السلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00
هل المطلوب من المرأة أن تعمل شغالة عند زوجها وأولادها؟! - 00:00:01
هل تحاولون أن تضحكوا علينا بعبارة مربية الأجيال؛ - 00:00:05
لتزيّنوا لنا بها العمل شغالةً في البيت؟! - 00:00:09
هل المطلوب مني -بصفتي امرأة- أن أحترق لأنير الدرب للآخرين زوجًا كانوا أو أولادا؟! - 00:00:12
هل يَطلب الإسلام مني أن تتحول حياتي إلى طبيخٍ وغسيلٍ وجليٍ وتنظيفٍ - 00:00:18
بما يستنفد ساعات نهاري وقوة جسدي لحد الإنهاك، - 00:00:22
ثم لا أجدَ وقتًا لتثقيف نفسي والتفاعلَ مع مجتمعي، - 00:00:26
بل وربما حتى لإتقان عبادتي؟! - 00:00:30
هل مطلوب مني أن أطبُخ كلَّ يوم لزوجي وأولادي، - 00:00:33
بحيث إذا وضعت لهم خبزًا ولبنًا فمن حق الزوج أن يقول لي: - 00:00:36
قَصَّرْتِ في عملك؟! - 00:00:41
هل يحق لزوجي أن يستعليَ على خِدمة البيت، - 00:00:42
ويَعُدَّ جَلْيَ صحنه أو تنظيف ثوبه أو ترتيب ملابسه منافيًا لرجولته، - 00:00:45
ثم يلومَني إذا لم أقم بهذا كلِّه وراءَه؟! - 00:00:51
هل يحق لأولادي وبناتي الصِّغار -فضلًا عن الكبار- - 00:00:54
أن يعيشوا لشهواتهم ولهوهم ولعبهم ويُحْدِثوا الفوضى وقلةَ التَّرتيب في البيت - 00:00:57
وأنا أخدم الجميع؟! - 00:01:03
هل المطلوب من الفتاة أن تخْدم إخوانها؛ لمجرّد أنها أنثى وهم ذكور؟! - 00:01:04
هل يجب على المرأة خدمة أهل زوجها؟ - 00:01:10
هل هناك حالات يَحْرُم على المرأة فيها خدمةُ زوجها وأولادها؟ - 00:01:13
إذا ضاقت الحالة المادية للأسرة واحتاجت المرأة إلى العمل لتساعد الزوج، - 00:01:17
ألا يحمّله ذلك مسؤولية أكبر في المشاركة في أعمال البيت، - 00:01:22
أم من حقه أن يقول لها: هذه مشكلتك، دبِّري حالَك! - 00:01:27
ويتوقعَ منها أن تؤدّي الأدوار كلَّها ولو على حساب صحَّتها وحقِّ نفسِها؟! - 00:01:30
الكلام الذي سنقوله اليوم -أيها الكرام- هو بمقام فك الاشتباك في العلاقات الأسرية، - 00:01:36
﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ (16) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [القرآن 39: 17-18]، - 00:01:42
نبشرهم بأن هذه الكلمة ستكون مريحةً لقلوبهم - 00:01:47
ومساعِدةً على سَير مركب الأسرة بهناء بإذن الله. - 00:01:50
لسنا هنا اليومَ لنجمِّلَ لكِ عمل البيت -على ما هو عليه- حتى نُقنعكِ به، - 00:01:54
بل سنقول لك: وَضْعُ بيوت المسلمين اليوم مشوَّه حقًّا وغيرُ مُرضٍ، - 00:02:00
فتعالَي نرَى الأسباب؛ لنتعاون على إصلاح بيوتنا. - 00:02:06
- بداية القصة: خلق الله الخلق لغاية، إن عملوا لها فالحياةُ الطَّيبة، - 00:02:10
وإن عكسوها فالمعيشةُ الضَّنك. - 00:02:15
لو سألتَ أيَّ مسلمٍ: لماذا خلقك الله؟ فسيجيبك: للعبادة، وسيتلو عليك: - 00:02:18
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [القرآن 51: 56]، - 00:02:24
لكن عامة المسلمين إذا سمع (عبادة) تصوَّر سجَّادة الصَّلاة والمِسْبَحَة، - 00:02:28
ولم يفكّر في مفهوم العبادة الشامل الذي يجب أن تَنشأ عليه الأُسَر. - 00:02:33
العبوديَّة لله هي حبل من الله - 00:02:38
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [القرآن 3: 103] - 00:02:41
فإن اعتصمنا بهذا الحبل ترتَّبت الأدوار والأولويات والعلاقات - 00:02:45
وعمل الجميع بانسجام، كالمغناطيس الذي تترتب القِطَع المعدنيَّة تجاهه. - 00:02:50
تنشأ المشكلات عندما يضيع هذا الهدف، فتختلط معه الأولويات والأدوار؛ - 00:02:56
وتضيع البوصلة العظمى المشتركة، فيصبح لكلٍّ بوصلتُه. - 00:03:01
يقول الرجل: أريد إثبات ذاتي. طبِيعيٌّ جِدًّا أن تسأل المرأةٌ حينئذٍ: حسنًا، وذاتي؟ - 00:03:06
- أريد تلبية رغباتي = حسنًا، ورغباتي؟ - 00:03:11
فتختلفُ الأهواء، وتَدِبُّ الفُرقة والنِّزاع والتَّهتُّك الأُسَري. - 00:03:15
بداية التآلف هي بالاجتماع على العبوديّة بمفهومها الشامل، - 00:03:20
والعبوديةُ بمفهومها الشامل تعني: كلَّ ما يحبُّه الله من الأفعال والأقوال والمعاني القلبية؛ - 00:03:25
أن نحتكمَ في أمرنا كلِّه لله، ونُقِيمَ شرعَه في حياتنا، - 00:03:32
ونتعلمَ العلم لنتلمَّس مرادَه ورضاه سبحانه، - 00:03:36
أن ننظرَ في آيات الله الكونيَّة، ونتعلمَ العلوم الطَبيعيَّة ونُتْقنَها - 00:03:40
ونحققَ الكفاية لأمتنا ونعملَ على إعزازها، - 00:03:44
﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [القرآن 11: 61]. - 00:03:48
بناءُ الأمة اقتصاديا وصناعيا وتقنيا، معالجةُ مشكلة الفقر، الإعلامُ الهادف، - 00:03:51
ابتكارُ العلاجات لاستنقاذ الأرواح - 00:03:56
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [القرآن 5: 32]، - 00:03:58
استعادة موازين القوى لأهل الحق، - 00:04:01
عَرْضُ الدين الحق للبشريَّة ومنعُ الافتراء عليه - 00:04:04
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ... - 00:04:07
...وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [القرآن 2: 143]، - 00:04:12
أن نُعلِّم أبناءنا وننَشّئَ فيهم نفوسًا سويَّة عزيزة قوية متميزة الهوية بصيرة بالغايات، - 00:04:14
أن نعمل على الدفاع عن المظلومين في الأرض واستنقاذ البشرية من استعباد النِّظام الدَّولي - 00:04:22
﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ... - 00:04:28
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 22: 41]، - 00:04:32
أن تكون هذه الأهداف العظمى نُصْبَ أعينِنا ونبرمجَ أوقاتَنا وأهدافَنا المرحلية على أساسها، - 00:04:35
أرجلُنا على الأرض وعيونُنا تتطلع إلى السماء، - 00:04:41
نتنسَّمُ ريح الجنة، - 00:04:45
فإذا فترت همَّتنا نظرنا إلى هذه الأهداف، فأشعلت فينا الحماس من جديد. - 00:04:47
هذه هي العبودية بمفهومها الشَّامل، وهي رحمة من الله بعباده، - 00:04:51
«يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» [صحيح مسلم] - 00:04:57
﴿منِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾ [القرآن 17: 15] - 00:05:03
العبوديَّة لله حبلٌ من الله، ينقذهم به أن تتحول سكينة الأسرة إلى شقاء، - 00:05:06
ويتحولَ البنون -الذين يفترض أنهم زينة الحياة الدنيا- إلى عذاب - 00:05:13
إذا فهمنا هذه المقدمة -يا كرام- عرفنا سبب المشكلة - 00:05:19
وعرفنا الحل وعرفنا الإجابة عن كثير من الأسئلة. - 00:05:24
أيُّ تناول لموضوع عمل المرأة في البيت -بل ولأدوارها عمومًا- - 00:05:28
إذا لم يأخذ هذه المقدّمة بعين الاعتبار - 00:05:32
فإنه سيكون تناولًا قاصرًا قد يسيء أكثر مما يحسن، - 00:05:35
مثلَ السؤال التقليدي المعروف: هل يجب على المرأة القيام بحاجات زوجها وأولادها - 00:05:40
كالطبخ وتنظيف البيت وغسل الملابس وغيره؟ - 00:05:47
والذي نفعله عادةً في الجواب عن هذا السؤال هو أننا نبدأ بطرح الخلاف الفقهي، - 00:05:50
وبأقوال الشافعي وأبي حنيفة وأحمد ومالك وترجيحات من بعدهم من العلماء. - 00:05:55
لحظة! أَتِمَّ السؤال: هل يجب على المرأة خدمة زوجها الذي يمضي وقته في قضاء رغباته، - 00:06:01
ويتعالى على القيام بشيء من مهنة البيت، - 00:06:08
ويظن أن له حق الخدمة -استحقاقًا مطلقًا- لأنه الرجل وهي المرأة؟ - 00:06:11
هل يجب على المرأة خدمة أولادها الذين يعيشون لاهتمامات تافهة، - 00:06:17
يأكلون ويشربون ويمضون الساعات على الـPlaystation أو الأفلام، - 00:06:22
ويعتبرون أن على أمهم خدمتهم أثناء ذلك، وأن هذا من لوازم حنان الأمومة وتضحيتها؟ - 00:06:27
الجواب عن هذه الأسئلة وبكل وضوح: لا وألف لا، - 00:06:34
والخوض في الخلاف الفقهي قبل تحديد الصورة المسؤول عنها - 00:06:38
يعطي الانطباع بأنّ مِنْ فقهاء الأمة المتَّفَق على إمامتهم - 00:06:42
مَنْ يَقبلُ بهذه الصورة المشوَّهة، - 00:06:47
وهُم أَجَلُّ وأرفع من أن يَقبَلوا بها، - 00:06:49
لذلك -يا كرام- فانتزاع الفتاوى من واقعها الذي صدرت فيه - 00:06:51
وتركيبُها على واقعنا المشوَّهِ - 00:06:56
هو من الجهل وليس من الفقه في شيء. - 00:06:58
في المقابل إذا سألتِ: هل يجب على المرأة القيام بمهنة البيت لتكون ظهْرًا وسنَدًا - 00:07:01
لزوج منهمك في العمل لتهيئة العيش الكريم لها ولأبنائها؟ - 00:07:08
زوجٍ يريد أن يكفيَها ويُعفَّها مواجهًا بذلك قوى العالم - 00:07:13
التي تريد أن تقطع صلتها بأوليائها وَتزُجَّ بها في أجْواء مسعورة؛ - 00:07:17
لتعاني ما تعانيه المرأة الغربية من ضياع وإهدار لكرامتها وشرفها - 00:07:22
تحت عناوين (التّمكين الاقتصادي للمرأة) كما رأينا - 00:07:28
هل يجب عليها القيام بمهنة البيت بصفتها جزءًا من فريق يعمل لهدف عظيم، - 00:07:31
مستعينة في ذلك بأولادها الذين ربتهم على تحمل المسؤولية وخدمة أنفسهم وبر والديهم، - 00:07:37
ويعينها زوجها الذي لا يترفع عن عمل البيت ولا يستكبر؟ - 00:07:45
إذا طرحتِ السؤال بهذه الطريقة فلن تنتظري الجواب، - 00:07:49
بل ستجيبين نفسك بنفسك. - 00:07:53
وكلا السؤالين بدأ بـ (هل على المرأة القيام بمهنة البيت)، - 00:07:56
وشتّان بين الحالين، - 00:08:01
وبذلك تفهمين لماذا لم يكن عمل المرأة في مهنة البيت محلَ خلافٍ عام في القرون الفاضلة، - 00:08:03
وكان الرأي الفقهي موجودًا بأن مهنة البيت ليست من عقد الزوجية، - 00:08:11
ومع ذلك لم يكن يسبب إشكالية، - 00:08:16
كانت المرأة تشعر باللذة وهي تسند زوجها وترعى بيتها؛ - 00:08:18
فيخرج ابنها عالمًا أو قائدًا أو مجاهدًا، وتشعر أنها أنجزت وحققت ووهبت للأمة، - 00:08:23
وتستمتع فطريًا بهذا العمل، وما كان يتصور -في ظِل وجود الهدف المشترك- - 00:08:30
أن تقول المرأة: لا أريد أن أعمل شيئًا في البيت؛ - 00:08:35
لأنها بذلك كأنها تقول: لا أريد أن أعيش لغاية - 00:08:38
بل أريد أن أعيش لشهواتي وأهوائي، أو أريد أن أحقق إنجازات أخرى، - 00:08:42
وأترك إسناد زوجي وأولادي الذين يعملون لأهداف عظيمة. - 00:08:47
ما أصبح عمل البيت مشكلةً ومحلَّ نِزاع إلا لما ضاع الهدف العظيم المشترك، - 00:08:51
واضْمحَلَّ معنى العبودية في حياة الأسرة. - 00:08:57
قد تقولين: حسنًا، كلامك جميل، لكنَّ زوجي ليس كما وصفتَ ولا أولادي. - 00:09:00
دوركِ أنتِ يا مسلمة- حتى لا تكوني مجرد شغالة- - 00:09:05
أن تختاري ابتداءً الزوجَ الذي يشاركك هذه الأهداف، - 00:09:09
وإن كنتِ متزوجةً فأن تعيدي إحياء الهدف للجميع. - 00:09:13
النساء معروفات بقدرة فائقة على تحقيق الأهداف التي يضعنها نصب أعينهن، - 00:09:17
بكثرة الحديث عنها والتركيز عليها: - 00:09:23
تُريدُ ثيابا جديدة، قطعة أثاث جديدة… - 00:09:25
تصوري عندما يكون هدفك إحياءَ الأهداف الصحيحة للأسرة من جديد، - 00:09:28
ويكونَ عندك صبر وطولُ نَفَس في تحقيق هذه الأهداف. - 00:09:33
حسنًا، لم تجدي تجاوبًا من الزوج أو من الأولاد - 00:09:37
ويريدونك بالفعل مجرد شغَّالة، - 00:09:41
تخدمينهم وهم عاكفون على أهوائهم أو لديهم متطلَّباتٌ استهلاكيّةٌ عالية، - 00:09:44
أو زوجك يكلِّفك بخدمة أهله، - 00:09:49
لا على سبيل حسن العشرة وبذل المعروف والإحسان؛ - 00:09:52
بل على وجه الإلزام وكأنه من واجباتك، - 00:09:55
هنا لا يفرض الله عليك أن تقبلي بأداء تلك الأعمال؛ - 00:09:58
بل ويَلزَمُك الحزمُ مع الأبناء لصالحك وصالحهم، - 00:10:02
وقد تصبرين على زوجك راجيةً بذلك الثواب وحسنَ العاقبة، وأن يثمر معروفك في أخلاقه، - 00:10:06
وأنت مع ذلك قائمة بالأساسيات التي تكلمنا عنها - 00:10:13
من حقّ نفسك وحقّ ربّك عليك، - 00:10:16
لا يمنعُك الشرع من ذلك ما دام باختيارك ورضاك. - 00:10:19
وفي المقابل: إذا أصبحتِ تَُحمَّلين فوق طاقتك، - 00:10:22
وأصبح أداؤك لهذه الأعمال يضُرُّ بجسمك أو يؤذي نفسَك، - 00:10:26
بل وقد يُفسد عليك أداء ما أوجبه الله عليك كصلاتكِ وطلبِك للعلم الواجب عليك، - 00:10:30
هل نقول لك حينئذ: لا بأس، اصبري وضحِّي وكوني شمعةً تحترق لتنير الدَّرب للآخرين؟ - 00:10:36
لا، بل لا يجوز لك ذلك، - 00:10:44
ونعود هنا لترتيب الأولويات الذي تكلمنا عنه في حلقة (البحث عن الذَّات)، - 00:10:46
فنفسك أولى الأولويات، وهي أول ما تحاسبين عليه؛ - 00:10:52
﴿عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ [القرآن 5: 105]، - 00:10:57
﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [القرآن 66: 6] - 00:10:59
نفسُكِ أولا، لا يجوز لك أن تهلكي نفسكِ - 00:11:02
وتقصري في الأساسيات التي أوجبها الله عليك لرفاهية غيرك، - 00:11:06
ولو بدافع الأمومة؛ - 00:11:11
فهذا لن ينفعك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه؛ - 00:11:12
لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، - 00:11:20
فأنت وزوجك وأولادكما وحياتكم ملك لله رب العالمين، - 00:11:24
لستِ مِلكًا لأحد ليستهلك صحتك الجسديَّة أو النّفسيّة، - 00:11:30
أو يقتحم دائرة نجاحك في الأساسيات من أجل رفاهياته أو لرفض تحمّل مسئولياته. - 00:11:35
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: - 00:11:41
«إنما الطاعة في المعروف» - 00:11:46
- لكنْ -يا أخي- أحيانا لا خيار، ليس بإرادتي، يُجبِرُني زوجٌ قاسٍ على ذلك إجبارًا، - 00:11:50
وأهلي لا يكترثون بي، ولا ينصفونني إذا لجأت إليهم. - 00:11:55
أها، عليك أن تعرفي حينئذ أن هذا ظلم النّاس لك؛ - 00:12:00
لا أن الشّريعة هي التي ظلمتك، - 00:12:03
يقينك بذلك هو بداية الحل. - 00:12:06
حينما تكون الشريعة بظهرك تستندين إليها وتخاطبين بها أهلك وزوجك: أن تعالوا! - 00:12:08
أنا وأنتم مسلمون، فتعالوا إذن نرى حكم الله بيننا. - 00:12:13
ثم تتخذين قراراتك وتدرسين خياراتكِ على أساس تجاوبهم مع ذلك وقدرتِك على التَّحمل، - 00:12:17
وأنت في هذا كله مستعينةٌ بربك -سبحانه- تحسنين الظَّنَّ به وبحكمته ورحمته وعدله. - 00:12:24
عمل البيت على وضعه الحاليِّ اليومَ -في كثير من الأُسَر- ثقيل مُنَفِّر حقًّا، - 00:12:31
لسنا هنا لنزيّنه لك، ولا لنضع حمله عليك؛ - 00:12:37
بل لنرى مشكلاته ونعملَ على إصلاحها ونوزِّعَ أدوارَها - 00:12:42
يمكن أن نلخِّص أسبابَ تحوُّلِ مهنة البيت إلى مشكلة في خمسة أسباب: - 00:12:47
1. أولا، غيابُ الهدف العظيم المشترك. وهذا نتج عنه: - 00:12:51
2. تقصير الوالدين في تربية الأولاد على معاني البرّ، - 00:12:56
والعمل لغاية، والتَّخفُّف من الدّنيا. - 00:13:00
وهذا نتج عنه: - 00:13:03
3. أن يعيش البيت والأولاد -الذين جفَّت أرواحهم- حياةً مادِّيةً استهلاكيةً كثيرةَ المتطلَّبات. - 00:13:04
4. بالاضافة إلى تَعَالِي الرِّجالِ -في كثير من الأحيان- - 00:13:12
على المشاركة في عمل البيت. - 00:13:16
5. وعدمِ تمييز حدود الفضل والعدل، - 00:13:18
بحيث تُطالَب المرأةُ بأمور الأصلُ أن تكون مخيّرةً في عملها - 00:13:21
على سبيل الفضل والإحسان منها، - 00:13:26
ومع ذلك تُفرض عليها وتُعتبَر مُقَصِّرَة إذا لم تقم بها. - 00:13:28
لكن حَذارِ يا أختي! - 00:13:33
ليس الإسلام هو الذي أوجد هذه المشكلات، بل غيابُ الإسلام. - 00:13:34
فالإسلام، أوجد الأهداف العظمى المشتركة التي تجعل الأب والأم والأولاد - 00:13:38
كلًّا منهم يشارك في عمل البيت بسرور وهناء نفس، - 00:13:44
والإسلام أمر الآباء بإحسان تربية أبنائهم، والأبناءَ ببر والديهم وخدمتهم، - 00:13:48
والإسلام حضَّ على التخفف من الدنيا وعدمِ الاستكثار من الاستهلاكيات - 00:13:54
وما ينتج عنها من متطلبات منزلية، - 00:14:00
والإسلام حض الزوج على المشاركة في عمل البيت، - 00:14:02
والإسلام ميزَّ حدود الفضل والعدل، - 00:14:06
وأعطى المرأة الخيار في قبول أو رفض القيام بأعمال يعتبرها البعض من واجباتها - 00:14:09
وليست كذلك، كما سنرى. - 00:14:16
لما خالفنا الإسلام في هذا كله أصبح عمل البيت ثقيلًا كريهًا، - 00:14:17
وطبيعيٌّ أن لا تجدي نفسك في مثل هذا العمل. - 00:14:23
العجيب في الموضوع أننا ابتعدنا عن الإسلام في حياتنا، - 00:14:26
فنتج عن ذلك علاقات مشوَّهة ومشكلات، - 00:14:30
ثم صار البعضٌ يحاكم الإسلام وكأنه أنتج هذه المشكلات، - 00:14:33
التي ما نتجت إلا عن تغييبه. - 00:14:37
أما الأهداف العظمى فقد تكلمنا عنها، - 00:14:40
والمرأة التي تُحضِّر الأطباق لزوجها وأولادها ليأكلوا، - 00:14:42
وتهيئ لهم جوًّا مريحا نظيفًا، - 00:14:46
سوف تستمتع إذا كان هذا كله في سبيل هدف سامٍ يعمل لأجله الجميع. - 00:14:49
أعرف أسرة طيّبة تعيش لهدف، - 00:14:54
الزّوج دكتور جامعيّ في نظم المعلومات الحاسوبية، - 00:14:57
متقنٌ لعمله، يُحضِّر للأستاذية (Professorship)، - 00:15:01
صاحبُ أبحاثٍ في مجلات عالميَّة، محبوب لطلابه، يعلِّمهم العلم النَّافع، - 00:15:05
ويزرع فيهم القيم الإسلاميَّة، ويسعى -مع هذا كلِّه- على الأرامل والمساكين، - 00:15:10
وزوجته الفاضلة درست -وهي متزوجة منه- علمَ الحديث، - 00:15:16
ونالت درجة الدُّكتوراه في تخصُّصٍ دقيق منه، وأعانها زوجها على ذلك، - 00:15:20
وهما مربِّيان فاضلان كما يظهر في انسجام بيتهما، وأخلاقِ أولادِهما - 00:15:26
ونجاحِهم في الدِّين والدنيا -فيما نحسبهم. - 00:15:31
فيما يُعرف بـ(يوم المرأة العالمي) الماضي، وردَّا على النَّزعة النَّسوية، - 00:15:34
نشرت هذه الدّكتورة الفاضلة مقالًا تقول فيه: - 00:15:39
"في يوم المرأة العالمي: أعترف أنني أحب كوني امرأة، - 00:15:41
فأنا ما زلت أحب أن أرعى أسرتي، وأن أطهو لهم ما يحبونه بقلب سعيد، - 00:15:46
ما زلت أحب أن أعتني ببيتي من تنظيف وغسيل للملابس وطيِّها، - 00:15:51
ما زلت أحب أن أقص أظافر صغيراتي وأن أتابع دروسهن وتحصيلهن العلمي، - 00:15:57
ما زلت أحب تهوية البيت وتعطيره وتلميع الزُّجاج، - 00:16:03
ما زلت أشعر بسعادة عندما أرتب الرفوف وأنسق الألوان، - 00:16:07
ما زلت أحب أن أجمع عائلتي حولي وأن أكون لهم ملاذًا من قسوة هذه الدنيا، - 00:16:11
ما زلت أشعر بالرضا والإنجاز عندما أوفّر لزوجي الهدوء - 00:16:18
لينام وينال قسطًا من الراحة، - 00:16:22
ما زلت أشعر بالسَّكينة عندما يكون زوجي راضيًا عني، - 00:16:25
ما زلت أعشق هذه التفاصيل، فهل أنا طبيعية أم أن سوءًا مَسَّنِي؟ - 00:16:29
كلُّ ما سبق لا يعني أنني لا أعرف حقوقي، - 00:16:34
ولا يعني إطلاقًا أن لا يكون لي إنجازات علمية ومجتمعية" - 00:16:37
وردَّ عليها زوجُها على حسابه على العلن بالثناء والوفاء والامتنان والمودة لها، - 00:16:42
وهو شيء نشجّعه ما دام بأدب؛ - 00:16:49
حتى نشيع النماذج الطيبة في هذا الوقت الذي يشيع فيه نشرُ النماذج السلبية - 00:16:52
وتنفيرُ الشباب والفتيات عن الزواجِ وبناءِ حصن الأسرة. - 00:16:57
محلُّ الشَّاهد -يا كرام- أن الأخت الفاضلة تعمل ضمن مؤسسة الأسرة - 00:17:01
لأهداف مشتركة عظيمة، فتستمتع بأعمال البيت وتجد فيها ذاتها. - 00:17:06
ثاني الأسباب لتحول عمل البيت إلى مشكلة هو: ضعف التَّربية. - 00:17:12
ستكون حلقتنا القادمة عن التربية -بإذن الله، - 00:17:17
لكن نقول هنا فيما يتعلق بعمل البيت: - 00:17:20
من واجب الوالدين أن يساعدا الولد على تحديد الأهداف وبناء الشخصية - 00:17:23
وتحمل المسؤولية ومعرفة الذّات والهوية: أنت مسلم، تطيع الله، تبَرُّ والديك وتعينهما، - 00:17:28
وتبتغي بذلك الأجر والجنة. - 00:17:36
يربيانه على الانشغال بما ينفعه وعدم الالتهاء بالتَّوافه، - 00:17:38
وكلُّ هذه التربية بالفعل والقدوة قبل القول، وهي مسؤوليَّة الوالدين المشتركة. - 00:17:43
هؤلاء الأولاد والبنات سيكونون عونًا لكِ في مهنة البيت، - 00:17:49
رُبُّوا منذ نعومة أظفارهم على تحمُّل المسؤولية، - 00:17:53
ومعرفةِ ما لهم وما عليهم من العناية بأنفسهم ومتعلَّقاتهم، - 00:17:57
لكنَّهم لن يقوموا بهذا الواجب طواعيةً إلا إذا كنت أمًّا مربية متواصلة - 00:18:02
تملئين عليهم حياتهم. - 00:18:09
لا تتوقعي أن تري هذا النوع من الأولاد إن كانوا ربُّوا على يد الشغالة - 00:18:11
أو في الحضانات - 00:18:17
بينما أنت منشغلة عن النجاح في الأساسيات ومنها رعاية الأسرة، - 00:18:18
فالمرأة التي لم تختر أن تكون مربية، هي اختارت بنفسها أن تكون مجرَّد شغّالة، - 00:18:23
خاصة إذا انضم إلى تقصيرها تقصيرُ الزوج. - 00:18:30
الولد الذي لم تغذِّه أمه بغذاء الرُّوح والعقل، - 00:18:34
ولم يجد الإشباع العاطفي منها وضَعُفَ التَّواصل معها، - 00:18:38
بدَلَ أن يشارك في مهمة البيت سيلجأ إلى الأكل الكثير والنوم الكثير - 00:18:42
واتباع أهوائه ورغباته والفيديوهات السَّخيفة، - 00:18:47
ويصبح متطلبا مستهلِكًا وحِمْلًا بدل أن يكون عونًا. - 00:18:51
وهذا يأخذنا إلى المشكلة الثالثة، ألا وهي: الاستكثار من الاستهلاكيات - 00:18:56
والانغماس في الحياة المادية وما ينتج عنها من متطلبات منزلية. - 00:19:02
في صحيح مسلم «يا عائشة هل عندكم شيء، قالت: يا رسول الله، ما عندنا شيء، - 00:19:07
قال: فإني صائم» [أخرجه مسلم]، - 00:19:14
هكذا بكُل يُسر، تسير الحياة بلا وجبة لذلك اليوم، - 00:19:15
ولا تخرب الدُّنيا إذا لم يكن هناك طبيخ جديد، - 00:19:20
بيتٌ تثور فيه مشكلة لأجل طبخة - 00:19:24
عادة ما يكون بيتًا بلا هدف عظيم يعمل لأجله الجميع. - 00:19:27
المشكلة الرَّابعة: تَرَفُّع الزوج عن عمل البيت، - 00:19:31
وركّز هنا على كلمة (تَرفُّع)، - 00:19:35
فما هو أهم من الجهد البدني -الذي يضعه هذا على المرأة- - 00:19:37
هو الأذى النفسي، عندما تحسُّ أن زوجها يرى من حقه أن يرمي أغراضه - 00:19:41
ويستعملَ مرافق البيت، - 00:19:45
ولا يكلفَ نفسه بالمساعدة مطلقًا على اعتبار أنه واجب الزوجة، - 00:19:47
بل نقول لهذا الزوج: - 00:19:52
روى البخاري أن أمنا عائشة -رضي الله عنها- سُئلت: - 00:19:53
«ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ - 00:19:58
قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- - 00:20:01
فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» - 00:20:06
وفي الحديث الآخر قالت عنه -صلى الله عليه وسلم- - 00:20:08
«ما كان إلا بَشَرًا من البَشَرِ، كان يَفْلي ثوبه -أي ينظّف ثوبه- - 00:20:11
ويحلب شاته ويخدِم نفسه» [صحيح البخاري]، - 00:20:16
هذا وهو أعظم رجال العالمين، - 00:20:19
ولن تكون -أيها الزوج- مشغولًا بأعظم مما كان مشغولًا به - 00:20:22
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، - 00:20:27
ولم يفعلها مرة أو مرتين رفعًا للعتب؛ بل كان هذا دأبًا له، - 00:20:29
كان يكون في مهنة أهله، فهو -صلى الله عليه وسلم- القائل: - 00:20:35
«خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» [سنن الترمذي] - 00:20:40
فمهما كنت -أيها الزوج- مشغولًا، قم بما تراه أدنى الأعمال في البيت - 00:20:43
إذا سنحت لك الفرصة؛ تطييبًا لخاطر زوجتك وتعليمًا لأبنائك؛ - 00:20:48
ليعلموا -وتعلم زوجتك- أنك لا تترفع عن هذه الأعمال، - 00:20:52
وإنما المسألة توزيع أدوار ومسؤوليات. - 00:20:57
علّقت إحدى الأخوات على حلقة (البحث عن الذات) قائلة: - 00:21:00
"ما الذي يفرض على المرأة أساسًا أن تكون كل أعمال البيت والأولاد - 00:21:04
بل حتى -أحيانًا- أهلِ الزوج تقعُ على عاتق المرأة؟ - 00:21:09
أوليس البيت والأولاد من مسؤولية المرأة والرجل على حدٍّ سواء؟" - 00:21:12
فنقول -أيتها الكريمة: - 00:21:16
لا يَفرض الشَّرع على المرأة تحمُّلَ كلِّ شيء كما ذكرنا، - 00:21:18
وفي الوقت ذاته لا يصح أن نقول - 00:21:23
إن البيت والأولاد من مسؤولية الزَّوجين على حدٍّ سواء مناصفة، - 00:21:25
بل ﴿وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [القرآن 25: 67]، - 00:21:30
فالأسرة حتى تنشأ وتستمر لها متطلَّبات واحتياجات: - 00:21:33
النفقة، الحماية، المسكن، التربية، مهنة البيت… - 00:21:38
النفقة والحماية والمسكن على الزوج، التربية مسؤولية مشتركة، - 00:21:42
حسنًا، مهنة البيتِ على من؟ خاصة والزوج ينفق ساعات نهاره في واجباته، - 00:21:47
فنقول: لذلك فإنما تؤدي المرأة من أعمال البيت ما تستطيع، - 00:21:53
ويكون الزوج عونا لها فيه، ويؤدِّي لها ما لا تستطيع، - 00:21:58
على وجه تكون فيه المودَّة والسَّكينة والصُّحبة بالمعروف هي المحركَ لكلٍّ منهم. - 00:22:03
ليس من مقصود الشريعة أن تشغل المرأة بمهنة البيت كأنها عمل لازمٌ لها - 00:22:09
-كالصَّلاة والصِّيام- تأثم بتركه، - 00:22:15
إنما من مقصود الشريعة حصولُ الرعاية والعشرة بالمعروف، - 00:22:18
فأنت في ذلك مديرة عمليات، تتابعين سير الأمور داخل البيت - 00:22:21
بنفسك أو من خلال أولادك الذين هم عونٌ لك، - 00:22:26
المهم في المحصِّلة أن تحصِّل الرِّعاية بالحد الأدنى كما ذكرنا، - 00:22:29
لا وَفْق ثقافة الاستهلاك والاستكثار. - 00:22:34
بما سبق تفهمين -أيتها الكريمة- معنى قول جمهور الفقهاء - 00:22:37
أن مهنة المنزل ليست من عقد الزواج، - 00:22:42
فعقد الزواج عندهم على العلاقة الغريزية الحلال بين الزوجين - 00:22:44
وعلى التربية للأولاد إن أنجبا، - 00:22:49
وعقد الزواج عندهم لا يتضمن مهنة البيت كفرض عين عليك أنت بذاتك، - 00:22:52
لكنهم في الوقت ذاته لا يقولون للمرأة: - 00:22:57
فليحصل بعد ذلك للبيت ما يحصل ولا دخل لك به، - 00:23:01
بل يعتبرون النُّصوص العامَّة في طاعة الزَّوج، - 00:23:04
فما كان فيه منفعةٌ للمنزل والأسرة، - 00:23:07
ولا ضرر على المرأة في القيام به ولا حرام، فيصبح من حسن العشرة طاعة الزوج فيه. - 00:23:10
حسنًا، فإذا ضاقت الحالة المادية للأسرة واحتاجت المرأة إلى العمل - 00:23:17
لتساعد الزوج وبإذن -بل وأحيانا بضغط- منه، - 00:23:22
ألا يُحمِّلُه ذلك مسؤولية أكبر في المشاركة في أعمال البيت، - 00:23:26
أم من حقه أن يقول لها: (هذه مشكلتك، دبّري حالك!) - 00:23:31
ويَتوقعَ منها أن تؤدي الأدوار كلها، - 00:23:34
ولو على حساب صحّتها وقيامِها بالأساسيات من حق نفسها؟ - 00:23:37
بل نقول في هذه الحالة: إنه من إحسانها إلى زوجها وبيتها - 00:23:42
إن تحملت جزءًا من النفقة؛ - 00:23:46
لأنه ليس واجبا عليها أن تنفق على بيتها كما ذكرنا، - 00:23:49
فإن فعلت ذلك فهو من تفضلها عليه، - 00:23:53
وعلى الزوج أن يعينها على تحقيق التوازن في حياتها - 00:23:56
بما يمكنها من النجاح في الأساسيات، وأن يقابل إحسانها بالإحسان. - 00:24:01
خامس مشكلات عمل البيت: عدم تمييز حدود الفضل والعدل. - 00:24:06
الزواج والعلاقات الأسرية -أيها الكرام- قائمة في الإسلام على الفضل؛ - 00:24:11
أي: الزِّيادة في العطاء من كل طرف للآخر عن الحد الأدنى الواجب، - 00:24:16
لا على الاكتفاء بالوقوف عند حدود العدل ورفض الزّيادة عليها؛ - 00:24:20
فالإسلام لا يُعَيِّنُ شُرطِيًّا في البيت، ولا محاسبًا ولا قاضيًا ليقول: - 00:24:25
هذا واجبك يا زوج، تعال رتب هنا! - 00:24:30
هذا واجبك يا زوجة، تعالَي اعملي هذا الشَّيء هناك! - 00:24:32
لوائح وقوانين جافةً، - 00:24:35
بل الإسلام يبني البيت على قواعد البر والمودة والرحمة، - 00:24:37
فيتسابق أفراده على خدمة بعضهم البعض. - 00:24:41
لكن -في الوقت ذاته- - 00:24:45
الإسلام دينٌ يعالج الواقع بأدق تفاصيله ومختلف حالاته، - 00:24:47
فيراعي تقلُّباتِ مزاج الإنسان وفتور همته، - 00:24:52
لذلك صحيح أن كلًّا من الزوج والزوجة قد يقوم بأعمال هي فضل، - 00:24:56
لكن من الضروري أن يكون معروفًا لدى الطرفين أن هذا فضل، - 00:25:02
بحيث إذا انسحب منه لظرف ما -كفتور همته، - 00:25:06
أو كأن تُؤَثِّرَ أعمال فضلٍ كانت تقوم بها المرأة أو الرجل - 00:25:10
على النجاح الأساسيِّ في العلاقة مع الله - 00:25:14
أو في إعطاء النفس حقها - فتَوقَّفَ عن القيام بهذا الفضل، - 00:25:17
فإنه لا يُلام ولا تُلام على أنه مقصرٌ أو أنها مقصرة، - 00:25:21
وإذا حصل خلاف بينهما، - 00:25:26
عادا للعدل الذي يحدِّد الحدَّ الأدنى من واجبات كلٍّ منهما تجاه الآخر. - 00:25:28
خدمةُ أهل الزوج هذه من الفضل، إن قامت بها زوجتك فجزاها الله خيرا، - 00:25:33
وإن امتنعت فليس لك أن تغضب ولا تلومَ ولا تتَّهمَها بالتَّقصير؛ - 00:25:39
لأنه ليس واجبَها شرعًا، والشرع حاكم عليك وعليها، - 00:25:45
وإذا غضبت فغضبك غير معتبر، ولا يضرها عند ربها. - 00:25:49
كذلك هل يجب على الفتاة القيام بحاجات إخوانها الذكور؟ - 00:25:54
السؤال ناقص مرة أخرى، - 00:25:58
فإن كانت التّتمة: إخوانِها الذكور الذين يمضون أوقاتهم على الـ Playstation - 00:26:00
و(الأرجيلة) أو متابعةِ المباريات، - 00:26:04
فالجواب قولًا واحدًا: لا وألف لا، - 00:26:07
فالإسلام لم يجعل الأنثى خادمة للذكر لذكورته كما يتصور البعض، - 00:26:10
بل إن كانت هي قائمة بالأولويات وتحقيقِ الأهداف: كطلب العلم النَّافع ورعاية الصِّغار، - 00:26:17
لأصبح السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: (ألا يجب على أخيها المتثاقل عن مسؤولياته... - 00:26:24
ويعيش لشهواته أن يقوم بشؤونها ويكفيها أعمال البيت ويلبي حاجاتها؛... - 00:26:29
لتتمكن هي من أداء أعمالها، وإن كان هو ذا شنب عريض وعريض المنكبين؟) - 00:26:36
وإن كان إخوانها قائمين بما عليهم، وأحبّت أن تكوي لهم ملابسَ أو تُهيِئَّ لهم طعاما - 00:26:42
فهذا من الفضل والإحسان والمعروف الذي يُطلب -إن طُلب منها- فضلًا لا أمرًا، - 00:26:49
دون أن تُكلَف من ذلك بما يشق عليها أو يشغلها عن شأنها الخاص - 00:26:54
من عبادة أو طلب علم أو نحو ذلك، - 00:26:59
وكذلك يطلب من الفتاة أن تعين أمها في رعاية إخوتها الصغار - 00:27:01
الذين يَضيعون إذا لم يتلقوا الرعاية. - 00:27:06
وهكذا تقوم الحياة في الإسلام على الإحسان والبر والفضل، - 00:27:09
فإن حصل الخلاف فالعودة إلى حدود العدل. - 00:27:14
عندما يكون تفضُّلك يؤذيك، - 00:27:17
فإنك تعرفين كيف تَرسُمين الحدود فلا تضيعين، - 00:27:20
فالمرأة ليست مطالَبة أن تتفانى في خدمة الأسرة - 00:27:23
وتغرق في التَّفضل على الزوج والأولاد أو إخوانها - 00:27:28
على حساب نجاحها في علاقتها مع ربها - 00:27:31
وإعطاء نفسها حقها، - 00:27:34
بل «فأعط كل ذي حق حقه» [صحيح البخاري] - 00:27:36
فلا تخرجُ إلى دائرة التَّفضُّل ما لم تُحكم دائرة أداء الواجبات. - 00:27:39
والكلام ذاته نقوله للرجال، - 00:27:44
وكما أن كثيرًّا مما يطلب من المرأة هو أعمال فضل لا توجبها الشريعة عليها، - 00:27:47
فكذلك كثير من نفقات الزوج عليها نفقاتُ فضل لا توجبها الشريعة عليه، - 00:27:53
فكم من امرأة تظن أن من واجب زوجها أن يوفر لها ما يُمَكِّنها من مُجاراة المظاهر - 00:27:59
كما يحصل في المناسبات مثلًا، وليس هذا من واجبه شرعًا، - 00:28:05
ولا يُعتبر مقصِّرًا إن رفضه، - 00:28:09
فإن رضي الزوجان أن تسير حياتهما بالفضل فبها ونعمت، وإن أصَرَّا على العدل، - 00:28:12
فليس من العدل أن يطالَب أحدُهما بالفضل والآخر بالحد الأدنى من العدل، - 00:28:18
وهذا مفتاح مهم لمن يسعى في حل مشكلات الأسر، - 00:28:24
وإذا غُفِل عنه كان سَعْيُه مرفوضًا من أحد الزوجين؛ - 00:28:29
إذ يحس بأنه مظلومٌ أو مظلومة. - 00:28:32
قد تعتب المرأة على زوجها فتتوقف عن أعمال فضل كانت تعملها، - 00:28:35
وقد يفعل هو نفسَ الشيء، وفَهْمُهما لهذا التقسيم والحدود - 00:28:40
يجعل رَدَّة فعل الطرف الآخر أقصاها أن يكف عن الفضل - 00:28:45
الذي كان يتفضل به، - 00:28:49
ولا يقصرَ في واجبات العدل وهو في ذلك غير مسيء ولا لومَ عليه. - 00:28:51
لكن المشكلة أن عدم فَهْمِهما لهذه الحدود يجعل رَدّة الفعل في ترك واجبات العدل، - 00:28:57
فيدخل كلاهما في حلقة مُفرغة من التَّصعيد وفي الفجور في الخصومة. - 00:29:04
إذا فهمنا هذا كلَّه يا كرام، أن الإسلام يقوم على التَّكامل لا الفردية، - 00:29:09
على التَّعاون لا الأنانية، - 00:29:15
وأن الإسلام يجمع القلوب على الهدف الأعظم المشترك - 00:29:17
من تحقيق العبودية لله، ويقيم الحياة الأسرية على الفضل والعدل - 00:29:21
-فإننا سنفهم الوصايا النبوية التي توصي أعضاء الفريق بعضَهم ببعض، - 00:29:27
وتُقَوِّي مؤسسة الأسرة ضد أي غزو خارجي. - 00:29:33
نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: - 00:29:37
«والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها» [صحيح الجامع] - 00:29:41
هو نفسه القائل «استوصوا بالنساء خيرا» [صحيح مسلم]. - 00:29:47
نبينا القائل للمرأة عن زوجها: - 00:29:51
«انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك» [رواه أحمد] - 00:29:54
هو أيضا القائل: «خيركم خيركم لأهله» [سنن الترمذي] - 00:29:58
فجعل معيار الخيرية في الرجال خيريتهم لنسائهم، - 00:30:02
هكذا الإسلام، «إن الله أعطى كل ذي حق حقه» [صحيح الترمذي] - 00:30:06
إذا فهمت هذا كله فستفهمين معنى قول نبيك -صلى الله عليه وسلم: - 00:30:10
«إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» [سنن الترمذي] - 00:30:15
شخص يشترك معكِ في الهدف الأعظم من تحقيق العبودية لله، - 00:30:19
ومن ثَمَّ في الأولوياتِ واحترامِ حدوده فيها وتقاسُمِ الأدوار وتحمُّلِ مسئولياته فيها. - 00:30:23
والشاب سيفهم معنى قول نبينا -صلى الله عليه وسلم: - 00:30:30
«فاظفر بذات الدين تربت يداك» [صحيح البخاري]، - 00:30:34
ذاتِ الدين التي تشاركك هذا كله؛ لتقوم البيوت على أساس صحيح، - 00:30:38
وسنفهمُ معنى﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ... - 00:30:44
...وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [القرآن 24: 54] - 00:30:48
وكذلك معنى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ... - 00:30:51
...لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [القرآن 6: 115]. - 00:30:56
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:31:00
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00
هل المطلوب من المرأة أن تعمل شغالة عند زوجها وأولادها؟! - 00:00:01
هل تحاولون أن تضحكوا علينا بعبارة مربية الأجيال؛ - 00:00:05
لتزيّنوا لنا بها العمل شغالةً في البيت؟! - 00:00:09
هل المطلوب مني -بصفتي امرأة- أن أحترق لأنير الدرب للآخرين زوجًا كانوا أو أولادا؟! - 00:00:12
هل يَطلب الإسلام مني أن تتحول حياتي إلى طبيخٍ وغسيلٍ وجليٍ وتنظيفٍ - 00:00:18
بما يستنفد ساعات نهاري وقوة جسدي لحد الإنهاك، - 00:00:22
ثم لا أجدَ وقتًا لتثقيف نفسي والتفاعلَ مع مجتمعي، - 00:00:26
بل وربما حتى لإتقان عبادتي؟! - 00:00:30
هل مطلوب مني أن أطبُخ كلَّ يوم لزوجي وأولادي، - 00:00:33
بحيث إذا وضعت لهم خبزًا ولبنًا فمن حق الزوج أن يقول لي: - 00:00:36
قَصَّرْتِ في عملك؟! - 00:00:41
هل يحق لزوجي أن يستعليَ على خِدمة البيت، - 00:00:42
ويَعُدَّ جَلْيَ صحنه أو تنظيف ثوبه أو ترتيب ملابسه منافيًا لرجولته، - 00:00:45
ثم يلومَني إذا لم أقم بهذا كلِّه وراءَه؟! - 00:00:51
هل يحق لأولادي وبناتي الصِّغار -فضلًا عن الكبار- - 00:00:54
أن يعيشوا لشهواتهم ولهوهم ولعبهم ويُحْدِثوا الفوضى وقلةَ التَّرتيب في البيت - 00:00:57
وأنا أخدم الجميع؟! - 00:01:03
هل المطلوب من الفتاة أن تخْدم إخوانها؛ لمجرّد أنها أنثى وهم ذكور؟! - 00:01:04
هل يجب على المرأة خدمة أهل زوجها؟ - 00:01:10
هل هناك حالات يَحْرُم على المرأة فيها خدمةُ زوجها وأولادها؟ - 00:01:13
إذا ضاقت الحالة المادية للأسرة واحتاجت المرأة إلى العمل لتساعد الزوج، - 00:01:17
ألا يحمّله ذلك مسؤولية أكبر في المشاركة في أعمال البيت، - 00:01:22
أم من حقه أن يقول لها: هذه مشكلتك، دبِّري حالَك! - 00:01:27
ويتوقعَ منها أن تؤدّي الأدوار كلَّها ولو على حساب صحَّتها وحقِّ نفسِها؟! - 00:01:30
الكلام الذي سنقوله اليوم -أيها الكرام- هو بمقام فك الاشتباك في العلاقات الأسرية، - 00:01:36
﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ (16) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [القرآن 39: 17-18]، - 00:01:42
نبشرهم بأن هذه الكلمة ستكون مريحةً لقلوبهم - 00:01:47
ومساعِدةً على سَير مركب الأسرة بهناء بإذن الله. - 00:01:50
لسنا هنا اليومَ لنجمِّلَ لكِ عمل البيت -على ما هو عليه- حتى نُقنعكِ به، - 00:01:54
بل سنقول لك: وَضْعُ بيوت المسلمين اليوم مشوَّه حقًّا وغيرُ مُرضٍ، - 00:02:00
فتعالَي نرَى الأسباب؛ لنتعاون على إصلاح بيوتنا. - 00:02:06
- بداية القصة: خلق الله الخلق لغاية، إن عملوا لها فالحياةُ الطَّيبة، - 00:02:10
وإن عكسوها فالمعيشةُ الضَّنك. - 00:02:15
لو سألتَ أيَّ مسلمٍ: لماذا خلقك الله؟ فسيجيبك: للعبادة، وسيتلو عليك: - 00:02:18
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [القرآن 51: 56]، - 00:02:24
لكن عامة المسلمين إذا سمع (عبادة) تصوَّر سجَّادة الصَّلاة والمِسْبَحَة، - 00:02:28
ولم يفكّر في مفهوم العبادة الشامل الذي يجب أن تَنشأ عليه الأُسَر. - 00:02:33
العبوديَّة لله هي حبل من الله - 00:02:38
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [القرآن 3: 103] - 00:02:41
فإن اعتصمنا بهذا الحبل ترتَّبت الأدوار والأولويات والعلاقات - 00:02:45
وعمل الجميع بانسجام، كالمغناطيس الذي تترتب القِطَع المعدنيَّة تجاهه. - 00:02:50
تنشأ المشكلات عندما يضيع هذا الهدف، فتختلط معه الأولويات والأدوار؛ - 00:02:56
وتضيع البوصلة العظمى المشتركة، فيصبح لكلٍّ بوصلتُه. - 00:03:01
يقول الرجل: أريد إثبات ذاتي. طبِيعيٌّ جِدًّا أن تسأل المرأةٌ حينئذٍ: حسنًا، وذاتي؟ - 00:03:06
- أريد تلبية رغباتي = حسنًا، ورغباتي؟ - 00:03:11
فتختلفُ الأهواء، وتَدِبُّ الفُرقة والنِّزاع والتَّهتُّك الأُسَري. - 00:03:15
بداية التآلف هي بالاجتماع على العبوديّة بمفهومها الشامل، - 00:03:20
والعبوديةُ بمفهومها الشامل تعني: كلَّ ما يحبُّه الله من الأفعال والأقوال والمعاني القلبية؛ - 00:03:25
أن نحتكمَ في أمرنا كلِّه لله، ونُقِيمَ شرعَه في حياتنا، - 00:03:32
ونتعلمَ العلم لنتلمَّس مرادَه ورضاه سبحانه، - 00:03:36
أن ننظرَ في آيات الله الكونيَّة، ونتعلمَ العلوم الطَبيعيَّة ونُتْقنَها - 00:03:40
ونحققَ الكفاية لأمتنا ونعملَ على إعزازها، - 00:03:44
﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [القرآن 11: 61]. - 00:03:48
بناءُ الأمة اقتصاديا وصناعيا وتقنيا، معالجةُ مشكلة الفقر، الإعلامُ الهادف، - 00:03:51
ابتكارُ العلاجات لاستنقاذ الأرواح - 00:03:56
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [القرآن 5: 32]، - 00:03:58
استعادة موازين القوى لأهل الحق، - 00:04:01
عَرْضُ الدين الحق للبشريَّة ومنعُ الافتراء عليه - 00:04:04
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ... - 00:04:07
...وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [القرآن 2: 143]، - 00:04:12
أن نُعلِّم أبناءنا وننَشّئَ فيهم نفوسًا سويَّة عزيزة قوية متميزة الهوية بصيرة بالغايات، - 00:04:14
أن نعمل على الدفاع عن المظلومين في الأرض واستنقاذ البشرية من استعباد النِّظام الدَّولي - 00:04:22
﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ... - 00:04:28
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 22: 41]، - 00:04:32
أن تكون هذه الأهداف العظمى نُصْبَ أعينِنا ونبرمجَ أوقاتَنا وأهدافَنا المرحلية على أساسها، - 00:04:35
أرجلُنا على الأرض وعيونُنا تتطلع إلى السماء، - 00:04:41
نتنسَّمُ ريح الجنة، - 00:04:45
فإذا فترت همَّتنا نظرنا إلى هذه الأهداف، فأشعلت فينا الحماس من جديد. - 00:04:47
هذه هي العبودية بمفهومها الشَّامل، وهي رحمة من الله بعباده، - 00:04:51
«يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» [صحيح مسلم] - 00:04:57
﴿منِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾ [القرآن 17: 15] - 00:05:03
العبوديَّة لله حبلٌ من الله، ينقذهم به أن تتحول سكينة الأسرة إلى شقاء، - 00:05:06
ويتحولَ البنون -الذين يفترض أنهم زينة الحياة الدنيا- إلى عذاب - 00:05:13
إذا فهمنا هذه المقدمة -يا كرام- عرفنا سبب المشكلة - 00:05:19
وعرفنا الحل وعرفنا الإجابة عن كثير من الأسئلة. - 00:05:24
أيُّ تناول لموضوع عمل المرأة في البيت -بل ولأدوارها عمومًا- - 00:05:28
إذا لم يأخذ هذه المقدّمة بعين الاعتبار - 00:05:32
فإنه سيكون تناولًا قاصرًا قد يسيء أكثر مما يحسن، - 00:05:35
مثلَ السؤال التقليدي المعروف: هل يجب على المرأة القيام بحاجات زوجها وأولادها - 00:05:40
كالطبخ وتنظيف البيت وغسل الملابس وغيره؟ - 00:05:47
والذي نفعله عادةً في الجواب عن هذا السؤال هو أننا نبدأ بطرح الخلاف الفقهي، - 00:05:50
وبأقوال الشافعي وأبي حنيفة وأحمد ومالك وترجيحات من بعدهم من العلماء. - 00:05:55
لحظة! أَتِمَّ السؤال: هل يجب على المرأة خدمة زوجها الذي يمضي وقته في قضاء رغباته، - 00:06:01
ويتعالى على القيام بشيء من مهنة البيت، - 00:06:08
ويظن أن له حق الخدمة -استحقاقًا مطلقًا- لأنه الرجل وهي المرأة؟ - 00:06:11
هل يجب على المرأة خدمة أولادها الذين يعيشون لاهتمامات تافهة، - 00:06:17
يأكلون ويشربون ويمضون الساعات على الـPlaystation أو الأفلام، - 00:06:22
ويعتبرون أن على أمهم خدمتهم أثناء ذلك، وأن هذا من لوازم حنان الأمومة وتضحيتها؟ - 00:06:27
الجواب عن هذه الأسئلة وبكل وضوح: لا وألف لا، - 00:06:34
والخوض في الخلاف الفقهي قبل تحديد الصورة المسؤول عنها - 00:06:38
يعطي الانطباع بأنّ مِنْ فقهاء الأمة المتَّفَق على إمامتهم - 00:06:42
مَنْ يَقبلُ بهذه الصورة المشوَّهة، - 00:06:47
وهُم أَجَلُّ وأرفع من أن يَقبَلوا بها، - 00:06:49
لذلك -يا كرام- فانتزاع الفتاوى من واقعها الذي صدرت فيه - 00:06:51
وتركيبُها على واقعنا المشوَّهِ - 00:06:56
هو من الجهل وليس من الفقه في شيء. - 00:06:58
في المقابل إذا سألتِ: هل يجب على المرأة القيام بمهنة البيت لتكون ظهْرًا وسنَدًا - 00:07:01
لزوج منهمك في العمل لتهيئة العيش الكريم لها ولأبنائها؟ - 00:07:08
زوجٍ يريد أن يكفيَها ويُعفَّها مواجهًا بذلك قوى العالم - 00:07:13
التي تريد أن تقطع صلتها بأوليائها وَتزُجَّ بها في أجْواء مسعورة؛ - 00:07:17
لتعاني ما تعانيه المرأة الغربية من ضياع وإهدار لكرامتها وشرفها - 00:07:22
تحت عناوين (التّمكين الاقتصادي للمرأة) كما رأينا - 00:07:28
هل يجب عليها القيام بمهنة البيت بصفتها جزءًا من فريق يعمل لهدف عظيم، - 00:07:31
مستعينة في ذلك بأولادها الذين ربتهم على تحمل المسؤولية وخدمة أنفسهم وبر والديهم، - 00:07:37
ويعينها زوجها الذي لا يترفع عن عمل البيت ولا يستكبر؟ - 00:07:45
إذا طرحتِ السؤال بهذه الطريقة فلن تنتظري الجواب، - 00:07:49
بل ستجيبين نفسك بنفسك. - 00:07:53
وكلا السؤالين بدأ بـ (هل على المرأة القيام بمهنة البيت)، - 00:07:56
وشتّان بين الحالين، - 00:08:01
وبذلك تفهمين لماذا لم يكن عمل المرأة في مهنة البيت محلَ خلافٍ عام في القرون الفاضلة، - 00:08:03
وكان الرأي الفقهي موجودًا بأن مهنة البيت ليست من عقد الزوجية، - 00:08:11
ومع ذلك لم يكن يسبب إشكالية، - 00:08:16
كانت المرأة تشعر باللذة وهي تسند زوجها وترعى بيتها؛ - 00:08:18
فيخرج ابنها عالمًا أو قائدًا أو مجاهدًا، وتشعر أنها أنجزت وحققت ووهبت للأمة، - 00:08:23
وتستمتع فطريًا بهذا العمل، وما كان يتصور -في ظِل وجود الهدف المشترك- - 00:08:30
أن تقول المرأة: لا أريد أن أعمل شيئًا في البيت؛ - 00:08:35
لأنها بذلك كأنها تقول: لا أريد أن أعيش لغاية - 00:08:38
بل أريد أن أعيش لشهواتي وأهوائي، أو أريد أن أحقق إنجازات أخرى، - 00:08:42
وأترك إسناد زوجي وأولادي الذين يعملون لأهداف عظيمة. - 00:08:47
ما أصبح عمل البيت مشكلةً ومحلَّ نِزاع إلا لما ضاع الهدف العظيم المشترك، - 00:08:51
واضْمحَلَّ معنى العبودية في حياة الأسرة. - 00:08:57
قد تقولين: حسنًا، كلامك جميل، لكنَّ زوجي ليس كما وصفتَ ولا أولادي. - 00:09:00
دوركِ أنتِ يا مسلمة- حتى لا تكوني مجرد شغالة- - 00:09:05
أن تختاري ابتداءً الزوجَ الذي يشاركك هذه الأهداف، - 00:09:09
وإن كنتِ متزوجةً فأن تعيدي إحياء الهدف للجميع. - 00:09:13
النساء معروفات بقدرة فائقة على تحقيق الأهداف التي يضعنها نصب أعينهن، - 00:09:17
بكثرة الحديث عنها والتركيز عليها: - 00:09:23
تُريدُ ثيابا جديدة، قطعة أثاث جديدة… - 00:09:25
تصوري عندما يكون هدفك إحياءَ الأهداف الصحيحة للأسرة من جديد، - 00:09:28
ويكونَ عندك صبر وطولُ نَفَس في تحقيق هذه الأهداف. - 00:09:33
حسنًا، لم تجدي تجاوبًا من الزوج أو من الأولاد - 00:09:37
ويريدونك بالفعل مجرد شغَّالة، - 00:09:41
تخدمينهم وهم عاكفون على أهوائهم أو لديهم متطلَّباتٌ استهلاكيّةٌ عالية، - 00:09:44
أو زوجك يكلِّفك بخدمة أهله، - 00:09:49
لا على سبيل حسن العشرة وبذل المعروف والإحسان؛ - 00:09:52
بل على وجه الإلزام وكأنه من واجباتك، - 00:09:55
هنا لا يفرض الله عليك أن تقبلي بأداء تلك الأعمال؛ - 00:09:58
بل ويَلزَمُك الحزمُ مع الأبناء لصالحك وصالحهم، - 00:10:02
وقد تصبرين على زوجك راجيةً بذلك الثواب وحسنَ العاقبة، وأن يثمر معروفك في أخلاقه، - 00:10:06
وأنت مع ذلك قائمة بالأساسيات التي تكلمنا عنها - 00:10:13
من حقّ نفسك وحقّ ربّك عليك، - 00:10:16
لا يمنعُك الشرع من ذلك ما دام باختيارك ورضاك. - 00:10:19
وفي المقابل: إذا أصبحتِ تَُحمَّلين فوق طاقتك، - 00:10:22
وأصبح أداؤك لهذه الأعمال يضُرُّ بجسمك أو يؤذي نفسَك، - 00:10:26
بل وقد يُفسد عليك أداء ما أوجبه الله عليك كصلاتكِ وطلبِك للعلم الواجب عليك، - 00:10:30
هل نقول لك حينئذ: لا بأس، اصبري وضحِّي وكوني شمعةً تحترق لتنير الدَّرب للآخرين؟ - 00:10:36
لا، بل لا يجوز لك ذلك، - 00:10:44
ونعود هنا لترتيب الأولويات الذي تكلمنا عنه في حلقة (البحث عن الذَّات)، - 00:10:46
فنفسك أولى الأولويات، وهي أول ما تحاسبين عليه؛ - 00:10:52
﴿عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ [القرآن 5: 105]، - 00:10:57
﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [القرآن 66: 6] - 00:10:59
نفسُكِ أولا، لا يجوز لك أن تهلكي نفسكِ - 00:11:02
وتقصري في الأساسيات التي أوجبها الله عليك لرفاهية غيرك، - 00:11:06
ولو بدافع الأمومة؛ - 00:11:11
فهذا لن ينفعك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه؛ - 00:11:12
لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، - 00:11:20
فأنت وزوجك وأولادكما وحياتكم ملك لله رب العالمين، - 00:11:24
لستِ مِلكًا لأحد ليستهلك صحتك الجسديَّة أو النّفسيّة، - 00:11:30
أو يقتحم دائرة نجاحك في الأساسيات من أجل رفاهياته أو لرفض تحمّل مسئولياته. - 00:11:35
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: - 00:11:41
«إنما الطاعة في المعروف» - 00:11:46
- لكنْ -يا أخي- أحيانا لا خيار، ليس بإرادتي، يُجبِرُني زوجٌ قاسٍ على ذلك إجبارًا، - 00:11:50
وأهلي لا يكترثون بي، ولا ينصفونني إذا لجأت إليهم. - 00:11:55
أها، عليك أن تعرفي حينئذ أن هذا ظلم النّاس لك؛ - 00:12:00
لا أن الشّريعة هي التي ظلمتك، - 00:12:03
يقينك بذلك هو بداية الحل. - 00:12:06
حينما تكون الشريعة بظهرك تستندين إليها وتخاطبين بها أهلك وزوجك: أن تعالوا! - 00:12:08
أنا وأنتم مسلمون، فتعالوا إذن نرى حكم الله بيننا. - 00:12:13
ثم تتخذين قراراتك وتدرسين خياراتكِ على أساس تجاوبهم مع ذلك وقدرتِك على التَّحمل، - 00:12:17
وأنت في هذا كله مستعينةٌ بربك -سبحانه- تحسنين الظَّنَّ به وبحكمته ورحمته وعدله. - 00:12:24
عمل البيت على وضعه الحاليِّ اليومَ -في كثير من الأُسَر- ثقيل مُنَفِّر حقًّا، - 00:12:31
لسنا هنا لنزيّنه لك، ولا لنضع حمله عليك؛ - 00:12:37
بل لنرى مشكلاته ونعملَ على إصلاحها ونوزِّعَ أدوارَها - 00:12:42
يمكن أن نلخِّص أسبابَ تحوُّلِ مهنة البيت إلى مشكلة في خمسة أسباب: - 00:12:47
1. أولا، غيابُ الهدف العظيم المشترك. وهذا نتج عنه: - 00:12:51
2. تقصير الوالدين في تربية الأولاد على معاني البرّ، - 00:12:56
والعمل لغاية، والتَّخفُّف من الدّنيا. - 00:13:00
وهذا نتج عنه: - 00:13:03
3. أن يعيش البيت والأولاد -الذين جفَّت أرواحهم- حياةً مادِّيةً استهلاكيةً كثيرةَ المتطلَّبات. - 00:13:04
4. بالاضافة إلى تَعَالِي الرِّجالِ -في كثير من الأحيان- - 00:13:12
على المشاركة في عمل البيت. - 00:13:16
5. وعدمِ تمييز حدود الفضل والعدل، - 00:13:18
بحيث تُطالَب المرأةُ بأمور الأصلُ أن تكون مخيّرةً في عملها - 00:13:21
على سبيل الفضل والإحسان منها، - 00:13:26
ومع ذلك تُفرض عليها وتُعتبَر مُقَصِّرَة إذا لم تقم بها. - 00:13:28
لكن حَذارِ يا أختي! - 00:13:33
ليس الإسلام هو الذي أوجد هذه المشكلات، بل غيابُ الإسلام. - 00:13:34
فالإسلام، أوجد الأهداف العظمى المشتركة التي تجعل الأب والأم والأولاد - 00:13:38
كلًّا منهم يشارك في عمل البيت بسرور وهناء نفس، - 00:13:44
والإسلام أمر الآباء بإحسان تربية أبنائهم، والأبناءَ ببر والديهم وخدمتهم، - 00:13:48
والإسلام حضَّ على التخفف من الدنيا وعدمِ الاستكثار من الاستهلاكيات - 00:13:54
وما ينتج عنها من متطلبات منزلية، - 00:14:00
والإسلام حض الزوج على المشاركة في عمل البيت، - 00:14:02
والإسلام ميزَّ حدود الفضل والعدل، - 00:14:06
وأعطى المرأة الخيار في قبول أو رفض القيام بأعمال يعتبرها البعض من واجباتها - 00:14:09
وليست كذلك، كما سنرى. - 00:14:16
لما خالفنا الإسلام في هذا كله أصبح عمل البيت ثقيلًا كريهًا، - 00:14:17
وطبيعيٌّ أن لا تجدي نفسك في مثل هذا العمل. - 00:14:23
العجيب في الموضوع أننا ابتعدنا عن الإسلام في حياتنا، - 00:14:26
فنتج عن ذلك علاقات مشوَّهة ومشكلات، - 00:14:30
ثم صار البعضٌ يحاكم الإسلام وكأنه أنتج هذه المشكلات، - 00:14:33
التي ما نتجت إلا عن تغييبه. - 00:14:37
أما الأهداف العظمى فقد تكلمنا عنها، - 00:14:40
والمرأة التي تُحضِّر الأطباق لزوجها وأولادها ليأكلوا، - 00:14:42
وتهيئ لهم جوًّا مريحا نظيفًا، - 00:14:46
سوف تستمتع إذا كان هذا كله في سبيل هدف سامٍ يعمل لأجله الجميع. - 00:14:49
أعرف أسرة طيّبة تعيش لهدف، - 00:14:54
الزّوج دكتور جامعيّ في نظم المعلومات الحاسوبية، - 00:14:57
متقنٌ لعمله، يُحضِّر للأستاذية (Professorship)، - 00:15:01
صاحبُ أبحاثٍ في مجلات عالميَّة، محبوب لطلابه، يعلِّمهم العلم النَّافع، - 00:15:05
ويزرع فيهم القيم الإسلاميَّة، ويسعى -مع هذا كلِّه- على الأرامل والمساكين، - 00:15:10
وزوجته الفاضلة درست -وهي متزوجة منه- علمَ الحديث، - 00:15:16
ونالت درجة الدُّكتوراه في تخصُّصٍ دقيق منه، وأعانها زوجها على ذلك، - 00:15:20
وهما مربِّيان فاضلان كما يظهر في انسجام بيتهما، وأخلاقِ أولادِهما - 00:15:26
ونجاحِهم في الدِّين والدنيا -فيما نحسبهم. - 00:15:31
فيما يُعرف بـ(يوم المرأة العالمي) الماضي، وردَّا على النَّزعة النَّسوية، - 00:15:34
نشرت هذه الدّكتورة الفاضلة مقالًا تقول فيه: - 00:15:39
"في يوم المرأة العالمي: أعترف أنني أحب كوني امرأة، - 00:15:41
فأنا ما زلت أحب أن أرعى أسرتي، وأن أطهو لهم ما يحبونه بقلب سعيد، - 00:15:46
ما زلت أحب أن أعتني ببيتي من تنظيف وغسيل للملابس وطيِّها، - 00:15:51
ما زلت أحب أن أقص أظافر صغيراتي وأن أتابع دروسهن وتحصيلهن العلمي، - 00:15:57
ما زلت أحب تهوية البيت وتعطيره وتلميع الزُّجاج، - 00:16:03
ما زلت أشعر بسعادة عندما أرتب الرفوف وأنسق الألوان، - 00:16:07
ما زلت أحب أن أجمع عائلتي حولي وأن أكون لهم ملاذًا من قسوة هذه الدنيا، - 00:16:11
ما زلت أشعر بالرضا والإنجاز عندما أوفّر لزوجي الهدوء - 00:16:18
لينام وينال قسطًا من الراحة، - 00:16:22
ما زلت أشعر بالسَّكينة عندما يكون زوجي راضيًا عني، - 00:16:25
ما زلت أعشق هذه التفاصيل، فهل أنا طبيعية أم أن سوءًا مَسَّنِي؟ - 00:16:29
كلُّ ما سبق لا يعني أنني لا أعرف حقوقي، - 00:16:34
ولا يعني إطلاقًا أن لا يكون لي إنجازات علمية ومجتمعية" - 00:16:37
وردَّ عليها زوجُها على حسابه على العلن بالثناء والوفاء والامتنان والمودة لها، - 00:16:42
وهو شيء نشجّعه ما دام بأدب؛ - 00:16:49
حتى نشيع النماذج الطيبة في هذا الوقت الذي يشيع فيه نشرُ النماذج السلبية - 00:16:52
وتنفيرُ الشباب والفتيات عن الزواجِ وبناءِ حصن الأسرة. - 00:16:57
محلُّ الشَّاهد -يا كرام- أن الأخت الفاضلة تعمل ضمن مؤسسة الأسرة - 00:17:01
لأهداف مشتركة عظيمة، فتستمتع بأعمال البيت وتجد فيها ذاتها. - 00:17:06
ثاني الأسباب لتحول عمل البيت إلى مشكلة هو: ضعف التَّربية. - 00:17:12
ستكون حلقتنا القادمة عن التربية -بإذن الله، - 00:17:17
لكن نقول هنا فيما يتعلق بعمل البيت: - 00:17:20
من واجب الوالدين أن يساعدا الولد على تحديد الأهداف وبناء الشخصية - 00:17:23
وتحمل المسؤولية ومعرفة الذّات والهوية: أنت مسلم، تطيع الله، تبَرُّ والديك وتعينهما، - 00:17:28
وتبتغي بذلك الأجر والجنة. - 00:17:36
يربيانه على الانشغال بما ينفعه وعدم الالتهاء بالتَّوافه، - 00:17:38
وكلُّ هذه التربية بالفعل والقدوة قبل القول، وهي مسؤوليَّة الوالدين المشتركة. - 00:17:43
هؤلاء الأولاد والبنات سيكونون عونًا لكِ في مهنة البيت، - 00:17:49
رُبُّوا منذ نعومة أظفارهم على تحمُّل المسؤولية، - 00:17:53
ومعرفةِ ما لهم وما عليهم من العناية بأنفسهم ومتعلَّقاتهم، - 00:17:57
لكنَّهم لن يقوموا بهذا الواجب طواعيةً إلا إذا كنت أمًّا مربية متواصلة - 00:18:02
تملئين عليهم حياتهم. - 00:18:09
لا تتوقعي أن تري هذا النوع من الأولاد إن كانوا ربُّوا على يد الشغالة - 00:18:11
أو في الحضانات - 00:18:17
بينما أنت منشغلة عن النجاح في الأساسيات ومنها رعاية الأسرة، - 00:18:18
فالمرأة التي لم تختر أن تكون مربية، هي اختارت بنفسها أن تكون مجرَّد شغّالة، - 00:18:23
خاصة إذا انضم إلى تقصيرها تقصيرُ الزوج. - 00:18:30
الولد الذي لم تغذِّه أمه بغذاء الرُّوح والعقل، - 00:18:34
ولم يجد الإشباع العاطفي منها وضَعُفَ التَّواصل معها، - 00:18:38
بدَلَ أن يشارك في مهمة البيت سيلجأ إلى الأكل الكثير والنوم الكثير - 00:18:42
واتباع أهوائه ورغباته والفيديوهات السَّخيفة، - 00:18:47
ويصبح متطلبا مستهلِكًا وحِمْلًا بدل أن يكون عونًا. - 00:18:51
وهذا يأخذنا إلى المشكلة الثالثة، ألا وهي: الاستكثار من الاستهلاكيات - 00:18:56
والانغماس في الحياة المادية وما ينتج عنها من متطلبات منزلية. - 00:19:02
في صحيح مسلم «يا عائشة هل عندكم شيء، قالت: يا رسول الله، ما عندنا شيء، - 00:19:07
قال: فإني صائم» [أخرجه مسلم]، - 00:19:14
هكذا بكُل يُسر، تسير الحياة بلا وجبة لذلك اليوم، - 00:19:15
ولا تخرب الدُّنيا إذا لم يكن هناك طبيخ جديد، - 00:19:20
بيتٌ تثور فيه مشكلة لأجل طبخة - 00:19:24
عادة ما يكون بيتًا بلا هدف عظيم يعمل لأجله الجميع. - 00:19:27
المشكلة الرَّابعة: تَرَفُّع الزوج عن عمل البيت، - 00:19:31
وركّز هنا على كلمة (تَرفُّع)، - 00:19:35
فما هو أهم من الجهد البدني -الذي يضعه هذا على المرأة- - 00:19:37
هو الأذى النفسي، عندما تحسُّ أن زوجها يرى من حقه أن يرمي أغراضه - 00:19:41
ويستعملَ مرافق البيت، - 00:19:45
ولا يكلفَ نفسه بالمساعدة مطلقًا على اعتبار أنه واجب الزوجة، - 00:19:47
بل نقول لهذا الزوج: - 00:19:52
روى البخاري أن أمنا عائشة -رضي الله عنها- سُئلت: - 00:19:53
«ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ - 00:19:58
قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- - 00:20:01
فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» - 00:20:06
وفي الحديث الآخر قالت عنه -صلى الله عليه وسلم- - 00:20:08
«ما كان إلا بَشَرًا من البَشَرِ، كان يَفْلي ثوبه -أي ينظّف ثوبه- - 00:20:11
ويحلب شاته ويخدِم نفسه» [صحيح البخاري]، - 00:20:16
هذا وهو أعظم رجال العالمين، - 00:20:19
ولن تكون -أيها الزوج- مشغولًا بأعظم مما كان مشغولًا به - 00:20:22
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، - 00:20:27
ولم يفعلها مرة أو مرتين رفعًا للعتب؛ بل كان هذا دأبًا له، - 00:20:29
كان يكون في مهنة أهله، فهو -صلى الله عليه وسلم- القائل: - 00:20:35
«خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» [سنن الترمذي] - 00:20:40
فمهما كنت -أيها الزوج- مشغولًا، قم بما تراه أدنى الأعمال في البيت - 00:20:43
إذا سنحت لك الفرصة؛ تطييبًا لخاطر زوجتك وتعليمًا لأبنائك؛ - 00:20:48
ليعلموا -وتعلم زوجتك- أنك لا تترفع عن هذه الأعمال، - 00:20:52
وإنما المسألة توزيع أدوار ومسؤوليات. - 00:20:57
علّقت إحدى الأخوات على حلقة (البحث عن الذات) قائلة: - 00:21:00
"ما الذي يفرض على المرأة أساسًا أن تكون كل أعمال البيت والأولاد - 00:21:04
بل حتى -أحيانًا- أهلِ الزوج تقعُ على عاتق المرأة؟ - 00:21:09
أوليس البيت والأولاد من مسؤولية المرأة والرجل على حدٍّ سواء؟" - 00:21:12
فنقول -أيتها الكريمة: - 00:21:16
لا يَفرض الشَّرع على المرأة تحمُّلَ كلِّ شيء كما ذكرنا، - 00:21:18
وفي الوقت ذاته لا يصح أن نقول - 00:21:23
إن البيت والأولاد من مسؤولية الزَّوجين على حدٍّ سواء مناصفة، - 00:21:25
بل ﴿وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [القرآن 25: 67]، - 00:21:30
فالأسرة حتى تنشأ وتستمر لها متطلَّبات واحتياجات: - 00:21:33
النفقة، الحماية، المسكن، التربية، مهنة البيت… - 00:21:38
النفقة والحماية والمسكن على الزوج، التربية مسؤولية مشتركة، - 00:21:42
حسنًا، مهنة البيتِ على من؟ خاصة والزوج ينفق ساعات نهاره في واجباته، - 00:21:47
فنقول: لذلك فإنما تؤدي المرأة من أعمال البيت ما تستطيع، - 00:21:53
ويكون الزوج عونا لها فيه، ويؤدِّي لها ما لا تستطيع، - 00:21:58
على وجه تكون فيه المودَّة والسَّكينة والصُّحبة بالمعروف هي المحركَ لكلٍّ منهم. - 00:22:03
ليس من مقصود الشريعة أن تشغل المرأة بمهنة البيت كأنها عمل لازمٌ لها - 00:22:09
-كالصَّلاة والصِّيام- تأثم بتركه، - 00:22:15
إنما من مقصود الشريعة حصولُ الرعاية والعشرة بالمعروف، - 00:22:18
فأنت في ذلك مديرة عمليات، تتابعين سير الأمور داخل البيت - 00:22:21
بنفسك أو من خلال أولادك الذين هم عونٌ لك، - 00:22:26
المهم في المحصِّلة أن تحصِّل الرِّعاية بالحد الأدنى كما ذكرنا، - 00:22:29
لا وَفْق ثقافة الاستهلاك والاستكثار. - 00:22:34
بما سبق تفهمين -أيتها الكريمة- معنى قول جمهور الفقهاء - 00:22:37
أن مهنة المنزل ليست من عقد الزواج، - 00:22:42
فعقد الزواج عندهم على العلاقة الغريزية الحلال بين الزوجين - 00:22:44
وعلى التربية للأولاد إن أنجبا، - 00:22:49
وعقد الزواج عندهم لا يتضمن مهنة البيت كفرض عين عليك أنت بذاتك، - 00:22:52
لكنهم في الوقت ذاته لا يقولون للمرأة: - 00:22:57
فليحصل بعد ذلك للبيت ما يحصل ولا دخل لك به، - 00:23:01
بل يعتبرون النُّصوص العامَّة في طاعة الزَّوج، - 00:23:04
فما كان فيه منفعةٌ للمنزل والأسرة، - 00:23:07
ولا ضرر على المرأة في القيام به ولا حرام، فيصبح من حسن العشرة طاعة الزوج فيه. - 00:23:10
حسنًا، فإذا ضاقت الحالة المادية للأسرة واحتاجت المرأة إلى العمل - 00:23:17
لتساعد الزوج وبإذن -بل وأحيانا بضغط- منه، - 00:23:22
ألا يُحمِّلُه ذلك مسؤولية أكبر في المشاركة في أعمال البيت، - 00:23:26
أم من حقه أن يقول لها: (هذه مشكلتك، دبّري حالك!) - 00:23:31
ويَتوقعَ منها أن تؤدي الأدوار كلها، - 00:23:34
ولو على حساب صحّتها وقيامِها بالأساسيات من حق نفسها؟ - 00:23:37
بل نقول في هذه الحالة: إنه من إحسانها إلى زوجها وبيتها - 00:23:42
إن تحملت جزءًا من النفقة؛ - 00:23:46
لأنه ليس واجبا عليها أن تنفق على بيتها كما ذكرنا، - 00:23:49
فإن فعلت ذلك فهو من تفضلها عليه، - 00:23:53
وعلى الزوج أن يعينها على تحقيق التوازن في حياتها - 00:23:56
بما يمكنها من النجاح في الأساسيات، وأن يقابل إحسانها بالإحسان. - 00:24:01
خامس مشكلات عمل البيت: عدم تمييز حدود الفضل والعدل. - 00:24:06
الزواج والعلاقات الأسرية -أيها الكرام- قائمة في الإسلام على الفضل؛ - 00:24:11
أي: الزِّيادة في العطاء من كل طرف للآخر عن الحد الأدنى الواجب، - 00:24:16
لا على الاكتفاء بالوقوف عند حدود العدل ورفض الزّيادة عليها؛ - 00:24:20
فالإسلام لا يُعَيِّنُ شُرطِيًّا في البيت، ولا محاسبًا ولا قاضيًا ليقول: - 00:24:25
هذا واجبك يا زوج، تعال رتب هنا! - 00:24:30
هذا واجبك يا زوجة، تعالَي اعملي هذا الشَّيء هناك! - 00:24:32
لوائح وقوانين جافةً، - 00:24:35
بل الإسلام يبني البيت على قواعد البر والمودة والرحمة، - 00:24:37
فيتسابق أفراده على خدمة بعضهم البعض. - 00:24:41
لكن -في الوقت ذاته- - 00:24:45
الإسلام دينٌ يعالج الواقع بأدق تفاصيله ومختلف حالاته، - 00:24:47
فيراعي تقلُّباتِ مزاج الإنسان وفتور همته، - 00:24:52
لذلك صحيح أن كلًّا من الزوج والزوجة قد يقوم بأعمال هي فضل، - 00:24:56
لكن من الضروري أن يكون معروفًا لدى الطرفين أن هذا فضل، - 00:25:02
بحيث إذا انسحب منه لظرف ما -كفتور همته، - 00:25:06
أو كأن تُؤَثِّرَ أعمال فضلٍ كانت تقوم بها المرأة أو الرجل - 00:25:10
على النجاح الأساسيِّ في العلاقة مع الله - 00:25:14
أو في إعطاء النفس حقها - فتَوقَّفَ عن القيام بهذا الفضل، - 00:25:17
فإنه لا يُلام ولا تُلام على أنه مقصرٌ أو أنها مقصرة، - 00:25:21
وإذا حصل خلاف بينهما، - 00:25:26
عادا للعدل الذي يحدِّد الحدَّ الأدنى من واجبات كلٍّ منهما تجاه الآخر. - 00:25:28
خدمةُ أهل الزوج هذه من الفضل، إن قامت بها زوجتك فجزاها الله خيرا، - 00:25:33
وإن امتنعت فليس لك أن تغضب ولا تلومَ ولا تتَّهمَها بالتَّقصير؛ - 00:25:39
لأنه ليس واجبَها شرعًا، والشرع حاكم عليك وعليها، - 00:25:45
وإذا غضبت فغضبك غير معتبر، ولا يضرها عند ربها. - 00:25:49
كذلك هل يجب على الفتاة القيام بحاجات إخوانها الذكور؟ - 00:25:54
السؤال ناقص مرة أخرى، - 00:25:58
فإن كانت التّتمة: إخوانِها الذكور الذين يمضون أوقاتهم على الـ Playstation - 00:26:00
و(الأرجيلة) أو متابعةِ المباريات، - 00:26:04
فالجواب قولًا واحدًا: لا وألف لا، - 00:26:07
فالإسلام لم يجعل الأنثى خادمة للذكر لذكورته كما يتصور البعض، - 00:26:10
بل إن كانت هي قائمة بالأولويات وتحقيقِ الأهداف: كطلب العلم النَّافع ورعاية الصِّغار، - 00:26:17
لأصبح السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: (ألا يجب على أخيها المتثاقل عن مسؤولياته... - 00:26:24
ويعيش لشهواته أن يقوم بشؤونها ويكفيها أعمال البيت ويلبي حاجاتها؛... - 00:26:29
لتتمكن هي من أداء أعمالها، وإن كان هو ذا شنب عريض وعريض المنكبين؟) - 00:26:36
وإن كان إخوانها قائمين بما عليهم، وأحبّت أن تكوي لهم ملابسَ أو تُهيِئَّ لهم طعاما - 00:26:42
فهذا من الفضل والإحسان والمعروف الذي يُطلب -إن طُلب منها- فضلًا لا أمرًا، - 00:26:49
دون أن تُكلَف من ذلك بما يشق عليها أو يشغلها عن شأنها الخاص - 00:26:54
من عبادة أو طلب علم أو نحو ذلك، - 00:26:59
وكذلك يطلب من الفتاة أن تعين أمها في رعاية إخوتها الصغار - 00:27:01
الذين يَضيعون إذا لم يتلقوا الرعاية. - 00:27:06
وهكذا تقوم الحياة في الإسلام على الإحسان والبر والفضل، - 00:27:09
فإن حصل الخلاف فالعودة إلى حدود العدل. - 00:27:14
عندما يكون تفضُّلك يؤذيك، - 00:27:17
فإنك تعرفين كيف تَرسُمين الحدود فلا تضيعين، - 00:27:20
فالمرأة ليست مطالَبة أن تتفانى في خدمة الأسرة - 00:27:23
وتغرق في التَّفضل على الزوج والأولاد أو إخوانها - 00:27:28
على حساب نجاحها في علاقتها مع ربها - 00:27:31
وإعطاء نفسها حقها، - 00:27:34
بل «فأعط كل ذي حق حقه» [صحيح البخاري] - 00:27:36
فلا تخرجُ إلى دائرة التَّفضُّل ما لم تُحكم دائرة أداء الواجبات. - 00:27:39
والكلام ذاته نقوله للرجال، - 00:27:44
وكما أن كثيرًّا مما يطلب من المرأة هو أعمال فضل لا توجبها الشريعة عليها، - 00:27:47
فكذلك كثير من نفقات الزوج عليها نفقاتُ فضل لا توجبها الشريعة عليه، - 00:27:53
فكم من امرأة تظن أن من واجب زوجها أن يوفر لها ما يُمَكِّنها من مُجاراة المظاهر - 00:27:59
كما يحصل في المناسبات مثلًا، وليس هذا من واجبه شرعًا، - 00:28:05
ولا يُعتبر مقصِّرًا إن رفضه، - 00:28:09
فإن رضي الزوجان أن تسير حياتهما بالفضل فبها ونعمت، وإن أصَرَّا على العدل، - 00:28:12
فليس من العدل أن يطالَب أحدُهما بالفضل والآخر بالحد الأدنى من العدل، - 00:28:18
وهذا مفتاح مهم لمن يسعى في حل مشكلات الأسر، - 00:28:24
وإذا غُفِل عنه كان سَعْيُه مرفوضًا من أحد الزوجين؛ - 00:28:29
إذ يحس بأنه مظلومٌ أو مظلومة. - 00:28:32
قد تعتب المرأة على زوجها فتتوقف عن أعمال فضل كانت تعملها، - 00:28:35
وقد يفعل هو نفسَ الشيء، وفَهْمُهما لهذا التقسيم والحدود - 00:28:40
يجعل رَدَّة فعل الطرف الآخر أقصاها أن يكف عن الفضل - 00:28:45
الذي كان يتفضل به، - 00:28:49
ولا يقصرَ في واجبات العدل وهو في ذلك غير مسيء ولا لومَ عليه. - 00:28:51
لكن المشكلة أن عدم فَهْمِهما لهذه الحدود يجعل رَدّة الفعل في ترك واجبات العدل، - 00:28:57
فيدخل كلاهما في حلقة مُفرغة من التَّصعيد وفي الفجور في الخصومة. - 00:29:04
إذا فهمنا هذا كلَّه يا كرام، أن الإسلام يقوم على التَّكامل لا الفردية، - 00:29:09
على التَّعاون لا الأنانية، - 00:29:15
وأن الإسلام يجمع القلوب على الهدف الأعظم المشترك - 00:29:17
من تحقيق العبودية لله، ويقيم الحياة الأسرية على الفضل والعدل - 00:29:21
-فإننا سنفهم الوصايا النبوية التي توصي أعضاء الفريق بعضَهم ببعض، - 00:29:27
وتُقَوِّي مؤسسة الأسرة ضد أي غزو خارجي. - 00:29:33
نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: - 00:29:37
«والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها» [صحيح الجامع] - 00:29:41
هو نفسه القائل «استوصوا بالنساء خيرا» [صحيح مسلم]. - 00:29:47
نبينا القائل للمرأة عن زوجها: - 00:29:51
«انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك» [رواه أحمد] - 00:29:54
هو أيضا القائل: «خيركم خيركم لأهله» [سنن الترمذي] - 00:29:58
فجعل معيار الخيرية في الرجال خيريتهم لنسائهم، - 00:30:02
هكذا الإسلام، «إن الله أعطى كل ذي حق حقه» [صحيح الترمذي] - 00:30:06
إذا فهمت هذا كله فستفهمين معنى قول نبيك -صلى الله عليه وسلم: - 00:30:10
«إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» [سنن الترمذي] - 00:30:15
شخص يشترك معكِ في الهدف الأعظم من تحقيق العبودية لله، - 00:30:19
ومن ثَمَّ في الأولوياتِ واحترامِ حدوده فيها وتقاسُمِ الأدوار وتحمُّلِ مسئولياته فيها. - 00:30:23
والشاب سيفهم معنى قول نبينا -صلى الله عليه وسلم: - 00:30:30
«فاظفر بذات الدين تربت يداك» [صحيح البخاري]، - 00:30:34
ذاتِ الدين التي تشاركك هذا كله؛ لتقوم البيوت على أساس صحيح، - 00:30:38
وسنفهمُ معنى﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ... - 00:30:44
...وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [القرآن 24: 54] - 00:30:48
وكذلك معنى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ... - 00:30:51
...لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [القرآن 6: 115]. - 00:30:56
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:31:00