تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول | عبد المحسن القاسم

18 | تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول | عبد المحسن القاسم

عبدالمحسن القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

قال مصنف رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة سبق انه يجب على الانسان معرفة ثلاثة اصول وسبق الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه وقد بين المصنف رحمه الله فيه اي في الاصل الاول - 00:00:22ضَ

ان ربنا هو الله وهو معبودنا وحده. وعرفناه باياته ومخلوقاته ومثل البعض اياته قالوا من ايات الليل والنهار والشمس والقمر. ومثل لبعض مخلوقاته في السماوات السبع والاراضين السبع وذكر ايضا في الاصل اول بعض انواع العبادة - 00:00:44ضَ

وانها لا تصرف الا لله. وان صرف اي شيء منها لغيره شرك به تعالى وهنا يذكر المصنف رحمه الله الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام بالادلة. لهذا قال الاصل الثاني اي من اصول الدين الذي لا ينبني الا عليها - 00:01:08ضَ

وهو معرفة دين الاسلام العظيم الذي خلقنا الله لندين به وتعبدنا بالقيام به ويجب على الانسان ان يعرف ما هو هذا الدين الذي يعتنقه والذي ينتسب اليه فان من اعتنق دين الاسلام - 00:01:30ضَ

او نشأ في دين الاسلام وجب عليه ان يعرف ما هذا الدين؟ وما هي اركانه؟ وما هي اسسه؟ بل ما هو تعريف هذا الدين الذي ينتسب اليه وهو الاسلام. ويجب معرفة هذا الدين مع اصوله التي يبنى عليها - 00:01:50ضَ

بالادلة كما قال المصنف اي من الكتاب والسنة ليكون على نور وبرهان وبصيرة من دينه فان لم يكن على حقيقة من دينه فانه يخشى عليه في حياته وبعد مماته عند سؤال الملكين اذا سألاه في القبر ان يحصل له الشك - 00:02:10ضَ

فاذا كان عارفا بدينه بادلته حري بان يثبت على هذا الدين ان يحصل له الشك فيجيب بالجواب السيء فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الامام احمد - 00:02:35ضَ

قال وفيه فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ها ها لا ادري ويقولان له ما دينك؟ فيقول ها ها لا ادري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم - 00:02:59ضَ

ويقول ها ها لا ادري في نادي مناد من السماء ان كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا الى النار. فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه. ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب - 00:03:22ضَ

منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ويقول من انت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول انا عملك الخبيث. فيقول ربي لا تقم الساعة فهذا في حال المرتاب والشاك والزائغ عن هذا الدين - 00:03:47ضَ

بخلاف من يعرف ادلة دينه من الكتاب والسنة وكان على القول الثابت في الدنيا عاملا بالدين فانه حري ان يقول عند سؤال الملكين ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:04:12ضَ

كما في حديث البراء بن عازب ايضا الذي رواه الامام احمد وفيه ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه - 00:04:32ضَ

ان وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر صار ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الطيبة - 00:04:51ضَ

اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن - 00:05:10ضَ

وفي ذلك الحانوت ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون فلان ابن فلان - 00:05:29ضَ

باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي به الى السماء السابعة - 00:05:50ضَ

فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين. واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم. وفيها اعيدهم. ومنها اخرجهم تارة اخرى. قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله - 00:06:13ضَ

فيقولان له ما دينك ويقول ديني الاسلام ويقول ان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت - 00:06:41ضَ

في نادي مناد في السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره. قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب - 00:07:03ضَ

طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له من انت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول ربي اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي - 00:07:27ضَ

فان من اسباب الثبات عند السؤال معرفة الدين بالحجج من الكتاب والسنة والعمل به قال المصنف رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد هنا يعرف المصنف رحمه الله - 00:07:50ضَ

دين الاسلام ما هو ويقول دين الاسلام الذي تدين به تعريفه هو الاستسلام لله بالتوحيد اي الاستسلام لله بالذل والخضوع له. بافراده بالربوبية والخلق والتدبير وافراده تعالى بالتوحيد بجميع انواعه. فمعنى المسلم - 00:08:12ضَ

اي انه يكون مستسلما منطرحا لله تعالى معترفا له ومقرا لربه بالخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة وجميع افعال الله عز وجل الاستسلام لله. فالمسلم مستسلم لله بالتوحيد بجميع انواع العبادة. فلا - 00:08:39ضَ

ايصرف شيئا منها لغير الله. وحقيقة دين الاسلام هو ان يسلم العبد افعاله لله لا لغيره فيجعل العبد جميع افعاله من صلاة وزكاة وتلاوة قرآن ونحو ذلك لله. لا تصرف لغيره - 00:09:04ضَ

لا للاموات ولا لرياء ولا لسمعة قال شيخ الاسلام رحمه الله حقيقة الاسلام ان يستسلم لله لا لغيره. وهو معنى لا اله الا الله والمسلم انما سمي مسلما لخضوع جوارحه لطاعة ربه. فهي مستسلمة لله باوامره - 00:09:25ضَ

قال شيخ الاسلام رحمه الله الاسلام هو الاستسلام. وهو يتضمن الخضوع لله وحده والانقياد له والعبودية لله وحده. اي ان الاسلام يتضمن خضوع القلب والجوارح لله وينقاد لاوامر الله وعبوديته تكون كلها لله - 00:09:49ضَ

فمن استسلم لله ولغيره فهو مشرك لان الاسلام لابد ان يكون مستسلما لله وحده والممتنع عن الاستسلام لله مستكبر. لانه واجب على كل عبد ان يستسلم لله ويخضع لاوامره وينقاد لها - 00:10:16ضَ

ومن استكبر عن الحق ابتلاه الله باتباع الباطل. فمن لم يستسلم لهذا الدين تبع الباطل قال شيخ الاسلام رحمه الله المستكبر عن الحق يبتلى بالانقياد للباطل ويكون المستكبر مشركا كما ذكر الله - 00:10:39ضَ

والاسلام له رأس وهو الشهادتان وله ظدان وهما الكبر والشرك. فرأس الاسلام التلفظ والاقرار بالشهادة وضد الاسلام الكبر والشرك. فالمستكبر عن دين الاسلام لم يدخل في الاسلام والمشرك دخل في الاسلام لكن افسد اسلامه بالشرك. فمن كان مستكبرا او مشركا فانه لا يسمى مسلما - 00:11:00ضَ

قال المصنف رحمه الله وهو الاستسلام لله بالتوحيد. اي تعريف الاسلام الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اي ان تعريف الاسلام يقوم على ثلاثة اسس الاس الاول الاستسلام لله بالتوحيد - 00:11:31ضَ

فتستسلم وتخضع لله رب العالمين بتوحيدك وافراد انواع العبادة له سبحانه والاس الثاني والانقياد له بالطاعة اي مع ذل العبد وخضوعه لله يجب عليه الانقياد والاذعان له جل وعلا بالطاعة - 00:11:57ضَ

بفعل المأمورات وترك المنهيات امتثالا لامر الله. قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول وقوله صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك من كان قبلكم - 00:12:21ضَ

كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم متفق عليه واعلى المراتب كمال الانقياد ومن لم ينقد لهذا الدين اذله الله فيجب عليك ان تنقاد لهذا الدين وان تذعن لاوامره وان تنقاد لها وان تقوم بها - 00:12:43ضَ

قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين من تواضع لله رفعه. فمن تواضع لله بفعل اوامره رفعه الله قال فكذلك من تكبر على الانقياد للحق اذله الله ووضعه وصغره وحقره - 00:13:05ضَ

وهذا عقوبة على المستكبر لمن لم ينقد لهذا الدين العظيم فالكبر من اعظم اسباب منع الانقياد لهذا الدين قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة وهو يذكر موانع الانقياد - 00:13:24ضَ

قال السبب الثالث قيام مانع وهو اما حسد او كبر. وذلك مانع ابليس من الانقياد امر وهو الحسد والكبر. فابليس حسد ادم على ما فيه من نعمة. وابليس استكبر عن اوامر - 00:13:43ضَ

ولم يسجد لادم لما امره الله قال وهو داء الاولين والاخرين اي الحسد والكبر الا من عصم الله وبه تخلف الايمان عن اليهود الذين شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صحة نبوته - 00:14:03ضَ

ومن جرى مجراهم. لهذا يجب على العبد اذا سمع امرا من اوامر الله لا يستكبر عن تنفيذها وطاعتها بل يجب عليه ان يخضع وان ينقاد لها بالطاعة الاس الثالث من اسس تعريف هذا الدين - 00:14:24ضَ

البراءة من الشرك واهله ومما يجب على المسلم اعتقاده وفهمه والعمل به ان الاسلام هو افراد الله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اي ان يتبرأ المسلم من اعمال واقوال الشرك ويعتقد بطلانها. ويتبرأ من اهلهم - 00:14:43ضَ

في الاعتقاد والعمل والمسكن بل من كل خصلة من خصالهم ومن كل نسبة من النسب اليهم معاديا لهم غير متشبه بهم في قول او فعل اذا لا يكون المرء محققا لدين الاسلام حتى يقوم على ثلاثة اسس يجب على المسلم ان يأتي بها - 00:15:11ضَ

مجتمعة فاذا اختل شيء من ذلك اختل اسلامه وهذي الثلاثة وهي التي ذكرها المصنف. الاول الاستسلام لله بالتوحيد الثاني الانقياد له بالطاعة فتذعن لاوامر الله ولا تستكبر عنها الثالث البراءة من الشرك واهله. فيجب عليك ان تتبرأ من الشرك وان تتبرأ من اهله. قال سبحانه - 00:15:37ضَ

لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والبراءة من الشرك واهله احد ركني التوحيد الذي ينبني عليه التوحيد قائم على ركنين. لا يحصل التوحيد الا بهما - 00:16:09ضَ

ولا يكون العبد موحدا الا باجتماعهما معا. وهما النفي والاثبات ومن فقد احدهما فقد فقد التوحيد وتنفي العبودية عن غير الله وتثبت العبودية لغير الله قال سبحانه مخبرا عن ابراهيم عليه السلام امرا بالتأسي به - 00:16:30ضَ

واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. فهذا هو الركن الاول وهو البراءة من من الشرك واهله وقوله تعالى بعدها الا الذي فطرني هذا هو الاثبات. وهو الركن الثاني - 00:16:55ضَ

وكقوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب فمن يكفر بالطاغوت هذا هو البراء اي النفي ويؤمن بالله هذا هو الاثبات فكلمة التوحيد معناها لا معبود بحق الا الله - 00:17:14ضَ

وركن التوحيد نفي واثبات. نفي اي تنفي انه لا معبود في هذا الكون ابدا. ثم تثبت فتقول لا اله نفي اي تنفي انه لا يوجد اي معبود في هذا الكون ثم بعد ذلك تثبت فتقول الا الله - 00:17:34ضَ

فمن كان ينفي فقط ولا يثبت فهو ملحد. فمن قال ليس في هذا الكون اله فهذا ملحد ومن كان يثبت ولا ينفي فانه لا يكون موحدا. فمن قال الله عز وجل معبود بحق اثبت ذلك - 00:17:56ضَ

ولكنه لم ينفي وقال هناك معبودات اخرى يجوز ان نعبدها مع الله عز وجل. فهذا لا يسمى موحدا بل هذا هو المشرك ولابد في التوحيد من ان تنفي جميع المعبودات. ولابد من الاثبات والا تثبت سوى - 00:18:15ضَ

الرب سبحانه وتعالى فتقول لا معبود بحق. اي ليس هناك معبود بحق يعبد الا الله. وقلنا بحق هذه الكلمة لابد من الاتيان بها. لان هناك معبودات لكنها ليست بحق. فعبادة الاضرحة والقبور والاولياء - 00:18:39ضَ

لكنها معبودات بباطل. قال سبحانه ذلك بان الله هو الحق. وانما يدعون من دونه هو الباطل الباطل نقيد حتى نخرجه من المعبودات نقول بحق فنقول لا معبود بحق الا الله - 00:19:01ضَ

فمن كان يصلي ويصوم ويحج ويتصدق ولكن يقر الشرك. يعني يقول الشرك من اراد ان يشرك فله ان يشرك ويصحح معتقدا من المشركين ويقول هم على دين صحيح ونحن على دين صحيح. نقول فليس بمسلم لانه لم يتبرأ من الشرك واهله - 00:19:21ضَ

فيجب الجمع بين البراءة من المشركين وبين الايمان بالله بافراد العبودية له وحده الذي يصلي وهو واقع في الشرك لا تنفعه صلاته لانه لم يتطهر من الشرك فلا بد من البراءة من الشرك واهله وهو مدلول لا اله. وتثبت العبودية لله عز وجل وهو مدلول - 00:19:45ضَ

الا الله وبعض الناس يظن انه اذا تكلم بلا اله الا الله انه لو ارتكب ما ارتكب ولو بناقض من نواقض الاسلام فانه لا يخرج عن هذا الدين. بمعنى ان بعض الناس تجده يرتكب ناقضا من نواقض الاسلام - 00:20:13ضَ

واذا بينت له هذا الخطأ كأن يطوف على القبور او يستغيث بالصالحين او يدعوهم من دون الله او منهم المدد والعون اذا قلت له ان هذا شرك بالله عز وجل ويخرج المرء من دائرة الاسلام يقول - 00:20:34ضَ

كيف تقول لي هذا الكلام وانا اقول لا اله الا الله؟ فنقول له ان لكلمة لا اله الا الله الله نواقضا من ارتكبها فانه لا تنفعه تلك الكلمة ولو اكثر منها بل ولو - 00:20:54ضَ

انا مكثرا من التلفظ بتلك الكلمة ومكثرا من الاعمال الصالحة. ولكنه يرتكب ناقضا من نواقض الدين كالاستغاثة بالاموات ودعائهم وطلب العون منهم فان هذا لا تنفعه تلك الكلمة ومثال ذلك لو ان الانسان توظأ - 00:21:14ضَ

ثم اراد ان يذهب ليصلي ولكنه انتقض وضوءه بخروج نقطة من بول. فانه لو صلى صلاته باطلة. لكونه ارتكب ناقضا من نواقض الوضوء. فاذا كانت النقطة الواحدة من البول تنقض الوضوء وتبطل الصلاة - 00:21:40ضَ

فدل على ان لكل امر ناقضا فنواقض الاسلام عديدة من ارتكب شيئا منها والعياذ بالله فانه يخرج من هذا الدين ولو كان يكثر ويتكلم بتلك الكلمة. فانه لا خلاف بين العلماء ان من صدق الرسول في شيء وكذبه - 00:22:04ضَ

في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وهذا بالاجماع. يعني انه ليس بمسلم وليس عند له من الاسلام شعرة اذا فعل ذلك فاذا كذبه في واحد وصدقه في الالوف من الصلاة والصدر - 00:22:29ضَ

ونحو ذلك فان تكذيبه في امر واحد كفرضية الحج او الاذان فانه قاض على تلك الالوف من الاعمال الصالحة فاذا كان من صدق النبي صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء فهو كافر - 00:22:49ضَ

فكيف بالتوحيد الذي هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم - 00:23:10ضَ

الكافرون حقا. فاذا كان الله قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض هو الكافر حقا فكذلك من اتى بكلمة الشهادة ولكنه كافر بجزء منها. مثل يدعو الاموات او ينظر لهم او يذبح لهم ونحو ذلك فانه يكفر بمثل تلك الافعال التي - 00:23:39ضَ

تخرجه من دائرة الاسلام. وهكذا من اقر بالصلاة والصدقة والصيام. ولكنه يجحد الايمان باليوم الاخر فان هذا كفر بالاجماع. ولم ينفعه اقراره بالصلاة ولا بالصيام ولا بالصدقة ولا بالحج بل حتى ولو فعل الصدقة والصيام ولكنه ينكر البعث فانه كافر - 00:24:09ضَ

فاذا كان فعلا واحدا يخرج المرء من الدين ولو كان يعمل اعمالا صالحة كذلك اذا كان يتلفظ بكلمة الشهادة ولكنه يأتي بما يناقضها كترك الصلاة او دعاء الاموات او الى السحرة والكهان والعرافين - 00:24:39ضَ

فان تلك الكلمة لا تنفعه لكونه اتى بما يناقضها. وعلى المسلم ان يعلم ان الردة ردة مطلقة وهي الرجوع عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم جميعا كأن يقول شخص انا لا اصدق والعياذ بالله بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. نقول هذه - 00:25:03ضَ

ردة مطلقة انكر جميع احكام الاسلام فهذه ردة لجميع الشعائر. والنوع الثاني ان يكفر ببعض ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ببعض كمن يؤمن بالصلاة ويتصدق ويصوم ولكنه ينكر الايمان بالملائكة. فان - 00:25:32ضَ

ان هذا اجماع بين اهل العلم ان الذي يرتد عن بعض الدين كافر بل يرون ان الاعتقاد الواحد والكلمة الواحدة قد تخرج صاحبها عن جملة الدين. وهكذا الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:56ضَ

وقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم فان الصحابة اجمعوا على انهم مرتدون وانهم حلال الدم والمال مع انهم كانوا يصلون ويؤذنون ولكن مجرد قتالهم عن اداء الزكاة كان مخرجا عن هذا الدين. وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. مع انهم كانوا يعملون اعمال الاسلام - 00:26:16ضَ

وتعلموا العلم من الصحابة. ولكن اعتقدوا في علي وتعدوا الحد فيه. وجعلوه الها من دون فلما رأى ذلك منهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه حفر لهم الحفر في الارض واضرم فيهم النار وقذفهم فيها من اجل مقالتهم فيه. وقال لما رأيت - 00:26:46ضَ

الامر امرا منكرا اججت ناري ودعوت قمبرا فهذا الامر من علي بن ابي طالب رضي الله عنه وافقه عليه جميع الصحابة. ورأوا انهم مرتدون وان قتلهم حق فلا يظن المرء انه اذا اتى بكلمة الشهادة ولو اتى بشيء من نواقضها انها تنفعه تلك الكلمة - 00:27:11ضَ

بل من اتى بشيء من نواقضها فان تلك الكلمة لا تنفعه بشيء فواجب على المسلم ان يتلفظ بكلمة الشهادة وان يفهم معناها وان يعمل بمقتضاها وان يحافظ الا يأتي بشيء من نواقضها حتى يتوفاه الله عز وجل على ملة الاسلام - 00:27:37ضَ

ويجب على العبد مع معرفتي لهذا الدين محبته للدين ويجب على كل مسلم ان يعتز بدينه. فدينه هو الحق وما سواه من الاديان فهو باطل قال سبحانه ان الدين عند الله الاسلام. وقال سبحانه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل - 00:28:03ضَ

فكل دين سوى دين الاسلام فهو باطل ومن اعتنق غير دين الاسلام كان والعياذ بالله من اهل النار قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن - 00:28:29ضَ

بالذي جئت به الا كان من اصحاب النار. وقد امر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ان يعلن دينه الناس في قوله قل انني هداني ربي اي قل يا محمد مفتخرا ومعتزا انني هداني - 00:28:49ضَ

ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا. وما كان من المشركين. فمن اتاه الله لهذا الدين فليفرح بنعمة الله عليه بالهداية. وليستمسك به. فقوة العبد وعزته به الدين - 00:29:09ضَ

وليدعو الناس الى هذا الدين فهو طريق العباد الى النعيم. قال سبحانه فاستمسك بالذي اوحي انك على صراط مستقيم. فيجب على المسلم ان يعرف ما هو دين الاسلام. وقد ذكر المصنف - 00:29:30ضَ

تعريف دين الاسلام بقوله وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله ولا يكون العبد موحدا حتى يأتي بهذه الاسس الثلاث الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله - 00:29:50ضَ

والى هنا نأتي الى نهاية درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:30:14ضَ