شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - الشيخ د ناصر العقل
10 شرح العقيدة الطحاوية ( القرآن يقرر توحيد الألوهية ) - د ناصر العقل
Transcription
الاشارة هنا وهذا الذي اخبر به صلى الله عليه وسلم هو الذي تشهد له الادلة العقلية. يقصد الاخبار عن ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن توحيد الله وطاعته. عن توحيد الله وطاعته وصدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ويبدو لي ان العنوان الذي وضعه - 00:00:03ضَ
الشارع هنا ليس بدقيق وقال الادلة العقلية على صدق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم. ليس فقط الادلة هنا على صدق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم انما اراد - 00:00:23ضَ
الادلة العقلية على توحيد الربوبية وانه مستلزم لتوحيد الله الادلة العقلية على توحيد الربوبية. وانه مستلزم لتوحيد الالهية الذي هو ظرورة طاعة الله واتباع شرعه. بناء على دلالة دلالة العقل السليم والفطرة السليمة على وجود الله وكماله وقدرته كما سيأتي تفصيلا. نعم. وتارة - 00:00:35ضَ
مما يكون باطلا وهو حساس متحرك بالارادة فلابد له من احدهما ولابد له من مرجح لاحدهما هو هنا يقرر سيقرر آآ ابن ابي العز سيقرر ادلة آآ وجود الله تعالى وتوحيده اي وربوبيته والهيته من الفطرة السليمة والعقل السليم - 00:01:01ضَ
من وجوه متعددة من وجوه متعددة كلها يرجع بعضها الى اصل واحد في الاستدلال وهو ان الفطرة الفطرة السليمة والعقل السليم يدلان قطعا على ضرورة توحيد الله تعالى بالوجود والربوبية والالهية دون - 00:01:32ضَ
تفريق بين هذه الامور سيذكر وجوه دلالة الفطرة على هذه الامور. نعم. ونعلم انه اذا عرض على كل احد ان يصدق وينتفع واي يكذب ويتضرر مال بفطرته الى ان يصدق وينتفع وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع - 00:01:52ضَ
والايمان به هو الحق. او نقيضه. والثاني فاسد قطعا. فتعين الاول. فوجعا بناء على القول بان فطرة الانسان اي انسان تميل الى الصدق وللانتفاع بالصدق والى ما ينفع اطلاقا وتنفر من الكذب - 00:02:15ضَ
وتتضرر به وتتضرر بالتكذيب اذا كان كذلك فان الانسان بفطرته اما ان يصدق الخير النافع او ما ينفعه وهو الاعتراف بوجود الصانع او لا يصدق واذا كان الانسان فطر على التصديق والانتفاع والتصديق والانتفاع هو بوجود الله تعالى وبعبادته والاهيته فحتما لا - 00:02:39ضَ
لابد ان يكون هذا هو الافتراض اللازم. لان الثاني قطعا فاسد اي الميل للكذب والى الضرب والى هذا فاسد قطعا. فاذا كان كذلك يتحتم الاول وهو الميل الى النافع الضار. والله سبحانه وتعالى هو النافع - 00:03:04ضَ
اه الميل الى النافع نعم النافع لانه ينتفع به وتصديق ما جاء عنه وهذا ما تميل اليه الفطرة كما سيأتي ايضا من نعم. فوجب ان يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والايمان به. وبعد ذلك اما ان - 00:03:24ضَ
تكون محبته انفع للعبد او لا. والثاني فاسد قطعا. فوجب ان يكون في فطرته محبة ما ينفعه ومنها انه مفطور على جلب المنافع ودفع المضار بحسبه. وحين اذ وان لم تكن - 00:03:44ضَ
وان لم تكن فطرة كل كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك بل يحتاج الى سبب معين للفطرة كالتعليم ونحوه. فاذا وجد الشرط وانتفى المانع استجابت لما فيها من المقتضي لذلك. الشرط هنا - 00:04:04ضَ
يعني الشرط الذي يتوفر لاثارة الفطرة الكامنة التي هي فطرة التوحيد والفطرة على الخير وتوفر الشرط يعني بالتعليم السليم وبالهدى والخير وبما جاء الله به من الوحي وما جاء به من الخير على - 00:04:24ضَ
السنة الانبياء. هذا هو الشرط. والمانع هو ما يحجب فطرة الانسان عن الخير. من الهوى والشهوات والشبهات والتعليم المنحرف وهو اخطرها واكثرها يعني او اكثر هذه الاسباب البشر هو التعليم المنحرف. كما جاء في الحديث السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الانسان عند اهله او عند - 00:04:45ضَ
ابويه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. نعم نعم علق عليها الشارع يقال انه في جميع النسخ في حسبه كذلك في دار التعارض وفي بعض النسخ بحسه وكله جائز. طبعا بحسه كأنه اقرب لكن نظرا لان النسخ توافرت الى بحسبه فهي جائزة - 00:05:15ضَ
لغة جائزة يعني يجوز في السياق يعني الانسان مفطور على جلب المنافع ودفع المظار بحسبه اي بحسب مداركه. بعظهم يدرك ان المنافع ادراكا بينا اذا كان ادراكه جيد وبعض الناس يدرك المنافع ادراكا ضعيفا بحسبه - 00:05:46ضَ
بحسب ادراكه. نعم ومنها ان يقال من المعلوم ان كل نفس قابلة للعلم وارادة الحق ومجرد التعليم والتحضيض له يوجب العلم والارادة لولا ان في النفس قوة تقبل ذلك. والا فلو علم الجماد والبهائم - 00:06:06ضَ
لم يقبل ومعلوم ان حصول اقرارها بالصانع ممكن من غير سبب منفصل من وتكون الذات كافية في ذلك. فاذا كان المقتضي قائما في النفس وقدر عدم المعارض المقتضي السالم عن المعارض يوجب مقتضاه فعلم ان الفطرة السليمة اذا لم يحصل لها من يفسدها - 00:06:28ضَ
كانت مقرة بالصانع عابدة له المقتضي هنا المقتضي السالم هو الفطرة السليمة. والسالم يعني عن المعارض يعني عما يحجب هذه الفطرة على على الاستدلال او عن الاستدلال على الخير. الفطرة الاصل فيها انها تقتضي الدلالة على الخير - 00:06:58ضَ
الدلالة على الهدى والدلالة على الصلاح والاصلاح هذا هو المقتضي للفطرة. اذا سلمت هذه الفطرة من المعارض فانها تبقى دالة على وجود الله تعالى وعلى طاعته وعبادته. ليس فقط على الوجود - 00:07:23ضَ
لان الوجود قل ان تنزع الفطرة الى انكاره. لقد لكن قد تنكر ما بعد ذلك من عبادة الله تعالى ومن طاعته واتباع اوامره. فاذا سلمت من المعارض والمعارض هو التربية السيئة او الهوى او الشهوة او الشبهة او وساوس - 00:07:40ضَ
الشيطان او نحو ذلك. هذه كلها معارض قد تحجب الفطرة عن الحق. فاذا سلمت الفطرة وبقيت على نقاوتها نقاوتها بقيت مستعدة على الاقرار بالتوحيد الالهية تبعا لتوحيد الربوبية. نعم. ومنها ان يقال انه اذا لم - 00:08:00ضَ
لم يحصل المفسد الخارج ولا المصلح الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح. لان المقتضي فيها للعلم ارادة قائم والمانع منتف. كذلك الكلام عن المفسد في الخارج والمصلح الخارجي ينطبق على من سبق - 00:08:20ضَ
ويقصد بذلك ان الاصل في الفطرة الصلاة والمفسد ات من الخارج. وكذلك المصلح من الخارج اللي هو يضيف الى الفطرة. آآ شيئا من معرفة الهدى بمعنى ان الفطرة يعني عبارة عن قوة كاملة مستعدة للحق. فان جاءها مفسد خارج من تربية او شهوة او شبهة او ضلال او تقليد - 00:08:38ضَ
او غير ذلك او شبهات الشيطان ووساوسه فانها قد تنحرف. واذا جاءها مصلح من الخارج وهو الوحي. الوحي الذي انزله الله على رسله وما يتفرع عن هذا الوحي من الوحي من امور اخرى دالة على الخير فان الفطرة تستقيم - 00:09:02ضَ
نعم. ويحكى عن ابي حنيفة رحمه الله ان قوما من اهل الكلام ارادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية فقال لهم اخبروني قبل ان نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ - 00:09:22ضَ
من الطعام والمتاع وغيره بنفسها. وتعود بنفسها فترسي فترسي بنفسها وتتفرغ وترجع كل ذلك من غير ان يدبرها احد. فقالوا هذا محال لا يمكن ابدا. فقال لهم اذا كان هذا محالا في سفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله وتحكى هذه - 00:09:42ضَ
حكاية عن غير ابي حنيفة ايضا فلو اقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر به هؤلاء النظار ويفنى فيه كثير من اهل التصوف ويجعلونه غاية السالكين كما ذكره صاحب منازل السائرين وغيره وهو مع ذلك - 00:10:12ضَ
ان لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه كان مشركا من جنس امثاله من المشركين والقرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد. وبيانه وضرب الامثال له. ومن ذلك انه يقرر توحيد - 00:10:36ضَ
الربوبية ويبين انه لا خالق الا الله وان ذلك مستلزم ان لا يعبد الا الله فيجعل الاول دليلا على الثاني اذ كانوا يسلمون الاول وينازعون في الثاني فيبين لهم سبحانه - 00:10:56ضَ
انكم اذا كنتم تعلمون انه لا خالق الا الله. وانه هو الذي يأتي العباد بما ينفعهم عنهم ما يضرهم لا شريك له في ذلك فلما تعبدون غيره وتجعلون معه الهة اخرى - 00:11:16ضَ
كقوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. الله خير ام لا يشركون امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها. االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون. يقول - 00:11:36ضَ
الله تعالى في اخر كل اية االه مع الله؟ اي اإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام انكار يتضمن نفي ذلك وهم كانوا مقرين بانه لم يفعل ذلك غير الله. فاحتج عليهم - 00:12:06ضَ
بذلك وليس المعنى وليس المعنى استفهام هل مع الله اله؟ كما ظنه بعضهم لان هذا يقصد بهذا الكلام ان الاستفهام هنا ليس ان آآ لانكار وجود اله اخر بمعنى رب وخالق - 00:12:26ضَ
انما كان الاستنكار استنكار ان يكون هناك معبود مع الله. فاله مع الله اي معبود مع الله؟ ما دام ما دمتم تقولون بان الله هو الخالق وحده. وهذا هو قول المشركين حينما قرر القرآن قولهم هذا. وقالوا بان الله هو خالق السماوات والارض. وهو الذي - 00:12:48ضَ
الذي خلقهم ورزقهم. فقال لهم اين هم مع الله؟ اذا كنتم تقولون بان الله هو الرب وهو الخالق وهو الرازق وهو المدبر يعبدون معه غيره؟ هذا هو وجه الاستفهام. ليس وجه الاستفهام ارب مع الله. لانه لا يمكن هم قالوا لا كل شيء لله - 00:13:08ضَ
كل شيء نسب من افعال الله تعالى قالوا الله هو الذي فعله. بقي ما بعد ذلك؟ ما يمكن لا يمكن ان يرد الاستفهام لامر من قبل بانهم هم اي المشركين وكل الامم التي اشركت وظلت كلها قرر القرآن انها لم تقل بانه - 00:13:28ضَ
وهناك خالق مع الله. ولا ان مع الله غيره ربا ولا ان مع الله رازقا وانه هو رب السماوات والارض. وهو الذي خلق كل شيء وهو الذي خلقه فلا يمكن ان السؤال يرد مرة اخرى رب مع الله لانهم نفوا الربوبية بغير الله. انما السؤال بالاستفهام الانكاري والباقي في - 00:13:48ضَ
القرآن هو اذا كان الامر كذلك. امعبود مع الله؟ وهذا يفهم من كلمة اله لغة. لان الاله الذي تألهه القلوب تقدسه وتعبده وحده. هذا معنى الاله. فاله مع الله ليس معناها ارب مع الله - 00:14:09ضَ
خالق مع الله انما معناها اتعبدون غير الله؟ اتتألهون لغير الله؟ هذا هو معنى السؤال. كثير من المتكلمين الى يومنا هذا يقررون تفسير هذه الايات على المعنى الذي يقول به الفلاسفة وهو ان معنى اله مع الله اي رب مع الله - 00:14:27ضَ
اي توحيد الربوبية. وهذا خطأ فادح اه وبعيد عن معنى الفاظ كلام الله تعالى. نعم. وليس المعنى استفهام هل مع الله اله؟ كما ظن بعضهم لان هذا المعنى لا يناسب سياق الكلام. والقوم كانوا يجعلون مع الله الهة اخرى اي - 00:14:47ضَ
يجعلون مع الله معبودين اخرين. نعم. كما قال تعالى ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد وكانوا يقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء لكنهم ما كانوا يقولون ان معه اله. جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا - 00:15:12ضَ
وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا. بل هم مقرون بان الله وحده فعل هذا وهكذا سائر الايات. وكذلك قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين ومن قبلكم لعلكم تتقون. وكذلك قوله في سورة الانعام قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم - 00:15:42ضَ
وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به. وامثال ذلك. احسنت بارك الله فيك نسأل الله الجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:12ضَ