قراءة من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) - (415 مقطعًا) - كبار العلماء
(133 من 415) تفسير سورة يونس (1) - الآيات (1-14) من تفسير السعدي \ كبار العلماء
المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم تلك ايات الكتاب الحكيم. يقول تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. وهو - 00:00:00
القرآن المشتمل على الحكمة والاحكام الدالة اياته على الحقائق الايمانية والاوامر والنواهي الشرعية. الذي على جميع الامة تلقيه بالرضا والقبول والانقياد. اكان وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون ان هذا - 00:00:30
قال ساحر مبين. ومع هذا فاعرض اكثرهم فهم لا يعلمون. فتعجبوا ان اوحينا الى رجل منهم انذر الناس عذاب الله وخوفهم نقم الله وذكرهم بايات الله. وبشر الذين امنوا ايمانا صادقا. ان لهم قدم - 00:01:03
صدق عند ربهم اي لهم جزاء موفور. وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه واسلفوه من الاعمال الصالحة الصادقة. فتعجب من هذا الرجل العظيم تعجبا حملهم على الكفر به. فقال الكافرون عنه ان هذا لساحر مبين. اي بين السحر لا يخفى - 00:01:23
على احد وهذا من سفههم وعنادهم. فانهم تعجبوا من امر ليس مما يتعجب منه ويستغرب. وانما يتعجب من جهالتهم وعدم معرفتهم بمصالحهم. كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم؟ الذي بعثه الله من انفسهم يعرفونه حق المعرفة. فردوا دعوته - 00:01:43
وحرصوا على ابطال دينه. والله متم نوره ولو كره الكافرون ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه - 00:02:03
فاعبدوه افلا تذكرون يقول تعالى مبينا لربوبيته والى اهيته وعظمته ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. مع انه قادر على خلقها في لحظة واحدة ولكن لما له في ذلك من الحكمة الالهية. ولانه رفيق في افعاله. ومن جملة حكمته فيها انه خلقها بالحق وللحق - 00:02:29
تعرف باسمائه وصفاته ويفرد بالعبادة. ثم بعد خلق السماوات والارض استوى على العرش استواء يليق بعظمته. يدبر الامر في العالم العلوي والسفلي من الاماتة والاحياء وانزال الارزاق ومداولة الايام بين الناس. وكشف الضر عن المضرورين - 00:02:59
اجابة سؤال السائلين. فانواع التدابير نازلة منه وصاعدة اليه. وجميع الخلق مذعنون لعزه. خاضعون لعظمته وسلطانه ما من شفيع الا من بعد اذنه فلا يقدم احد منهم على الشفاعة ولو كان افضل الخلق حتى يأذن الله ولا يأذن الا لمن - 00:03:19
من ارتضى ولا يرتضي الا اهل الاخلاص والتوحيد له. ذلكم الذي هذا شأنه الله ربكم. اي هو الله الذي له وصف الالهية جامعتي لصفات الكمال ووصف الربوبية الجامع لصفات الافعال فاعبدوه اي افردوه بجميع ما تقدرون عليه من انواع العبودية - 00:03:39
افلا تذكرون الادلة الدالة على انه وحده المعبود المحمود؟ ذو الجلال والاكرام. فلما ذكر حكمه القدري وهو التدبير وحكمه الديني وهو شرعه الذي مضمونه ومقصوده عبادته وحده لا شريك له. ذكر الحكم الجزائي وهو مجازاته - 00:03:59
على الاعمال بعد الموت فقال ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط. والذين كفروا والذين كفروا لهم شراب من حميد وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. اليه مرجعكم جميعا اي سيجمعكم بعد موتكم لميقات يوم معلوم؟ انه يبدأ الخلق ثم يعيده. فالقادر على ابتداء الخلق قادر على اعادته. والذي - 00:04:19
يرى ابتداءه بالخلق ثم ينكر اعادته للخلق. فهو فاقد العقل منكر لاحد المثلين مع اثبات ما هو اولى منه. فهذا دليل واضح على الميعاد ثم ذكر الدليل النقلي فقال وعد الله حقا. اي وعده صادق لا بد من اتمامه. ليجزي الذين امنوا - 00:05:09
بقلوبهم بما امرهم الله بالايمان به. وعملوا الصالحات بجوارحهم من واجبات ومستحبات بالقسط. اي بايمانهم واعمالهم جزاء قد بينه لعباده. واخبر انه لا تعلم نفس ما اخفي له من قرة اعين. والذين كفروا بايات الله وكذبوا رسل الله - 00:05:29
لهم شراب من حميم اي ماء حار يشوي الوجوه ويقطع الامعاء. وعذاب اليم من سائر اصناف العذاب بما كانوا اي بسبب كفرهم وظلمهم وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون والذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلم - 00:05:49
عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل ايات لقوم يعلمون. ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات لما قرر ربوبيته والهيته ذكر الادلة العقلية الافقية - 00:06:16
على ذلك وعلى كماله. في اسمائه وصفاته من الشمس والقمر والسماوات والارض. وجميع ما خلق فيهما من سائر اصناف المخلوقات واخبر انها ايات لقوم يعلمون. ولقوم يتقون. فان العلم يهدي الى معرفة الدلالة فيها. وكيفية استنباط الدليل - 00:06:46
على اقرب وجه والتقوى تحدث في القلب الرغبة في الخير والرهبة من الشر الناشئين عن الادلة والبراهين وعن العلم واليقين وحاصل ذلك ان مجرد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة دال على كمال قدرة الله تعالى وعلمه وحياته وقيوميته - 00:07:06
وما فيها من الاحكام والاتقان والابداع والحسن. دال على كمال حكمة الله وحسن خلقه وسعة علمه. وما فيها من انواع المنافع والمصالح اجعل الشمس ضياء والقمر نورا يحصل بهما من النفع الضروري وغيره ما يحصل يدل ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعباده وسعة - 00:07:26
بره واحسانه وما فيهما من التخصيصات دال على مشيئة الله وارادة النافذة. وذلك دال على انه وحده المعبود المحبوب المحمود ذو الجلال والاكرام والاوصاف العظام. الذي لا تنبغي الرغبة والرهبة الا اليه. ولا يصرف خالص الدعاء الاله. لا لغيره من المخلوقات - 00:07:46
المربوبات المفتقرات الى الله في جميع شؤونها. وفي هذه الايات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله والنظر فيها بعين الاعتبار فان بذلك تنفتح البصيرة ويزداد الايمان والعقل. وتقوى القبيحة وفي اهمال ذلك تهاون بما امر الله به - 00:08:06
واغلاق لزيادة الايمان وجمود للذهن والقريحة والذين هم عن اياتنا غافلون يقول تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا اي لا يطمعون بلقاء الله الذي هو اكبر ما طمع فيه الطامعون. واعلى - 00:08:26
اما امله المؤملون بل اعرضوا عن ذلك. وربما كذبوا به. ورضوا بالحياة الدنيا بدلا عن الاخرة. واطمئنوا بها ركنوا اليها وجعلوها غاية مرامهم ونهاية قصدهم. فسعوا لها واكبوا على لذاتها وشهواتها. باي طريق حصلت حصلت - 00:08:56
ومن اي جهة لاحت ابتدروها قد صرفوا ايراداتهم ونياتهم وافكارهم واعمالهم اليها. فكأنهم خلقوا للبقاء في وكأنها ليست دار ممر. يتزود منها المسافرون الى الدار الباقية. التي اليها يرحل الاولون والاخرون. والى نعيمها - 00:09:16
شمر الموفقون والذين هم عن اياتنا غافلون فلا ينتفعون بالايات القرآنية ولا بالايات الافقية والنفسية الاعراض عن الدليل مستلزم للاعراض والغفلة عن المدلول المقصود النار بما كانوا يكسبون. اولئك الذين هذا وصفهم مأواهم النار. اي مقرهم ومسكنهم - 00:09:36
لا يرحلون عنها بما كانوا يكسبون من الكفر والشرك وانواع المعاصي. فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين. فقال قال ان الذين امنوا وعملوا ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم. يقول تعالى - 00:10:06
الا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اي جمعوا بين الايمان والقيام بموجبه ومقتضاه من الاعمال الصالحة المشتملة على اعمال القلوب واعمال الجوارح. على وجه الاخلاص والمتابعة. يهديهم ربهم بايمانهم. اي بسبب ما معهم من الايمان. يثيبهم - 00:10:36
والله اعظم الثواب وهو الهداية. فيعلمهم ما ينفعهم ويمن عليهم بالاعمال الناشئة عن الهداية. ويهديهم للنظر في ايات ويهديهم في هذه الدار الى الصراط المستقيم وفي الصراط المستقيم. وفي دار الجزاء الى الصراط الموصل الى جنات النعيم - 00:10:56
ولهذا قال تجري من تحتهم الانهار الجارية على الدوام في جنات النعيم. اضافها الله الى النعيم لاشتمالها على النعيم التام نعيم القلب بالفرح والسرور والبهجة والحضور. ورؤية الرحمن وسماع كلامه والارتباط برضاه وقربه. ولقاء الاحبة - 00:11:16
والاخوان والتمتع بالاجتماع بهم وسماع الاصوات المطربات والنغمات المشتيات والمناظر المفرحات. ونعيم البدن بانواعه المآكل والمشارب والمناكح ونحو ذلك. مما لا تعلمه النفوس ولا خطر ببال احد. او قدر ان يصفه الواصفون - 00:11:36
ها هم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام سلام واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين دعواهم فيها سبحانك اللهم اي عبادتهم فيها لله. اولها تسبيح لله وتنزيه له عن النقائص. واخرها - 00:11:56
تحميد لله فالتكاليف سقطت عنهم في دار الجزاء. وانما بقي لهم اكمل اللذات. الذي هو الذ عليه من المآكل اللذيذة. الا هو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب. وتفرح به الارواح وهو لهم بمنزلة النفس. من دون كلفة ومشقة. واما تحيتهم فيما - 00:12:26
بينهم عند التلاقي والتزاور فهو السلام. اي كلام سالم من اللغو والاثم. موصوف بانه سلام. وقد قيل في تفسير قوله دعواهم فيها سبحانك الى اخر الاية ان اهل الجنة اذا احتاجوا الى الطعام والشراب ونحوهما قالوا سبحانك اللهم - 00:12:46
فاحضر لهم في الحال فاذا فرغوا قالوا الحمد لله رب العالمين استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيان وهذا من لطفه واحسانه بعباده انه لو عجل لهم الشر اذا اتوا باسبابه وبادرهم بالعقوبة - 00:13:06
على ذلك كما يعجل لهم الخير اذا اتوا باسبابه. لقضي اليهم اجلهم. اي لمحقتهم العقوبة. ولكنه تعالى يمهلهم ولا لا يهملهم ويعفو عن كثير من حقوقه فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ويدخل في هذا - 00:13:36
ان العبد اذا غضب على اولاده او اهله او ماله ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا. ولاضره ذلك غاية الضرر. ولكن انه تعالى حليم حكيم. وقوله فنذر الذين لا يرجون لقاءنا. اي لا يؤمنون بالاخرة. فلذلك لا يستعدون لها. ولا - 00:13:56
سيعملون ما ينجيهم من عذاب الله في طغيانهم اي باطنهم. الذي جاوزوا به الحق والحد يعمهون. يترددون لا يهتدون السبيل ولا يوفقون لاقوم دليل. وذلك عقوبة لهم على ظلمهم وكفرهم بايات الله - 00:14:16
فلما كشفت كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون. وهذا اخبار عن طبيعة الانسان من حيث هو. وانه اذا مسه ضر من مرض او مصيبة اجتهد في الدعاء وسأل الله في جميع احواله قائما وقاعدا ومضطجعا والح في الدعاء ليكشف الله عنه ضره - 00:14:36
اي استمر في غفلته معرضا عن ربه كأنه ما فكشفه الله عنه. فاي ظلم اعظم من هذا الظلم يطلب من الله قضاء غرضه. فاذا اناله اياه لم ينظر الى بحق ربه وكأنه ليس عليه لله حق. وهذا تزيين من الشيطان زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر - 00:15:16
كذلك زين للمسرفين اي متجاوزين للحد ما كانوا يعملون اما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات. وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين يخبر تعالى انه اهلك الامم الماضية بظلمهم وكفرهم. بعدما جاءتهم البينات على ايدي الرسل. تبين الحق فلم ينقادوا لها - 00:15:46
او لم يؤمنوا فاحل بهم عقابه الذي لا يرد عن كل مجرم متجرأ على محارم الله. وهذه سنته في جميع الامم. ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون - 00:16:16
ثم جعلناكم ايها المخاطبون خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون. فان انتم اعتبرتم عدتم بمن قبلكم واتبعتم ايات الله وصدقتم رسله. نجوتم في الدنيا والاخرة. وان فعلتم كفعل الظالمين قبلكم. احل بكم ما - 00:16:36
بهم ومن انذر فقد اعذر - 00:16:56
Transcription
المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم تلك ايات الكتاب الحكيم. يقول تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. وهو - 00:00:00
القرآن المشتمل على الحكمة والاحكام الدالة اياته على الحقائق الايمانية والاوامر والنواهي الشرعية. الذي على جميع الامة تلقيه بالرضا والقبول والانقياد. اكان وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون ان هذا - 00:00:30
قال ساحر مبين. ومع هذا فاعرض اكثرهم فهم لا يعلمون. فتعجبوا ان اوحينا الى رجل منهم انذر الناس عذاب الله وخوفهم نقم الله وذكرهم بايات الله. وبشر الذين امنوا ايمانا صادقا. ان لهم قدم - 00:01:03
صدق عند ربهم اي لهم جزاء موفور. وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه واسلفوه من الاعمال الصالحة الصادقة. فتعجب من هذا الرجل العظيم تعجبا حملهم على الكفر به. فقال الكافرون عنه ان هذا لساحر مبين. اي بين السحر لا يخفى - 00:01:23
على احد وهذا من سفههم وعنادهم. فانهم تعجبوا من امر ليس مما يتعجب منه ويستغرب. وانما يتعجب من جهالتهم وعدم معرفتهم بمصالحهم. كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم؟ الذي بعثه الله من انفسهم يعرفونه حق المعرفة. فردوا دعوته - 00:01:43
وحرصوا على ابطال دينه. والله متم نوره ولو كره الكافرون ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه - 00:02:03
فاعبدوه افلا تذكرون يقول تعالى مبينا لربوبيته والى اهيته وعظمته ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. مع انه قادر على خلقها في لحظة واحدة ولكن لما له في ذلك من الحكمة الالهية. ولانه رفيق في افعاله. ومن جملة حكمته فيها انه خلقها بالحق وللحق - 00:02:29
تعرف باسمائه وصفاته ويفرد بالعبادة. ثم بعد خلق السماوات والارض استوى على العرش استواء يليق بعظمته. يدبر الامر في العالم العلوي والسفلي من الاماتة والاحياء وانزال الارزاق ومداولة الايام بين الناس. وكشف الضر عن المضرورين - 00:02:59
اجابة سؤال السائلين. فانواع التدابير نازلة منه وصاعدة اليه. وجميع الخلق مذعنون لعزه. خاضعون لعظمته وسلطانه ما من شفيع الا من بعد اذنه فلا يقدم احد منهم على الشفاعة ولو كان افضل الخلق حتى يأذن الله ولا يأذن الا لمن - 00:03:19
من ارتضى ولا يرتضي الا اهل الاخلاص والتوحيد له. ذلكم الذي هذا شأنه الله ربكم. اي هو الله الذي له وصف الالهية جامعتي لصفات الكمال ووصف الربوبية الجامع لصفات الافعال فاعبدوه اي افردوه بجميع ما تقدرون عليه من انواع العبودية - 00:03:39
افلا تذكرون الادلة الدالة على انه وحده المعبود المحمود؟ ذو الجلال والاكرام. فلما ذكر حكمه القدري وهو التدبير وحكمه الديني وهو شرعه الذي مضمونه ومقصوده عبادته وحده لا شريك له. ذكر الحكم الجزائي وهو مجازاته - 00:03:59
على الاعمال بعد الموت فقال ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط. والذين كفروا والذين كفروا لهم شراب من حميد وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. اليه مرجعكم جميعا اي سيجمعكم بعد موتكم لميقات يوم معلوم؟ انه يبدأ الخلق ثم يعيده. فالقادر على ابتداء الخلق قادر على اعادته. والذي - 00:04:19
يرى ابتداءه بالخلق ثم ينكر اعادته للخلق. فهو فاقد العقل منكر لاحد المثلين مع اثبات ما هو اولى منه. فهذا دليل واضح على الميعاد ثم ذكر الدليل النقلي فقال وعد الله حقا. اي وعده صادق لا بد من اتمامه. ليجزي الذين امنوا - 00:05:09
بقلوبهم بما امرهم الله بالايمان به. وعملوا الصالحات بجوارحهم من واجبات ومستحبات بالقسط. اي بايمانهم واعمالهم جزاء قد بينه لعباده. واخبر انه لا تعلم نفس ما اخفي له من قرة اعين. والذين كفروا بايات الله وكذبوا رسل الله - 00:05:29
لهم شراب من حميم اي ماء حار يشوي الوجوه ويقطع الامعاء. وعذاب اليم من سائر اصناف العذاب بما كانوا اي بسبب كفرهم وظلمهم وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون والذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلم - 00:05:49
عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل ايات لقوم يعلمون. ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات لما قرر ربوبيته والهيته ذكر الادلة العقلية الافقية - 00:06:16
على ذلك وعلى كماله. في اسمائه وصفاته من الشمس والقمر والسماوات والارض. وجميع ما خلق فيهما من سائر اصناف المخلوقات واخبر انها ايات لقوم يعلمون. ولقوم يتقون. فان العلم يهدي الى معرفة الدلالة فيها. وكيفية استنباط الدليل - 00:06:46
على اقرب وجه والتقوى تحدث في القلب الرغبة في الخير والرهبة من الشر الناشئين عن الادلة والبراهين وعن العلم واليقين وحاصل ذلك ان مجرد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة دال على كمال قدرة الله تعالى وعلمه وحياته وقيوميته - 00:07:06
وما فيها من الاحكام والاتقان والابداع والحسن. دال على كمال حكمة الله وحسن خلقه وسعة علمه. وما فيها من انواع المنافع والمصالح اجعل الشمس ضياء والقمر نورا يحصل بهما من النفع الضروري وغيره ما يحصل يدل ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعباده وسعة - 00:07:26
بره واحسانه وما فيهما من التخصيصات دال على مشيئة الله وارادة النافذة. وذلك دال على انه وحده المعبود المحبوب المحمود ذو الجلال والاكرام والاوصاف العظام. الذي لا تنبغي الرغبة والرهبة الا اليه. ولا يصرف خالص الدعاء الاله. لا لغيره من المخلوقات - 00:07:46
المربوبات المفتقرات الى الله في جميع شؤونها. وفي هذه الايات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله والنظر فيها بعين الاعتبار فان بذلك تنفتح البصيرة ويزداد الايمان والعقل. وتقوى القبيحة وفي اهمال ذلك تهاون بما امر الله به - 00:08:06
واغلاق لزيادة الايمان وجمود للذهن والقريحة والذين هم عن اياتنا غافلون يقول تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا اي لا يطمعون بلقاء الله الذي هو اكبر ما طمع فيه الطامعون. واعلى - 00:08:26
اما امله المؤملون بل اعرضوا عن ذلك. وربما كذبوا به. ورضوا بالحياة الدنيا بدلا عن الاخرة. واطمئنوا بها ركنوا اليها وجعلوها غاية مرامهم ونهاية قصدهم. فسعوا لها واكبوا على لذاتها وشهواتها. باي طريق حصلت حصلت - 00:08:56
ومن اي جهة لاحت ابتدروها قد صرفوا ايراداتهم ونياتهم وافكارهم واعمالهم اليها. فكأنهم خلقوا للبقاء في وكأنها ليست دار ممر. يتزود منها المسافرون الى الدار الباقية. التي اليها يرحل الاولون والاخرون. والى نعيمها - 00:09:16
شمر الموفقون والذين هم عن اياتنا غافلون فلا ينتفعون بالايات القرآنية ولا بالايات الافقية والنفسية الاعراض عن الدليل مستلزم للاعراض والغفلة عن المدلول المقصود النار بما كانوا يكسبون. اولئك الذين هذا وصفهم مأواهم النار. اي مقرهم ومسكنهم - 00:09:36
لا يرحلون عنها بما كانوا يكسبون من الكفر والشرك وانواع المعاصي. فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين. فقال قال ان الذين امنوا وعملوا ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم. يقول تعالى - 00:10:06
الا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اي جمعوا بين الايمان والقيام بموجبه ومقتضاه من الاعمال الصالحة المشتملة على اعمال القلوب واعمال الجوارح. على وجه الاخلاص والمتابعة. يهديهم ربهم بايمانهم. اي بسبب ما معهم من الايمان. يثيبهم - 00:10:36
والله اعظم الثواب وهو الهداية. فيعلمهم ما ينفعهم ويمن عليهم بالاعمال الناشئة عن الهداية. ويهديهم للنظر في ايات ويهديهم في هذه الدار الى الصراط المستقيم وفي الصراط المستقيم. وفي دار الجزاء الى الصراط الموصل الى جنات النعيم - 00:10:56
ولهذا قال تجري من تحتهم الانهار الجارية على الدوام في جنات النعيم. اضافها الله الى النعيم لاشتمالها على النعيم التام نعيم القلب بالفرح والسرور والبهجة والحضور. ورؤية الرحمن وسماع كلامه والارتباط برضاه وقربه. ولقاء الاحبة - 00:11:16
والاخوان والتمتع بالاجتماع بهم وسماع الاصوات المطربات والنغمات المشتيات والمناظر المفرحات. ونعيم البدن بانواعه المآكل والمشارب والمناكح ونحو ذلك. مما لا تعلمه النفوس ولا خطر ببال احد. او قدر ان يصفه الواصفون - 00:11:36
ها هم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام سلام واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين دعواهم فيها سبحانك اللهم اي عبادتهم فيها لله. اولها تسبيح لله وتنزيه له عن النقائص. واخرها - 00:11:56
تحميد لله فالتكاليف سقطت عنهم في دار الجزاء. وانما بقي لهم اكمل اللذات. الذي هو الذ عليه من المآكل اللذيذة. الا هو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب. وتفرح به الارواح وهو لهم بمنزلة النفس. من دون كلفة ومشقة. واما تحيتهم فيما - 00:12:26
بينهم عند التلاقي والتزاور فهو السلام. اي كلام سالم من اللغو والاثم. موصوف بانه سلام. وقد قيل في تفسير قوله دعواهم فيها سبحانك الى اخر الاية ان اهل الجنة اذا احتاجوا الى الطعام والشراب ونحوهما قالوا سبحانك اللهم - 00:12:46
فاحضر لهم في الحال فاذا فرغوا قالوا الحمد لله رب العالمين استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيان وهذا من لطفه واحسانه بعباده انه لو عجل لهم الشر اذا اتوا باسبابه وبادرهم بالعقوبة - 00:13:06
على ذلك كما يعجل لهم الخير اذا اتوا باسبابه. لقضي اليهم اجلهم. اي لمحقتهم العقوبة. ولكنه تعالى يمهلهم ولا لا يهملهم ويعفو عن كثير من حقوقه فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ويدخل في هذا - 00:13:36
ان العبد اذا غضب على اولاده او اهله او ماله ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا. ولاضره ذلك غاية الضرر. ولكن انه تعالى حليم حكيم. وقوله فنذر الذين لا يرجون لقاءنا. اي لا يؤمنون بالاخرة. فلذلك لا يستعدون لها. ولا - 00:13:56
سيعملون ما ينجيهم من عذاب الله في طغيانهم اي باطنهم. الذي جاوزوا به الحق والحد يعمهون. يترددون لا يهتدون السبيل ولا يوفقون لاقوم دليل. وذلك عقوبة لهم على ظلمهم وكفرهم بايات الله - 00:14:16
فلما كشفت كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون. وهذا اخبار عن طبيعة الانسان من حيث هو. وانه اذا مسه ضر من مرض او مصيبة اجتهد في الدعاء وسأل الله في جميع احواله قائما وقاعدا ومضطجعا والح في الدعاء ليكشف الله عنه ضره - 00:14:36
اي استمر في غفلته معرضا عن ربه كأنه ما فكشفه الله عنه. فاي ظلم اعظم من هذا الظلم يطلب من الله قضاء غرضه. فاذا اناله اياه لم ينظر الى بحق ربه وكأنه ليس عليه لله حق. وهذا تزيين من الشيطان زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر - 00:15:16
كذلك زين للمسرفين اي متجاوزين للحد ما كانوا يعملون اما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات. وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين يخبر تعالى انه اهلك الامم الماضية بظلمهم وكفرهم. بعدما جاءتهم البينات على ايدي الرسل. تبين الحق فلم ينقادوا لها - 00:15:46
او لم يؤمنوا فاحل بهم عقابه الذي لا يرد عن كل مجرم متجرأ على محارم الله. وهذه سنته في جميع الامم. ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون - 00:16:16
ثم جعلناكم ايها المخاطبون خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون. فان انتم اعتبرتم عدتم بمن قبلكم واتبعتم ايات الله وصدقتم رسله. نجوتم في الدنيا والاخرة. وان فعلتم كفعل الظالمين قبلكم. احل بكم ما - 00:16:36
بهم ومن انذر فقد اعذر - 00:16:56
قراءة من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) - (415 مقطعًا) - كبار العلماء
(133 من 415) تفسير سورة يونس (1) - الآيات (1-14) من تفسير السعدي \ كبار العلماء