شرح (المنهج الصحيح) | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

١١. شرح المنهج الصحيح | العلامة عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال المؤلف وفقه الله تعالى باب من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة قال الله تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم - 00:00:00ضَ

واوحي الي هذا القرآن لينذركم به ومن بلغ فانكم لتشهدون ان مع الله الهة قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون وقال تعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين - 00:00:24ضَ

وقال تعالى هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا ان ما هو اله واحد وليذكر اولو الالباب وقال عز وجل وان اتلو القرآن. فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ظل فقل انما انا من - 00:00:53ضَ

وقال تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وقال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة - 00:01:19ضَ

في قوله لينذركم به ومن بلغ. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عن الله فمن بلغته اية من كتاب الله فقد بلغه امر الله. وقال ابن عباس من بلغه القرآن فهو له نذير من الناس - 00:01:52ضَ

رواه ابن ابي حاتم وقال محمد بن كعب في قوله تعالى ومن بلغ قال من بلغه من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه رواه ابن ابي حاتم وابن جرير وقال مقاتل من بلغه القرآن من الجن والانس فهو نذير - 00:02:20ضَ

وقال البغوي يعني من بلغه القرآن من العجم وغيرهم من الامم الى يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله - 00:02:47ضَ

والصحابة ومن سار على نهجه ودعا بدعوته الى يوم الدين وبعد قال باب من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ان الايات التي سيذكر بعضها صريحة في هذا وليس للناس على الله حجة بعد انزال كتابه جل وعلا وارسال رسله - 00:03:14ضَ

وقد بين الله جل وعلا هذا في كتابه ما ذكر ارسال الرسل قال لي الا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل والقرآن بقي محفوظا الى ان يشاء الله جل وعلا - 00:03:44ضَ

فمن سمعه فكأنما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم لانه كلام الله جل وعلا وفيه النذارة والبشارة وفي الامر والنهي بل فيه كل ما يحتاج اليه المرء في امور دينه ودنياه - 00:04:04ضَ

غير ان الاعراض عنه وعدم الاهتمام به يحول بين الناس وبين من يعلم ذلك وهذا من التقصير لان الله امر وحث على تدبره وعلمه ومعلوم انه انزل للتدبر والعلم به - 00:04:26ضَ

وان يفهم وليس مجرد تلاوة وقد ذم الله جل وعلا اليهود اسم منهم الذين قال فيهم ومنهم لفريق منهم لا يعلمون الكتاب الا اماني. والاماني هي التلاوة يعني انهم فقط يتلونه - 00:04:51ضَ

وذم الذين لا يفقهون اه لابد من التفقه والعلم وهذا امر واجب على كل مسلم ومسلمة ان يعلموا الامر الذي كلفوا به ويعلم الذي سيصيرون اليه وسيسألون اسئلة اولها في القبر - 00:05:17ضَ

يتولى ذلك سؤال هل ذلك السؤال ملائكة لله جل وعلا تسأل كل مقبور كل من مات والقبر عبارة عن الموت سواء قبر او لم يقبر فمن مات فلابد من مساءلته - 00:05:50ضَ

والمسألة تأتي مجملة يسألون كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الاصول الدين يقال للمرء من كنت تعبد يعني يكون له من ربك والرب هنا بمعنى المعبود يقولون له - 00:06:12ضَ

في اي شيء تعبد تتعبد لابد ان يسأل عن هذا يقولون لها ايضا السؤال الثالث من هذا الرجل الذي بعث فيكم وان كان عالما تعلم وعرف اجاب الجواب الصحيح قال ربي الله - 00:06:37ضَ

وديني الاسلام وهذا رسول الله فيقول اني له وما يدريك وكلمة ما يدريك يعني السؤال عن الدليل انه مجرد كلام فقط ما يقبل. لا بد ان يكون الانسان موقنا يقول قرأت كتاب الله وامنت به - 00:07:05ضَ

هنا يدلنا على ان الكتاب هو الذي يقوم بهذا قرأت كتاب الله وامنت به وفي كتاب الله بيان وجوب عبادة الله وفيه بيان الرسول صلى الله عليه وسلم وتبليغه وفيه بيان الدين الذي امرنا الله جل وعلا به - 00:07:30ضَ

عند ذلك يقول ان له قد علمنا قد علمنا لان الملائكة يعرف الانسان حينما يموت هل هو على الاسلام ولا على غير الاسلام وهل هو مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:53ضَ

وانه غير ذلك مرتاب هذا اذا كان موقنا اما اذا كان عنده ارتياب وعنده شكوك فانه يتلعثم ولا يستطيع ان يجيب لا يصبح كهيئة الجاهل اذا سألنا قال ها لا ادري - 00:08:14ضَ

سمعت الناس يقولون شيئا فقلت عند ذلك يقول ان له ما دريت ولا تليت ما دريت يعني ما علمت ما تعلمت ما قمت بالواجب عليك ولا تريث كتاب الله تلوت كتاب الله حتى تعرف الشيء الواجب عليك - 00:08:36ضَ

يضربان بمطراق من حديد يلتهب عليه قبره نارا هذا اول النزل اول نزل وهو في القبر لانه جهل ما خلق له ولم يقم به وانما صار زي البهائم يأكل ويشرب ويطرب وينام - 00:08:56ضَ

لا يعرف ماذا مهمة وجوده في هذا الكون هذا نسأل الله العافية يكون تكون حياته شققت والناس لا ليس بهم الا هذا القسمان فقط. ما في قسم ثالث يمكن انه - 00:09:20ضَ

يقال انه ينظر ولا يرجى والا الاول اذا اجاب الجواب الصحيح يقول ان الملكان له انظر الى مقعدك من النار لو كفرت بالله جل وعلا اما وقد امنت بالله وقمت بما يجب عليك فانظر الى مكانك في الجنة - 00:09:45ضَ

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فينظر اليهما معا الى المكانين ينظر فيه اليهما معا وهو في قبره عند ذلك يقول يا ربي اقم الساعة حتى اذهب الى اهلي ومسكني - 00:10:19ضَ

الاخر بالعكس يقال له انظر مكانك في الجنة لو امنت بالله. اما وقد كفرت فانظر الى مقعدك من النار ويفتح له النار يأتيه من حرها وسمومها وعذابها وهو في قبره - 00:10:39ضَ

وذلك لان الموت كما سيأتي ليس عدما الموت انتقال من حياة الى اخرى ولكن هذه الحياة الاخرى حياة الله اعلم بها حياة غيبية لا نعرف حقيقتها. فالانسان يفارق بدنه تفارق روحه - 00:11:00ضَ

روح تفارق بدننا والروح لا تموت ويصبح الحكم عليها والبدن تبع لها عكس ما في هذه الدار لان في الدنيا الروح تبع البدن والبدن هو الذي ينعم وهو الذي يعلم وهو الذي يكون - 00:11:24ضَ

مطية للروح وفي القبر ينعكس الامر وعذاب القبر ثابت بكتاب الله وسنة رسوله كما سيأتي وان كان الانسان بدنه قد يتحلل ويذهب ويكون ترابا ولكن اجزاء التراب التي تتحلل هي التي تألم - 00:11:49ضَ

وتنعم ثم بعد ذلك ذرات التراب التي صار اليها تجمع يجمع كما ثم يبعث حيا كما مات واذا بعث يكون على حالته يوم مات ان كان جاهلا فهو جاهل وان كان عالما فهو عالم - 00:12:21ضَ

وان كان على صفة معينة يبعث على هذه الصفة ولهذا اخبر الله جل وعلا عن المنافقين لقوله تعالى يوم يبعثهم الله جميعا يحلفون له كما يحلفون لكم يحسبون انهم على شيء - 00:12:53ضَ

يعني كأنهم في حالة الدنيا يحلفون لله كذبا مثل ما كانوا يحلفون للناس في هذه الدار يرون ان هذا ينفعهم فهكذا غيره على صفته التي هو عليها من الخلق اذا كان - 00:13:16ضَ

عالقا لحيته يبعث حالق لحيته واذا كان له لحية يبعث له لحية هكذا ويصبح الناس يعرفونه كما مات ومن حكمة ذلك انه اذا كان للناس عليه حقوق يطالبونه بها يعرفونه - 00:13:42ضَ

ان نكون به كل انسان له حق على اخر يتعلق به ويقول يا ربي خذ حقي من هذا ولابد من الاستيفاء لان الخلق لا يتركون حقوقهم ويفرح الانسان يوم يبعث - 00:14:07ضَ

ان يكون له حق حتى على ابيه وابنه واخيه وزوجه ولهذا يقول جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لماذا يفر من هؤلاء جبر خوف المطالبة - 00:14:34ضَ

يطالبوه بالحقوق ويكون في ذلك الموقف اكره ما الى الانسان انه يرى من يعرفه بان لا يتعلق به وقد جاء في الحديث ان الرجل يمسك الرجل يوم القيامة ويقول له يقول يا ربي خذ حقي من هذا - 00:14:58ضَ

فيقول الرجل والله ما ظلمته لا بمال ولا عرظ يقول نعم ولكنه رآني على منكر فلم ينهني هذا ايضا حق لان الله جل وعلا امرنا بهذا والشيء الذي يقصر الانسان فيه سوف يسأل عنه - 00:15:21ضَ

المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان فعلق الامر بالاستطاعة وهذا هو الذي كلف كلف الله به العباد - 00:15:46ضَ

ما كلفوا بشيء لا يستطيعونه اذا لم تستطع الشيء وان كان امر ملزم فانك غير مؤاخذا على ذلك ان الله جل وعلا يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها والوسع هو الشيء الذي تطيقه وتسعه - 00:16:10ضَ

ثم كتاب الله بقي غظا طريا كانه اليوم نزل وسيبقى باذن الله جل وعلا الى ان يشاء الله لانه اذا ترك الناس العمل به ان الله يرفعه كما جاءت الاثار في هذا - 00:16:34ضَ

انه في اخر الزمان يرفع من المصاحف ومن صدور الرجال فلا يبقى فيه حرف واحد يصبح الناس ما يعرفون شيئا يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة صحيح مسلم شرار الناس الذين يبنون على القبور - 00:17:03ضَ

والذين تدركهم الساعة احياء لان النور والهدى والحياة في هذا الكتاب فاذا فقد الهدى وفقد النور وفقدت الحياة الحقيقية واصبحت حياة كلاب وحيوانات اه هذه الحياة خير منها ولهذا يقول جل وعلا قل اي شيء اكبر شهادة - 00:17:27ضَ

الله يعني ان شهادة الله هو اكبر الشهادات واعظمها. هذا معناه والله شهيد علينا بكل ما نتصرف وكل ما ما نعمل وكل ما تنطوي عليه قلوبنا وافئدتنا فلا يخفى عليه شيء - 00:18:04ضَ

يجب ان يكون العبد مخلصا لربه جل وعلا الاعمال التي تعمل ويقصد بها وجوه الناس ويقصد بها اغراض الدنيا او مرادات النفوس هذي تعود على اصحابها بالوبال والخزي يوم القيامة. نسأل الله العافية - 00:18:26ضَ

وانما الذي ينفع ما كان لله خالصا لوجهه جل وعلا قال قل الله شهيد بيني وبينكم الله شهيد بيننا وبين نبينا بانه قد بلغنا وادى ما كلف به الينا وقام به تمام القيام صلوات الله وسلامه عليه - 00:18:54ضَ

فما بقي الا دورنا ان نعمل وقد ترك فينا هذا الكتاب الذي قال لنا فيه تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وهو الحبل المتين الوثيق - 00:19:23ضَ

الذي اذا تمسك به العبد اوصله الى الجنة وهو الصراط المستقيم في هذه الحياة وفي بعد الممات من قام به والا صار حجة عليه ولهذا في الحديث الذي في صحيح مسلم - 00:19:46ضَ

عن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه فيه والقرآن حجة لك او عليك القرآن حجة لك او عليك لابد ان يعمل الانسان كلام الله جل وعلا الذي الذي انزله على عبده ليعمل به - 00:20:09ضَ

اما اذا اتخذناه فقط يعني مجرد نتبرك به ونتلو بلا عمل وبلا فهم فهذا لا يجدي شيئا لا ينفع شيئا يقول الله شهيد بيني وبينكم ثم قال واوحي الي هذا القرآن لانذركم به - 00:20:34ضَ

هذا صريح جدا في ان من وصل اليه القرآن فقد انذر والنذارة هي الاعلام بالمخوف الاعلام بالشيء الذي يخاف منه يقابلها البشارة البشارة بالشيء الذي يسر ويفرح والنذارة من الشيء الذي يخاف منه - 00:21:00ضَ

ويكون من العذاب فمعنى هذا اننا اذا لم نعمل بكتاب الله اننا مستحقون لعذاب الله لانذركم به ومن بلغ يعني ومن بلغه القرآن فقد انذر واصبح لا عذر له يقول العلماء - 00:21:31ضَ

المقصود بالبلاغ ان يسمعه ولا يلزم ان يفهم اذا سمع وعلم ان هذا كتاب الله لزم لزمه ان يتفهم وان يطلب العلم منه فهذا يتعلق به كل شخص لان الله اعطى كل احد عقلا - 00:21:57ضَ

واعطاه تمييزا نفرق بين الضار والنافع ويعلم الذي اذا فعله يكون فيه راحتها وسعادته نعيمة والذي اذا لم اذا فعله صار فيه عذاب ثم ليس هذا فقط القرآن الادلة تظافرت - 00:22:21ضَ

ما بين المخلوقات مثل السماوات التي فوقنا وفيها النجوم وفيها الشمس والقمر ومثل السحاب الذي يجري يحمل جبال المياه لو نزل على الارض لاغرقها كيف السحب الرديق يحمل هذه المياه العظيمة - 00:22:54ضَ

قدرة الله ايات جعلها الله لنا فنعتبر ومنها الرياح ومنها نفوسنا وما تنطوي علي وفي انفسكم افلا تبصرون كل هذه ايات يجب ان نعتبرها وهي دلائل على وجوب عبادة الله جل وعلا - 00:23:19ضَ

ولهذا لا يكون الانسان عذرا واما اما القرآن فهو جاء للتفصيل. تفصيل هذه الايات. تفصيلها وبيانها كما قال جل وعلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس - 00:23:44ضَ

وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم من هم لقوم يعقلون - 00:24:04ضَ

لابد يكون هناك عقل لقوم يعقلون فلابد من استعمال العقل والتفكير في هذه الامور. امرنا بذلك حتى يكون هذا لنا ودافع لنا الى العمل بطاعة الله جل وعلا واجتناب ما فيه مساخطه - 00:24:27ضَ

وما يكون سببا للعذاب فليس للناس عذر بعد هذه الامور التي يذكرها الله جل وعلا بل بعد ارسال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن من رحمته من رحمة الله جل وعلا - 00:24:52ضَ

انه انزل اليه هذا الكتاب الذي يتلى ولا يغسلهما ولا يتطرق اليه تحريف او تبديل لان الله تولى حفظه كم كم حاول الكفار انهم يغيروا فيه ويبدلوا ما استطاعوا. ولن يستطيعوا - 00:25:10ضَ

لان المسلمين كلهم صغيرهم وكبيرهم يحفظونه فلو مثلا غير فيه اية الصبيان الذين في الكتاتيب يعرفون هذا. ويردونه فضلا عن العلما فضلا عن الذين حفظوا فالامة حفظته وكتبت من وقت الرسول صلى الله عليه وسلم الى الان وهذا من حفظ الله له - 00:25:35ضَ

ولا احد يستطيع ان يغير فيه لكم حاول الاعداء ولا يزالون يحاولون ولن يتحصل على طائل فما دام الله تولى حفظه فلن يتطرق اليه صغير ولا تبديل. قال لانذركم به ومن بلغ - 00:26:09ضَ

فانكم لتشهدون ان مع الله الات اخرى. هذا الخطاب للمشركين يقول ان هل تعلمون هذا علما انكم تعبدون غير الله؟ هل عندكم يقين في هذه انها الهة والالهة هي التي تؤله وتعبد - 00:26:33ضَ

والالهة يجب ان تكون يضر العابد وتنفعه. والا تكون عبادتها باطلة ثم قال له جل وعلا كل اشهد قل لا اشهد بهذا شاهدوا فهم يشهدون بالزور والكذب والبهتان اشهد ثم قال قل انما هو اله واحد - 00:26:52ضَ

والله جل وعلا اله واحد ليس معه شريك لا في الهيته يعني وجوب العبادة التي كلف العباد بها ولا في تصرفه وخلقه جل وعلا ما هو المتصرف وحده ما شاء كان وما لم يشأ لا يكون ولو شاء العباد كله - 00:27:17ضَ

والعباد كلهم بقبضته ونواصيهم بيده لا يتحركون ولا يعملون شيء الا بارادته ومشيئته ثم قال وانني بريء مما تشركون فهذا فيه دليل على وجوب براءة المسلم من الشرك والمشركين يتبرأ منه - 00:27:44ضَ

ويظهر ذلك لهم وانني بريء مما تشركون. ثم قال جل وعلا في الاية الاخرى التي ذكرت هنا هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. هذا الاشارة الى القرآن هذا القرآن بيان لما يجب على الناس ان يعملوه وما يجب ان يتركوه - 00:28:09ضَ

وما يجب ان يعتقدوا وكل ما يحتاجون اليه موجود فيه لهذا قال وهدى وموعظة فهو هدى الهدى الذي يهتدى به علما وعملا والموعظة التي فيها الزجر وفيها التخويف والترغيب وهو والقرآن مشتمل على هذا - 00:28:35ضَ

ويذكر الجنة ثم يذكر النار يذكر المعاصي يذكر الحسنات هكذا ولهذا سمي مثاني ولكن الهدى والموعظة ما هي لكل احد تكون للمتقين والمتقي هو الذي يجعل بينه وبين المخوفات واقيا يقيه وهذا لا يكون الا بفعل امر الله - 00:29:03ضَ

واجتناب نهيه وقال تعالى هذا مثل الاية السابقة هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا ان ما هو اله واحد وليذكر اولو الالباب. هذه عدة امور ذكرت ذكر علة لانزال القرآن وكونه - 00:29:33ضَ

ظاهرا جلي واضح التبيين قال هذا بلاغ بلاغ للناس والبلاغ معناه الشيء الذي يبين ويوضح ويصبح بعد ذلك لا خفى في الامر بلاغ للناس الناس هنا يقصد به بنو ادم ومع ذلك هو ايضا بلاغ للجن - 00:30:04ضَ

لأنه ارسل للانس والجن. فالجن تبع للناس في كل الخطابات كل ما خوطبن به لقد خوطبوا به هم ايضا ولينذروا به النذارة كما سبق يتقدم بامر مهم يخاف انه يقع العذاب من جراء - 00:30:34ضَ

التقصير فيه القرآن ينذر ينذر عباد الله ولكن النذارة لا يستفيد بها كل احد. وانما يستفيد من يتقي ويعلم ويعقل ثم قال وليعلموا ايضا الثالثة وليعلموا ان ما هو اله واحد يعني ان المعبود واحد وهو الله جل وعلا - 00:31:05ضَ

ليس متعددا والعبادات التي يكون الانسان يعمل يكون عمله من اجلها. لا يلزم ان يكون صنم او يكون شجرة او يكون قبر او يكون شخص المعبودات كثيرة جدا كل ما عمل الانسان من اجله - 00:31:44ضَ

صار عبدا لذلك الشيء ولهذا ثبت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدينار بعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة والخميس الخميصة والخميلة هل يكون الانسان عبدا لقطعة من الذهب - 00:32:13ضَ

او قطعة من الفضة او يكون عبدا لكسا ثوب يلبسه او فراش يطأه بقدميه ولكن اذا كان عمله من اجل ذلك فهو عبد له اذا عمل من اجل هذا صار عبدا له ولهذا قال في تمام الحديث - 00:32:37ضَ

اذا اعطي رضي وان منع سخط يعني صار عمله من اجل الدنيا كثير من الناس اليوم يعبدون الدنيا يعني يعبدون الشهوات البطون والفروج وكذلك الملذات وغيرها لانهم يعملون من اجلها. ولا يهتمون بامر الله جل وعلا - 00:32:58ضَ

هذا امر ليس سهلا امر صعب يجب ان يتنبه العبد لهذا الامر الا يدخل في ذلك. نسأل الله السلامة ثم قال وليذكر اولو الالباب. يعني يكون تذكرة لمن عنده قلب وعنده عقل وفكر - 00:33:27ضَ

اعلم به هذا يدلنا على انه ليس كل احد ينتفع بكتاب الله جل وعلا وانما ينتفع الذي يكون له لب واللب هو العقل ثم قال جل وعلا هذه الايات كلها مكررة في معنى واحد - 00:33:53ضَ

ويكفينا واحدة واحدة منها ولكن كثرة الادلة قد يكون فيها يعني لفت نظر واهتمام بالشيء وقال تعالى وانا اتلو القرآن فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فقل انما انا من المنذرين - 00:34:15ضَ

يعني هذا من الامور التي كلف الله جل وعلا بها نبيه كما اخبر انه رسول من الله قال وانا اتلو القرآن يعني اقرأه واذكره للناس فمن انتفع به واهتدى فهو لنفسه - 00:34:40ضَ

ويعمل لنفسه وهداه له ومن لم يفعل فانا لا املك من هدايته شيء. انما انا منذر كلفت بالنذارة. هذا معنى الاية لهذا قال فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل يعني ترك - 00:35:04ضَ

الاهتداء وجانب ما جئت به فانما انا من المنذرين يعني رسول من الرسل الذين سبقوني انا لست بدعا من الرسل قد سبكت برسل الله الكثيرون ولي اسوة بهم. ولهذا يذكر له - 00:35:29ضَ

قصصهم حتى يتأسى بهم وقال تعالى وما علمناه الشعر يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يعني ان الذي يتلوه ليس شعر وانما هو وحي وما علمناه الشعر وما ينبغي له - 00:35:51ضَ

يا ليت ينبغي له يعني انه لا يليق به ولا يصلح وليس هذا من خلقه فان الشعر غالبه كذب والشعراء يتبعهم الغاوون ولكن هذا رد على الكافرين الذين قالوا انه شاعر - 00:36:12ضَ

وهم مضطربون فيه اضطراب يدل على انهم كاذبون مرة يقول ساحر ومرة شاعر ومرة كائن مرة مجنون وهكذا يضطربون في ذلك. ولهذا قالوا وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا - 00:36:39ضَ

من كان حيا لا يحتمل امرين يحتمل ان المقصود في الحياة حياة القلوب والعقل والمعرفة والاهتداء ويصبح الذين ليست عندهم هذه الصفات كالاموات لا فائدة في نذرتهم ويكون المعنى ان من كان حيا كل من سمع - 00:37:07ضَ

القرآن من الجن والانس فهو نذير له ويكون هذا المعنى الثاني هو الشاهد وان كان المعنى الاول ايظا ايه دليل وتمام الحجة ويحق القول على الكافرين ويحق يعني يصبح الكافرين ليس لهم - 00:37:36ضَ

حجة هاد بطلت حجتهم بانزال هذا القرآن وسماعه كونهم سمعوا وهذا من تمام الشاهد الاية وقال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الفرقان من اسماء القرآن لانه فرق بين الحق والباطل - 00:38:05ضَ

بل تفرق حتى بين الاخ واخيه والاب وابي اذا كان احدهما كافر فليس هذا لا ابنه ولا اخوه الذي نزل الفرقان على عبده على عبده وعبده ورسوله وهذه اضافة تشريف واكرام - 00:38:31ضَ

حيث اظافه الي قال عبد على عبده يعني عبد الله وهذا احد المواضع الاربعة التي اثنى الله جل وعلا بها على نبيه في القرآن بلفظ العبد بلفظ العبودية احدها مقام الانزال والوحي - 00:39:00ضَ

مثل هذه الاية والثاني مقام التحدي وان كنتم في في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله والمقام الثالث مقام الاسراء وهو من المقامات الشريفة التي شرف بها - 00:39:26ضَ

نبينا صلى الله عليه وسلم وقال سبحان الذي اسرى بعبدي والمقام الرابع مقام الدعوة الى الله ومن اشرف المقامات قال انه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه ليبتا - 00:39:50ضَ

وذكره في هذه المقامات بلفظ العبودية ولهذا لما جاء وفد بني عامر في سنة الوفود التي هي السنة التاسعة قالوا له انت سيدنا وابن سيدنا قال انا عبد الله ورسوله - 00:40:14ضَ

قولوا بقولكم وبعض قولكم لا احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله جل وعلا انا عبد الله ورسوله فمعنى ذلك انه كرهك كلمة سيد سيدنا انت سيدنا لانه صلوات الله وسلامه عليه اشرف ما يقوم به مقام العبودية - 00:40:39ضَ

فاضافته الى ربه جل وعلا اضافة تشريب ولهذا يذكر التوحيد وفي الاذان في الشهادات بلفظ العبد وان محمدا عبده ورسوله عبده ورسوله ويقدم العبد لانه ليس له من الربوبية شيء وليس له من الالهية شيء - 00:41:06ضَ

وانما هو مقرب بالرسالة وبالعبودية التي تعبده الله جل وعلا بها وكملها صلوات الله وسلامه عليه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. العالمين المقصود بهم الجن والانس والا - 00:41:36ضَ

عالم كثير اه الذي يقول مثلا من بعض العلماء ان الملائكة يدخلون في هذا ليس له دليل فيه. الملائكة عند ربهم وهي مكلفون ولم يرسل اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما قبله - 00:42:02ضَ

كيف يكون ارسل اليهم قد قال هذا بعض العلماء ولكنه قول باطل فالعالمين الذين ذكر الجن والانس الذين كلفوا وطلب منهم الايمان والامتثال لامره صلوات الله وسلامه عليه. ثم ذكر شيئا من بعظ المعاني التي سبقت في هذه الايات - 00:42:22ضَ

عن السلف بعضها مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم قال قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله لانذركم به ومن بلغ قال النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عن الله فمن بلغه اية من كتاب الله - 00:42:46ضَ

وقد بلغه امر الله والمعنى انه اذا بلغه ان ان الله جل وعلا انزل الايات انه يلزمه من يبحث عن الشيء الذي يلزم مثل عبادة الله مثل الصلاة التي تلزمه مثل الوضوء مثل - 00:43:08ضَ

اذا كان عليه مالا يؤديه الشيء الذي لا بد منه اما امور زائدة ان يكون عالما هذا ليس لازما وانما هو فظل وقال ابن عباس من بلغه القرآن فهو له نذير من الناس. يعني من الناس يعني كل الناس - 00:43:28ضَ

هذا مقصوده وهذه ليست تبعيضية وانما هي ابتدائية وقال محمد بن كعب في قوله تعالى ومن بلغ ومن بلغه ومن بلغ يعني القرآن ينذركم به ومن بلغ قال من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكلما - 00:43:50ضَ

وهذا قاله جماعة من المفسرين وقال مقاتل من بلغه القرآن من الجن والانس فهو نذير له وهذا يكاد يجمع عليه العلماء على هذا الامر فهو امر ظاهر جلي قال البغوي يعني من بلغه القرآن من العجم وغيرهم - 00:44:20ضَ

من الامم الى يوم القيامة البغوي نص على العجم لان العجم لا يفهمون اللغة العربية والاعجمي من لا يتكلم اللغة العربية اي لغة كانت فمعناه يقول انه اذا علم الاعجمي ان هذا نزل من عند الله - 00:44:45ضَ

وقد قامت عليه الحجة لانه يصبح يجب عليه ان يتعلم ما يلزمه من عبادة الله هذا المعنى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد احسن الله اليكم وبارك فيكم - 00:45:07ضَ

يقول السائل ما هو الضابط في اقامة الحجة هل اذا كان عندي شيء من العلم في شيء وبينت هذا الحكم لشخص عمل عملا شركيا او كفريا فهل اكفره لا ما تكفر ولكن - 00:45:26ضَ

عليك ان تدعو بالشيء الذي تستطيعه اذا كنت تستطيع ان تقيم عليه الحجة وتزيل الشبه ثم يستمر بعد ذلك على الشرك نعم تكفره اما اذا بين له ورجع هذا لا يكفر - 00:45:47ضَ

المقصود ان التكفير التكفير الذي يقول يحكم به العبد هذا يلزم عليه اقامة الحجج وازالة الشبه ليس مجرد انه يعمل الكفر اما كونه يعمل الكفر فهذا بينه وبين الله. اذا امن نقول هذا كفر - 00:46:10ضَ

وهو الله يحاسبه. اما نحن ما نحكم له لا نحكم عليه بالشرك والكفر. حتى نبين له ونوضح له واذا كان عنده شبه تزال الشبهة عند ذلك يحكم عليه اذا استمر - 00:46:35ضَ

اذا استمر حكم عليه رجع قل لا انت مسلم ثم الانسان يجب ان يكون بالشيء الذي يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني ولو اية بلغوا عني ولو اية - 00:46:55ضَ

ويقول نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها ربما مبلغ اوعى من سامع الانسان لا يجوز له ان يتكلم بالشيء الذي لا يعلمه يجب ان يكون اذا تكلم ودعا بعلم - 00:47:16ضَ

والا قد يفسد اكثر مما يصلح ولهذا الجهال يكفرون الناس تكفيرهم لانهم وجدوهم على شيء قد لا يكون ايضا كفر ولكنهم اعتقدوا النخور وقالوا انهم كفار هذا من منهج الخوارج الذين - 00:47:38ضَ

اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم انهم يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية انهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم لانهم لا يفهمون المعنى لا يجاوز حناجرهم انه لا ينزل الى قلوبهم - 00:48:00ضَ

ما يفهمون ولا يفقهونه كثير من الناس هذه صفته هل يعذر احسن الله اليكم بالجهل؟ ها فليعذر بالجهل الجهل العذر بالجهل ليس مطلقا اذا قام الانسان بالشيء الذي يلزمه واجتهد - 00:48:16ضَ

فلم يهتدي فهو معذور اما اذا فرط وترك الامر وقال لنا ما ادري فهذا ما ما هو معذور ليس معذورا ثم الامر يختلف انسان مثل يعبد القبر او يعبد حجر او يعبد شجرة هذا غير معذور اصلا - 00:48:36ضَ

لانه ليس عنده اي دليل على هذا وانما هي امور وجد الناس عليها فاتبعهم فيها فقط انسان عنده عقل وعنده فكر كيف يتجه الى قبر يعبده ورميم لا يملك في نفسه مثقال ذرة - 00:48:55ضَ

ولا يدفع عن نفسه شيء من العذاب ضعيف مثلك كيف كيف تعبده؟ كيف تسأل كيف تتعلق به مثل هذا لا عذر للانسان فيه لان هذا العقل نفسه يبطله. العقل اللي عندك لو استعملته - 00:49:16ضَ

وكذلك الادلة التي تحيط بك السماء والارض كلها تبطل لان الذي يعبد يجب ان يكون خالقا يكون يجب ان يكون رازقا يجب ان يكون نافعا ضارا والا عبادته ولد ولهذا اخبر عن هؤلاء مثل انهم امثال الانعام - 00:49:32ضَ

البهيمة التي لا تسمع الا نعيق المتكلم فقط ولا تفقه بل هم اضل اما اذا كان الامر فيه خفاء فيلزم ان يبين له ويكون معذورا اذا قام بالشيء الذي يستطيعه - 00:50:00ضَ

ولم يصل الى الى الحق يعذر بذلك - 00:50:24ضَ