Transcription
بيتر وجولي، كانا يعيشان مع بعضهما - 00:00:00ضَ
حياةً سعيدة، - 00:00:04ضَ
لكنَّ طِبَاع جولي بدأت تتغير مؤخرًا، - 00:00:06ضَ
أصبحت تتعامل مع بيتر بعصبية، - 00:00:10ضَ
استوعبها بيتر وقدَّرَ أنها قد تكون - 00:00:13ضَ
انفعالاتٍ نفسيةً مؤقتةً، - 00:00:17ضَ
لكنَّ جولي استمرت في عصبيتها، - 00:00:20ضَ
وأصبحت تتعامل مع بيتر بقلة احترام؛ - 00:00:23ضَ
تتعمد إفساد علاقتهما دون سبب. - 00:00:27ضَ
كلمها بيتر بعطفٍ، - 00:00:31ضَ
وذكَّرها بالأيام الجميلة بينهما، - 00:00:33ضَ
لكنَّ تعامل جولي ازداد حدةً، - 00:00:37ضَ
تجنبها بيتر - 00:00:40ضَ
وأصبح يتعامل معها بشيءٍ من الجفاء - 00:00:41ضَ
لتعود إلى صوابها. - 00:00:45ضَ
لكنَّ تعامل جولي ازداد سوءًا، - 00:00:47ضَ
وأصبحت تلاحق بيتر تصرخ في وجهه: - 00:00:50ضَ
(بالإنجليزية) أنا أكرهك، لن أستمع إليك، - 00:00:54ضَ
(بالإنجليزية) أنت لا تعني شيئًا بالنسبة لي. - 00:00:57ضَ
لم تُعطِه فرصة ليتجنبها، - 00:01:00ضَ
وأصبحت حياتهما في خطر. - 00:01:03ضَ
تمالك بيتر نفسه؛ - 00:01:06ضَ
حتى لا يتصرف هو أيضًا بعصبية، - 00:01:08ضَ
فهو يحب جولي، - 00:01:11ضَ
ولا يريد أن تنتهي علاقتهما، - 00:01:13ضَ
يريد فقط أن يوقظها من تمردها هذا. - 00:01:16ضَ
وبينما هو ضابط لأعصابه وجولي تصرخ به، - 00:01:20ضَ
ضرب بيتر بيديه على ساعديها، - 00:01:25ضَ
هزها وقال لها: (بالإنجليزية) هذا يكفي - 00:01:28ضَ
جولي، توقفي أرجوكِ هذا يكفي. - 00:01:31ضَ
هنا بكت جولي، وألقت بنفسها على بيتر، - 00:01:35ضَ
فهدَّأها ومسح دمعتها. - 00:01:40ضَ
هدأت جولي بعدها - 00:01:43ضَ
وعادا إلى حياتهما السعيدة. - 00:01:45ضَ
المشهد الرومانسي لبيتر وجولي - 00:01:53ضَ
هو في الحقيقة المشهد الشرعيُّ في الحالات الاضطرارية في الإسلام، - 00:01:55ضَ
كحلٍّ استثنائي لما يمكن أن ينشأ - 00:01:59ضَ
في بعض الأسر، - 00:02:02ضَ
والمشهد المرعب لأبو زعبل وفتحية - 00:02:03ضَ
هو المشهد الَّذي يحصل حقيقة في الغرب - 00:02:06ضَ
خارج أسوار هوليوود، - 00:02:09ضَ
وهو الذي تؤدي إليه العلاقات - 00:02:11ضَ
الغرامية المحرمة. - 00:02:13ضَ
لكن عندما يكون الإسلام غير مطبق - 00:02:14ضَ
على مستوى الدول، - 00:02:16ضَ
وغير مطبق على مستوى عامة المسلمين، - 00:02:17ضَ
وعندما يشتغل شياطين الإنس والجن ليلَ نهار - 00:02:20ضَ
في تشويه الإسلام وتزيين الجاهلية الحديثة، - 00:02:23ضَ
فإن المفاهيم تنقلب، - 00:02:26ضَ
والصور الذِّهنية تصبح معكوسةً تمامًا. - 00:02:28ضَ
نحن هنا اليوم لنوقظ المسلمين - 00:02:31ضَ
أزواجًا وزوجاتٍ، - 00:02:34ضَ
لا لندافع عن ممارسات منحرفة لدى المسلمين، - 00:02:35ضَ
ولا لنقارن أخلاق المسلمين - 00:02:39ضَ
بأخلاق الأمم الأخرى. - 00:02:42ضَ
مع أننا لو أجرينا هذه المقارنة - 00:02:43ضَ
على كل ما فينا، - 00:02:45ضَ
لن يكونوا أحسن منا بالمناسبة. - 00:02:47ضَ
لكن، مع ذلك نحن هنا اليوم لنرسم معًا - 00:02:49ضَ
المسطرة الإسلامية الصحيحة، - 00:02:52ضَ
لنرى جمال ديننا. فعندما نحل مشاكلنا، - 00:02:55ضَ
لا نحلها بتقليد الغرب أو الشرق، - 00:02:58ضَ
بل بالرُّجوع لكلام ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-. - 00:03:01ضَ
تعالوا -إخواني وأخواتي- نُعيد - 00:03:07ضَ
بناء و تشكيل نفسياتنا، - 00:03:08ضَ
نتخلص من أي صورة ذهنية متراكمة ومسربة - 00:03:10ضَ
لعقلنا الباطن عبر السنوات من الإعلام - 00:03:14ضَ
والتطبيقات السيئة في مجتمعاتنا، - 00:03:18ضَ
ومن الأفلام والأغاني غير الواقعية. - 00:03:20ضَ
ونرى معًا ما هو الإسلام، - 00:03:23ضَ
وما هي الجاهلية فيما يتعلق - 00:03:25ضَ
بمسألة ضرب المرأة. - 00:03:28ضَ
مسطرة الإسلام محفوظة في الآيات والأحاديث، - 00:03:31ضَ
عنها سنتكلم لا عن المسلمين - 00:03:34ضَ
الَّذين انحرفوا عن المسطرة. - 00:03:37ضَ
في الإسلام ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 19:4] - 00:03:39ضَ
ربك يأمرك أن تحسن إلى زوجتك - 00:03:43ضَ
وتعاشرها بالمعروف. - 00:03:46ضَ
ما المقصود بـ "المعروف"؟ - 00:03:48ضَ
تذهب تسأل أمنا عائشة -رضي الله عنها- - 00:03:49ضَ
الَّتي قالت في زوجها -صلى الله عليه وسلم- - 00:03:52ضَ
كان خُلُقه القرآن. - 00:03:56ضَ
اسألها عن اللفتات الجميلة - 00:04:00ضَ
التي ملأت حياتهما، - 00:04:01ضَ
والَّتي ذكرنا العشرات منها في حلقة - 00:04:03ضَ
(ندى تشتكي لعائشة) - 00:04:05ضَ
إنك تُؤكِّل زوجتك بيدك هذا من السنة، - 00:04:08ضَ
قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: - 00:04:12ضَ
(إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إلى في امْرَأَتِكَ) (صحيح البخاري) - 00:04:14ضَ
أي: إلى فم امرأتك. - 00:04:21ضَ
إنك تشرب مع زوجتك من نفس الكأس، - 00:04:23ضَ
هذا قريب مما كان يفعله نبيك - 00:04:25ضَ
-صلى الله عليه وسلم- - 00:04:27ضَ
عندما كانت عائشة تشرب وهي حائض - 00:04:29ضَ
فيتناول النَّبيَُ الكأس، - 00:04:32ضَ
ويضع فمه موضع فمها ويشرب، - 00:04:33ضَ
جفاف العلاقات الأسرية ليس من الإسلام، - 00:04:36ضَ
التَّصحر الَّذي يعيشه كثير من الأزواج - 00:04:39ضَ
ليس من الإسلام، - 00:04:42ضَ
فياليت عندما تقارن، - 00:04:44ضَ
تقارن الإسلام كما في القرآن والسنة - 00:04:45ضَ
ليس المسلمين. - 00:04:49ضَ
في الإسلام ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 228:1] - 00:04:50ضَ
لكِ على زوجك مثل الَّذي له عليك، - 00:04:55ضَ
لا بدَّ أن يتجمل لك ويراعي مشاعرك، - 00:04:58ضَ
ولا يخونكِ مثلما هو متوقع منك أيضًا تمامًا. - 00:05:00ضَ
هذا هو الأصل في العلاقات الزوجية. - 00:05:04ضَ
حسنَا، امرأةٌ ما تصرفت بأسلوبٍ سيء، - 00:05:07ضَ
يأتي الإسلام فيُذكِّر الزَّوج - 00:05:11ضَ
أن يحفظ الود ويطول باله - 00:05:13ضَ
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ - 00:05:15ضَ
فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا - 00:05:17ضَ
وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [القرأن 19:4] - 00:05:21ضَ
تمادت المرأة واستمرت في هدِّم بيتها. - 00:05:24ضَ
ما الَّذي تريدينه يا بنت النَّاس؟ لا أريدك. - 00:05:27ضَ
إذن، اختلعي منه. - 00:05:31ضَ
أرجعي له مهره أو جزءًا منه وانفصلا، - 00:05:33ضَ
فالزَّواج ليس سجنًا لا مهرب منه. - 00:05:36ضَ
هِيَّ لا تريد الخلع ومع ذلك - 00:05:40ضَ
تصِرَّ أن تجعل الحياة صعبة. - 00:05:42ضَ
أمام الزوج خيار التَّطليق. - 00:05:44ضَ
الطَّلاق الواعي الَّذي له شروطٌ تفصيلية - 00:05:46ضَ
كحل لا كانتقام، - 00:05:49ضَ
وحتى الطَّلاق لا بدَّ أن يكون طلاقًا بإحسان، - 00:05:51ضَ
﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [القرآن 229:1] - 00:05:55ضَ
أي: التَّعامل مع المرأة دائرٌ بين - 00:06:00ضَ
المعروف والإحسان، - 00:06:02ضَ
﴿فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾ [القرآن 49:33] - 00:06:04ضَ
الإسلام جميل في كل شيء - 00:06:08ضَ
حتَّى في أوقات الخصومة، - 00:06:10ضَ
حتَّى لو ظلمتك وأساءت إليك. - 00:06:12ضَ
فهذه العلاقة تنهيها بإحسان وبجمال، - 00:06:15ضَ
ليس مثل الخيبات الكثيرة المنتشرة - 00:06:18ضَ
بين المسلمين للأسف. - 00:06:20ضَ
من التَّفنن في الفجور في الطَّلاق - 00:06:22ضَ
من الزَّوجين وعائلتيهما. - 00:06:24ضَ
حسنًا، الزَّوج لا يهون عليه أن ينهي هذه العلاقة - 00:06:27ضَ
يسمع قول ربنا عز وجل: - 00:06:30ضَ
﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [القرآن 239:1] - 00:06:32ضَ
وحافظ لزوجته الذَّكريات الحلوة، - 00:06:34ضَ
وخائف على الأولاد وتشتتهم، - 00:06:37ضَ
وخائف على زوجته نفسها أنها تندم - 00:06:39ضَ
بعد أن تخرب بيتها بيديها. - 00:06:41ضَ
تأتي الحلول الإسلامية هنا. - 00:06:44ضَ
﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ﴾ [القرآن 34:4] - 00:06:46ضَ
هذا هو الأصل. - 00:06:52ضَ
هذه هي الحياة الزَّوجية العادية في الإسلام، - 00:06:53ضَ
سيدة محترمة صالحة تحفظ نفسها وبيتها - 00:06:56ضَ
في غيبة زوجها. - 00:06:59ضَ
نعم، لكن هناك دائما حالات شاذة - 00:07:01ضَ
﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾ [القرآن 34:4] - 00:07:05ضَ
هناك نشوز يُخاف من عواقبه؛ - 00:07:08ضَ
تمرد وأذية وعدم احترام لكيان الأسرة، - 00:07:10ضَ
ما الحل؟ - 00:07:13ضَ
﴿فَعِظُوهُنَّ﴾ [القرآن 34:4] - 00:07:14ضَ
ألم تروا بيتر حينما كان يعاتب جولي؟ - 00:07:15ضَ
فالزوج يعظ زوجته ويذكرها بحق الله - 00:07:18ضَ
وبآثار تمرُّدها هذا على الجميع. - 00:07:21ضَ
﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾ [القرآن 34:4] - 00:07:25ضَ
لا يقيم علاقة زوجية لكي يجتنب نكدها، - 00:07:27ضَ
ويقصر الشَّر، - 00:07:30ضَ
ولأنه مضطر أن يُريها نوعًا من الجفاء. - 00:07:31ضَ
إذا لم ينفع هذا كله فما العمل؟ - 00:07:34ضَ
﴿وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [القرآن 34:4] - 00:07:37ضَ
ضرب انتقام وتنفيس غضب؟! لا، حرام بالإجماع؛ - 00:07:39ضَ
لأنه حتى الضرب له ضوابطه وآدابه - 00:07:44ضَ
وإحسانه وجماله كما في الطلاق. - 00:07:47ضَ
ألم تسمع قول نبيك -صلى الله عليه وسلم-: - 00:07:50ضَ
(إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ) (صحيح مسلم) - 00:07:54ضَ
على كل شيء بما في ذلك الضرب الاضطراري. - 00:07:58ضَ
ألم تسمع قول نبيك: - 00:08:02ضَ
(ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه ، - 00:08:04ضَ
ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه) ( صحيح الجامع)، - 00:08:07ضَ
فحتَّى الضرب الاضطراري لا بدَّ أن يكون ضربًا رفيقًا، - 00:08:10ضَ
حسنًا، مالمقصود بـ " آداب الضرب الجميل - 00:08:16ضَ
المحسن الرَّفيق"؟ - 00:08:18ضَ
بدايةً، ستجد في سيرة النَّبِّي العملية - 00:08:20ضَ
عشرات الشواهد عن اللفتات اللطيفة - 00:08:23ضَ
في المعاملة. - 00:08:25ضَ
لكن، لن تجد كيفية ضرب الزَّوجة لأنه - 00:08:26ضَ
-صلى الله عليه وسلم- - 00:08:30ضَ
كما قالت زوجته عائشة: (ما ضرَبَ رسولُ اللهِ - 00:08:31ضَ
-صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيَدِه امْرَأةً له قَطُّ، - 00:08:36ضَ
ولا خادِمًا، ولا ضرَبَ بيَدِه شَيئًا قَطُّ - 00:08:39ضَ
إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ) (صحيح - تخريج المسند) - 00:08:43ضَ
لكنَّه -صلى الله عليه وسلم- حدَّ حدودًا - 00:08:46ضَ
في هذا الضَّرب يحرم تجاوزها. - 00:08:49ضَ
بلا شك، الحملان الغربية الوديعة - 00:08:52ضَ
البيترات الحقيقيين - 00:08:54ضَ
والمسلمون الهاجرون لدينهم (أبو زعبلات)، - 00:08:56ضَ
أول ما ينشأ خلاف، يضرب الوجه مباشرة، - 00:09:00ضَ
كف مُهين يرن في أذنها. - 00:09:04ضَ
ممنوع شرعًا الاقتراب من الوجه، - 00:09:07ضَ
قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: ( ولا تضرب الوجه - 00:09:10ضَ
ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت) (الصحيح المسند-صححه الوداعي وأحمد شاكر)، - 00:09:14ضَ
الوجه محل تكريم وأنت لا تريد أن تهينها، - 00:09:18ضَ
بل أن تضع لها حدًا وتنقظها من خطئها. - 00:09:22ضَ
ولا تقبِّح أي: ممنوع تقول لها قبحك الله، - 00:09:25ضَ
أي: الله يجعلك بشعة - 00:09:28ضَ
لا، حرام، أينك يا رسول الله.. - 00:09:30ضَ
لو رأيت ليس فقط قبحك الله - 00:09:33ضَ
بل السَّب والكلام المهين أيضًا، - 00:09:35ضَ
وهذا حرامٌ طبعًا من بابِ أولى. - 00:09:37ضَ
فما بالك بمن يسب أهلها وأهل أهلها - 00:09:40ضَ
والخيبات الثقيلة التي تحصل - 00:09:43ضَ
والَّتي الإسلام منها براء. - 00:09:45ضَ
فالضَّرب الَّذي في الآية ليس ضرب - 00:09:48ضَ
إنسان خارجٍ عن طوره، - 00:09:50ضَ
بل ضرب رجلٍ متَّزنٍ حكيمٍ ضابطٍ لأعصابه - 00:09:52ضَ
يضعُ حدًا للخطأ بهذا الضرب. - 00:09:57ضَ
قال نبينا: (ولا تهجر إلا في البيت) (الصحيح المسند-صححه الوداعي وأحمد شاكر) - 00:10:00ضَ
يعني: لا يجوز لك أن تعاقبها بترك البيت. - 00:10:03ضَ
ولكنها تنكِّد عليَّ ولا تدعني وشأني... - 00:10:06ضَ
حتَّى ولو، هناك خيارات أخرى تدفن المشكلة. - 00:10:08ضَ
أما خيار الهجران خارج البيت - 00:10:12ضَ
فيحدث لزوجتك وحشة وتزيد الجفوة بينكما. - 00:10:14ضَ
حسنًا، هل الضَّرب مسموحٌ أن يكون موجعًا حتى يؤدبها؟ - 00:10:18ضَ
لا، أبدًا؛ قال نبيُّنا -صلَّى الله عليه وسلَّم-: - 00:10:21ضَ
(إلَّا أنْ يأتين بفاحشةٍ مبيِّنةٍ فإن فعلْنَ - 00:10:25ضَ
فاهْجُرُوهنَّ في المضاجع واضْربوهنَّ ضرْبًا غير مبرِّحٍ، - 00:10:29ضَ
فإنْ أطَعْنَكُمْ فلا تَبْغوا عليهنَّ سبيلًا) (الترمذي - حسن صحيح) - 00:10:34ضَ
إذن، على الوجه ممنوعٌ، مع سِبابٍ وشتائمٍ ممنوعٌ، ضربٌ موجعٌ ممنوعٌ، - 00:10:36ضَ
في حالة ثوران الزَّوج وعدم سيطرتِه ممنوعٌ، - 00:10:42ضَ
ماذا بَقيَ إذن؟ بقي مثلُ ضرب بيتر لجولي. - 00:10:45ضَ
إذن، هذا الضَّرب ما المقصود منه؟ - 00:10:50ضَ
ما دام ليس للتَّشفِّي ولا للانتقام؟ - 00:10:52ضَ
مطلوبٌ منه أنْ تعود إلى رُشدها وتكفَّ عن تمرُّدها. - 00:10:55ضَ
حسنًا، إذا حصل هذا المقصود، - 00:10:59ضَ
هل يجوز للزَّوج أن يستمرَّ - 00:11:00ضَ
ولو بخبطةٍ على السَّاعدين كخبطة بيتر؟ - 00:11:02ضَ
لا، بدهًا، لأنَّه حصل المقصود: - 00:11:06ضَ
﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيْلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [القرآن 4: 34] - 00:11:09ضَ
بمجرَّد أنْ يْحصُلَ المقصودُ ممنوعٌ أن تمد يدك عليها - 00:11:15ضَ
وتذكَّر أنَّ الله عليٌ كبيرٌ، - 00:11:19ضَ
قادرٌ على أن يقتصَّ لها منك في الدُّنيا أو في الآخرة - 00:11:22ضَ
وتعود الأمور بعد ذلك إلى المعروف - 00:11:26ضَ
والإحسان، وحسن العشرة واللَّفتات اللَّطيفة - 00:11:28ضَ
التي علَّمنا إيَّاها رسول الرِّفق محمَّد -صلى الله عليه وسلم-. - 00:11:32ضَ
هذا هو الكلام الَّذي دلَّت عليه أدلَّة القرآن والسُّنة. - 00:11:39ضَ
حسنًا، هل فهِم العلماء المسلمون في القرون السَّابقة مثلَ هذا الفهم؟ - 00:11:43ضَ
كان يمكن أن آتيك بأقوالٍ لعلماءَ معتبرين -لكنها لا تمثِّل عامَّة العلماء- - 00:11:48ضَ
كلامٍ رجَّحوا فيه في المحصِّلة تحريمَ الضَّرب، - 00:11:53ضَ
أو السَّماح به في بيئاتٍ اجتماعيَّةٍ دون بيئاتٍ أخرى، - 00:11:56ضَ
لكن ليس من منهجِنا أنْ نأتيَ بأقوالٍ - 00:11:59ضَ
تُوافِقُ أهواءَ النَّاس وكأنَّنا نخبِّىء عنهم شيئًا، - 00:12:03ضَ
وإنَّما سنذكرُ لكَ هنا بعضَ أقوال العلماء - 00:12:07ضَ
التي نراها تمثِّل عامَّتهم؛ - 00:12:10ضَ
أقوالِ فقهاء لمذاهب معتَبَرين. - 00:12:13ضَ
قال ابنُ شاس من -فقهاء المالكيَّة- - 00:12:16ضَ
في (عقد الجواهر): - 00:12:18ضَ
"فإن غلب على ظنِّه أنَّها لا تتركُ النُّشوزَ - 00:12:20ضَ
إلَّا بضربٍ مُخَوِّفٍ لم يَجُزْ تعزيرُها أصلًا"؛ - 00:12:23ضَ
"لمْ يَجُزْ تعزيرُها أصلًا" يعني: - 00:12:28ضَ
إذا كان لا ينفعُ معها إلَّا الضَّربُ المخيفُ - 00:12:30ضَ
لمْ يَجُزْ للزَّوج أن يعاقبَها؛ - 00:12:33ضَ
لا بضربٍ مخيفٍ ولا بضربٍ أقلَّ منه، - 00:12:36ضَ
لأنَّ المسألة ليست مسألة عقابٍ ولا تنفيس غضبٍ - 00:12:39ضَ
وإنَّما تأديبٌ للمخطئ، - 00:12:42ضَ
إن لم تكن لتتأدب، إذن فلا فائدةَ من الضرب؛ فلا يَضْرب. - 00:12:44ضَ
إذن، ما الحل؟ هناك خياراتٌ أخرى: - 00:12:48ضَ
﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا﴾ [القرآن 4: 35] - 00:12:50ضَ
هناك الطَّلاق، الخُلْعُ، لكن الضَّرب؟ لا، - 00:12:53ضَ
ما دام الضَّرب الشَّرعيُّ لن يفيد. - 00:12:57ضَ
وقال ابنُ عرفة -من المالكيَّة- في (الشَّرح الكبير): - 00:12:59ضَ
"فإن جزم أو ظنَّ عدمها -أي عدم إفادة الهجر- - 00:13:02ضَ
"ضربها إنْ جزم بالإفادة أو ظنَّها، لا إن شكَّ فيها". - 00:13:07ضَ
أي يُشرع له الضَّرب إذا غلب على ظنِّه أو تأكَّد أنَّه نافعٌ، لا إذا شكَّ أنَّه نافعٌ، - 00:13:11ضَ
هذا من مذهب المالكية. - 00:13:16ضَ
أمَّا من الحنابلة فقال البُهوتي في (كشف القناع): - 00:13:18ضَ
"والأَوْلى تركُ ضربِها إبقاءً للمودَّة" - 00:13:22ضَ
أي: حتَّى وإن استحقَّت الضَّرب فالأولى تركُ الضَّرب. - 00:13:25ضَ
من الشَّافعيَّة قال ابن حَجَر الهيثميُّ في (تحفة المحتاج): - 00:13:29ضَ
"أمَّا إذا علم أنَّه لا يُفيد فيحرُم". - 00:13:33ضَ
أي أن الكلام كلَّه -يا إخواننَا- - 00:13:37ضَ
عن ضربٍ واعٍ تربويٍّ - 00:13:38ضَ
له مقصدٌ واحدٌ: تصحيحُ الخطأ، - 00:13:41ضَ
والحفاظُ على هذا البيت والعلاقةِ بين الزَّوجين. - 00:13:44ضَ
حسنًا، ماذا إذا كانت الزَّوجة تخلُّ - 00:13:48ضَ
لا بحقِّ الزَّوج فحسب، بل وبحقِّ الله -تعالى-؟ - 00:13:50ضَ
"سألَ ابنُ هانئٍ الإمامَ أحمدَ بنَ حنبلٍ عن الرَّجل - 00:13:55ضَ
له امرأةٌ لا تُصلِّي هل يضرِبُها؟ - 00:13:59ضَ
فقال الإمامُ أحمد: نعم، يضرِبُها ضرْبًا رفيقًا - 00:14:01ضَ
غيرَ مُبرِّحٍ؛ لعلَّها ترجِع". - 00:14:05ضَ
هذا مع أنَّ الزَّوج يريد أنْ يُلزمَها بحقِّ الله - 00:14:08ضَ
بلْ وَبِأَهَمّ أركان الإسلام: الصلاة. - 00:14:11ضَ
ستقول هنا: عن أي شئٍ تتحدث؟! ما بيتر وما جولي يا رجل؟ - 00:14:14ضَ
الواقعُ غيرُ ذلك تمامًا؛ - 00:14:16ضَ
كثيرٌ من الأزواج يضربون ضرب أبو زعبل! - 00:14:18ضَ
فأقول لك للمرَّة الألف: الواقعُ غيرُ ذلك - 00:14:21ضَ
لِخَيْبَة كثيرٍ من المسلمين وبعدِهم عن دينهم، - 00:14:25ضَ
لا لأنَّ الشَّريعةَ أمَرَتهم بهذا الضَّرب. - 00:14:29ضَ
ستقول: لكنَّ سماحَ الشَّريعةِ بالضَّرب - 00:14:32ضَ
سيؤدِّي بالتَّأكيد لسوءِ استخدامِ هذا التَّشريعِ من الأزواج. - 00:14:35ضَ
فأقول لك: ضربُ المرأة انتشر - 00:14:38ضَ
في الماضي والحاضر، - 00:14:41ضَ
في الجاهليَّات القديمة والحديثة، - 00:14:42ضَ
وفي الغرب والشرق، - 00:14:44ضَ
وفي أكثر المجتمعات تقدُّمًا ماديًّا وأقلِّها تقدُّمًا، - 00:14:45ضَ
وبِنَسَبٍ مخيفةٍ، وأشكالٍ بشعةٍ. - 00:14:50ضَ
لكنَّ الإسلامَ جاءَ فحرَّمَ هذا الضربَ أصالةً، - 00:14:54ضَ
وحصَرَهُ في حالاتٍ اضْطراريَّةٍ - 00:14:57ضَ
وغيَّرَ دوافعَهُ في هذه الحالات؛ - 00:15:00ضَ
غيَّرها من الانتقام والتَّشفِّي، والعدوانِ والتَّنمُّر - 00:15:03ضَ
إلى التَّأديب والحفاظِ على العلاقة. - 00:15:07ضَ
والإسلام جعل الضَّربَ للزَّوجة المتمرِّدةِ المخطئةِ حَصْرًا. - 00:15:10ضَ
وحتَّى في هذه الحالة وَضَعَ لَهُ آدابًا - 00:15:14ضَ
ليجعله ضربَ رفقٍ وإحسانٍ كضرب بيتر لجولي. - 00:15:17ضَ
حسنا، لماذا يضربها أصلًا؟ يطلِّقها وحسب! - 00:15:23ضَ
هذا -يا حبيبي- حينما تكون هناك استهانة بكيان الأسرة، كما تدعو الجاهليَّةُ الحديثة - 00:15:26ضَ
الَّتي تسعى لتخريب البيوت وتدمير الأسر - 00:15:31ضَ
وتربية الأولاد على ما يريده النَّظام الدَّولي - 00:15:35ضَ
ومن ثَمَّ قضاء الشَّهوات بالزِّنا والشُّذوذ. - 00:15:38ضَ
أي أنك تريد أن تقول، ما عليك دع الزوجة تتحملْ - 00:15:42ضَ
حتَّى لو تجاوز زوجها هذه الآدابَ كلَّها؛ - 00:15:45ضَ
وضربها على وجهها وسبَّها ، وأوجعها وسبَّ أهلَها، - 00:15:48ضَ
يِضيع حقُّ المرأة وحسب؟! ونقول لها لكِ الآخرة والجنَّة؟! - 00:15:52ضَ
نقول لك يا صديقي: لا، لن يضيعَ حقُّها - 00:15:55ضَ
لا في الدنيا ولا في الآخرة في النِّظام الإسلاميُّ، - 00:15:59ضَ
بل الإسلام يوفِّرُ الحلولَ لهذه الحالات. - 00:16:02ضَ
الإسلام لمْ يترُك المسألةَ لتَقوى الزَّوجِ فقط، - 00:16:05ضَ
بل إذا أساءَ بعضُ الأزواج التَّطبيقَ لهذا الضَّرب - 00:16:09ضَ
فإنَّهم يعاقَبون بسلطةِ الشَّريعة أيضًا. - 00:16:13ضَ
فسوء التَّطبيق لا يَطعنُ في الحكم الشَّرعيِّ نفسِه من إباحة الضرب، - 00:16:16ضَ
إذا طبيبٌ أهملَ فأضرَّ بمرضاه فلا نقول أنَّ الطِّبَّ كلَّه خطأٌ، - 00:16:20ضَ
وإنَّما يُعاقَبُ هذا الطَّبيبُ على إهمالِه - 00:16:25ضَ
ويبقى الطِّبُّ على أصلِه. - 00:16:27ضَ
قال ابنُ حزمٍ في (المُحلَّى): - 00:16:29ضَ
"فصَحَّ أنَّه إنْ اعتدى عليها بغير حقٍ فالقِصاصُ عليه". - 00:16:31ضَ
قصاصٌ، أي: يُقتصُّ من الزَّوج - 00:16:35ضَ
ويُضرَبُ كما ضرَب زوجتَه تمامًا. - 00:16:38ضَ
وقال أحمد الدَّرديريُّ المالكيُّ في (الشَّرح الكبير): - 00:16:41ضَ
"ولا يجوزُ الضَّربُ المبرِّح - 00:16:44ضَ
ولو علم أنَّها لا تترك النُّشوزَ إلَّا به، - 00:16:46ضَ
فإنْ وقَع فلها التَّطليقُ عليه والقِصاصُ". - 00:16:49ضَ
الكلام عن مَن؟ عن امرأةٍ ناشزٍ متمرِّدةٍ مسيئةٍ، - 00:16:53ضَ
ومع ذلك لا يجوز له أن يضربها ضربًا مبرِّحًا بدعوى تأديبها، - 00:16:57ضَ
وإذا فعل تلجأُ إلى القضاءِ الإسلاميِّ في الدَّولةِ المسلمة. - 00:17:03ضَ
يُحضروا الزُّوج، ويُضرب كما ضربها، - 00:17:06ضَ
وتُطلَّق منه إنْ أرادَتْ. - 00:17:09ضَ
حسنًا، ضربها ضربًا غيرَ مبرِّحٍ لكنَّه كان بغير حقٍّ؛ - 00:17:11ضَ
لم يكن هناك داعٍ أصلًا لضربها. ما العمل؟ - 00:17:15ضَ
قال الدُّسوقيُّ من المالكيَّة: - 00:17:20ضَ
"إِذا ثبَتَ تعدِّيه عليها يزجرُه الحاكمُ، ثمَّ يضرِبُه - 00:17:22ضَ
حيث لمْ تُرِد التَّطليقَ منه، - 00:17:26ضَ
بل أرادَتْ زجرَه وإبقاءَها معه". - 00:17:28ضَ
يعني أن تذهب الزَّوجة للحاكم، - 00:17:31ضَ
تقول له: زوجي ضربني بغير حقٍّ. - 00:17:33ضَ
حقَّقَ الحاكم فوجدَ كلامَها صحيحًا. - 00:17:36ضَ
هذا الزَّوج الشَّابُّ ليس متزنًا - 00:17:39ضَ
ولا يُحْسِن ممارسةَ القِوامة بل تعدَّى؛ - 00:17:41ضَ
يقول لها: أنا زوجُك وحقَّي عليكِ، - 00:17:44ضَ
ولا هُوَ فاهم حقَّه ولا حقَّها، ولا فاهم دينَه. - 00:17:46ضَ
يسألُ الحاكمُ الزَّوجة: حسنًا يا بنتي، تريدين أنْ تُطلَّقي منه؟ - 00:17:49ضَ
لا، أريدُ أنْ أبقَى معه لكن أريد أن يُعاقَبَ لأنَّه ظلمَني. - 00:17:52ضَ
يوبخه الحاكم يزجرُه في هذه الحالة - 00:17:57ضَ
ثم يضربه، ويقول له: رُحْ يا ولد، - 00:18:00ضَ
اِفهمْ دينَك قبلما تضرب، - 00:18:02ضَ
واعْلمْ أنَّ الَّذي يضربُ زوجتَه - 00:18:04ضَ
ويستقوي عليها بهذا الشَّكل ناقصُ الرُّجولة. - 00:18:07ضَ
حسنًا، إذا ضرب الزَّوجُ زوجتَه، - 00:18:10ضَ
وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما شيئًا، قال الدَّسوقي: - 00:18:12ضَ
"وإن ضربها فادَّعتْ العداءَ وادَّعى الأدبَ، فإنها تصدَّق. - 00:18:16ضَ
وحينئذٍ يعزِّرُه الحاكمُ على ذلك العداء". - 00:18:20ضَ
يعني إن ثبَت أنَّ الزَّوجَ ضربَها، - 00:18:23ضَ
وهو يقولُ: ضربتُها تأديبًا على ذنبٍ، - 00:18:25ضَ
وهي تقولُ: بل اعْتدَى. - 00:18:27ضَ
تصدقْ هي، و ربما يُضرب هو بضع ضرباتٍ تعزيرًا - 00:18:29ضَ
والمسألةُ فيها خلافٌ، - 00:18:32ضَ
مثلًا: قال عبد السلام سحنون المالكي: - 00:18:33ضَ
"أنَّه في هذه الحالة يُسْأَلُ جيرانُ الزَّوجين - 00:18:35ضَ
فإنْ ثبتَ أنَّه يتكرَّر أذاه عُذِّب الزَّوجُ وحُبِس. - 00:18:38ضَ
وأشار بدر الدِّين العينيُّ من الأحناف إلى أنَّه - 00:18:42ضَ
"إنْ شكَتْ المرأةُ أنَّ زوجها يضرِبُها - 00:18:45ضَ
فإنَّ من حقِّها أنْ يُسكِنها زوجُها بجوار قومٍ صالحين لِيشهدوا لها، - 00:18:48ضَ
فيزجُرَ القاضي الزَّوجَ إن اعتدى على زوجته". - 00:18:54ضَ
يعني أن تُتَّخذ إجراءاتٌ خاصةٌ - 00:18:57ضَ
كنقل السَّكن ضمانًا لحقِّ المرأة. - 00:18:59ضَ
ومثله كلامٌ لمحمَّد بن جمالٍ الخرشيِّ المالكيِّ: - 00:19:01ضَ
أنَّ الَّتي ضربها زوجُها ضربًا مؤلمًا - 00:19:05ضَ
فلها أن تطلِّق نفسَها منه بطلقةٍ واحدةٍ، - 00:19:08ضَ
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: - 00:19:12ضَ
«لا ضَرَرَ ولا ضِرَار» (الألباني : صحيح) - 00:19:14ضَ
ويأتيك بعد ذلك كلِّه - 00:19:16ضَ
مجموعة ببغاوات يقولون لكِ: - 00:19:18ضَ
الفقه على مرِّ التَّاريخ الإسلاميِّ - 00:19:20ضَ
كان فقهًا ذكوريًّا منحازًا للرَّجل - 00:19:22ضَ
ويجب تجديدُ الفقه الإسلاميِّ. - 00:19:25ضَ
اذهبي بالله عليك اسألي أيَّ واحدةٍ من هؤلاء - 00:19:27ضَ
إذا كانت تعرف أيَّ شيءٍ عن هذه الأقوال الَّتي ذكرناها للعلماء. - 00:19:31ضَ
لكي تعرفي كم هي البغبغاويَّة بجهلٍ مؤذيةٌ. - 00:19:35ضَ
لكن أليس الأصل في العلاقات الزوجيَّة أن تكون مستورةً؟ - 00:19:40ضَ
وألا يطلب الزوجان تدخُّل الدَّولة المسلمة؟ - 00:19:43ضَ
بلى، هذا هو الأصل، والأصل أنَّ الضَّرب نادرٌ، - 00:19:46ضَ
وأنَّ الأزواجَ حكماءٌ؛ أسودٌ في الدِّفاع عن الدِّين رُحماءٌ بزوجاتهم، - 00:19:49ضَ
والأصلُ كذلك أن: - 00:19:53ضَ
﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكًَما مِّنْ أَهْلِهَا﴾ [القرآن 4 :35] - 00:19:55ضَ
ستَحُلُّ المشكلةُ إذا تفاقمَتْ - 00:19:58ضَ
لأنَّ العوائل لا تخلو من عقلاء. - 00:20:00ضَ
لكنَّ النِّظام الإسلاميَّ المتكامل يعالج الحالات كلَّها - 00:20:02ضَ
ولا يسمحُ بظلم أحدٍ لأحدٍ، - 00:20:06ضَ
ولا يترك الزَّوجةَ لرحمة الزَّوجِ إذا كان لا يتَّقي اللهَ فيها: - 00:20:09ضَ
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ - 00:20:13ضَ
﴿وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ﴾ [القرآن 16 :90] - 00:20:18ضَ
والبغي: الظلم - 00:20:22ضَ
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [القرآن 6 :115] - 00:20:23ضَ
لكن -يا أخي- نحن لَسْنا في دولٍ إسلاميَّةٍ تُقيم شَرْع الله، - 00:20:27ضَ
وإذا ضرب الرَّجل المرأة فإنَّ حقَّها قد يضيع! - 00:20:30ضَ
صحيحٌ مئة بالمئة، - 00:20:33ضَ
لكن يجب أن نفهم جيِّدًا جدًّا - 00:20:35ضَ
أنَّه ليس الإسلامُ الَّذي ظلَمها في هذه الحالة - 00:20:37ضَ
بل الجاهليَّة: جاهليَّةُ مجتمعاتِنا وبعضِ الأزواج - 00:20:41ضَ
بشريعة الله وجمالِها وكمالِها، - 00:20:45ضَ
وجاهليَّة تَنْحِيَةِ شريعة الله عن الحكم. - 00:20:48ضَ
يجب أن تفهمي جيِّدا أنَّه ليس الإسلام الَّذي ضربكِ، - 00:20:51ضَ
الضَّربُ الغاضب الموجعُ الانتقاميُّ مع السُّباب هذا من الجاهليَّة، - 00:20:55ضَ
الَّتي جاء الإسلام لينقذكِ منها، - 00:21:00ضَ
والتي عُدتِ تُعانين -أنت ونساء العالم- منها لمَّا غاب الإسلام. - 00:21:03ضَ
يجب أن تفهمي -حضرتك- حينما تقرئين آية: - 00:21:08ضَ
﴿وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [القرآن 4 :34] - 00:21:10ضَ
وتقولي لنفسك: أي أن زوجي هذا يضربني أنا! - 00:21:12ضَ
زوجي الذي عينُه تنظر للحرام، - 00:21:16ضَ
ويتعامل بحرية مع زميلاته في العمل، - 00:21:17ضَ
ويُظهِر للنَّاس الطِّيبة والْأدب، - 00:21:19ضَ
بينما في البيت العنف وسرعة الغضب. - 00:21:21ضَ
زوجي الذي حينما يَمْرض ولدٌ من أولادنا باللَّيل - 00:21:23ضَ
يقول لي: أنا تعبان، اخرجي أنتِ بالسَّيَّارة، - 00:21:25ضَ
و ليس خائفًا عليَّ باللَّيل، - 00:21:27ضَ
هذا يضربُني؟! - لا، يا سيدتي! - 00:21:28ضَ
ليس هذا الزَّوج هو المعنيَّ؛ - 00:21:31ضَ
ليس هذا الزَّوج الَّذي لمْ يفهم: - 00:21:34ضَ
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 1 :228] - 00:21:37ضَ
ليس هذا الزَّوج الَّذي يظنُّ - 00:21:39ضَ
أنَّ الذُّكورةَ بحدِّ ذاتها ميزةٌ، - 00:21:41ضَ
حتَّى لو لمْ يتحمَّل تكاليفَ القِوامة وأعباءَها. - 00:21:43ضَ
حينما تقرئين الآية ضعيها في السِّياق الصَّحيحِ - 00:21:47ضَ
والصُّورة الذِّهنيَّة المناسبة، الله يكرمكِ! - 00:21:50ضَ
حسنًا، ماذا تفعلُ المرأةُ في أيَّامنا إذا ظُلِمتْ؟ - 00:21:52ضَ
هل تشكو للقضاء؟ - 00:21:55ضَ
هل تطلُب تدخُّلَ الدُّولِ القائمة في أيامِنا هذه؟ - 00:21:57ضَ
فأقول: ليس المسلمون في دولٍ ترعى حقَّ الله، - 00:22:01ضَ
وتحفظُ كرامةَ الإنسان وتحترمُ كيانَ الأسرة، - 00:22:05ضَ
فمن يطلبُ تدخُّلَهم - 00:22:09ضَ
هو كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار. - 00:22:10ضَ
ولذلك فخطابي هو لكِ أيَّتُها الزَّوجة - 00:22:13ضَ
ولكَ أيُّها الزَّوج، ويا عوائلهم - 00:22:16ضَ
لِنَحُلَّ مشاكلَنا بأنفسنا. - 00:22:18ضَ
وكما ذكرتُ في حلقة (المرأة والCBT) - 00:22:21ضَ
لستُ هنا لأُفصِّل فقهيًّا كلَّ حالةٍ بحالتها - 00:22:23ضَ
لكن لنعلمَ عظمةَ ديننا فلا نطلب الشِّفاء إلَّا بهِ - 00:22:27ضَ
ولنسعى لإقامته كاملًا في حياتنا، - 00:22:31ضَ
فهو كفيلٌ بحلِّ المشاكل بعدلٍ وإحسانٍ وتوازنٍ. - 00:22:34ضَ
سوف يجيء أحدهم يقول: يا أخي، تنظيرٌ في تنظيرٍ! - 00:22:39ضَ
هل هذا الكلامُ ينجحُ على أرض الواقعِ؟! - 00:22:42ضَ
حسنَا، تعالَ نرى التَّطبيقَ على أرض الواقع - 00:22:44ضَ
عندما كان الإسلامُ مُقامًا بالفعل. - 00:22:47ضَ
رأينا من الكتاب، ومن السُّنَّة، - 00:22:50ضَ
ومن أقوال الفقهاء، - 00:22:52ضَ
والآن تعالَ نرى التَّاريخ... - 00:22:54ضَ
هل عندما كان هناك نظامٌ إسلاميٌّ متكاملٌ، - 00:22:56ضَ
هل كانت إساءة استخدام الضَّرب ظاهرةً منتشرةً؟ - 00:23:00ضَ
هل أنتجتْ لنا الآياتُ امرأةً مضروبةً معقَّدةً ضعيفة الشَّخصيَّة؟ - 00:23:04ضَ
من هذه المرأة المعقدَّة؟! - 00:23:10ضَ
معلِّمة الأُمَّة أمُّنا عائشة -رضي الله عنها- - 00:23:12ضَ
أَمْ صفيَّة الشَّيبانيُّ أمُّ أحمد بن حنبل - 00:23:16ضَ
أمْ خديجة خاتون أمُّ محمَّد الفاتح - 00:23:18ضَ
أمْ أمَّهات الجنود الَّذين داسوا تيجان كسرى وقيصر - 00:23:21ضَ
وأخرجوا الشُّعوب من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد. - 00:23:24ضَ
الأمَّهات اللَّاتي يَصدُق فيهنَّ حقًا وراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امْرأة - 00:23:29ضَ
واللَّواتي كان لهنَّ إنجازاتٌ أخرى منوَّعةٌ - 00:23:35ضَ
نتكلَّم عنها لاحقًا بإذن الله. - 00:23:39ضَ
دوَّنتْ كتبُ التَّاريخ تلك المراحلَ بتفاصيلِها، - 00:23:41ضَ
هل سمعتَ فيها عن ظاهرة ضرب النِّساء؟ - 00:23:44ضَ
حسنًا، إذا كان هذا هو وضع الضَّرب في القرآن والسُّنَّة والفقه والتَّاريخ - 00:23:48ضَ
فمن أين تقفز إلى أذهاننا صورة (أبو زعبل وفتحيَّة)؟ - 00:23:53ضَ
تقفز إلينا من غسيل العقول عبر السَّنوات - 00:23:58ضَ
بالأفلام التي تأتي بعمي الحاجّ الَّذي يضرب زوجته - 00:24:01ضَ
ويقول لها سوف أجبرك على بيت الطَّاعة قال الله... قال رسول الله... - 00:24:06ضَ
ثم إذا بأبناء الحاجّ يجدونه في ملهى مع راقصة!ٍ - 00:24:11ضَ
تقفز إلينا من ممارساتٍ مشوَّهةٍ من المسلمين أنفسِهم؛ - 00:24:16ضَ
وقد صدق من قال: - 00:24:20ضَ
لا يبلغ الأعداء من جاهلٍ ما يبلغ الجاهلُ من نفسه. - 00:24:22ضَ
تقفز إلينا من مقاطع يعمل عليها أعداء البشريَّة ليلَ نهار ليشوِّهوا الإسلام، - 00:24:26ضَ
هل تعلمون من أين أخذتُ صورة أبي زعبل يضرب فتحية؟ - 00:24:32ضَ
من فيديو منتشرٍ على اليوتيوب"Youtube" - 00:24:36ضَ
ترعاه مؤسساتٌ أوروبيَّةٌ، - 00:24:38ضَ
والمقطع يشجِّع الفتاةَ المسلمة الَّتي تميل جنسيًّا للفتيات مثلها، - 00:24:40ضَ
يشجِّعها على التَّمرُّد على عائلتها المسلمة - 00:24:45ضَ
واللِّقاء بالمسؤولين الَّذين سيحمونها من أبيها الشِّرير، - 00:24:48ضَ
ويمكِّنونها من العيش بأمانٍ - 00:24:52ضَ
مع عشيقتها الشَّاذة (بالإنجليزية) مثليَّة مثلها. - 00:24:54ضَ
مجتمعاتٌ فيها نساءٌ مشوَّهاتٌ نفسيًّا؛ - 00:24:58ضَ
أصابتْهنَّ العقد من إهانة الرَّجل للمرأة - 00:25:01ضَ
وتسلُّطه عليها، واغتصابه لها - 00:25:04ضَ
وتحرُّشه بها في مجتمعاتهم، - 00:25:06ضَ
فأصابتهنَّ عقد النَّسويَّة - 00:25:08ضَ
ولجأْنَ للشُّذوذ لمقاطعة الجنس الذِّكوريِّ، - 00:25:11ضَ
وَيُرِدْنَ أن يَنقُلْنَ عُقَدَهُنَّ إليكِ أنتِ -أيَّتُها المسلمة- وينفِّروكِ عن دينكِ. - 00:25:14ضَ
بعض النِّساء لا يعجبها هذا الكلام كلُّه؛ - 00:25:20ضَ
تقول: حتَّى لو ناشز وحتَّى لو متمرِّدة، - 00:25:23ضَ
وحتَّى لو من زَوْجٍ عاقلٍ حكيمٍ -كما تقولون- - 00:25:26ضَ
وحتَّى لو بآدابٍ ورفقٍ وإحسانٍ، - 00:25:30ضَ
وحتَّى لو برعاية دولةٍ مسلمةٍ تعاقب الزَّوج الظَّالم، - 00:25:32ضَ
وحتَّى لو المرأة في التَّاريخ الإسلاميِّ - 00:25:35ضَ
كانت عزيزةً ومصدر عزَّةٍ؛ أنا معترضةٌ! - 00:25:37ضَ
معترضةٌ على ماذا؟! - 00:25:41ضَ
ليس للزَّوج أيُّ حقٍّ في ضرب زوجته، - 00:25:42ضَ
وهذا ظلمٌ للمرأة. - 00:25:45ضَ
نقول لها: إذن! الآية تجرحكِ - 00:25:47ضَ
لأنَّك تضعين نفسكِ في خانة اللَّاتي يُخاف نشوزُهنَّ؛ - 00:25:51ضَ
يعني كأنَّكِ تقولين: لا! أريدُ أنْ أتمرَّد - 00:25:55ضَ
وأُخرب بيتي ولا أحد يمنعني! - 00:25:58ضَ
كالَّذي يقول أريد أنْ أسرق وأشرب الخمر - 00:26:01ضَ
و معترضٌ على الشَّريعة الَّتي تعاقبني على هذا؛ - 00:26:03ضَ
ويكاد المريب يقول خذوني. - 00:26:06ضَ
ألا ترين -حضرتك- أنَّكِ إذن - 00:26:08ضَ
لازلتِ متأثِّرةً بالصُّور النَّمطيَّة والعقد النَّفسيَّة - 00:26:10ضَ
أو أنَّ عندكِ نوعًا من التَّألُّه؛ - 00:26:14ضَ
فكرة المرأة المتألِّهة -الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقة الماضية- - 00:26:17ضَ
لا، المرأة لا تُضرَب ولا تُعاقَب - 00:26:21ضَ
ولا تُمَسُّ مهما أساءَتْ؛ - 00:26:24ضَ
وكأنَّها إلهةٌ لا تُسأَل عمَّا تفعل! - 00:26:26ضَ
نفس المرأة المتألِّهة هي الَّتي كانت منسجمةً - 00:26:29ضَ
وعيناها ممتلئتان بالدموع من مشهد (بيتر وجولي)، - 00:26:31ضَ
وربما كانت تتمنَّى -أيضا- لو كانت محلَّ جولي - 00:26:34ضَ
حتى يهزَّها بيتر الوسيم، - 00:26:37ضَ
ويقول لها: - 00:26:39ضَ
(بالانجليزيَّة) هذا يكفي، جولي! - 00:26:40ضَ
توقفي، من فضلكِ! - 00:26:42ضَ
بل وربما أيضا لاتعترض - 00:26:43ضَ
لو أن بيتر صفعها مِن باب - 00:26:44ضَ
كل ما يفعله الحبيب..حبيب، - 00:26:46ضَ
و على قلبي مثل العسل. - 00:26:47ضَ
نفس الشَّباب والشَّابات الَّذين استاءوا - 00:26:48ضَ
عندما قطعتُ عليهم لحظاتِ الرُّّومانسيَّة في مشهد بيتر وجولي - 00:26:50ضَ
لم يهتموا كثيرًا - 00:26:53ضَ
لو كانت علاقة بيتر و جولي بالحرام أَمْ بالحلال بل على العكس؛ - 00:26:55ضَ
لأنَّ فكرة الزَّواج شوِّهتْ لدى كثيرٍ من شبابنا وفتياتنا، - 00:26:59ضَ
فربما سيتعاطفوا أكثر مع مشهد عشيقين من مشهد زوجين. - 00:27:04ضَ
انتبهوا يا شباب! وانتبهوا يا بنات! - 00:27:08ضَ
العلاقات المحرَّمة قبيحةٌ، بشعةٌ، بغيضة، - 00:27:11ضَ
الَّذي يجمِّلها أشياءٌ خارجةٌ عنها؛ - 00:27:16ضَ
تزيين الشَّيطان: وسامة الممثِّل والممثِّلة وطلاء الزينة والموسيقى. - 00:27:19ضَ
أمَّا الحرام نفسُه فبغيضٌ بشعٌ جدًا. - 00:27:24ضَ
بإمكانكم -ولو كنتم أقلَّ وسامةً- - 00:27:28ضَ
أنْ تجعلوا حياتكم جميلةً رقيقةً، - 00:27:30ضَ
يحفُّها الإحسان والرُّومانسيَّة الحلال - 00:27:33ضَ
إذا اتَّبعتم هدي نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلم. - 00:27:36ضَ
بيتر الحقيقيُّ وجولي الحقيقيَّة -يا شباب- - 00:27:40ضَ
لا بنتهي بِهمُ الأمر إلى هزَّه - 00:27:43ضَ
وارتماء في الأحضان كما في الأفلام، - 00:27:45ضَ
وإنَّما النِّهايات الحقيقيَّة هي ما أخبرناكِ عنه في حلقة تحرير المرأة الغربيَّة - 00:27:48ضَ
بالإحصائيَّات الرَّسميَّة الغربيَّة. - 00:27:54ضَ
عندما تصبح جولي أبشع - 00:27:57ضَ
أو عندما تحمل من بيتر بالحرام - 00:27:58ضَ
لأنَّها تعمَّدت ألا تأخد حبوب منع الحمل - 00:28:01ضَ
وبحب أن يكون عندها طفل، - 00:28:04ضَ
بينما هو لا يريد إلَّا المتعة الجنسيَّة - 00:28:05ضَ
ولا يريد أيَّة مسؤوليَّة، - 00:28:08ضَ
أوعندما يكتشف بيتر أنَّها تخونه مع شابّ آخر، - 00:28:10ضَ
أو عندما يكون بيتر الحقيقيُّ سكرانًا، - 00:28:13ضَ
أو محشِّشًا أو محبّ بالمخدرات، - 00:28:15ضَ
فإنَّه لن يهزَّها برفقٍ وعقلانيَّةٍ، - 00:28:18ضَ
بل سيأتيها باللَّكمِ والرَّكل، - 00:28:22ضَ
اللَّكم الرُّومانسي الَّذي تخفيه عنكِ هوليود. - 00:28:25ضَ
إذا كنَّا أتينا لكِ بالإحصائيَّات الرَّسميَّة - 00:28:30ضَ
أنَّ واحدةً من كلِّ أربعة نساءٍ - 00:28:32ضَ
تتعرَّض لعنفٍ شديدٍ من الشَّريك الحميم - 00:28:34ضَ
فما بالكِ بنسبة النِّساء اللَّواتي - 00:28:37ضَ
تُصفع الواحدة فيهن صفعة تلو الأخرى - 00:28:40ضَ
وتُشتم وتٌهان لكن - 00:28:42ضَ
لا تصل المسألة إلى العنف الشَّديد - 00:28:44ضَ
لكي تُضاف إلى إحصائيات - 00:28:46ضَ
الواحدة من كلِّ أربع نساء، - 00:28:48ضَ
كم ستكون نسبة هؤلاء النِّساء المُبهدَلات؟ - 00:28:49ضَ
فأكثر النِّساء يتعرَّضن لنوع من أنواع الامتهان وقلَّة القيمة في الغرب، - 00:28:53ضَ
تعالي الآن نريكِ بعض النَّماذج - 00:28:58ضَ
ممَّا يحصل خارج أسوار هوليود، - 00:29:01ضَ
تعالي نريكِ الجزء الثَّاني غير المنشور من القصص الغراميَّة، - 00:29:04ضَ
تعالي نريكِ نماذج ممَّا يحصل مع ملايين - 00:29:09ضَ
النِّساء حسب الإحصائيَّات الرَّسميَّة: - 00:29:13ضَ
هذه أبي "Abbie" - 00:29:16ضَ
الَّتي حطَّم (بالإنجليزية) صديقها الحميم - 00:29:19ضَ
شاشة التِّلفاز على مؤخِّرة رأسها - 00:29:21ضَ
وضربها مرارًا على وجهها. - 00:29:23ضَ
وهذه جيد"Jade" - 00:29:25ضَ
الَّتي قام (بالإنجليزية) صَّديقها الحميم بلكمها - 00:29:26ضَ
ثمَّ جرَّها في الشَّارع وواصل ضربها - 00:29:28ضَ
وهو تحت تأثير الخمر والكوكايين، - 00:29:30ضَ
وهذه ميليسا من جامعة ساوث فلوريدا بأمريكا - 00:29:33ضَ
والَّتي كانت مع (بالإنجليزية) صَّديقها الحميم - 00:29:35ضَ
في يوم من الأيام فشرب الكثير من الخمر - 00:29:37ضَ
والوسكي ثم بدأ يضربها وألقاها على الأرض - 00:29:40ضَ
وركلها برجله ثم أصبح يجرُّها - 00:29:43ضَ
من شعرها حول الغرفة - 00:29:45ضَ
ويضربها بزجاجةٍ في وجهها - 00:29:47ضَ
حتى فتح فيها جرحًا. - 00:29:49ضَ
وهذه ميجان في أوهايو بأمريكا - 00:29:52ضَ
والتي كانت تشرب الخمرة - 00:29:54ضَ
مع (بالإنجليزية) صَّديقها الحميم - 00:29:56ضَ
في احتفاليَّة رأس السَّنة - 00:29:58ضَ
قبل الماضية في 2019 - 00:29:59ضَ
وفجأة ضربها الصَّديق الحميم فركلته - 00:30:01ضَ
فانهال عليها ضربًا حتَّى الإغماء. - 00:30:03ضَ
وهذه بريتني والَّتي ضُربتْ - 00:30:06ضَ
على إثر مشادةٍ مع رجلٍ - 00:30:07ضَ
-أقصد ذكر لا رجل- في ملهىً ليليٍّ باستراليا. - 00:30:10ضَ
وهذه البريطانية كاري الَّتي ضربها زوجها - 00:30:13ضَ
بعد ثلاثة أيَّامٍ من إنجابها لمولودٍ جديدٍ - 00:30:16ضَ
يعني وهي في قمة ضعفها. - 00:30:19ضَ
وهذه كارلي من إنديانابولس في أمريكا - 00:30:21ضَ
والَّتي هشَّمها الصَّديق الحميم - 00:30:23ضَ
وأحدث كسورًا في جمجمتها - 00:30:25ضَ
وعضَّات شرسة في جسمها، - 00:30:27ضَ
وحاول أن يخلع لسانها بعد مشادةٍ بينهما. - 00:30:29ضَ
وهذه أنجيلا من ولاية تينيسي بأمريكا - 00:30:33ضَ
والَّتي قام صَّديقها الحميم بضربها - 00:30:36ضَ
لأنَّها تجرَّأت أن تطلب الانفصال عنه - 00:30:39ضَ
بعد علاقةٍ استمرَّت ستَّة أشهر. - 00:30:42ضَ
هذه عيِّناتٌ من المآسي - 00:30:45ضَ
الَّتي تحصل بالملايين سنويًا. - 00:30:48ضَ
الأخت التي طلبتُ منها - 00:30:51ضَ
أن تحصِّل بعض الصُّور وتكتب موجزًا عنها - 00:30:52ضَ
قالت لي: أنا بالعافية قدرت أخرج هذه الحالات - 00:30:55ضَ
ولا أستطيع أن أنظر إلى هذه البشاعات أكثر من ذلك - 00:30:59ضَ
وبالمناسبة كلُّ هؤلاء النِّساء - 00:31:03ضَ
والفتيات -تقريبًا- تجد لهن صورًا غراميَّة - 00:31:05ضَ
مع (بالانجليزية) أصدقائهن الحميمين - 00:31:10ضَ
قبل أن يتعرضن للضرب. - 00:31:11ضَ
الأفلام والأغاني تريك النِّصف الأوَّل من القصَّة - 00:31:13ضَ
ولا تريك تتمَّة القصَّة - 00:31:15ضَ
عنفٌ أوَّل ما يتَّجه - 00:31:18ضَ
يتَّجه للوجه للإهانة والتَّحقير، - 00:31:20ضَ
عنفٌ يكسِّر العظام والأسنان ويفتح الجروح، - 00:31:22ضَ
ويقتل إلى حدٍّ جعل المسيرات تخرج في أوروبا، - 00:31:26ضَ
فما بالك بما يحصل في البيئات الفقيرة - 00:31:29ضَ
حيث ضيق الفقر وضنَك العيش. - 00:31:32ضَ
بعد حلقة تحرير المرأة علَّق أحد الإخوة بأنَّه - 00:31:34ضَ
كان يسير في الشَّارع في ألمانيا فرأى رجلًا - 00:31:37ضَ
ماشيًا رأى سيدة فضربها على وجهها وأكمل طريقه، - 00:31:39ضَ
فقال الأخ لصاحبه: كيف يفعل ذلك؟! - 00:31:43ضَ
فردَّ عليه أليست هيَّ من أرادتْ المساواة مع الرَّجل - 00:31:45ضَ
فلتدافع عن نفسها؛ لن يدافع عنها أحد، - 00:31:48ضَ
إلى أن تشتكي للشرطة فيأتوا ويبحثوا عن الرَّجل - 00:31:51ضَ
يضيع حقُّها بين الأقدام. - 00:31:55ضَ
في المقابل المجتمع النَّبويُّ - 00:31:58ضَ
ومجتمعات القرون الفاضلة بعده، - 00:32:00ضَ
والَّتي قامت على (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) [القرآن 4 :34] - 00:32:02ضَ
وعلى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [القرآن 4 :19] - 00:32:06ضَ
وعلى (لا تُؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها) (حسن صحيح - الترغيب والترهيب) - 00:32:09ضَ
وعلى (خيرُكم خيرُكم لأهلِه) (الطبري - صحيح) - 00:32:13ضَ
على خطابٍ متوازنٍ للجميع. - 00:32:16ضَ
ماذا كانت النَّتيجة فيها؟! - 00:32:18ضَ
العنف الأسريُّ وضرب المرأة؟! - 00:32:20ضَ
هل سمعتم أو قرأتم في كتب التَّاريخ - 00:32:23ضَ
-الَّتي دوَّنت تلك المرحلة بتفاصيلها- - 00:32:25ضَ
عن نساءٍ كُسِرتْ عظامهنَّ أو أسنانهنَّ؟! - 00:32:28ضَ
أو أُحدِثتْ فيهنَّ العاهات؟! - 00:32:31ضَ
كما يحصل عند العاهات - 00:32:33ضَ
الَّذين يتطاولون على ديننا - 00:32:35ضَ
ويدَّعون أنَّهم يريدون إنقاذ المرأة منهم. - 00:32:38ضَ
أمَا وقد عرفنا جمال ديننا - 00:32:42ضَ
وكم نحن عنه غافلون، - 00:32:44ضَ
وكم تعاني المرأة في الجاهليَّة الحديثة َّالغربيَّة - 00:32:46ضَ
والجاهليَّة الجزئيَّة في المجتمعات المسلمة، - 00:32:51ضَ
فقد حُقَّ لنا أن نتعلَّم ديننا، - 00:32:54ضَ
وننشر الوعي بهذه القضايا في أمتنا - 00:32:57ضَ
بحيث عندما تقع حوادث الاعتداء على النِّساء - 00:33:00ضَ
نكون نحن أوَّل من ينصف المرأة - 00:33:03ضَ
ويطالب بحقِّها باسم الإسلام - 00:33:06ضَ
لا أن يخرج الغِربان والغرابات - 00:33:08ضَ
ليلصقوا التُّهمة بالإسلام - 00:33:11ضَ
ويطالبوا بالقضاء على البقيَّة المتبقِّية منه. - 00:33:13ضَ
ديننا عظيمٌ وجميل. - 00:33:17ضَ
لكن نحن الَّذين نحتاج أن نفهمه - 00:33:19ضَ
فاذهبي يا كريمة، - 00:33:22ضَ
يا من كرَّمك الله بالإسلام، - 00:33:23ضَ
واقرئي كتاب ربِّك - 00:33:26ضَ
وأنت تحسنين الظَّنَّ بحكمته وعدله ورحمته، - 00:33:27ضَ
والسلام عليكم ورحمة الله. - 00:33:31ضَ