بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا اليوم المبارك - 00:00:00
نبدأ في تفسير سورة القصص ونقدم بعض المقدمات بين يدي شرح هذه السورة فنقول اسمها اسمها سورة القصص ولا يعرف لها اسم غير ذلك ووجه تسميتها بذلك لوقوع لفظ القصص فيها - 00:00:20
في قصة موسى مع صالح مدين مع الرجل الصالح في قوله له في قوله جل وعلا عن ذلك فلما جاءه وقص عليه القصص وقص عليه القصص فقيل لها سورة القصص - 00:00:45
وقد ورد ذكر سورة القصص ايضا في سورة يوسف نحن نقص عليك احسن القصص لكن قال المفسرون ان سورة القصص نزلت قبل سورة يوسف. فسميت بها ولانها اشتملت على قصص - 00:01:11
كثير ذكره الله عز وجل في خلال هذه السورة العظيمة واما نوعها فهي مكية في جمهور قول التابعين بل قول في جمهور قول المفسرين قال بعضهم يعني مستدلا على انها مكية - 00:01:33
انه نزل فيها قوله جل وعلا ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قالوا ان هذه الاية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته الى المدينة في الجحفة - 00:02:07
وكان في ذلك تسلية من الله عز وجل لنبيه على مفارقة بلده مكة من المتقرر عند اهل العلم ان القرآن اما مكي واما مدني وان المكي ما نزل قبل الهجرة - 00:02:23
المدني ما نزل بعد الهجرة ولهذا قالوا حتى ما نزل في الطريق لو ثبت انه نزل قرآن في الطريق في اثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقبلها وصوله المدينة فهو مكي - 00:02:44
وهذه الاية التي ذكرها المفسرون ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى ما عاد قالوا هذه نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فهي من المكي اه وجاء عن ابن عباس - 00:03:02
وعن مقاتل انهم قالوا انها مكية الا الايات من الثانية والخمسين منها الى الخامسة والخمسين وهي من قوله جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب من قبله الى قوله سلام لا نبتغي الجاهلين قالوا نزلت - 00:03:24
بالمدينة وقد ذكرنا مرارا القاعدة التي يذكرها اهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ان الاصل في السورة ان تأخذ حكما واحدا فاذا قيل هذه السورة مكية فهي مكية جميعها. واذا قيل مدنية فهي مدنية جميعها. الا اذا دل الدليل - 00:03:45
الصحيح على خلاف ذلك اه كما مر معنا في سورة النمل واشرنا اليه انه قد دل الدليل على ان بعض الايات فيها كانت مدنية وفيها المكي وفيها المدني اه واما ترتيب نزولها - 00:04:09
فهي السورة التاسعة والاربعون في عداد نزول سور القرآن. نزلت بعد سورة النمل وقبل سورة الشعراء فكانت هذه الطواسين الثلاث متتابعة في النزول كما هو ترتيبها في المصحف وهي متماثلة في افتتاح - 00:04:35
آآ في افتتاح تلاوتها بذكر موسى عليه السلام وهذه تسمى الطواسين لماذا لانه في اولها طا سين وهي ثلاث سور فقط اثنتان منهما وهي سورة الشعراء وسورة القصص التي معنا طا سين ميم - 00:04:59
الثالثة وهي سورة النمل سين طا سين بدون ميم ويقال له الطواسين يقال لها الطواسين اه لانها ابتدأت بهذه الاحرف الطاء والسين اه كل هذه السور بعد ذكر هذه الحروف المقطعة - 00:05:23
يذكر فيها القرآن ولهذا نقول سين ميم هذه من الحروف المقطعة. وقد مر الكلام على الحروف المقطعة وان اصح الاقوال فيها الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز وذكرنا قول ابن كثير وغيره من اهل العلم الذين قالوا - 00:05:54
ان مما يؤيد انها للتحدي والاعجاز كانه يقول القرآن مؤلف من هذه الحروف التي تتكلمنا بها ومع ذلك لم تستطيعوا ان تأتوا بمثله قالوا يدل على هذا انه ما ذكر هذه الحروف - 00:06:23
في هذه الحروف المقطعة في اوائل السور الا ذكر واشار بعدها الى القرآن فمثلا هذه السور الثلاث اه طاء سين سورة الشعراء طاء سين ميم تلك ايات الكتاب المبين وسورة النمل طاء سين تلك ايات القرآن - 00:06:46
واهتموا به وفي هذه السورة طاء سين تلك ايات الكتاب المبين نتل عليك من نبأ موسى وهارون وسورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وسورة ال عمران - 00:07:09
الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق وتقريبا كل سور القرآن الا سورة واحدة ولكنها قال العلماء انها ذكرت ظمنا انها ذكرت يعني انه اشير الى الكتاب وذكر الكتاب فيها - 00:07:25
آآ ضمنا وهذا مما يدل على انها للتحدي والاعجاز وهو اظهر الاقوال والله اعلم هو اظهر الاقوال في المكي اه في الحروف المقطعة ولهذا السورة التي السورة الوحيدة التي لم ينص على ذكر القرآن فيها وبدأت بالحروف المقطعة هي سورة مريم - 00:07:51
قال جل وعلا كاف ها يا عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك ربي شقيا واني خفت الموالي من - 00:08:25
وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا الى الى ما بعدها من الاية. لكن قالوا انها متظمنة لذكر آآ للاشارة الى القرآن لانه قال ذكر ربك عبده زكريا ذكر رحمة ربك. واين - 00:08:43
جاء ذكر الرحمة اين جاء؟ كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم والله يخاطبه قالوا بالقرآن ذكر رحمة ربك هنا جاء جاء بيان ذلك واخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق - 00:09:13
الذكر الذي انزل عليه وهذا هو الاظهر ان كل ايات كل سور القرآن التي ابتدأت بالحروف المقطعة المقطعة جاء بعدها مباشرة. ذكر الكتاب الا سورة مريم اه جاء ذكر اسم الكتاب وهو القرآن - 00:09:32
جاء ذكر اسم الكتاب وهو القرآن الا سورة مريم لم ينص نصا على القرآن ولا الكتاب. لكن قالوا هو متضمن وواضح لان قوله جل وعلا كاف هاء ياء عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا من اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا - 00:09:54
رحمتي ربه لي عبده زكريا انما علمه من القرآن وهذا هو اجود الاقوال واظهرها والله اعلم في الحروف المقطعة وانها يراد بها التحدي والاعجاز آآ واما عدد اياتها فهي ثمان وثمانون اية باتفاق القراء - 00:10:14
لا خلاف بينهم فيها آآ قد اورد الامام ابن كثير حديثا رواه الامام احمد آآ عن وكيع عن ابيه عن ابي اسحاق عن معدي يكرب قال اتينا عبد الله يعني عبد الله بن مسعود فسألناه ان يقرأ علينا طا سين ميم المئين - 00:10:42
فقال ما هي معي ولكن عليكم من اخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب من الارت قال فاتينا خبابا من الارت فقرأها علينا رضي الله عنه هكذا او هذا ما ذكره ابن كثير وهو في الحقيقة هذا الحديث عند الامام احمد لكن ضعفه اهل العلم - 00:11:11
آآ وممن ضعفه الارنعوط في تحقيقه في مسند الامام احمد آآ قالوا لان فيه معد يكرب وهو الهمداني ويقال لعبدي اه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا يعني ما ذكر العلماء ما - 00:11:35
جرحوه ولا عدلوه الا ابن حبان ذكره في الثقات وابن حبان رحمه الله متساهل في هذا الباب وعلى كل حال يكفيها شرفا وفضلا انها من كلام رب العالمين وانها صفة الله - 00:11:59
صفة الكلام يكفيها ذلك فضلا وشرفا ونبلا اه ثم قال جل وعلا ط سين ط سين ميم تلك ايات الكتاب المبين تلك اي هذه قال الطبري هذه هذه ايات الكتاب الذي انزلته اليك يا محمد - 00:12:17
المبين انه من عند الله وانك لم تتقوله ولم تتخرصه يعني من قبلك وقال ابن كثير نحو قوله فقال تلك اي هذه ايات الكتاب المبين اي الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الامور وعلم ما قد كان وما هو - 00:12:39
كائن ويقصد ذلك يعني من حيث الجملة حيث الاجماع قال قبله الزجاج المبين للحلال من الحرام والحق من الباطل فالحاصل ان ان هذا القرآن وهذا الكتاب مبين فهو مبين انه من عند الله وليس من قبل النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن جرير الطبري - 00:13:02
وانه مبين للحلال من الحرام ومبين للحق من الباطل كما قال الزجاج وانه مبين عن حقائق الامور لعل يعني واضح جلي يكشف للعباد حقائق الامور وعلم ما كان وما هو كائن من حيث الجملة - 00:13:29
فكل هذه حق والاية تدل على ذلك جميعه قال جل وعلا نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون. نتل عليك اي نقرأ عليك قال ابن كثير كما قال تعالى نحن نقص عليك احسن القصص - 00:13:48
اي نذكر الامر كما كان عليه كأنك شاهد وكأنك حاضر يعني كانك شاهد يعني حاضر وموجود معهم لما وقع هذا القصص اه ثم قال جل وعلا نعم لقوم نعم نتلو - 00:14:07
عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق فنقرأ عليك من خبر موسى وفرعون هبر نبي الله موسى مع عدو الله فرعون الذي ادعى الربوبية وفعل ما فعل بالحق بالصدق الذي لا ريب فيه - 00:14:34
ولا كلمة لكن لمن؟ لقوم يؤمنون الذي يصدق به هو الحق الذي لا مرية فيه لكن من الذي ينتفع بذلك؟ ويصدق به ويتعظ ويأخذ العبر هم القوم المؤمنون الذين يصدقون بالقرآن ويعلمون انه من عند الله جل وعلا - 00:15:00
واما الكفار فانهم اعرضوا عنه وقالوا اساطير الاولين وهذا فيه دفاع انه حظ ولكن كون بعض الناس لا يؤمنون بها او كفار قريش او كفر من كفر به الى يومنا هذا - 00:15:25
هذا لا يقدح بانه الحق لانها العلة في هؤلاء هم غير مصدقين غير مؤمنين فلا يظره هو حق من عند الله لا شك ولا ريب في ذلك وكونه يكذب به من كذب لا يظره ذلك ولا ينفي عنه انه حق وانه صدق - 00:15:44
لان هذا كلام رب العالمين وهو من عند الله جل وعلا واما هؤلاء فهم كفار كذبة فجرة قال جل وعلا ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا ان فرعون - 00:16:03
علا في الارض قال ابن كثير رحمه الله اي تكبر وتجبر وطغى وقال غيره ادعى الربوبية وقال انا ربكم الاعلى قال بعضهم قهر اهل مصر قهر اهل مصر وكل هذا حق - 00:16:22
كل ذلك فعله عدو الله الخبيث فرعون الذي يقدم قومه الى النار وبئس الورد المورود لانه بلغ الغاية في الفساد والشر ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا شيعا يعني اصنافا فرقا - 00:16:43
وجعلهم جماعات قال ابن كثير اي باي اصناف قد صرف كل صنف فيما يريد من امور دولته قد تصرف كل سم فيما يريد من امر دولتي هذا لا شك فيه لكن قال - 00:17:11
ابن كثير قال ابن جرير اه وجعل اهلها شيعا يعني جعل جعلهم فرقا وجعل منه بني اسرائيل يستحي نساءهم ويذبحوا ابناءهم. ولا شك ان كلا القولين حق لكن لو نظرنا الى سياق الايات - 00:17:43
لا ظهر لنا ان تفسير جعل اهلها شيعا يفسرهما بعدهم الى الاية نفسها فانه قال وجعل اهلها شيعا ثم قال يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم اذا هذا اشارة الى هذه الشيعة وهذه الفرق وهذه الاصناف - 00:18:08
واشارة الى جزء منها فجعل اهلها شيعا طوائف وفرق واصناف يستضعف طائفة منهم وهم بنو اسرائيل وطائفة لا يستضعفهم. وهم قومه والقبط الذين كانوا معه على دينه يستضعف طائفة منهم - 00:18:34
قلنا وهم بني اسرائيل يذبحوا ابناءهم ويستحيي نساءهم وهذا قد جاءت الاشارة اليه في قوله جل وعلا في سورة البقرة واذ نجيناكم من ال فرعون يسمونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم. وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم - 00:18:53
قال في سورة ابراهيم واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم. اذ انجاكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم - 00:19:17
اذا المستضعفون هم بنوا اسرائيل وكانوا هم خير الناس في زمانهم في ذلك الزمان كان يذبح الابناء وقد مر معنا الاشارة الى انه جمع قومه وذكر لهم يعني ما وقع في نفسه او علمه - 00:19:37
انه يقتله غلام من بني اسرائيل فماذا نصنع فاقترح عليه قومه ان يذبح اولاد سنة ابناء الابناء في سنة والسنة التي بعدها يستبقيهم. لماذا؟ قالوا لانك لو قتلت بني اسرائيل كلهم ما بقي احد - 00:20:06
يقوم بخدمتنا ما بقي احد يقوم بخدمتنا وذكروا اخبارا نحو هذا فكان يفعل ذلك وهو يذبح الابناء ويستحيي النساء يعني يستبقي النساء لا يقتلهن هذا المعنى وليس معنى انه يحييهن ابدا - 00:20:29
كما قال جل وعلا اه عن نمرود في محاجته لابراهيم قال ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت وهو انه اتى برجلين فقتل احدهما وترك الاخر. قال هذا انا قتلت هذا واحييت هذا - 00:20:54
على كل حال من ضرب الباطل مراد الاحياء الخلق والايجاد من العدم لا يفعله الا الله جل وعلا ولا يقدر عليه الا هو ثم قال انه كان من المفسدين كان من المفسدين في الارض - 00:21:12
الذين يفسدون يسعون في الارض فسادا فهم كفار مشركون يقتلون ابناء بني اسرائيل يستحيون نساءهم يستعملونهم في الخدمة يدعي عدو الله انه رب العالمين يقتل السحرة لما امنوا بموسى الى غير ذلك. فكان من افسد الخلق - 00:21:30
ولهذا وصفه الله جل وعلا بقوله انه كان من المفسدين ثم اخبر جل وعلا انه يريد وهادي ارادة كونية ارادة كونية لان الارادة الكونية بمعنى الشرعية بمعنى المشيئة فما اراده الله كونه لابد ان يقع - 00:21:58
وهناك ارادة شرعية آآ قد تقع وقد لا تقع لكن هنا اجتمعا في حقهما الارادة الكونية والشرعية. فاراد الله ذلك كونا واراده شرعا لانهم كانوا هم المسلمين كانوا مسلمين وكانوا - 00:22:18
آآ خير من قوم من القبط ومن قوم فرعون بل بعث فيهم موسى ودعاهم الى الحق فامنوا امنت يهود وكثير منهم بموسى وكانوا من من المسلمين قال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا - 00:22:38
في الارض تظعف واسرعهم انهم كانوا يستعبدونهم ويستعملونهم في حوائجهم وفي خدمتهم كانوا خداما عند القبط مستضعفين لا يستطيعون ان ينصروا انفسهم والان يدفعوا عن انفسهم قال جل وعلا ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض يمن عليهم بالايمان - 00:22:56
وبالتحرر وبتبديل ما هم فيه من الضعف الى القوة وجعل الامر لهم ولهذا قال ونجعلهم ائمة اجعلهم ائمة آآ قال الطبري ولاة وملوكا نجعلهم ائمة ولاة للناس وملوكا يملكون امرهم - 00:23:26
صاروا هم ائمة الناس الذين يتصرفون فيهم بعد ان كانوا اه مستعبدين مستضعفين ونجعلهم الواردين ونجعلهم الواردين اي الذين يرثون الارض من بعدي فرعون كما قال الطبري قال ونجعلهم الوارثين قال نجعلهم - 00:23:50
وراث ال فرعون يرثون الارض من بعد مهلكهم ولا شك انهم كذلك كما قال جل وعلا واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركن فيها بل ان بل ان الله جعلهم ملوك مصر وغير مصر ايضا - 00:24:15
وجعل الامر اليهم وهكذا من استقام على دين الله جل وعلا جعل الله العاقبة له فالعاقبة للتقين العاقبة للمتقين فبالصبر واليقين تنال الامامة في الدين كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:24:42
قال جل وعلا ونمكن لهم في الارض نمكن لهم من التمكين وجعل الامر لا امره هم ولاة الامر وهم الحكام وهم المتصرفون في الارض يأمرون وينهون ويصدر عن امرهم وتسير البلاد على وفق ما يريدون - 00:25:04
قال ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون نمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان لان هامان وزير فرعون على ملته ومذهبه وجنودهما وجنودهما لان جنودهم وملأ - 00:25:27
فرعون كانوا معه على ما هو عليه ولهذا كما حكى الله عز وجل قصصهم لما جاء موسى بالاية العظيمة فاخرج يده من جيبه بيضاء تتلألأ والقى عصاه فهي فاذا هي ثعبان مبين استشار الملأ ملأه. فكانوا على قومه - 00:25:50
قالوا ارجه اخاه وابعث في المدائن حاشرين فكان ملأهم على ما هم عليه من الضلال ولهذا ذكرهم الله عز وجل هنا قال ونري فرعون وهامان وجنودهما لكن يستفاد ايضا ان - 00:26:15
طاعتهم ويعني قيام بالامور كما يطيعون فرعون يطيعون هامان ودليل ان فرعون يفعل ويفسد وكذلك هامان وزيره ايضا يتصرف فكانوا جنودا لهم يعني مع مع هذين الكافرين المجرمين وهذا دليل على انهما معهما قلبا وقالبا - 00:26:35
قال ما كانوا يحذرون ونري فرعون وهمن وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون لانهم كانوا يحذرون ترى قدمنا نقرأ كلام ابن كثير قريبا انهم كانوا يحذرون من بني اسرائيل وانه سيخرج منهم - 00:27:05
رجل يقتل فرعون ويقضي على ملكه فيصبح الملك لبني اسرائيل. فكانوا يحذرون هذا اشد الحذر فاخبر الله جل وعلا انه سيريهم ما كانوا يحذرون. وهذا هو غاية النصرة لاولياء الله - 00:27:25
المتقين وغاية الخذلان والاذلال لاعداء الله جل وعلا فما كانوا يحذرونه اراهم الله اياه عيانا بيانا وقهرا وذلة لهم يقول ابن كثير رحمه الله يستضعف طائفة منهم يعني بني اسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار اهل زمانهم - 00:27:41
هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد استعملوه في اخس الاعمال ويكدهم ليلا ونهارا في اشغاله واشغال رعيته. ويقتل مع هذا ابناءهم ويستحيي نساءهم اهانة لهم واحتقارا وخوفا من ان يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو واهل مملكته - 00:28:07
من ان يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب بسبب هلاكه وذهاب دولته على يديه وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل يعني هنا يلخص اه - 00:28:30
حجة او وجه آآ لماذا خاف فرعون كيف علموا انه يقضي عليه رجل من بني اسرائيل قالوا لانهم سمعوا هذا من بني اسرائيل في فيما يدرسونه من قول ابراهيم الخليل عليه السلام - 00:28:54
قال وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين اخذ سارة ليتخذها جارية - 00:29:15
فصانح الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه وهذا حديث في البخاري حديث معلوم اه قال فبشر ابراهيم عليه السلام ولده انه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاكا ملك مصر على يديه - 00:29:30
ان موسى من ذريته ابراهيم وكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وامر بقتل ذكر بني اسرائيل ولن ينفع حذر من قدر لان اجل الله اذا جاء لا يؤخر. ولكل اجل كتاب. ولهذا قال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة - 00:29:53
اما ونجعلهم الواردين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. وقد فعل تعالى وقد وقد فعل تعالى بهم ذلك كما قال واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركن فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما - 00:30:18
بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون وقال كذلك واورثناها بني اسرائيل اراد فرعون بحوله وقوته ان ينجو من موسى فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الذي لا يخالف امره القدري بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بان يكون اهلاك فرعون على يديه - 00:30:42
بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه الوف من البلدان انما منشأه ومرباه على فراشه وفي دارك وغذاؤه من طعامك وانت تربيه وتدلله وتتفداه وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه لتعلم ان رب السماوات العلى هو القاهر الغالب العظيم العزيز القوي - 00:31:10
شديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهذا الحقيقة تلخيص في غاية الجمال والدقة والاختصار والجمع فانه قد مر معنا ان اه وسيأتي ايضا ان موسى عليه السلام اخذه آآ حراس فرعون وربوه في بيته وتربى في بيته - 00:31:37
ليقضي الله امرا كان مفعولا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:32:06
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا اليوم المبارك - 00:00:00
نبدأ في تفسير سورة القصص ونقدم بعض المقدمات بين يدي شرح هذه السورة فنقول اسمها اسمها سورة القصص ولا يعرف لها اسم غير ذلك ووجه تسميتها بذلك لوقوع لفظ القصص فيها - 00:00:20
في قصة موسى مع صالح مدين مع الرجل الصالح في قوله له في قوله جل وعلا عن ذلك فلما جاءه وقص عليه القصص وقص عليه القصص فقيل لها سورة القصص - 00:00:45
وقد ورد ذكر سورة القصص ايضا في سورة يوسف نحن نقص عليك احسن القصص لكن قال المفسرون ان سورة القصص نزلت قبل سورة يوسف. فسميت بها ولانها اشتملت على قصص - 00:01:11
كثير ذكره الله عز وجل في خلال هذه السورة العظيمة واما نوعها فهي مكية في جمهور قول التابعين بل قول في جمهور قول المفسرين قال بعضهم يعني مستدلا على انها مكية - 00:01:33
انه نزل فيها قوله جل وعلا ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قالوا ان هذه الاية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته الى المدينة في الجحفة - 00:02:07
وكان في ذلك تسلية من الله عز وجل لنبيه على مفارقة بلده مكة من المتقرر عند اهل العلم ان القرآن اما مكي واما مدني وان المكي ما نزل قبل الهجرة - 00:02:23
المدني ما نزل بعد الهجرة ولهذا قالوا حتى ما نزل في الطريق لو ثبت انه نزل قرآن في الطريق في اثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقبلها وصوله المدينة فهو مكي - 00:02:44
وهذه الاية التي ذكرها المفسرون ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى ما عاد قالوا هذه نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فهي من المكي اه وجاء عن ابن عباس - 00:03:02
وعن مقاتل انهم قالوا انها مكية الا الايات من الثانية والخمسين منها الى الخامسة والخمسين وهي من قوله جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب من قبله الى قوله سلام لا نبتغي الجاهلين قالوا نزلت - 00:03:24
بالمدينة وقد ذكرنا مرارا القاعدة التي يذكرها اهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ان الاصل في السورة ان تأخذ حكما واحدا فاذا قيل هذه السورة مكية فهي مكية جميعها. واذا قيل مدنية فهي مدنية جميعها. الا اذا دل الدليل - 00:03:45
الصحيح على خلاف ذلك اه كما مر معنا في سورة النمل واشرنا اليه انه قد دل الدليل على ان بعض الايات فيها كانت مدنية وفيها المكي وفيها المدني اه واما ترتيب نزولها - 00:04:09
فهي السورة التاسعة والاربعون في عداد نزول سور القرآن. نزلت بعد سورة النمل وقبل سورة الشعراء فكانت هذه الطواسين الثلاث متتابعة في النزول كما هو ترتيبها في المصحف وهي متماثلة في افتتاح - 00:04:35
آآ في افتتاح تلاوتها بذكر موسى عليه السلام وهذه تسمى الطواسين لماذا لانه في اولها طا سين وهي ثلاث سور فقط اثنتان منهما وهي سورة الشعراء وسورة القصص التي معنا طا سين ميم - 00:04:59
الثالثة وهي سورة النمل سين طا سين بدون ميم ويقال له الطواسين يقال لها الطواسين اه لانها ابتدأت بهذه الاحرف الطاء والسين اه كل هذه السور بعد ذكر هذه الحروف المقطعة - 00:05:23
يذكر فيها القرآن ولهذا نقول سين ميم هذه من الحروف المقطعة. وقد مر الكلام على الحروف المقطعة وان اصح الاقوال فيها الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز وذكرنا قول ابن كثير وغيره من اهل العلم الذين قالوا - 00:05:54
ان مما يؤيد انها للتحدي والاعجاز كانه يقول القرآن مؤلف من هذه الحروف التي تتكلمنا بها ومع ذلك لم تستطيعوا ان تأتوا بمثله قالوا يدل على هذا انه ما ذكر هذه الحروف - 00:06:23
في هذه الحروف المقطعة في اوائل السور الا ذكر واشار بعدها الى القرآن فمثلا هذه السور الثلاث اه طاء سين سورة الشعراء طاء سين ميم تلك ايات الكتاب المبين وسورة النمل طاء سين تلك ايات القرآن - 00:06:46
واهتموا به وفي هذه السورة طاء سين تلك ايات الكتاب المبين نتل عليك من نبأ موسى وهارون وسورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وسورة ال عمران - 00:07:09
الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق وتقريبا كل سور القرآن الا سورة واحدة ولكنها قال العلماء انها ذكرت ظمنا انها ذكرت يعني انه اشير الى الكتاب وذكر الكتاب فيها - 00:07:25
آآ ضمنا وهذا مما يدل على انها للتحدي والاعجاز وهو اظهر الاقوال والله اعلم هو اظهر الاقوال في المكي اه في الحروف المقطعة ولهذا السورة التي السورة الوحيدة التي لم ينص على ذكر القرآن فيها وبدأت بالحروف المقطعة هي سورة مريم - 00:07:51
قال جل وعلا كاف ها يا عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك ربي شقيا واني خفت الموالي من - 00:08:25
وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا الى الى ما بعدها من الاية. لكن قالوا انها متظمنة لذكر آآ للاشارة الى القرآن لانه قال ذكر ربك عبده زكريا ذكر رحمة ربك. واين - 00:08:43
جاء ذكر الرحمة اين جاء؟ كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم والله يخاطبه قالوا بالقرآن ذكر رحمة ربك هنا جاء جاء بيان ذلك واخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق - 00:09:13
الذكر الذي انزل عليه وهذا هو الاظهر ان كل ايات كل سور القرآن التي ابتدأت بالحروف المقطعة المقطعة جاء بعدها مباشرة. ذكر الكتاب الا سورة مريم اه جاء ذكر اسم الكتاب وهو القرآن - 00:09:32
جاء ذكر اسم الكتاب وهو القرآن الا سورة مريم لم ينص نصا على القرآن ولا الكتاب. لكن قالوا هو متضمن وواضح لان قوله جل وعلا كاف هاء ياء عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا من اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا - 00:09:54
رحمتي ربه لي عبده زكريا انما علمه من القرآن وهذا هو اجود الاقوال واظهرها والله اعلم في الحروف المقطعة وانها يراد بها التحدي والاعجاز آآ واما عدد اياتها فهي ثمان وثمانون اية باتفاق القراء - 00:10:14
لا خلاف بينهم فيها آآ قد اورد الامام ابن كثير حديثا رواه الامام احمد آآ عن وكيع عن ابيه عن ابي اسحاق عن معدي يكرب قال اتينا عبد الله يعني عبد الله بن مسعود فسألناه ان يقرأ علينا طا سين ميم المئين - 00:10:42
فقال ما هي معي ولكن عليكم من اخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب من الارت قال فاتينا خبابا من الارت فقرأها علينا رضي الله عنه هكذا او هذا ما ذكره ابن كثير وهو في الحقيقة هذا الحديث عند الامام احمد لكن ضعفه اهل العلم - 00:11:11
آآ وممن ضعفه الارنعوط في تحقيقه في مسند الامام احمد آآ قالوا لان فيه معد يكرب وهو الهمداني ويقال لعبدي اه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا يعني ما ذكر العلماء ما - 00:11:35
جرحوه ولا عدلوه الا ابن حبان ذكره في الثقات وابن حبان رحمه الله متساهل في هذا الباب وعلى كل حال يكفيها شرفا وفضلا انها من كلام رب العالمين وانها صفة الله - 00:11:59
صفة الكلام يكفيها ذلك فضلا وشرفا ونبلا اه ثم قال جل وعلا ط سين ط سين ميم تلك ايات الكتاب المبين تلك اي هذه قال الطبري هذه هذه ايات الكتاب الذي انزلته اليك يا محمد - 00:12:17
المبين انه من عند الله وانك لم تتقوله ولم تتخرصه يعني من قبلك وقال ابن كثير نحو قوله فقال تلك اي هذه ايات الكتاب المبين اي الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الامور وعلم ما قد كان وما هو - 00:12:39
كائن ويقصد ذلك يعني من حيث الجملة حيث الاجماع قال قبله الزجاج المبين للحلال من الحرام والحق من الباطل فالحاصل ان ان هذا القرآن وهذا الكتاب مبين فهو مبين انه من عند الله وليس من قبل النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن جرير الطبري - 00:13:02
وانه مبين للحلال من الحرام ومبين للحق من الباطل كما قال الزجاج وانه مبين عن حقائق الامور لعل يعني واضح جلي يكشف للعباد حقائق الامور وعلم ما كان وما هو كائن من حيث الجملة - 00:13:29
فكل هذه حق والاية تدل على ذلك جميعه قال جل وعلا نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون. نتل عليك اي نقرأ عليك قال ابن كثير كما قال تعالى نحن نقص عليك احسن القصص - 00:13:48
اي نذكر الامر كما كان عليه كأنك شاهد وكأنك حاضر يعني كانك شاهد يعني حاضر وموجود معهم لما وقع هذا القصص اه ثم قال جل وعلا نعم لقوم نعم نتلو - 00:14:07
عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق فنقرأ عليك من خبر موسى وفرعون هبر نبي الله موسى مع عدو الله فرعون الذي ادعى الربوبية وفعل ما فعل بالحق بالصدق الذي لا ريب فيه - 00:14:34
ولا كلمة لكن لمن؟ لقوم يؤمنون الذي يصدق به هو الحق الذي لا مرية فيه لكن من الذي ينتفع بذلك؟ ويصدق به ويتعظ ويأخذ العبر هم القوم المؤمنون الذين يصدقون بالقرآن ويعلمون انه من عند الله جل وعلا - 00:15:00
واما الكفار فانهم اعرضوا عنه وقالوا اساطير الاولين وهذا فيه دفاع انه حظ ولكن كون بعض الناس لا يؤمنون بها او كفار قريش او كفر من كفر به الى يومنا هذا - 00:15:25
هذا لا يقدح بانه الحق لانها العلة في هؤلاء هم غير مصدقين غير مؤمنين فلا يظره هو حق من عند الله لا شك ولا ريب في ذلك وكونه يكذب به من كذب لا يظره ذلك ولا ينفي عنه انه حق وانه صدق - 00:15:44
لان هذا كلام رب العالمين وهو من عند الله جل وعلا واما هؤلاء فهم كفار كذبة فجرة قال جل وعلا ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا ان فرعون - 00:16:03
علا في الارض قال ابن كثير رحمه الله اي تكبر وتجبر وطغى وقال غيره ادعى الربوبية وقال انا ربكم الاعلى قال بعضهم قهر اهل مصر قهر اهل مصر وكل هذا حق - 00:16:22
كل ذلك فعله عدو الله الخبيث فرعون الذي يقدم قومه الى النار وبئس الورد المورود لانه بلغ الغاية في الفساد والشر ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا شيعا يعني اصنافا فرقا - 00:16:43
وجعلهم جماعات قال ابن كثير اي باي اصناف قد صرف كل صنف فيما يريد من امور دولته قد تصرف كل سم فيما يريد من امر دولتي هذا لا شك فيه لكن قال - 00:17:11
ابن كثير قال ابن جرير اه وجعل اهلها شيعا يعني جعل جعلهم فرقا وجعل منه بني اسرائيل يستحي نساءهم ويذبحوا ابناءهم. ولا شك ان كلا القولين حق لكن لو نظرنا الى سياق الايات - 00:17:43
لا ظهر لنا ان تفسير جعل اهلها شيعا يفسرهما بعدهم الى الاية نفسها فانه قال وجعل اهلها شيعا ثم قال يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم اذا هذا اشارة الى هذه الشيعة وهذه الفرق وهذه الاصناف - 00:18:08
واشارة الى جزء منها فجعل اهلها شيعا طوائف وفرق واصناف يستضعف طائفة منهم وهم بنو اسرائيل وطائفة لا يستضعفهم. وهم قومه والقبط الذين كانوا معه على دينه يستضعف طائفة منهم - 00:18:34
قلنا وهم بني اسرائيل يذبحوا ابناءهم ويستحيي نساءهم وهذا قد جاءت الاشارة اليه في قوله جل وعلا في سورة البقرة واذ نجيناكم من ال فرعون يسمونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم. وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم - 00:18:53
قال في سورة ابراهيم واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم. اذ انجاكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم - 00:19:17
اذا المستضعفون هم بنوا اسرائيل وكانوا هم خير الناس في زمانهم في ذلك الزمان كان يذبح الابناء وقد مر معنا الاشارة الى انه جمع قومه وذكر لهم يعني ما وقع في نفسه او علمه - 00:19:37
انه يقتله غلام من بني اسرائيل فماذا نصنع فاقترح عليه قومه ان يذبح اولاد سنة ابناء الابناء في سنة والسنة التي بعدها يستبقيهم. لماذا؟ قالوا لانك لو قتلت بني اسرائيل كلهم ما بقي احد - 00:20:06
يقوم بخدمتنا ما بقي احد يقوم بخدمتنا وذكروا اخبارا نحو هذا فكان يفعل ذلك وهو يذبح الابناء ويستحيي النساء يعني يستبقي النساء لا يقتلهن هذا المعنى وليس معنى انه يحييهن ابدا - 00:20:29
كما قال جل وعلا اه عن نمرود في محاجته لابراهيم قال ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت وهو انه اتى برجلين فقتل احدهما وترك الاخر. قال هذا انا قتلت هذا واحييت هذا - 00:20:54
على كل حال من ضرب الباطل مراد الاحياء الخلق والايجاد من العدم لا يفعله الا الله جل وعلا ولا يقدر عليه الا هو ثم قال انه كان من المفسدين كان من المفسدين في الارض - 00:21:12
الذين يفسدون يسعون في الارض فسادا فهم كفار مشركون يقتلون ابناء بني اسرائيل يستحيون نساءهم يستعملونهم في الخدمة يدعي عدو الله انه رب العالمين يقتل السحرة لما امنوا بموسى الى غير ذلك. فكان من افسد الخلق - 00:21:30
ولهذا وصفه الله جل وعلا بقوله انه كان من المفسدين ثم اخبر جل وعلا انه يريد وهادي ارادة كونية ارادة كونية لان الارادة الكونية بمعنى الشرعية بمعنى المشيئة فما اراده الله كونه لابد ان يقع - 00:21:58
وهناك ارادة شرعية آآ قد تقع وقد لا تقع لكن هنا اجتمعا في حقهما الارادة الكونية والشرعية. فاراد الله ذلك كونا واراده شرعا لانهم كانوا هم المسلمين كانوا مسلمين وكانوا - 00:22:18
آآ خير من قوم من القبط ومن قوم فرعون بل بعث فيهم موسى ودعاهم الى الحق فامنوا امنت يهود وكثير منهم بموسى وكانوا من من المسلمين قال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا - 00:22:38
في الارض تظعف واسرعهم انهم كانوا يستعبدونهم ويستعملونهم في حوائجهم وفي خدمتهم كانوا خداما عند القبط مستضعفين لا يستطيعون ان ينصروا انفسهم والان يدفعوا عن انفسهم قال جل وعلا ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض يمن عليهم بالايمان - 00:22:56
وبالتحرر وبتبديل ما هم فيه من الضعف الى القوة وجعل الامر لهم ولهذا قال ونجعلهم ائمة اجعلهم ائمة آآ قال الطبري ولاة وملوكا نجعلهم ائمة ولاة للناس وملوكا يملكون امرهم - 00:23:26
صاروا هم ائمة الناس الذين يتصرفون فيهم بعد ان كانوا اه مستعبدين مستضعفين ونجعلهم الواردين ونجعلهم الواردين اي الذين يرثون الارض من بعدي فرعون كما قال الطبري قال ونجعلهم الوارثين قال نجعلهم - 00:23:50
وراث ال فرعون يرثون الارض من بعد مهلكهم ولا شك انهم كذلك كما قال جل وعلا واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركن فيها بل ان بل ان الله جعلهم ملوك مصر وغير مصر ايضا - 00:24:15
وجعل الامر اليهم وهكذا من استقام على دين الله جل وعلا جعل الله العاقبة له فالعاقبة للتقين العاقبة للمتقين فبالصبر واليقين تنال الامامة في الدين كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:24:42
قال جل وعلا ونمكن لهم في الارض نمكن لهم من التمكين وجعل الامر لا امره هم ولاة الامر وهم الحكام وهم المتصرفون في الارض يأمرون وينهون ويصدر عن امرهم وتسير البلاد على وفق ما يريدون - 00:25:04
قال ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون نمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان لان هامان وزير فرعون على ملته ومذهبه وجنودهما وجنودهما لان جنودهم وملأ - 00:25:27
فرعون كانوا معه على ما هو عليه ولهذا كما حكى الله عز وجل قصصهم لما جاء موسى بالاية العظيمة فاخرج يده من جيبه بيضاء تتلألأ والقى عصاه فهي فاذا هي ثعبان مبين استشار الملأ ملأه. فكانوا على قومه - 00:25:50
قالوا ارجه اخاه وابعث في المدائن حاشرين فكان ملأهم على ما هم عليه من الضلال ولهذا ذكرهم الله عز وجل هنا قال ونري فرعون وهامان وجنودهما لكن يستفاد ايضا ان - 00:26:15
طاعتهم ويعني قيام بالامور كما يطيعون فرعون يطيعون هامان ودليل ان فرعون يفعل ويفسد وكذلك هامان وزيره ايضا يتصرف فكانوا جنودا لهم يعني مع مع هذين الكافرين المجرمين وهذا دليل على انهما معهما قلبا وقالبا - 00:26:35
قال ما كانوا يحذرون ونري فرعون وهمن وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون لانهم كانوا يحذرون ترى قدمنا نقرأ كلام ابن كثير قريبا انهم كانوا يحذرون من بني اسرائيل وانه سيخرج منهم - 00:27:05
رجل يقتل فرعون ويقضي على ملكه فيصبح الملك لبني اسرائيل. فكانوا يحذرون هذا اشد الحذر فاخبر الله جل وعلا انه سيريهم ما كانوا يحذرون. وهذا هو غاية النصرة لاولياء الله - 00:27:25
المتقين وغاية الخذلان والاذلال لاعداء الله جل وعلا فما كانوا يحذرونه اراهم الله اياه عيانا بيانا وقهرا وذلة لهم يقول ابن كثير رحمه الله يستضعف طائفة منهم يعني بني اسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار اهل زمانهم - 00:27:41
هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد استعملوه في اخس الاعمال ويكدهم ليلا ونهارا في اشغاله واشغال رعيته. ويقتل مع هذا ابناءهم ويستحيي نساءهم اهانة لهم واحتقارا وخوفا من ان يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو واهل مملكته - 00:28:07
من ان يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب بسبب هلاكه وذهاب دولته على يديه وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل يعني هنا يلخص اه - 00:28:30
حجة او وجه آآ لماذا خاف فرعون كيف علموا انه يقضي عليه رجل من بني اسرائيل قالوا لانهم سمعوا هذا من بني اسرائيل في فيما يدرسونه من قول ابراهيم الخليل عليه السلام - 00:28:54
قال وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني اسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول ابراهيم الخليل حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين اخذ سارة ليتخذها جارية - 00:29:15
فصانح الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه وهذا حديث في البخاري حديث معلوم اه قال فبشر ابراهيم عليه السلام ولده انه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاكا ملك مصر على يديه - 00:29:30
ان موسى من ذريته ابراهيم وكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وامر بقتل ذكر بني اسرائيل ولن ينفع حذر من قدر لان اجل الله اذا جاء لا يؤخر. ولكل اجل كتاب. ولهذا قال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة - 00:29:53
اما ونجعلهم الواردين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. وقد فعل تعالى وقد وقد فعل تعالى بهم ذلك كما قال واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركن فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما - 00:30:18
بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون وقال كذلك واورثناها بني اسرائيل اراد فرعون بحوله وقوته ان ينجو من موسى فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الذي لا يخالف امره القدري بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بان يكون اهلاك فرعون على يديه - 00:30:42
بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه الوف من البلدان انما منشأه ومرباه على فراشه وفي دارك وغذاؤه من طعامك وانت تربيه وتدلله وتتفداه وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه لتعلم ان رب السماوات العلى هو القاهر الغالب العظيم العزيز القوي - 00:31:10
شديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهذا الحقيقة تلخيص في غاية الجمال والدقة والاختصار والجمع فانه قد مر معنا ان اه وسيأتي ايضا ان موسى عليه السلام اخذه آآ حراس فرعون وربوه في بيته وتربى في بيته - 00:31:37
ليقضي الله امرا كان مفعولا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:32:06