الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن بعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم - 00:00:01
والحميم يصهر بهما في بطونهم الجلود ولهم مقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا كلما ارادوا ان يخرجوا فيها وذوقوا عذاب الحريق هذان خصمان آآ ذهب بعض الصحابة كعلي ابن ابي طالب وابي ذر الى ان المراد بالخصمين - 00:00:24
هنا هما اصحاب بدر من اصحاب النبي سلم وخصومهم بل بالاخص هما هما في المبارزين يوم بدر ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث قيس ابن عباد عن ابي ذر رضي الله عنه كان يقسم قسما ان هذه الاية هذان خصمان اختصموا في ربهم؟ قال نزلت في حمزة وصاحبيه - 00:00:47
وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر في البخاري ايضا وفي البخاري ايضا عن قيس ابن عباد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال انا اول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة - 00:01:25
قال قيس وفيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة هذا من المسلمين وشيبة ابن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة - 00:01:47
قال انفرد به البخاري. اذا هذا القول الاول ان المراد بالخصمين هم المتبارزان يوم بدر من المؤمنين ومن كفار قريش فمن المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وصاحبيه - 00:02:07
اه حمزة حمزة بن عبد المطلب وصاحبه وهم علي ابن ابي طالب وعبيدة ابن الحارث ابن المطلب ومن الكفار مشيبة ابن ربيعة عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة هذان خصمان اختصموا بربهم. هذا القول الاول والقول الثاني وهو مروي عن قتادة قال اختصم المسلمون واهل الكتاب فقال اهل الكتاب نبي - 00:02:26
قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم. فنحن اولى بالله منكم. وقال المسلمون كتابنا يقضي على الكتب كلها نبينا خاتم الانبياء فنحن اولى بالله منكم. فافلج الله الاسلام على من ناوأه وانزل هذان خصمان اختصموا في - 00:02:58
ربهم وكذا روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال شعبة عن قتادة في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال مصدق ومكذب. والقول الثالث ما جاء عن مجاهد في هذه الاية قال مثل الكافر والمؤمن اختصما في البعث - 00:03:18
وقال في رواية هو وعطاء هذه هذه الاية قالوا هم المؤمنون والكافرون والقول الرابع قال عكرمة اه هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هي الجنة والنار قالت النار اجعلني للعقوبة - 00:03:40
وقالت الجنة اجعلني للرحمة والراجح كما قال ابن كثير قال وقال وقول مجاهد وعطاء ان المراد بهذه الاية الكافرون والمؤمنون يشمل الاقوال كلها طبعا يشمل الاقبال كلها الى ايش؟ الا - 00:03:57
آآ قول عكرمة هي الجنة والنار. قال يشمل الاقوال كلها وينتظم في قصة يوم بدر وغيرها. فان المؤمنين يريدون ان نصرة دين الله عز وجل. والكافرون يريدون اطفاء نور الايمان. وخذلان الحق وظهور الباطل. وهذا اختيار ابن جرير وهو - 00:04:18
ولهذا قال فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار اي فصلت لهم مقطعات من نار اه الى اخر كلامه. اه اذا ذهب ابن كثير وقبله ابن جرير الى العموم ان هذان خصمان اختصموا في ربهم انها عامة - 00:04:38
انها عامة في المؤمنين والكفار. ويدخل فيها دخولا اوليا اه حمزة وعلي وعبيدة ابن الحارث اي المسلمون وخصومهم من الكفار عتبة بن ربيعة ومن معه وهذا القول حسن هذا القول حسن ويعني استدل ابن كثير على - 00:05:00
عموم هذه الاية انه قال بعد ذلك اه قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر ما في بطونهم والجلود فهذا نص عام وليس خاص بهؤلاء الفريق - 00:05:35
كما جاءت النصوص الاخرى تدل على آآ ذلك وهذا القول الحقيقة له وجه من النظر وهو الاظهر والله اعلم قال جل وعلا هذان خصمان اختصموا في ربهم في ربهم يعني من اجل دين ربهم في ربهم في شأن امر من شأن ربهم - 00:05:53
وهو الايمان به وافراده جل وعلا بالعبادة وهذا الذي يريده المؤمنون والكافرون عارضوا ذلك وما ارادوا ان يفرد الله جل وعلا بالعبادة فقالوا نعبده ونعبد معه الاوثان ولهذا قالوا للنبي صلى الله عليه واله وسلم اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب - 00:06:16
قال جل وعلا فالذين فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ذكر جل وعلا جزاء الكفار وبدأ بهم لبيان شدة ما يقع فيهم من العذاب وتنفيرا وتحذيرا من ان يسلك مسلكهم لان - 00:06:40
انه مسلك رديء ووخيم وعاقبته سيئة. قال فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار. كفروا بالله جل وعلا وجعلوا له شركاء وعبدوا الالهة والاصنام معه او صرفوا شيئا من العبادة - 00:07:01
لغيره جل وعلا. قال قطعت لهم ثياب من نار. قال ابن كثير قطعت اي فصلت مقطعات من نار آآ ومعنى مقطعات يعني ثياب يعني قطعت لهم ثياب على مقاس ابدانهم لكن هذه ثياب نسأل الله العافية من نار - 00:07:19
ولهذا آآ قال بعض السلف قطعت لهم قمص قمص جمع قميص من نحاس قال سعيد بن جبير من نحاس وهو اشد الاشياء حرارة اذا حمي. نعوذ بالله جزاء وفاقا فتقطع لهم ثياب - 00:07:42
على قدر ابدانهم ولكنها ثياب من نار وعلى ما قال سعيد بن جبير من نحاس مذاب نسأل الله العافية قد ذاب من شدة حر النار وعلى كل حال ظاهر الاية انه من نار والله على كل شيء قدير. سبحانه - 00:08:02
وتعالى قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم قال ابن كثير قال سعيد اي اذا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة اي اذا صب - 00:08:23
على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة وقال سعيد ابن قال سعيد هو النحاس المذاب اذاب ما في بطونهم من الشحم والامعاء. قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهم آآ فيكون معنا ابن كثير هنا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة - 00:08:46
فاذاب او اذا يعني يكون هذا الكلام لانه ذكر كلاما اعتراضيا قد يشكل عليه كلام ابن كثير لكن هذا معنى كلام ابن كثير اي اذا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة اذاب ما في بطونهم من الشحم والامعاء - 00:09:11
قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير وغيرهم اه قال وكذلك تذوب جلودهم وقال ابن عباس تتساقط لانه قال والجلود عطف الجلود على اه على الرؤوس قال يصهر به اه نعم الذي لهم يصبوا من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم يصهر بهذا الحميم - 00:09:31
والحميم كما مر مرارا هو الماء الذي بلغ غاية الحر وشدة الحر نسأل الله العافية. كما قال جل وعلا بماء كالمهل يشووا الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا نسأل الله العافية يعني قد بلغ غاية لا - 00:10:08
لا يقدر قدرها من شدة الحر لمجرد انه يدنيه من وجهه تسقط جلدة وجهه يشوي الوجوه نسأل الله العافية والسلامة. فقال هنا يصهر بهما في بطونهم والجلود. ايضا ويصهر بهذا الماء - 00:10:32
جلودهم تصهر يعني انها تحرق بهذا الماء فتنصهر وتذوب من شدة حر هذا الماء الذي يعذبهم الله جل وعلا فيه. وقد جاء حديث يدل على ذلك اه وهو ما رواه ابن جرير ورواه ابن ابي ورواه الترمذي وابن ابي حاتم وصححه الترمذي والحاكم والذهبي وحسنه الالباني - 00:10:57
اه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان الحميم ليصبوا على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص الى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه نسأل الله العافية - 00:11:25
اسرته سلتا ويخرجه بقوة حتى يبلغ قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان نعوذ بالله من عذابه. وهذا دليل على شدة عذابهم. وذلك مقابل الكفر. فالواجب على من نصح نفسه ان يحذر - 00:11:45
من الكفر بالله جل وعلا بشتى انواعه. ويحذر كذلك من نواقض التوحيد. ومن ان يرتكب عملا يؤدي به الى الكفر لان العذاب شديد شديد وفوق ذلك خالدين فيها ابدا لا يخرجون من النار فينتهي عنهم هذا العذاب - 00:12:05
بل هم دائما في مزيد عذاب نسأل الله العافية كما قال جل وعلا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال جل وعلا ولهم مقامع من حديد. هذا كله في وقت واحد - 00:12:26
تقطع لهم ثياب من نار ويصب من فوق رؤوسهم الحميمة الماء الحار الذي يدخل من رؤوسهم ويصلوا الى بطونهم يذيب ويسهر ويحرق ما في بطونهم وكذلك يسهر الجلود جلودهم ولهم فوق ذلك ولهم مقامع من حديد. والمقامع جمع مقمعة - 00:12:49
وهي المطرقة او المتزبة او المرزبة من حديد يقال قمعت رأسه اذا ضربته ضربا شديدا فنسأل الله العافية لهم مرازب من حديد يقمعون فيها وتضربهم الملائكة على رؤوسهم اذا ارادوا الخروج من النار - 00:13:23
ولهذا جاء في حديث اه رواه الامام احمد وصححه الحاكم الذهبي ولكن ضعفه الالباني والحق معه لانه من رواية دراج ابي السمح وايضا الذي رواه عنه ابن لهيعة اه عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:49
لو ان لو ان لو انظرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت. ثم عاد كما كان ولو ان دلوا من غساق من غساق تهراق في الدنيا لانتن اهل الدنيا وقال ابن عباس ولهم مقام من حديد يظربون بها فيقع كل عظو على حياله نسأل الله العافية كل عظو على حيله يعني من جهته - 00:14:11
آآ فيدعون بالثبور. قال قال جل وعلا ولهم كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيد فيها كلما ارادوا ان يخرجوا من النار من الغم لانها لانها دار الغموم والهموم - 00:14:37
داروا ما يغموا النفس ويغم الانسان المعذب نسأل الله العافية فهم اذا اصابهم ذلك يريدون الخروج المراد يريدون ان يخرجوا من النار مراد انهم يهمون بذلك ولهذا قال جل وعلا - 00:15:01
فيها كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها جات ايات كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله تدل وتشهد لهذه الاية لقوله تعالى في سورة المائدة يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم - 00:15:31
وفي سورة السجدة كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيد فيها اذا هم يريدون الخروج ولكن لما فيها من الهموم والغموم والعذاب والنكال لكن اذا ارادوا ان يخرجوا اعيدوا في النار - 00:15:52
مرة اخرى وذوقوا عذاب الحريق يعني يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق وهذا يعني زيادة في التبكيت والتوبيخ نسأل الله العافية والسلامة واورد ابن كثير اه عن سلمان في قوله كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها قال النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ثم قرأ كل ما اراد - 00:16:10
يخرج منها من غم اعيد فيها وقال زيد بن اسلم في هذه الاية كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها قال بلغني ان اهل ان اهل النار في النار لا يتنفسون - 00:16:43
وقال الفضيل ابن عياض والله ما ما طمعوا في الخروج ان الارجل لمقيدة وان الايدي لموثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها هكذا قال والاظهر المصير الى ظاهر القرآن فان الله كما ذكرنا الايات ذكر في بضع ايات انهم يريدون الخروج فيحمل الكلام - 00:16:57
على معناه المتبادر منه وانهم يريدون ويهمون ويحاولون لكن ليس لهم ذلك لكن ليس لهم ذلك يعادون فيها ويطرحون فيها ويقال لهم ذوقوا عذاب الحريق. اي ذوقوا عذاب النار الذي يحرقكم احراقا - 00:17:25
ويشوي جلودكم ويسهر ما في بطونكم نسأل الله العافية والسلامة آآ ثم قال جل وعلا ان الذين ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراطه الحميد. اه يقول ابن - 00:17:50
كثير وهذا من باب يعني ذكر من باب ذكر المناسبة. قال لما اخبر تعالى عن حال اهل النار عياذا بالله من حالهم وما هم فيه من العذاب والنكال والحريق والاغلال - 00:18:23
وما اعد لهم من الثياب من النار ذكر حال اهلي الجنة نسأل الله من فضله وكرمه ان يدخلنا الجنة. فقال ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار - 00:18:37
يعني هذه مناسبة وهذا كما سبق مرارا ان هذا مما يدل على ان يعني مما يؤكد ويبين معنى كون القرآن مثاني لانه يكره الشيء ويثنى بظده فذكر عذاب اهل النار ثم ثنى بذكره بذكر نعيم اهل الجنة - 00:18:56
قال ابن كثير آآ ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار سبق ان ذكرنا ان الجنات يعني بساتين لهم. لكن هذه لكل واحد منهم داخل الجنة والا الجنة جنس واحد - 00:19:16
لكن بداخلها جنات لاهلها. وايضا تجري من تحتها الانهار تجري من تحت هذه الجنات تحت بساتينها الانهار. قال ابن كثير اي تتخرق في اكفانها اي تتخرق في اكنافها وارجائها وجوانبها وتحت اشجارها وقصورها - 00:19:32
يعني الانهار يقصد الانهار يصرفونها حيث شاءوا واين شاؤوا. هذا من فضل الله وذكرنا ان انهار الجنة اربعة انواع من الماء غير الاسن ومن اللبن الذي لم يتغير طعمه ومن الخمر التي هي لذة للشاربين ومن العسل المصفى نسأل الله - 00:19:55
فمن فضله. قال جل وعلا يحلون فيها يحلون من الحلية اي يلبسون حليا يوضع عليهم الحلي يحلون فيها اي في الجنة من اساور من ذهب الاسعار اسورة وهي معروفة هي ما تحيط باليد - 00:20:16
سوار ما يحيط باليد فهم يحلون فيها من اساور من ذهبي ولؤلؤة اي في ايديهم في ايديهم توضع الاسورة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء - 00:20:44
هكذا قال ابن كثير رحمه الله ولا شك انهم يحلون بالذهب والفضة واللؤلؤي وما شابه ذلك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما امسك الذهب والفضة قال هذان حلال لاناث امتي حرام على ذكورها - 00:21:04
وقال لا تشربوا في انية الفضة لا لا تشربوا ولا تأكلوا في انية الفضة ولا في سحافهما فانها لهم في الدنيا ولنا في الاخرة قال جل وعلا يحلون فيها من اساور من ذهب - 00:21:30
ولؤلؤا ولؤلؤا ايضا من اللؤلؤ يحلون باللؤلؤ وهذه من الالة عظم النعيم الذي يجعله الله جل وعلا لعباده المؤمنين. ثم قال جل وعلا ولباسهم فيها حرير لباسهم اي في الجنة - 00:21:50
حرير من الحرير قال ابن كثير في مقابلة ثياب اهل النار التي فسرت لهم لباس هؤلاء من الحرير استبرقه وسندسه كما قال تعالى عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا - 00:22:07
طهورا ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا قال وفي الصحيح وهو في الصحيحين في البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا لا تلبسوا الحرير ولا الديباج - 00:22:33
في الدنيا فانه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الاخرة قال عبدالله بن الزبير ومن لم يلبس الحرير في الاخرة لم يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير - 00:22:49
يا الله من فضلك يلبسون الحرير قل استبرق وانعم الثياب واحسن الثياب والطف الثياب هؤلاء هم اهل الجنة الذين امنوا بالله وعملوا الصالحات لكن الذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار - 00:23:06
من نار نسأل الله العافية. انظروا الفرق بين الفريقين فلابد الانسان يرعوي ويرتدع ويتعظ حينما يسمع الايات التي فيها التخويف من عذاب الله يؤمن ويصدق ويقر ويحذر من ذلك ويفرح ويطمع اذا قرأ الايات التي فيها النعيم - 00:23:23
ويعمل العمل الذي يرجو ان يوصله الى الى الجنة والى هذا النعيم بفظل الله ورحمته سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا وهدوا الى الطيب من القول. قال ابن كثير هو كقوله تعالى وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها - 00:23:41
باذن ربهم تحيتهم فيها سلام قال وقوله والملائكة تدخلون عليه من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وقوله لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما - 00:24:01
فهدوا الى المكان الذين يسمعون فيه فهدوا الى المكان الذي يسمعون فيه الكلام الطيب ويلقون فيها تحية سلامة لا كما يهان اهل النار بالكلام الذي يروعون به ويقرعون به يقال لهم ذوقوا عذاب - 00:24:21
الحريق اه ثم قال وهدوا الى صراط الحميد اي الى المكان الذي يحمدون فيه ربهم على ما احسن اليهم وانعم به واسداه اليهم كما جاء في الصحيح انهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس. وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى - 00:24:43
وهدوا الى الطيب من القول اي القرآن. وقيل لا اله الا الله وقيل الاذكار المشروعة وهدوا الى صراط حميد اي الطريق المستقيم في الدنيا وكل هذا لا ينافي ما ذكرناه والله اعلم. يعني ابن كثير ذكر ان هدوا الى الطيب من القول ان المراد - 00:25:04
بالقول الذي يقابلون فيه سلام سلام عليكم بما صبرتم لا يسمعون فيها لغو ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما وكان ذلك قولهم الحمد لله يحمدون الله عز وجل الذي نجاهم - 00:25:24
من النار وايضا استدلاله بالحديث لانهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهم كما تلهمون النفس هذا ايضا الحقيقة يصلح تفسير للاية هذا من القول الطيب هدوا الى الطيب من القول هذا من القول الطيب - 00:25:46
الذي يهدون اليه فيلهمون التسبيح والتحميد لله في الجنة اه على سبيل التنعم لا على سبيل التكليف كما تلهم انت الان النفس تتنفس بكل سهولة ويسر وهذا يعني دليل على عظم - 00:26:08
ما يهبهم الله جل وعلا وينعم به عليهم اه ثم قوله وهودي الى صراط الحميد اه قال بعض المفسرين الى القرآن هدوا الى صراط الحميد قال الطريق المستقيم في الدنيا - 00:26:29
وهذا حق لا شك لان الله جل وعلا يقول اهدنا الصراط المستقيم وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. فتفرق بكم عن سبيله فلا شك ان الله من عليهم وهداهم في الدنيا هداية التوفيق والالهام - 00:26:50
الى صراطه المستقيم وطريقه المستقيم الذي هو طريق الجنة. فوفقهم الى الايمان في هذه الحياة ووفقهم في الاخرة وهداهم الى القول الطيب فلا فلا يقال لهم الا قولا طيبا يفرحهم - 00:27:11
ولا يقولون هم الا قولا طيبا مثل التحميد والتسبيح ونحو ذلك بينما الكفار نسأل الله العافية ما هدوا في هذه الدنيا ما وفقوا بل حرموا الصراط المستقيم وان كانوا قد ارشدوا ودلوا عليه - 00:27:27
ولكن ايضا يسمعون كلاما يعني يسوء اسماعهم ويزيدهم عذابا اخسئوا فيها ولا تكلمون وهنا ذوقوا عذاب الحريق ذق انك انت العزيز الكريم وما شابه ذلك ففرق بين الفريقين كما بين السماء والارض - 00:27:45
قال جل وعلا ان الذين كفروا ويصدون عن المسجد عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم - 00:28:06
اه يقول ابن كثير يقول تعالى منكرا على الكفار في صدهم المؤمنين عن اتيان المسجد الحرام وقضاء مناسكهم فيه ودعواهم انهم اولياؤه قال وما كانوا اولياءه؟ ان اولياءه الا المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون - 00:28:23
يقول وفي هذه الاية ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام قال في هذه الاية دليل على انها مدنية يعني كانه ابن كثير يرى ان هذه السورة كلها مدنية - 00:28:41
ونعود كمان ان الاصح ان بعضها مدني وبعضها مكي لكن ابن كثير يريد ان يستدل بهذه الاية على ان هذه السورة كلها مدنية لان الصد للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما حصل الا - 00:28:55
بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة والمدني على الصحيح هو ما نزل بعد الهجرة والمكي ما نزل قبلها ولكن في ايات صريحات على انها مكية وهذه الاية من الايات المدنية. فسورة الحج بعضها مكي وبعضها مدني لكنها مختلط - 00:29:10
مختلطة او مختلط بعظها ببعظ كما مر معنا في اول السورة قال جل وعلا ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله جمعوا بين سيئات الكفر بالله وهو اعظم الذنوب. وايضا الصد والمنع يصدون الناس يمنعونهم ويحولون - 00:29:32
بينهم وبين الاسلام فيمنعونهم منه ويعذبونهم عليه ويطعنون في الاسلام ويحذرون من الدخول فيه والمسجد الحرام كذلك ايضا يصدون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المؤمنين عن المسجد الحرام فلا يأتونه لعمرة ولا لغير ذلك - 00:29:56
كل هذا من شدة شرهم وكفرهم وضلالهم قال والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء نحن جعلنا المسجد الحرام للناس سواء العاكف فيه والباد جعلنا الناس يستوون في المسجد الحرام العاكف وهو من العكوف وهو اللزوم والاقامة في المكان - 00:30:19
وهم اهل مكة الذين هم عاكفون بمكة ودائما في المسجد الحرام. والبادي هو المنتاب له من غيره الذي بدأ وجاء من مكان بعيد بدأ وجاء من مكان بعيد ليسوا من اهل مكة - 00:30:40
كلهم فيه سواء ليس لاهل مكة ان يقولوا لا نحن احق منكم بهذا ونحن اهل الحرم ونحن حوله. لا الجميع فيه سواء فليس لاحد ان يظن انه احق به من غيره - 00:30:55
لا اهل مكة ولا الافاقيون الذين جاؤوا من الافاق ثم قال جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذيقه من عذاب اليم ومن يرد فيه بالحاد الاصل ان يريد تتعدى بنفسها فيقال يريد - 00:31:10
الالحاد في الحرم لكن هنا قال يريد فيه بالحاد يريد بالحاد. فاتى بالباء فقال بعض المفسرين الباء هنا زائدة بعضهم قال صلة والصواب ان الاية ليست ان الباء ليست بزائدة - 00:31:28
لكن الباء جيء بها لتدل على ان فعل يرد الذي بين ايدينا قد ضمن معنى فعل اخر هذا من اعجاز القرآن. انظروا حرف واحد. الباء دلت على ان يورد مضمنة ايضا معنى فعل اخر معها - 00:31:44
وهو ماذا يهم ومن يرد فيه عنده ارادة ويهم ويهم بالالحاد فيه وهذا حققه ابن كثير آآ رحمه الله وكذلك حققه ابن القيم في بدائع الفوائد وفي زاد المعاد ولهذا عدي بالباء - 00:32:01
لما ظمن معنا يهم ظمن ضمن الفعل معنى آآ فعل اخر وهو يهم والمعنى يهم فيه بامر فظيع من المعاصي الكبار الالحاد الاصل فيه الميل بالشيء عن وجهه والمراد به جميع الذنوب والمعاصي - 00:32:28
كبيرها وصغيرها ولهذا هذا يعني من تعظيم مكة بلد الله الحرام حرمها الله حرم فيها كل شيء حتى الصيد وحتى الاشجار حرم قطعها فهي بلد حرام ولهذا كما قال ابن القيم - 00:32:54
قال هذه خصوصية قالوا من خواصه اي الحرم انه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وان لم يفعلها واستدل بالاية ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فهذا مما يقشعر منه بدن المؤمن ويحمله على عدم الالحاد والالحاد هنا هو الظلم. يدخل فيه الكفر ويدخل فيه القتل ويدخل فيه الكبائر ويدخل فيه الصغائر. كما - 00:33:15
قال ابن ابن عباس وغيره فالواجب على المسلم ان يحذر من الالحاد هذا مجرد الهم يحصل له العذاب الاليم المؤلم الموجع. فكيف اذا فعل الالحاد وباشره وهذا في الحقيقة ما يحذر الانسان ويخوفه من ان يقع منه اي خطأ في مكة - 00:33:37
اي خطأ اي معصية احذر احذر لان لا تقع فيك هذه العقوبة هذا دليل للجمهور الذين قالوا ان السيئات لا تعظم ان السيئات لا لا تضاعف الحسنات تضاعف من جاء بالحسنة فله عشر امثالها واما السيئات لا تعظم لكنها نعم السيئات لا تضاعف لكنها تعظم - 00:33:57
تعظم تصبح عظيمة كبيرة وذنبها اكبر من من السيئة في غيرها. ولهذا فعل الالحاد بمكة اعظم منه في اي مكان اخر واقرب هذا الزنا الزنا كبيرة من الكبائر وفاحشة لكن نسأل الله العافية لو زنى الرجل بامه او باخته او ببنته فهو افظع واعظم - 00:34:21
واشد جرما لكن ما نقول بان السيئات تضاعف لكن تعظم نسأل الله العافية تعظم ولهذا يعني آآ نص على هذا اهل العلم قالوا اه قال ابن القيم التظعيف لمقدار السيئة لا لعددها - 00:34:45
وقال ابن باز لكميتها لا لعددها فهي عظيمة جدا لانها في بيت الله ولهذا آآ قال ابن عباس وغيره قال ابن عباس في ظلم هو ان ان تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان او قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فاذا فعل ذلك - 00:35:03
فقد فاذا فعل ذلك فقد وجب العذاب الاليم. وقال ابو مجاهد بظلم يعمل فيه عملا سيئا قال ابن كثير وهذا من خصوصية الحرم انه يعاقب البادي فيه بالشر اذا كان عازما عليه وان لم يوقعه - 00:35:32
واورد في ذلك حديث آآ رواه الامام احمد عن ابن مسعود في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال لو ان رجلا اراد فيه بالحاد من ظلم وهو بعدن ابين يعني بعدن في اليمن - 00:35:46
عدن ابين بعدن ابين اذاقه الله من العذاب الاليم اه ثم ذكر قول شعبة ان ابن مسعود رفعه لنا يعني الى النبي صلى الله عليه وسلم يعني رفعه ابن مسعود قال وانا لا ارفعه - 00:36:00
وقال يزيد هو قد رفعه ورواه الامام احمد عن يزيد ابن هارون به قال ابن كثير قلت آآ الاسناد صحيح على شرط البخاري ووقفه اشبه من رفعه ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود. وكذلك صححه ايضا آآ احمد شاكر لكن الاظهر والله اعلم انه موقوف على ابن مسعود - 00:36:12
آآ وجاءت يعني آآ عبارات عن السلف عن مجاهد قال الحاد فيه لا والله وبلى والله وروي عن مجاهد مثله وقال سعيد ابن جبير شتم الخادم ظلما اه شتم الخادم ظلم فما فوقه. يعني واحد يشتم خادمه - 00:36:36
في الحرم هذا ظلم. فكيف الذي يشتم العامل او يشتم الناس او يشتم الذي يزاحمه؟ نسأل الله العافية والسلامة وجاء عن بعضهم انه قال بيع الطعام فيه الحاد. ورأوا فيه حديث احتكار الطعام بمكة الحاد لكن هذا ضعيف ولا يصح. فلا مانع من بيع - 00:36:56
اه الطعام فيه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:37:15
Transcription
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن بعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الحج هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم - 00:00:01
والحميم يصهر بهما في بطونهم الجلود ولهم مقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا كلما ارادوا ان يخرجوا فيها وذوقوا عذاب الحريق هذان خصمان آآ ذهب بعض الصحابة كعلي ابن ابي طالب وابي ذر الى ان المراد بالخصمين - 00:00:24
هنا هما اصحاب بدر من اصحاب النبي سلم وخصومهم بل بالاخص هما هما في المبارزين يوم بدر ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث قيس ابن عباد عن ابي ذر رضي الله عنه كان يقسم قسما ان هذه الاية هذان خصمان اختصموا في ربهم؟ قال نزلت في حمزة وصاحبيه - 00:00:47
وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر في البخاري ايضا وفي البخاري ايضا عن قيس ابن عباد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال انا اول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة - 00:01:25
قال قيس وفيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة هذا من المسلمين وشيبة ابن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة - 00:01:47
قال انفرد به البخاري. اذا هذا القول الاول ان المراد بالخصمين هم المتبارزان يوم بدر من المؤمنين ومن كفار قريش فمن المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وصاحبيه - 00:02:07
اه حمزة حمزة بن عبد المطلب وصاحبه وهم علي ابن ابي طالب وعبيدة ابن الحارث ابن المطلب ومن الكفار مشيبة ابن ربيعة عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة هذان خصمان اختصموا بربهم. هذا القول الاول والقول الثاني وهو مروي عن قتادة قال اختصم المسلمون واهل الكتاب فقال اهل الكتاب نبي - 00:02:26
قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم. فنحن اولى بالله منكم. وقال المسلمون كتابنا يقضي على الكتب كلها نبينا خاتم الانبياء فنحن اولى بالله منكم. فافلج الله الاسلام على من ناوأه وانزل هذان خصمان اختصموا في - 00:02:58
ربهم وكذا روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال شعبة عن قتادة في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال مصدق ومكذب. والقول الثالث ما جاء عن مجاهد في هذه الاية قال مثل الكافر والمؤمن اختصما في البعث - 00:03:18
وقال في رواية هو وعطاء هذه هذه الاية قالوا هم المؤمنون والكافرون والقول الرابع قال عكرمة اه هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هي الجنة والنار قالت النار اجعلني للعقوبة - 00:03:40
وقالت الجنة اجعلني للرحمة والراجح كما قال ابن كثير قال وقال وقول مجاهد وعطاء ان المراد بهذه الاية الكافرون والمؤمنون يشمل الاقوال كلها طبعا يشمل الاقبال كلها الى ايش؟ الا - 00:03:57
آآ قول عكرمة هي الجنة والنار. قال يشمل الاقوال كلها وينتظم في قصة يوم بدر وغيرها. فان المؤمنين يريدون ان نصرة دين الله عز وجل. والكافرون يريدون اطفاء نور الايمان. وخذلان الحق وظهور الباطل. وهذا اختيار ابن جرير وهو - 00:04:18
ولهذا قال فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار اي فصلت لهم مقطعات من نار اه الى اخر كلامه. اه اذا ذهب ابن كثير وقبله ابن جرير الى العموم ان هذان خصمان اختصموا في ربهم انها عامة - 00:04:38
انها عامة في المؤمنين والكفار. ويدخل فيها دخولا اوليا اه حمزة وعلي وعبيدة ابن الحارث اي المسلمون وخصومهم من الكفار عتبة بن ربيعة ومن معه وهذا القول حسن هذا القول حسن ويعني استدل ابن كثير على - 00:05:00
عموم هذه الاية انه قال بعد ذلك اه قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر ما في بطونهم والجلود فهذا نص عام وليس خاص بهؤلاء الفريق - 00:05:35
كما جاءت النصوص الاخرى تدل على آآ ذلك وهذا القول الحقيقة له وجه من النظر وهو الاظهر والله اعلم قال جل وعلا هذان خصمان اختصموا في ربهم في ربهم يعني من اجل دين ربهم في ربهم في شأن امر من شأن ربهم - 00:05:53
وهو الايمان به وافراده جل وعلا بالعبادة وهذا الذي يريده المؤمنون والكافرون عارضوا ذلك وما ارادوا ان يفرد الله جل وعلا بالعبادة فقالوا نعبده ونعبد معه الاوثان ولهذا قالوا للنبي صلى الله عليه واله وسلم اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب - 00:06:16
قال جل وعلا فالذين فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ذكر جل وعلا جزاء الكفار وبدأ بهم لبيان شدة ما يقع فيهم من العذاب وتنفيرا وتحذيرا من ان يسلك مسلكهم لان - 00:06:40
انه مسلك رديء ووخيم وعاقبته سيئة. قال فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار. كفروا بالله جل وعلا وجعلوا له شركاء وعبدوا الالهة والاصنام معه او صرفوا شيئا من العبادة - 00:07:01
لغيره جل وعلا. قال قطعت لهم ثياب من نار. قال ابن كثير قطعت اي فصلت مقطعات من نار آآ ومعنى مقطعات يعني ثياب يعني قطعت لهم ثياب على مقاس ابدانهم لكن هذه ثياب نسأل الله العافية من نار - 00:07:19
ولهذا آآ قال بعض السلف قطعت لهم قمص قمص جمع قميص من نحاس قال سعيد بن جبير من نحاس وهو اشد الاشياء حرارة اذا حمي. نعوذ بالله جزاء وفاقا فتقطع لهم ثياب - 00:07:42
على قدر ابدانهم ولكنها ثياب من نار وعلى ما قال سعيد بن جبير من نحاس مذاب نسأل الله العافية قد ذاب من شدة حر النار وعلى كل حال ظاهر الاية انه من نار والله على كل شيء قدير. سبحانه - 00:08:02
وتعالى قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم قال ابن كثير قال سعيد اي اذا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة اي اذا صب - 00:08:23
على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة وقال سعيد ابن قال سعيد هو النحاس المذاب اذاب ما في بطونهم من الشحم والامعاء. قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهم آآ فيكون معنا ابن كثير هنا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة - 00:08:46
فاذاب او اذا يعني يكون هذا الكلام لانه ذكر كلاما اعتراضيا قد يشكل عليه كلام ابن كثير لكن هذا معنى كلام ابن كثير اي اذا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة اذاب ما في بطونهم من الشحم والامعاء - 00:09:11
قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير وغيرهم اه قال وكذلك تذوب جلودهم وقال ابن عباس تتساقط لانه قال والجلود عطف الجلود على اه على الرؤوس قال يصهر به اه نعم الذي لهم يصبوا من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم يصهر بهذا الحميم - 00:09:31
والحميم كما مر مرارا هو الماء الذي بلغ غاية الحر وشدة الحر نسأل الله العافية. كما قال جل وعلا بماء كالمهل يشووا الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا نسأل الله العافية يعني قد بلغ غاية لا - 00:10:08
لا يقدر قدرها من شدة الحر لمجرد انه يدنيه من وجهه تسقط جلدة وجهه يشوي الوجوه نسأل الله العافية والسلامة. فقال هنا يصهر بهما في بطونهم والجلود. ايضا ويصهر بهذا الماء - 00:10:32
جلودهم تصهر يعني انها تحرق بهذا الماء فتنصهر وتذوب من شدة حر هذا الماء الذي يعذبهم الله جل وعلا فيه. وقد جاء حديث يدل على ذلك اه وهو ما رواه ابن جرير ورواه ابن ابي ورواه الترمذي وابن ابي حاتم وصححه الترمذي والحاكم والذهبي وحسنه الالباني - 00:10:57
اه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان الحميم ليصبوا على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص الى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه نسأل الله العافية - 00:11:25
اسرته سلتا ويخرجه بقوة حتى يبلغ قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان نعوذ بالله من عذابه. وهذا دليل على شدة عذابهم. وذلك مقابل الكفر. فالواجب على من نصح نفسه ان يحذر - 00:11:45
من الكفر بالله جل وعلا بشتى انواعه. ويحذر كذلك من نواقض التوحيد. ومن ان يرتكب عملا يؤدي به الى الكفر لان العذاب شديد شديد وفوق ذلك خالدين فيها ابدا لا يخرجون من النار فينتهي عنهم هذا العذاب - 00:12:05
بل هم دائما في مزيد عذاب نسأل الله العافية كما قال جل وعلا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال جل وعلا ولهم مقامع من حديد. هذا كله في وقت واحد - 00:12:26
تقطع لهم ثياب من نار ويصب من فوق رؤوسهم الحميمة الماء الحار الذي يدخل من رؤوسهم ويصلوا الى بطونهم يذيب ويسهر ويحرق ما في بطونهم وكذلك يسهر الجلود جلودهم ولهم فوق ذلك ولهم مقامع من حديد. والمقامع جمع مقمعة - 00:12:49
وهي المطرقة او المتزبة او المرزبة من حديد يقال قمعت رأسه اذا ضربته ضربا شديدا فنسأل الله العافية لهم مرازب من حديد يقمعون فيها وتضربهم الملائكة على رؤوسهم اذا ارادوا الخروج من النار - 00:13:23
ولهذا جاء في حديث اه رواه الامام احمد وصححه الحاكم الذهبي ولكن ضعفه الالباني والحق معه لانه من رواية دراج ابي السمح وايضا الذي رواه عنه ابن لهيعة اه عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:49
لو ان لو ان لو انظرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت. ثم عاد كما كان ولو ان دلوا من غساق من غساق تهراق في الدنيا لانتن اهل الدنيا وقال ابن عباس ولهم مقام من حديد يظربون بها فيقع كل عظو على حياله نسأل الله العافية كل عظو على حيله يعني من جهته - 00:14:11
آآ فيدعون بالثبور. قال قال جل وعلا ولهم كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيد فيها كلما ارادوا ان يخرجوا من النار من الغم لانها لانها دار الغموم والهموم - 00:14:37
داروا ما يغموا النفس ويغم الانسان المعذب نسأل الله العافية فهم اذا اصابهم ذلك يريدون الخروج المراد يريدون ان يخرجوا من النار مراد انهم يهمون بذلك ولهذا قال جل وعلا - 00:15:01
فيها كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها جات ايات كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله تدل وتشهد لهذه الاية لقوله تعالى في سورة المائدة يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم - 00:15:31
وفي سورة السجدة كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيد فيها اذا هم يريدون الخروج ولكن لما فيها من الهموم والغموم والعذاب والنكال لكن اذا ارادوا ان يخرجوا اعيدوا في النار - 00:15:52
مرة اخرى وذوقوا عذاب الحريق يعني يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق وهذا يعني زيادة في التبكيت والتوبيخ نسأل الله العافية والسلامة واورد ابن كثير اه عن سلمان في قوله كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها قال النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ثم قرأ كل ما اراد - 00:16:10
يخرج منها من غم اعيد فيها وقال زيد بن اسلم في هذه الاية كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها قال بلغني ان اهل ان اهل النار في النار لا يتنفسون - 00:16:43
وقال الفضيل ابن عياض والله ما ما طمعوا في الخروج ان الارجل لمقيدة وان الايدي لموثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها هكذا قال والاظهر المصير الى ظاهر القرآن فان الله كما ذكرنا الايات ذكر في بضع ايات انهم يريدون الخروج فيحمل الكلام - 00:16:57
على معناه المتبادر منه وانهم يريدون ويهمون ويحاولون لكن ليس لهم ذلك لكن ليس لهم ذلك يعادون فيها ويطرحون فيها ويقال لهم ذوقوا عذاب الحريق. اي ذوقوا عذاب النار الذي يحرقكم احراقا - 00:17:25
ويشوي جلودكم ويسهر ما في بطونكم نسأل الله العافية والسلامة آآ ثم قال جل وعلا ان الذين ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراطه الحميد. اه يقول ابن - 00:17:50
كثير وهذا من باب يعني ذكر من باب ذكر المناسبة. قال لما اخبر تعالى عن حال اهل النار عياذا بالله من حالهم وما هم فيه من العذاب والنكال والحريق والاغلال - 00:18:23
وما اعد لهم من الثياب من النار ذكر حال اهلي الجنة نسأل الله من فضله وكرمه ان يدخلنا الجنة. فقال ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار - 00:18:37
يعني هذه مناسبة وهذا كما سبق مرارا ان هذا مما يدل على ان يعني مما يؤكد ويبين معنى كون القرآن مثاني لانه يكره الشيء ويثنى بظده فذكر عذاب اهل النار ثم ثنى بذكره بذكر نعيم اهل الجنة - 00:18:56
قال ابن كثير آآ ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار سبق ان ذكرنا ان الجنات يعني بساتين لهم. لكن هذه لكل واحد منهم داخل الجنة والا الجنة جنس واحد - 00:19:16
لكن بداخلها جنات لاهلها. وايضا تجري من تحتها الانهار تجري من تحت هذه الجنات تحت بساتينها الانهار. قال ابن كثير اي تتخرق في اكفانها اي تتخرق في اكنافها وارجائها وجوانبها وتحت اشجارها وقصورها - 00:19:32
يعني الانهار يقصد الانهار يصرفونها حيث شاءوا واين شاؤوا. هذا من فضل الله وذكرنا ان انهار الجنة اربعة انواع من الماء غير الاسن ومن اللبن الذي لم يتغير طعمه ومن الخمر التي هي لذة للشاربين ومن العسل المصفى نسأل الله - 00:19:55
فمن فضله. قال جل وعلا يحلون فيها يحلون من الحلية اي يلبسون حليا يوضع عليهم الحلي يحلون فيها اي في الجنة من اساور من ذهب الاسعار اسورة وهي معروفة هي ما تحيط باليد - 00:20:16
سوار ما يحيط باليد فهم يحلون فيها من اساور من ذهبي ولؤلؤة اي في ايديهم في ايديهم توضع الاسورة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء - 00:20:44
هكذا قال ابن كثير رحمه الله ولا شك انهم يحلون بالذهب والفضة واللؤلؤي وما شابه ذلك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما امسك الذهب والفضة قال هذان حلال لاناث امتي حرام على ذكورها - 00:21:04
وقال لا تشربوا في انية الفضة لا لا تشربوا ولا تأكلوا في انية الفضة ولا في سحافهما فانها لهم في الدنيا ولنا في الاخرة قال جل وعلا يحلون فيها من اساور من ذهب - 00:21:30
ولؤلؤا ولؤلؤا ايضا من اللؤلؤ يحلون باللؤلؤ وهذه من الالة عظم النعيم الذي يجعله الله جل وعلا لعباده المؤمنين. ثم قال جل وعلا ولباسهم فيها حرير لباسهم اي في الجنة - 00:21:50
حرير من الحرير قال ابن كثير في مقابلة ثياب اهل النار التي فسرت لهم لباس هؤلاء من الحرير استبرقه وسندسه كما قال تعالى عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا - 00:22:07
طهورا ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا قال وفي الصحيح وهو في الصحيحين في البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا لا تلبسوا الحرير ولا الديباج - 00:22:33
في الدنيا فانه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الاخرة قال عبدالله بن الزبير ومن لم يلبس الحرير في الاخرة لم يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير - 00:22:49
يا الله من فضلك يلبسون الحرير قل استبرق وانعم الثياب واحسن الثياب والطف الثياب هؤلاء هم اهل الجنة الذين امنوا بالله وعملوا الصالحات لكن الذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار - 00:23:06
من نار نسأل الله العافية. انظروا الفرق بين الفريقين فلابد الانسان يرعوي ويرتدع ويتعظ حينما يسمع الايات التي فيها التخويف من عذاب الله يؤمن ويصدق ويقر ويحذر من ذلك ويفرح ويطمع اذا قرأ الايات التي فيها النعيم - 00:23:23
ويعمل العمل الذي يرجو ان يوصله الى الى الجنة والى هذا النعيم بفظل الله ورحمته سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا وهدوا الى الطيب من القول. قال ابن كثير هو كقوله تعالى وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها - 00:23:41
باذن ربهم تحيتهم فيها سلام قال وقوله والملائكة تدخلون عليه من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وقوله لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما - 00:24:01
فهدوا الى المكان الذين يسمعون فيه فهدوا الى المكان الذي يسمعون فيه الكلام الطيب ويلقون فيها تحية سلامة لا كما يهان اهل النار بالكلام الذي يروعون به ويقرعون به يقال لهم ذوقوا عذاب - 00:24:21
الحريق اه ثم قال وهدوا الى صراط الحميد اي الى المكان الذي يحمدون فيه ربهم على ما احسن اليهم وانعم به واسداه اليهم كما جاء في الصحيح انهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس. وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى - 00:24:43
وهدوا الى الطيب من القول اي القرآن. وقيل لا اله الا الله وقيل الاذكار المشروعة وهدوا الى صراط حميد اي الطريق المستقيم في الدنيا وكل هذا لا ينافي ما ذكرناه والله اعلم. يعني ابن كثير ذكر ان هدوا الى الطيب من القول ان المراد - 00:25:04
بالقول الذي يقابلون فيه سلام سلام عليكم بما صبرتم لا يسمعون فيها لغو ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما وكان ذلك قولهم الحمد لله يحمدون الله عز وجل الذي نجاهم - 00:25:24
من النار وايضا استدلاله بالحديث لانهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهم كما تلهمون النفس هذا ايضا الحقيقة يصلح تفسير للاية هذا من القول الطيب هدوا الى الطيب من القول هذا من القول الطيب - 00:25:46
الذي يهدون اليه فيلهمون التسبيح والتحميد لله في الجنة اه على سبيل التنعم لا على سبيل التكليف كما تلهم انت الان النفس تتنفس بكل سهولة ويسر وهذا يعني دليل على عظم - 00:26:08
ما يهبهم الله جل وعلا وينعم به عليهم اه ثم قوله وهودي الى صراط الحميد اه قال بعض المفسرين الى القرآن هدوا الى صراط الحميد قال الطريق المستقيم في الدنيا - 00:26:29
وهذا حق لا شك لان الله جل وعلا يقول اهدنا الصراط المستقيم وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. فتفرق بكم عن سبيله فلا شك ان الله من عليهم وهداهم في الدنيا هداية التوفيق والالهام - 00:26:50
الى صراطه المستقيم وطريقه المستقيم الذي هو طريق الجنة. فوفقهم الى الايمان في هذه الحياة ووفقهم في الاخرة وهداهم الى القول الطيب فلا فلا يقال لهم الا قولا طيبا يفرحهم - 00:27:11
ولا يقولون هم الا قولا طيبا مثل التحميد والتسبيح ونحو ذلك بينما الكفار نسأل الله العافية ما هدوا في هذه الدنيا ما وفقوا بل حرموا الصراط المستقيم وان كانوا قد ارشدوا ودلوا عليه - 00:27:27
ولكن ايضا يسمعون كلاما يعني يسوء اسماعهم ويزيدهم عذابا اخسئوا فيها ولا تكلمون وهنا ذوقوا عذاب الحريق ذق انك انت العزيز الكريم وما شابه ذلك ففرق بين الفريقين كما بين السماء والارض - 00:27:45
قال جل وعلا ان الذين كفروا ويصدون عن المسجد عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم - 00:28:06
اه يقول ابن كثير يقول تعالى منكرا على الكفار في صدهم المؤمنين عن اتيان المسجد الحرام وقضاء مناسكهم فيه ودعواهم انهم اولياؤه قال وما كانوا اولياءه؟ ان اولياءه الا المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون - 00:28:23
يقول وفي هذه الاية ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام قال في هذه الاية دليل على انها مدنية يعني كانه ابن كثير يرى ان هذه السورة كلها مدنية - 00:28:41
ونعود كمان ان الاصح ان بعضها مدني وبعضها مكي لكن ابن كثير يريد ان يستدل بهذه الاية على ان هذه السورة كلها مدنية لان الصد للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما حصل الا - 00:28:55
بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة والمدني على الصحيح هو ما نزل بعد الهجرة والمكي ما نزل قبلها ولكن في ايات صريحات على انها مكية وهذه الاية من الايات المدنية. فسورة الحج بعضها مكي وبعضها مدني لكنها مختلط - 00:29:10
مختلطة او مختلط بعظها ببعظ كما مر معنا في اول السورة قال جل وعلا ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله جمعوا بين سيئات الكفر بالله وهو اعظم الذنوب. وايضا الصد والمنع يصدون الناس يمنعونهم ويحولون - 00:29:32
بينهم وبين الاسلام فيمنعونهم منه ويعذبونهم عليه ويطعنون في الاسلام ويحذرون من الدخول فيه والمسجد الحرام كذلك ايضا يصدون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المؤمنين عن المسجد الحرام فلا يأتونه لعمرة ولا لغير ذلك - 00:29:56
كل هذا من شدة شرهم وكفرهم وضلالهم قال والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء نحن جعلنا المسجد الحرام للناس سواء العاكف فيه والباد جعلنا الناس يستوون في المسجد الحرام العاكف وهو من العكوف وهو اللزوم والاقامة في المكان - 00:30:19
وهم اهل مكة الذين هم عاكفون بمكة ودائما في المسجد الحرام. والبادي هو المنتاب له من غيره الذي بدأ وجاء من مكان بعيد بدأ وجاء من مكان بعيد ليسوا من اهل مكة - 00:30:40
كلهم فيه سواء ليس لاهل مكة ان يقولوا لا نحن احق منكم بهذا ونحن اهل الحرم ونحن حوله. لا الجميع فيه سواء فليس لاحد ان يظن انه احق به من غيره - 00:30:55
لا اهل مكة ولا الافاقيون الذين جاؤوا من الافاق ثم قال جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذيقه من عذاب اليم ومن يرد فيه بالحاد الاصل ان يريد تتعدى بنفسها فيقال يريد - 00:31:10
الالحاد في الحرم لكن هنا قال يريد فيه بالحاد يريد بالحاد. فاتى بالباء فقال بعض المفسرين الباء هنا زائدة بعضهم قال صلة والصواب ان الاية ليست ان الباء ليست بزائدة - 00:31:28
لكن الباء جيء بها لتدل على ان فعل يرد الذي بين ايدينا قد ضمن معنى فعل اخر هذا من اعجاز القرآن. انظروا حرف واحد. الباء دلت على ان يورد مضمنة ايضا معنى فعل اخر معها - 00:31:44
وهو ماذا يهم ومن يرد فيه عنده ارادة ويهم ويهم بالالحاد فيه وهذا حققه ابن كثير آآ رحمه الله وكذلك حققه ابن القيم في بدائع الفوائد وفي زاد المعاد ولهذا عدي بالباء - 00:32:01
لما ظمن معنا يهم ظمن ضمن الفعل معنى آآ فعل اخر وهو يهم والمعنى يهم فيه بامر فظيع من المعاصي الكبار الالحاد الاصل فيه الميل بالشيء عن وجهه والمراد به جميع الذنوب والمعاصي - 00:32:28
كبيرها وصغيرها ولهذا هذا يعني من تعظيم مكة بلد الله الحرام حرمها الله حرم فيها كل شيء حتى الصيد وحتى الاشجار حرم قطعها فهي بلد حرام ولهذا كما قال ابن القيم - 00:32:54
قال هذه خصوصية قالوا من خواصه اي الحرم انه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وان لم يفعلها واستدل بالاية ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فهذا مما يقشعر منه بدن المؤمن ويحمله على عدم الالحاد والالحاد هنا هو الظلم. يدخل فيه الكفر ويدخل فيه القتل ويدخل فيه الكبائر ويدخل فيه الصغائر. كما - 00:33:15
قال ابن ابن عباس وغيره فالواجب على المسلم ان يحذر من الالحاد هذا مجرد الهم يحصل له العذاب الاليم المؤلم الموجع. فكيف اذا فعل الالحاد وباشره وهذا في الحقيقة ما يحذر الانسان ويخوفه من ان يقع منه اي خطأ في مكة - 00:33:37
اي خطأ اي معصية احذر احذر لان لا تقع فيك هذه العقوبة هذا دليل للجمهور الذين قالوا ان السيئات لا تعظم ان السيئات لا لا تضاعف الحسنات تضاعف من جاء بالحسنة فله عشر امثالها واما السيئات لا تعظم لكنها نعم السيئات لا تضاعف لكنها تعظم - 00:33:57
تعظم تصبح عظيمة كبيرة وذنبها اكبر من من السيئة في غيرها. ولهذا فعل الالحاد بمكة اعظم منه في اي مكان اخر واقرب هذا الزنا الزنا كبيرة من الكبائر وفاحشة لكن نسأل الله العافية لو زنى الرجل بامه او باخته او ببنته فهو افظع واعظم - 00:34:21
واشد جرما لكن ما نقول بان السيئات تضاعف لكن تعظم نسأل الله العافية تعظم ولهذا يعني آآ نص على هذا اهل العلم قالوا اه قال ابن القيم التظعيف لمقدار السيئة لا لعددها - 00:34:45
وقال ابن باز لكميتها لا لعددها فهي عظيمة جدا لانها في بيت الله ولهذا آآ قال ابن عباس وغيره قال ابن عباس في ظلم هو ان ان تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان او قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فاذا فعل ذلك - 00:35:03
فقد فاذا فعل ذلك فقد وجب العذاب الاليم. وقال ابو مجاهد بظلم يعمل فيه عملا سيئا قال ابن كثير وهذا من خصوصية الحرم انه يعاقب البادي فيه بالشر اذا كان عازما عليه وان لم يوقعه - 00:35:32
واورد في ذلك حديث آآ رواه الامام احمد عن ابن مسعود في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال لو ان رجلا اراد فيه بالحاد من ظلم وهو بعدن ابين يعني بعدن في اليمن - 00:35:46
عدن ابين بعدن ابين اذاقه الله من العذاب الاليم اه ثم ذكر قول شعبة ان ابن مسعود رفعه لنا يعني الى النبي صلى الله عليه وسلم يعني رفعه ابن مسعود قال وانا لا ارفعه - 00:36:00
وقال يزيد هو قد رفعه ورواه الامام احمد عن يزيد ابن هارون به قال ابن كثير قلت آآ الاسناد صحيح على شرط البخاري ووقفه اشبه من رفعه ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود. وكذلك صححه ايضا آآ احمد شاكر لكن الاظهر والله اعلم انه موقوف على ابن مسعود - 00:36:12
آآ وجاءت يعني آآ عبارات عن السلف عن مجاهد قال الحاد فيه لا والله وبلى والله وروي عن مجاهد مثله وقال سعيد ابن جبير شتم الخادم ظلما اه شتم الخادم ظلم فما فوقه. يعني واحد يشتم خادمه - 00:36:36
في الحرم هذا ظلم. فكيف الذي يشتم العامل او يشتم الناس او يشتم الذي يزاحمه؟ نسأل الله العافية والسلامة وجاء عن بعضهم انه قال بيع الطعام فيه الحاد. ورأوا فيه حديث احتكار الطعام بمكة الحاد لكن هذا ضعيف ولا يصح. فلا مانع من بيع - 00:36:56
اه الطعام فيه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:37:15