شرح القواعد المثلى لابن عثيمين | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

٨. شرح القواعد المثلى لابن عثيمين | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول المصنف رحمه الله تعالى وغفر لشيخنا وللحاضرين القاعدة السادسة يلزم في اثبات الصفات التخلي عن - 00:00:02ضَ

نورين عظيمين احدهما التمثيل والثاني التكييف. فاما التمثيل فهو اعتقاد مثبت انما اثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين. وهذا اعتقاد باطن بدليل السمع والعقل اما السمع فمنه قوله تعالى ليس كمثله شيء. وقوله افمن يخلق كمن لا يخلق افلا - 00:00:22ضَ

تذكرون وقوله هل تعلم له سم يا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد. واما العقل فمن وجوه الاول انه قد علم بالضرورة ان بين الخالق والمخلوق تباينا في الذات. وهذا يستلزم - 00:00:52ضَ

ليكون بينهما تباين في الصفات لان صفة كل موصوف تليق به كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات. فقوة البعير في مثلا غير قوة الذرة فاذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الامكان والحدوث فظهور التباين - 00:01:12ضَ

بينهما وبين الخالق اجلى واقوى الثاني ان يقال كيف يكون الرب الخالق الكامن من جميع الوجوه مشابها في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر الى من يكمله؟ وهل ذلك الا تنقص لحق الخالق؟ فان تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصا - 00:01:35ضَ

الثالث اننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية. فنشاهد ان للانسان يدا ليست كيد الفيل وله قوة ليست كقوة الجمل. مع الاتفاق في الاسم فهذه يد وهذه يد. وهذه - 00:02:03ضَ

في قوة وهذه قوة وبينهما تباين في الكيفية والوصف. فعلم بذلك ان الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق وفي الحقيقة والتشبيه كالتمثيل. وقد يفرق بينهما بان التمثيل التسوية في كل الصفات. والتشبيه التسوية في اكثر - 00:02:24ضَ

الصفات لكن التعبير بنفي التمثيل اولى لموافقة القرآن ليس كمثله شيء. واما التكييف فهو ان يعتقد المثبت ان كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا. من غير ان يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد - 00:02:46ضَ

باطن بدليل السمع والعقل. اما السمع فمنه قوله تعالى ولا يحيطون به علما. وقوله ولا سقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ومن - 00:03:06ضَ

من المعلوم انه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا. لانه تعالى اخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها فيكون تكييفنا خفوا لما ليس لنا به علم وقولا بما لا يمكننا الاحاطة به. واما العقل - 00:03:26ضَ

فلان الشيء لا تعرف كيفية صفاته الا بعد العلم بكيفية ذاته. او العلم بنظيره المساوي له او بالخبث بل الصادق عنه. وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله عز وجل. فوجب بطلان تكييفها - 00:03:46ضَ

وايضا فاننا نقول اي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى ان اي كيفية تقدرها في ذهنك فالله اعظم واجل من ذلك. واي واي كيفية تقدمها لصفات الله تعالى فانك ستكون كاذبا فيها لانه لا علم لك بذلك. وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديرا - 00:04:06ضَ

بالجنان او تقريرا باللسان او تحريرا بالبنان. ولهذا لما سئل مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ اطرف رحمه الله تعالى برأسه حتى علاه الرحظاء - 00:04:34ضَ

اي العرق ثم قال الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول. والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة وروي عن شيخه ربيعة ايضا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. وقد مشى اهل العلم بعدهما على هذا الميزان - 00:04:54ضَ

واذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عن فالحذر الحذر من التكييف او محاولته. فانك ان فعلت وقعت في في مفاوز لا تستطيع الخلاصة - 00:05:14ضَ

ومنها وان القاه الشيطان في قلبك فاعلم انه من نزغاته. فالجأ الى ربك فانه معاذك. وافعل ما امرك به فانه طبيبك. قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. انه - 00:05:34ضَ

هو السميع العليم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن سار على نهجه ودعا بدعوته ليوم الدين وبعد. وهذه القاعدة - 00:05:54ضَ

في صفات الله جل وعلا كما سبق اخذت من الكتاب والسنة. اما العقل فهو تبع لذلك. والعقل لا يستقل بدليل يكون شرعيا في الاصل وانما الشرع هو الذي ينبه العقل ويدله على الحق. كما قال الله - 00:06:14ضَ

جل وعلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار الى اخره. في اخر الاية قال لايات لقوم يعقلون والعقل الله جل وعلا فاوت بين خلقه فيه انسانا يكون اتم من الاخر عقل وانسان يكون عقله عكس ما عقل الاخر. فاذا لا - 00:06:44ضَ

لا يمكن ان يكون العقل هو الدليل. فهذه القاعدة في اثبات الصفات ان تكون العقيدة عقيدة التي يثبتها خالية من امرين ان يعتقد ان الشيء من صفات الله جل وعلا يماثل صفات المخلوقين. وهذا - 00:07:14ضَ

اه كما قال الله جل وعلا ليس كمثله شيء. وقال تعالى لم يكن له كفوا احد فالمثلية منتفية وكذلك المكافأة كونه يكافئ مخلوق وهو المعنى وكذلك قوله فلا تجعلوا لله اندادا - 00:07:44ضَ

في الند هو المثل الذي يماثل الذي يناظر سواء كان في بالذات او في الصفات. والله جل وعلا هو الاحد الذي لا يماثله شيء وهذا قد تكفل الله جل وعلا به في ايات كثيرة. ومعلوم ان الانسان اذا لم يمتثل امر ربه جل وعلا - 00:08:10ضَ

ويكون هو الذي يمنعه من التعدي الى ما لا يدل عليه العقل لا يمنعه من ذلك. والامر الثاني التكييف وسيأتي في تكييف الكلام ما هو التكييف الذي المطلوب منه؟ اقول - 00:08:39ضَ

فاما التمثيل فهو اعتقاد المثبت ان ما ثبت لله من صفات الله انه مماثل لصفات المخلوقين وهذا اعتقده كثير من الناس فظلوا في هذا ولهذا لجأوا الى امرين احدهما النفي - 00:09:09ضَ

كما فعله المعتزلة فانهم نفوا صفات الله جل وعلا بناء على ان صفات الله جل وعلا تماثل صفات المخلوقين. فردوها رأسا وهذه هذا امر واضح انهم ضلوا في هذا الفريق الثاني لجأوا الى التأويل - 00:09:40ضَ

او التفويض ومعلوم ان التفويض هو جهل وكونه يعرض عن المعنى وعن البحث في ذلك او عن الاعتقاد مع ان قلب المؤمن لابد له من اعتقاد. ولا يمكن بدون ذلك - 00:10:07ضَ

والتأويل شر من الرد لان الرد امره واضح. ونود نصوص الكتاب والسنة المسلم امامهم مرتاح في هذا يعلم انه على ظلال ولكن المؤول الذي يقول ان مراد الله كذا وكذا. وهو - 00:10:29ضَ

غير ذلك. فهذا يشتبه على كثير من الناس. بمثل الرحمة قالوا ارادة الاحسان او وهي الاحسان نفسه. لانهم يقولون ان رحمة الانسان التي نعرفها هي رقة في القلب تقتضي الميل الى المرحوم ثم اما ان يوصل اليه - 00:11:00ضَ

ما يستطيع من النفع او يمنعه مما قد يقع فيه من الظرر بناء على على ذلك قالوا رحمة الله ارادة الاحسان. وليس ان الله جل وعلا يقوم به صفة تسمى الرحمة - 00:11:30ضَ

هذا خروج عن خطاب الله جل وعلا وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم. ومثل ذلك اليد قالوا اليد هي النعمة. لان اليد المعروفة لنا جارحة. والله جل وعلا ليس كمثله شيء - 00:11:49ضَ

هذا ايضا ضلال ظاهر. والذي هداهم الى هذا هو اعتقاد التمثيل في الصفات. وهذا كثير جدا وكثير في من يتكلم على الاحاديث وفي التفسير وفي غيره الى صفات الله جل وعلا اولوها بناء - 00:12:12ضَ

على ما وقع في نفوسهم من ان هذه الصفات تشبه صفات المخلوقين ولهذا حذر المؤلف رحمه الله من الوقوع في ذلك لكون كثير من الناس وقع فيه وهو ظلال واضح - 00:12:41ضَ

وبيان كونه ظلال وخروج عن اه مقتضى الدليل وخروج عن ما سلكه السلف الصحابة واتباعهم ان الصحابة رضوان الله عليهم سمعوا هذه النصوص وامنوا بها على ظاهرها بدليل انهم لم يشكوا في ذلك فلم يسألوا - 00:13:03ضَ

لم يسألوا عن شيء منها بل جاء ما يدل على انهم اخذوها على ظاهرهم كما في السنن ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في كلام له امام جمع منه - 00:13:33ضَ

ان الله ينظر اليكم ازلين قنطين فيظل يضحك وقال رجل من الاعراب حاظرا اويظحك ربنا يا رسول الله؟ قال نعم. قال اذا لا يعدمنا خيرا اذا ظحك ظاهر جدة انهم ان هذا قصد به ظاهر الخطاب وانه معتقد - 00:13:56ضَ

ثم لو بحث الانسان عن شيء جاء عنهم في هذا لم يجد لا حديثا صحيح ولا ضعيف حتى انه في شيء من ذلك. والحق ما اعتقدوه والباطل ما كان خلاف اعتقادهم - 00:14:28ضَ

رضوان الله عليهم سألوا عن اشياء لا تساوي هذا. سألوا عن المحيض وسألوا عن الاهلة وسألوا عن اليتامى وغير ذلك ولم يسألوا عن شيء في العقيدة مع ان العقيدة هي الاصل. ودل على انهم اخذوا هذه النصوص على ظاهرها - 00:14:53ضَ

ولم يأولوها ولم يردوها. بل امنوا بها كما جاءت عن ربنا جل وعلا. وهذا هو الواجب وهذا الذي حذر منه المؤلف في هذه القاعدة يقول فهو اعتقاد المثبت يعني مثبت الصفات. ان ما اثبته يعني ان الصفات الثابتة لله - 00:15:20ضَ

تماثل صفات المخلوقين. فهذا باطل فالله جل وعلا وصف نفسه بان انه ملك سمى نفسه بانه ملك. تبارك الذي بيده الملك. قال هو الملك القدوس وسمى بعض عباده ملك. وقال جل وعلا - 00:15:45ضَ

انا الم ترى الى الذي حاج ابراهيم حاج ابراهيم في ربي ان اتاه الله الملك وسمى نفسه جل وعلا رؤوف ورحيم. وسمى بعض عباده رؤوف رحيم ثم قال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم - 00:16:18ضَ

فالتسمية تناسب المسمى المخلوق يناسبه اسمه يناسب ضعفه وربنا جل وعلا يليق به اسمه وما يكون له من العظمة. وهكذا الصفات. والله جل وعلا جعل ايدي ووصف نفسه بان له يد. وآآ غلب - 00:16:49ضَ

في ايات كثيرة ذلك بما كسبت ايديكم. وقال جل وعلا في خطابه لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال بيده الملك فان الذين يبايعونك انما ما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم. هكذا في ايات كثيرة يصف - 00:17:26ضَ

الله جل وعلا نفسه ويسمي نفسه باشياء قد سمى بها عبادة. وكل هذا يحكم فيه قوله جل وعلا ليس كمثله شيء. ولهذا ختمت هذه الاية بقوله وهو السميع البصير بسيط. لان المخلوق له سمع وله بصر. فنفيت المماثلة مع ذلك. ومعلوم - 00:17:56ضَ

ان انتفاء المماثلة بين المخلوقات امر واضح كما مثل له المؤلف رحمه الله مع ان الانسان علمه محدود وفكره به فيجب ان يقف عند مقتضى ما اعطي من الفكر والعلم - 00:18:26ضَ

ولا يتجاوز ذلك. فانه اذا تجاوزه لابد ان يقع في الخطأ وفي الظلال وانه وانه ليس وان الانسان اذا رام فوق طاقته لا بد ان يضل. ولهذا يقول جل وعلى افمن يخلق كمن لا يخلق يعني هذا لا يستوي مع هذا افلا تذكروا - 00:18:56ضَ

وقوله جل وعلا هل تعلم له سم يا؟ السمي يعني المسام الذي يساميه ويماثله. وهذا خطاب لمن له العلم. لمن له علم. فهذا لا فليس لله مسامن تعالى وتقدس. لهذا جاء عن ابن عباس في مثل في هذه الاية تفسيره في قوله - 00:19:36ضَ

يعني مماثل. ليس له مماثل. فاذا انتفت المماثلة في الذات. فانتفت في الصفات والصفات مثل الصفات صفات العلم والسمع والبصر والرحمة والغضب والرضا كذلك اليد والرجل والعين والوجه وغير ذلك. وكل هذه وصف الله جل وعلا نفسه بان - 00:20:06ضَ

له وجه وله عين عينين. وله جل وعلا وان لم ولم تأتي التثنية صريحة في في كتاب الله جل وعلا ولا في حديث رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن دلت عليها النصوص - 00:20:36ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور والعور هو فقد احدى العينين كما هو معلوم. وكذلك قوله لم يكن له كفوا احد وسبق ان هذا يدل على نفي المكافأة من كل وجه. في - 00:20:56ضَ

في امور اربعة كما سبق الاول في الذات ان الله ليس كمثله شيء والثاني في ان صفاته لا تشبه صفات المخلوقين. والثالث في افعال سافعله جل وعلا لا تشبه افعال المخلوقين ومثلنا لهذا فيما سبق. لمثل - 00:21:26ضَ

السمع مثل النزول. كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم انه جل وعلا سينزل الى السماء الدنيا واهل الحق يعتقدون انه ينزل وهو على عرشه. لا يكون شيئا فوقه تعالى الله - 00:21:58ضَ

وتقدس وكذلك نزوله الى الارض يوم القيامة فانه يأتي الى خلقه يفصل بين ويخاطبهم. كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لو قال ما منكم من احد الا سيكلمه ربه. ليس بينه وبينه حجاب. ولا ترجمان - 00:22:18ضَ

وقد اخبرنا ربنا جل وعلا انه سريع الحساب. يعني انه يحاسب خلقه في ان واحد وهذا لا نعقله في مخلوق انه يخاطب هذا ويخاطب هذا ويخاطب خلقا كثير في ان واحد - 00:22:44ضَ

ولهذا تجد الارض الان مملوءة من من يدعو الله ويسبحه ويكبر ويصلي له وكلهم يستمع الله اليهم في ان واحد لا يشغله سماعه لهذا عن استماعه لهذا هذا خلاف ما هو معهود من المخلوق. المخلوق محدود فعله - 00:23:08ضَ

فمثل ذلك يقال في النزول نزوله شيء يليق به. وليس كما يتصوره الممثلة او المؤولة. الذين ردوا هذا النص وقالوا اذا قلنا انه ينزل الى سماء الدنيا اخر الليل. يلزم - 00:23:37ضَ

من ذلك ان تكون السما فوقه. وانه يكون دائم النزول. لان اخر الليل ما تخلو منه الارض في اخر الليل عندنا يكون اذا انتهى يكون الذين بعدنا جهة الغرب يبدأ عندهم اخر الليل وهكذا حتى يدور في - 00:24:02ضَ

وهذا لو كان النزول كالنزول المعهود لنا. نزول مخلوق الى مخلوق. لكن نقول نزوله يليق به فهو نزول واحد الى جميع الخلق بان واحد كاستماعه لهم وكمحاسبته لهم وهذا دليل على ان صفات الله جل وعلا وافعاله تخالف صفات المخلوقين وافعالهم. فيجب ان نؤمن بهذا - 00:24:27ضَ

هذا فالنصوص في هذا كثيرة وواضحة والذي يريد الحق يكفيه نص من هذه النصوص. ان يعتقده ويؤمن به. اما الذي انحرف وظل ولو اتيته بكل اية ما اهتدى الا ان يشاء الله - 00:24:59ضَ

هذا من ناحية اه النصوص السمعية التي والسمع السمعية يعني الكلام المسموع الذي اوحاه الله الى رسله. وسمي سمع لانه يسمع بالاذان لانه كلام اما العقل فالعقل ينظر في ايات الله. ولا يخرج عن ذلك - 00:25:27ضَ

والله جل وعلا خص بني ادم والجن بان لهم عقول وكذلك الملائكة ولهذا هذا كلفهم بالامر والنهي وجعل الامر والنهي مناط العقل ولكنه عقل محدود. لا يجوز ان يكون حاكما على - 00:25:57ضَ

رب العالمين ولا على شيء من من صفاته. فان هذا تعدي وخروج عن طوره فاذا فعل ذلك فانه لا بد ان يضل وقوله اما العقل فمن وجوه الاول انه قد علم بالظرورة ان بين الخالق والمخلوق تباينا - 00:26:21ضَ

وبونا وهذا امر ظاهر جدا. والله ليس كعبده المخلوق الضعيف فاذا كان في ذاته كذلك مباينا له فيلزم ان يكون يكون الصفات كذلك. وهذا تابع لايات الله لاننا عرفنا هذا من قوله جل وعلا ليس كمثله شيء - 00:26:48ضَ

ومن قوله افمن يخلو فمن لا يخلق وما استقر في عقول عباده جل وعلا بانه جل وعلا هو الكبير المتعال الذي لا يلحقه عيب ولا نقص وهو الغني بذاته عن كل ما سواه. وكل من سواه فقير اليه لانه جل وعلا هو - 00:27:19ضَ

والو بلا بداية كما انه الاخر بلا نهاية والمخلوقون والمخلوقين وجدوا بعد ان لم وكانوا عدما والعدم يعني لما كانوا عدما دل على انهم الصين ولابد ان يلحقهم العدل. واما الوجه الثاني - 00:27:49ضَ

وان يقال كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابها بصفاته للمخلوق المربوب الناقص هذا في الجملة امر متفق عليه. ولكن المشابهة والمماثلة اشكلت على كثير من الناس فظن ان اثبات السمع يكون مماثلا - 00:28:19ضَ

المخلوق وكذلك اثبات اليد واثبات الوجه وغير ذلك لماذا لا؟ يعني يحتاج الانسان انه يتفهمها من النصوص التي تخص الله جل وعلا صفاته تكون خاصة به. ومعلوم ان الذرة انها مخلوقة - 00:28:49ضَ

ولها السمع ولها حياة ولها حركة ولها قوائم لا تكون كالفيلم او الجمل آآ هذا مخلوق وهذا مخلوق وتفاوت هذا مع هذا. فالتفاوت المخلوقات ظاهر جدا. فهو يريد ان يكون ايظا يفكر الانسان في هذا. فرب العالمين جل وعلا - 00:29:19ضَ

ليس كالمخلوقات في شيء من الاشياء فهو مباين لها. ومعلوم ان هذا الدليل اقل من الدليل بالسمع الذي جاء عن الله جل وعلا لانه هو الاصل. الوجه الثالث وان سنشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية. وهذا ايضا ظاهر - 00:29:49ضَ

من جدة. وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ليس عندكم في الدنيا اما في الجنة الا اسمى مجرد الاسماء وذلك ان الجنة فيها زوجات وفيها فيها كما اخبرنا ربنا جل وعلا فاكهة وفيها لحم وفيها اسرة وفيها مساكن - 00:30:19ضَ

وهذه الدنيا فيها هذه الاشياء. ولكن لا تشبهها. مع ان فيها ما فيها لبن وفيها عسل وفيها خمر بل فيها انهار من هذا والمعروف لنا ان اللبن لابد ان يخرج من حيوان من ظرع. من بين فرث ودم - 00:30:49ضَ

الجنة انهار. اللبن فيها نهر يمشي. لم يكن في جوف مخلوق ولكن هذا في الظاهر وفي الحقيقة لا يكون مشابها لا في الطعم ولا في الرائحة ولا في اللون ولا في النفع ولا في غير ذلك. ولهذا اهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون - 00:31:19ضَ

واكلهم اكثر من اكلهم في الدنيا. ومع ذلك لا يحصل لهم فضلات. وكل هذا لاجل الطعام الذي يؤكل لانه يذهب نافعا فقط رشح ما يكون فيه فضلة تحتاج الى يحتاج الجسم الى ان يتخلص منها. والفرق في - 00:31:49ضَ

هذا واظح بل الانسان في نفسه الروح بين جنبيه وهي التي فيها الحياة والروح لا لا تعرف حقيقته. ولا تعلم مع انها في الانسان. فاذا كان هذا انها وصفت بانها تذهب وتأتي وتألم وتنعم ومع ذلك - 00:32:17ضَ

لا تعرف حقيقتها كما قال الله جل وعلا يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا اذا كان الامر هكذا فكيف مثلا الانسان يطلب انه يعرف شيئا من حقائق صفات الله جل وعلا - 00:32:47ضَ

مع انه لا يعرف ما فيه سر ما فيه حياته. وقد يصام مثلا بالمرض في بدنه فلا يدري اين هو ولا يدري ما سببه هو ضعيف ولكنه ظلوم جهول وكذلك قل الذي التمثيل يقول والتشبيه مثله - 00:33:10ضَ

ولكن الفرق بينهما ان التنفيذ يكون من جميع الوجوه ولا يلزم هذا والتشبيه قد يكون في وجه واحد ما يلزم هذا لان الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له - 00:33:50ضَ

الرجل ما شئت ما شاء الله وشئت. قال اجعلتني ندا لله والند هو المثل وهذا في المشيئة فقط. في صفة من الصفات. جعلتني ندا لله بل الله وحده. التمثيل قد يكون في صفة من الصفات وليس من كل وجه. والتشبيه كذلك فاذا - 00:34:10ضَ

التشبيه والتنفيذ تقريبا متساويين ولكن التشبيه صار فيه التباس واشتباها عند كثير من الناس. وقد يكون فيه حق وباطل. ولهذا من اجل ذلك ولهذا كان التشبيه الان عند الناس نسبي. اه كثير من اهل الباطل يجعل الذي يثبت - 00:34:40ضَ

الله جل وعلا صفاته التي اتصى بها انه مشبه. واذا قرأ الانسان مثل في كتب المتكلمين يجد مثل كثرة الذكر التشبيه وان المشبهة انهم يقولون كذا ويقولون كذا فجعلوا الذي يثبت صفات الله جل وعلا مشبها - 00:35:16ضَ

من اثبت لله وجها سماه مشبه. ومن اثبت له يدين سماه مشبه. ولا يوجد طائفة معينة لها ائمة وعلماء وكتب يسمى المشبهة. هذا لا وجود له. ما يدل على ان التشبيه صار امرا نسبيا. وقوله اما التكييف التكييف معناه - 00:35:41ضَ

ان تعلم الكيفية كيفية الصفة او كيفية الذات. يعني الحالة التي هو عليها وليس معنى ذلك نفي الكيفية. وانما المقصود نفي العلم بها. علم الانسان بها. الانسان لا يستطيع لان الكيفية معرفتها يتطلب المشاهدة - 00:36:11ضَ

وان لم تكن مشاهدة فاقل ما يقال فيها لابد ان يكون للمكيف مثيل يقاس عليه. وكلا الامرين منتفي. لا مشاهدة ولا مثل فاذا لا مطمع في معرفة الكيفية. اما حقيقتها فهي ثابتة - 00:36:41ضَ

لله جل وعلا. لان كل شيء له كيفية. ولابد ولكن المقصود النفي نفي العلم بها فهذا يجب ان ينفى عن المخلوقين لهذين الامرين. لكون الله غيب لا يطلع عليه ولا يشاهد. واما رؤيته يوم القيامة فهي لوجهه تعالى وتقدس. ولا - 00:37:11ضَ

احاطوا به لا يحيطون به علما والله اكبر من كل شيء. واعظم من كل شيء. ولهذا اقرب الى ام انه يقبض مخلوقاته كلها سماواته وارضه بيده. فتكون صغيرة تنبيه بالنسبة لله جل وعلا. فكيف يحاط به وهذا شيء من افعاله تعالى وتقدس - 00:37:41ضَ

وكل هذا اولا ان النصوص دلت على ان الله جل وعلا لا يحاط به. الثاني ان النصوص دلت على تحريم القول بلا علم ومن قال في شيء من ذلك فانه قال بالجهل. وبغير علم. والقول على الله بلا - 00:38:11ضَ

علم يقول بعض العلماء انه اعظم من الشرك لانه يتضمن الشرك وزيادة. واستدل على هذا بقوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش كما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله - 00:38:41ضَ

ما لا تعلمون. يقول بدأ بالمحرمات بما هو اخف. ثم انتقل بما هو اعظم. وهكذا فختمها بالقول عليه بلا علم. فدل على ان القول بلا علم هو اعظم المحرمات واكبرها - 00:39:07ضَ

قال جل وعلا ولا تقفوا ما ليس لك به علم. تكفوا يعني تتبع لا تتبعه وتقوله اليس لك به علم؟ ثم قال جل وعلا ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا - 00:39:29ضَ

اولى هذا لان السمع له عمل وهو الاستماع الا تستمع الله ما ينفع ولا تستمع الى باطل ومن اعظم الباطل القول على الله جل وعلا وكذلك البصر لو عمل يجب ان يكون بصرك حسب ما خلق له. ولا يكون مطلقا - 00:39:48ضَ

في الحرام كما ان السمع لا يجوز ان يكون مطلقا فيما هو ممنوع والفؤاد هو الاصل في هذا. فؤاد هو القلب. والمقصود به الفكر والاعتقاد فيجب ان يكون اعتقاده وافكاره تفعل الحق. ولهذا سيسأل عنه الانس كل اولئك كان عنه مسئولا يوم القيامة - 00:40:17ضَ

سوف يسأل الله جل وعلا عباده عن ذلك. ومن المعلوم انه لا علم لنا بكيفية صفات الله جل وعلا وان هذا لا يمكن بل هو من الامر الممتنع. فيجب ان نقف عند - 00:40:50ضَ

كحدودنا وهذا هو مسلك السلف وهو الطريق اليه لهذا سمع احد العلماء احد تلامذته يتكلم في شيء من ذلك دعاه وقال تعال اخبرني عن مخلوق من مخلوقات الله مخلوق صغير له ست مئة جناح اين الاجنحة؟ في اي مكان - 00:41:10ضَ

يعني اين تكون موظوعها؟ صفها لي قال كيف استطيع اصفها وانا لا اشاهده ولا اراه وقال هذا مخلوق صغير ما تستطيع تصفه ولا تصف اجنحته وتتكلم في الله جل وعلا فيجب ان تعرف قدرك. وتقف عندما اوقفك الله جل وعلا - 00:41:43ضَ

والا تكونوا تعديت طورك واستحقيت عذاب الله جل وعلا وكذلك السؤال الذي اتى الى الامام ما لك رضي الله عنه وكذلك شيخه ربيعة بل جاء هذا عن ام سلمة. وان كان الحديث فيه ضعف. سئل - 00:42:14ضَ

عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ وكان في مجلس العلم فعلاه العرق صار يتصبب من العرق لانه يعظم الله جل وعلا ويعرف شيئا من قدر الله بخلاف هذا السائل - 00:42:43ضَ

ينتظر الناس ماذا يقول؟ حاضرون. ثم بعد ذلك قال الاستواء معلوم. والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة يعني عن الكيف. ولا اراك الا رجل سوء ثم امر به فاخرج من مجلسه - 00:43:07ضَ

وهذا الذي يجب ان يؤدب الانسان اذا تأدى طوره. وسبق ذلك عمر رضي الله عنه فان رجلا يقال له صبيغ بن عسر كان يسأل عن شيء من المتشابه في وقت عمر في خلافة عمر فنمي الخبر الي فقال اسأل الله ان - 00:43:27ضَ

مكنني منه. فبينما عمر يوما يخطب اقام هذا الرجل يسأله فما الذاريات؟ ذروى ومن المقسمات امرا وما الصافات صفا فقال اظنك صبير فنزل وصار يضربه اظربه حتى سال الدم من رأسه فقال ان كنت تريد ان تقتلني فاقتلني - 00:43:54ضَ

ولا اريد ان اخرج الاذى الذي في رأسك وفي دماغك. ثم حرج على الناس هموما ان يجالسوه او يكلموه فصار كالاجرب اذا اتى الى قوم قالوا عزمة امير المؤمنين لا تكلموه ولا تجالسوه - 00:44:27ضَ

معزولا ثم لما ذهب عمر وذهب وقته وجاء دور اهل البدع وخرجت الخوارج. قيل له هذا يومك. هذا اليوم الذي تريد يمكن تخرج معها او لا؟ فقال لا. نفعني تأديب الرجل الصالح. فذهب الذي كنت اجده - 00:44:50ضَ

المقصود ان مثل هؤلاء قد لا يكفي فيه الكلام. وانما ينبغي ان يؤدب لانه خرج عن ما رسم له فيجب ان الانسان يقف حيث اوقفه الله جل وعلا ولا يدخل نفسه في - 00:45:19ضَ

امور المشكلة او الامور التي لا يدركها كما مثلنا ان الانسان فيه حياة لا يدري ما سرها. الانسان مثلا ينام ثم يجد نفسه في بلد اخر ويتكلم مع من ليس هو عنده في هذا البلد. يستيقظ وهو في بلده الذي هو فيه - 00:45:42ضَ

ما سر ذلك ذلك ان الروح لها مفارقة للبدن نوع مفارقة ما دام في الحياة انها تذهب وقد مثلا يستيقظ وهو اه اما عنده من الفرح ومن اه السرور الشيء الكثير او بالعكس. وكل ذلك من ما يعتري الروح. المقصود ان هذا شيء - 00:46:13ضَ

غير ما معروف لنا. وقد اخبر الله اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ان الروح انها تذهب تصعد تعرج الى السماء وقد مثل تفتح لها ابواب السماء حتى تنتهي الى السماء السابعة - 00:46:46ضَ

ثم يقول الله جل وعلا لمن جاء بها من الملائكة اعيدوه اكتبوا كتابه في عليين واعيدوه الى الاب وقد تغلق دونها ابواب السماء. والله جل وعلا يقول الله توفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها. يمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى يعني التي توفيت - 00:47:06ضَ

في منامها الى اجل مسمى. فالمقصود ان هذا مخلوق وهو غير معلوم لنا وكذلك ما في الجنة مخلوق ولا نعقله ونعرفه كما جاء عن ابن عباس الا بمجرد اسماء فقط. فهل يليق للانسان العاقل انه يحاول معرفة حقائق اسماء الله - 00:47:36ضَ

جل وعلا وصفاته والجواب انه لا يليق ذلك بل الواجب ان يقف الانسان عند حدوده ويؤمن بما اخبر الله جل وعلا به على وفق ما اخبر الله جل وعلا كما قال - 00:48:06ضَ

الامام الشافعي رحمه الله امنت بالله وما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله. يعني وان لم ندرك ذلك ولم نعرفه. اسأل الله جل وعلا ان يعلمنا ما - 00:48:26ضَ

ينفعنا وان يزيدنا علما وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:48:46ضَ