Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم اقتضاء الصراط المستقيم. لمخالفة اصحاب الجحيم. لقاء مع فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ادرس مئة وسبعة وثمانون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها مستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلا وسهلا بكم الى حلقة جديدة في برنامج اقتضاء الصراط المستقيم - 00:00:23ضَ

لمخالفة اصحاب الجحيم لشيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله يشرح الكتاب في هذه الحلقات صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في مطلع هذه الحلقة نرحب بشيخنا - 00:00:41ضَ

الكريم فحياكم الله الشيخ صالح. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله بعدما ذكر الوانا مما يجوز وما لا يجوز من التوسل قال وحين اذ فيقال اما التوسل والتوجه الى الله وسؤاله - 00:00:58ضَ

بالاعمال الصالحة التي امر بها كدعاء الثلاثة الذين اواهم الذين اووا الى الغار باعمالهم الصالحة وبدعاء الانبياء والصالحين وشفاعتهم فهذا مما لا نزاع فيه بل هو بل هذا من الوسيلة التي امر الله بها في قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وقوله سبحانه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم - 00:01:14ضَ

وبهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الوسيلة التي امر الله باتخاذها في قوله - 00:01:37ضَ

وابتغوا اليه الوسيلة يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة مراد بها القرب من الله سبحانه وتعالى والتوسل هو التقرب الى الله جل وعلا وذلك يكون بالاعمال الصالحة وبالدعاء والاستغفار ويكون باسماء الله وصفاته - 00:01:58ضَ

قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فالتوسل المطلوب هو التقرب الى الله جل وعلا بالاعمال الصالحة والوسيلة هي الاعمال الوسيلة هي الاعمال التي تقرب - 00:02:25ضَ

الى الله سبحانه وهذا قد امر الله جل وعلا به بهذه الايات والنبي صلى الله عليه وسلم اتبعه واتخذه وسيلة وكذلك الانبياء من قبله وكذلك المؤمنون من اتباعهم توسلون الى الله بالقرب منه بالاعمال الصالحة - 00:02:50ضَ

وبدعائه باسمائه وصفاته سبحانه واما التوسل بالاشخاص او باعمال الاشخاص او صلاح الاخرين فهذا ليس مشروعا ولا فيه وليس فيه تقرب الى الله جل وعلا واعمال الناس لهم وتلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم - 00:03:20ضَ

ولا تسألون عما كانوا يعملون فلا ينفعك صلاح غيرك ولا عبادة غيرك وانما ينفعك ما امر الله جل وعلا به من عبادته ودعائه والتضرع اليه على من يريد آآ الوسيلة - 00:03:44ضَ

ان يتقرب الى الله سبحانه وتعالى اليست الوسيلة اتخاذ الاشخاص وسائط بين الانسان وبين الداعي وبين ربه لان هذا شيء لم يأمر الله به ولم يشرعه لعباده وانما شرعه المبتدعة - 00:04:06ضَ

وهو لا ينفعهم شيئا عند الله سبحانه وتعالى ومما يدل على ان من انواع التوسل التوسل الى الله بالاعمال الصالحة التي عملها الانسان وليست الاعمال التي عملها غيره حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في غار دخلوا فيه ليبيتوا فيه فانطبقت عليهم وسدت عليهم باب الغار - 00:04:25ضَ

ولم يستطيعوا الخروج تتوسل الى الله باعمالهم السابقة احدهم توسل ببره بوالديه والثاني توسل الى الله باداء الحقوق التي عليه للناس والثالث توسل الى الله بحفظ فرجه. نعم. والبعد عن الزنا - 00:04:51ضَ

فالله جل وعلا رحمهم وفرج عنهم وازاح عنهم الصخرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان ابتغاء الوسيلة اليه هو طلب من يتوسل يتوسل به اي يتوصل او يتقرب به - 00:05:14ضَ

اليه سبحانه سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الامر او كان على وجه السؤال له والاستعاذة به رغبة اليه في جلب المنافع ودفع المضار. ومن انواع التوسل الجائز الدعاء الصالحين - 00:05:30ضَ

فانت تطلب من العبد الصالح ان يدعو الله لك وهذا شيء مشروع والنبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر لما اراد العمرة لا تنسنا يا اخي من صالح دعائك - 00:05:45ضَ

وكان عمر رضي الله عنه يتوسل بدعاء العباس لما اجدبوا فدعا الله لهم فسقاهم الله وقال انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا فدعا الله لهم فسقوا - 00:06:05ضَ

فهذا دليل على ان التوسل لا يكون بالاشخاص وبذوات المخلوقين ولا باعمال المخلوقين التي عملوها لانفسهم وانما وانما التوسل بالدعاء دعاء الصالحين لمن لمن احتاج الى ذلك. نعم قال ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا وهذا الدعاء بمعنى العبادة او الدعاء بمعنى المسألة. وان كان كل منهما يستلزم الاخر - 00:06:26ضَ

لكن العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته وتفريج كرباته فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع وان كان ذلك من العبادة والطاعة ثم يكون في اول الامر قصده حصول ذلك المطلوب من الرزق والنصر والعافية مطلقا ثم الدعاء والتضرع يفتح له من ابواب الايمان بالله عز وجل - 00:06:55ضَ

معرفتي ومحبته والتنعم بذكره ودعائه ما يكون هو احب اليه واعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي اهمته وهذا من الله بعباده يسوقهم بالحاجات الدنيوية الى المقاصد العلية الدينية نعم الدعاء - 00:07:16ضَ

اعظم انواع العبادة. قال صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة الله جل وعلا يقول وقال ربكم ادعوني استجب لكم. قال تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين. امن يجيب المضطر اذا دعاه - 00:07:34ضَ

ويكشف السوء والدعاء على قسمين دعاء عبادة ووثنى على الله جل وعلا ودعاء مسألة هو طلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى وكلاهما مشروع وهو اعظم انواع العبادة على من احتاج - 00:07:54ضَ

الى شيء ان يدعو الله جل وعلا دعاء العبادة بالثناء على الله جل وعلا ودعاء المسألة نعم وقد يفعل العبد ما امر به ابتداء لاجل العبادة لله والطاعة له. ولما عنده من محبته والانابة اليه وخشيته وامتثال امره. وان كان - 00:08:12ضَ

ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية. وقد قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه اهل السنن ابو داوود وغيره الدعاء هو العبادة ثم قرأ قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم - 00:08:32ضَ

نعم فالدعاء امره عظيم وشأنه كبير وهو صلة بين العبد وبين ربه عز وجل ليس له غنى عن دعاء الله لا سيما عند عند الحوائج والظرورات ولذلك امر الله به وحث عليه - 00:08:50ضَ

لان العبد محتاج اليه دائما وابدا والا فالعبادة كلها كل العبادة دعاء لله سبحانه وتعالى لكن الدعاء على قسمين دعاء عبادة كما سبق ودعاء مسألة. نعم. قال وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين. ادعوني اي اعبدوني واطيعوا امري - 00:09:12ضَ

تجب دعائكم وقيل سلوني اعطكم وكلا المعنيين حق وقال ربكم ادعوني فسرت الاية بتفسيرين ادعوني اي اعبدوني وهذا يتضمن السؤال ايضا. نعم وقيل ادعوني اسألوني دعاء مسألة وهذا ايضا داخل في الاول - 00:09:36ضَ

نعم وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فاستجب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ حتى يطلع الفجر - 00:10:00ضَ

فذكر اولا اجابة الدعاء ثم ذكر اعطاء السائل والمغفرة للمستغفر فهذا جلب المنفعة وهذا دفع المضرة وكلاهما مقصود الداعي مجاب نعم الداعي انما يقصدها امرين الامر الاول جلب الخير له والعطاء - 00:10:15ضَ

والامر الثاني دفع الشر عنه. نعم. وحمايته وكلاهما داخل في معنى الدعاء والسؤال وفي حديث النزول الله جل وعلا قال من من ذا الذي يسألني فاعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ نعم - 00:10:36ضَ

وقال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقد روي ان بعض الصحابة قال يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه؟ فانزل الله هذه الاية - 00:10:55ضَ

نعم الله جل وعلا قريب من عباده مع علوه سبحانه فوق مخلوقاته فهو قريب في علوه علي في دنوه فهو قريب يسمع دعاء عباده بل يسمع سرهم ونجواهم ويعلم ما في انفسهم ولو لم يتكلموا. فهو قريب منهم سبحانه وتعالى - 00:11:12ضَ

ولهذا قال جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. نعم قال فاخبر سبحانه انه قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه ثم امرهم بالاستجابة له وبالايمان به كما قال بعضهم فليستجيبوا لي اذا - 00:11:36ضَ

دعوتهم وليؤمنوا بي اني اجيب دعوتهم. قال قالوا وبهذين السببين تحصل اجابة الدعوة بكمال الطاعة لالوهيته وبصحة الايمان بربوبيته. فمن استجاب لربه بامتثال امره ونهيه حصل مقصوده من الدعاء او حصل مقصوده من الدعاء - 00:12:03ضَ

اجيب دعاؤه كما قال تعالى ويستجيب الذين امنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله ان يستجيبوا لهم. يقال استجابه واستجاب له الله جل وعلا لما اخبر عن قربه من عباده فقال فاني قريب - 00:12:23ضَ

اجيب دعوة الداعي اذا دعان امرهم ان يفعلوا السبب الذي يسبب لهم القبول. نعم. وهو ان يستجيبوا لله بفعل اوامره وترك نواهيه وطاعة امره واجتناب ما نهى عنه سبحانه وتعالى - 00:12:41ضَ

فان هذا هو السبب الوحيد بحصول المقصود نعم ومن دعاه موقنا انه يجيب دعوة الداعي اذا دعاه اجابه وقد يكون مشركا وفاسقا فانه سبحانه هو القائل واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره - 00:12:59ضَ

كأن لم يدعونا الى ضر مسه وهو القائل سبحانه واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم من البر اعرضتم وكان الانسان كفورا. وهو القائل سبحانه قل ارأيتكم - 00:13:20ضَ

ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة غير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون في كشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون ومن شرط قبول الدعاء الاخلاص - 00:13:32ضَ

لله سبحانه وتعالى الاخلاص لله والايقان اليقين بالاجابة فان هذا يحصل به القبول من الله واجابة الدعاء حتى ولو كان الداعي مشركا او كافرا. الله اكبر. اذا مسه الظر واخلص الدعاء لله عز وجل - 00:13:46ضَ

فان الله يستجيب له كما اخبر بذلك في القرآن في مواضع انه يجيب دعاء من دعاه وانه يجيب دعاء المشركين والكافرين في حال الظرورة اذا دعوا الله مخلصين له الدين في تلك الحالة - 00:14:06ضَ

نعم ولكن هؤلاء الذين يستجاب لهم لاقرارهم بربوبيته وانه يجيب دعاء المضطر اذا لم يكونوا مخلصين له الدين في عبادته ولا له ولرسوله كان ما يعطيهم بدعائهم متاعا في الحياة الدنيا وما لهم في الاخرة من خلاق - 00:14:23ضَ

فالكافر يستجيب الله دعاءه اذا دعاه مخلصا وفي دعائه وفي حال الظرورة وهذا انما هو شيء مؤقت في دنياه فقط وليس له في الاخرة نصيب اما المؤمن فانه اذا دعا الله حصلت له السعادة والاجابة في الدنيا والاخرة. نعم - 00:14:42ضَ

قال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى له سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا - 00:15:03ضَ

فالكافر اذا عمل طاعة فانه يثاب عليها في الدنيا فقط وليس له في الاخرة نصيب. اعوذ بالله واما المؤمن فانه اذا دعا الله حصلت له سعادة الدنيا والاخرة. نعم. وقد دعا الخليل عليه الصلاة والسلام بالرزق لاهل الايمان - 00:15:23ضَ

فقال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر. قال الله تعالى ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير لما دعا الخليل عليه السلام للمؤمنين خاصة - 00:15:41ضَ

الله جل وعلا عمم. الحمد لله. فقال لما قال ابراهيم وارزق اهله وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر. قال الله جل وعلا ومن كفر. هم. فالله يعطي المؤمن والكافر في هذه الدنيا - 00:15:56ضَ

لكن الكافر عطاؤه مقصور على هذه الدنيا. واما المؤمن فان الله يعطيه في الدنيا وفي الاخرة. نعم وليس كل من متعه الله برزق ونصر اما اجابة لدعائه واما بدون ذلك يكون ممن يحبه الله ويواليه بل هو سبحانه يرزق - 00:16:11ضَ

المؤمن والكافر والبر والفاجر وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤالهم في الدنيا ومالهم في الاخرة من خلاق الله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب واما الاخرة فانه لا يعطيها الا من يحب. نعم - 00:16:30ضَ

قال رحمه الله وقد ذكروا ان بعض الكفار من النصارى حاصروا مدينة للمسلمين فنفذ ماؤهم العذب فطلبوا من المسلمين ان يزودوهم بما نعذب ليرجعوا عنهم فاشتور ولاة امر المسلمين وقالوا بل ندعهم حتى يضعفهم العطش فنأخذهم. فقام اولئك فاستسقوا ودعوا الله فسقاهم - 00:16:47ضَ

فاظرب بعظ العامة فقال الملك لبعظ العارفين ادرك الناس ادرك الناس فامر بنصب منبر له وقال اللهم انا نعلم ان هؤلاء من الذين تكفلت بارزاقهم كما قلت في كتابك وما من دابة في الارض - 00:17:09ضَ

الا على الله رزقها وقد دعوك مضطرين وانت تجيب المضطر اذا دعاك فاسقيتهم لما تكفلت به من رزقهم ولما ولما دعوك مضطرين لا لانك تحبهم ولا تحب دينهم. والان فنريد ان ترين بهم اية يثبت بها الايمان في قلوب عبادك المؤمنين. فارسل الله - 00:17:24ضَ

عليهم ريحا فاهلكتهم او نحو هذا وهذا كما سبق ان الله يستجيب للكافر في حال الظرورة ويعطيه ما طلب اذا شاء سبحانه وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا كما قال سبحانه وتعالى ومن اراد الاخرة العاجلة من كان يريد العاجلة اجلنا له فيها ما نشاء - 00:17:44ضَ

لمن نريد ثم جعلنا له جهنم اصلا مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فهذا هو الفرق بين دعاء المؤمن ودعاء الكافر في حال الظرورة نعم. ومن هذا الباب من قد يدعو دعاء يعتدي فيه - 00:18:06ضَ

اما بطلب ما لا يصلح او بالدعاء الذي فيه معصية معصية الله شرك او غيره. فاذا حصل بعض غرظه ظن ان ذلك دليل على ان عمله صالح بمنزلة من املي له وامد بالمال والبنين يظن ان ذلك مسارعة له في الخيرات. وقال الله تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين - 00:18:27ضَ

نسارع لهم بالخيرات بل لا يشعرون فالانسان لا يغتر بعطاء الله له وانعامه عليه ايظن ان ذلك لرظا الله عنه ومحبته له فان الله يعطي هذه الدنيا من يحب ومن لا يحب - 00:18:49ضَ

لانها متاع عاجل وعرظ زائل واما الاخرة فان الله لا يعطيها الا الا من يحب. نعم. وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون - 00:19:08ضَ

فالله جل وعلا اعطاهم من كل شيء مع انهم كفار لان هذا من باب الاستدراج لهم لا من باب الخير لهم والله قد يعطي الشيء لا لاجل مصلحة المعطى وانما لاستدراجه - 00:19:28ضَ

نعم. وقال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. اطالة العمر وما في ضمنه من رزق ونصر فالله يعمر الكافر ويصح جسمه ويعطيه - 00:19:45ضَ

من المال من اجل ان يتمادى في طغيانه وكفره وشره لانه كلما طال عمره كثر عمله كثر عمله الكفر والسيئات وكان ذلك مضرة عليه في انه لو مات آآ لو مات في اول الامر - 00:20:03ضَ

لسلم من هذه الزوائد التي لحقته فتطويل عمر الكافر وامداده بالمال والبنين وغير ذلك ليس من مصلحته بل هو استدراج له نعم. وقال تعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث. سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين - 00:20:23ضَ

قال رحمه الله وهذا باب واسع مبسوط في غير هذا الموضع هذا باب واظح وادلته كثيرة في ان الله يعطي المؤمن والكافر في هذه الدنيا. نعم. بل قد يعطي الكافر عطاء كثيرا. ويوسع له - 00:20:45ضَ

ويصح جسمه ولكن هذا ليس من مصلحته واما المؤمن فان الله قد يبتليه ويمرظه ويفقره وليس هذا من آآ كون الله يبغضه وانما لان الله يريد ان يخفف عنه وان يطهره وان يمحصه - 00:21:00ضَ

نعم. قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين. والمقصود هنا ان دعاء الله قد يكون دعاء عبادة لله فيثاب العبد عليه في الاخرة مع ما يحصل له في الدنيا وقد يكون دعاء مسألة تقضى به حاجته ثم قد يثاب عليه اذا كان مما يحبه الله - 00:21:18ضَ

الله وقد لا يحصل له الا تلك الحاجة نعم هذا فرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة كدعاء العبادة لا يكون الا من المؤمنين. دعاء العبادة لا يكون الا من المؤمنين. واما دعاء المسألة قد يكون من المؤمن ويكون ايضا من الكافر. من الكافر وهو متاع عاجل. نعم. وقد يكون سببا - 00:21:38ضَ

لدينه فيعاقب على ما ضيعه من حقوق الله سبحانه وتعداه من حدوده فالوسيلة التي امر الله بابتغائها اليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته نعم. فالتوسل اليه بالاعمال الصالحة التي امر بها. وبدعاء الانبياء والصالحين وشفاعتهم ليس هو من باب الاقسام عليه بمخلوقاته - 00:22:02ضَ

نعم هذا كما سبق من التوسل على قسمين توسل مشروع وتوسل الى الله باسمائه وصفاته وكذلك التوسل الى الله بالاعمال الصالحة وكذلك التوسل الى الله بدعاء الصالحين له وسؤال الصالحين له - 00:22:23ضَ

والممنوع هو التوسل بذوات المخلوقين او باعمال الاخرين التي لم يعملها السائل وليس له بها صلة او بصلاح غيره نعم احسن الله اليكم قال ومن هذا الباب استشفاع الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. فانهم يطلبوا من يطلبون منه ان يشفع لهم الى الله - 00:22:42ضَ

كما كانوا في الدنيا يطلبون منه ان يدعو لهم في الاستسقاء وغيره وقول عمر رضي الله عنه انا كنا اذا اجدبنا توسلنا اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا معناه نتوسل اليك بدعائه وشفاعته - 00:23:03ضَ

وسؤاله ونحن نتوسل اليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته ليس المراد به انا نقسم عليك به او ما يجري هذا المجرى مما يفعله بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس اسألك بجاه فلان عندك. ويقولون انا نتوسل الى الله بانبيائه واوليائه - 00:23:17ضَ

ويرون حديثا موضوعا اذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فان جاهي عند الله عريظ من انواع التوسل بدعاء الصالحين توسلوا اهل الموقف للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بان يدعو الله لهم في فصل القضاء بينهم - 00:23:38ضَ

واراحتهم من الموقف فهذا من من التوسل بطلب دعاء الصالحين. فهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم حين ذاك ان يدعو الله لهم فهو توسل بدعاء الصالحين كما انهم في الدنيا توسلون الى الله بدعاء الصالحين من الانبياء وغيرهم. خصوصا عند الحاجة - 00:23:58ضَ

نعم احسن الله اليكم قال المؤلف رحمه الله فانه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه كما ذكر عمر رظي الله عنه لفعلوا ذلك بعد موته ولم يعدلوا عنه الى العباس. مع علمهم بان السؤال به والاقسام به اعظم من العباس. فعلم ان ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما - 00:24:23ضَ

يفعله الاحياء دون الاموات وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم فان الحي يطلب منه ذلك والميت لا يطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره لو كان التوسل بالذوات الانبياء والصالحين مشروعا لم يعدلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته الى العباس ليدعو الله لهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم - 00:24:43ضَ

في حياته فلو كان التوسل بذاته مشروعا فذاته موجودة لا قبل موته وبعد موته ولكن الدعاء ليس موجودا فالانسان اذا مات انقطع عمله كما في الحديث الانبياء وغيرهم ينقطع عملهم - 00:25:07ضَ

الا ما الا ما قدموه في حياتهم من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعوا لهم. نعم. قال وكذلك حديث اعمى فانه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له ليرد الله عليه بصره. فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء امره فيه ان - 00:25:25ضَ

نسأله الله قبول شفاعة نبيه فيه. فهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه. وامره ان يسأل الله قبول الشفاعة. وان قوله واسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة اي بدعائه وشفاعته. كما قال عمر كنا نتوسل اليك بنبينا. التوسل - 00:25:46ضَ

والتوجه في الحديثين بمعنى واحد جاء رجل اعمى الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان يدعو الله ان يرد عليه بصره فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يتوضأ - 00:26:06ضَ

وان يصلي وان يدعو الله ان يستجيب دعاء نبيه فيه وان يشفعه فيه فالنبي صلى الله عليه وسلم امره ان يدعو الله هو لنفسه ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمع له الامران - 00:26:21ضَ

دعاء دعاؤه لنفسه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له. فقبل الله هذا الدعاء ورد عليه بصره فهذا من من مثل قول عمر كنا نتوسل اليك بنبينا يعني بدعائه صلى الله عليه وسلم - 00:26:40ضَ

يوم ان كان حيا. نعم. ثم قال يا محمد يا رسول الله اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي ليقضيها. اللهم فشفعه في. فطلب الى الله ان يشفع فيه نبيه وقوله يا محمد يا نبي الله هذا وامثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب - 00:26:56ضَ

فيخاطب فيخاطب الشهود بالقلب كما يقول المصلي السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته والانسان يفعل مثل هذا كثيرا يخاطب من يتصور في نفسه وان لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب - 00:27:16ضَ

قول الاعمى يا محمد مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمعه قد يكون بصوت منخفظ هذا من باب استحضاره في ذهنه استحضار النبي صلى الله عليه وسلم في ذهنه. نعم. كما اننا نقول الان في صلاتنا في التشهد الاخير السلام عليك - 00:27:30ضَ

ايها في في التشهد الاول والاخير نعم. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله. فهذا خطاب الاستحظار وليس خطاب الحضور وانما هو الاستحضار استحضار الشخص في الذهن. نعم. احسن الله اليكم شيخنا وجزاكم خيرا ايها المستمعون الكرام الى هنا نأتي - 00:27:46ضَ

الى نهاية هذه الحلقة من برنامج اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم مع صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان شكر الله لشيخنا ما تكرم وبه من الشرح والبيان وشكر لكم حسن استماعكم ونفعنا واياكم بما نقول ونسمع هذه في الختام تحية اخي مهندس صوت ناصر الطحيني حتى نلقاكم في الحلقة القادمة - 00:28:05ضَ

ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:28:25ضَ