من وحي القرآن - تفسير الآيات من سورة الأعراف للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- مشروع كبار العلماء

03-من وحي القرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - تفسير سورة الأعراف - الآيات [10] - مشروع كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة ما لكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون - 00:00:03ضَ

ولقد خلقناكم مما صورناكم مما قلنا للملائكة اسجدوا لادم. فاسجدوا الا ابليس قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك. قال انا خير منه من نار وخلقته من طين قال فاهبط من هذا ما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج. انك من الصاغرين - 00:00:32ضَ

لما امر الله جل وعلا خلقه في اول هذه السورة الكريمة. فقال له المبتدعون ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. ثم انه وعظهم واخبرهم انهم وانه يقص عليهما اعمالهم بعلم. وانه لم يكن غائبا عن شيء - 00:01:06ضَ

الدنيا وانه يزين اعمالهم بميزان فلا يخيط شعيرة بين لهم انه انعم عليهم في دار الدنيا من انواع الانعام. انعاما عظيمة ينبغي لهم ان يشكروا له ذلك للعام وان لا يستعينوا بانعامه على معصيته - 00:01:41ضَ

والخشاشات ان ينعم علينا رب السماوات والارض العظيم الاعظم بنعمه كثيرة ثم نستعين بها على معصيته وما لا يرضيه. هذا من اقبح واشلح الشهية الذي لا ينبغي لاحد ان يفعله قد نبهنا فيها - 00:02:11ضَ

هذه الايات على بعض الانعام الذي انعم علينا الحاج ولقد مكناكم في الارض والله لقد مكناكم في الارض. هل جعلناكم متمكنين فيها؟ متصرفين. قادرين على والرفاهية والراحة بما هيأها لكم من الاسباب جعلنا لكم الارض ساكنا - 00:02:41ضَ

التي هي هدية لذيذة للمقام ثم جعلناها قابلة لانواع الازدهار لتزرعوا فيها ما تقتلون وما تلبسون. ثم خلقنا لكم فمنها تأكلون وهي اشعار لتلبسوا منها وجعلنا لكم فيها لحومها لتأكلوا منها واثمانها والبانها - 00:03:11ضَ

ازدادها وجعلنا لكم الحديد لتستعينوا به على امور دنياكم. وسلاحتكم الى والتمكين الذي مكنه لنا في الدنيا. وقال بعض العلماء اكلناكم فيها فجعلنا لكم فيها امكنة تسكنون بها في الدنيا. جاهدين وراجعين - 00:03:51ضَ

والله جعل لنا الارض على ظهرها احياء في بطنها امواتا كما يأتي في قوله الم نجعل الارض كهافا احياء وامواتا. صفاتا اي محلا لكفتكم اي ظنك اي تضموكم على ظهرها في دار الدنيا احياء متلائمين بما - 00:04:21ضَ

فيها من المنافع والمعايير. وتضمكم في بطنها امواتا. اذا متم ولذا قال هنا ولقد مكنا لكم في الارض. والله جل وعلا مكن لعباده في الارض. هيأ لهم الارزاق انزل لهم المطر انبت لهم النبات وخلق لهم الحيوانات وجميع المرافق التي تعين - 00:04:51ضَ

على دنياهم. فقوله وجعلنا لكم فيها معايش. قرأه عامة القراء بي معاييش وما رواه ابن مصعب عن نافع من انه قرأها عائشة بالهم لا اكل له والرعاية ضعيفة جدا ومخالفة للقانون العربي - 00:05:21ضَ

كما روي عن ذي حنين من السبعة كل ربعيف لن يثبت ومخالف للعربية فقد زعم روي عن علي والتحقيق ان القراءة التي عامة المسلمين. منهم السبعة والعشرات وحشام من روى عنهم. وعامة القراء - 00:05:51ضَ

والقاعدة المقررة في ذم التخريب. ان الثالث ان المادة الثالثة اذا كانت وجب ابدالها همزة كصحيفة فان لا زائدة لان الصحيفة اصلها من والياء زائدة فهذه المادة الزائدة تقلب تقلب في - 00:06:21ضَ

في جمع المدينة مباه وفي وكذلك الواو والالف كلها اذا كانت زوائد ابدلت من مدتها في جمع التكفير المتناهي همزة فتقول في الصحابة سحائب. وتبذل الهمزة من ذلك بالقلادة قلائد. وبالعجوز بالواو - 00:06:59ضَ

لان لان المادة الثالثة زائدة. اما ما ان شاء فاخذها من الكلمات اكلها معيشة مفعلة بكسر العين وقيل بذبح العين والاول اظهر نقلت حركة العين المثلث للساكن الصحيح فصارت معيشة فيجب ان تجمع على معايير - 00:07:29ضَ

كذلك غيرها من الواويات يجب تصحيح الواو اذا كانت اللذة اصلية اصلية قولوا في مقام مقاوم وفي المعونة معاون. وتقول في كل ما هو اصلي بالواو كمخافة وملامة لان اصل الواو هي لان المادة فيها اصليان كمعيشة - 00:08:09ضَ

ومن تصحيحه تصحيح ما عقله واو الشاعر وانا وانا لقوامون واني لقوام مقاوم لم يكن جليل ولا مولى جرير يقومها. صحح واو مقاوم ولم يقلنا قائم لان ذي المقام اصلية في محل العين منه قول اخر وما هي - 00:08:39ضَ

يا بنت خمس واربع مغاور همام على حي خلعني فصحح حلوى وهو جمع مغار من اغار القوم والحاصل ان المادة الاصلية تصحح وفي جمع التكثير سواء كانت الهمزة سواء كأنها تأليفا او ياء او - 00:09:09ضَ

فالقراءة الصحيحة التي عليها العشرات وجمهور قراء الموافقة لقاعدة اللغة العربية العربيات والمعايش جمع معيشة. والمراد ما يعيشون به في دار الدنيا. مما سبب لهم من اسباب المعيشة مما جعل لهم من الثمار والزروع والدواب وجعل لهم في الدواب من الالباني والاثمان والازبال - 00:09:39ضَ

من اللحوم الى غير ذلك مما هيأه لهم في دار الدنيا. اكراما منه عليهم. يعيشون به في دار الدنيا هذا معنى قولي ولقد مكنا لكم في الارض وجعلنا لكم فيها معيش. ثم ان الله عابهم فقال قليلا ما تشكرون - 00:10:13ضَ

انتقل الى الناس لمظهر محذوف وما توكيد للقلة ومعنى تشكرون شكرا قليلا ما لانهم لا يخلو يسألني شكري في الجملة فاكمل الشكر في لغة العرب اصل مادته تميل الى معنى الظهور. والعرب تقول ناقة شكور. اذا كان يظهر عليها السنن - 00:10:37ضَ

الشكر يخلق في القرآن من الرب لعبده ومن العبد لربه. فمن اطلاق العبد الشكر شكر العبد قوله انتم لي ولوالديك اوزعني ان اشكرني ما تكلتي انعمت علي. ومن شكر الرب لعبده - 00:11:04ضَ

قوله ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. وقوله ان ربنا لغفور شكور - 00:11:26ضَ

معنى شكر العبد لربه هو معناه في الاصطلاح. اكل الشكر في لغة العرب. عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما والحمد في لغة العرب والثناء باللسان بالثناء الجميل باللسان على المحمود - 00:11:44ضَ

بجميل صفاته سواء كان من باب الاحسان او من باب الاستحقاق. والحمد لغة يطلق على الشكر اصطلاحا انظر الى ان يطلقوا على الحمد لغات. فبينهما تعاور وتعاقب والمراد بالشكر بالشكر العبد لربه. هو ان تظهر نعمة ربه عليه. فيظهر تلك النعمة - 00:12:07ضَ

ويستعمل جميعنا انعم الله عليه في طاعت من خلقه جل وعلا فهذه العيون التي تبصر بها نعم عظيمة انعم الله عليكم بها فشكر من خلقها عليها الا تنظروا بها الا - 00:12:33ضَ

شيء يرضي من خلقها فلا تنظر ايها العبد بعينيك اللتين انعم الله بهما عليك في شيء حرمه الله لتكون مستعينا بنعمته على معصيته هذا فعل لا يليق فعل خبيث فعل - 00:12:53ضَ

يدل على لؤم صاحبه وحمقه وقلة عقله وشكر هذه اليد التي اعطاك الله اياها وابعد ابهامها من سبابتها ليمكنك العقد والحل بها. فلو جعل الابهام مبتلينا بالسبابة كما حلفت شيئا ولا عقدت شيئا. شكر هذه اليد الا تبقي شفيعة في شيء الا - 00:13:13ضَ

شيئا يرضي من خلقها جل وعلا فلا تكتب بها ما لا يرضي الله ولا تضرب بها ضربا لا يرضي الله ولا فتفعلوا بها فعلا لا يرضي الله. هذه القدم التي انعم الله عليك بها تنشيدها. شكرها الا تسعد - 00:13:43ضَ

في هذه شيء الا من شيء يرضي من خلقها وهكذا فالمال الذي انعم الله عليك به شكره وتستعين به الا بشيء يرضينا اعطاك اياه وكذلك الجاه اذا اعطاك الله جاها ومنزلة ومكانة يمكنك التصرف فيها وتسهيل الامور - 00:14:03ضَ

لا تستعين بتلك النعمة الا على شيء يرضي من خلقها لا لنفسك ولا لغيرك فلا تشبع تشفع بجارك بوصول انسان الى محرم او انسان فكل ذلك من كفر النعمة وعدم شكرها فعليه - 00:14:28ضَ

جميعا ان نشكر خالقنا وان نستعين بنعمه على ما يرضيه. لان العبد اذا عرف قدر اذا عرف قدر ذله وبعثه. ومهانته وعرف قدر عظم ربه. وجلالة شأنه. وعرف كما انعم عليه ربه فيه من النعم من غير استحقاق عليه. ثم صرف تلك النعم بما يسخط الله - 00:14:48ضَ

واستعان به عليه على ما يكرهه. فان هذا اشد اللوم. واعظم الوقاحة. ولا ينبغي ان يقدم عليه عاقل فعلينا جميعا ان نلاحظ نعم الله علينا وان لا نستعملها في شيء - 00:15:18ضَ

لا يرضيه لان استعانتنا بنعمه على ما يلحقه امر قبيح منا ولؤم شنيع لا ينبغي لعاقل ان نقدم عليه. اما شكر الرب لعبده وقد قال بعض العلماء هو ان يجيبه الثواب الجزيل من عمله القليل. كما بين ان العبد يعمل حسنة - 00:15:38ضَ

واحدة سيجعلها الله عشر حسنات الى سبعمائة الى ما شاء الله ومادة الشكر تتعدى تعدى بنفسها الى المفعول اذا كان المفعول هو النعمة وتتعدى باللام في اللغة الفصحى اذا كان المفعول - 00:16:03ضَ

قل هو المنعم. فهنا فرق دقيق في العربية لا يلاحظه كثير من طلبة العلم. فالفعل الذي وشكرت ان كان مفعوله النعمة تعدى الى النعمة بنفسه لا بحرف سعد كقوله ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي. فنعمتك مفعول به ليشكر. اما اذا كان الشكر للمنعم - 00:16:24ضَ

فاللغات الفصحى التي لم يأتي في القرآن غيرها انه لا يتعدى الشكر الى المنعم الا باللام قولوا شكرا لك. وانا اشكر لك واحمد الله واشكر له. ولا تقول واشكره. ولذا يقول الله - 00:16:54ضَ

ان اشكر لي وليدي. واشكروا لي ولا تكفرون. ولم يأتي في القرآن تعديات الشكر الى الا بحرف الجر الذي ولكنه هنا افرط قوم وقالوا ان من قال احمدوا الله واشكره لو قال واشكروا - 00:17:14ضَ

لله فهذه هي اللغة الفصحى بلا نزاع بين من يحمل القلم العربي. اما لو قال واشكره من غير فقد افرط قوم وقالوا هذا لحن لا يجوز في العربية والتحقيق ان تعدية الشكر الى الملحين - 00:17:34ضَ

انها لغة مسموعة جائزة الا انها ليست هي اللغة الفصحى المشهورة ومن شواهد هذه وفي قول ابي مخلل شكرتك ان الشكر حبل من التقى. وما كل من اوليته نعمة يقضي. فقد قال - 00:17:54ضَ

ذكرتك ولم يقل شكرت لك. ومنه بهذا المعنى قول جميل بن معدن في شعره المشهور هل الي عجاب خليلي عجا؟ خليلي عجى بارك الله فيكما. علي لن يعوج اليوم حتى تسلما - 00:18:14ضَ

على حتى تسلم خليلي يعوج اليوم حتى تسلما على عذبة الانياب طيبة النشر فانكما ان اجت ما لي ساعة شكرتكما حتى اغيب في قبري قد قال شكرتكما فتعقلا من هذا الكلام ان الشكر يقع على النعمة بلا حرف جر اجماعا وان شكر - 00:18:34ضَ

يتعدى بالله في اللغة المشهورة. وربما تعدى بنفسه وقوله قليلا ما تشكرون. نات لمغفر لمخدر. اي تشكرون شكرا قليلا. وما للقلات وحقارتها قال بعض العلماء لا يخلو احد من شكره - 00:19:01ضَ

الا انه شكر قليل والشكر القليل لا يفيد لان من عمل ببعض الكتاب وترك اثره. كمن لم يعمل به كما قال ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. وقد قدمنا فيما مضى ان بعض علماء التفسير يقولون ان القرآن تطلق فيه القلة ويراد العدم. والمراد لا تشكرون النعمة اصلا - 00:19:27ضَ

لان المفرط المستعمل اغلبني عن الله فيما الله لا يعد من الشاكرين على التفسير ليس مخالف لظواهر القرآن لان القرآن دل على ان هناك شكرا قليلا وهو ان اخالف القرآن فلا تجوز مخالفة ظاهر القرآن الا لدليل الرجوع اليه. من كتاب او سنة - 00:19:57ضَ

اما استعمال القلة في العدم فهو استعمال صحيح للغة العرب معروف لا شك فيه بين العلماء وقد زك ما في الدروس السابقة له امثلة كثيرة كقول لان مراده بقلة العدم والمحض يعني - 00:20:25ضَ

اذا قلت لي تلك البلاة الا بغاء ناقته ومنه بهذا المعنى قول حكيم يمدح يزيد المهلب كثير النوادي قليل المثالم والقادحة. يعني لا مهلبة فيه ولا قابحة تقول العرب مررت بارض قليل فيها البصل والكراس يعني لا بصل ولا خراف فيها البسة منه قول - 00:20:52ضَ

وهو شاهد على اننا في في قوله فما بات لو ردت علينا تحية قليلا لدى من يعرف الحق ابوها ولكن على الاطلاق والاشكال صحيحا في لغة العرب فواهر القرآن يخالفه ويدل على انه لا يخلو - 00:21:22ضَ

من شكر ذي الجملة الا ان الشكر القليل مع الكفر الكثير لا ينفع كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم الا وهم مشركون قال معنى قوله قليلا ما تشكرون - 00:21:46ضَ