الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. ففي هذا المجلس آآ نتعرض لهذه الايات من سورة - 00:00:00
الانبياء وهي قوله جل وعلا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين. وهذه الاية جاءت في سياق اه خبر ابراهيم عليه السلام. وقد تمر وقد مر معنا اه وتقدم في الايات السابقة - 00:00:20
اه ذكر شيء مما اه حصل له وكان من اخرها قوله جل وعلا قالوا حرقوه وانصروا الهة ان كنتم فاعلين. لما كسر اصنامهم واقام عليهم الحجة وامرهم بسؤال اصنامهم ان كانوا ينطقون - 00:00:40
ورجعوا الى انفسهم ونكسوا على رؤوسهم وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فانكر عليهم آآ ذلك فقال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون - 00:01:00
فقالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. فقال الله فالقوه في فاضرموا نارا عظيمة والقوه فيها. فقال الله جل وعلا لهذه نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. كوني بردا باردة ليست بحارة ولا محرقة. وايضا بردا مصحوبا بالسلام - 00:01:20
لان البرد اذا اشتد يؤذي ولكنها كانت باردة مصحوبة بالسلامة فلم تصبه باذى. ثم قال في هذه الاية ونجنا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين. فان ابراهيم عليه السلام كان في الموصل - 00:01:40
من العراق وكانت دعوته في العراق فحصل له ما حصل مع قومه. فلما ابوا ان يستجيبوا له وارادوا طرحه في النار فنجاه الله منهم امره الله جل وعلا بالهجرة فخرج مهاجرا - 00:02:00
الى الارض التي بارك الله فيها وهي ارض الشام على الصحيح من اقوال اهل العلم هي ارض الشام وهذا قول جمهور المفسرين ابن عباس هي اه مكة هي مكة وقال الا تسمع - 00:02:17
قول الله جل وعلا ان اول بيت وضع للناس آآ ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين وقال بعض وقال كعب الاحبار هي حران قال اه انطلق وقال السدي انطلق ابراهيم ولوط قبل قبل الشام او قبل الشام فلقي ابراهيم سارة. وهي ابنة ملك - 00:02:37
ملكي حران وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على الا يغيرها او لا يعيرها رواه ابن جرير. قال ابن كثير وهو غريب والمشهور انها ابنة عمه وانه خرج بها مهاجرا من بلادها. وهذا هو الاظهر. ولهذا صارت الاقوال ثلاثة اما - 00:03:03
ان الارض المباركة هي ارض الشام واما انها مكة واما انها ارض حران. والصحيح من هذه الاقوال هو انها الشام ويدل على هذا الاحاديث التي في البخاري وغيره ان ابراهيم لما جاء اه زوجته - 00:03:23
هاجر وابنها اسماعيل ووظعهما بمكة ولم يكن فيها انيس وكانت يعني برا صحراء ثم كرر راجعا الى الشام هكذا في الحديث ثم بعد ذلك قال كان يأتي من الشام اذا الارض المباركة هي الشام - 00:03:43
وكان يأتي الى آآ زوجتي والى تركته وهذا معروف في السير وهو في الصحيحين وفي غيرهما ايضا ما يدل على انها هي الشام قوله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله - 00:04:05
فارض الشام ارض مباركة وخاصة اه الارض التي بجوار المسجد الاقصى ارض فلسطين فانها ارض مباركة للعالمين فيها الاشجار والزيتون وفيها البركات وبها توفر ما يحتاج اليه الناس ولا يزال - 00:04:31
زيت الزيتون الفلسطيني او الى الان معروف بجودته من تلك الاماكن لان الله قد بارك فيها و اما القول الثاني بانه من حران فهذا قول ضعيف ولا دليل عليه. واما القول بانها - 00:04:51
مكة والاستدلال بقوله جل وعلا ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فانه يجاب عنه بانه لم يكن في ذلك الزمان لم تكن مكة ولم يكن قد بني البيت ويدل على هذا - 00:05:09
القرآن والسنة فان الله قال واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل فبين ان بناء ابراهيم لقواعد البيت كان بمعاونة ابنه ونبي الله اسماعيل. ونبي الله اسماعيل كما في البخاري ومسلم انه جاء به ابوه من الشام وانزله بمكة مع امه هاجر ولم يكن وكان طفلا - 00:05:28
الربيع. ولهذا لما انتهى الماء عنه وانتهى اللبن من ثدي امه آآ جعلت تبحث عن الماء يمنة ويسرة فذهبت حتى صعدت على الصفا فنظرت ولم ترى احدا قريبا ثم انحدرت في الوادي وسعت حتى وصلت الى المروة ونظرت يمينا او شمالا حتى سعت سبعة اشواط فكان سنة بعد ذلك سنة - 00:05:58
الطواف بين الصفا والمروة ولما جاءها جبريل آآ او قالت اغث وظرب بعقبه الارظ فخرجت زمزم فشربت وارتوت فجاء جرهم وسكنوا معها واشترطت عليهم ان الماء لها وحق الماء لها ولكنهم لهم ان يشربوا - 00:06:27
فالحاصل ان اسماعيل اه لما جيء به اه لما جاء به ابراهيم الى ذلك المكان كان طفلا رضيعا ولم تكن هناك مكة ولا بناء وابراهيم انما جاء آآ انما جاء اسماعيل وامه الى ارض مكة بعد ان هاجر الى الشام - 00:06:50
فالصواب هو القول الاول ان المراد الارض التي بارك الله فيها للعالمين انها ارض الشام وارض بيت المقدس وان ابراهيم هاجر اليها قال ونجيناه ولوطا. ايضا نجيناه ونجينا لوطا معه - 00:07:15
ولوط هو ابن اخي هارون هو ابن اخي هارون ونجاه الله معه امن آآ نعم ولوطا لوطا هو ابن اخي ابراهيم لوط هو ابن اخي ابراهيم فهو لوط ابن هاران ابن ازر ابن هاران ابن ازر وابراهيم عليه السلام ابراهيم ابن ازر - 00:07:36
قال لابيه ازر اذا فلوط ابن هارون وهاران اخو ابراهيم فهو ابن اخي ابراهيم ايضا امن به وخرج معه وكان معه ظاهر السياق انه كان معه في العراق او في الموصل - 00:08:06
فلما كبروا واعرضوا هاجروا ومن الله عز وجل عليهم بان نجاهم من قومهم ومن كيد قومهم ونجاهم آآ الى الارض المباركة وان كان لوط عليه السلام انما كان نبيا بعد ذلك بعد ان جاء الى الشام - 00:08:29
كما مر معنا في قصص لوط ولعل نشير الى شيء من ذلك قريبا. قال جل وعلا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين وهنا فائدة الحقيقة اود ان اشير اليها فان آآ - 00:08:54
اطلاق اللواط على اتيان الرجل للرجل خطأ ما يقال لواط لانه نسبة الى لوط ولوط عليه السلام ما كان يرضى بهذا بل انكر عليهم هذا قوله وتأتون الذكران من العالمين ولم يرد في الكتاب والسنة تسمية - 00:09:11
اتيان الرجل مع دبره او المرأة مع دبرها لم يأت تسميته لواطا وانما جاء في السنة من عمل عمل قوم لوط فهذا عمل قوم لوط لكن ما يقال انه لواط - 00:09:33
وينسب الى نبي الله لوط وان كان بعض اهل العلم يقول قيل لهم اللوطية ليس نسبة الى لوط وانما من قولهم لاط الحوظ يليطه يعني اذا اراد يعني اذا ادخل يده فيه ليصلحها فيقول اللوط قد يأتي يعني بمعنى - 00:09:48
الادخال فقيل له قيل لهم لوطية لانه يدخل او يأتي الرجل من دبره دبره والعياذ بالله جل وعلا وايضا مما انبه عليه انه مما يجب ان يعلمه كل مسلم انه لا يجوز للرجل ان يأتي امرأته مع - 00:10:12
او في دبرها لان هذا هو اللوطية الصغرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ملعون من اتى امرأة في دبرها وقال صلى الله عليه واله وسلم ان الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في حشوشه - 00:10:35
ان فهو من الامور المحرمة والشنيعة والقبيحة. قال جل وعلا ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين. وهبنا اي اعطينا ابراهيم هبة منا اسحاق فهو اسحاق بن ابراهيم وايضا وهبنا له يعقوب وهو ابن اسحاق ابن ابنه - 00:10:52
حفيدو ثم قال نافلة نافلة بمعنى عطية ونحلة لكن هل يرجع على اسحاق ويعقوب جميعا قال بهذا بعض المفسرين قالوا لان اسحاق ويعقوب كلاهما عطاء اعطاه الله عز وجل لابراهيم - 00:11:18
فاسحاق ان انما وهبه الله لابراهيم على كبر في سنه وقد بلغ من الكبر عتيا حتى قال بعض المفسرين وسبق ان اشرنا الى هذا انه لما رزق باسحاق كان عمره تسعين سنة - 00:11:44
وقيل كان عمره مئة وعشر سنوات وكانت امرأته عاقر لا تلد ولا يولد لمثلها ومع ذلك وهب الله له اسحاق فنص على انه هبة لعظم المنة فيه ولانه على خلاف ما يكون عليه الابناء في سن - 00:12:04
اه الصغر ولا يكون في سن الكبر. وقال بعضهم بل نافلة يعود على يعقوب فمعنى الاية ان الله جل وعلا يقول وهبنا له اسحاق ووهبنا له زيادة يعقوب زيادة على اسحاق يعقوب - 00:12:25
لان النافلة تأتي معنا الزيادة النافلة تأتي معنا الزيادة كما قال الطبري قال النافلة هي الفضل من الشيء يصير الى الرجل من اي شيء كان ذلك الحاصل ثم ابن جرير الطبري ايضا لما جاء لم يجزم بترجيح معين - 00:12:44
وقال المهم ان الله سبحانه وتعالى وهبه اسحاق ووهبه يعقوب عطية وهبة منه سبحانه تعالى قال وكلا جعلنا صالحين كلا هذا التنين يسمى تنوين العوظ وكلا من من اسحاق ويعقوب - 00:13:10
اه كان جعله الله صالحا من الصالحين الذين اصلحوا اعمالهم بايمانهم بالله جل وعلا واتباعهم الحق الذي امروا به. ولذلك كانوا انبياء كانوا انبياء كلهم انبياء. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم هو يوسف - 00:13:30
ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. فيوسف النبي وابوه يعقوب نبي واسحاق جده نبي وابراهيم جد ابيه نبي عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته ثم قال جل وعلا وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا. جعل اسحاق - 00:13:58
ويعقوب ائمة في الدين يؤتم بهم ويصدر عنهم ويتأسى بهم كما قال جل وعلا عن عباد الرحمن في اخرة سورة في اخر سورة الفرقان واجعلنا للمتقين امامة اي ائمة يهتدى بنا - 00:14:30
ثم قال يهدون بامرنا اذا جعلهم ائمة وانبياء وايضا جعلهم يقومون بدعوة الناس الى الحق ويهدون الناس بامر الله والى دين الله ويدعونهم الى التوحيد ويحذرونهم من الشرك ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر. قال جل وعلا - 00:14:55
واوحينا اليهم فعل الخيرات. قال الطبري واوحينا اليهم فيما اوحينا ان افعلوا الخيرات. وهذا دليل على انهم انبياء لان الله اوحى اليهم جل وعلا وكان مما اوحاه اليهم ان افعلوا ان افعلوا الخيرات - 00:15:20
فاوحى اليهم فعل الخيرات يعني امرهم بان يفعلوا الخيرات. والخيرات اسم عام يدل على كل خير وعلى كل ما امر الله به جل وعلا فانه خير كله ثم قال جل وعلا - 00:15:40
واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكان لنا عابدين. ايظا وامرناهم باقام الصلاة اوحينا اليهم ان اقيموا الصلاة وهذا من باب عطف الخاص على العام فان الخيرات عامة تشمل كل خير تشمل الصلاة والزكاة - 00:16:00
والصيام وبر الوالدين والحج وغيرها من الاعمال الصالحة وقوله اقيموا الصلاة هذا بعض من الخيرات فهو من باب عطف الخاص على العامة لان الخاص بعض افراد العامة واقيموا واقيموا الصلاة واقاموا الصلاة - 00:16:23
وهذا دليل ايضا ان الله سبحانه وتعالى شرع لهم صلاة تصلونها كما انه شرع لهم زكاة يؤدونها فنؤمن بان الله فرض عليهم صلاة وزكاة لكن لا ندري ما كيفيتها وما تفصيل شأنها وما تفصيلها - 00:16:49
كم ركعة؟ وكم مرة في اليوم؟ او غير ذلك لا ندري. لان هذا مما طوي عنا علمه نؤمن بما ظهر لنا بان الله قد فرض عليهم صلاة والله اعلم بمقاديرها. كذلك ايضا فرض عليهم زكاة - 00:17:15
تؤخذ من اموالهم ولكن ايضا لا ندري مقاديرها لانه لم لم يصلنا شيء صحيح صريح في ذلك. فالواجب على المسلم ان يقف عند حدود الله والا يقول على الله بغير علم. واقام الصلاة - 00:17:32
يعني الاتيان بها وفق ما امرهم الله به جل وعلا. وكذلك اتيانه الزكاة الاتيان بها وفق ما امر الله جل وعلا به قال وكانوا لنا عابدين وهذا ثناء عليهم انهم كانوا عابدين ممن يعبدون الله ويخضعون له ويخلصون له ويخصونه بالعبادة ولا يعبدون احدا - 00:17:51
معه سواه وهذا دليل على ان لفظ العبادة لفظ تشريف وتكريم للانسان. ولهذا ذكره الله وصف نبيه فيه بالمقامات الرفيعة فقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ذكره عند ذكره بوصف العبودية عند ذكر انزال القرآن. ووصفه ايضا - 00:18:17
بالعبودية عند الاسراء به سبحان الذي اسرى بعبده وذكره بوصف العبودية عند ذكر التوكل. اليس الله بكاف عبده وذكره بوصف العبودية عند الدعوة الى الله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا - 00:18:44
فهي مقام عظيم ولهذا يمتن الله عز وجل بها على اسحاق ويعقوب ويخبر عنهم بذلك فقال وكانوا لنا عابدين ثم قال جل وعلا ولوطا اتيناه حكما وعلما بعد ان ذكر قصة - 00:19:07
ابراهيم كاملة وان جاءه له مع لوط ذكر او اردف ذلك بذكر شيء من قصص لوط وقد مر معنا مرارا وتكرارا فقال ولوطا ولوط هو لوط ابن هاران ابن ازر - 00:19:26
كان قد امن بابراهيم عليه السلام واتبعه وهاجر معه كما قال تعالى فامن له لوط وقال اني مهاجر الى ربي فاتاه الله حكما وعلما واوحى اليه وجعله نبيا وبعثه الى سدوم واعمالها. فخالفوه وكذبوه فاهلكهم الله ودمر عليهم كما قص خبرهم في غير - 00:19:45
من كتابه العزيز آآ مر معنا الحقيقة شيء من قصص لوط عليه السلام ولكن ظاهر هذه الايات انه لم ينبأ ولم يرسل الا بعد هجرته الى الشام. لان سدوم او قرى لوط هي قرى في الشام معروفة. وقد ذكر الله قريش بانهم يمرون عليهم - 00:20:12
حينما يذهبون الى الشام يمرون عليهم بالليل يمرون عليهم مصبحين وبالليل فحينما يذهبون للشام يمتارون الطعام كانوا يمرون بقرى قوم لوط فهو في الشام وسدوم في الشام فهي قريته ومكانه الذي كان فيه - 00:20:48
هيظا الله سبحانه وتعالى نجاه منهم فاثنى عليه واخبر انه اتاه حكما يحكم به بين الناس يحكم بالعدل بما انزله عليه وعلما رزقه علما قزيرا لانه نبي من انبياء الله - 00:21:10
قال ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث القرية وهي سدوم المكان الذي كان فيه التي كانت تعمل الخبائث والخبائث المراد بها الذنوب الكبيرة والمعاصي التي اتصفت بالخبث ومنها اتيانهم الرجال في ادبارهم - 00:21:32
مع كفرهم بالله جل وعلا وجحودهم وعدم ايمانهم فهذا من الخبائث التي كانوا يفعلونها وقد مر معنا ايضا ما سبق ان اشرنا اليه للايات التي تدل على ان الملائكة جاؤوا - 00:21:57
ومروا بابراهيم وبشروه باسحاق وكان قد ضيفهم وذبح لهم عجلا سمينا ولكنهم لم لم يأكلوا منه فاوجس منهم خيفة وقالوا لا تخافوا بشروه بغلام عليم وهو اسحاق وذكر وذكر انه سألهم ما خطبكم ايها المرسلون؟ قالوا ارسلنا الى - 00:22:20
قوم مجرمين فهم ملائكة العذاب الذين ارسلهم الله الى قوم لوط لكنهم مروا بابراهيم وبشروا باسحاق ثم بعد ذلك ذهبوا الى لوط وكانوا على هيئة شبان في غاية الجمال وكانوا مردا - 00:22:48
ليس بوجوههم شعر وكل هذا من مكر الله بقوم لوط حتى يعني يرغب ويحاول ان يفعل بهم الفاحشة وفعلا جاءوا يهرعون الى فرعون الى لوط جاءوا يهرعون اليه ويريدون الوقيعة وفعل الفاحشة بضيوفه - 00:23:07
فقال فناصحهم وقال اتقوا الله اتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي ولا تفظحون وقال هؤلاء بناتي يعني نسائكم لان نساء نساء الامة كلهن بنات لنبيها كما ان نساء النبي امهات المؤمنين ولكنهم ابوا - 00:23:32
امر الله امرت الملائكة بامر الله جل وعلا امروا لوط امروا لوطا بامر الله لهم بذلك ان يخرج في اخر الليل بقطع من الليل ولا يلتفت منهم احد فخرج باهله الا امرأته كانت من الغابرين - 00:23:56
فالتفتت فاصابها العذاب وقيل انها لم تخرج اصلا لانها كانت من قوم كافرين او كانت على دين قومها فاصابهم العذاب وطمس الله اعينهم ثم قلب بهم وبقراهم الارض رأسا على عقب عقوبة ونكالا من الله سبحانه وتعالى - 00:24:15
وهنا يقول ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ثم قال انهم كانوا قوم سوء فاسقين. اخبر عنهم ان عن قوم لوط انهم كانوا قوم سوء والسوء بالفتح هو القبيح المكروه - 00:24:42
والمراد انهم اصحاب ذنوب قبيحة ومعاصي ومنكرات ومنها كما قدمنا اه اتيان الرجال في قال كانوا قوم سوء وكانوا ايضا فاسقين. والفسوق في اللغة هو الخروج ومنه قولهم فسقت الرطبة اذا خرجت من قشرتها - 00:25:01
المراد به في الشرع هو الخروج عن طاعة الله الى معصيته فانهم كانوا قوما فاسقين اي خارجين عن طاعة الله كافرين غير مستجيبين لله ولرسوله. ثم قال جل وعلا وادخلناه في رحمتنا انه من الصالحين. ادخله الله - 00:25:26
في رحمته وجعله من المرحومين وجعله من الانبياء وجعله من اهل الجنة آآ ونجاه مما كان يريد به قومه اثنى عليه انه من الصالحين لانه نبي من انبياء الله ولانه ايضا - 00:25:47
قد اصلح العمل بالايمان بالله جل وعلا واتباع شرعه والانتهاء عن مناهيه ثم قال جل وعلا ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له اي واذكر نوحا ونوحا معطوه على ما قبله وتقدير - 00:26:09
واذكر نوحا اذ نادى من قبل من قبل يعني من قبل هؤلاء الانبياء. لان نوح هو ام اول الرسل هو اول الرسل وليس وليس قبله احد كما قال جل وعلا انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده - 00:26:28
وبحديث الاسراء والمعراج في البخاري اه وفي حديث الشفاعة في البخاري ان الناس يموج بعضهم ببعض فيأتون اليه حينما يحيلهم ادم عليه ويقول له يا نوح انت اول رسول ارسله الله. الحديث - 00:26:52
فهو اول الرسل ولهذا قوله من قبل يعني من قبل هؤلاء الانبياء الذي ذكرت لكم قصصهم وهم ابراهيم ولوط وموسى وهارون وقد سبقوا في الايات السابقة وقوله نادى اي المراد - 00:27:07
انه دعا قومه. المراد بانه عليه السلام دعا على قومه دعا على قومه هو دعاهم اولا فلما لم يستجيبوا نادى ربه مستجيء مستعينا به وداعيا على قومه وهذا تبينه ايات اخرى كما في قوله جل وعلا - 00:27:26
فدعا ربه اني مغلوب فانتصر. وايضا في قوله جل وعلا وقال نوح الرب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. انك ان تذرهم ظل عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا. ولهذا قال هنا - 00:27:52
اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله. والمراد فنجيناه. يعني نجيناه من الكرب والامر الذي كان فيه لما ضيق عليه قومه وما امن منهم الا قليل مع انه مكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. قال فنجيناه - 00:28:08
وذلك حينما امره بصنع السفينة ثم لما امر الماء ان تنهمر بالماء فلما امر السماء ان تنهمر بالماء والارض ان تتفجر عيونا ركب هو من معه بالسفينة فحمل حملتهم وكان وكانوا في موج كالجبال ولكن مع ذلك نجاهم وسلمهم - 00:28:32
فلم يغرقوا مع قومهم ولم تغرق بهم سفينتهم. وقوله هنا آآ فنجيناه واهله المراد باهله هنا هم المؤمنون المؤمنون من اهله كما قال جل وعلا في اية اخرى واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل. فالمراد انه نجاه - 00:28:58
وقومه وايضا من معه من اهله ويقال ان معه ثلاثة من ابنائه وكذلك نجى معهم المؤمنين قال من الكرب العظيم ونجيناه فنجيناه واهله من الكرب العظيم. والكرب العظيم هو آآ الغم الشديد والهم الذي لحق بهم آآ حينما كان الطوفان فنجاهم من الغرق آآ - 00:29:26
بركوبهم في السفينة واغرق الباقين. قال ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا. قال مستتبعا للانتقام من القوم المذكورين اي منعناه من القوم الذين كذبوا باياتنا وهم قومه فكذبوا بالايات والنذر ولم يؤمنوا بها ثم - 00:29:51
ثم قال عنهم انهم كانوا قوما قوم سوء فاغرقناهم اجمعين. كانوا قوم سوء آآ اهل قبيح ومنكر ثم اغرقهم جميعا فاغرقهم اجمعين اي لم نترك منهم احدا الا اصحاب السفينة. وهذا جزاء وفاقا - 00:30:11
لانهم كفروا عتوا طالت مدة دعوة نوح لهم ومع ذلك لم يؤمنوا اخبروها انهم ليسوا له بمؤمنين فانتقم الله منهم واغرقهم اجمعين ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله - 00:30:31
رسوله نبينا محمد - 00:30:51
Transcription
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. ففي هذا المجلس آآ نتعرض لهذه الايات من سورة - 00:00:00
الانبياء وهي قوله جل وعلا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين. وهذه الاية جاءت في سياق اه خبر ابراهيم عليه السلام. وقد تمر وقد مر معنا اه وتقدم في الايات السابقة - 00:00:20
اه ذكر شيء مما اه حصل له وكان من اخرها قوله جل وعلا قالوا حرقوه وانصروا الهة ان كنتم فاعلين. لما كسر اصنامهم واقام عليهم الحجة وامرهم بسؤال اصنامهم ان كانوا ينطقون - 00:00:40
ورجعوا الى انفسهم ونكسوا على رؤوسهم وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فانكر عليهم آآ ذلك فقال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون - 00:01:00
فقالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. فقال الله فالقوه في فاضرموا نارا عظيمة والقوه فيها. فقال الله جل وعلا لهذه نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. كوني بردا باردة ليست بحارة ولا محرقة. وايضا بردا مصحوبا بالسلام - 00:01:20
لان البرد اذا اشتد يؤذي ولكنها كانت باردة مصحوبة بالسلامة فلم تصبه باذى. ثم قال في هذه الاية ونجنا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين. فان ابراهيم عليه السلام كان في الموصل - 00:01:40
من العراق وكانت دعوته في العراق فحصل له ما حصل مع قومه. فلما ابوا ان يستجيبوا له وارادوا طرحه في النار فنجاه الله منهم امره الله جل وعلا بالهجرة فخرج مهاجرا - 00:02:00
الى الارض التي بارك الله فيها وهي ارض الشام على الصحيح من اقوال اهل العلم هي ارض الشام وهذا قول جمهور المفسرين ابن عباس هي اه مكة هي مكة وقال الا تسمع - 00:02:17
قول الله جل وعلا ان اول بيت وضع للناس آآ ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين وقال بعض وقال كعب الاحبار هي حران قال اه انطلق وقال السدي انطلق ابراهيم ولوط قبل قبل الشام او قبل الشام فلقي ابراهيم سارة. وهي ابنة ملك - 00:02:37
ملكي حران وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على الا يغيرها او لا يعيرها رواه ابن جرير. قال ابن كثير وهو غريب والمشهور انها ابنة عمه وانه خرج بها مهاجرا من بلادها. وهذا هو الاظهر. ولهذا صارت الاقوال ثلاثة اما - 00:03:03
ان الارض المباركة هي ارض الشام واما انها مكة واما انها ارض حران. والصحيح من هذه الاقوال هو انها الشام ويدل على هذا الاحاديث التي في البخاري وغيره ان ابراهيم لما جاء اه زوجته - 00:03:23
هاجر وابنها اسماعيل ووظعهما بمكة ولم يكن فيها انيس وكانت يعني برا صحراء ثم كرر راجعا الى الشام هكذا في الحديث ثم بعد ذلك قال كان يأتي من الشام اذا الارض المباركة هي الشام - 00:03:43
وكان يأتي الى آآ زوجتي والى تركته وهذا معروف في السير وهو في الصحيحين وفي غيرهما ايضا ما يدل على انها هي الشام قوله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله - 00:04:05
فارض الشام ارض مباركة وخاصة اه الارض التي بجوار المسجد الاقصى ارض فلسطين فانها ارض مباركة للعالمين فيها الاشجار والزيتون وفيها البركات وبها توفر ما يحتاج اليه الناس ولا يزال - 00:04:31
زيت الزيتون الفلسطيني او الى الان معروف بجودته من تلك الاماكن لان الله قد بارك فيها و اما القول الثاني بانه من حران فهذا قول ضعيف ولا دليل عليه. واما القول بانها - 00:04:51
مكة والاستدلال بقوله جل وعلا ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فانه يجاب عنه بانه لم يكن في ذلك الزمان لم تكن مكة ولم يكن قد بني البيت ويدل على هذا - 00:05:09
القرآن والسنة فان الله قال واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل فبين ان بناء ابراهيم لقواعد البيت كان بمعاونة ابنه ونبي الله اسماعيل. ونبي الله اسماعيل كما في البخاري ومسلم انه جاء به ابوه من الشام وانزله بمكة مع امه هاجر ولم يكن وكان طفلا - 00:05:28
الربيع. ولهذا لما انتهى الماء عنه وانتهى اللبن من ثدي امه آآ جعلت تبحث عن الماء يمنة ويسرة فذهبت حتى صعدت على الصفا فنظرت ولم ترى احدا قريبا ثم انحدرت في الوادي وسعت حتى وصلت الى المروة ونظرت يمينا او شمالا حتى سعت سبعة اشواط فكان سنة بعد ذلك سنة - 00:05:58
الطواف بين الصفا والمروة ولما جاءها جبريل آآ او قالت اغث وظرب بعقبه الارظ فخرجت زمزم فشربت وارتوت فجاء جرهم وسكنوا معها واشترطت عليهم ان الماء لها وحق الماء لها ولكنهم لهم ان يشربوا - 00:06:27
فالحاصل ان اسماعيل اه لما جيء به اه لما جاء به ابراهيم الى ذلك المكان كان طفلا رضيعا ولم تكن هناك مكة ولا بناء وابراهيم انما جاء آآ انما جاء اسماعيل وامه الى ارض مكة بعد ان هاجر الى الشام - 00:06:50
فالصواب هو القول الاول ان المراد الارض التي بارك الله فيها للعالمين انها ارض الشام وارض بيت المقدس وان ابراهيم هاجر اليها قال ونجيناه ولوطا. ايضا نجيناه ونجينا لوطا معه - 00:07:15
ولوط هو ابن اخي هارون هو ابن اخي هارون ونجاه الله معه امن آآ نعم ولوطا لوطا هو ابن اخي ابراهيم لوط هو ابن اخي ابراهيم فهو لوط ابن هاران ابن ازر ابن هاران ابن ازر وابراهيم عليه السلام ابراهيم ابن ازر - 00:07:36
قال لابيه ازر اذا فلوط ابن هارون وهاران اخو ابراهيم فهو ابن اخي ابراهيم ايضا امن به وخرج معه وكان معه ظاهر السياق انه كان معه في العراق او في الموصل - 00:08:06
فلما كبروا واعرضوا هاجروا ومن الله عز وجل عليهم بان نجاهم من قومهم ومن كيد قومهم ونجاهم آآ الى الارض المباركة وان كان لوط عليه السلام انما كان نبيا بعد ذلك بعد ان جاء الى الشام - 00:08:29
كما مر معنا في قصص لوط ولعل نشير الى شيء من ذلك قريبا. قال جل وعلا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين وهنا فائدة الحقيقة اود ان اشير اليها فان آآ - 00:08:54
اطلاق اللواط على اتيان الرجل للرجل خطأ ما يقال لواط لانه نسبة الى لوط ولوط عليه السلام ما كان يرضى بهذا بل انكر عليهم هذا قوله وتأتون الذكران من العالمين ولم يرد في الكتاب والسنة تسمية - 00:09:11
اتيان الرجل مع دبره او المرأة مع دبرها لم يأت تسميته لواطا وانما جاء في السنة من عمل عمل قوم لوط فهذا عمل قوم لوط لكن ما يقال انه لواط - 00:09:33
وينسب الى نبي الله لوط وان كان بعض اهل العلم يقول قيل لهم اللوطية ليس نسبة الى لوط وانما من قولهم لاط الحوظ يليطه يعني اذا اراد يعني اذا ادخل يده فيه ليصلحها فيقول اللوط قد يأتي يعني بمعنى - 00:09:48
الادخال فقيل له قيل لهم لوطية لانه يدخل او يأتي الرجل من دبره دبره والعياذ بالله جل وعلا وايضا مما انبه عليه انه مما يجب ان يعلمه كل مسلم انه لا يجوز للرجل ان يأتي امرأته مع - 00:10:12
او في دبرها لان هذا هو اللوطية الصغرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ملعون من اتى امرأة في دبرها وقال صلى الله عليه واله وسلم ان الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في حشوشه - 00:10:35
ان فهو من الامور المحرمة والشنيعة والقبيحة. قال جل وعلا ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين. وهبنا اي اعطينا ابراهيم هبة منا اسحاق فهو اسحاق بن ابراهيم وايضا وهبنا له يعقوب وهو ابن اسحاق ابن ابنه - 00:10:52
حفيدو ثم قال نافلة نافلة بمعنى عطية ونحلة لكن هل يرجع على اسحاق ويعقوب جميعا قال بهذا بعض المفسرين قالوا لان اسحاق ويعقوب كلاهما عطاء اعطاه الله عز وجل لابراهيم - 00:11:18
فاسحاق ان انما وهبه الله لابراهيم على كبر في سنه وقد بلغ من الكبر عتيا حتى قال بعض المفسرين وسبق ان اشرنا الى هذا انه لما رزق باسحاق كان عمره تسعين سنة - 00:11:44
وقيل كان عمره مئة وعشر سنوات وكانت امرأته عاقر لا تلد ولا يولد لمثلها ومع ذلك وهب الله له اسحاق فنص على انه هبة لعظم المنة فيه ولانه على خلاف ما يكون عليه الابناء في سن - 00:12:04
اه الصغر ولا يكون في سن الكبر. وقال بعضهم بل نافلة يعود على يعقوب فمعنى الاية ان الله جل وعلا يقول وهبنا له اسحاق ووهبنا له زيادة يعقوب زيادة على اسحاق يعقوب - 00:12:25
لان النافلة تأتي معنا الزيادة النافلة تأتي معنا الزيادة كما قال الطبري قال النافلة هي الفضل من الشيء يصير الى الرجل من اي شيء كان ذلك الحاصل ثم ابن جرير الطبري ايضا لما جاء لم يجزم بترجيح معين - 00:12:44
وقال المهم ان الله سبحانه وتعالى وهبه اسحاق ووهبه يعقوب عطية وهبة منه سبحانه تعالى قال وكلا جعلنا صالحين كلا هذا التنين يسمى تنوين العوظ وكلا من من اسحاق ويعقوب - 00:13:10
اه كان جعله الله صالحا من الصالحين الذين اصلحوا اعمالهم بايمانهم بالله جل وعلا واتباعهم الحق الذي امروا به. ولذلك كانوا انبياء كانوا انبياء كلهم انبياء. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم هو يوسف - 00:13:30
ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. فيوسف النبي وابوه يعقوب نبي واسحاق جده نبي وابراهيم جد ابيه نبي عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته ثم قال جل وعلا وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا. جعل اسحاق - 00:13:58
ويعقوب ائمة في الدين يؤتم بهم ويصدر عنهم ويتأسى بهم كما قال جل وعلا عن عباد الرحمن في اخرة سورة في اخر سورة الفرقان واجعلنا للمتقين امامة اي ائمة يهتدى بنا - 00:14:30
ثم قال يهدون بامرنا اذا جعلهم ائمة وانبياء وايضا جعلهم يقومون بدعوة الناس الى الحق ويهدون الناس بامر الله والى دين الله ويدعونهم الى التوحيد ويحذرونهم من الشرك ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر. قال جل وعلا - 00:14:55
واوحينا اليهم فعل الخيرات. قال الطبري واوحينا اليهم فيما اوحينا ان افعلوا الخيرات. وهذا دليل على انهم انبياء لان الله اوحى اليهم جل وعلا وكان مما اوحاه اليهم ان افعلوا ان افعلوا الخيرات - 00:15:20
فاوحى اليهم فعل الخيرات يعني امرهم بان يفعلوا الخيرات. والخيرات اسم عام يدل على كل خير وعلى كل ما امر الله به جل وعلا فانه خير كله ثم قال جل وعلا - 00:15:40
واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكان لنا عابدين. ايظا وامرناهم باقام الصلاة اوحينا اليهم ان اقيموا الصلاة وهذا من باب عطف الخاص على العام فان الخيرات عامة تشمل كل خير تشمل الصلاة والزكاة - 00:16:00
والصيام وبر الوالدين والحج وغيرها من الاعمال الصالحة وقوله اقيموا الصلاة هذا بعض من الخيرات فهو من باب عطف الخاص على العامة لان الخاص بعض افراد العامة واقيموا واقيموا الصلاة واقاموا الصلاة - 00:16:23
وهذا دليل ايضا ان الله سبحانه وتعالى شرع لهم صلاة تصلونها كما انه شرع لهم زكاة يؤدونها فنؤمن بان الله فرض عليهم صلاة وزكاة لكن لا ندري ما كيفيتها وما تفصيل شأنها وما تفصيلها - 00:16:49
كم ركعة؟ وكم مرة في اليوم؟ او غير ذلك لا ندري. لان هذا مما طوي عنا علمه نؤمن بما ظهر لنا بان الله قد فرض عليهم صلاة والله اعلم بمقاديرها. كذلك ايضا فرض عليهم زكاة - 00:17:15
تؤخذ من اموالهم ولكن ايضا لا ندري مقاديرها لانه لم لم يصلنا شيء صحيح صريح في ذلك. فالواجب على المسلم ان يقف عند حدود الله والا يقول على الله بغير علم. واقام الصلاة - 00:17:32
يعني الاتيان بها وفق ما امرهم الله به جل وعلا. وكذلك اتيانه الزكاة الاتيان بها وفق ما امر الله جل وعلا به قال وكانوا لنا عابدين وهذا ثناء عليهم انهم كانوا عابدين ممن يعبدون الله ويخضعون له ويخلصون له ويخصونه بالعبادة ولا يعبدون احدا - 00:17:51
معه سواه وهذا دليل على ان لفظ العبادة لفظ تشريف وتكريم للانسان. ولهذا ذكره الله وصف نبيه فيه بالمقامات الرفيعة فقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ذكره عند ذكره بوصف العبودية عند ذكر انزال القرآن. ووصفه ايضا - 00:18:17
بالعبودية عند الاسراء به سبحان الذي اسرى بعبده وذكره بوصف العبودية عند ذكر التوكل. اليس الله بكاف عبده وذكره بوصف العبودية عند الدعوة الى الله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا - 00:18:44
فهي مقام عظيم ولهذا يمتن الله عز وجل بها على اسحاق ويعقوب ويخبر عنهم بذلك فقال وكانوا لنا عابدين ثم قال جل وعلا ولوطا اتيناه حكما وعلما بعد ان ذكر قصة - 00:19:07
ابراهيم كاملة وان جاءه له مع لوط ذكر او اردف ذلك بذكر شيء من قصص لوط وقد مر معنا مرارا وتكرارا فقال ولوطا ولوط هو لوط ابن هاران ابن ازر - 00:19:26
كان قد امن بابراهيم عليه السلام واتبعه وهاجر معه كما قال تعالى فامن له لوط وقال اني مهاجر الى ربي فاتاه الله حكما وعلما واوحى اليه وجعله نبيا وبعثه الى سدوم واعمالها. فخالفوه وكذبوه فاهلكهم الله ودمر عليهم كما قص خبرهم في غير - 00:19:45
من كتابه العزيز آآ مر معنا الحقيقة شيء من قصص لوط عليه السلام ولكن ظاهر هذه الايات انه لم ينبأ ولم يرسل الا بعد هجرته الى الشام. لان سدوم او قرى لوط هي قرى في الشام معروفة. وقد ذكر الله قريش بانهم يمرون عليهم - 00:20:12
حينما يذهبون الى الشام يمرون عليهم بالليل يمرون عليهم مصبحين وبالليل فحينما يذهبون للشام يمتارون الطعام كانوا يمرون بقرى قوم لوط فهو في الشام وسدوم في الشام فهي قريته ومكانه الذي كان فيه - 00:20:48
هيظا الله سبحانه وتعالى نجاه منهم فاثنى عليه واخبر انه اتاه حكما يحكم به بين الناس يحكم بالعدل بما انزله عليه وعلما رزقه علما قزيرا لانه نبي من انبياء الله - 00:21:10
قال ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث القرية وهي سدوم المكان الذي كان فيه التي كانت تعمل الخبائث والخبائث المراد بها الذنوب الكبيرة والمعاصي التي اتصفت بالخبث ومنها اتيانهم الرجال في ادبارهم - 00:21:32
مع كفرهم بالله جل وعلا وجحودهم وعدم ايمانهم فهذا من الخبائث التي كانوا يفعلونها وقد مر معنا ايضا ما سبق ان اشرنا اليه للايات التي تدل على ان الملائكة جاؤوا - 00:21:57
ومروا بابراهيم وبشروه باسحاق وكان قد ضيفهم وذبح لهم عجلا سمينا ولكنهم لم لم يأكلوا منه فاوجس منهم خيفة وقالوا لا تخافوا بشروه بغلام عليم وهو اسحاق وذكر وذكر انه سألهم ما خطبكم ايها المرسلون؟ قالوا ارسلنا الى - 00:22:20
قوم مجرمين فهم ملائكة العذاب الذين ارسلهم الله الى قوم لوط لكنهم مروا بابراهيم وبشروا باسحاق ثم بعد ذلك ذهبوا الى لوط وكانوا على هيئة شبان في غاية الجمال وكانوا مردا - 00:22:48
ليس بوجوههم شعر وكل هذا من مكر الله بقوم لوط حتى يعني يرغب ويحاول ان يفعل بهم الفاحشة وفعلا جاءوا يهرعون الى فرعون الى لوط جاءوا يهرعون اليه ويريدون الوقيعة وفعل الفاحشة بضيوفه - 00:23:07
فقال فناصحهم وقال اتقوا الله اتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي ولا تفظحون وقال هؤلاء بناتي يعني نسائكم لان نساء نساء الامة كلهن بنات لنبيها كما ان نساء النبي امهات المؤمنين ولكنهم ابوا - 00:23:32
امر الله امرت الملائكة بامر الله جل وعلا امروا لوط امروا لوطا بامر الله لهم بذلك ان يخرج في اخر الليل بقطع من الليل ولا يلتفت منهم احد فخرج باهله الا امرأته كانت من الغابرين - 00:23:56
فالتفتت فاصابها العذاب وقيل انها لم تخرج اصلا لانها كانت من قوم كافرين او كانت على دين قومها فاصابهم العذاب وطمس الله اعينهم ثم قلب بهم وبقراهم الارض رأسا على عقب عقوبة ونكالا من الله سبحانه وتعالى - 00:24:15
وهنا يقول ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ثم قال انهم كانوا قوم سوء فاسقين. اخبر عنهم ان عن قوم لوط انهم كانوا قوم سوء والسوء بالفتح هو القبيح المكروه - 00:24:42
والمراد انهم اصحاب ذنوب قبيحة ومعاصي ومنكرات ومنها كما قدمنا اه اتيان الرجال في قال كانوا قوم سوء وكانوا ايضا فاسقين. والفسوق في اللغة هو الخروج ومنه قولهم فسقت الرطبة اذا خرجت من قشرتها - 00:25:01
المراد به في الشرع هو الخروج عن طاعة الله الى معصيته فانهم كانوا قوما فاسقين اي خارجين عن طاعة الله كافرين غير مستجيبين لله ولرسوله. ثم قال جل وعلا وادخلناه في رحمتنا انه من الصالحين. ادخله الله - 00:25:26
في رحمته وجعله من المرحومين وجعله من الانبياء وجعله من اهل الجنة آآ ونجاه مما كان يريد به قومه اثنى عليه انه من الصالحين لانه نبي من انبياء الله ولانه ايضا - 00:25:47
قد اصلح العمل بالايمان بالله جل وعلا واتباع شرعه والانتهاء عن مناهيه ثم قال جل وعلا ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له اي واذكر نوحا ونوحا معطوه على ما قبله وتقدير - 00:26:09
واذكر نوحا اذ نادى من قبل من قبل يعني من قبل هؤلاء الانبياء. لان نوح هو ام اول الرسل هو اول الرسل وليس وليس قبله احد كما قال جل وعلا انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده - 00:26:28
وبحديث الاسراء والمعراج في البخاري اه وفي حديث الشفاعة في البخاري ان الناس يموج بعضهم ببعض فيأتون اليه حينما يحيلهم ادم عليه ويقول له يا نوح انت اول رسول ارسله الله. الحديث - 00:26:52
فهو اول الرسل ولهذا قوله من قبل يعني من قبل هؤلاء الانبياء الذي ذكرت لكم قصصهم وهم ابراهيم ولوط وموسى وهارون وقد سبقوا في الايات السابقة وقوله نادى اي المراد - 00:27:07
انه دعا قومه. المراد بانه عليه السلام دعا على قومه دعا على قومه هو دعاهم اولا فلما لم يستجيبوا نادى ربه مستجيء مستعينا به وداعيا على قومه وهذا تبينه ايات اخرى كما في قوله جل وعلا - 00:27:26
فدعا ربه اني مغلوب فانتصر. وايضا في قوله جل وعلا وقال نوح الرب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. انك ان تذرهم ظل عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا. ولهذا قال هنا - 00:27:52
اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله. والمراد فنجيناه. يعني نجيناه من الكرب والامر الذي كان فيه لما ضيق عليه قومه وما امن منهم الا قليل مع انه مكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. قال فنجيناه - 00:28:08
وذلك حينما امره بصنع السفينة ثم لما امر الماء ان تنهمر بالماء فلما امر السماء ان تنهمر بالماء والارض ان تتفجر عيونا ركب هو من معه بالسفينة فحمل حملتهم وكان وكانوا في موج كالجبال ولكن مع ذلك نجاهم وسلمهم - 00:28:32
فلم يغرقوا مع قومهم ولم تغرق بهم سفينتهم. وقوله هنا آآ فنجيناه واهله المراد باهله هنا هم المؤمنون المؤمنون من اهله كما قال جل وعلا في اية اخرى واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل. فالمراد انه نجاه - 00:28:58
وقومه وايضا من معه من اهله ويقال ان معه ثلاثة من ابنائه وكذلك نجى معهم المؤمنين قال من الكرب العظيم ونجيناه فنجيناه واهله من الكرب العظيم. والكرب العظيم هو آآ الغم الشديد والهم الذي لحق بهم آآ حينما كان الطوفان فنجاهم من الغرق آآ - 00:29:26
بركوبهم في السفينة واغرق الباقين. قال ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا. قال مستتبعا للانتقام من القوم المذكورين اي منعناه من القوم الذين كذبوا باياتنا وهم قومه فكذبوا بالايات والنذر ولم يؤمنوا بها ثم - 00:29:51
ثم قال عنهم انهم كانوا قوما قوم سوء فاغرقناهم اجمعين. كانوا قوم سوء آآ اهل قبيح ومنكر ثم اغرقهم جميعا فاغرقهم اجمعين اي لم نترك منهم احدا الا اصحاب السفينة. وهذا جزاء وفاقا - 00:30:11
لانهم كفروا عتوا طالت مدة دعوة نوح لهم ومع ذلك لم يؤمنوا اخبروها انهم ليسوا له بمؤمنين فانتقم الله منهم واغرقهم اجمعين ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله - 00:30:31
رسوله نبينا محمد - 00:30:51