تـعليقات الـجامع الـكبير - عبدالعزيز بن باز

[274] التعليق على ندوة: الدعوة إلى الله تعالى - بن باز - مشروع كبار العلماء

عبدالعزيز بن باز

وبعد هذه المعالجة الطيبة لهذا الموضوع على ضوء كتاب الله وسنة رسول الله. لا يسعنا الا نتوجه بالشكر والدعاء اصحاب الفضيلة العلماء على ما قدموا من جهد وعطاء. جزاهم الله عنا خير الجزاء. ونسأل الله ان يكون في ميزان عملهم يوم القيامة. نورا يسعى بين ابيهم وبايمانهم. واما مسك الختام والكتاب المسك في اللقاء مع - 00:00:00ضَ

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز للتعليق على موضوع الندوة والاجابة على ما تيسر من الاسئلة وذلك بعد صلاة العشاء ان شاء الله بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة - 00:00:20ضَ

المتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله. ومصفته من خلقه وامينه على وحيه. نبينا وايماننا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:40ضَ

وقسمنا جميعا هذه الندوة المباركة التي تولاها اصحاب الفضيلة الشيخ محمد البشر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الشريف والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الريان في موضوع عظيم الشأن وهو موضوع الدعوة - 00:01:00ضَ

الى الله وبيان ميادين الدعوة وبيان اخلاقي القائمين بها وبيان ما يترتب عليها من الخير العظيم. وبيان الصفات التي يجب ان يكون عليها الدعاء وقد اجادوا وافادوا وبينوا وينبغي بيانه فجزاهم الله خيرا من ضعف منثوبتهم - 00:01:20ضَ

وزادنا واياكم واياهم علما وهدى وتوفيقا. ومن فعل جميعا بما سمعنا وعلمنا كما سبحانه ان يصلح قلوبنا واعمالنا جميعا. وان يجعلنا وان يجعلنا ممن يستمع القول فيتبعوا احسنه ان يعين الجميع من شرور النفس وسيئات العمل انه خير مسؤول. ايها الاخوة في الله ان امر الدعوة - 00:02:00ضَ

عظيم. وهو ذمة الرسل. عليهم الصلاة والسلام الله جل وعلا خلق الثقل والجن والانس ليعبدوه وهذه العبادة التي خلقهم لها لا سبيل الى بيانها الا من طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام - 00:02:30ضَ

ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين. دعاة للحق هداة للخوف. ليوضحوا للناس هذا وهو عبادته سبحانه وتعالى. ويرشدوهم الى ذلك ويخدروهم بما لهم على هذا الخير العظيم من الاجر والثواب والعاقبة الحميدة. وما عليهم اذا عرضوا ولم يستجيبوا - 00:03:00ضَ

الخطر والعقوبة والعاقبة الوخيمة وبذلك علم ان المهمة التي من اجلها خلق الخلق انها عبادة الله هذه الحكمة في خلقهم وايجادهم. ليعبدوه ويعظموه. ويشكرون ويعتنفوا لانه ربهم والههم الحق ويؤمنوا به. ويدعوا الخلق الى ذلك - 00:03:30ضَ

وخلق لهم كل شيء يحتاجون اليه للصعيد على طاعته وليبلوهم ايهم احسن عملا. هو سبحانه القائل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منه من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقال سبحانه ولقد - 00:04:10ضَ

بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وما ارسلنا من قبلك من رسول لنوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. فنحن مخلوقون لعبادة الله. الرجال انشاء الحكام المحكومون - 00:04:40ضَ

الاغنياء والفقراء العرب والعجم كلهم ليعبدوا الله واكرمهم عنده اتقاه الله سبحانه وتعالى. اكرمهم عند الله وافضلهم عنده اتقاهم له سواء كان عربا او عجما غنيا او فقيرا ذكرا او انثى. حاكما او محكوما - 00:05:10ضَ

كما قال عز وجل يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. قال سبحانه وما اموالكم ولا اولادكم بالتي الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف مما عملوا وهم في الغربات امنوا - 00:05:40ضَ

فيجب على العاقل المكلف فيما له فيما لا خلق له. وان يحاسب نفسه حتى يؤدي الحق الذي خلق لاجله من طاعة الله ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله. ذكرا كان او انثى. حرا ام - 00:06:10ضَ

منكرا غنيا او فقيرا عربيا او اعجميا حاكما او محكوما. لم يخلق ليأكل ويشرب ولم يثلغ عبثا ولا سدى قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى؟ يعني مهملا معطلا لا يؤمر ولا ينهى - 00:06:40ضَ

حاشا حاشا وكلا. من خلق لامر عظيم وامر بذلك. قال تعالى منكرا على من ظن ظن السوء افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم لا ترجعون. ليس الامر كذلك بل انتم مخلوقين - 00:07:00ضَ

عظيم وانكم راجعون الى الله ونجازيكم باعمالكم. قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطل لا ذلك هم الذين كفروا وان الذين كفروا من النار. خلقهم للحق وبالحق يجازيهم باعمالهم خيرها وشرها. كما قال عز وجل ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الله - 00:07:20ضَ

الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. وانت يا اخي يبتلى في هذه الدار باموالك وباولادك ما على وجه الارض فانتبه لنفسك. قال تعالى في كتابه العظيم هو الذي خلق السماوات - 00:07:50ضَ

والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم اي بكم احسن عملا. ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ لم يقل اكثر عملا احسن عملا. وقال تعالى الذي خلق الموت ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال تعالى انا جعلنا ما على الارض زينة لها - 00:08:20ضَ

لنبنيهم ايهم احسن عملا. وكل مع الغرب من ميعاد من حيوان ومن جبال ومن انهار ومن ولذلك انت مبتلى به. حتى تستفيد منه في طاعة الله وفقك الله والا كان عونا لك على هلاكك. ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:08:50ضَ

فالواجب على الرجل والمرأة على كل مكلف ان ينظر وان يحاسب نفسه حتى يستفيد مما خلق الله ومما اعطاه الله من عقله وسمعه وبصره وزوجته واولاده وماله وما يشاهد في السماء وفي الارض ومما على الارض ومن الموت والحياة من كل شيء يستفيد. هذا الموت والحياة - 00:09:20ضَ

هي من الابر. فمن عقل انه يهود. وانه جاز بعمله كيف يتساهل؟ وكيف يعرض عنا عن مصيره؟ ويوقن بانها هناك موتى وهناك حسابا جاء ويعلم ان هناك جنة ونارا. كيف يتساهل وكيف يعرض وكيف يغفل - 00:09:50ضَ

كما واحسان العمل بالاخلاص لله. بمتابعة الرسول عليه الصلاة والسلام. لا بد يا اخوة ولا بالهوى ولا بالاراء ولا باستحسان فلان وفلان ولكن بالاخلاص لله ان تتوجه الى الله بعملك الصالح الموافق لشرع الله تريد ثواب الله وتخشى عقابه قال عن الرسل عليهم - 00:10:20ضَ

والسلام والاخيار انهم كانوا يسارعون الخيرات ويدعوا لنا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاسرين وقال جل وعلا في كتابه العظيم ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون. والذين يؤتون ما اتوا بقلوبهم وجلة. انهم الى ربهم راجعون. يؤتون ما اتوا - 00:11:00ضَ

يعني يعملون ما يعملون من الطاعات والخيرات وترك السيئات. وما عدا قلوبهم وجلة خائفة مشفقة من الله عز وجل. قد ايقنوا انهم ملاقوا الله وانهم راجعون اليه وانهم يجازيهم باعمالهم. ولهذا يخافون لا يطمئنون مع عملهم الصالح. فكيف بمن - 00:11:30ضَ

عمله سيء. جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية. قالت يا رسول الله من ما اتوا بقلوب بجلة. او الرجل يزني ويصدق ويشرب الخمر؟ قال لا. ولكنه الرجل يصلي ويصوم - 00:11:50ضَ

ويتصدق ويخاف الا يقبل منه. يعمل ويجتهد ويخاف. هكذا المؤمنون يجتهدوا في طاعة الله ويحذرون عقابه ويسارعون الى مواظيه وهم خافون وجنودهم مشفقون لا يأمنون بل بين الخوف والرجاء. كما قال سبحانه افى ان نصر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:12:10ضَ

قال عز وجل وذلك الذين يدعون يبتغون ربهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذابك لمحظورا. فالرسل بعثهم الله لبيان هذا الامر ويظاحيه للناس وشرحه للناس. وانزل الله عليهم الكتب التي اعظموها واشرفوها القرآن الكريم - 00:12:40ضَ

ببيان حقه والدعوة اليه. وبيان ما فرضه على عباده وما حرمه عليهم. وما شرع لهم ليسلموا الى الله على بصيرة ليعبدوا الله على بصيرة ليؤدوا حقه على بصيرة والرسول عليهم الصلاة والسلام تشرح - 00:13:10ضَ

وتبين ذلك وتوضح ما قد يخفى من ذلك. كما قال عز وجل وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولا لعلهم يتذكرون عن الله وهكذا الدعاة الى الله هم خلفاء الرسل. هم يبلغون عن الرسل ما جاءوا به من كتاب وسنة. فالعلماء هم - 00:13:30ضَ

الانبياء علماء السنة وعلماء الحق ودبر الهدى هم الخلفاء للرسل وهم مارسوهم هم الدعاة الى الله هم معلمي الناس الخير فعليهم ان يصبروا كما الرسل. عليهم ان يصبروا كما صبر الرسل ائمتهم والرسل هم ائمة الدعاء هم الائمة هم القدوة عليهم الصلاة والسلام - 00:14:00ضَ

وامامهم وافظلهم وحظنا منهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. قال الله في حقه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة قال فيمن مضى من بني اسرائيل من الرسل والاخيار وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا - 00:14:30ضَ

لما صبروا وكانوا باياتنا يؤمنون بصبرهم ويقينهم صاروا ائمة يقتتى بهم فالدعاة الى الله عز وجل يلزمهم يسير على نهج الرسل وان يتخلقوا باخلاقهم وان يصبروا كما صبروا. حتى ينجحوا وحتى يبلغوا رسالة الله. وحتى - 00:14:50ضَ

يعلم الناس الخير ويصيبهم ويرشدوهم الى اسباب النجاة. واهم شيء ان يكون على علم وندعي على علم على بصيرة. حتى لا على جهالة. فالجاهل قد قد يدعو الى الجهاد الى ما يظر الناس - 00:15:20ضَ

انا اشهد الله عز وجل يحسب انه مصيب. فلابد ان يتعلم ويتبصر ويكون على بينة. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة اعظم الشروط اهمها ان يكون على ان يكون على علم من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وان يدعو الناس الى ما يجهل لا بد ان يكون على علم على بين ان يدعوا - 00:15:40ضَ

الى فعل ما شرع الله فعله والى ترك ما نهى الله عنه واوجب تركه قال الله جل وعلا في وصف نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وانك لعلى خلق عظيم. قالت عائشة رضي الله عنها كان خلق - 00:16:10ضَ

القرآن. هكذا ينبغيك من الرسل. ان تكون اخلاقهم القرآن. ومعنى ذلك انه بما امر به القرآن وينهى عن ما نهى عن القرآن ويعمل بما انزل الله على اهله في القرآن الكريم وينتهي عما نهى الله عنه - 00:16:30ضَ

ذنب اهله. هكذا كان خلق النبي عليه الصلاة والسلام. وهكذا يجب ان يكون خلق الدعاة. ان يكونوا متأدبين باداب القرآن ممتثلين لاوامره تاركا لنواهيه. واقفا عند حدوده قد تكون قدوة صالحة للناس حتى يتأسر بهم الخير - 00:16:50ضَ

القرآن الكريم فيه الهدى والنور. فيه الدعوة الى كل خير. فيه الدعوة الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال والترهيب من مساوئ الاخلاق وسيء الاعمال. كما قال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. قل هو للذين امنوا - 00:17:20ضَ

من هدى وشفاء كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وسمعتم في كلام المشايخ ما الكفاية والخير العظيم. فيما يتعلق بميدان الدعوة واخلاق الدعاة وما ينبغي لهم من الصبر على ما قد يصيبهم من الاذى والمشقة. وينبغي لهم ان يتحروا الاوقات المناسبة - 00:17:40ضَ

وينتهز الفرص وان يسر الله جل وعلا في هذا العصر وسائر للدعوة وميادين متعددة. فينبغي الله عز وجل ان يسلك كل يسلك يوصله الى الخير ويبلغ به رسالة الله وينفع به عباد الله من الجن والانس والرجال والنساء - 00:18:10ضَ

العربي والعجم من طريق الصحافة عن طريق الاذاعة طريق التلفاز تنطلق الخطابة خطب الجمعة وغيرها. من كل طريق. من كل طريق يوصل الى الى اسباب السعادة يوصل الناس نوصل الخير الى الناس يبلغهم حكم الله - 00:18:40ضَ

ولذا جاءته الفرص والمناسبات واجتمع باخوانه ذكرهم بالاسلوب المناسب حذرهم مما يضرهم وحرضهم على ما ينفعهم يجدوا ثواب الله ويخشى عقابه ومن اعظم الاسباب ووجوه التبذير قراءة القرآن وسماع القرآن - 00:19:10ضَ

في اي جماع مناسب يقرأ ايات ويتكلم عليها يقرأ قارئ ويتكلم على قراءته. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على اصحابه ويعلمهم يبينونه ويذكرهم ويشرح لهم ما ينفعهم. وربما امر - 00:19:40ضَ

فنقرأ عليه الصلاة والسلام فيستمع له عليه الصلاة والسلام من المهمات ان يتصف الداعي بالخلق الكريم والصفات الحميدة حتى تؤثر دعوتك وحتى يقتدى به في اقواله واعماله. كما سمعت في كلمة المشايخ - 00:20:00ضَ

قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين فاحسن الناس قولا هم الدعاة الى الله اذا عملوا بدعوتهم وعلمهم ودفعوا بالسيئات الحسنة ودفعوا السيئة بالحسنة - 00:20:40ضَ

صاروا قدوة للناس في علمهم وفضلهم واعمالهم الصالحة ودفعهم السيئات بالحسنات صبرهم على الاذى قال تعالى وبالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب. يذكر يذكر المحسن ومال المسيء ترغيبا وترهيبا. رغبهم الله فيه. يرهبهم من الشر - 00:21:00ضَ

في الايات والاحاديث وما اخبر الله به عن هؤلاء وعن هؤلاء. لان الاسلام قد يكون غافلا قد لا يتأثر بسماع الايات في التعليم والتوجيه والاحاديث ويرغبك ويرهبك. ويخلوا ما اعد الله - 00:21:40ضَ

تدعى سبيله وقبل الدعوة من الخير العظيم والعاقبة الحميدة. ويقدره بما عند الله من العقوق من العقوبة والعاقبة السيئة لمن عفظ عن الله ولم يقبل هدى الله واذا كان عنده شبهات وجدال - 00:22:00ضَ