المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثامنة والتسعون مناظرة بين مؤمن موحد ومادي ملحد اذكر هنا محاورة بين مؤمن موحد ومادي ملحد وذلك ان رجلين مسلمين كانا متصافيين على الاسلام وفي طلب العلم - 00:00:02
فغاب احدهما عن صاحبه مدة طويلة ثم التقيا فاذا هذا الغائب قد تغيرت احواله واخلاقه فسأله صاحبه وبحث معه في تبين السبب الذي اوصله الى هذا التغير الذي لا يعهده منه - 00:00:38
فاذا هو قد تغلبت عليه دعايات الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به سيد المرسلين تحاوره صاحبه وقلبه على كل وجه لعله يرجع عن هذا الانقلاب الغريب الذي توجه به وجهة خبيثة - 00:01:01
فلم يفد فيه النصح فعرف ان هذا علته تفتقر الى استئصال اصل الداء ومقابلته بضده وان ذلك متوقف على معرفة الاسباب التي حولته والى تمحيصها وتوضيحها ومقابلتها بما يضادها ويقمعها - 00:01:28
وشرحها شرحا يبين مرتبتها من الحقيقة فقال له مستكشفا له عن الحامل له على ذلك يا هذا ما هذه الاسباب التي حملتك على ما ارى وما الذي دعاك الى نبذ ما كنت عليه - 00:01:53
فان كان خيرا كنت انا وانت شريكين فيه وتابعتك على ذلك والا فانظر لنفسك وانظر من عقلك وادبك انك لا ترضى ان تقيم على ما يضرك ويثمرك الثمرات الرديئة فقال له - 00:02:14
لا اخفيك العلم اني رأيت حالة المسلمين حالة لا يرضاها عاقل رأيتهم في ذل وخمول وامورهم مدبرة واحوالهم سيئة ورأيت في الجانب الاخر هو ان الاجانب قد ترقوا في هذه الحياة - 00:02:35
وتفننوا في الفنون العجيبة واخترعوا الاختراعات المدهشة والصناعات المتفوقة وقد دانت لهم الامم وصاروا يتحكمون في الامم الضعيفة بما شاءوا ويعتبرونهم كالعبيد لهم والاجراء وادنى من ذلك فرأيت منهم العز الذي بهرني والتفنن الذي ادهشني - 00:02:56
فقلت في نفسي لولا ان هؤلاء القوم هم القوم وانهم على الحق والمسلمون على ضده ما كانوا على الوصف الذي ذكرت لك فرأيت سلوكي سبيلهم خيرا لي واحمد عاقبه فهذا الذي سيرني الى ما رأيت - 00:03:24
فقال له صاحبه حين ابدى له ما كان مستورا اذا كان هذا هو السبب الذي حولك الى ما ارى فهذا ليس من الاسباب والطرق والحقائق التي يبني عليها العقلاء واولو الالباب عقائدهم واخلاقهم واعمالهم - 00:03:46
ويعلقون بها مستقبلهم وامالهم اما تأخر المسلمين فيما ذكرت فليس ذلك من دينهم بل دينهم يضاد هذا اشد المضادة وقد علمت وتيقنت ببعض ما عرفت ان دين الاسلام يدعو الى الصلاح والاصلاح من كل وجه - 00:04:10
اصلاح العقائد والاخلاق والدين والدنيا واصلاح الاحوال الداخلية والخارجية بكل وسيلة تصلح الامة وتكف عنها غاية الاعداء والاستعداد لهم بكل قوة تستطاع وها هو لا تزال تعاليمه وارشاداته قائمة لدينا - 00:04:35
تنادي اهلها هلموا الى جميع الاسباب النافعة التي تعليكم وترقيكم وتعزكم في دينكم ودنياكم افبتفريط اهل الدين بل المنتسبين الى الدين تحتج على الدين وتوالي اعدائه اليس العاقل اذا رأى هذا التفريط منهم - 00:05:01
اوجب له ان يكون نشاطه وجهاده متضاعفا لينال المقامات العالية وينتقد الهالكين من الهوة العميقة اليس القيام التام لنصر الدين في هذه الحالة من افرض الفروض واوجب الواجبات الجهاد في حالة قوة المسلمين وكثرة المشاركين له فضل عظيم - 00:05:27
يفوق سائر العبادات فكيف اذا كانوا على هذا الوصف فان الجهاد في سبيله لا يمكن التعبير عن فضله وجليل ثمراته ففي هذه الحال يكون الجهاد قسمين قسم جهاد لتقويم المسلمين وايقاظ هممهم وعزائمهم - 00:05:56
وتعليمهم كل علم ينفعهم وارشادهم الى كل صلاح واصلاح وتهذيبهم بالاخلاق الراقية ولعل هذا اشق النوعين وافضلهما وقسم فيه مقاومة الاعداء واعداد العدة لهم من كل وجه افحين صار الامر على الوصف الذي ذكرت والحال التي شرحت - 00:06:20
وصار الموقف حرجا تتخلى عن اخوانك المسلمين وتتخلف مع الجبناء والمتخلفين فكيف وانت منضم الى حزب المحاربين لانك يا هذا ارذل ممن قال الله فيهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا - 00:06:50
قاتلوا لاجل الدين او ادفعوا لاجل الرابطة القومية فاعيذك من هذه الحالة التي لا يرضاها ذوي الديانات ولا اهل النجدات والمودات فهل ترضى ان تشارك قومك في حال عزهم وقوة عددهم وعديدهم - 00:07:14
وتفارقهم في حال ذلهم ومصائبهم وتخذلهم في حالة اشتدت فيها الضرورة الى نصرة الاولياء وغيرهم وقمع عدوان الاعداء فكيف مع هذا تظاهر الاعداء الارداء فهل رأيت دينا خيرا من دينك - 00:07:36
فقال له هذا المنقلب الامر كما ذكرت لك ونفسي تتوق الى اولئك الاقوام الذين اتقنوا الفنون والصناعات والفوا السياسات الراقية والحضارات فقال له صاحبه وهو يحاوره ارفضت دينا قيما كامل القواعد - 00:08:01
نير البرهان يدعو الى الخيرات ويحث على جميع طرق السعادة والفلاح ويقول لاهله هلموا الى الفلاح والنجاح هلموا الى دين عظيم مبني على الحضارات الصحيحة الراقية التي بنيت على العدل والتوحيد - 00:08:26
واسست على الرحمة والشفقة على الخلق والحكمة واداء الحقوق ومنع الظلم من جميع الوجوه والعقوق دينا شمل بظله الظليل وخيره الكثير الطويل واحسانه الشامل وبهائه الكامل ما بين المشارق والمغارب - 00:08:49
واعترف بذلك الموافق والمنصف المخالف اتتركه يا هذا لحضارات ومدنيات زائفة مبنية على الكفر والالحاد مؤسسة على الجشع والطمع وظلم العباد فاقدة لروح الايمان وروحه ورحمته حضارة ظاهرها مزخرف وباطنها خراب - 00:09:11
وتظنها تعميرا للوجود وهي حقيقة الهلاك والتدمير الم تر اثارها وما جلبته للعباد من الهلاك والفناء فهل سمع الخلق منذ اوجدهم بمثل هذه المجازر البشرية والفوضى المادية فهل اغنت عنهم مدنيتهم وحضارتهم من عذاب الله من شيء لما جاء امر ربك - 00:09:40
وما زادتهم غير تبيب فلا يخدعنك يا هذا ما ترى من المناظر والزخرفة والاقوال المموهة والدعاوى والدعايات الطويلة العريضة التي اخذت بقلوب الرعاع الهمج فانظر الى بواطن الاشياء ولا تغرنك الظواهر - 00:10:10
وتأمل النتائج الوخيمة فهل اسعدتهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا يرجون حياة غيرها فضلا عن اخراهم الم ترهم ينتقلون من شر الى شرور ولا يسكتون في وقت قليل الا وهم يتحفزون الى الطامات - 00:10:35
ثم هب انهم متعوا في حياتهم بالعز والرياسات ومظاهر الحياة فهل اذا انحزت اليهم وواليتهم يشركونك في حياتهم ويجعلونك كاحدهم كلا والله انهم اذا رضوا عنك بمظاهرتك اياهم جعلوك من اخس خدامهم واقذر اجرائهم - 00:11:01
يقضون بك وترا ويجعلونك مصيدة لهم يصطادون بها كل من لا بصيرة عنده فالله الله يا هذا في دينك والله الله في مروءتك واخلاقك وادبك وفي بقية رمقك فالانضمام الى هؤلاء هو والله الهلاك - 00:11:27
فلما سمع هذا الكلام وتأمل جميع الوسائل التي تنال بها الاغراض من اولئك الاقوام فاذا هي مسدودة فلا دين ولا دنيا ولا راحة قلب ولا بدن ولا سلامة عرف انه من المغرورين - 00:11:53
وان الواجب عليه متابعة الناصحين وان الرجوع الى الحق الذي فيه سعادة الدنيا والاخرة خير من التمادي على الباطل الذي يحتوي على الضرر العظيم فقال لصاحبه كيف لي بالرجوع وانى لي وقد انحزت الى اولئك النزوع - 00:12:14
فقال له صاحبه الم تعلم ان من اكبر فضائل الانسان ان يتبع الحق الذي تبين له ويدع ما هو عليه من الباطل وان الموفق الحازم هو الذي اذا وقع في الهلاك - 00:12:40
سلك كل وسيلة توصل الى النجاة والفكاك وتخلصه مما وقع فيه من الاشراك واعلم انه كلما ذاق العبد مذهب المنحرفين وشاهد ما فيه من البغي والضلال ثم تراجع الى الحق الذي هو حبيب القلوب - 00:12:59
كان اعظم لوقعه واكبر لنفعه ارجع الى الحق ثابتا وثق بوعد الله ان الله لا يخلف الميعاد فقال الحمدلله الذي انقذنا بلطفه وحسن عنايته من الهلاك والشقاء ومن علينا بالسعادة والهدى - 00:13:23
فنسأل الله ان يتم علينا نعمته ويثبتنا عليها فقال له الناصح يا اخي وازيدك بيانا عما ذكرت لك ان هذه المظاهر التي تراها من الكفار قد نبهنا الله عليها في كتابه - 00:13:47
واخبر عنها وحذرنا ان نغتر بها قال تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد اهذا الاغترار مصيدة لهم وللجاهرين باحوالهم وقد ارانا الله من ايامه ووقائعه فيهم ما فيه عبرة للمعتبرين وموعظة للمتقين - 00:14:09
والحمد لله رب العالمين - 00:14:48
Transcription
المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثامنة والتسعون مناظرة بين مؤمن موحد ومادي ملحد اذكر هنا محاورة بين مؤمن موحد ومادي ملحد وذلك ان رجلين مسلمين كانا متصافيين على الاسلام وفي طلب العلم - 00:00:02
فغاب احدهما عن صاحبه مدة طويلة ثم التقيا فاذا هذا الغائب قد تغيرت احواله واخلاقه فسأله صاحبه وبحث معه في تبين السبب الذي اوصله الى هذا التغير الذي لا يعهده منه - 00:00:38
فاذا هو قد تغلبت عليه دعايات الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به سيد المرسلين تحاوره صاحبه وقلبه على كل وجه لعله يرجع عن هذا الانقلاب الغريب الذي توجه به وجهة خبيثة - 00:01:01
فلم يفد فيه النصح فعرف ان هذا علته تفتقر الى استئصال اصل الداء ومقابلته بضده وان ذلك متوقف على معرفة الاسباب التي حولته والى تمحيصها وتوضيحها ومقابلتها بما يضادها ويقمعها - 00:01:28
وشرحها شرحا يبين مرتبتها من الحقيقة فقال له مستكشفا له عن الحامل له على ذلك يا هذا ما هذه الاسباب التي حملتك على ما ارى وما الذي دعاك الى نبذ ما كنت عليه - 00:01:53
فان كان خيرا كنت انا وانت شريكين فيه وتابعتك على ذلك والا فانظر لنفسك وانظر من عقلك وادبك انك لا ترضى ان تقيم على ما يضرك ويثمرك الثمرات الرديئة فقال له - 00:02:14
لا اخفيك العلم اني رأيت حالة المسلمين حالة لا يرضاها عاقل رأيتهم في ذل وخمول وامورهم مدبرة واحوالهم سيئة ورأيت في الجانب الاخر هو ان الاجانب قد ترقوا في هذه الحياة - 00:02:35
وتفننوا في الفنون العجيبة واخترعوا الاختراعات المدهشة والصناعات المتفوقة وقد دانت لهم الامم وصاروا يتحكمون في الامم الضعيفة بما شاءوا ويعتبرونهم كالعبيد لهم والاجراء وادنى من ذلك فرأيت منهم العز الذي بهرني والتفنن الذي ادهشني - 00:02:56
فقلت في نفسي لولا ان هؤلاء القوم هم القوم وانهم على الحق والمسلمون على ضده ما كانوا على الوصف الذي ذكرت لك فرأيت سلوكي سبيلهم خيرا لي واحمد عاقبه فهذا الذي سيرني الى ما رأيت - 00:03:24
فقال له صاحبه حين ابدى له ما كان مستورا اذا كان هذا هو السبب الذي حولك الى ما ارى فهذا ليس من الاسباب والطرق والحقائق التي يبني عليها العقلاء واولو الالباب عقائدهم واخلاقهم واعمالهم - 00:03:46
ويعلقون بها مستقبلهم وامالهم اما تأخر المسلمين فيما ذكرت فليس ذلك من دينهم بل دينهم يضاد هذا اشد المضادة وقد علمت وتيقنت ببعض ما عرفت ان دين الاسلام يدعو الى الصلاح والاصلاح من كل وجه - 00:04:10
اصلاح العقائد والاخلاق والدين والدنيا واصلاح الاحوال الداخلية والخارجية بكل وسيلة تصلح الامة وتكف عنها غاية الاعداء والاستعداد لهم بكل قوة تستطاع وها هو لا تزال تعاليمه وارشاداته قائمة لدينا - 00:04:35
تنادي اهلها هلموا الى جميع الاسباب النافعة التي تعليكم وترقيكم وتعزكم في دينكم ودنياكم افبتفريط اهل الدين بل المنتسبين الى الدين تحتج على الدين وتوالي اعدائه اليس العاقل اذا رأى هذا التفريط منهم - 00:05:01
اوجب له ان يكون نشاطه وجهاده متضاعفا لينال المقامات العالية وينتقد الهالكين من الهوة العميقة اليس القيام التام لنصر الدين في هذه الحالة من افرض الفروض واوجب الواجبات الجهاد في حالة قوة المسلمين وكثرة المشاركين له فضل عظيم - 00:05:27
يفوق سائر العبادات فكيف اذا كانوا على هذا الوصف فان الجهاد في سبيله لا يمكن التعبير عن فضله وجليل ثمراته ففي هذه الحال يكون الجهاد قسمين قسم جهاد لتقويم المسلمين وايقاظ هممهم وعزائمهم - 00:05:56
وتعليمهم كل علم ينفعهم وارشادهم الى كل صلاح واصلاح وتهذيبهم بالاخلاق الراقية ولعل هذا اشق النوعين وافضلهما وقسم فيه مقاومة الاعداء واعداد العدة لهم من كل وجه افحين صار الامر على الوصف الذي ذكرت والحال التي شرحت - 00:06:20
وصار الموقف حرجا تتخلى عن اخوانك المسلمين وتتخلف مع الجبناء والمتخلفين فكيف وانت منضم الى حزب المحاربين لانك يا هذا ارذل ممن قال الله فيهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا - 00:06:50
قاتلوا لاجل الدين او ادفعوا لاجل الرابطة القومية فاعيذك من هذه الحالة التي لا يرضاها ذوي الديانات ولا اهل النجدات والمودات فهل ترضى ان تشارك قومك في حال عزهم وقوة عددهم وعديدهم - 00:07:14
وتفارقهم في حال ذلهم ومصائبهم وتخذلهم في حالة اشتدت فيها الضرورة الى نصرة الاولياء وغيرهم وقمع عدوان الاعداء فكيف مع هذا تظاهر الاعداء الارداء فهل رأيت دينا خيرا من دينك - 00:07:36
فقال له هذا المنقلب الامر كما ذكرت لك ونفسي تتوق الى اولئك الاقوام الذين اتقنوا الفنون والصناعات والفوا السياسات الراقية والحضارات فقال له صاحبه وهو يحاوره ارفضت دينا قيما كامل القواعد - 00:08:01
نير البرهان يدعو الى الخيرات ويحث على جميع طرق السعادة والفلاح ويقول لاهله هلموا الى الفلاح والنجاح هلموا الى دين عظيم مبني على الحضارات الصحيحة الراقية التي بنيت على العدل والتوحيد - 00:08:26
واسست على الرحمة والشفقة على الخلق والحكمة واداء الحقوق ومنع الظلم من جميع الوجوه والعقوق دينا شمل بظله الظليل وخيره الكثير الطويل واحسانه الشامل وبهائه الكامل ما بين المشارق والمغارب - 00:08:49
واعترف بذلك الموافق والمنصف المخالف اتتركه يا هذا لحضارات ومدنيات زائفة مبنية على الكفر والالحاد مؤسسة على الجشع والطمع وظلم العباد فاقدة لروح الايمان وروحه ورحمته حضارة ظاهرها مزخرف وباطنها خراب - 00:09:11
وتظنها تعميرا للوجود وهي حقيقة الهلاك والتدمير الم تر اثارها وما جلبته للعباد من الهلاك والفناء فهل سمع الخلق منذ اوجدهم بمثل هذه المجازر البشرية والفوضى المادية فهل اغنت عنهم مدنيتهم وحضارتهم من عذاب الله من شيء لما جاء امر ربك - 00:09:40
وما زادتهم غير تبيب فلا يخدعنك يا هذا ما ترى من المناظر والزخرفة والاقوال المموهة والدعاوى والدعايات الطويلة العريضة التي اخذت بقلوب الرعاع الهمج فانظر الى بواطن الاشياء ولا تغرنك الظواهر - 00:10:10
وتأمل النتائج الوخيمة فهل اسعدتهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا يرجون حياة غيرها فضلا عن اخراهم الم ترهم ينتقلون من شر الى شرور ولا يسكتون في وقت قليل الا وهم يتحفزون الى الطامات - 00:10:35
ثم هب انهم متعوا في حياتهم بالعز والرياسات ومظاهر الحياة فهل اذا انحزت اليهم وواليتهم يشركونك في حياتهم ويجعلونك كاحدهم كلا والله انهم اذا رضوا عنك بمظاهرتك اياهم جعلوك من اخس خدامهم واقذر اجرائهم - 00:11:01
يقضون بك وترا ويجعلونك مصيدة لهم يصطادون بها كل من لا بصيرة عنده فالله الله يا هذا في دينك والله الله في مروءتك واخلاقك وادبك وفي بقية رمقك فالانضمام الى هؤلاء هو والله الهلاك - 00:11:27
فلما سمع هذا الكلام وتأمل جميع الوسائل التي تنال بها الاغراض من اولئك الاقوام فاذا هي مسدودة فلا دين ولا دنيا ولا راحة قلب ولا بدن ولا سلامة عرف انه من المغرورين - 00:11:53
وان الواجب عليه متابعة الناصحين وان الرجوع الى الحق الذي فيه سعادة الدنيا والاخرة خير من التمادي على الباطل الذي يحتوي على الضرر العظيم فقال لصاحبه كيف لي بالرجوع وانى لي وقد انحزت الى اولئك النزوع - 00:12:14
فقال له صاحبه الم تعلم ان من اكبر فضائل الانسان ان يتبع الحق الذي تبين له ويدع ما هو عليه من الباطل وان الموفق الحازم هو الذي اذا وقع في الهلاك - 00:12:40
سلك كل وسيلة توصل الى النجاة والفكاك وتخلصه مما وقع فيه من الاشراك واعلم انه كلما ذاق العبد مذهب المنحرفين وشاهد ما فيه من البغي والضلال ثم تراجع الى الحق الذي هو حبيب القلوب - 00:12:59
كان اعظم لوقعه واكبر لنفعه ارجع الى الحق ثابتا وثق بوعد الله ان الله لا يخلف الميعاد فقال الحمدلله الذي انقذنا بلطفه وحسن عنايته من الهلاك والشقاء ومن علينا بالسعادة والهدى - 00:13:23
فنسأل الله ان يتم علينا نعمته ويثبتنا عليها فقال له الناصح يا اخي وازيدك بيانا عما ذكرت لك ان هذه المظاهر التي تراها من الكفار قد نبهنا الله عليها في كتابه - 00:13:47
واخبر عنها وحذرنا ان نغتر بها قال تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد اهذا الاغترار مصيدة لهم وللجاهرين باحوالهم وقد ارانا الله من ايامه ووقائعه فيهم ما فيه عبرة للمعتبرين وموعظة للمتقين - 00:14:09
والحمد لله رب العالمين - 00:14:48