شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان

١٠. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد | الشيخ د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

وقد قال بعض العلماء المقصود بسبع اراضين سبع الاقاليم يعني القارات السبع كل قارة تسمى ارض. ولا وهذا ليس بشيء. لان لانه جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه - 00:00:00ضَ

وسلم انه قال من ظلم قيد شبر من الارض طوقه من سبع اراضين. معنى هذا انه اجعل طوقا له من سبع طبقات التي واحدة تحت الاخرى واسفلها مركز الارض بالنسبة لهذه الطبقات ومركز الارض نار تلتهب. نار شديدة. شديدة جدا - 00:00:20ضَ

ولهذا يولي الله جل وعلا عباده من ذلك بعض الايات تخويفا وقد يخرج مثلا البراكين التي ترى من قعر الارض من من اسفل الارظ. من مركز الارظ نيران لا تطاق - 00:00:50ضَ

تذيب الصخور. ولا يمكن يكون لها شيء. وهذا في الارض كلها مركز الارض الاسفل كله نار تلتهب. وهو وهذا يجده الناس فعلا يشاهدونه فاذا نزل انحفروا كلما نزلوا اشتدت الحرارة. الى ان يصلوا شيئا لا يستطاع. لا احد يستطيع شدة حرارته - 00:01:10ضَ

الى ان يكون نار نيران تلتهب. فالمقصود ان الاراضين السبع معناها طبقات سبع خلقها الله جل وعلا طبقات مميزة واحدة مميزة عن الاخرى ولا يلزم ان يكون لها فتوق وبينها فضاء بل كلها واحدة فوق الاخرى بدون فضاء. ولكنها تتغير عن التي فوقها - 00:01:40ضَ

لهذا لما جاء ذكر الاراضين في القرآن فقال انه خلق سبعة السماوات قال ومن الارض مثلهن مثلهن. ومن الارض مثلهن. يعني طبقات سبع ولا يلزم ان بينها وبين الاخرى مثل ما بين السما والارض. فان بين السما والارض مسيرة خمس مئة عام - 00:02:10ضَ

وبين كل سماء والتي فوقها مسيرة خمس مئة عام. اما الارض فهي مثل البيضة في في قلب السما والسماء تحيط بها من جميع الجهات. السماء الدنيا والسماء التي فوقها كذلك - 00:02:40ضَ

جئت بالسماء الدنيا من جميع الجهات. والواقع انه ليس هناك جهات حقيقية الا جهة الفوق سفن فقط ولهذا يكون السماء دائما فوق الارض دائما ولا يتصور ان ان الاسكن تكون تحت الارض ابدا. وان كانت محيطة بها. من جميع الجهات ولكن الانسان اينما كان فاستمع فوقه - 00:03:00ضَ

اينما كان من الارض فالسماء فوقه دائما. وقوله في هذا الحديث لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع. وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة. الكفة بكسر الكاف هي كفة الميزان. و - 00:03:30ضَ

الميزان لله جل وعلا ميزان يزن به اعمال بني ادم عظيم كبير جدا يسع الشيء الذي قد لا يتصوره الانسان. ساعة فمثلا لو اتى انسان بمثل هذه الكلمة صادقا مخلصا مخلصا من قلبه مقبلا على الله - 00:04:00ضَ

لو قدر ان له ذنوب تزن السماوات والارض. فان من كلمة تثقل بهذه الذنوب. تثقل بها. فهي لا يقومها شيء ولهذا هذا دليل واضح على فضل هذه الكلمة. وانه لا ينبغي للانسان ان يعدل عن غيرها في الذكر - 00:04:30ضَ

يتركها ويذهب يطلب غيرها. ومن فضل الله جل وعلا ان انه كل كان الناس الى شيء اكثر حاجة يكون وجوده اكثر. والعلم به اظهر. فمن تذكر الانسان يذهب الى الاذكار الاخرى التي هي مفضولة ويترك هذا الذكر - 00:05:00ضَ

وفي هذا الحديث ان الذاكر يأتي بها كلها. يقول لا اله الا الله. ولا يقتصر على قول الله كما يقوله بعض الناس الله. قال بعض العلماء هذا ليس ذكر. كل انسان يقول الله الله. هذا ليس ذكرا لانه ما يفيد شيء - 00:05:30ضَ

او كون الانسان مثلا تصل كما يقول بعض الضلال هو هو الذين يذكرون يجعلون يقول اولا لا اله الا الله ثم يتدرجون يسقطون بعضها بعضها الى ان يصلوا الى ان ما يبقى - 00:05:50ضَ

لا كلمة وقد الف ابن العربي صوفي المحترق كتابا انه كتاب الهو. يعني ان الانسان يذكر بهذا الكلام هو. ويزعم انه ان هذا هو افضل لانك تجعل لسانك ما ينطق الا بهذه الكلمة بكلمة - 00:06:10ضَ

فهي عبارة عن كأنك نزهت لسانك عن كل ما هو حشو وجعلته للصافي. هذا ضلال. ضلال. وانما يجب على الانسان ان يقولها اكاملة تامة مفيدة لانها وضعت لنفس الالهية عن غير الله جل وعلا واثبات - 00:06:40ضَ

ولله وحده. اما اذا ترك بعضها فان هذا المعنى يضيع. يذهب. لا يدل على ذلك. والفضل جاء من هذا المعنى من كونها نفت جميع الالهة عن الله واثبتتها لله جل وعلا وهذا لا يكون الا على هذا التركيب. لا - 00:07:10ضَ

الا الله. ولهذا صارت هي اصل الدين واساسه. اصل دين الاسلام واساسه وانه لا يقبل من الانسان الدين الا اذا تكلم بها ومعلوم انه لا بد من فهمها حتى يتحصل الانسان على فظله لا بد ان - 00:07:30ضَ

معناها وان يطبقها عملا واعتقادا. وهي مبنية على كون التأله يكون لله الوحدة ولا يكون التأله لغيره جل وعلا. وان كل تأله جعل لغير الله يكون محبطا للعمل لانه هو الشرك. فهي بنيت على النفي والاثبات - 00:07:55ضَ

نفي الالهية عن غير الله جل وعلا واثباتها لله وحده. وهذا هو اصل دعوة الرسل. من اول الى اخره. كل رسول يأتي الى قومه يقول اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ومعلوم - 00:08:25ضَ

ان الانسان لا ينفك عن التأله. فان لم يكن تألهه لمولاه والذي لا غنى له عنه صار تألفه لمخلوق مثله. ولابد ان لم يكن تعلمه لهوى نفسه وشهواته صار تأله لمخلوق - 00:08:45ضَ

لا يغني عنه من الله شيئا. لان الانسان عبد خلقه الله عبدا فلا بد ان يكون عبد ان لم يكن عبدا لله كان عبدا للشياطين. شياطين الجن والانس او كان عبدا لشهواته ومرادات نفسه - 00:09:15ضَ

ثم انه يجب ان يعرف معنى الاله ومعنى العبادة في الاله الذي تعظيما وخوفا وحبا ورجاء وانابة وانه هو الذي يملك ما يحتاج اليه العبد في الدنيا والاخرة. وان غيره فقير الى الله جل وعلا - 00:09:35ضَ

مهما اعطي من امور الدنيا او من القوة او من غيرها. فانه فقير. فيجب الا يكون له شيء من حقوق الله. ثم ان التأله خاص بالله جل وعلا. لا يجوز ان يكون لا لنبي ولا - 00:10:05ضَ

لك ولا لولي ولهذا صار هذا هذه الكلمة هي اصل الاسلام ومعناه الذي يبنى عليه يبنى على هذا المعنى جميع الاعمال. ومن هنا صارت اعظم كلمة. وصار الناس الى معرفة معناها والعمل بها احوج منهم الى الاكل والشرب. الذي اذا فقدوه ماتوا - 00:10:25ضَ

الانسان اذا فقد ما يحتاجه بدنه وصار امره ان يموت. في هذه ولكن اذا فقد التأله لله جل وعلا مات موتا لا يرجى معه عادة موتا يؤديه الى الشقاوة الابدية. يكون خالدا في النار. لان الانسان ما خلق ليفنى - 00:10:55ضَ

وانما خلق ليبقى الا انه يتنقل من دار الى اخرى حتى يصل الى داره الابدية. اما في الجنة او في النار ثم ان قول موسى عليه السلام اذكرك وادعوك به وفسر الشارح قوله اذكرك اثني عليك. اثني عليك به - 00:11:25ضَ

ادعوك اسألك فجعل الذكر ثنا وجعل الدعاء سؤال والواقع ان هذا هو العبادة. لان العبادة ما تخرج عن الثناء والمسألة. والثناء الذي هو ذكر الله سواء كان باللسان او بالاركان. هو في الواقع سؤال - 00:11:55ضَ

لان العبد يسأل ذلك رجاء الاثابة وهربا من العذاب والعقاب فاذا صلى او تصدق فمعنى ذلك انه يذكر الله. يذكره بهذا الفعل حتى يثاب على ذلك. اما اذا سأل فهو يسأل شيئا معينا. سواء كان من امور الدنيا - 00:12:25ضَ

والاخرة. فاذا العبادة كلها لا تخرج عن الذكر والدعاء عن كون الانسان يذكر ربه بان يفعل ما امره به ويجتنب ما نهاه عنه. راجيا بذلك ثوابه وخائفا لو لم يفعل ذلك عقابا - 00:12:55ضَ

ابى او انه يظهر حاجته وفقره. فيسأل سؤالا معينا. سواء من امور دنيا او من امور الاخرة. فهذا هو العبادة. التي يجب ان تكون لله وحده. خالصة ليس لاحد منها شيء. ولهذا قسم العلماء الدعاء الى قسمين. قالوا قسم - 00:13:25ضَ

تكون دعاء عبادة وقسم يكون دعاء مسألة. فاما دعاء العبادة فهو شامل عام يدخل فيه ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة والصوم والحج وسائر العبادات. كله اخل في دعاء العبادة. لان الانسان ما يفعل هذه الافعال الا يرجو ربه ان - 00:13:55ضَ

على ذلك ويخاف منه انه لو لم يفعل ذلك عاقبه. فانت في هذا الفعل فاسأل تفعل هذا الفعل فاسأل شيئا معينا وهو كونك تفوز قبلناه وتخلص من عذابه. اما دعاء المسألة فهو ان يسأل شيئا معينا - 00:14:25ضَ

مثل الرزق مثل الولد مثل النصر على الاعداء مثل العلم وما اشبه ذلك. كل شيء تسأله معين فهو دعاء مسألة. وكلاهما جاء القرآن به. فقول الله جل وعلا وقال ربكم - 00:14:55ضَ

اعبدوني وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ادعوني. قيل في تفسيرها اسألوني ادعوني استجب لكم. قال بعظ المفسرين المعنى سلوني اعطكم وقال بعضهم اعبدوني احبكم. اعبدوني اثيبكم. فالذي قال المعنى معناه انه يقول هذا الدعاء هو دعاء العبادة يدخل فيه كل فعل يفعله الانسان متقربا به الى الله - 00:15:15ضَ

اذا كان قد شرح والذي قال سلوني اجيبكم معناه انه جعله دعاء مسألة. والواقع ان الاية تشمل هذا وهذا. يعني انها تدل على دعاء العبادة هو دعاء المسألة وكذلك غيرها مما جاء في القرآن. ومثله هذا الحديث اذكرك - 00:15:55ضَ

يدعوك به يعني اتعبد به لك اعبدك خوفا من عذابك ورجاء لثوابك الذي تعطيه من عبدك. واما اسألك ادعوك اني اذا احتجت الى شيء معين. اتوسل به اليك. بهذا الشيء - 00:16:25ضَ

انال مقصودي فهو كله عبادة الا ان دعاء المسألة اخص. دعاء المسألة اخص من الذكر واخص من دعاء العبادة. وقوله يا رب كل عبادك اقول هذا او يقولون هذا. اما كونه يطابق اللفظ او لا يطابق فكله - 00:16:55ضَ

على القواعد العربية. لان لفظة كن تدل على العموم على الجمع. فاذا قال يقولون فهو مراع هذا المعنى. واذا قال يقول فهو راعى لفظ كل. كل لان لفظها مفرد فرع لفظها معرضا عن معناها. وكل هذا جائز لغة ولكن المقصود المعنى - 00:17:25ضَ

والمعنى كل عبادك يعرف هذا ويدعوك به ويذكرك به. فانا اريد شيئا اختص به لا يعرفه اكثر خلقك. او كلهم تخصني به. هذا الذي قصده ولهذا جاء صريحا في بعض الروايات انه قال اريد شيئا تخصني به. اختص به - 00:17:55ضَ

ومعلوم ان الانسان يفرح بالشيء الذي يختص به. دون غيره. ولكن هذا الذكر وهذا الدعاء ما احد يستغني عنه وهو افضل من كل ذنب فكر يذكر الانسان ربه به. مع حاجته اليه. ولهذا يقال على هذا ان هذا - 00:18:25ضَ

سيدل على ان انبياء الله واولياء الله يحتاجون الى التنبيه الى فضل هذه كلمة وعظمها. لهذا صار فيه تنبيه لموسى عليه السلام. الى عظم هذه الكلمة فكيف من عدم فكيف بالذين قد لا يفهمون ولا مجرد المعاني اللغوية التي دلت عليه - 00:18:55ضَ

فضلا عن المعاني الشرعية التي جاءت بها الرسل بهذه الكلمة فانها تتطلب دراسة وتفهم وتعقل لدعوة الرسل وما جاءوا به. ثم ان هذا ايضا يدلنا على ان على ان الله جل وعلا يسأل ويعبد باسمائه واوصاف - 00:19:25ضَ

التي يتوسل بها الي حتى يرضى وحتى يعفو عن السيئات ويدلنا ايضا ان اسمائه واوصافه قال لا حصر لها. وان منها ما يعلمه العباد. ومنها ما لا يعلمه الا الله - 00:19:55ضَ

جل وعلا وقد جاء هذا المعنى واضحا في بعض الاحاديث كالحديث الذي يرويه الامام احمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصيبه هم ولا غم فيقول الله - 00:20:25ضَ

ثم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في فقظاؤك اسألك اللهم بكل اسم هو لك. سميت به نفسك انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي - 00:20:45ضَ

الى اخره فجعل الاسمى ثلاثة اسماؤه ثلاثة اقسام قسم علمه يشاء من خلقه. وقسم انزله في كتبه. لان قوله او انزلته في كتابك المقصود كتابك اسم الجنس يعني كتبك التي انزلتها على رسلك. وقسم - 00:21:15ضَ

لم يعلمه احدا من خلقه ولم ينزله في كتبه. بل استأثر به في علم الغيب عنده موسى عليه السلام يطلب من هذا القسم من هذا النوع الذي استأثر الله جل وعلا به في - 00:21:45ضَ

علم الغيب عنده ما يخصه به فارشده الله جل وعلا الى عظم هذه الكلمة التي هي معروفة لكل احد معروفة اللفظ اما المعنى فالانسان يحتاج الى التعقل معناها والى تفهمه. والى معرفته حتى يعمل به. فمن كان لمعناها - 00:22:05ضَ

اعرف وله الزم واكثر عملا فهو اقرب الى الله وارفع درجة عنده. وهو من الذين يسبقون الى الجنة. ويدخلونها بغير حساب. لان هذا هو التوحيد كما سيأتي في الباب الذي بعد هذا. اما ما ثبت في الصحيحين - 00:22:35ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ان لله تسعة وتسعين اسما. من احصاه طه دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر. الى هنا انتهى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:23:05ضَ

متفق عليه ورواه الترمذي واهل السنن والامام احمد وغيرهم ثم سردوا تسعا وتسعين أسماء والحفاظ يقولون ان سرد الاسمى مدرج وليس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. ومعنى الادراج ان يكون كلام ان يكون كلاما من - 00:23:25ضَ

او ادخله في الحديث فيتوهم السامع انه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ليس من هذا قد يقول بعض من لم يفهم الفهم الذي يجب ان هذا يدل على ان اسماء الله جل وعلا تسعة وتسعين. والواقع انه لا - 00:23:55ضَ

يدل على حصر اسماء الله جل وعلا في تسع وتسعين. وانما يدل نصا على ان لله هذه الاسماء من احصاها وعبد الله بها فان الله يعده بان يدخله الجنة. ومعنى - 00:24:25ضَ

احصائها لطاقة العمل بها. على القول الصواب الصحيح. كما قال الله جل وعلا في كتابه علم ان لن تحصوا. تحصوه يعني تطيقوه. تطيق العمل به وان كون الانسان يحفظها مجرد حفظ فهذا لا يكفي - 00:24:45ضَ

وقد جاء قال البخاري بعد اخراج هذا الحديث احصاها حفظها. ولكن ليس المراد مجرد الحفظ وانما المراد مجرد الحفظ مع معرفة المعنى وسؤال وسؤال الله جل وعلا وعبادته بها حتى يتحصل على هذا الموعود. وليس هذا المقصود من ذكره وانما المقصود من ذكره انه ما يتعارض مع - 00:25:15ضَ

قلنا من مفهوم هذا الحديث انه يدل على ان لله جل وعلا اسمى واوصاف لا حصر له لان موسى عليه السلام طلب شيئا يخص به لم ينزل عليه في التوراة. وقد اعلمه الله جل وعلا ما انزله - 00:25:45ضَ

عليه في كتابه وكذلك اعلمه ما يشاء مما لم ينزله عليه في التوراة مما انزله على انبيائهم السابقين. وانما معنى هذا الحديث ان لله تسعة وتسعين اسمع ان الانسان اذا حفظ هذه الاسماء وعبد الله جل وعلا بها - 00:26:05ضَ

فانه موعود بدخول الجنة. ولا يدل على ان ان الله جل وعلا حصر تسمعه في التسع وتسعين. فهذا كمثل ما لو قال القائل عندي مائة الف اعددتها للجهاد في سبيل - 00:26:35ضَ

لله. او للدعوة الى الله. او قال عندي مئة كتاب اعددتها للمطالعة قول العارية ما ينافي ان يكون عنده غيرها انما يذكر هذا الشيء للغرض الذي بينه وهو الجهاد او الدعوة او الاعارة. كذلك هذا - 00:26:55ضَ

حديد معناه ان من تعبد الله جل وعلا بالتسع والتسعين الاسم فانه موعود بدخول الجنة هذا المقصود وليس المقصود ذكر حصر الاسماء. فان اسماء الله لا حصر له. ثم في هذا - 00:27:25ضَ

من المعاني ما يدل فضلا على ما تقدم من عظم هذه الكلمة وان مخلوقات كلها لو وضعت في كفة الميزان من في السماوات ومن في الارض ثم وضعت هذه الكلمة في كفة اخرى لرجحت هذه الكلمة ولكن ليس من كل احد - 00:27:45ضَ

ممن قالها صادقا مخلصا موقنا عالما عاملا بما تقتضيه وتدل عليه اذا صدرت ممن هذه الصفات فلا يقاومها شيء. وقد ذكر في الحديث السابق الذي ذكره الشارح وهو في سنن الترمذي وفي المسند - 00:28:15ضَ

غيرهما كصحيح ابن حبان وغيرها من كتب الحديث. عن النبي صلى الله عليه وسلم. انه يقال يصاح برجل من امتي يوم القيامة على رؤوس الناس وهم مجموعون في مكان واحد - 00:28:45ضَ

رجل معين يصاح به يعني يدعى باسمه يا فلان ابن فلان الامة تعال سيأتي والناس ينظرون الي واتيان هنا اما ان يكون فضيحة يفضح على رؤوس الناس او يكون شرف وذكر فضل وسعادة يسعد بها - 00:29:05ضَ

تنشر في العالم كلها كلها. من اولهم الى اخره. امر مهم جدا. يصاح به على رؤوس الناس ويؤتى به فاذا حضر بين يدي الله نشر له تسع وتسعون سجل سجل كتاب مسجل علي تسع وتسعون كتاب. سجل ماذا كبره وطوله؟ الله اعلم نعم - 00:29:35ضَ

فيقال له اتنكر من هذا الشيء؟ كلها اعمال وسيئات كلها سيئات من اولها الى اخرها. فيقول لا يا رب. هذه اعمالي. فيقول الله جل وعلا له اظلمتك الكتبة؟ الحفظة ظلمتك. فيقول لا يا رب. ان يقول لك عذر - 00:30:05ضَ

فيقول الله فيقول الله جل وعلا له الك حسنة؟ فيهاب ويقول لا. فيقول الله الله جل وعلا بلى ان لك عندنا حسنة واحدة. فيخرج له بطاقة صغيرة مكتوب فيها اشهد ان لا اله الا الله. ان لا اله الا الله. فيقول يا رب - 00:30:35ضَ

ما هذه البطاقة امام هذه السجلات؟ يعني ماذا تصنع؟ ما تسوي شيء. يقال انك لا تظلم شيء. يؤتى فتوضع السجلات في كفة الميزان. وتوضع البطاقة في الكفة الاخرى. فتطيش السجل - 00:31:05ضَ

وترتفع وتثقل البطاقة. في هذه السجلات الكثيرة. كلمة واحدة رجحت بهذه السيئات المسجلة في تسع وتسعين كتاب. كل كتاب مملوء هل هذا لكل احد؟ ابدا. هذا يكون لافراد ويجوز ان لا يكون رجل واحد. يكون له نظراء على هذا المنوال. ولكن قد صحت الاحاديث - 00:31:25ضَ

كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان كثيرا ممن يقول لا اله الا الله يدخل النار فيها وقتا طويلا وهو في النار. تأكله ومنهم من يكون حمدا يحترق فيه - 00:32:05ضَ

ومنهم من يبقى اثر السجود ما تأكله النار. وكل اهل الاسلام واتباع الرسل يقولون هذه الكلمة وكثير منهم كثير جدا يدخلون النار مع قولهم هذه الكلمة. وخروجهم من النار يتفاوت. تفاوت عظيم. منهم من تأخذه النار - 00:32:25ضَ

الى كعبيه فقط. ومنهم من تأخذه النار الى ركبتيه. ومنهم من تأخذه النار الى حكمين ومنهم من تأخذه النار الى ثديين ومنهم من تأخذه الى رأسه وترقوته ومنهم من يكون في النار في غمرات النار. مغمور فيها - 00:32:55ضَ

يتفاوتون كل على تفاوت الاعمال وكلهم يقولون لا اله الا الله. كلهم يقولوا لا اله الا الله لان الذي لا يقولها لا يكون مسلم اصلا ثم اخراجهم من النار يتفاوت تفاوت عظيم. منهم - 00:33:25ضَ

فن يغمس فيها غمسة ثم يخرج. ومنهم من يبقى مدة طويلة طوال الدنيا منذ خلقت الى ان تنتهي وممن واقل من ذلك. حسب جرائمهم مع قولهم هذه الكلمة فدل هذا على تفاوت الناس في قولها. وكله يرجع كل التفاوت يرجع الى ما - 00:33:45ضَ

القلوب من العلم واليقين والاخلاص. ويتبع ما في القلب العمل ما الذي يقولها بعلم وصدق واخلاص ومحبة؟ وقبول واستسلام لا يمكن ان يكون محب بل لمعصية او مخالفا لامر الله وهو يقدر. او تالتا لواجب من واجبات الله وهو يستطيع. لا - 00:34:15ضَ

بخلاف الذي يقولها بلسانه فانه قد يقولها وهو يشرب الخمر وقد يقولها وهو يزني وقد يقول وهو يأكل اموال الناس بالاثم والباطل. ويقولها وهو مثلا يحارب اولياء الله وربما يشتمهم ويلعنهم. الى غير ذلك. فالمقصود ان معرفة - 00:34:45ضَ

هذه الكلمة والعمل بما دلت عليه هو الذي يتفاوت فيه اهل الاسلام في الدرجات يوم القيامة وقد اخبر الله جل وعلا في كتابه ان اهل الجنة اقسام ثلاثة قسم ظالم لنفسه. وقسم مقتصد وقسم سابق بالخيرات - 00:35:15ضَ

اتي باذن الله ما قال الله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه فمنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ففسر الظرف عالم لنفسه بمن يفعل بعض المنكرات ويترك بعظ الواجبات - 00:35:45ضَ

البعض المحرمات التي حرمت عليه ويترك بعظ ما اوجبه الله عليه. ولكنه ملتزم بلا اله الا الله ومعناه. ولكنه مقصر في الفهم والعلم العمل هذا ظالم لنفسي. والقسم الثاني المقتصد والمقتصد هو الذي اقتصر - 00:36:15ضَ

على فعل ما اوجبه الله عليه. وامتنع عن فعل ما حرمه الله عليه ولم يتقرب الى الله جل وعلا بالنوافل والمستحبات. وباجتناب المكروهات بل يفعل المكروه ولا يفعل المستحق. اقتصر على فعل الواجب - 00:36:45ضَ

وترك المحرم مثاله الذي يقيم الصلوات الخمس ويؤدي زكاة ما له بعد لا يعبد غير الله ويصوم شهر رمضان فقط وحج في عمره مرة واحدة فقط اذا تمسك بهذه الامور الخمس - 00:37:15ضَ

التي هي اركان الاسلام الخمسة فهو من اهل الجنة بلا شك. ولكن يفوته تفوته الدرجات. درجات الجنة لان الدرجات تبتسم بالاعمال. من كان عمله ازكى واكثر مدرجته ارفع عند الله جل وعلا. ولا يجوز للمسلم ان ينافس غير - 00:37:45ضَ

في الدنيا في المال وامور الدنيا او العمارات وحسنها او السيارات او ما اشبه ذلك ما يريد ان يكون غيره احسن منه بيتا ولا اكثر منه مالا ولا احسن منه - 00:38:15ضَ

ومركبا وما اشبه ذلك ينافس ويترك منافسة المؤمنين في الدرجات العلا يوم القيامة انا لا ينبغي هذا من الخسارة. هذا هو الواقع من الخسران. والمقصود ان اهل الجنة هم الاقسام الثلاثة اما القسم الثالث فهم الذين يسبقون - 00:38:35ضَ

الى الدرجة العلى بان يتقربوا الى الله جل وعلا بعد اداء الفرائض بالنوافل التي لم تجب عليه ويتقربون اليه جل وعلا بعد اجتناب المحرمات باجتناب المكروهات التي يخشى انه يكون فيها مترخصا او متبعا نفسه شهواتها ولو في بعض - 00:39:05ضَ

وقد جاء عن السلف تحذيرهم عن كون الانسان يتتبع الشهوات وان كانت كما جاء عن عمر رضي الله عنه لما رأى رجلا يشتري لحما قال اوى كلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه لقد ذكر الله قوما سنع عليهم بانهم اذهبوا طيبات - 00:39:35ضَ

في حياتهم الدنيا. اذهب طيباتهم في حياتهم الدنيا. فلا ينبغي ان تكونوا كذلك. ادخروا اتكم الى الاخرة. الى الاخرة. اما اذا خرج اهل الجنة عن هذه الاقسام فمعنى ذلك انهم يعني اذا خرج الناس عن هذه - 00:40:05ضَ

ثلاثة فمعنى ذلك انهم من اهل النار. فالظالم لنفسه ليس معنى ذلك انه يدخل الجنة من اول وهلة الظالم لنفسه هو الذي له التفاوت العظيم. اما ان يعذب في الدنيا فيكون ذلك كفارة له. بان تصاب يصاب بمصائب. وكوارث - 00:40:35ضَ

تكفر عنه وهذا من حظه. اذا حصل له ذلك. اما اذا لم يصف في الدنيا فقد تكون نزل مصائبه في القبر بان يعذب في قبره. وقد لا يكفي تعذيبه في قبره - 00:41:05ضَ

امتدوا العذاب الى ان يبعث ثم يعذب في الموقف وشدائده لان الوقوف الموقف يتفاوت على حسب اعمال الناس. منهم من يكون عليه كالف سنة. ومنهم من يكون عليه خمسين الف سنة واقف خمسين الف سنة وهو واقف على قدمي من يطيق هذا - 00:41:25ضَ

ما في جلوس ومع ذلك عريان. ليس عليه لا ثوب ولا نعال. ولا هناك ظل تضلوا به الشمس واقفة فوق رأسي. ومنهم من يكون وقوفه كأنه ساعة والعجيب ان منهم من يأكل ويشرب والناس في شقاء في عذاب - 00:41:55ضَ

تفاوت الناس في الموقف امره على حسب اعماله. تفاوتهم في الاعمال ثم منهم من لا يكفيه ذلك. لا بد ان يدخل النار. ويطهر لان هذه الامور التي مرت علي وهذه النيران نار نار عذاب القبر ونار - 00:42:25ضَ

الموقف ما كفت في تطهيره. لا بد ان يخرج جهنم حتى يطهر. وتأكل الخبث منه كل الخبث الذي في جسده تأكله النار حتى يصفوا ويكون صالحا لدخول الجنة. ثم بعد ذلك يخرج - 00:42:55ضَ

ثم الامر ليس سهلا. الامر صعب جدا ولكن في الواقع كاننا لا انعنى بذلك كأن المعنى غيرنا كاننا خلقنا لشيء اخر وانما تراد بذلك قوم اخرون. وسوف يتبين كما قيل سوف - 00:43:15ضَ

يتبين لك حين ينجلي الغبار سوف يظهر حين ينجلي الغبار افرس تحتك ام حمار هل انت الساعي شقي او سعيد؟ وهذا قريب جدا. جدة قريب. ما بين الانسان وبينه الا ان يقال مات. مات - 00:43:45ضَ

فلان وما اقرب ذلك؟ اذا مات قامت قيامته. اذا مات الانسان فقد قامت قيامته لان فعمره عمره الذي يكتسب به العمل انقطع انتهى. ولهذا كان السلف يبكون البكاء الشديد المر المؤلم الذي يمنعهم من الاكل والشرب والنوم - 00:44:05ضَ

يقول انا خلقت للجنة او النار. فما ادري ماذا مصيري؟ ويقول اني عبارة عن انفاس وايام. فاذا انقضت انقضى عملي. فمن يصلي لي؟ ومن يذكر اني ومن يدعو الله عني ما في احد. لانه ليس للانسان الا ما سعى. ليس للانسان الا ما سعى - 00:44:35ضَ

فلابد الانسان ان يفكر في هذه الامور. ولهذا يقول لنا الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه لا تنسوا العظيمتين الجنة والنار. ولابد لنا منهما. لا بد لنا من واحدة منهما - 00:45:05ضَ

فهل نصل الى الجنة سالمين؟ او نحبس في جهنم ابد الابدين؟ العلم عند الله والانسان ما يستطيع ان يعمل لنفسه على حسب ارادته. لابد ان يتعلق بالله جل وعلا ويسأله - 00:45:25ضَ

بفقر والحاح. وحاجة لا ينفك عنها ابدا. ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن اخف اهل النار عذابا الذي يبقى في النار ابدا. رجل يجعل في اخنصه جمرة من النار - 00:45:45ضَ

في اخمصه جمره من النار يغلي منها دماغه. هذا هو اخف اهل النار عذابا فقط يطأ على جمرة من جمرات جهنم. ولكنه يغلي من هذه الجمرة دماغه يفوح يغلي كأنه ماء. هذا هو اخف اهل النار عذابا - 00:46:15ضَ

وهو ابو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء باحاطته رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ودفاعه عنه. ولكنه ما يخرج من النار. يرى انه اشد الناس عذابا وهو اهون. هو في نفسه يرى انه اشد اهل النار عذابا. وهو - 00:46:45ضَ

عذاب. هذا هو اهون اهل النار عذاب. هذا الذي يغلي دماغه من جمرة يقع عليها. نسأل الله العافية فكيف بالذي يكون في طبقات جهنم؟ ويل لكل همزة لمزة. الذي جمع مالا وعدده. يحسب ان ماله اخلده كلا. لينبذن في الحطمة وما - 00:47:15ضَ

نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة انها عليهم مقصدة في عمد مغلقة الابواب وموضوع عليها عمد من حديد ممددة اعمدة من حديد هل نخرج مع من الابواب؟ لا ابدا. ولو لم توضع هذه الاعمدة. ولكن نكالا - 00:47:45ضَ

وابلاغا في النكاية بهم. كيف يصنع بهم هذه؟ حتى ما يفكر مفكر منهم ان هناك خروج ابدا. ولهذا ابلس وايسوا من كل خير في العذاب دائما ليس لهم الا زفير وشهيد. نسأل الله العافية. فيجب على الانسان ان يفكر في هذه الامور - 00:48:15ضَ

يفكر هل يطيق؟ يضع اصبعه واصبعه على قليل من النار هل يطيق ذلك ما يطيق ابدا فكيف ينسى النار الذي مصيره اليها؟ ان كان يؤمن بهذا وانه لا بد ان يقف عليها ويقف بين يدي الله - 00:48:45ضَ

ها لابد ان يتأثر لابد ان يكون هناك اثر انزجار عن المعاصي اقبال آآ على الطاعة ولا سيما اذا بلغ الانسان من العمر عتيا. فانه يقبح بالفتى افعل التصابي واقبح منه شيخ تفتى. اذا نسي مصيره ومرجعه فهو في - 00:49:05ضَ

واقع علامة ودليل على شكوته نسأل الله السلامة. نسوا الله فنسيهم. نسوا الله نسوا دينه فانساهم انفسهم. حيث اصبحوا لا يهتمون الا باكتساب المعاصي. واكتساب ما يبعدهم عن الثواب ويقربهم من العقاب. نسأل الله العافية. نعم. وقوله وامره - 00:49:35ضَ

فلو ان السماوات السبع ومن فيهن من العمال غير الله تعالى السبع ومن فيه وضعوا في كفة الميزان ولا اله الا الله في الكفة الاخرى مالت بهن لا لا اله الا الله. وروى الامام احمد. وهذا ايضا يدلنا على ان السماوات فيها عمار. ومعنى عمار - 00:50:05ضَ

بعد يعبدون الله جل وعلا يعمرونها بالعبادة لان عمارة السما والارض بالعبادة اما المعاصي فهي افساد. افساد في الارض. كما قال الله جل وعلا عن اهل المعاصي الذين يفسدون وهذا عجيب. غير العقلاء لا يعصون الله. ولهذا اخبرنا ربنا جل وعلا ان - 00:50:35ضَ

الشجر والدواب والجبال يسجدن لله. وان بعض الناس كثير الناس وكثير منهم حق عليه العذاب. فقط. اهل العقل والفكر هم الذين يتنكرون لله جل وعلا ويعرضون عن عبادته. فعمارة الارض هي بعبادة الله جل وعلا واتباعه - 00:51:07ضَ

في وحيه واجتناب مناهيه. ويدلنا ايضا على ان ربنا على ان ربنا جل وعلا ربنا جل وعلا في السماء. ومعنى كونه في السماء يعني في العلو. ولا يجوز ان يعتقد ان الله في السفل تعالى وتقدس فالسماء اذا جاءت - 00:51:37ضَ

في مثل هذا الكلام فاما ان يراد بها السماء المبنية التي سبع الطبقات ذكر الله جل وعلا ان لكل سماء مكان معين وبينها وبين التي تليها مسافة معينة وفظا وان فيها عمارا يعمرونها - 00:52:07ضَ

بامتثال امر الله فعل ما امروا به. واما ان به مجرد العلو العلو. اامنتم من في السماء اامنتم من فوقكم يعني من في العلو؟ هذا معناه وليس في هنا تدل على الظرفية كقول - 00:52:37ضَ

قائل مثلا الماء في الاناء قوله لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري. الله جل وعلا يعمر كل شيء. بمعنى انه هو الذي اوجد وهو الذي يقوم على مصالحه. كما في الحديث الذي في صحيح مسلم عن ابي موسى - 00:53:07ضَ

اشعري قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات يعني كان خطيبا وهذه عادته صلوات الله وسلامه عليه. يعلم اصحابه الاصول والكلمات الجامعة البليغة ولا يزيدهم كثيرا حتى لا يحفظوا - 00:53:37ضَ

وهنا قام فيهم خطيبا في خمس كلمات فقط. فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفع. يرفع اليه عمل الليل قبل النهار. وعمل النهار قبل - 00:54:07ضَ

ليل حجابه النور. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. فهو القائم على خلقه بما يصلحهم وهو الذي يقيم السماوات والارض. فهو قيوم السماوات والارض. لو نزل - 00:54:27ضَ

اراد اذهابها ومن فيها بلحظة فعل. ولو اراد تغييرها الى ما يشاء فعل ولكنه اقامها على هذا الوضع المعين المنسق المتقن الذي لا يختل حتى يشأ جل وعلا. وليس ملائكة ولا غيرهم. ولا طبائع ولا غير ذلك. فهو جل وعلا - 00:54:57ضَ

انا فوق وهو مستوي على عرشه. كما قال الله جل وعلا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يغش الليل النهار يطلبه حديثا - 00:55:27ضَ

يعني انه يتصرف للكون كله حسب ارادته. جل وعلا. فهو القائم على كل شيء بما يصلحه السمع وما فيها والارض ما فيها. فاستثنى نفسه في هذا الحديث لو ان السماوات السبع نص على - 00:55:47ضَ

انهن سبع. ثم استثنى نفسه فقال غيري. لانه جل وعلا اكبر من كل شيء. واعظم من كل شيء ولا يمكن ان يقاس بشيء من خلقه وان كان هذا من صفاته يعني هذا القول - 00:56:07ضَ

الكلام لا اله الا الله. من صفاته التي يستحقها. فليس مخلوقا وان من مخلوق العمل عمل الانسان عمل الانسان هو المخلوق. والمخلوق كله لو وضع سعت كل المخلوقات في مكان لكانت صغيرة حقيرة بالنسبة الى الله جل وعلا. وقد جاء - 00:56:27ضَ

الله جل وعلا وما قدروا الله حق قدره. يعني ما عظموا الله حق تعظيمه. وما عرفوا حقه حق المعرفة وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات - 00:56:57ضَ

مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركه. يوم القيامة لانه يفعل كذلك والا لو شاء لقبض كل مخلوقاته بيده كلها من السماوات والارض ومن فيها وصارت بيده كلها صغيرة حقيرة. ليست شيء. على هذا كيف يسوغ مثلا لانسان - 00:57:17ضَ

في مثل قول الله وهو معكم يعني انه مداخلنا في البيوت وفي الارظ وفي الامكنة تعالى الله وتقدس هل عرف هذا الله؟ كلا والله لم يعرفه. فضلا عن ان يقدره. حق قدره - 00:57:47ضَ

الله جل وعلا لا يعرفه من لم يتعرف عليه باوصافه التي وصف بها نفسه اما اذا رجع الى فكره او الى شيخه او الى ما تلقاه ممن هو نظير له - 00:58:07ضَ

فلن يعرف الله ابدا. لان العقل لا يوصله الى هذا. وكذلك الافكار البشرية لن توصله الى هذا وانما هذا يكون من الله جل وعلا. قل انتم اعلم ام الله الله جل وعلا - 00:58:27ضَ

هو الذي يجب ان يكون الانسان متبعا لقوله ويتعرف على ربه بما عرف به نفسه وتعرف به الى عباده. اذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله يمهل حتى اذا بقي ثلث الليل الاخير نزل الى السماء الدنيا - 00:58:47ضَ

يده وقال من يدعوني فاستجيب فاستجيب له؟ من يسألني فاعطي؟ هل من تائب ابن فيتاب عليه يأتي قائل يقول هذا النزول معناه سارة عن نزول امره او نزول رحمته او نزول ملكه ملك من الملائكة - 00:59:17ضَ

وكذلك اذا سمع قول الله جل وعلا ان ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال يأتي يعني يأتي امره وقضاؤه او يأتي حكمه او يأتي ملكه او ما اشبه ذلك - 00:59:47ضَ

هو مستحيل. لان الانتقال من مكان الى مكان من خواص الاجساد. هكذا يقول يقول هل عرفت فهذا ربه كلا والله الذي يقول هذا القول لم يعرف ربه لم يعرف ربه الا الرب الذي يعتقده هو - 01:00:07ضَ

فهو ليس هو الله. اما لو تعرف على الله لعلم انه ينزل وهو على عرشه يأتي يوم القيامة وهو فوق كل شيء. وانه لا يمكن ان تكون سماء تظله او تقله - 01:00:27ضَ

تعال وتقدس. بل هو اكبر واعظم من كل شيء. حيث ان حيث انه جل وعلا يقبض جميع بيدي فتكون كما قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الاية ومن قدروا الله حق قدره. يقول قبض - 01:00:47ضَ

السماوات السبع والاراضين ومن فيهن بيمينه. وبقيت يده الاخرى فارغة. ليس فيها شيء وانما يستعين بيده الاخرى من شغلت يده اليد الاخرى. يقول انما استعينوا بشماله من شملت يمينه هكذا جاء عن رضي الله عنه. وهو حبر الامة - 01:01:07ضَ

والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا هذا ووضحه. فيجب على الانسان ان يؤمن بربه على وفق ما اخبره عن نفسه واخبرت عنه رسله والا زل وظل. فقوله هنا لو ان - 01:01:37ضَ

السماوات السبع وعامرهن غيري. استثنى نفسه لانه اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء. ولا يمكن ان يكون المخلوقات كلها بالنسبة الى الى الله شيء ابدا. ثم يدلنا هذا على ان كفة الميزان ان الميزان له كفتان - 01:01:57ضَ

وله لسان كذلك هذا اللسان يعرف به ميل احد الكفتين شجحانها وان الاعمال توضع فيه. وقد جاءت في الحديث دالة على ان الاعمال مرة توضع فيها وجاءت احاديث اخرى تدل على ان الانسان نفسه يوزن يجوز ان يكون هذا وهذا - 01:02:27ضَ

ثم لسنا بحاجة ان نقول ان الاعمال انها تقلب وتجعل مجسدة. حتى تظهر مشاهدة في الميزان. لسنا بحاجة الى هذا امور الاخرة والله على كل شيء قدير. على خلاف معهود لنا ويكفينا ان نعلم ان الاعمال توضع في الميزان. وان - 01:02:57ضَ

انها توزن والوزن يومئذ الحق. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون لابد من الوزن. ولهذا ينص العلماء على وجوب الايمان بالميزان في عقائدهم السبب في هذا ان بعض اهل البدع انكروا ذلك. والا العقائد يجب ان تكون - 01:03:27ضَ

على كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وليس معنى كون كونه نص على مسألة معينة وتترك الاخرى ما تذكر في العقيدة. ان هذه اهم او ان هذه يجب اعتقادها وتلك لا يجب. ولكن العلماء - 01:03:57ضَ

هذه طريقته. اذا انكر شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم نص عليه في العقائد. ولهذا تجد في كثير من كتب العقائد انهم ينصون على ان المسح على الخفين سنة - 01:04:17ضَ

كيف هذه تذكر في العقائد؟ لان بعض اهل البدع انكر ذلك. انكرة تنص عليه. وهكذا الميزان وهكذا الحوض النبي صلى الله عليه وسلم والصراط لان بعض اهل البدع انكر هذه الاشياء فنصوا عليها. والا الواجب ان - 01:04:37ضَ

يعتقد الانسان كلما جاء به الوحي سواء كان في كتاب الله او في ما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من الوحي الذي اوحاه الله جل وعلا غير القرآن. وكل ما يلقى اليه وما يقوله صلوات الله وسلامه عليه فهو وحي - 01:04:57ضَ

وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي نوح. نعم وروى الامام احمد عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوح عليه - 01:05:17ضَ

السلام قال لابنه عند موته امرك بلا اله الا الله فان السماوات السبع والارضين السبع يوم طبعت في كفة ولا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله. ولو ان السماوات - 01:05:33ضَ

السبع والاراضين السبع كنا حلقة مبهمة لقسمتهن لا اله الا الله وقوله في كفة هو بكسر الكاف وتشديد الفاء اي كفة الميزان وقوله مالت بهن اي رجحت وذلك لما اشتملت عليهن في الشرك وتوحيد الله الذي هو افضل الاعمال - 01:05:53ضَ

الملة والدين فمن قالها باخلاص وعمل بمقتضاها ولوازيها وحقوقها واستقام على ذلك فهذه الحسنة لا يوازيها شيء كما قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وجل الحديث على ان لا اله - 01:06:23ضَ

ان الله افضل الذكر كحديث عبد الله ابن عمرو مرفوعا خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما كنت انا والنبيون من قبلي. لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد - 01:06:53ضَ

وهو على كل شيء قدير. رواه احمد والترمذي. وعنه ايضا مرفوعا. لصاحب رجل برجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة. فينشر له تسع وتسعون سجلا. كل سجل منها مد بصر ثم يقال اتنكري هذا شيء؟ امامك كتبتي كتبت الحافظون؟ فيقولوا - 01:07:13ضَ

اه يا رب فيقال افلك عذر او حسنة؟ فوهاب الرجل فيقول لا فيقال بلى ان فعندما حسنة وانه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة من مع هذه السجلات فيقال - 01:07:43ضَ

انك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة فتوضع السجلات فيقولون ما هذه فيقال انك لا تظلم قبل هذا. بطاقة فيخرج له بطاقة مع مع هذه السجلات فيخرج له بطاقة فيقول يا ربي ما - 01:08:03ضَ

سيخرج له بطاقة فيقول يا ربي ما هذه مع هذه؟ ما هذا مع هذه ان هذه مع هذه فيقول يا رب ما هذه مع هذه السجلات فيقال فيقال انك لا تظلم. انك لا تظلم. تظلم الشيخ - 01:08:33ضَ

بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال انك لا فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات وثقلت البطاقة - 01:09:13ضَ

وحسنه والنسائي وابي حبان والحاكم وقال صحيح على شرط المسلم وقال الذهبي في تلخيصه قال ابن القيم رحمه الله تعالى فالاعمال لا تتفاضل بسورها وعددها وانما تتفاضل بتفاضلنا في القلوب فتكون سورة العمل واحدة وبينهما من - 01:09:43ضَ

كما بين السماء والارض. قال وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة. ويقابلها تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر. فتثقل البطاقة وتطيش السجلات. فلا يعذب ان كل موحد له هذه البطاقة وكثير منه يدخل النار بجنيده - 01:10:13ضَ

وقوله رواه ابن حبان والحاكم وابن حبان اسمه محمد ابن حبان لكسي المهملة وتشديد موحدة احمد ابن حبان ابن معاذ ابو حاتم التميمي البستي الحافظ صاحب التصانيف كالصحيح والتاريخ والضعفاء والثقات وغير ذلك. قال الحاكم كان من اوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ - 01:10:43ضَ

مع قلائل الرجال مات سنة اربع وخمسين وثلاثمائة بمدينة بوست بضم الموحدة وسكون مهملة واما الحاكم فاسمه محمد ابن عبدالله ابن محمد النيسابوري ابو عبدالله الحافظ ويعرف به الضيع ولد سنة احدى وعشرين وثلاث مئة وصنف التصانيف المستدرك وتاريخه وغيرهما - 01:11:13ضَ

سنة خمسة واربعمئة قال المصنف رحمه الله وللترمذي انا انا في ابن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن - 01:11:43ضَ

انك لو اتيتني بقراب الارض خطاوى ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة في هذا الحديث حديث انس النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا انه قال - 01:12:03ضَ

يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيت بقرابها مغفرة. اول هذا حديث انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك. ولا ابالي تراب الارض معناه ملؤها او قرب ملئها - 01:12:25ضَ

وهذا على سبيل الفرض لو ان انسانا اصلا من الذنوب والخطايا ما يملأ الارض. ثم استغفر ربه. ومات على انه لا يشرك بالله شيئا. مستغفرا تائبا فان الله يغفر له المغفرة او - 01:12:55ضَ

وسع من ذنوبه واكثر واعظم. بمعنى لقيتك بقرابها مغفرة يعني قابلتك باكثر من ذنوبك مغفرة. واعظم مغفرة وهذا علق بالاستغفار والرجاء. والاستغفار المقصود به التوبة ان الانسان يتوب الى الله جل وعلا والتوبة لابد فيها من ترك الذنب - 01:13:25ضَ

استطاعة والعزم الاكيد بانه لا يعود اليه. والندم الا كونه وقع في وان يصمم في قلبه على انه يطيع الله الله جل وعلا ولا يعود الى ذلك الذنب. هذا هو الاستغفار المقصود به. المقصود بالاستغفار هو هذا - 01:14:05ضَ

وان كونه يرجو بمعنى ذلك انه ايظا عبادة تتعلق بقلب من رجاء الله جل وعلا وكونه جل وعلا واسع المغفرة. وان رحمته وسعت كل شيء يتعلق بهذا ويكون رجاؤه في ذلك اعظم من خوفه - 01:14:35ضَ

من ذنوبه يرجو الله جل وعلا اعظم من خوفه من ان الله يعاقبه على ذنوبه. فيلقى الله على هذه الحال اذا لقيه على هذه الحال فان الله جل وعلا يغفر له مهما كانت ذنوبه بشرط - 01:15:05ضَ

ان يكون غير مشرك. فقوله يا ابن ادم انك لو لقيتني في تراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا. فمعنى قوله لا تشرك بي شيئا انه ليس هناك شرك مع لا قليل ولا كثير. لا كبير ولا صغير - 01:15:25ضَ

فهو شرط صعب في الواقع. لان الذي يسلم من الشرك قليله وكثير وكبيره وصغيره هو القلب السليم الذي اخبر الله جل وعلا انه يوم والقيامة لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم. سالم من الشرك سالم من - 01:15:55ضَ

عبادة غير الله مستسلم لله منقاد له ولكن الشرك ينقسم الى شرك اكبر كعبادة غير الله مع الله. العبادة الظاهرة فهذا لا ينفع معه عمل. اذا مات الانسان عليه فهو مقطوع انه في النار. وخالد فيه - 01:16:25ضَ

لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فجعل الشرك غير مغفور وغير قادر للمغفرة. واما مع داه فعلقه بمشيئته. يعني اذا شاء ان يغفره - 01:16:55ضَ

واذا شاء ان يؤاخذ عليه اخذ عليه وعاقب ولكن يكون الذي هذه صفته مآله الى الجنة ولو عوقب ولو ادخل النار. فيما بعد يخرج ويدخل الجنة. وهذا يرجى له خير. لان - 01:17:15ضَ

الذي لا يرجى له خير اصلا هو الذي يموت مشركا. فانه يبقى في النار ابد الابدين. ما دامت السماوات والارض. القسم الثاني شرك اصغر. والشرك الاصغر نزل قليل الريع نزل كون الانسان مثلا - 01:17:35ضَ

ادخل عمله شيء مما ينويه للدنيا. ولكن في بعضه ليس الكل يعني لا يكون العمل من اصله مقصودا به شيء من الدنيا. ومثل الحلف بغير الله مثل قول لولا الله فلان وما اشبه ذلك. فهذا من الشرك الاصغر. لان اسناد - 01:18:05ضَ

في الاعمال الافعال والحوادث اسنادها الى اسبابها التي جعلها الله سببا في وجودها فهذا من الشرك الاصغر. قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل قابله بقوله ما شاء الله وشئت. قال اجعلتني لله ندا - 01:18:35ضَ

بل ما شاء الله وحده مع انه له مشيئة يتصرف فيها عسى ما اعطاه الله جل وعلا ذلك فهذا الشرك الاصغر ما يخلو اما ان يكون كثير. يعني تجمع عند الانسان بكثرة - 01:18:55ضَ

فاصبح اذا وزن مع حسناته رجع على حسناته. فهذا يدخل النار اذا رجحت سيئاته على حسناته فانه يكون من اهل النار ولكن ما يخلد فيه. او تكون مثلا يكون الشرك الاصغر هذا قليل. وحسناته اغلب واكثر. فمثل هذا يغفر له - 01:19:15ضَ

ولكن المغفرة معلقة بمشيئة الله. ان شاء ان يغفر غفر. وان شاء ان يأخذ بالذنب اخذ وعاقبه ثم بعد ذلك يكون مآله الى الجنة. وقد قال بعض العلماء ان الشرك الاصغر لا يغفر منه شيء. لقول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر - 01:19:45ضَ

ما دون ذلك لمن يشاء. فجعل الشرك عامة غير مغفور. ومعنى ذلك معنى هذا القول ان الذي يكون عنده شرك اصغر لابد ان يعاقب. وليس معنى هذا ان الذي يكون عنده شرك اصغر يكون خارجا من الاسلام. ويكون - 01:20:15ضَ

خالدا في النار لا يعني انه لا بد ان يعاقب. لان قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يقول هذا القائل انه يقصد به ما عدا الشرك. اما الشرك فاذا كان كبيرا - 01:20:35ضَ

من اهل النار وان كان صغيرا فصاحبه معذب. ثم بعد ذلك اذا عذب وهذ يكون من اهل الجنة. ولكن القول الاول والله اعلم هو الاقرب والاسود لانه ما دام بهذا الشرك ما خرج من الدين الاسلامي مسلم - 01:20:55ضَ

فتكون فيكون ذنبه هذا مثل سائر الذنوب يوازن مع الحسنات. فان كانت الحسنات اثقل واكثر فانه يكون من اهل السعادة واهل الفوز. وان رجحت سيئاته عذب حسب ما عنده من السيئات. والمقصود بهذا ان قوله في هذا الحديث وهو حديث قدسي - 01:21:25ضَ

انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك. على ما كان منك ولا ابالي. انك لو اتيتني بقراب الارض وبخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. هل هذا تدلنا على ان الدعاء عند الله جل وعلا امره عظيم. انك ما دعوتني ورجوتني - 01:21:55ضَ

فالدعاء من العبادة التي يحبها الله جل وعلا. وقد جاء في الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. وجاء في حديث اخر ان الله يغضب اذا لم يدعى. والله جل وعلا يقول وقال ربكم ادعوني استجب - 01:22:25ضَ

لكم ادعوني فامر بدعوتي. وقال ادعوا ربكم تضرعا وخشية. في ايات كثيرة فيأمر الله جل وعلا عباده ان يدعوا فالدعاء هو الافتقار الله اظهار الحاجة ان يذهل الانسان حاجته الى ربه وصبره يتوسل اليه بفقره - 01:22:55ضَ

ويطلب من غناه وفضله. وان يكون خاضعا لربه مقبلا عليه. والدعاء دعاء اذا فتح للانسان باب الدعاء ينبغي ان ينتهز الفرصة. فان الله كريم لا يرد عبده اذا دعاه. ولهذا كان السلف رضوان الله عليهم يقولون - 01:23:25ضَ

انا لا نهتم للاجابة وانما نهتم للدعاء. يعني كون الانسان يفتح عليه باب الدعاء وكونه يدعو فان الاجابة قريبة. لان الله وعد عباده بذلك وقال ادعوني استجب لكم ادعوني استجب لكم. وهو لا يخلف وعده جل وعلا. وان كان الدعاء له اداب وله - 01:23:55ضَ

ينبغي للداعي ان يتعرف عليها وان يعمل بها. وقد جاء في الحديث الذي من سنن هو حديث ايضا من جوامع كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انه ذكر الرجل الذي - 01:24:25ضَ

تطيل السفر شاذ رأسه مغبرة قدماه. يرفع يديه الى السماء يقول يا رب ربي يا ربي ومطعمه حرام ومشربه حرام. فانى يستجاب لذلك اخذ من هذا الحديث شيء من اداب الدعاء. وهو ان الانسان يكون مظهرا فقره لله لقوله - 01:24:45ضَ

شاف رأسه مغبرة قدما ان يكون مظهرا الحاجة والذل والافتقار والتبذل لله جل وعلا السلف قدام كان له ابن اخ في الجهاد فاسر اسره العدو. وهو من العلماء الكبار فظهر عليه ثياب رثة ومن سكينة فقيل له لماذا؟ فقال استكين - 01:25:15ضَ

ربي حتى يعطيني مطلبي. فاطلق ابنه وجاء. والله جل وعلا كلما سئل اذا كان السائل موقنا مقبلا لم يخالف امر الله جل وعلا فان الله يعطيه مسألته بل اذا سأل الانسان باضطرار فانه يجيبه وان كان بعيدا عن الله جل وعلا - 01:25:55ضَ

ولهذا يقول جل وعلا للكفار الذين يحتج عليهم بان شركهم غير مقبول لا شرعا ولا عقلا ولا وضعا. يقول جل وعلا امن يجيب المضطر واذا دعاه ويكشف السوء. يعني انكم انتم المشركون تعرفون ذلك. ان الذي يجيب المضطر - 01:26:25ضَ

ويكشف السوء هو الله وحده. وهذا يدلنا على انه كل عبد من عباده يقع في ضرورة وفي كرب يتجه اليه فانه يجيبه وان كان بعيدا عن الله جل وعلا المقصود ان هذا منا من الاداب التي تكون اذا فعلها الانسان حري بالاجابة الاجابة قريبة - 01:26:55ضَ

كونه يكون ذالا لله. خاضعا له. يخضع له ثاني رفع اليدين اليه جل وعلا ان يرفع يديه في الطلب وقد جاء في الحديث ان الله حيي كريم يستحي من عبده المؤمن يرفع يديه اليه فيرده - 01:27:25ضَ

يعني بلا بلا عطية. بل اذا رفع يديه اعطاه جل وعلا. ورفع اليدين يكون عند الدعاء الان ان الادعية التي جاءت مخصصة ومقيدة مثل الدعاء في صلاة الفرض او بعد الفرض فهذا يجب ان يتبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:27:55ضَ

فلم يجد انه يرفع يديه في هذه الاماكن وانما النوافل في الدعاء عامة لغير ذلك. الامر الثالث قوله يا ربي يا ربي فكونه يسأل ربه بهذا الاسم الكريم. ويكرره ويمسك به مكررا له - 01:28:25ضَ

فان هذا من اسباب الاجابة. يا ربي يا رب وقد جاء في القرآن لمن تأمل القرآن. ادعية الرسل الذين ذكر الله قصصهم غالبها بهذا. غالبها بهذا الاسم الكريم العظيم. وقد قيل انه - 01:28:55ضَ

هو الاسم الاعظم. اسم الله الاعظم. رب. كذلك الله يعلمنا ويعلمنا ذلك ايضا. كما في قوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها الى اخر الاية. فيها التعليم بان نكون نسأل جل وعلا بهذا الاسم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا الى اخر. وكذلك - 01:29:15ضَ

يا اخي سورة ال عمران وغيرها كثير في القرآن. فاكثر الادعية التي جاءت عن الرسل بهذا الاسم الامر الرابع الذي يؤخذ من هذا الحديث من اداب الدعاء التي فالانسان ان يحرص عليها. اجتنابك للحرام ولبس الحرام. لهذا قال - 01:29:45ضَ

مطعمه حرام وملبسه حرام فانى يستجاب له؟ يعني هذا هو المانع المانع الذي حصل من اجابة وهو اكل الحرام ولبس الحرام. فاذا اجتنب الانسان ذلك فان دعاؤه يستجاب باذن الله. ثم - 01:30:15ضَ

انه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح ان قال للنبي صلى الله عليه وسلم سعد ابن ابي وقاص يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني مجاب الدعوة. فقال له - 01:30:35ضَ

يا سعد اطب مطعمك توجب دعوتك. اطب مطعمك توجب دعوتك. لما سأل له وانما ارشده الى الطريق الذي به اجابة الدعوة وكان سعد رضي الله عنه مجاب الدعوة اذا دعا بدعوة - 01:30:55ضَ

اجيبت هضع وكثيرا من السلف الدعوة دعوته حتى وان كانت في الشيء الذي قد لا يقصده. فيما روي عن سعيد بن المسيب اه سعيد بن جبير رضي الله عنه انه كان وان كان له ديك يوقظه الى صلاة اخر الليل - 01:31:15ضَ

اذا صاح قام ليس هناك ساعة ولا هناك منبهات. وفي ليلة من الليالي لم يصح هذا الديك. حتى طلع الفجر. فلما نظر واذا الفجر قد طلع. قال مالك انه قطع الله عنقه. فانقصت عنقه. عند ذلك قالت له والدته يا بني لا تدعو على - 01:31:45ضَ

المقصود ان اجابة الدعوة في هذه الامور وغيرها كثير. ثم يعلم الانسان الداعي انه اذا دعا ولن تظهر الاجابة لا له ان ينكل وان يترك الدعاء وان يقول دعوت فليستجب لي. او مثلا - 01:32:15ضَ

يقول ان - 01:32:45ضَ