوب - 00:13:19
وكذلك ايضا اعمال اللسان والجوارح فاذا تحقق التوحيد ايها الاحبة سرى ذلك على جوارح الانسان ولسانه بعد ان يمتلئ قلبه من محبة الله والخوف منه ورجائه والتوكل عليه فيكون العبد في حال - 00:13:52
من استقامة القلب واستقامة اللسان والجوارح يكون على حال صحيحة في عمله وقوله ومزاولاته كلها فاذا استقر الايمان الصحيح في قلب الانسان ظهر ذلك على وجهه وعلى جوارحه ان قادت - 00:14:22
عابدة لربها منيبة مطيعة مستجيبة فيتحقق الاسلام الظاهر تكون جوارحه ولسانه قد اسلمت لربها وباريها وخالقها عز وجل لكن ان كانت العناية بمزاولات منفصلة عن هذا الاصل الكبير فان ذلك لا يجدي على اصحابه - 00:14:47
نفعا ولا يحصلون عليه اجرا ومن هنا كان المنطلق منطلق دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام الدعوة الى التوحيد جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من اولهم الى اخرهم. يقولون لاقوامهم اعبدوا الله - 00:15:15
ما لكم من اله غيره ومن ثم ايها الاحبة ينبغي ان يكون منطلق الدعاة الى الله عز وجل وهذا الاصل الكبير لا يكون المنطلق والاساس او المبدأ من غيره نحن نسمع اصواتا تعلو - 00:15:34
هنا وهناك ان الحرية اولا. نحن نقول التوحيد اولا هو اول دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام وان الرق الحقيقي والعبودية الحقيقية كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله هي رق القلب - 00:15:53
لان هذا القلب ايها الاحبة حينما ينعتق من عبادة الله عز وجل وتوحيده لابد ان يكون عبدا لغيره فقد يكون عبدا لهواه وقد يكون عبدا لمخلوق من المخلوقين قد يكون هذا القلب - 00:16:11
عبدا للشيطان ولذلك كما نرى ونشاهد في حال اولئك الذين اوغلوا فاتباع الاهواء وفسدوا فسادا كبيرا انهم يتحولون في نهاية المطاف الى عبدة الشيطان ويوجد الان طوائف ومجموعات تعلن انها تعبد الشيطان - 00:16:33
ولهم طقوس وممارسات وازياء وهيئات وصور واشكال تميزهم عن غيرهم ارادوا حرية لانفسهم ان يفعلوا ما شاءوا فكانت نتيجة ذلك انهم صاروا اسرى وعبده لعدوهم الذي طرده الله تبارك وتعالى من الملأ الاعلى - 00:17:00
لانه ابى ان يسجد لابينا ادم صلى الله عليه وسلم ولهذا فان الله تبارك وتعالى لما ذكر خبره مع ادم في سورة الاعراف وذكر المجاوبة بين الله عز وجل وبين عدونا ابليس - 00:17:25
قال بعده يا بني ادم يا اولاد ادم الذي اسجدت له ملائكتي وطردت ابليس لانه امتنع من السجود له لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة كيف تتحول تلك النفوس - 00:17:43
من عبادة الله عز وجل الى عبادة عدوها المتربص الذي لا يفتأ ولا يالوا جهدا من الكيد من اجل الايقاع بنا نحن كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله وانما نحن سبي العدو - 00:18:04
سبأنا الى هذه الارض الى هذه الدنيا من الجنة وانما نحن سبي العدو فيا ترى نرد الى اوطاننا ونسلم هل نرجع الى الوطن الاول الذي هو الجنة ونسلم بعد هذه الرحلة الطويلة - 00:18:25
مع العناء والشقاء فنسأل الله عز وجل ان يجعل عاقبتنا الجنة ووالدينا واخواننا المسلمين ثم انه ابتدأ بالتوحيد ايها الاحبة لان اصلاح التفكير مقدم على اصلاح العمل والناس اسرى لافكارهم ومعتقداتهم - 00:18:44
اصلاح التفكير اذا استقام تفكير الانسان استقامت تصوراته فان ذلك يتبعه استقامة الاعمال لان الناس اسرى لهذه التصورات يموتون دونها تجد الواحد منهم يبذل نفسه رخيصة للموت ويقدمها بلا تردد - 00:19:11
فداء ما يعتقد ولو كان ذلك المعتقد من قبيل الباطل لربما فارق الاهل والوطن والعشيرة في سبيل ما يعتقد اذا لابد من اصلاح الاعتقاد لابد من اصلاح التصورات اولا. ومن هنا اقول من مجموع ذلك اقول بان دعوتنا ينبغي ان - 00:19:39
ان يكون منطلقها من هذا الاصل الكبير لا ان نبدأ من الاطراف والذيول نحن نسمع اليوم الدعوة الى القيم والتركيز على القيم تذكير الناس بالقيم هذا امر حسن جيد لكن ان يكون ذلك هو - 00:20:09
المعول والمدار على ذلك فنبرز لهم قيمة الصدق تارة ثم الامانة ثم هذه قضايا يقبلها الموالف والمخالف المسلم والكافر على اختلاف مللهم سألت احد الدعاة باليابان عن قبول الناس لدين الاسلام - 00:20:29
فذكر ان انتشاره محدود فسألته عن سبب ذلك فاجاب بان العادة ان الكفار تذكر لهم محاسن دين الاسلام قال الاسلام يأمر بالصدق والامانة والعفاف والصلة ونحو هذا يقول فهؤلاء يقولون نحن - 00:20:49
نمتثل هذه الامور يعني عندهم الامانة والصدق وما الى ذلك ولكن يفتنون بجالية من المسلمين تقيم بين ظهرانيهم فيرون فيهم الكذب والالتواء والتلون والغش ما استطاعوا الا من رحم الله عز وجل - 00:21:11
هذا يقول نسيت حقيبتي وفيها كل شيء في القطار يقول فلما اصبحت ذهبت فوجدتها في مكانها لم يتغير منها شيء اخر في احد المطارات يقول وقفت لحظة عند بائع القهوة - 00:21:34
فالتفت فاذا الحقيبة غير موجودة في مطار من مطارات بعض الدول الغربية. يقول فذهبت الى امن المطار واخبرتهم يقول مباشرة قالوا هؤلاء من اصحابكم من المسلمين. يقول فانكرت هذا وكيف تستعجلون بهذا الحكم - 00:21:50
فقالوا هذا معروف للاسف انظر الى نظرة هؤلاء وكيف يفتنون؟ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تجعلنا فتنة على المعنيين مصدر يأتي بمعنى فاعل ومفعول. لا تجعلنا فاتنين بان تسلطهم علينا فيفتنون يقولون لو كان هؤلاء على حق لما ملكناهم - 00:22:09
وقهرناهم لا تجعلنا فاتنين بسوء تصرفاتنا وفعالنا واخلاقنا فنفتن هؤلاء عن دين الاسلام فينفروا من الحق وكذلك ايضا لا تجعلنا مفتونين فتسلط هؤلاء علينا فنفتن في ديننا كل هذه المعاني صحيحة - 00:22:31
الشاهد ان هذا الرجل لما رجع وصلته حقيبته بالبريد واذا فيها رسالة واذا السارق عصابة للاسف من ابناء المسلمين ولكنه وجد فيها كتيبا فقرأه فتاب فاعاد الحقيبة بما فيها من اوراق - 00:22:52
وبطاقات وما الى ذلك دون المال الا جزءا قليلا منه واعتذر اليه قال هذه حصتي والباقي في يد العصابة يعني المال فانا اتوب الى الله واعتذر اليك وهذه حقيبتك وقد هداني الله عز وجل بسبب هذا الكتاب. الشاهد انه تبين - 00:23:17
ان الذين سرقوها كانوا من ابناء المسلمين فهذه مصيبة الا نمتثل هذه القيم والاخلاق التي يدعو اليها ديننا فاقول المنطلق يكون من اصلاح الاعتقاد والتصور الايمان التوحيد. فتكون تلك الافعال - 00:23:41
عبادة يتقرب الى الله عز وجل بها. اذا استقام هذا القلب وصار عابدا لله مخبتا منيبا طائعا منقادا انقاد اللسان فلم يصدر منه الا كل قول جميل وانقادت الجوارح فلم يصدر منها الا ما يحسن ويجمل - 00:24:05
بعدما ذكر هذا الاساس والاصل الكبير ذكر الحق الثاني وبالوالدين احسانا بالوالدين احسانا ثنى بذكر الوالدين لان حقهما بعد حق الله عز وجل والله هو الخالق الرازق المنعم المتفضل حقه - 00:24:27
فوق سائر الحقوق ثم يأتي حق الوالدين لانهما سبب وجود الانسان وهذا وحده يكفي. يعني لو انهما ربياه فاحسن تربيته فالحق هنا اعظم واكد لكن اصل الحق ثابت ولو لم تحصل التربية - 00:24:53
لو مات ابواه وهو صغير لو مات ابوه قبل ان يولد وهو حمل في بطن امه حق الوالدين لو ان هذا الجنين ماتت امه وهي حامل به فاستخرج من بطنها. حقها ثابت - 00:25:16
هما سبب الوجود ولو اساء اليه ولو اساء اليه ولو اهملاه وتركاه وضيعاه ولو اهملاه وتركاه وضيعه هذا الحق ثابت وبالوالدين احسانا يعني امركم ان تحسنوا الى الوالدين ان تحسنوا - 00:25:32
فلما حذفت ان تعلق القضاء بالاحسان. قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الوالدين ان احسنوا احسانا حكم ووصى وامر والزم واوجب ان تحسنوا الى الوالدين احسانا الاحظ ما قال - 00:25:54
وصى بالاحسان الى الوالدين. قال وبالوالدين فقدم الوالدين الجار والمجرور للاهتمام بهما بالوالدين وصاكم ان تحسنوا اليهما والتعريف في الوالدين للاستغراق فيدخل فيه كل من يصدق عليه ذلك محسنا كان او مسيئا - 00:26:15
ويدخل فيه كل من يصدق عليه ذلك وان علا. الجد والجدة من جهة الاب ومن جهة الام فكل ذلك يقال له والد وانت مأمور ببرهما وهذا امر ثابت لا اشكال - 00:26:43
فيه لكن دل الحديث على ان حق الام اكد واثبت واقوى امر بالاحسان وهذا الاحسان على مراتب ودرجات يتفاوت فللام منه اوفر الحظ والنصيب لماذا لانها حملت ووضعت وارضعت وربت - 00:27:04
تحملت ذلك جميعا فلها ثلاثة اضعاف ما للاب ولهذا جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم سئل النبي صلى الله عليه وسلم من احق الناس بحسن صحابتي حسن الصحبة - 00:27:30
قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من قال امك ثلاث مرات ولاحظ هنا السؤال من احق الناس بحسن صحابتي حسن صحابتي حسن الصحبة فهنا يأتي الكلام على ما اذا - 00:27:50
حصل تعارض بينما تأمر به الام وما يأمر به الاب. ان كان ذلك في غير معصية. لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق يقدم من لاحظ الحديث من احق الناس بحسن صحابتي - 00:28:13
الصحبة المعاشرة المخالطة جاء رجل الى الامام مالك رحمه الله سأله قال ان ابي في بلد السودان وقد كتب الي ان اقدم عليه وامي تمنعني من ذلك فقال اطع اباك - 00:28:31
ولا تعصي امك علماء رحمهم الله اختلفوا في تفسير عبارة الامام مالك ما المراد بها فبعضهم يقول ان مراده اطع اباك فيما لا يكون معصية لامك اطع اباك فيما لا يكون معصية لامك - 00:28:50
وبعضهم قال غير ذلك بعضهم فهم ان برهما متساو عنده وسئل الليث ابن سعد الامام الكبير عن هذه المسألة فامر السائل ان يطيع الام وعلى كل حال المسألة فيها ثلاثة اقوال - 00:29:09
لاهل العلم منهم من يرجح الام ويقول تقدم طاعتها كما يقول الليث وبه قال ابو حنيفة وفهم بعضهم ان ذلك هو مراد الامام مالك كالقرافي من المالكية قال ان الامام مالك - 00:29:30
قصد الا يخرج بغير اذن الام وبعضهم كالشافعية يسوون ولكن عند التأمل فان الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم من احق الناس بحسن صحابتي هذا في المعاشرة لكن من الذي يتولى - 00:29:49
التدبير لهذا الولد اتخاذ القرارات الاب الاب احق بتسميته وهو الاقدر على توجيهه فيما يتعلق باتخاذ القرار اما الام فما يتصل بالمعاشرة والاحسان بجميع صوره واشكاله وانواعه واذا عرفنا ايها الاحبة ان - 00:30:08
تدل على الاستغراق وبالوالدين فيدخل في ذلك الوالدان من غير المسلمين. فهو مأمور بالاحسان اليهما والله عز وجل يقول لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:30:36
ان تبروهم وتقسط اليهم فعدي فعل الاقساط بالى لانه مضمن معنى الافضاء يكون هناك مخالطة ومداخلة بما يتعلق بالتعامل وما الى ذلك ويدل على هذا قوله تبارك وتعالى وان جاهداك - 00:30:56
على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ويقول الله عز وجل قبلها ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين - 00:31:21
ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وان جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ويقول ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم - 00:31:41
فلا تطعهما لاحظ هؤلاء كفار وليس ذلك فحسب بل يجاهدونه على الكفر على ان يخرج من دينه ويترك الحق والايمان ومع ذلك امره بان يصاحبهما في الدنيا معروفا فكيف اذا كان الوالد - 00:32:05
مسلما ولو كان عنده شيء من التقصير ولو كانت عنده اخطاء ولو كانت عنده انحرافات ولو كانت عنده معاصي فانت مأمور بالاحسان اليه ومصاحبته بالمعروف والبر به وفي الصحيح حديث اسماء رضي الله تعالى عنها - 00:32:29
سألت النبي صلى الله عليه وسلم ان امي قدمت وهي مشركة افاصلها؟ هي راغبة في الصلة؟ فقال نعم صلي امك مشركة صلي امك لاحظوا هنا انه اطلق الاحسان وبالوالدين احسانا وما قيده بقيد - 00:32:49
فينتظم ذلك جميع صور الاحسان فيدخل فيه الاحسان بالمال الاحسان بالمعاشرة والمخالطة ويدخل فيه الاحسان بالقول الى غير ذلك مما يمكن ان يتصوره الذهن وتجود به القرائح من صور الاحسان - 00:33:12
وانواعه واشكاله كل هذا داخل فيه بالوالدين احسانا ونحن مأمورون بان نحسن الى الوالدين ما استطعنا بجميع انماط الاحسان لا يختص ذلك بنوع دون نوع من الاحسان انسان بالقول تكلم بالكلام الجيد الجميل كما سيأتي - 00:33:34
من الاحسان الاحسان في المخالطة لين الجانب كما سيأتي ايضا في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة يدخل في الاحسان الاحسان بالمال قد يقول الانسان بان ابويه لا يحتاجان الى ما له فنقول ان بذل المال لهما - 00:33:59
يدل على اصالة الولد وعلى تجذر البر بنفسه لاسيما الأم قد تكون مكفية في بيتها ولكنها تحتاج ان تتصدق تحتاج ان تفرح الصغير تحتاج ان تقوم مقامات في بعض المناسبات - 00:34:23
تكون مشرفة لها ولاهل بيتها هذه الام تحفظ هذا المال وتتبعه بالدعوات وتصرفه في حقه ومستحقه فاذا نقص شيء بادرت واذا احتاج احد قضت حاجته ولا تنتظر حتى تطلب من ولدها او من - 00:34:45
غيره شيئا من المال وانما يكون ذلك في يدها ولهذا يحسن ايها الاحبة ان نتفطن لهذا. اول ما يبدأ الانسان يعمل ويكتسب يجعل لامه نصيبا من هذا البداية ربت وتعبت - 00:35:11
وبذلت هي التي ترقبه منذ ان خرج من بطنها بل وهو في بطنها ترقبه ترقب حركته وترقب نماءه وهو في بطنها فاذا خرج من بطنها ترقبه لحظة بلحظة تفرح اذا تحرك - 00:35:30
تفرح اذا ابتسم تفرح تفرح اذا رفع رأسه تفرح اذا حبا تفرح اذا مشى ثم بعد ذلك لم تزل به تعلمه وتربيه وتدرسه وتتعب واذا مرض مرضت معه حتى يتخرج من الجامعة - 00:35:48
ثم يعمل فهذه ايها الاحبة ينبغي ان ترى شيئا من ثمرة جهدها وعملها وتربيتها وتعبها وكدها ونصبها هذه السنين الطويلة وهذا امر يغفل عنه الكثيرون تقول هي غير محتاجة نعم هي غير محتاجة - 00:36:09
لكن انت المحتاج وهذا بركة في مالك وفي عملك ويدل على ان هذا الولد اصيل في البر ما نسي الاحسان فهو يستحضر ذلك جيدا ويتذكر ولا تسأل عن شعور الام - 00:36:32
تجاه ولد كهذا ولو كانت غير محتاجة ولو كانت غير محتاجة بالوالدين احسانا اتوقف الان ثم بعد ذلك نكمل ان شاء الله - 00:36:51