سلسلة المرأة

السوبروومان (قبل أن تتأله المسلمة)

إياد قنيبي

السَّلام عليكم - 00:00:00ضَ

تألَّهَ الإنسان الغربيُّ، أي: (تصرَّف كأنَّه يرى نفسه إلهًا) - 00:00:01ضَ

وقد أخبر نبيُّنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ المسلمين سيُقلِّدون أهل الكتاب في كلِّ شيءٍ، - 00:00:06ضَ

فقال: «"لتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ، - 00:00:13ضَ

حتَّى لو دخلوا جُحر ضَبٍّ تَبِعْتُموهُم" - 00:00:19ضَ

قال الصَّحابة: "يا رسولَ الله اليهودُ والنَّصارى؟" قال: "فَمَن؟"» (صحيح البخاري)، أي من غيرهم؟ - 00:00:22ضَ

حتَّى لو دخلوا إلى مكانٍ خَرِبٍ مُوحِشٍ -كجحر الضَّبِّ- فإنَّا سنتبَعُهُم، - 00:00:28ضَ

إذا عملوا شيئًا فلا بدَّ أن نعمل مثلهم، - 00:00:33ضَ

وأخرب جحرٍ ندخله وراءهم هو جحر التّألُّه، - 00:00:35ضَ

تأليهُ الإنسان لنفسه ولشهواته، وعدمُ الخضوع بصدقٍ للإله الحقِّ، - 00:00:39ضَ

وهو أصلُ أكثر المشكلات المعاصرة في مجتمعاتنا، - 00:00:45ضَ

وبما أنَّ هذه الحلقة هي ضمن سلسلةٍ لكِ -أيَّتها الفتاة وأيَّتها المرأة-، - 00:00:50ضَ

فسنتكلَّم فيها معكِ عن تألُّه المرأة، - 00:00:55ضَ

سنرى معًا قصَّة التألُّه عند الغربيَّات؛ جذورِه، وأسبابِه، ومظاهرِه، ونتائجِه، - 00:00:58ضَ

ثمَّ نرى كيف بدأ بعض المسلمات يسلُكنَ نفس الطَّريق ويدخلْن نفس الجحر؛ جحرِ التَّألُّه، - 00:01:05ضَ

ويَتْبَعْنَ الغربيَّات شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ عن قصدٍ حينًا، وعن غفلةٍ أحيانًا، - 00:01:13ضَ

سنرى أسباب ذلك ومظاهره؛ - 00:01:21ضَ

لتنتبِه المسلمة وتنجوَ قبل أن تعانيَ من عواقب التّألّه ونتائجه الَّتي سنراها. - 00:01:24ضَ

كيف تألَّه الإنسان الغربيُّ؟ - 00:01:30ضَ

وبالمناسبة فإن (تأَلَّهَ) تأتي لغةً بمعنى تعبَّد وتنسَّك، وتأتي بمعنى ادَّعى الألوهيَّة، - 00:01:32ضَ

أنت حينما تسمع: تأليه الإنسان لشهواته، تستغرب وتظنُّ أنَّ هذا تعبيرٌ أدبيٌّ مجازيٌّ، - 00:01:38ضَ

لا، بل هو حقٌ؛ - 00:01:43ضَ

ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ﴾ [القرآن 25: 43]، - 00:01:45ضَ

وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ [القرآن 36: 77] - 00:01:50ضَ

يرى نفسه خصمًا لله، ونِدًّا بشكلٍ مُبِينٍ واضحٍ. - 00:01:57ضَ

ما أسباب هذا التَّألُّه عند الغربيِّين؟ - 00:02:03ضَ

أسبابه: الدِّين، وترك الدِّين - كيف ذلك؟ - 00:02:06ضَ

تأليه الإنسان له جذوره في الكتاب المحرَّف عند أهل الكتاب، - 00:02:09ضَ

الَّذي يُزيل الحدود الفاصلة بين الله وعبادِه؛ - 00:02:14ضَ

فالإله عندهم يتجسَّد في الإنسان، ويصارع يعقوب، فيَصْرَعُ الإلهَ، - 00:02:18ضَ

والإله عندهم نام وتعب وصرخَ كالثَّمْلان، - 00:02:23ضَ

ويصوِّر دينُهم الإلهَ حريصًا على تجهيلِ الإنسان حتَّى لا يُنازِعَه الألوهيَّة، - 00:02:27ضَ

فيقول في سفر التَّكوين من العهد القديم [تكوين 2: 16-17] - 00:02:33ضَ

"وأوصى الرَّبُّ الإلهُ آدمَ قائلًا: من جميع شجرِ الجنَّة تأكل أكلًا، - 00:02:36ضَ

وأمَّا شجرة معرفة الخير والشَّرِّ فلا تأكلْ منها لأنَّك يوم تأكل منها موتًا تموت"، - 00:02:41ضَ

أي أنَّ الرَّبَّ حاول أن يُوهم آدمَ بأنَّ الأكل من شجرة المعرفة يقتله؛ - 00:02:49ضَ

حتَّى لا يأكل منها آدم وحتَّى يبقى جاهلًا، - 00:02:54ضَ

وأنَّه لمَّا عصى آدم ربَّه وأكل من شجرة المعرفة، خاف الرَّبُّ، - 00:02:59ضَ

-كما في سِفر التَّكوين من العهد القديم-: - 00:03:04ضَ

"وقال الرَّبُّ الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منَّا عارفًا الخير والشَّرَّ، - 00:03:07ضَ

والآن لعلَّه يمدُّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا - 00:03:13ضَ

ويأكل و يحيا إلى الأبد" [سفر التكوين 2: 22] - 00:03:18ضَ

أي أنَّ الرَّبَّ خاف من أن يأكل آدم من شجرة أخرى فيخلد أيضًا ولا يموت، - 00:03:22ضَ

ويصبح بمجموع هذه الصفات منازعًا للرَّبِّ في ألوهيَّته، - 00:03:27ضَ

تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا. - 00:03:32ضَ

وبإمكانكم هنا الرُّجوع إلى سلسلة الأخ (أحمد دعدوش) بعنوان (عالَم السِّرِّ) - 00:03:35ضَ

خاصَّةً الحلقة الثَّالثة عن (الكابالا) لتروا إلى أين وصل تأليهُ الإنسان. - 00:03:40ضَ

ففكرة النِّدِّية والتَّنافس مع الله لها جذورها في الأديان المحرَّفة، - 00:03:46ضَ

وازدادت مع تقدُّم العلوم الطَّبيعيَّة - 00:03:51ضَ

على اعتبار أنَّ الإنسان يكتشف ما أراد الرَّبُّ أن يخبِّئه عنه ويُجهِّله به، - 00:03:54ضَ

ولا أريد أن أقطع تسلسل القصَّة هنا، لكن لك أن ترى أيُّها المسلم نعمة الله عليك بالإسلام - 00:04:00ضَ

الَّذي يجعل العلم دالًّا على الله، - 00:04:07ضَ

بحيث كلَّما تعمَّقْتَ في المخلوقات، ازْدَدْتَ تعظيمًا و إجلالًا لربِّ العزَّة سبحانه - 00:04:09ضَ

كما نبيِّن في (رحلة اليقين). - 00:04:15ضَ

نعودُ فنقول: كان للدِّين المحرَّف دورٌ في فكرة تأليه الإنسان، - 00:04:18ضَ

حسنًا، ماذا عن ترك الدِّين؟ - 00:04:24ضَ

الَّذي يترك الدِّين عندهم لا يكون بديلُه عادةً البحثَ عن الدِّين الحقِّ الخالي من هذه الأساطير، - 00:04:26ضَ

بل الانتقالُ إلى الإلحاد أو (اللَّاأدرية)؛ - 00:04:33ضَ

في فطرته شعورٌ بالضَّعف البشريِّ، وحاجةٌ إلى العبادة والاستعانة بربٍّ كامل الصِّفات، - 00:04:36ضَ

إنْ لم يصرِف هذه العبادة إلى الرَّبِّ الحقيقيِّ، فإنَّه سيصرفها إلى عبادة هواه، - 00:04:43ضَ

ومن ثم تألَّه الإنسان الغربيُّ، - 00:04:50ضَ

أصبحت المركزيَّة للإنسان، - 00:04:53ضَ

كلُّ شيءٍ يجب أن يتبع ويخضع للإنسان، ولا يخضع هو لأحدٍ، ولا حتَّى لخالقه ورازقه؛ - 00:04:55ضَ

لذا فالمعايير والتَّصوُّرات والأفكار كلُّها ستبنى تبعًا لذلك: - 00:05:03ضَ

أنَّ الإنسان هو المركز، القَدَاسة له ولشهواته ورغباته، - 00:05:09ضَ

والدِّين يجب أنَّ يُخْضَعَ للإنسان، - 00:05:14ضَ

يأخذ منه الإنسان بمقدار ما يحلو له، وما يحقِّق له الرَّاحة النَّفسيَّة، - 00:05:17ضَ

وأيُّ شيء في الدِّين يخالف رغبة الإنسان المتألِّه، يجب أنَّ يُؤوَّل بما يوافق الرَّغبة، - 00:05:22ضَ

وليس هناك محرَّماتٌ أمام هذا الإنسان المتألِّه - 00:05:29ضَ

إلَّا ما أدَّى إلى الإضرار بالآلهة الأخرى من البشر حوله، - 00:05:33ضَ

أمَّا حقُّ الله فأهونُ كلمةٍ تُقال. - 00:05:37ضَ

فكرة تأليه الإنسان -هذه- طَغَت في الغرب لدى الرِّجال والنِّساء، - 00:05:42ضَ

ولربَّما زاد حدَّتَها عند المرأة ردَّةُ فعلها على نصوص الكتب المحرَّفة - 00:05:46ضَ

الَّتي قلَّلت من شأنها، وجعلتها سبب الخطيئة في إغواء آدم ليأكل من شجرة المعرفة، - 00:05:51ضَ

وأنَّ هذا الرَّبّ -الخائف الغضبان- يعاقبها بأتعاب الحمل والولادة وعادتها الشَّهريَّة - 00:05:57ضَ

وبتسييد الرَّجل عليها كما في النُّصوص الَّتي ذكرناها في حلقة (تحرير المرأة الغربيَّة)، - 00:06:03ضَ

فهذه المرأة تتحدَّى الرَّبّ الَّذي يريد تَجْهِيلَها والانتقام منها. - 00:06:09ضَ

هذا التَّألُّه -فكرةُ (المرأة الإلهة)- اتَّخذ أشكالًا عديدةً، - 00:06:14ضَ

فلم يَسلم مِن هذه الفكرة حتَّى بعض النِّساء اللَّواتي يُعرِّفنَ أنفسهنَّ بأنَّهنَّ راهباتٌ دينياتٌ؛ - 00:06:19ضَ

فترى مثلًا مواقع بعنوان (النَّسويَّة المسيحيَّة) - 00:06:26ضَ

تطالب بمناداة الإله بضمير الأنثى (بالإنجليزية) (هِيَ) - 00:06:30ضَ

تحت مسمَّى (محاربة فكرة الإله الذُّكوريِّ) حسب تعبيرهم، - 00:06:34ضَ

في المقابل ظهرت دعواتٌ إلى تبنِّي وإحياء عقائد وثنيَّةٍ - 00:06:38ضَ

لما فيها من فكرة الإلهةَ الأنثى، - 00:06:43ضَ

على اعتبار أنَّ ذلك يساعد على التَّخلُّص من التَّسلُّط الذُّكوريِّ، - 00:06:46ضَ

وذلك على يد غربيَّاتٍ منُهنَّ دكتوراتٌ جامعياتٌ - 00:06:50ضَ

كخرِّيجة جامعة ييل "Yale" المعروفة الدُّكتورة النَّسويَّة كارول كرايست "Carol Christ" - 00:06:54ضَ

الَّتي أطلقت (حركة الإلهة) "goddess movement"، - 00:06:59ضَ

وأُلِّفت كتبٌ في إحياء فكرة الإلهة، - 00:07:03ضَ

وأقيمت مؤتمراتٌ، منها مؤتمرٌ بعنوان: (الإلهةُ العظيمةُ تظهرُ من جديدٍ) - 00:07:06ضَ

عام (1978) في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز "Santa Cruz". - 00:07:11ضَ

لسانُ حالِهنَّ -سواءًا من بَقِيْنَ على المسيحيَّة مع المطالبة بتأنيث الرَّبِّ، - 00:07:15ضَ

أو من تركنها لأديانٍ وثنيَّة-: - 00:07:19ضَ

"أنا امرأة، والمركزيَّة لي، وأريد للإله أنَّ يتكيَّف بحسب مزاجي، - 00:07:22ضَ

سأعتبره أنثى وأعبدُه على أنَّه أنثى كما أريد" - 00:07:28ضَ

كما كان الجاهليُّون يصنعون صنمًا مِن عجوةٍ، - 00:07:32ضَ

يستخدمونه لتلبية حاجاتهم النَّفسيَّة في العبادة، ثمَّ يأكلونه إذا جاعوا، - 00:07:35ضَ

فهذا صنفٌ من النِّساء اعتَبَرْنَ أنَّ الإله يجب أن يتكيَّف بحسبِهنَّ، - 00:07:41ضَ

ومن النِّساء الغربيَّات من أنكرن النُّصوص الدِّينيَّة المحرَّفة، - 00:07:46ضَ

وأنكرن الأديان الوثنيَّة المقدِّسة لإلاهاتٍ مزعوماتٍ، - 00:07:50ضَ

لكن لم يكن البديل عندهنَّ الاستجابةَ لداعي الفطرة والبحثَ عن دينٍ صحيحٍ، - 00:07:54ضَ

وإنَّما انتقلن إلى الإلحاد وإنكار وجود الرَّبّ أصلًا. - 00:08:01ضَ

ومن النِّساء الغربيَّات من اعتبرت نفسها بديلةً عن الإله، - 00:08:05ضَ

أنَّها هي بجاذبيَّتها الجنسيَّة، وسطوَتِها الجنسيَّة على الرَّجل، بمثابة إلهٍ له - 00:08:09ضَ

لا يملك أن يُفلت من جاذبيَّتها وسطوتها، - 00:08:15ضَ

وانتشرت أغانٍ بمئات الملايين -بل المليارات- من المشاهَدَات، - 00:08:19ضَ

-ولن نُحيل عليها ولا نذكر أسماءها لما فيها من فسادٍ أخلاقيٍّ - 00:08:23ضَ

يمثِّل حالة تقديس الشَّهوات المنفَلِتَة- - 00:08:28ضَ

أغانٍ تستخدم العبارات الدِّينيَّة -كالاعتراف والخلاص- لكن مع متألِّهةٍ هي الأنثى الماجِنة، - 00:08:31ضَ

خلاصة هذه الأغاني: ألا ترى سطوة الشَّهوة عليك وضعفك أمامها؟ - 00:08:38ضَ

اعترف إذن بأن الرَّبَّ امرأة، واكسب باعترافك هذا الخلاصَ والمتعة بالجنس. - 00:08:43ضَ

الشَّاب والفتاة اللَّذان يسمعان هذه الأغاني مرَّةً تلو الأخرى: - 00:08:49ضَ

فجورٌ، استثارة غرائزٍ، موسيقى، فنٌّ تصويريٌّ، - 00:08:53ضَ

يتضخَّم لديهم فكرةُ (الإنسان الإله) و(الإنسانة الإلهة) و(الشَّهوات المعبودة)، - 00:08:57ضَ

خاصَّةً في مجتمعاتٍ تمَّ إشعالُ السُّعار الجنسيِّ فيها في كلِّ مكان، - 00:09:02ضَ

وتستخدم فيها الأغاني والأفلام لطمس الفطرة وصياغة العقول والمشاعر من جديد، - 00:09:07ضَ

ومن النِّساء الغربيَّات من أَعْرَضَت عن تعلُّم الدِّين جملةً وتفصيلًا، - 00:09:14ضَ

لا يعنيها البحث عن أمر ربِّها، وإنَّما تعيش لنفسها ومشاكلها وهواها وشهواتها، - 00:09:18ضَ

ومن النِّساء الغربيَّات من مارست الانتقائيَّة: - 00:09:25ضَ

فتأخذ من الدِّين ومن الكتب المحرَّفة ما يحلو لها -إشباعًا لفطرة التَّديُّن-، وتدع ما لا يُعجبها - 00:09:29ضَ

ومن النِّساء الغربيَّات من مارست التَّأويل؛ - 00:09:37ضَ

تأوِيلَ النَّصِّ الدِّينيِّ وحمْلَهُ على غير ظاهره، - 00:09:39ضَ

ومن ذلك النُّصوص الَّتي لا تعجبها وتضع حدًّا لشهواتها المنحرفة، - 00:09:43ضَ

ومع هذه الانتقائيَّة والتَّأوِيل، ظهرت كنائس خاصةٌ بالنِّساء الشَّاذَّات والمتحوِّلات جنسيًّا، - 00:09:49ضَ

مع أنَّ نصوصهم الدِّينيَّة تمنع الزِّنا والشُّذوذ. - 00:09:55ضَ

القاسم المشترك بين هؤلاء النِّساء بأطيافهنَّ المختلفة وأصنافهنَّ المذكورة هو: (التَّألُّه)، - 00:09:58ضَ

حيث مبدأُ الخضوع الكامل لله والإيمان بكمال صفاته، مبدأٌ غير واردٍ عند الغربيَّات. - 00:10:06ضَ

هذا التَّشرذم والتَّفرُّق نتج عن ضياع البوصلة، - 00:10:13ضَ

وخاصَّةً أنَّ تأليه الإنسان ينتج عنه فكرة (نسبيَّة الحقِّ والباطل): - 00:10:16ضَ

لا ربَّ كاملَ الصِّفات عندهم يبيِّن الحقَّ والباطل المطلَقَيْن، - 00:10:22ضَ

بل الإنسان هو المركز، هو الحَكَم، - 00:10:26ضَ

فينتج حقٌّ وباطلٌ بعدد البشر وتصبح المسألة نسبيَّةً هلاميَّةً. - 00:10:29ضَ

ومع تأليه المرأة، قُدِّست الشَّهوات المنحرفة لدى النِّساء المنحرفات، - 00:10:35ضَ

كتقديس المثليَّة الجنسيَّة والزِّنا تحت مسمَّى (الحريَّة الجنسيَّة) - 00:10:40ضَ

وما ينتج عنه من إجهاضٍ للجنين الَّذي لم تكمُل ألوهيَّتُهُ في نظرهم، - 00:10:44ضَ

فترى الدَّعوات النَّسويَّة الغربيَّة - 00:10:49ضَ

تأتي في حزمة واحدٍ مع حريَّة الشُّذوذ، والتَّحوُّل الجنسيِّ والزِّنا والإجهاض. - 00:10:51ضَ

دخلت المرأة الغربيَّة جُحْرَ الضَّبِّ هذا، جُحْرَ تَأْلِيه الإنسان وشَهواته، - 00:10:57ضَ

دَخَلَتْهُ أو أُدْخِلَتْه، وغُرِّرَ بها وخُودِعَتْ كما رأينا في حلقة: (تحرير المرأة الغربيَّة)، - 00:11:03ضَ

كان يُمكنها أن تبحث عن وحيٍ محفوظٍ، - 00:11:12ضَ

عن بوصلةٍ سليمةٍ تُنظِّم علاقتها بربِّها وبنفسها وبالبشر - 00:11:15ضَ

بدل بُوصلتها الدِّينيَّة المحرَّفة الَّتي ساهمت في ضياعها، - 00:11:20ضَ

لكنَّها لم تفعل، ففقدت البُوصلة السَّليمة، واتَّبعت الهوى، وانتقلت من ضلالٍ إلى ضلال. - 00:11:25ضَ

هذه قصَّة الغربيَّات، تعالوا إلى المسلمين! - 00:11:33ضَ

سلسلتنا هذه موجَّهةٌ لكِ أيَّتها المسلمة، فتعالي نر المسلمات! - 00:11:37ضَ

«حتَّى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم» (صحيح البخاري) - 00:11:43ضَ

فمن المُسلِمات من ستَتْبَع الغربيَّة إلى جحر التألُّه، - 00:11:47ضَ

مسلماتٌ يَقُلْن عن أنفسهنَّ أنَّهنَّ مسلمات، ومع ذلك يدخلن جحر التألَّه؟! - 00:11:52ضَ

نعم... جزءٌ من حالة التَّبعيَّة للدُّول الغالبة، - 00:11:57ضَ

تقليدٌ لهم في التَّفكير، والمشاعر، والمُنطلقات، والمعايير، وفي كلِّ شيء، - 00:12:00ضَ

وفي دخول كلِّ جحر ضبٍّ يَدْخُلُونه. - 00:12:05ضَ

لا شك أن موقف المسلمات من الإسلام لا ينحصر في موقفٍ واحد، - 00:12:08ضَ

فهناك عظيماتُ الإيمان المُسلِّماتُ لله قلبًا وقالبًا، عن علمٍ وحبٍّ وتعظيم، - 00:12:13ضَ

وهناك المسلِمات المقصِّرات؛ - 00:12:21ضَ

مقصِّرةٌ في مراعاة الحدود الشَّرعيَّة في التَّعامل، في مظهرها، في غير ذلك... - 00:12:22ضَ

لكنَّها معترفةٌ لله بذنبها، مُقرَّةٌ بعبوديَّتها لله، - 00:12:28ضَ

وهناك المسلمة الَّتي تُفرِّق جيِّدًا بين أحكام الإسلام، وسوء تطبيق هذه الأحكام؛ - 00:12:33ضَ

فهي تُعظِّم أحكام الله، وترى فيها الحكمة والرَّحمة، - 00:12:39ضَ

وتعترض على سوء التَّطبيق لأمورٍ مثل (القِوامة) أو (تعدُّد الزَّوجات)، - 00:12:42ضَ

وهناك الَّتي تنفِر من بعض أحكام الإسلام؛ - 00:12:47ضَ

تأثَّرت بتطبيقاتٍ سيِّئةٍ من أبٍ قاسٍ، أو زوجٍ غير تقيٍّ، - 00:12:51ضَ

أو تشويهٍ إعلاميٍّ ممنهجٍ، وصورٍ نمطيَّةٍ جعلتها تنفر من بعض الأحكام، - 00:12:56ضَ

لكنَّ نفورها سهل العلاج؛ - 00:13:02ضَ

لأنَّها تُعظِّم الله، وتفهم مقام العبوديَّة له، وتتَّهم نفسها وتطلب من يساعدها لتُحبَّ دينها - 00:13:04ضَ

وتُخرِج من قلبها أيَّ حرجٍ من كلام ربِّها وسنَّة نبيِّها (صلى الله عليه وسلم). - 00:13:12ضَ

وهناك -في المقابل- المتألِّهة وهي لا تَشعر، - 00:13:18ضَ

أين أنتِ أيَّتها المسلمة من هذا الطَّيف؟ - 00:13:23ضَ

سنساعدكِ -في هذه الحلقة- على أن تُحدِّدي الجواب بنفسك، - 00:13:26ضَ

والكلام لكِ، لا عنك، - 00:13:30ضَ

ولن أذكر أيَّ اسمٍ في هذه الحلقة؛ حتى لا تثور النُّفوس، وتضيع الفائدة في غمرة التَّعصُّب، - 00:13:33ضَ

فليتك أختي -أكرمك الله- تفكرين بهدوء، - 00:13:39ضَ

لأنه لا أحد ينظر إليكِ الآن ليصدر حُكمًا عليكِ، - 00:13:43ضَ

لا أحد يستفزِّك لتردِّي، - 00:13:46ضَ

انظري أنتِ لنفسكِ لتزكِّيها ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ [القرآن 91: 9] - 00:13:49ضَ

لا تُضيِّعي هذه الفرصة رجاءً! - 00:13:54ضَ

هناك نماذج صارخة (بالإنجليزيَّة) مُفرِطة - 00:13:57ضَ

من أناسٍ ينتسبون إلى الإسلام، وتقليدهم للغربيَّات واضحٌ تمامًا، - 00:13:59ضَ

فترى منظَّماتٍ بعنوان: (اتِّحاد المسلمين الِمثليِّين والمِثليِّات والمتحوِّلات جنسيًّا)، - 00:14:04ضَ

وهناك العَلمانيَّات بصراحة، والعلمانيَّة هي -باختصار- تألُّه الإنسان، - 00:14:10ضَ

عندما تقول امرأةٌ علمانيَّةٌ بأنه يجب فصلُ الدِّين عن السِّياسة، - 00:14:16ضَ

وحصرُ الدِّين في دُوْر العبادة والشَّعائر الشَّخصيَّة، وترفض شموليَّة الدِّين، - 00:14:19ضَ

فهي -باختصار- ترى من حقِّ الإنسان أن يتحكَّم في أمر الله، وأن يضع حدودًا للدِّين لا يتجاوزها، - 00:14:25ضَ

وهذه أوضح مظاهر تألُّه الإنسان وتعاليهِ على الله. - 00:14:33ضَ

لكنَّ كلامنا ليس عن هؤلاء اللَّواتي دخلن عميقًا في جحر الضَّبِّ، - 00:14:38ضَ

وإنَّما عن المسلمات اللَّواتي عندهنَّ تألُّهٌ خفيٍّ، - 00:14:43ضَ

تأثَّرن بالنَّزعات الغربيَّة، والدَّعوات العلمانيَّة في بلاد المسلمين، - 00:14:47ضَ

لكنْ ما زِلنَ يتعلَّقن بالإسلام. - 00:14:51ضَ

الخطير في هذا النَّوع من التَّألُّه أنَّه خفيٌّ، - 00:14:55ضَ

لكنَّه بنفس الأسباب وبنفس الأعراض الَّتي رأيناها مع الغربيَّات، وإن كان أخفى وأقلَّ حِدَّة، - 00:14:58ضَ

فهؤلاء المسلمات هنَّ في بداية الطَّريق الَّذي سلكه الغربيَّات قبلهنَّ، - 00:15:06ضَ

والمسألة مسألة وقتٍ وتراكمِ انحرافات، - 00:15:11ضَ

ومن الممكن أن تصل المسلمة إلى ما لم تتصوَّر أن تصل إليه في يومٍ من الأيَّام، - 00:15:14ضَ

إذا لم تكن هي التي ستصل إلى هذه النِّهايات، فربما يكون الجيل التَّالي، - 00:15:22ضَ

لعل المسلمة التي نتكلم عنها لا تقصد مطلقًا أن تقلِّد الغربيَّات، - 00:15:26ضَ

بل ومشمئزةٌ من كلِّ النَّماذج التي رأيناها وتحتقرها، - 00:15:31ضَ

لكن هناك بذور تشابهٍ قابلةٍ للنُّموِّ: - 00:15:35ضَ

ضياع البوصلة، وانحراف المعايير (المسطرة التي تقيس بها)، واتِّباع الهوى، - 00:15:39ضَ

فقد يوصلون المسلمة إلى نفس النَّتيجة -مثل الغربيَّات- وهي لا تشعر - 00:15:46ضَ

تعالي -أيَّتها المسلمة- نتعاون لتَرَي بنفسك إن كانت تنمو لديكِ بذرة التَّألُّه، وأنتِ لا تشعرين. - 00:15:52ضَ

كثيرٌ من المسلمات يعشن صراعًا، - 00:16:00ضَ

تحبُّ انتماءها إلى الإسلام، - 00:16:03ضَ

تحبُّ الله ورسوله حُبًّا مجملًا، لكنَّها متردِّدةٌ في التَّسليم المطلق لأمر الله ورسوله، - 00:16:05ضَ

وليست متيقنة من أنَّ الله أنصفها، - 00:16:12ضَ

هي لا تريد ترك الإسلام صراحةً؛ فهذا يخرجها من دائرة الأمان النَّفسيِّ، - 00:16:15ضَ

فالحلُّ الَّذي تمارسه -لا شعوريًّا- هو أنَّها تجعل المركزيَّة لنفسها ولأهوائها - 00:16:21ضَ

بدهًا هي لن تسميها أهواء، بل تسمِّيها عقلانيَّة، - 00:16:27ضَ

لكنَّها لا تلاحِظ أنَّها تحاكم شرائع الإسلام إلى عقلانيَّتها هذه، - 00:16:31ضَ

وما فكَّرت في يومٍ من الأيَّام أن تحاكم (عقلانيَّتها) هذه نفسَها؛ - 00:16:36ضَ

لم تفكر إن كانت المسطرة التي تقيس بيها الأشياء هي مسطرة صحيحة، - 00:16:41ضَ

أم وليدةَ الأهواء وردودِ الأفعال على أخطاء الآخرين، والصُّورِ النَّمطيَّة - 00:16:46ضَ

وتأثيرِ الإعلام، والأفلامِ، والتَّعليم المدرسيِّ الممنهج من الخارج، - 00:16:51ضَ

ومشاريع (الرَّامبوهات) و(القراعيق) الَّذين تكلَّمنا عنهم، - 00:16:55ضَ

لم تلاحظ أنَّها جعلَتْ المركزيَّة لنفسها، - 00:17:00ضَ

ثم تحاول التَّوفيق بين نفسها المتألِّهة، والرَّبِّ الإله، - 00:17:02ضَ

تعالي نر أشكالًا من هذا التألُّه، ونر معها: - 00:17:07ضَ

«حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ» (صحيح البخاري) - 00:17:11ضَ

هذه الأشكالُ من التَّألُّه، يمكن أن نلخِّصها في أربع كلمات: - 00:17:17ضَ

الإعراض، والاعتراض، والانتقائيَّة، والتَّأوِيل - 00:17:21ضَ

الشَّكل الأوَّل: هو الإعراض عن تعلُّم أمر خالقكِ أصلًا، - 00:17:26ضَ

قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [القرآن 51: 56) - 00:17:32ضَ

العبادةُ بمفهومها الشَّامل من الخضوع لله في كلِّ تفاصيل الحياة، - 00:17:38ضَ

قد تصلي، تأخذ من الدِّين مقدار ما يُشبع حاجاتها الرُّوحيَّة، - 00:17:43ضَ

أمَّا الخضوع الكامل لأمر الله، فلا تريد أن تتعلَّم أمر الله -أصلًا- حتى لا تخضع له، - 00:17:48ضَ

المركزيَّة لها ولرغباتها، - 00:17:54ضَ

وإن تعلَّمت أمر الله، فقد يتعارض مع رغباتها، فتتجنَّب تعلُّمه أصلًا. - 00:17:56ضَ

إذن، كيف تقنع نفسها أنَّها ليست مقصِّرة تجاه دينها؟ - 00:18:03ضَ

تمارس على نفسها حيلةً نفسيَّةً، - 00:18:08ضَ

أنَّها (نافرة)، نافرة من ماذا؟! - 00:18:10ضَ

من الشُّيوخ المتشدِّدين بحقِّ المرأة، - 00:18:12ضَ

من الفقه (الذُّكوريِّ)، - 00:18:15ضَ

تصرف وقتها وجهدها في انتقادهم، - 00:18:16ضَ

وفي معركتها معهم يضيع البحث عن أمر الله حتَّى تطيعه، - 00:18:19ضَ

هناك أحكام تؤثِّر في حياتها وراحتها، - 00:18:24ضَ

وقد ثبت لديها أنَّ بعض المتصدِّرين للفتوى شدَّدوا في بعض الأمور، - 00:18:27ضَ

فتقول: لعل هذه الأحكام أيضًا تكون مجرَّد سوء فهم - 00:18:32ضَ

أو تفسير خاطئ لنصوص الدِّين من المشايخ المتشدِّدين، - 00:18:35ضَ

لعل (الحجاب) ليس فرضًا، لعل (التخادن) ليست حرامًا، - 00:18:38ضَ

لن تبحث عن الوسطيَّة الحقيقيَّة حتَّى تتَّبِعها، - 00:18:41ضَ

وإنَّما ستجدها تقول: أنا لست عالمة ولا مختصَّة في الدِّين، - 00:18:45ضَ

ولكن مستحيل أن يكون الدِّين كما يقول هؤلاء، - 00:18:49ضَ

أنا أطرح أسئلة ليس عندي جوابها، لكن ليس معقولًا أن يكون الإسلام بهذا الشَّكل، - 00:18:52ضَ

ربِّي أعطاني عقلًا أفكَّر به، وكلام هؤلاء غير مقنع، - 00:18:56ضَ

وأنا -بالمناسبة- أنقل هنا كلامًا يقوله بعض المسلمات، ولا أخترعه من عندي، - 00:19:00ضَ

أقوله بمعناه حتَّى لا نُشَخِّصَ الموضوع، - 00:19:05ضَ

حسنًا، ماذا بعد هذا يا مسلمة؟ - 00:19:08ضَ

ماذا بعد انتقاد الفقه الذُّكوريِّ وتشدُّد المتشدِّدين وانغلاق المنغلقين؟ - 00:19:11ضَ

والَّذين فقههم -حسب رأيكِ- هو الطَّاغي والمؤثِّر والمخرِّب لعقول المسلمين؟ - 00:19:16ضَ

أمن المعقول أن تشغلي وقتكِ بحضور أفلام (هوليوُدِيَّة) تعيِّشكِ في الخيال؟! - 00:19:22ضَ

وتنصحي متابعيكِ بحضورها، بكلِّ ما لها من أضرار نفسيَّة وأخلاقيَّة؟! - 00:19:26ضَ

أن تمجدي مواقف لنساءٍ غربيَّات من قبيل الوسطيَّة والانفتاح؟! - 00:19:31ضَ

أن تنشري صورك وأنت متجملة، تشرقين وتغربين، وتفاخرين بعدد الدُّول التي زرتها وحدك؟! - 00:19:36ضَ

وإذا انتقدك أحد ونصحك بأنَّ هذا حرام انتفضتِ، وربما استهزأتِ به - 00:19:42ضَ

على اعتبار أنَّه من المتشدِّدين المنغلقين، ضيِّقي الأُفق، متحجِّري العقول، - 00:19:47ضَ

ومرة أخرى: هذه ممارسات نراها من هؤلاء المسلمات، - 00:19:52ضَ

حسنا، أما كان من الممكن -في شيء من الوقت الذي تصرفينه في هذا كلِّه- - 00:19:56ضَ

أن تتعلَّمي أمر ربِّك بنفسك حتَّى تعرفي -ثمَّ تُعَرِّفينا- ما الإسلام الحقُّ؟ - 00:20:00ضَ

ما الفقه الصحيح لا الذُّكوريُّ ولا المتشدِّد، ولا المنغلق؟ - 00:20:05ضَ

ألست تقولين دائمًا: ربِّي أعطاني عقلًا أفكَّر به، وكلامُكم غير مقنع؟ - 00:20:09ضَ

ألا تستطيعين بهذا العقل أن تتعلَّمي وتُنقِّي الشَّوائب عن الفقه (الذُّكوريِّ)، - 00:20:13ضَ

وتعودي -مباشرةً- إلى كلام ربِّكِ لتقولي لنا ما الإسلام حقيقةً؟ وما هو كلام ربِّك فعلًا؟ - 00:20:19ضَ

أم أنَّ عقلك قادرٌ على النَّقد لا على البناء؟! - 00:20:25ضَ

إذا كنتِ تعتقدين أنَّ (الشُّيوخ) أساؤوا تمثيل الدِّين، - 00:20:28ضَ

أما عندك غيرة على الدِّين، فتُحسِني أنتِ تعلَّمه وتمثيله؟! - 00:20:32ضَ

عندما يقول لك أحد: هذا الَّذي تعملينه حرام، والدَّليل كذا وكذا... - 00:20:36ضَ

فهل الرَّدُّ العلميُّ، هو أن تجيبي على الدَّليل بدليل؟ - 00:20:39ضَ

أم أنَّ عبارة (أنتم متشدِّدون ذكوريُّون) هي الرَّدُّ على كلِّ شيء؟! - 00:20:43ضَ

فهذا أوَّل أسلوبٍ تمارسه المرأة المتألِّهة - 00:20:48ضَ

الَّتي لم تترك دينها صراحةً، وتريد أن توفِّق بين تألُّهها، وتأليه خالقها، - 00:20:51ضَ

اتِّباع الهوى، والإعراض عن تعلُّم الدِّين الَّذي يعارض الهوى بحجَّة النُّفور ممَّن أساؤوا تمثيله. - 00:20:57ضَ

المظهر الثَّاني: هو الاعتراض على أمر الله - 00:21:05ضَ

عندما تقول مسلمة مثلًا: - 00:21:07ضَ

لماذا يجوز للرَّجل أن يتزوج أربع نساء؛ ولا يجوز للمرأة أن تتزوج أربعة رجال؟ - 00:21:09ضَ

ستكون قضيَّة مختلفة تمامًا عندما تسألين سؤالَ مُسَلِّمٍ بالحكمةِ يُريد التفكّر فيها، - 00:21:15ضَ

لكن المشكلة عندما تشترطين معرفة الحكمة حتَّى تقبلي الحكم وتُسلِّمي له، - 00:21:20ضَ

فهل أنتِ بذلك تخضعين لأمر الله؟ - 00:21:26ضَ

أم تُحاكمين أمر الله إلى مِسطرتك، وتفترضين أنَّ مِسطرتكِ هذه مُقدَّسة؟ - 00:21:29ضَ

افترضتِ أنَّ أوامر الله يجب أن تُحقِّق المساواة المُطلقة بين الرَّجل والمرأة، - 00:21:36ضَ

فإذا قلنا لكِ إنَّ أوامر الله ليس شرطًا أن تُحقِّق المساواة المُطلَقة، بل الحقَّ والعدل، - 00:21:42ضَ

والمساواة بين الجنسين تكون في بعض الأمور باطلًا وظلمًا، - 00:21:49ضَ

إذا كنتِ بعد ذلك تقولين: لست مُقتنعة، (بالإنجليزية) هذا غير منطقي - 00:21:54ضَ

فواحدٌ من اثنين: إمَّا أنَّكِ مُقرَّة بأنَّ هذا أمرُ الله، لكنك تعترضين عليه، - 00:21:59ضَ

ألا ترين أنّ هذا تألُّه؟ - 00:22:05ضَ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ۖ - 00:22:06ضَ

وَاتَّقُوا اللهَ ۚ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [القرآن 49: 1] - 00:22:11ضَ

وأنتِ تقدِّمين معيار المساواة المُطلقة الخاص بك على أمر الله، - 00:22:14ضَ

وتسمِّين هواكِ ومعياركِ الخاطئ عقلانية، مع أنَّ الله -الذي تؤمنين به- سمَّاه جاهليَّة: - 00:22:18ضَ

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [القرآن 5: 50] - 00:22:25ضَ

أو إنك تقولين: هذا ليس أمرَ الله، مستحيل أن يكون دينٌ يقول بهذا الكلام دينَ الله - 00:22:32ضَ

- لماذا؟ - غير مقنع - 00:22:37ضَ

حسنًا، لماذا افترضتِ أنَّ مقاييسكِ الصَّحيحة؟ - 00:22:39ضَ

ولم تشُكِّي أنَّها باطلةٌ وأهواءٌ، وأنَّكِ تقيسين بالمِسطرة الخطأ؟ - 00:22:42ضَ

لماذا افترضتِ أنَّ أحكامكِ مُقدسَّة؟ أليس هذا تألُّه أيضًا؟ - 00:22:47ضَ

المظهر الثَّالث للتَّألُّه: هو تأويل أمر الله حسب الأهواء، - 00:22:53ضَ

بحيث يكون الوحي هلاميًّا لا معالم له، قابلًا للتشكُّل بحسب المزاج، - 00:22:57ضَ

هي لا تريد أن تترك هواها، وفي الوقت ذاته لا تريد الاعتراف بأنها ترتكب معصية، - 00:23:03ضَ

مع أنَّها لو اعترفت لله وراعت مقام العبودية له، - 00:23:09ضَ

فقد يكون لها مكان في قوله تعالى: - 00:23:13ضَ

﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا - 00:23:17ضَ

عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ [القرآن 9: 102] - 00:23:22ضَ

لكنَّها ليست معترفة، فتبحث عمَّن يريحها بأنَّها باتِّباعها لهواها ليست مُخطئة، - 00:23:25ضَ

اسألي نفسك حين يعجبك كلام (عدنان إبراهيم) أو (محمد شحرور)، أو (علي منصور الكيَّالي) - 00:23:31ضَ

وغيرهم، ممَّن يُحَرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه - 00:23:35ضَ

ويهدمون الإجماعات تحت مُسمَّى: (رؤية معاصرة للإسلام)، (قراءة جديدة للإسلام) - 00:23:38ضَ

ابحثي في نفسك: ما الَّذي حصل بالفعل؟ - 00:23:44ضَ

هل أقبلتِ على كلامهم، وكلام غيرهم - 00:23:48ضَ

بنفسيَّة الباحثِ عن الحق، الخاضع له -أيًّا كان- لوجه الله -تعالى-؟ - 00:23:50ضَ

أم بنفسيَّةٍ نافرةٍ من بعض الأحكام؟ - 00:23:56ضَ

عندك مُسلَّماتٌ مُسبقة وأهواءٌ تستصعبين تركها، - 00:24:00ضَ

وتريدين أن تبحثي عمَّن يُريحكِ بأنَّكِ لستِ مخطئة، ويعطيكِ التَّبرير الشَّرعي لهذا كلِّه. - 00:24:04ضَ

ومرة أخرى، هذا كلُّه ليس افتراضات، بل ظهر في موجة التَّرحُّم على (شحرور) من بعض النَّسويات، - 00:24:11ضَ

وظهر أنَّ المشكلة ليست مشكلة نسوية فحسب، وإنما هناك رفضٌ لأحكامٍ دينية، - 00:24:18ضَ

فوجدن في شحرور وأشكاله متنفسًّا لهنّ تحت مُسمَّى: (العالِم الُمجدِّد لفهم القرآن). - 00:24:24ضَ

المظهر الرابع للتألُّه هو: الانتقائيَّة؛ أن تأخذ المرأة من الوحي ما يعجبها، - 00:24:32ضَ

فإذا سمعتْ مثلًا آياتٍ توصي بالأنثى أطرقت في خشوع، - 00:24:37ضَ

لكن إذا سمعتْ ما يُخَالِف هواها - 00:24:42ضَ

أعرضت أو اعترضت أو بحثت عن تأويلٍ لأوامر الله على غير ظاهرها، - 00:24:45ضَ

هل تعلمين أنَّ الله تعالى وصف هذا السلوك فقال: - 00:24:52ضَ

﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ - 00:24:55ضَ

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ [القرآن 24: 48-49] - 00:25:01ضَ

﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ [القرآن 24: 49] - 00:25:05ضَ

ما تشخيصُ هذه الحالة؟ ما الدَّوافع النَّفسيَّة؟ تُتابع الآيات... - 00:25:08ضَ

﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ - 00:25:13ضَ

بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [القرآن 24: 50] - 00:25:19ضَ

مرض القلب: امتلاؤه بالتَّعلُّق بالهوى لحدِّ العبادة، - 00:25:22ضَ

الشَّكُّ في عدل الله وحكمته، والشُّعور بأنّ الله لا ينصفهم - 00:25:26ضَ

تتابع الآيات... - 00:25:30ضَ

﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ - 00:25:32ضَ

وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [القرآن 24: 51] - 00:25:40ضَ

وبالمناسبة، فإنَّ سبب نزول هذه الآية أنَّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل جُليْبيبًا - 00:25:42ضَ

-شابًّا لا يُرغبُ في تزويج مثله- يخطِبُ فتاةً من الأنصار، - 00:25:47ضَ

فتلكَّأ والداها فقالت لهما البنت: أتردَّون على رسول الله أمره؟ - 00:25:52ضَ

ادفعوني إلى رسول الله فإنّه لن يُضيِّعني؛ - 00:25:57ضَ

حبًّا وكرامةً وتعظيمًا وثقةً واحترامًا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، - 00:26:00ضَ

فزوَّجها من (جُليبيب)، وحسُنت عاقبتها. - 00:26:07ضَ

ومن أهم أشكال (الانتقائيَّة) المُنتشرة بين المُسلِمات - 00:26:10ضَ

اتِّباع دين (الإنسانويَّة): - 00:26:15ضَ

تقييمُ الأفكار والمبادئ والأشخاص والمواقف، بناءًا على معايير (إنسانيَّة) - 00:26:17ضَ

كالرَّحمة، والإحسان للآخرين، - 00:26:22ضَ

عندما تقيم إنسانًا، فإنّها تُقيّمه بناءً على تعامله مع البشر، - 00:26:24ضَ

أمّا كونه كافر أو مسلم، فلا يهمّها، - 00:26:28ضَ

بل على العكس، إذا مجَّدت إنسانًا وأثار أحد قضية أنَّه ملحد أو مشرك - 00:26:31ضَ

فإنها تثور وتتهكم وتحقر، لأنَّ حقَّ الله هيِّنٌ عليها جدًّا، أمَّا حقُّ الإنسان فهو المُعظَّم، - 00:26:36ضَ

وهذا من أوضح مظاهر تأليه الإنسان، ومع ذلك تقنع نفسها أنّ هذا لا يتعارض مع الإسلام، - 00:26:45ضَ

وتنتقي نصوص الرَّحمة والإحسان وما تراه أكثر إنسانيَّة، - 00:26:52ضَ

وتُعرض تمامًا عن نصوص الشِّرك والإيمان. - 00:26:57ضَ

هل لاحظتِ أن هذه الأشكال من التألُّه شبيهةٌ بما حصل مع الغربيَّات؟ - 00:27:00ضَ

الإعراض، الاعتراض، التأوِيل، الانتقائيَّة - 00:27:05ضَ

هل لاحظتِ أنَّ القدْر المشترك في هذا كلِّه، هو أيضًا ضياع البُوصلة واتِّباع الهوى؟ - 00:27:09ضَ

حينما تُعرض المسلمة عن تَعلُّم دينها وتكتفي بانتقاد (المتشِّددين) في نظرها، - 00:27:15ضَ

حينما تعترض على شيء من أحكام الدين، - 00:27:20ضَ

حينما تَتّبع من يُأوِّلون أمر الله تأويلاتٍ فاسدةً تناسبُ الهوى، - 00:27:22ضَ

حينما تنتقي من الدِّين انتقاءً، - 00:27:27ضَ

القدْرُ المشترك في هذا كلِّه - 00:27:29ضَ

أنّها تُرخي قبضتها عن حبل الوحي وتسيرُ بلا بوصلة، متَّبعةً لهواها، - 00:27:31ضَ

وقد سمِعَت قول الله: - 00:27:38ضَ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [القرآن 2: 208] - 00:27:40ضَ

أي، ادخلوا في الإسلام بكل تفاصيله وأحكامه، - 00:27:46ضَ

ولا تتَّبعوا خطوات الشيطان الَّذي سيدخَّلكم جُحر الضبّ - 00:27:50ضَ

كما أدخل أهل الكتاب قبلكم، - 00:27:54ضَ

ويدفعكم لعمل أشياء لم تكونوا من قبل تتصورون عملها. - 00:27:56ضَ

لكن السُّؤال يا مسلمة: - 00:27:59ضَ

إذا كانت (الغربيّة) أضاعت البوصلة، فلماذا تُضيعينها أنتِ؟ - 00:28:01ضَ

دينك ليس كدينها، وأنت خير منها، - 00:28:05ضَ

إن كان دينها يُظهر الرَّبَّ وكأنُّه يحرص على تجهيل الإنسان، - 00:28:07ضَ

فدينُك يقول عن ربِّك -سبحانه وتعالى-: - 00:28:11ضَ

﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [القرآن 2: 31] - 00:28:14ضَ

إذا كان دينها يُظهر الرَّب ناقصًا عاجزًا، - 00:28:16ضَ

فدينك يصف الله بصفات الكمال والجلال والقدرة والعظمة والَّتمايز عن المخلوقين، - 00:28:20ضَ

إذا كان دينها يُظهر الرَّب منتقمًا من المرأة معاقبًا لها بالحمل والولادة، - 00:28:26ضَ

فدينك يجعلُ ذلك أجرًا لك ورفعةَ مكانةٍ تستحقين من أجله أن يَلزم أبناؤك خدمتكِ عند رجليك، - 00:28:31ضَ

إذا كانت (الغربيَّة) التي آمنت بهذه التَّحريفات قد ضلَّت، - 00:28:40ضَ

ومن كفرت بهذه التَّحريفات وانتقلت إلى الإلحاد ضلَّت أيضًا، - 00:28:43ضَ

فلماذا تضلّين أنتِ؟ - 00:28:47ضَ

أمَا رأيتِ ما ذكرناه في الحلقة الماضية، من إسلامِ غربياتٍ لمَّا رأين دينك، - 00:28:49ضَ

وبوصلة الوحي المحفوظ الَّذي أنعم الله به عليك؟ - 00:28:54ضَ

ابحثي في نفسكِ يا مسلمة، هل أنتِ مؤمنةٌ مُستقلِّة الشَّخصية عن دخول الجحور؟ - 00:28:59ضَ

تستجيبين وتخضعين حبًا وتسليمًا وكرامةً لقول ربكِ: - 00:29:04ضَ

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ - 00:29:09ضَ

وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [القرآن 33: 36] - 00:29:16ضَ

أم أنَّ المركزيَّة أصبحت لنفسكِ ورغباتها؟ - 00:29:21ضَ

ورفضَ كلِّ سلطةٍ امتدَّ عندكِ ليشمل رفض سلطة الله -تعالى-؟ - 00:29:25ضَ

ابحثي في نفسك: هل عندكِ مبدأ الخضوع لله في كل شيء؟ - 00:29:31ضَ

﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [القرآن 6: 162] - 00:29:35ضَ

هل عندكِ هذا الخضوع؟ مع الاعتراف بالتقصير إذا خالفت؟ - 00:29:41ضَ

أم أنك تكتفين بممارسة شيء من الدين - 00:29:45ضَ

بالمقدار الَّذي يحقق لكِ الاستقرار النفسيّ والشعور بالرِّضا - 00:29:48ضَ

-من ضمن حاجات الإنسان المُتألِّه-، - 00:29:52ضَ

وتقنعين نفسك أنّك تحبّين الإسلام، لكنَّه الإسلام المُقصقص والمُفصَّل على مقاس أهوائكِ؟ - 00:29:54ضَ

نحن -إخواني- حين نقول مسلمة مُتألِّهة فهذه عبارةٌ متناقضةٌ ذاتيًّا؛ - 00:29:59ضَ

فالإسلام هو عكس التألُّه تمامًا، - 00:30:04ضَ

الإسلام هو إسلام الأمر لله والخضوع له، ومراعاة مقام العبوديَّة له -سبحانه-، - 00:30:07ضَ

عندما نقول مسلمة تؤلِّه هواها، فهذه عبارة متناقضة؛ - 00:30:14ضَ

لأنَّ الإسلام هو مخالفة الهوى - 00:30:18ضَ

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ [القرآن 79: 40-41] - 00:30:21ضَ

ختامًا: هذا التألُّه، ماذا سيحقق لكِ أيَّتها المسلمة؟ - 00:30:28ضَ

هل سيحقق لكِ سعادةً؟ عزّةً؟ هل سيرفعُ عنكِ ظلمًا؟ - 00:30:34ضَ

تستطيعين أن تستقرئي المستقبل بالنَّظر إلى من سبق إلى جحر التألُّه: المرأةِ الغربيَّة، - 00:30:39ضَ

ماذا كان مصير المرأة الغربية الَّتي تألَّهت؟ هل حصَّلت عزة الإله حقًّا؟ - 00:30:46ضَ

رأينا الجواب في حلقة (تحرير المرأة الغربية) - 00:30:52ضَ

كيف أنَّ تألُّهَهَا هذا ما زادها إلا رَهَقًا وذلًّا ومهانةً، مصداقًا لقول الله تعالى: - 00:30:56ضَ

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [القرآن 24: 201] - 00:31:03ضَ

فالذي يُعرض عن العبودية لله ويؤلِّه هواه -رجلًا كان أو امرأة- فمصيره الذُّل - 00:31:08ضَ

مصداقًا لقول الله تعالى: - 00:31:15ضَ

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ - 00:31:17ضَ

وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ - 00:31:25ضَ

وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ - 00:31:34ضَ

إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ ﴾ [القرآن 22: 18] - 00:31:41ضَ

المرأة الغربية التي تألَّهت واستنكفت عن العبوديَّة الحقَّة لله، - 00:31:47ضَ

انتهت بأن تصبح مستعبدةً للبشر كما رأينا. - 00:31:52ضَ

هذه الحلقة -يا كرام ويا كريمات- تأتي ضمن سلسلةٍ للمرأة - 00:31:57ضَ

لتنظيم علاقتها بربها، وبنفسها وبالبشر من حولها. - 00:32:02ضَ

خلاصة حلقتنا اليوم: - 00:32:07ضَ

لا تتخلَّيْ عن بوصلة الوحي، ولا تُرخي قبضتك عن حبله، ولا تطلبي حلَّ مشاكلكِ خارجَه، - 00:32:09ضَ

وابحثي عن العزَّة في التزام مقام العبوديَّة لله العزيز الحكيم؛ - 00:32:18ضَ

﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فللهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [القرآن 35: 10] - 00:32:23ضَ

لا تسمعي لمن يقول لكِ: تحمَّلي الذُّل! - 00:32:27ضَ

وفي الوقت ذاته، لا تسمعي لمن يُهيُّئ لكِ أنَّ العزة هي خارجَ إسلامك، - 00:32:30ضَ

بإمكانكِ أن تعيشي عزيزة كريمة بدينك، وفقط بدينك. - 00:32:36ضَ

لكن قد يكون في نفسكِ بعد هذا شيءٌ من النُّفور من أحكامٍ شرعيِّة والتشكُّكِ في عدلها، - 00:32:41ضَ

نفسكِ تنازعك، تُدركين أنَّك في مقام العبودية وتؤمنين إيمانًا مُجملًا بعدل الله وحكمته - 00:32:47ضَ

لكن ما زال في النَّفس من بعض أحكامه شيء، - 00:32:55ضَ

سنتعاون معًا في الحلقة القادمة على تنظيف قلوبنا من هذا الحرج بإذن الله. - 00:32:58ضَ

وختامًا - 00:33:03ضَ

فلنتذكَّر جميعًا -يا مسلمة- أنَّ الله أرشدنا لنطلب منه البوصلة الصَّحيحة؛ - 00:33:04ضَ

لنسير على هدى ولا نضيع مع الضَّائعين ولا نلحقهم إلى جحر الضَّب، - 00:33:10ضَ

فنقرأُ كل يومٍ في صلاتنا، - 00:33:16ضَ

﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - 00:33:19ضَ

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [القرآن 1: 6-7] - 00:33:21ضَ

والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:33:27ضَ