من وحي القرآن - تفسير الآيات من سورة البقرة للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- مشروع كبار العلماء

01-من وحي القرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - تفسير سورة البقرة - الآيات [45-46]-مشروع كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله جل وعلا واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون - 00:00:03ضَ

استعينوا استفعال من العون وياؤه مبدلة النوام اصله استعوين تحركت الواو بعد ساكن صحيح وجب نقل حركتها الى الساكن الصحيح على حد قوله في الخلاصة لساكنين صحة نقول التهريك من - 00:00:35ضَ

في دين ات عين كاب والسين والتاء للطلب بمعنى استعينوا واطلبوا العون على اموركم الدنيوية والاخروية بالصبر والصلاة الصبر مصدر صبراء وهذه المادة تتعدى وتلزم من تعديها في القرآن واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم - 00:01:01ضَ

الاية ومن لزومها في القرآن يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا الاية وقال بعض العلماء هي متعدية دائما الا انها يكثر حذف مفعولها ومن تعديتها في كلام العرب قول عنترة وقيل ابو لؤي - 00:01:34ضَ

وصبرت عارفة لذلك حرة اذا نفس الجبان تطلعوا والصبر خصلة من خصال الخير عظيمة صرح الله في سورة فصلت انه لا يعطيها لكل الناس وانما يعطيها لصاحب الحظ الاكبر والنصيب الاوفر - 00:02:03ضَ

وذلك في قوله وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وهذه الخصلة التي هي الصبر لا يعلم جزاءها الا الله كما قال جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:02:29ضَ

والصائمون من خيار الصابرين ولذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه الا الصوم فهو لي وانا اجزي به والصبر يتناول الصبر على طاعة الله وان كنت كالقابض على الجمر - 00:02:53ضَ

والصبر عن معصية الله وان اشتعلت نار الشهوات يدخل في ذلك الصبر على على المصائب عند الصدمة العلى والصبر على الموت تحت ظلال السيوف وقوله والصلاة اي واستعينوا بالصلاة لان الصلاة نعم المعين - 00:03:15ضَ

على نوائب الدهر وعلى خير الدنيا والاخرة كما قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الاية وقال جل وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى - 00:03:39ضَ

وكان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر صلى وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه نعي له اخوه فاناخ راحلته وصلى اخوتنا واستعينوا بالصبر والصلاة. يستعينوا بالصلاة على على صبر مصيبة اخيه - 00:04:00ضَ

ولا شك ان لطالب العلم هنا سؤال وهو ان نقول اما الاستعانة بالصبر على امور الدنيا والاخرة هذا امر واضح لا اشكال فيه لان من حبس نفسه على مكروهها في طاعة الله كان ذلك اكبر معين على الطاعة - 00:04:25ضَ

ولكن ما وجه الاستعانة بالصلاة على امور الدنيا والاخرة الجواب ان الصلاة هي اكبر معين على ذلك لان العبد اذا وقف بين يدي ربه ينادي ربه ويتلو كتابه تذكر ما عند الله من الثواب - 00:04:47ضَ

وما لديه من العقاب فهان في عينه كل شيء وهانت عليه مصائب الدنيا واستحقر لذاتها رغبة فيما عند الله ورهبة مما عند الله ثم ان الله قال جل وعلا وانها لكبيرة الا على الخاشعين - 00:05:09ضَ

للعلماء في مرجع الضمير في وانها اقوال كثيرة منها انه راجع الى الاستعانة المفهوم من قوله واستعينوا ومنها انه راجع الى المذكورات في الاية قبل هذا والتحقيق انه راجع الى الصلاة - 00:05:32ضَ

والمعنى وانها اي الصلاة كبيرة او عظيمة شاقة على كل احد الا على الخاشعين. والصبر كذلك على المصائب وعلى طاعة الله وعن معاصي الله كبير جدا الا على الخاشعين والظاهر ان الضمير - 00:05:57ضَ

انما رجع لاحد المتعاطفين اكتفاء به عن الاخر لان مثل ذلك يفهم في الاخر وهذا يكثر في القرآن وفي كلام العرب بالقرآن قوله هنا وان واستعينوا بالصبر والصلاة وانها الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها - 00:06:21ضَ

الاية وقوله والله ورسوله احق ان يرضوه ولن يقل يرضوهما وقوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه ولم يقل عنهما من كلام العرب قول حسان ابن ثابت - 00:06:49ضَ

ان شرخ الشباب والشعر الاسود ما لم يعاق كان جنونا ولن يقل ما لم يعافيا وقول نابغة لبيان وقد اراني ونعم اللاهيين بها والدهر والعيش لم يهم بامرار وقول الاضبط بن قريع - 00:07:12ضَ

وقيل شعب ابن زهير لكل هم من الهموم سعة والمسلم والصبح لا فلاح معه ولن يقل لا فلاح معهما هنا وصف منك بورد ضم الباء يكبر بظنها اذا عظم وشق - 00:07:32ضَ

وتقل ومنه قوله كبر على المشركين ما تدعوهم اليه وهذا النوع في المعاني من كبر الامر اذا شق وثقل كوكب ورا بمعناه عظم كقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون - 00:07:52ضَ

يكبر الامر فهو كبير مضمون في الماضي تقول كبر يكبر كما بينا ان كبار السن فجعله كبيرة بكسر الباء يكبر بفتحها على القياس وهو معروف ومن امثلته قول قيس المجنون - 00:08:10ضَ

تعشقت ليلى وهي ذات دوائر ولن يبدو للعينين من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت اننا الى اليوم الى من اكبر ولم تكبر البهم والاستغناء في قوله الا على الخاشعين - 00:08:33ضَ

استثناء مفرغ واصل تقرير المعنى وانها لكبيرة اي ثقيلة عظيمة شاقة على كل احد بالله على الخاشعين والخاشعون جمع الخاشع وهو الوصف من خشع واصل الخشوع في لغة العرب بانخفاض - 00:08:52ضَ

طمأنينة كل منخفض مطمئن يسميه العرب خاشعا ومنه قول نادر في لبيان توهمت ايات الله فعرفتها لستة اعوام ولا العام سابع رماد ككحل العين لئن ابينه ونؤي كجزم الحوض اسلم خاشع - 00:09:14ضَ

منخفض مطمئن. هذا اصل الخشوع في لغة العرب وهو في اصطلاح الشرع خشية تداخل القلوب جوهر اثارها على الجوارح خفض وتطمئن خوفا من خالق السماوات والارض والمعنى ان الصلاة فصعبة شاقة على غير من في قلوبهم الخوف من الله - 00:09:38ضَ

ويذل بذلك شدة عظمها على المنافقين. كما قال جل وعلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وقال جل وعلا فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:10:05ضَ

وقوله الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم الذين في محل خفض للخاشعين الا على الخاشعين الذين يظنون هنا معناه اليقين على التحقيق خلافا لمن شذ فزعم انه ظن بالمعروف وان المتعلق محذوف - 00:10:28ضَ

والمعنى يظنون انهم يلاقوا ربهم بذنوب من تلك الذنوب هذا غير ظاهر ولا يجوز حمل القرآن عليه. وان قال به بعض العلماء والتحقيق ان معناه يظنون يوقنون تقرر في علم العربية - 00:10:53ضَ

ان الظن يطلق في العربية وفي القرآن اطلاقين يطلق الظن بمعنى اليقين ومنه قوله هنا الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم اي يوقنون بهذا المعنى اني ظننت اني ملاق حسابي اي ايقنت اني ملاقي حسابية - 00:11:14ضَ

ومنه قوله تعالى ورأى المجرمون النار ظنوا انهم واقعوها اي اي قانون انهم واقعوها الى غير ذلك من الايات من امثلة اطلاق العرب الظن على اليقين قول جريد بن سنه - 00:11:37ضَ

فقلت لهم ظنوا بالفي مدجج صلاتهم في الفارسي المسرد وقوله وقول عميرة بن طارق بان تغتزوا قومي واقعدوا فيكم ويجعل مني الظن غيبا مرجما اي اجعلوا مني اليقين غيبا مرجما - 00:11:58ضَ

ما معنى يظنون ان يوقنون انهم ملاقوا ربهم وملاقوا اصله ملاقيون مفاعلون منقوص والمنقوص تحذف ياؤه الا التصحيح وحذفت نور الملاقون للاضافة اي ملاقوا ربهم والمراد بهذه الملاقاة انهم يعرضون على ربهم يوم القيامة - 00:12:20ضَ

سيجازيهم على اعمالهم كما قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وقال جل وعلا اجل الله لات من كان يرجو لقاء الله الاية وقوله وانهم اليه راجعون من يوقنون انهم ايضا اليه راجعون جل وعلا يوم القيامة - 00:12:45ضَ

سنجازين على اعمالهم. وقدم المعمول الذي هو الجار والمجرور في قوله اليه راجعون امرين احدهما المحافظة على رؤوس الاي والثاني الحصر وقد تقرر في علم في فن الاصول في مبحث دليل الخطاب - 00:13:12ضَ

يعني مفهوم المخالفة ان تقديم المعمول من ادوات الحصر وكذلك تقرر في فن المعاني ديما بحال في القصر ان تقديم المعمول من ادوات الحصر وهذا معنى قوله الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون - 00:13:34ضَ