تفسير سورة البقرة | حسن الحسيني
#28 خلاصة التفسير | تفسير سورة البقرة [الآيات: 282 إلى آخر السورة] || حسن الحسيني
لما ذكر الله تعالى الانفاق وجزاءه والربا وخطره ناسب ان يذكر التعامل بالدين المؤجل ويبين وسائل حفظه. ثم ختمت سورة البقرة بالكلام على المؤمنين وبيان حالهم ودعائهم كما بدأت السورة بالكلام عنهم - 00:00:00
مدى القلوب للذة الايمان لمراتب الاحسان خلاصة النفس لا تهجروا القرآن يا احبابي هو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب هيا بنا نحيا به هيا بنا. بخلاصة التفسير - 00:00:30
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسما فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبى كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملي للذي عليه الحق وليتقي الله ربه - 00:01:30
وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا اولى يستطيع ان يمله فليملل فليمل وليه بالعدل. لما ذكر الله تعالى البيوع والقروض الربوية - 00:02:36
ناسب ان يذكر بعدها القرظ الحسن بلا ربا ولا فائدة. والذي يسمى الدين مع ذكر الاحكام الفقهية الخاصة بكتابة العقود والاشهاد عليها ومسائل الرهن. وات الدين هذه اطول غاية في القرآن مما يدل على عناية الاسلام بالنظم الاقتصادية. وسنقسمها الى ثلاثة اجزاء - 00:03:16
نعم. ذكر الله تعالى ثلاث وسائل لتوثيق الديون والمعاملات المؤجلة. الوسيلة الاولى الكتابة والوسيلة الثانية الاشهاد والوسيلة الثالثة الرهن. ونبدأ بالوسيلة الاولى وهي الدين ونبين المسائل الواردة في هذا الجزء من الاية. اولا يا اهل الايمان ان تعاملتم بالدين - 00:03:46
والمعاملات المؤجلة فعليكم بكتابتها. لان ذلك اوثق لمقدارها وميقاتها. ثانيا يشترط في الكاتب ان يكون عادلا مأمونا. ثالثا لا يمتنع احد من الكتابة بالعدل كما علمه الله بغير زيادة ولا نقصان. رابعا الشخص المدين الذي عليه الحق - 00:04:16
اقترض هو الذي يملل على الكاتب. لانه المقر المشهود عليه وليتق الله تعالى في الاملاء ولا ينقص من الحق شيئا. خامسا ان كان المدين المقترض سفيها لا يحسن التصرف او ضعيفا لصغره او كبره او جنونه او لا يستطيع الاملاء بنفسه فليملي بالعدل ولي - 00:04:46
او وكيله المسؤول عنه واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوت في - 00:05:16
هذا الجزء من اية الدين ذكر الله تعالى الوسيلة الثانية لتوثيق الديون والمعاملات المؤجلة. وهي الاشهاد. واليكم المسائل الواردة في هذا الجزء من الاية. اولا اضافة الى كتابة الدين اطلبوا شهادة رجلين عاقلين عدلين زيادة في توثيق المعاملة. ثانيا اذا لم - 00:06:12
هنا الشاهدان رجلين فليشهد رجل وامرأتان. ممن يوثق بدينهم وعدالتهم. حتى اذا نسيت احدى المرأتين الشهادة تقوم الاخرى بتذكيرها. ثالثا لا يجوز للشهود الامتناع عن اداء الشهادة اذا طلبت منهم الشهادة على الدين. لان كتمان الشهادة معصية - 00:06:42
ولا تسأموا ان تكتبوا صغيرا او كبيرا الى اجله ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة ودنا اترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها - 00:07:12
اه واشهدوا اذا تبايعتم ولا كاتبون ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم والله بكل شيء عليم. في الجزء الاخير من اية الدين ذكر الله تعالى بعض المسائل المتعلقة بتوثيق الدين. اولا الدين مهما كان صغيرا او كبيرا - 00:08:04
لا تملوا من كتابته حتى يقطع النزاع. ثانيا ما امرناكم به من كتابة الدين اعدل في الحكم واثبت للشهادة هو اقرب الا تشكوا في نوع الدين ومقداره ومدته ما تقدم من الاحكام انما هي في الدين والمعاملات المؤجلة. اما في التجارة الحاضرة التي - 00:09:09
يدا بيد والثمن مقبوضا فلا بأس بعدم كتابتها لعدم الحاجة اليها. ويشرع الاشهاد منعا لحصول الاختلاف والنزاع. رابعا لا يجوز لكاتب او كاهد ان يضر احد المتعاقدين بزيادة او نقص. كما لا يجوز للمتعاقدين ان يضروا - 00:09:39
وكاتبا او شاهدا. باي نوع من انواع الضرر. فالحاق الضرر هو فسوق وخروج عن طاعة الله وختمت اية الدين بختام عظيم. وعلى عادة القرآن في ايقاظ الضمائر وتحريك المشاعر دعت المؤمنين الى تقوى الله. واتقوا الله ويعلمكم الله. فتقوى الله تعالى تفتح - 00:10:09
قلوبكم للمعرفة وتسهل طرق التعليم. والله تعالى يعلمكم ما تصونون به انفسكم وتحفظون به اموالكم وتوثقون به معاملاتكم. فشرعه شرع الحكيم الخبير العليم بكل شيء يا اهل القرآن هل رأيتم نظاما كهذا النظام؟ في الظبط - 00:10:39
موسيقي وحفظ الحقوق اتى به القرآن منذ اكثر من اربعة عشر قرنا وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فارهان مقبوضة فان امن بعضكم بعضا فليؤدي الذي اؤتمن امانته وليتق - 00:11:09
الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم. في هذه الاية ذكر الله تعالى الوسيلة الثالثة لتوثيق الدين والمعاملات المؤجلة. وهي طريقة الرهن. والرهن هو توثيق - 00:11:43
دين بعين. واليكم المسائل الواردة في هذه الاية. اولا ان كنتم مسافرين انتم الى اجل مسمى ولم تجدوا كاتبا يكتب لكم وثيقة الدين فليكن الرهن بدل الكتابة يقبضه صاحب الحق وثيقة لدينه. فهذا الرهن يقوم مقام الكتابة. ثانيا - 00:12:21
ان وثق بعظكم ببعظ فلا تلزم الكتابة ولا الاشهاد ولا الرهن ويكون الدين حينئذ امانة في ذمة المدين المقترض. وعليه ان يتقي الله تعالى في هذه الامانة. ثالثا ان دعيتم الى اداء شهادة فلا تكتموها. فان كتمانها اثم كبير. يجعل - 00:12:51
القلب اثما وصاحبه فاسقا. والله مطلع عليكم لا يخفى عليه شيء من اعمالكم وسيجازيكم عليها لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به - 00:13:21
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير لما ذكر الله الله تعالى تكاليفك كثيرة في سورة البقرة ناسب ختم السورة بهذه الايات. فالله تعالى ما ملك لما في السماوات وما في الارض. فهو يكلف من شاء بما شاء. وهو مطلع على ما في - 00:13:54
السماوات وما في الارض ومطلع على اعمالكم ايها العباد. سواء التي اظهرتموها ام التي اصغرتموها فهو يعلمها. ويحاسبكم عليها. فيعفو عمن يشاء يعاقب من يشاء وهو القادر على كل شيء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:14:41
هذه الاية جاءت على سبيل الوعيد والتخويف. بان العبد محاسب على كل شيء. حتى ما ما يدور في نفسه وعلى خطرات قلبه الامر الذي اخاف الصحابة. في صحيح مسلم انه لما - 00:15:11
نزلت هذه الاية اشتد ذلك على الصحابة. فاتوا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجثوا على الركب كعادة الخائف الوجل. وقالوا اي رسول الله كلفنا اعمالا من الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. ولكن انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها - 00:15:31
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتاب من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك قصير انصرف الصحابة وبدأوا يرددون هذه الاية حتى ذلت - 00:16:01
السنتهم وانصاعت لها نفوسهم. فانزل الله تعالى في اثرها الاية التالية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:16:31
لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وصدق المؤمنون معه بكل الذي انزله الله الله من القرآن والوحي. وكل امنوا بالاركان العظيمة من وحدانية الله تعالى والايمان - 00:17:11
بملائكته وكتبه وجميع رسله. فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض. كما فعل والنصارى بل نؤمن بجميع الانبياء بدون تفريق بينهم. وقالوا سمعنا واطعنا. اي سمعنا قولك واطعنا امرك. فنسألك يا ربنا المغفرة من - 00:17:49
ذنوب واليك المرجع يوم الحساب. فلما قال الصحابة هذا الدعاء واظهروا السمع والطاعة والاستجابة لاوامر الله نسخ الله تعالى الاية السابقة. وخفف عنهم وانزل الاعادة التالية لا يكلف الله نفسا الا وسعها - 00:18:19
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به - 00:18:54
واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين اي لا يكلف الله تعالى احدا فوق قدرته وطاقته. لكل نفس جزاء ما عملت. فمن قدم خيرا فله ثوابه بدون ان ينقص منه شيء. ومن اقترف شرا فعليه وزره ولا يحمله عنه غيره - 00:19:35
وقال الرسول والمؤمنون ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. اي لا تعذبنا يا الله ما يصدر عنا بسبب النسيان او الخطأ. ولا تكلفنا بالتكاليف الشاقة التي يثقل علينا حملها كما كلفت بها بني اسرائيل وغيرهم من الامم السابقة كقتل النفس حال التوبة - 00:20:18
ولا تحملنا ما لا قدرة لنا عليه من التكاليف. وامحوا عنا ذنوبنا واستر اتنا وارحمنا برحمتك انت يا الله ناصرنا. ومتولي امورنا فلا تخذلنا اه وانصرنا على القوم الكافرين. ولما دعا الصحابة بهذه الدعوات قال الله لهم - 00:20:48
عند كل دعوة قد فعلت قد فعلت قد فعلت. هاتان الايتان من اروع وهي ايات سورة البقرة. فالتعاليم كثيرة. والتكاليف عديدة والمنهج طويل فكان لابد من اية الدعاء. ليأتي العون من الله للسير على هذا المنهج - 00:21:18
انه الختام الذي يلخص الصورة ويلخص الحقيقة حقيقة الخلافة. ويلخص صفاء العقيدة ويلخص صدق المؤمنين وحالهم مع رب العالمين. بهاتين الايتين الكريمتين تختتم سورة البقرة. وما اجمله من ختام ملائم لمميزاته - 00:21:48
بامة الخلافة. ايتان تمثلان بذاتهما تلخيصا وافيا لاعظم قطاعات السورة طلوح ختاما لها. متناسقا مع موظوعها وجوها واهدافها صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز - 00:22:18
تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي. يا الله! وصح عنه انه قال من قرأ الايتين من اخر البقرة في ليلة كفتاه. كفتاه اي حفظتاه من الشر وحمتاه من المكروه وقيل اغنتاه عن قيام الليل. وذلك لما فيهما - 00:22:48
من معاني الايمان وحقيقة الاسلام وحسن الالتجاء الى الرحمن. والاستعانة به وطلب المغفرة والرحمة منا وقد كان ختام سورة البقرة متوافقا مع بدايتها. فقد سورة البقرة بذكر اوصاف المؤمنين واصول الايمان التي اخذوها بها. وختمت السورة - 00:23:18
شهادة للمؤمنين بصدق ايمانهم. وتلقينهم دعاء يعينهم على تحمل تكاليف هذه العقيدة ويرفع عنهم الحرج ويخفف عنهم عبء الخطي والنسيان. وبهذا شمل السورة افضل التئام. بمنتهى الكمال وغاية الاتقان. فسبحان من انزل القرآن - 00:23:48
وبعد فقد وصلنا الى ختام تفسير سورة البقرة هذه الوثيقة الربانية التي اشتملت على ما يهدي القلوب ويصلح النفوس من عقائد صحيحة وتشريعات حكيمة وتوجيهات سامية واداب حميدة وقصص هادفة - 00:24:18
من شأنها ان تغرس فينا الايمان والاخلاق والاتعاظ والاعتبار حتى نكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه والله نسأل ان ينفعنا بسورة البقرة. وان يرزقنا حفظها وتلاوتها وفهمها وتدبرها والعمل - 00:24:44
ويجعلها وردا لنا نحييها في بيوتنا. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا نور ونور صدورنا وجلاء حزننا وذهاب همنا يا اكرم الاكرمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على طريقته الى يوم الدين - 00:25:10
امين يا رب العالمين طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته انا رابه اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير القرآن. قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مزدجرون عن قصة الرسل الكرام مع - 00:25:40
بشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصتك تفسيري للقرآن بخلاصة التفسير للقرآن - 00:26:30
Transcription
لما ذكر الله تعالى الانفاق وجزاءه والربا وخطره ناسب ان يذكر التعامل بالدين المؤجل ويبين وسائل حفظه. ثم ختمت سورة البقرة بالكلام على المؤمنين وبيان حالهم ودعائهم كما بدأت السورة بالكلام عنهم - 00:00:00
مدى القلوب للذة الايمان لمراتب الاحسان خلاصة النفس لا تهجروا القرآن يا احبابي هو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب هيا بنا نحيا به هيا بنا. بخلاصة التفسير - 00:00:30
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسما فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبى كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملي للذي عليه الحق وليتقي الله ربه - 00:01:30
وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا اولى يستطيع ان يمله فليملل فليمل وليه بالعدل. لما ذكر الله تعالى البيوع والقروض الربوية - 00:02:36
ناسب ان يذكر بعدها القرظ الحسن بلا ربا ولا فائدة. والذي يسمى الدين مع ذكر الاحكام الفقهية الخاصة بكتابة العقود والاشهاد عليها ومسائل الرهن. وات الدين هذه اطول غاية في القرآن مما يدل على عناية الاسلام بالنظم الاقتصادية. وسنقسمها الى ثلاثة اجزاء - 00:03:16
نعم. ذكر الله تعالى ثلاث وسائل لتوثيق الديون والمعاملات المؤجلة. الوسيلة الاولى الكتابة والوسيلة الثانية الاشهاد والوسيلة الثالثة الرهن. ونبدأ بالوسيلة الاولى وهي الدين ونبين المسائل الواردة في هذا الجزء من الاية. اولا يا اهل الايمان ان تعاملتم بالدين - 00:03:46
والمعاملات المؤجلة فعليكم بكتابتها. لان ذلك اوثق لمقدارها وميقاتها. ثانيا يشترط في الكاتب ان يكون عادلا مأمونا. ثالثا لا يمتنع احد من الكتابة بالعدل كما علمه الله بغير زيادة ولا نقصان. رابعا الشخص المدين الذي عليه الحق - 00:04:16
اقترض هو الذي يملل على الكاتب. لانه المقر المشهود عليه وليتق الله تعالى في الاملاء ولا ينقص من الحق شيئا. خامسا ان كان المدين المقترض سفيها لا يحسن التصرف او ضعيفا لصغره او كبره او جنونه او لا يستطيع الاملاء بنفسه فليملي بالعدل ولي - 00:04:46
او وكيله المسؤول عنه واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوت في - 00:05:16
هذا الجزء من اية الدين ذكر الله تعالى الوسيلة الثانية لتوثيق الديون والمعاملات المؤجلة. وهي الاشهاد. واليكم المسائل الواردة في هذا الجزء من الاية. اولا اضافة الى كتابة الدين اطلبوا شهادة رجلين عاقلين عدلين زيادة في توثيق المعاملة. ثانيا اذا لم - 00:06:12
هنا الشاهدان رجلين فليشهد رجل وامرأتان. ممن يوثق بدينهم وعدالتهم. حتى اذا نسيت احدى المرأتين الشهادة تقوم الاخرى بتذكيرها. ثالثا لا يجوز للشهود الامتناع عن اداء الشهادة اذا طلبت منهم الشهادة على الدين. لان كتمان الشهادة معصية - 00:06:42
ولا تسأموا ان تكتبوا صغيرا او كبيرا الى اجله ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة ودنا اترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها - 00:07:12
اه واشهدوا اذا تبايعتم ولا كاتبون ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم والله بكل شيء عليم. في الجزء الاخير من اية الدين ذكر الله تعالى بعض المسائل المتعلقة بتوثيق الدين. اولا الدين مهما كان صغيرا او كبيرا - 00:08:04
لا تملوا من كتابته حتى يقطع النزاع. ثانيا ما امرناكم به من كتابة الدين اعدل في الحكم واثبت للشهادة هو اقرب الا تشكوا في نوع الدين ومقداره ومدته ما تقدم من الاحكام انما هي في الدين والمعاملات المؤجلة. اما في التجارة الحاضرة التي - 00:09:09
يدا بيد والثمن مقبوضا فلا بأس بعدم كتابتها لعدم الحاجة اليها. ويشرع الاشهاد منعا لحصول الاختلاف والنزاع. رابعا لا يجوز لكاتب او كاهد ان يضر احد المتعاقدين بزيادة او نقص. كما لا يجوز للمتعاقدين ان يضروا - 00:09:39
وكاتبا او شاهدا. باي نوع من انواع الضرر. فالحاق الضرر هو فسوق وخروج عن طاعة الله وختمت اية الدين بختام عظيم. وعلى عادة القرآن في ايقاظ الضمائر وتحريك المشاعر دعت المؤمنين الى تقوى الله. واتقوا الله ويعلمكم الله. فتقوى الله تعالى تفتح - 00:10:09
قلوبكم للمعرفة وتسهل طرق التعليم. والله تعالى يعلمكم ما تصونون به انفسكم وتحفظون به اموالكم وتوثقون به معاملاتكم. فشرعه شرع الحكيم الخبير العليم بكل شيء يا اهل القرآن هل رأيتم نظاما كهذا النظام؟ في الظبط - 00:10:39
موسيقي وحفظ الحقوق اتى به القرآن منذ اكثر من اربعة عشر قرنا وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فارهان مقبوضة فان امن بعضكم بعضا فليؤدي الذي اؤتمن امانته وليتق - 00:11:09
الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم. في هذه الاية ذكر الله تعالى الوسيلة الثالثة لتوثيق الدين والمعاملات المؤجلة. وهي طريقة الرهن. والرهن هو توثيق - 00:11:43
دين بعين. واليكم المسائل الواردة في هذه الاية. اولا ان كنتم مسافرين انتم الى اجل مسمى ولم تجدوا كاتبا يكتب لكم وثيقة الدين فليكن الرهن بدل الكتابة يقبضه صاحب الحق وثيقة لدينه. فهذا الرهن يقوم مقام الكتابة. ثانيا - 00:12:21
ان وثق بعظكم ببعظ فلا تلزم الكتابة ولا الاشهاد ولا الرهن ويكون الدين حينئذ امانة في ذمة المدين المقترض. وعليه ان يتقي الله تعالى في هذه الامانة. ثالثا ان دعيتم الى اداء شهادة فلا تكتموها. فان كتمانها اثم كبير. يجعل - 00:12:51
القلب اثما وصاحبه فاسقا. والله مطلع عليكم لا يخفى عليه شيء من اعمالكم وسيجازيكم عليها لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به - 00:13:21
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير لما ذكر الله الله تعالى تكاليفك كثيرة في سورة البقرة ناسب ختم السورة بهذه الايات. فالله تعالى ما ملك لما في السماوات وما في الارض. فهو يكلف من شاء بما شاء. وهو مطلع على ما في - 00:13:54
السماوات وما في الارض ومطلع على اعمالكم ايها العباد. سواء التي اظهرتموها ام التي اصغرتموها فهو يعلمها. ويحاسبكم عليها. فيعفو عمن يشاء يعاقب من يشاء وهو القادر على كل شيء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:14:41
هذه الاية جاءت على سبيل الوعيد والتخويف. بان العبد محاسب على كل شيء. حتى ما ما يدور في نفسه وعلى خطرات قلبه الامر الذي اخاف الصحابة. في صحيح مسلم انه لما - 00:15:11
نزلت هذه الاية اشتد ذلك على الصحابة. فاتوا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجثوا على الركب كعادة الخائف الوجل. وقالوا اي رسول الله كلفنا اعمالا من الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. ولكن انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها - 00:15:31
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتاب من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك قصير انصرف الصحابة وبدأوا يرددون هذه الاية حتى ذلت - 00:16:01
السنتهم وانصاعت لها نفوسهم. فانزل الله تعالى في اثرها الاية التالية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:16:31
لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وصدق المؤمنون معه بكل الذي انزله الله الله من القرآن والوحي. وكل امنوا بالاركان العظيمة من وحدانية الله تعالى والايمان - 00:17:11
بملائكته وكتبه وجميع رسله. فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض. كما فعل والنصارى بل نؤمن بجميع الانبياء بدون تفريق بينهم. وقالوا سمعنا واطعنا. اي سمعنا قولك واطعنا امرك. فنسألك يا ربنا المغفرة من - 00:17:49
ذنوب واليك المرجع يوم الحساب. فلما قال الصحابة هذا الدعاء واظهروا السمع والطاعة والاستجابة لاوامر الله نسخ الله تعالى الاية السابقة. وخفف عنهم وانزل الاعادة التالية لا يكلف الله نفسا الا وسعها - 00:18:19
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به - 00:18:54
واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين اي لا يكلف الله تعالى احدا فوق قدرته وطاقته. لكل نفس جزاء ما عملت. فمن قدم خيرا فله ثوابه بدون ان ينقص منه شيء. ومن اقترف شرا فعليه وزره ولا يحمله عنه غيره - 00:19:35
وقال الرسول والمؤمنون ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. اي لا تعذبنا يا الله ما يصدر عنا بسبب النسيان او الخطأ. ولا تكلفنا بالتكاليف الشاقة التي يثقل علينا حملها كما كلفت بها بني اسرائيل وغيرهم من الامم السابقة كقتل النفس حال التوبة - 00:20:18
ولا تحملنا ما لا قدرة لنا عليه من التكاليف. وامحوا عنا ذنوبنا واستر اتنا وارحمنا برحمتك انت يا الله ناصرنا. ومتولي امورنا فلا تخذلنا اه وانصرنا على القوم الكافرين. ولما دعا الصحابة بهذه الدعوات قال الله لهم - 00:20:48
عند كل دعوة قد فعلت قد فعلت قد فعلت. هاتان الايتان من اروع وهي ايات سورة البقرة. فالتعاليم كثيرة. والتكاليف عديدة والمنهج طويل فكان لابد من اية الدعاء. ليأتي العون من الله للسير على هذا المنهج - 00:21:18
انه الختام الذي يلخص الصورة ويلخص الحقيقة حقيقة الخلافة. ويلخص صفاء العقيدة ويلخص صدق المؤمنين وحالهم مع رب العالمين. بهاتين الايتين الكريمتين تختتم سورة البقرة. وما اجمله من ختام ملائم لمميزاته - 00:21:48
بامة الخلافة. ايتان تمثلان بذاتهما تلخيصا وافيا لاعظم قطاعات السورة طلوح ختاما لها. متناسقا مع موظوعها وجوها واهدافها صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز - 00:22:18
تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي. يا الله! وصح عنه انه قال من قرأ الايتين من اخر البقرة في ليلة كفتاه. كفتاه اي حفظتاه من الشر وحمتاه من المكروه وقيل اغنتاه عن قيام الليل. وذلك لما فيهما - 00:22:48
من معاني الايمان وحقيقة الاسلام وحسن الالتجاء الى الرحمن. والاستعانة به وطلب المغفرة والرحمة منا وقد كان ختام سورة البقرة متوافقا مع بدايتها. فقد سورة البقرة بذكر اوصاف المؤمنين واصول الايمان التي اخذوها بها. وختمت السورة - 00:23:18
شهادة للمؤمنين بصدق ايمانهم. وتلقينهم دعاء يعينهم على تحمل تكاليف هذه العقيدة ويرفع عنهم الحرج ويخفف عنهم عبء الخطي والنسيان. وبهذا شمل السورة افضل التئام. بمنتهى الكمال وغاية الاتقان. فسبحان من انزل القرآن - 00:23:48
وبعد فقد وصلنا الى ختام تفسير سورة البقرة هذه الوثيقة الربانية التي اشتملت على ما يهدي القلوب ويصلح النفوس من عقائد صحيحة وتشريعات حكيمة وتوجيهات سامية واداب حميدة وقصص هادفة - 00:24:18
من شأنها ان تغرس فينا الايمان والاخلاق والاتعاظ والاعتبار حتى نكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه والله نسأل ان ينفعنا بسورة البقرة. وان يرزقنا حفظها وتلاوتها وفهمها وتدبرها والعمل - 00:24:44
ويجعلها وردا لنا نحييها في بيوتنا. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا نور ونور صدورنا وجلاء حزننا وذهاب همنا يا اكرم الاكرمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سار على طريقته الى يوم الدين - 00:25:10
امين يا رب العالمين طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته انا رابه اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير القرآن. قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مزدجرون عن قصة الرسل الكرام مع - 00:25:40
بشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصتك تفسيري للقرآن بخلاصة التفسير للقرآن - 00:26:30
تفسير سورة البقرة | حسن الحسيني
#28 خلاصة التفسير | تفسير سورة البقرة [الآيات: 282 إلى آخر السورة] || حسن الحسيني