سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
التفريغ
لماذا أنا هنا في هذه الدنيا؟ ما الغاية من وجودي؟ - 00:00:00ضَ
إلى أين المصير بعد الموت؟ - 00:00:04ضَ
أسئلةٌ فطريَّةٌ غائيَّة؛ أيْ نتساءل بها عن الغاية من وجودِنا، - 00:00:06ضَ
أسئلةٌ تميِّزنا عن الحيوانات الَّتي لا تحرِّكها إلَّا الغرائز، - 00:00:11ضَ
هذا المكوِّن الفطريُّ: الشُّعور بالغائيَّة، هوَ رحمةٌ وعذابٌ - 00:00:15ضَ
كما سنرى في هذه الحلقة... - 00:00:20ضَ
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله - 00:00:36ضَ
الشُّعور بالغائيَّة رحمةٌ وعذاب؛ - 00:00:39ضَ
رحمةٌ في المنظور الإيماني؛ لأنَّه يدفع الإنسان دفعًا إلى البحث عن الجواب، - 00:00:41ضَ
فينجذبُ إلى الدِّين الحقِّ، - 00:00:46ضَ
الَّذي يجيب عن هذه التَّساؤلات إجاباتٍ شافيةً، تروي العطش، تقنع العقل، - 00:00:48ضَ
فيتَّصل الإنسان بربِّه، ويستمدُّ مِن نور الوحي الخالص، - 00:00:53ضَ
ويصبح كمركبةٍ كانت تائهةً في الفضاء، ثمَّ اتَّصلت بمصدرها وغايتها، - 00:00:57ضَ
فأصبحت تسير وفق خطَّةٍ مرسومةٍ لترسوَ بأمان - 00:01:03ضَ
لكنَّ هذا المكوِّنَ الفطريَّ في المقابل عذابٌ للملحد؛ لأنَّه يثير تساؤلاتٍ لا جواب لها، - 00:01:08ضَ
وإذا حاول الجواب، فإنَّه سينتهي بالشُّعور بالعدَمِيَّة، واللَّامعنى، واللَّاقيمة - 00:01:14ضَ
في هذه الحلقة سنرى نموذجًا من هذا العذاب، - 00:01:20ضَ
ثمَّ نرى تخبُّطاتِ الملحدين في التَّهرُّب من هذا العذاب، - 00:01:23ضَ
ثمَّ نرى كرامة الإنسان في الإيمان، وحقارته في الإلحاد - 00:01:27ضَ
وليم بروفاين "William Provine"، - 00:01:31ضَ
بروفيسور تاريخ علم الأحياء، من جامعة كورنيل "Cornell University"، - 00:01:31ضَ
هو شخصٌ ملحدٌ، - 00:01:34ضَ
إلى ماذا قادَه إلحادُه؟ تعالوا نرَ... - 00:01:35ضَ
[لا آلهةً، لا حياةً بعد الموت، لا قاعدةً مُطلقةً للأخلاق، - 00:01:40ضَ
لا معنًى نهائيًّا للحياة، ولا إرادةً حرَّةً للإنسان - 00:01:47ضَ
هذه كلها مرتبطةٌ بعمقٍ بالمنظور التطوريِّ - 00:01:52ضَ
أنت هنا اليوم وسترحل غدًا، وهذا كلُّ ما في الأمر] - 00:01:57ضَ
إذن، بروفاين يقول لك مثل ما قال الأوَّلون: - 00:02:04ضَ
﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾ [القرآن 45: 24] - 00:02:06ضَ
ويقرُّ بأنَّ هذا يعني انعدامَ أيِّ معنى أو غايةٍ للحياة - 00:02:12ضَ
بروفاين كان قد شُفي من سرطان الدِّماغ، لكنَّه يتوقَّع عودة المرض، - 00:02:16ضَ
إلى ماذا قادَه إلحادُهُ في التَّعامل مع هذا التوقُّع؟ تعالوا نرَ... - 00:02:20ضَ
[أنا لن أجلس يائسًا مثل ما فعل أخي الأكبر في السنة الماضية، - 00:02:27ضَ
وهو كان يموت من مرض لوجيرج، وأراد للغاية أن يموت، - 00:02:32ضَ
لكنَّنا لم نستطِع أنْ نساعده ليموت، أنا لا أريد أنْ أموت بهذه الطريقة، - 00:02:38ضَ
أنا سأطلق النار على رأسي قبل أنْ أصل إلى تلك المرحلة] - 00:02:42ضَ
هذه النَّتيجة إذن! - 00:02:46ضَ
بما أنّه لا غاية ولا معنى للحياة، - 00:02:48ضَ
فإمَّا أن تكون هذه الحياةُ جميلةً، جمالًا ماديًّا بهيميًّا، - 00:02:50ضَ
وإلَّا فمن الأفضل لي أن أُنهيها بنفسي - 00:02:54ضَ
لذلك نقول: سؤال الغاية عذابٌ لمنكِر وجود الله - 00:02:58ضَ
تعالوا نرى نماذج من تعامل الملحدين مع سؤال الغاية وعذابه، - 00:03:02ضَ
ومِن تهرُّبِهم مِن هذا السؤال... - 00:03:07ضَ
سُئِل الملحد ريتشارد دوكينز "Richard Dawkins"، - 00:03:09ضَ
عمَّا إذا كان العلم يجيب عن سؤال: (لماذا نحن هنا في هذه الحياة؟) - 00:03:10ضَ
فبماذا أجاب؟ فلنشاهد... - 00:03:15ضَ
[- عالمٌ فاز بجائزة نوبل بيتر ميدور "Peter Medawar" يقول: - 00:03:19ضَ
سؤال (لماذا نحن هنا؟) لا يمكن إجابته بالعلم، - 00:03:23ضَ
ولا أفهم كيف يمكننا أن نقول ذلك بثقةٍ! - 00:03:28ضَ
- ما سأقوله جوابٌ عن سؤالك (لماذا) هو: - 00:03:37ضَ
لماذا تظنُّ أنَّ مِن حقَّك أن تسأل هذا السؤال؟! إنَّه سؤال بلا معنى - 00:03:40ضَ
إذا سألت: لماذا توجد الجبال؟ إنَّ هناك أسئلةً هي ببساطةٍ لا تستحق جوابًأ! - 00:03:45ضَ
يمكنك أن تجيب عن سؤال (لماذا توجد الجبال؟) بالحديث عن العمليَّات الجيولوجيَّة - 00:03:53ضَ
التي تُوجِد الجبال، ولكن ليس هذا ما تريده، - 00:04:03ضَ
أنت تريد غايةً من وجود الجبال، إنه سؤالٌ سخيفٌ لا يستحقُّ جوابًأ] - 00:04:06ضَ
إذن، حَسْبَ دوكينز، سؤال: (لماذا نحن هنا في هذه الحياة؟) - 00:04:17ضَ
سؤالٌ سخيف، لا يستحقُّ جوابًا، وليس من حقِّ السَّائل أن يسأله - 00:04:21ضَ
عجيب! حتَّى الأطفال يسألون عن الغاية مِن كلِّ شيءٍ يرونه، - 00:04:26ضَ
أمَّا حَسْبَ الإلحاد: - 00:04:30ضَ
فمن السَّخافة أنْ تسألَ عن الغاية مِن وجود الإنسان، - 00:04:31ضَ
الَّذي يُفترض أنَّه أهمُّ شيءٍ في هذه الحياة - 00:04:35ضَ
العلم التَّجريبي يحاول معرفة الغاية من وجود الأشياء والظَّواهر الطَّبيعيَّة حولنا، - 00:04:38ضَ
حَسْبَ الإلحاد: استكشف كما تريد، واسأل كما تريد، - 00:04:43ضَ
لكن، ليس من حقِّك أن تسأل عن الغاية مِن وجودك أنت أيُّها المستكشِف - 00:04:47ضَ
عندما نتكلَّم في أحكامٍ شرعية، فكثيرًا ما يُعتَرَضُ علينا بمقولة: - 00:04:52ضَ
(الإنسان استكشف المريخ، وأنتم لا زلتم تتكلَّمون في هذه الأمور)، - 00:04:57ضَ
بل السُّؤال موجَّهٌ لكم أنتم أيُّها الجاهلون! - 00:05:01ضَ
هل يُعقل أن يستكشف الإنسان القمر والمريخ، - 00:05:04ضَ
ويتكلَّم عن المجرَّات التي تبعد عنَّا مليارات السَّنوات الضوئيَّة، - 00:05:07ضَ
ثمَّ يجهلُ نَفْسَه التي بين جنبيه، والغاية مِن وجودها؟! - 00:05:12ضَ
لكن -إخواني- هذا الجوابُ المتناهي في السَّخافة من دوكينز، - 00:05:16ضَ
هو في الحقيقة منسجمٌ مع النَّظرة الإلحاديَّة الماديَّة البحتة؛ - 00:05:19ضَ
فالصُّدفة العشوائيَّة لا تفعل شيئًا لغايةٍ، - 00:05:23ضَ
والعلم التَّجريبيُّ هو بالفعلِ لا يستطيع معرفة الغاية مِن الحياة - 00:05:26ضَ
لكن، بدلًا مِن أن يعترف الملحدون بأنَّ هذا يدُّل على قصور النَّظرة الماديَّة البحتة، - 00:05:31ضَ
فإنَّهم يستنتجون أنَّ سؤالَ: (لماذا نحن هنا؟) - 00:05:36ضَ
سؤالٌ سخيفٌ؛ لأنَّ مادِّيَّتهم لا تجيب عنه! - 00:05:40ضَ
لا تستغرب بعد ذلك أن يقول دوكينز: - 00:05:43ضَ
"الكون كما نشاهده يتمَّتعُ بالخصائص الَّتي نتوقَّعها تمامًا، - 00:05:46ضَ
إن كان في حقيقته بلا تصميمٍ، بلا غايةٍ، بلا شرٍ ولا خيرٍ، - 00:05:50ضَ
لا شيءَ سوى قسوةٍ عمياءَ لا مُباليةً" - 00:05:55ضَ
إذن، هذا أسلوبٌ يختاره بعض الملحدين في التَّعامل مع الشُّعور بالغائيَّة: - 00:05:59ضَ
تَسْخيفُ هذا الشُّعور الفطريِّ - 00:06:03ضَ
بينما يقول لك البعض الآخر: نعم، على المستوى النَّظريِّ، - 00:06:06ضَ
فالحياة ليس لها هدفٌ حقيقيٌّ ولا معنى، - 00:06:09ضَ
لكِنَّنا، لا يمكننا العيش وفق هذه الرُّؤية النظريَّة، - 00:06:12ضَ
فعلينا أنْ نسعى إلى تخليقِ المعنى، أيْ: لنُوهِم أنفسنا أنَّ هناك غايةً - 00:06:16ضَ
حتَّى نستطيع العيش - 00:06:22ضَ
وتجدُ مثل هذا المعنى في فرعٍ فلسفيٍّ يسمَّى (العَدَميَّة الوُجوديَّة) - 00:06:23ضَ
قد يَخدعُ الإنسان نفسه فترةً من الزَّمن لكن، ماذا بعد ذلك؟ - 00:06:28ضَ
ماذا اختار بعضهم بديلًا عن هذه المهمَّة الصَّعبة؟ - 00:06:32ضَ
مهمَّة إيهام النَّفس بأنَّ للحياة غايةً، وهي لا تؤمن بما بعد الموت؟ - 00:06:36ضَ
يجيبك أحد أكبر مُخرِجي الأفلام الأمريكيَّة، الملحد وودي آلن "Woody Allen" - 00:06:41ضَ
تعالوا نرَ ماذا يقول: - 00:06:45ضَ
[وبالتالي فإنَّ الشيء الوحيد الذي يمكن أنْ تفعله كفنَّان حيال هذا الأمر - 00:06:48ضَ
هو أنْ تحاول أنْ تُقنع نفسك أنَّ الحياة جديرة بالعيش ولها معنى، - 00:06:55ضَ
ولكن لا يمكنك فعل ذلك إلا عن طريق خداعهم، فالحياة في النهاية ليس لها معنى بالفعل، - 00:07:09ضَ
نحن نعيش حياةً لا معنى لها في كونٍ عشوائيٍّ، - 00:07:18ضَ
ولذلك فهي مهمَّةٌ صعبةٌ جدًا أن تقنع الناس بأنَّ الحياة جديرةٌ بالعيش، - 00:07:23ضَ
وبالتالي أرى أنَّ الطريقة الوحيدة الممكنة للتعامل مع الأمر - 00:07:30ضَ
هي إلهاءُ وتشتيتُ الناس، فأنا أُشغِل نفسي بهذا، - 00:07:38ضَ
فصناعة الأفلام إلهاءٌ رائعٌ، - 00:07:47ضَ
وهذا ما تفعله تلك الممثلات أيضًا فهنَّ منشغلات بطريقة أدائهنَّ - 00:07:51ضَ
لشخصيات الفلم، ولولا ذلك: - 00:07:55ضَ
لكُنَّ في منازلهنَّ أو على الشاطئ يتساءلن: ما معنى الحياة؟ - 00:07:59ضَ
سوف أتقدَّم بالسنِّ وسأموت، ماذا سأفعل إذا مات مَن أُحبُّهم؟ - 00:08:06ضَ
ولذلك فإنَّ الأمر الوحيد الذي يمكن أن تفعله هو أن تلهي نفسك، - 00:08:15ضَ
حتى تقضي بعض اللحظات وحتى لا تواجه حقيقة الحياة، - 00:08:21ضَ
ولذلك يجب أن نُلهي أنفسنا ونشتِّتها] - 00:08:25ضَ
إذن، فهو يقول بأنَّ الإعلام يُخادع الناس، - 00:08:30ضَ
ويوهمهم أنَّ لحياتهم معنى مع أنَّها عديمة المعنى في الحقيقة، - 00:08:33ضَ
وأنَّ أفضل وسيلةٍ هي تشتيتُ النَّاس، وإلهاؤهم، حتَّى لا يسألوا أنفسهم عن معنى الحياة، - 00:08:37ضَ
ولا يواجهوا الحقيقة المُرَّة: أنَّه لا معنى لها، وأنَّ عليك أن تبقى تُلهي نفسك وتشتِّتُها؛ - 00:08:44ضَ
لأنَّك إن جلست مع نفسك قليلًا، فسيهجم عليك سؤال: ما مصيري بعد الموت؟ - 00:08:50ضَ
تذكَّر كلماتِه هذه وأنت تقرأ قوله تعالى: - 00:08:55ضَ
﴿وَلَا تَكُونُوا كَاَلذِّين نَسُوا اَللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ [القرآن59: 19] - 00:08:58ضَ
نسوا الله فأنساهم الغايةَ مِن خَلْقهم، وأنساهم العمل لما ينفعهم، - 00:09:03ضَ
واهتمُّوا بكل شيءٍ إلَّا بأنفسهم الَّتي بين جنبيهم، - 00:09:07ضَ
أسلوبٌ آخر للالتفاف على الشَّعور بالغائيَّة - 00:09:12ضَ
هو ما اتَّبعه البروفيسور الملحد - 00:09:16ضَ
لورانس كراوس "Lawrence Krauss"، - 00:09:17ضَ
كراوس هذا، نشر قبل شهورٍ كتاب - 00:09:18ضَ
(أعظم قصَّةٍ رويت حتَّى الآن: لماذا نحن هنا؟)، - 00:09:21ضَ
ويا للمفارقة بين العنوان والمضمون! - 00:09:24ضَ
فالكتاب هو محاولةٌ لتسهيل فكرة العَدَميَّة على الملحدين، - 00:09:27ضَ
محاولةٌ لتخفيف ألم سؤال الغاية من الوجود والمصير بعد الموت - 00:09:31ضَ
ألقى كراوس محاضرةً في جامعة كونواي "conway" بنفس مضامين الكتاب، - 00:09:36ضَ
وبعد أن شرح دقَّة القوانين الَّتي تحكم الكون، دقَّةً مذهلةً، - 00:09:40ضَ
قال: "العالَم الذي نتواجد فيه، استثنائيٌ جدًا، لكنَّه صدفةٌ"، - 00:09:44ضَ
ثمَّ ماذا استنتج كراوس في النِّهاية؟ تعالوا نرَ... - 00:09:50ضَ
[الكون ليس مجرَّدَ وهمٍ بل صدفةُ، ولا سببَ لوجودنا، - 00:09:54ضَ
لم يتمَّ تصميم الكون لوجودنا بأيَّة طريقة يمكن أنْ نراها، - 00:10:01ضَ
بل ويمكن أن يتلاشى هذا الوجود - 00:10:04ضَ
وهذا هو الجمال في الموضوع لأنَّه يعني أنَّنا محظوظون جدًا لأنَّنا هنا، - 00:10:06ضَ
وقد تطوَّرت لنا عقولٌ يمكنها التفكير بهذا ويمكنها الاستمتاع، - 00:10:10ضَ
وبالتالي فبدلَا من أن نشعر بالإحباط من ذلك، عليكم أن تستمتعوا باللحظة العَارِضَة] - 00:10:13ضَ
إذن، يقول لك لا تشعر بالإحباط مِن كونِ حياتنا بلا معنى، - 00:10:19ضَ
بل استمتع بهذه الصُّدفة، الَّتي أتت بك إلى الكون! - 00:10:23ضَ
كلُّ هذه محاولاتٌ للالتفاف على هذا الشعور بالغائيَّة؛ لأنَّه شعورٌ فطريٌّ عميقٌ، - 00:10:26ضَ
يجفِّف القلب، بحيث لا يرويه إلَّا ماء الوحي النَّقيُّ، - 00:10:33ضَ
كلُّ هذه حيلٌ نفسيَّةُ يخدع الملحدون بها أنفسهم، - 00:10:37ضَ
وَهُمُ الَّذين يقولون عن المؤمنين بوجود الله، أنَّهم يخدعون أنفسهم - 00:10:41ضَ
الملحد الفرنسي الشَّرِس جان بول سارتر "Jean-Paul Sartre" - 00:10:46ضَ
لم يتحمَّل الاستمرار في هذه المخادعة، - 00:10:49ضَ
وبعد سنواتٍ طويلةٍ أمضاها في محاربة مبدأ وجود الله، - 00:10:52ضَ
علا صوت فطرته وشعوره بالغائيَّة فقال: - 00:10:56ضَ
"لا أشعر أنِّي وليد الصُّدفة، نقطةٌ من التُّراب في هذا الكون، - 00:10:59ضَ
بل أرى نفسي شخصًا محسوبًا حسابُه، معَدًّا لغاية، سَبق تقديرُه - 00:11:03ضَ
باختصارٍ، كائنًا لا يمكن أنْ يُوجده في هذه الحياة إلَّا خالقٌ، - 00:11:09ضَ
وإنَّ ما أعنيه باليد الخالقة هو الإله"، - 00:11:13ضَ
ثُّم ترك سارتر إلحاده واعترف بوجود الله لكن، للأسف على غير ملَّة الإسلام - 00:11:17ضَ
نعود فنقول: أسئلة الشُّعور بالغائيَّة ضاغطةُ، ومواجهتها مؤلمةٌ جدًا للملحد، - 00:11:22ضَ
فالإنسان بلا غايةٍ يصبح تافهًا بلا قيمةٍ، - 00:11:28ضَ
وما أصعب أن تشعر بأنَّك تافهٌ! - 00:11:31ضَ
الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking"، - 00:11:34ضَ
القائل -كما ذكرنا مِن قبل-: - 00:11:35ضَ
"الجنس البشري هو مجرَّد وسَخٍ كيميائيٍّ، موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم"، - 00:11:37ضَ
هو أيضًا القائل في نفس السِّياق: - 00:11:42ضَ
"إنَّنا عديمو الأهميَّة تمامًا، - 00:11:45ضَ
بحيثُ لا يمكنني أن أُصدِّق أنَّ هذا الكون كُلَّه موجودٌ مِن أجلنا" - 00:11:47ضَ
كذلك تجد في مواقع الملحدين كلامًا نصُّه الحرفيُّ: - 00:11:52ضَ
"صورتنا الجديدة عن علم الكون تخبرنا أنَّنا أَتْفَه ممَّا كنَّا نتصوَّر في الكون، - 00:11:56ضَ
ليست لنا قيمةٌ على الإطلاق، - 00:12:02ضَ
فلماذا سيكون هكذا كونٌ -نحن فيه عديمو الأهمية لهذه الدرجة- قد خُلِقَ لأجلنا؟! - 00:12:04ضَ
في التَّصوُّر الإسلامي، نحن مخلوقون لغايةٍ عظيمة: - 00:12:11ضَ
عبادةِ الله تعالى، وتكوين علاقة المحبَّة بيننا وبينه، - 00:12:14ضَ
وأن تَظهر فينا آثار صفاته، آثار كرمه، - 00:12:19ضَ
وإنعامه، ورحمته، وعفوه، وهدايته وإحسانه، - 00:12:22ضَ
فغايةٌ كهذه تستحقُّ تسخير الكون لصالح مَن كُلِّفَ بها - 00:12:26ضَ
قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ﴾ [القرآن 45: 13] - 00:12:30ضَ
بينما الملحدون يقولون لك: - 00:12:35ضَ
"لا، بل نحن أحقر وأحطُّ مِن ذلك"، - 00:12:37ضَ
ومع ذلك، يعتقد البعض أنَّ الإلحاد يحترم الإنسان - 00:12:40ضَ
لسانُ حالِ الملحدين يقول: غايُتنا في الحياة، أنْ نُقنع النَّاس بأنَّه لا غاية للحياة! - 00:12:44ضَ
الإنسان في ظِلِّ الإلحاد وسَخٌ كيميائيٌّ، تافهٌ، - 00:12:50ضَ
لا يستحقُّ أن يوجد الكون مِن أجله، أصوله حيوانيَّةٌ مُنحَطَّةٌ، - 00:12:53ضَ
عقله مشكوكٌ في مصداقيَّته -كما بيَّنَّا-، - 00:12:57ضَ
حياته بلا معنى، بلا أخلاقٍ مطلقةٍ، بلا غايةٍ، - 00:13:00ضَ
بَل مجرَّد تساؤله عن الغاية والمصير تساؤلٌ تافه - 00:13:03ضَ
ومَن قال بغير ذلك من الملحدين فإنَّه يخالف إلحادَه، ولا ينسجم مع نفسه، - 00:13:07ضَ
ومع ذلك، يعتقد البعض أنَّ الإلحاد يحترم العقل والإنسان! - 00:13:13ضَ
فالحمد لله الَّذي كرَّمنا بمقام العبوديَّة له، - 00:13:18ضَ
ولم يجعلنا مِن المُهَانين الَّذين امتنعوا عن هذا المقام، - 00:13:21ضَ
فأهانوا أنفسَهم بأنفسِهم - 00:13:25ضَ
﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [القرآن22: 18] - 00:13:28ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:13:30ضَ