السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ - 00:00:00
نحنُ الآنَ فِي القَرنِ الـ(19) الميلادِيِّ في أورُوبَّا، - 00:00:01
تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ - 00:00:04
ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ - 00:00:08
إنَّها زَوْجَتُه! - 00:00:10
زَوْجَتهُ؟! - 00:00:14
نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم - 00:00:15
اكتب: بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling" - 00:00:18
في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ - 00:00:20
فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه، - 00:00:24
وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ - 00:00:30
المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -التي تنِقُّ- - 00:00:33
وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة التي (تنِقُّ) "Nagging Woman" - 00:00:36
كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle" - 00:00:40
قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ، - 00:00:45
بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ - 00:00:51
وبإمكَانِكَ مشاهدة هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛ - 00:00:56
لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ - 00:00:58
ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ - 00:01:04
الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ - 00:01:06
أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ - 00:01:11
وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا - 00:01:15
لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟ - 00:01:19
كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ، - 00:01:22
وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ، - 00:01:25
لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا، - 00:01:29
مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا - 00:01:34
نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها، - 00:01:38
فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ - 00:01:41
وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ - 00:01:46
- لماذَا؟ - لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت - 00:01:52
فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ، - 00:01:57
وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا- - 00:02:00
يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا - 00:02:06
قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا - 00:02:11
وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ، - 00:02:18
-وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ- - 00:02:22
لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ - 00:02:25
حسنًا، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها - 00:02:32
عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟ - 00:02:42
لَم تَبْقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ - 00:02:46
إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ - 00:02:53
- حسنًا، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟ - 00:02:59
مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ - الدِّينُ - 00:03:03
- قُلنَا لَكَ: الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ! - 00:03:07
وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation" - 00:03:11
بِبوصلةٍ بَشريَّةٍ لا رَبَّانيَّةٍ - 00:03:16
وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ، - 00:03:21
فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism" - 00:03:27
التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ، - 00:03:31
وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ، - 00:03:36
وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا، - 00:03:39
وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ، - 00:03:45
وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتِ جِنسِكِ، - 00:03:49
يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا، - 00:03:57
فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ - 00:04:01
قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ على نَفْسِكِ هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ، - 00:04:05
فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً، - 00:04:09
فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا - 00:04:15
هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً - 00:04:18
أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟ - 00:04:22
وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟ - 00:04:27
ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِانِ الأُسرةِ - 00:04:32
- "أولادٌ! أُسرةٌ! فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ، - 00:04:37
أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ، - 00:04:40
قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي، - 00:04:44
لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ - 00:04:51
أنا مَظلومَةٌ، كَفَاكُم ظُلمًا!" - 00:04:55
- وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping" - 00:04:57
لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ، - 00:05:00
بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ - 00:05:05
وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان - 00:05:11
- "ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟!" - 00:05:17
- يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات، - 00:05:25
مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ: - 00:05:28
"لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ، - 00:05:31
ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها، - 00:05:34
إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛ - 00:05:42
ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم، - 00:05:46
يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ" - 00:05:52
وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ - 00:05:59
هذهِ المرأةُ المَظلومةُ الثَّائرةُ -التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ- - 00:06:03
كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ، - 00:06:08
وأصحابِ الملفَّات الخاصَّةِ، وعامَّتِهِم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-، - 00:06:15
فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ، - 00:06:20
وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ، - 00:06:25
كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser" - 00:06:29
في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ: - 00:06:33
"كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟ - 00:06:35
وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟" - 00:06:40
وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem" - 00:06:44
في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ - 00:06:48
أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ - 00:06:51
سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا، - 00:06:56
انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ - 00:06:58
فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها، - 00:07:03
ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine" - 00:07:06
التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"، - 00:07:10
وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ - 00:07:14
إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"، - 00:07:17
لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ" معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ! - 00:07:19
ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ - 00:07:26
فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟ - 00:07:28
أوَّلًا،: عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها - 00:07:33
يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ - 00:07:38
وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ، - 00:07:44
ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ - 00:07:47
ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ - 00:07:51
أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ، - 00:07:54
وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ - 00:08:00
ثَانيًا: سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ، - 00:08:04
بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم - 00:08:09
مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ - 00:08:16
الذِي يَمتَلِكُ (1%) منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ -حَسبَ مَقالٍ في (الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ)- - 00:08:23
وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer" - 00:08:30
اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ -كَالنِّساءِ والسُّودِ- - 00:08:33
ثالثًا: النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ - 00:08:39
يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ، - 00:08:44
وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ والدَّولَةُ، - 00:08:51
ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ - 00:08:56
وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"، - 00:09:01
وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ، - 00:09:07
تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane": - 00:09:11
"حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ - 00:09:13
عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً" - 00:09:16
وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ، - 00:09:23
ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً! - 00:09:26
كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek" - 00:09:30
حَيثُ فِي عَامِ (2013) مثلًا عَانَى (2.5) مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ، - 00:09:33
بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ، - 00:09:39
الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ، - 00:09:43
وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ - 00:09:48
وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ - 00:09:55
لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth" - 00:09:58
هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ المخَدِّراتُ والأَمراضُ النَّفسيَّةُ، - 00:10:02
والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستغلالُ الجنسيُّ، - 00:10:08
حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ - 00:10:12
ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه - 00:10:21
هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟ - 00:10:28
بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟ - 00:10:35
تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ - 00:10:40
وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ - 00:10:47
لكن، قبل أن نُتابِع - 00:10:51
بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: "نعم، لكنَّ المسلمين عندَهم ظُلم للمرأة أيضًا، - 00:10:52
هل تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!" - 00:10:59
أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟ - 00:11:03
هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟ - 00:11:08
أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟ - 00:11:14
بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها، - 00:11:18
ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة، - 00:11:24
وإنَّما نَطرُق هذا الموضوعَ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء - 00:11:28
الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها - 00:11:34
لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة - 00:11:39
والأفكارُ النَّسَوِيَّة أَلْقَت بظلالها بقوَّةٍ على مجتمعات المسلمين؛ - 00:11:43
لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛ - 00:11:47
لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟ - 00:11:52
هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟ - 00:11:59
هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟ - 00:12:04
هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه - 00:12:07
ما نهاياتُه؟ - 00:12:13
لذلك -يا كرام ويا كريمات- دَعُونَا نعرِض القصَّة دونَ تقطيعٍ، - 00:12:14
دون أن أضطرّ لتذكيركم كلَّ حينٍ: - 00:12:19
"أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ، - 00:12:21
لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه، - 00:12:25
أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا..." - 00:12:27
دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا - 00:12:30
ولْنَتَعاون -كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ- على تشخيص المشكلةِ - 00:12:34
وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً - 00:12:40
إذن، المرأةُ الغربيَّةُ - 00:12:47
تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً - 00:12:49
الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها، - 00:12:54
أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة، ما الحلُّ؟! - 00:13:00
هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها - 00:13:05
تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا -في سنِّ والدِها- - 00:13:09
فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال - 00:13:15
أيْ تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة - 00:13:23
هذه مقابلةٌ مع أحد المشترِين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه - 00:13:28
(بالإنجليزية): [- تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات، - 00:13:35
وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ (150) ألف دولارٍ سنويًا على أولئك الفتيات، - 00:13:37
هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغٌ ضئيلٌ مقارنةً بما يحصل عليه هو.. - 00:13:42
- حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأةٌ جميلةٌ - 00:13:46
فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجلٍ، - 00:13:49
إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيَّارةٍ فارهةٍ، أو شيءٍ من هذا القَبِيل..] - 00:13:53
إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج، - 00:13:56
وأنَّ الدخول على مكانٍ برفقة فتاةٍ جميلةٍ هو مثل الظهور بسيَّارةٍ جميلةٍ - 00:14:03
هذه قيمةُ المرأة عنده! - 00:14:09
أصبحَ هناك عددٌ من المواقع الإلكترونيَّة - 00:14:11
لإتمام هذا النَّوع من (الخدمة) - 00:14:13
وإحصائيَّاتٌ تفصيليَّةٌ عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ، - 00:14:15
وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض، - 00:14:20
وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء - 00:14:23
هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال - 00:14:26
بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ - 00:14:30
الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة، جُزءٍ من أثاث المنزل، كـ(شيءٍ) "Thing" - 00:14:35
وليس كإنسانةٍ "Human" - 00:14:40
لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كـ(شيءٍ) أو( سلعةٍ) أصبحَ هو الأصل في الغرب؟ - 00:14:42
في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ، - 00:14:49
فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال، - 00:14:56
بينما في حالةِ النِّساءِ - 00:15:01
كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكيُّ - 00:15:02
هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ" - 00:15:06
إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة - 00:15:11
وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women) - 00:15:15
أيْ "التَّسليعُ الجنسيُّ للنِّساء" - 00:15:22
التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيءٌ للاستعمال، - 00:15:25
سِلعةٌ جنسيَّةٌ، - 00:15:28
لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها - 00:15:29
هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات [صورة] - 00:15:36
وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع، - 00:15:39
عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة) - 00:15:43
وهذه الأبحاث بالمناسبة -إخواني- لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثةٍ - 00:15:45
لا إنسانيَّةٍ، يجب محاربتُها، - 00:15:50
بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّةٍ - 00:15:52
تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال، - 00:15:57
وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ، - 00:16:03
والمجتمعُ يُكرِّسُها، - 00:16:06
وحتَّى (بالإنجليزية) الألعاب المرئيَّة تُكرِّسُها، - 00:16:07
وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكتصميمٍ، - 00:16:10
وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ، - 00:16:13
وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة - 00:16:18
ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame) - 00:16:20
خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك، - 00:16:26
أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها على أساس الجاذبيَّة - 00:16:30
وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك، - 00:16:36
ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ "Typical"؛ - 00:16:41
فيُجرين عمليَّات ٍتجميليَّةً (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍ تجميليَّةً - 00:16:45
لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين - 00:16:50
لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة (الحُرَّةَ) التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها، - 00:16:54
والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّةً، ويُقيِّمُها على أساس جاذبيَّتها الجسميَّة - 00:16:59
لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له - 00:17:05
في الشَّارِع، - 00:17:08
في وسائل المواصلات، - 00:17:09
في الجامعة، - 00:17:10
في بيئة العمل، - 00:17:12
بل وحتى إلكترونيًّا وهي في بيتها! - 00:17:13
أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبِّيِّ للحقوق الأساسيَّة تقريرًا عامَ (2014) - 00:17:15
بعنوانٍ معبِّرٍ :violence against woman) (every day and every where - 00:17:20
"العنفُ ضدَّ المرأة: كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان" - 00:17:26
ويتناولُ التَّقرير كذلك الانتهاكات الجنسيَّة التي تتعرَّض لها الأنُثى في الطُّفولة، - 00:17:30
تعالوا إلى وسائل المواصلات، - 00:17:35
الأممُ المتحدة تَنشُر قبل سنتين خبرًا بعنوان: - 00:17:37
"الغالبيَّة ُالعُظمى من النِّساء يتعرَّضنَ لشكلٍ مِن أشكالِ التَّحرُّش - 00:17:40
أو العنف الجنسيِّ في تنقُّلاتِهم اليوميَّة" - 00:17:46
لاحِظ: "الغالبيَّةُ العُظمى"! - 00:17:49
ويبدأ الخبر بأنَّ هذه الإساءات تفشَّت بشكلٍ وبائيٍّ عالميًّا - 00:17:52
وفي تقريرٍ تمَّ إعداده من عِدَّة جهاتٍ في فرنسا منها: (وَزارة الدَّولة لحقوق المرأة) - 00:17:56
(State Secretary for Women’s Rights) - 00:18:01
يقول التَّقرير: أنَّ (100%) من النِّساء اللَّواتي يستخدمنَ وسائلَ النَّقل العامِّ في فرنسا - 00:18:04
تعرَّضنَ للتَّحرُّش أو الاعتداءِ الجنسيِّ - 00:18:11
ووكالة الأنباء الفرنسيَّة تُناقِشُ أنَّ هذه النِّسبةَ مبالغٌ فيها - 00:18:14
ولك أن تتصوَّر أنَّ الحديث عمَّا إذا كانت النِّسبة (100%) أو أقلَّ! - 00:18:17
ماذا عن الفتاة في الجامعة؟ - 00:18:22
أذكرُ حين دخلتُ جامعةَ هيوستن الأمريكيَّة لإتمام الدُّكتوراه - 00:18:25
كيف وُزِّعَ علينا كُتَيِّبٌ فيه إحصائيَّات - 00:18:28
منها: أنَّ (1) مِن كلِّ (3) طالباتٍ تتعرَّضُ للتَّحرُّش، - 00:18:31
وما على الطَّالبة أن تعملَه لتتجنَّبَ هذا، - 00:18:36
وإن حصلَ فعلى أيِّ رقمٍ تتَّصلُ، وهكذا - 00:18:39
والأمرُ -إخواني- يزدادُ سُوءًا والنِّسَبُ تتضاعفُ عالميًّا، - 00:18:42
حتى في الأوساط العلميَّة التي يُفترَضُ اجتماعيًّا أنَّها راقيةٌ، - 00:18:46
فحسب دراسةٍ نُشرَت العامَ الماضي: نصفُ طالبات الطّبِّ في أمريكا يتعرَّضنَ للتَّحرُّش - 00:18:50
وفي عامنا هذا (2019) أكثرُ من نصف الطَّالبات في بريطانيا - 00:18:56
يتعرَّضنَ لاستفزازاتٍ جنسيَّة غيرِ مرغوبٍ بها لديهنَّ - 00:19:01
حسب دراسة نَشَرَتْ عنها (الجارديان البريطانية) - 00:19:06
وقالت أنَّها أكبرُ دراسةٍ في المجال للطلَّاب والطَّالبات - 00:19:09
هذا التَّحرُّش لا يحترمُ رُتبةً أكاديميَّةً - 00:19:14
ولا هيبةَ معلِّمٍ؛ - 00:19:17
فهناك تحرُّشٌ من الطَّلاب الجامعيين بالدّكتورات اللَّواتي يدرّسنَهم، - 00:19:18
وتحرُّشٌ من الدَّكاترة بالطَّالبات، - 00:19:24
تصوَّر! - 00:19:26
أنْ تدخلَ الطالبةُ على الدُّكتور تُرِيدُ عِلْمًا فيتحرَّش بها - 00:19:27
تخرَّجَت الفتيات (الحُرَّات) من هذه الأجواء الجامعيَّة بعد أن تعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:19:33
أو على الأقلِّ نصفُهنَّ للتَّحرُّش، وعليهنَّ الآن البحثُ عن عملٍ، - 00:19:39
فعملُ المرأة هو مصدرُ أمانِها الوحيد، فلا أحدَ مسؤولٌ عنها، - 00:19:44
كما أنَّه ليس للأبّ، ولا للأخّ، ولا للزَّوج أنْ يتدخَّلَ بها؛ فهم كذلك ليسوا مسؤولين عنها - 00:19:49
نحن كثيرًا ما ننسى هذه الحقيقة في الحديث عن المرأة الغربيَّة، - 00:19:57
نتكلَّم عن حرِّيَّتِها، لكن ننسى أنَّ هذه الحرِّيَّة مصحوبةٌ أيضًا بالتَّخلِّي عن المسؤوليَّة عنها، - 00:20:00
وعن كِفاية حاجاتِها ورعايتها والإنفاق عليها، - 00:20:08
لذا فلا بُدَّ للمرأة الحُرَّة أن تُثبِتَ نفسَها في عملِها؛ لئلا تُطرَدَ منه، فهو مصدر أمانها - 00:20:13
طيِّب ماذا إذا طُلِبَ منها أشياءُ لا تُناسِب طبيعتَها كأنثى؟ - 00:20:21
لن تستطيعَ أن تعترِضَ؛ لأنها أقرَّت بمفهومِ المساواة المطلَقة مع الرِّجال في كلِّ شيءٍ - 00:20:25
وعليها أنْ تعملَ في أيِّ شيءٍ يأتي بالمال، - 00:20:31
وقد تصِل لمرحلةِ المحافظةِ على عملِها -مصدرِ أمانِها الوحيدِ- - 00:20:35
باستخدامِ عِرضِها أيضًا - 00:20:40
وهذا مقالٌ نُشر في الـ(بي بي سي) "BBC" البريطانيَّة عام (2002) بعنوان: - 00:20:42
"واحدةٌ مِن كلِّ أربعِ نساء -يعني في بريطانيا- تُمارِسُ الجنسَ في مكتبِ العملِ" (office sex) - 00:20:48
كان هذا عامَ (2002) لكنَّ الأمرَ يزدادُ سُوءًا، - 00:20:54
ففي آخر إحصائيَّات موقع (سيف لاين) "Safe line" البريطانيِّ - 00:20:58
الَّذي يُعنى بمُساعدَة النِّساءِ المتعرِّضاتِ للتَّحرُّش - 00:21:01
فإنَّ أكثرَ مِن نصفِ النِّساءِ في بيئات العملِ يتعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:21:04
ونسبةٌ منهنَّ تتعرَّضُ له من مُديرِها، أو مَن له سُلطةٌ وظيفيَّةٌ عليها - 00:21:09
وفي دراسةٍ ضخمةٍ جدًّا في أمريكا كانت نسبةُ التّحرُّشِ بالنِّساءِ في مكانِ العملِ (58%)، - 00:21:16
ونِسَبٌ عاليةٌ من تحرُّشِ الأطباءِ بالطبيباتِ كذلك - 00:21:24
وكذلكَ في أجواءِ التمِّريضِ المعروفِ عنها أنها مهنةٌ إنسانيَّة - 00:21:28
كما في هذه الدراسةِ الأمريكيَّةِ - 00:21:33
التي تشيرُ إلى أنَّ أكثرَ من (70%) من الممرِّضات يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ من المرضى وزملاءِ العملِ، - 00:21:35
بل بلغَت المسألةُ أنْ يَّطلبَ صاحبُ العملِ -الذكرُ- - 00:21:43
من المرأةِ الموظَّفةِ صراحةً أن تتبذَّلَ في لِباسِها لتُسوِّقَ بضاعتَه، - 00:21:46
حتى احتجَّت مجموعةٌ مِّن نَّادِلاتِ المطاعمِ - 00:21:52
يطالبْنَ بتدخُّلِ السُّلُطات الأمريكيَّةِ لتحريرهنَّ من سُلطةِ أصحابِ المطاعمِ - 00:21:54
الّذين يُطالبُونَهنَّ بالتبذُّل في اللِّباس، - 00:22:00
وكان الشعارُ المركزيُّ في المظاهرةِ: "أنا لستُ ضمنَ قائمة الطعامِ" - 00:22:03
أيْ يُفترض أنَّ الزَّبونَ جاء ليتناولَ الطعامَ، لا ليشتريَني أنا! - 00:22:08
هذا كلُّه -إخواني- ونحن لم نتكلَّمْ عن النِّساء اللواتي طبيعةُ عملهنَّ في الفاحشة، - 00:22:13
فحسبَ مجلةِ (إيكونوميست) "The Economist" - 00:22:18
فإنه يقدَّرُ أنَّه في ألمانيا (400) ألف بغيٍّ يخدِمْنَ مليونَ رجلٍ يَّوميًّا - 00:22:20
حسنًا المرأةُ العاملةُ طُرِدَتْ من عملِها لسببٍ مِّن الأسباب، - 00:22:27
أو فَرَّت بأُنوثتِها من هذه الأجواءِ المسعورةِ جنسيًّا، - 00:22:33
- لا مشكلةً؛ سيرعاها زوجُها، أخوها، أبوها، القائمون عليها، المسؤولون عنها - 00:22:37
- مسؤوليَّة مَن؟! أنت نسيتَ أنَّها اعتمدتْ على نفسِها؟! - 00:22:44
وأثبتتْ نِدِّيَّتَها واستقلاليَّتَها، ورفضَتْ تدخُّلَ هؤلاءِ جميعًا فيها، - 00:22:48
بل وهم أصلًا تخلَّوا عنها - 00:22:54
- حسنًا، وما الحلُّ؟! - هناكَ ضمانٌ اجتماعيٌّ. - 00:22:56
- ماذا إذا لم يكفِ الضمان الاجتماعي؟ أو تأخَّرَ في إعطاء الراتب؟ - 00:23:00
- يأتيكَ الجوابُ من مَّقالٍ نُّشِرَ في (BBC) البريطانيَّةِ قبلَ عامٍ بعنوان: - 00:23:05
"نظامُ الضَّمانِ الاجتماعيِّ في بريطانيا اضْطرَّني للدَّعارة" - 00:23:11
ويبدأُ المقالُ بقوله: - 00:23:15
"يُجبَرُ بعضُ النِّساءِ في بريطانيا على العملِ في مجالِ الدَّعارةِ - 00:23:16
بسببِ غيابِ كفاءةِ نظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ، - 00:23:20
تحدَّثتْ (BBC) إلى خمسِ مؤسساتٍ خيريَّةٍ في إنجلترا وعَلِمَتْ أنَّ عددًا مُّتزايدًا مِّن النِّساء - 00:23:24
اللَّواتي يعتمدْنَ على نِظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ يُضطرَرْنَ لهذا" - 00:23:30
وعندما تعملُ المرأةُ في مجالِ إهدارِ كرامتِها - 00:23:36
فإنَّها تُشغِّلُ قِطاعًا آخرًا مِّن القِطاعاتِ التي يملِكُ حِيتانُ الرأسماليَّةِ حِصصًا مِّنها، - 00:23:39
قِطاعَ نوادي القِمار والنَّوادي الليليَّةِ! - 00:23:45
والملفتُ للنَّظَرِ أنَّ النِّسبةَ العظمى من النِّساءِ اللواتي يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ والاغتصابِ - 00:23:48
في وسائل النَّقلِ، في الجَّامعةِ، في بيئةِ العملِ لا يشتكينَ للسُّلُطات! - 00:23:54
قد تظن أنَّ هذا يحصلُ لأنَّها تستمتعُ بذلك، - 00:23:59
"It is okay" بالنِّسبةِ لها، أن تتعرَّضَ للتَّحرُّشِ أو الاغتصابِ وتعدُّ ذلكَ إطراءً على أنوثتِها! - 00:24:03
ليس صحيحًا، - 00:24:11
بلِ النِّسبةُ العظمى منهنَّ يعانِينَ بعدَ هذا التَّحرُّشِ أو الاغتصابِ من الإهانةِ - 00:24:12
(الشعور بالإهانة)، وهجماتِ الرعبِ الـ(Panic Attacks)، - 00:24:18
والاكتئابِ، والشّعورِ بالخزيِ، واحتقار الذّاتِ، والرَّغْبةِ في الانتقامِ، بلْ وأمراضٍ عضويَّةٍ، - 00:24:22
وقد تتركُ دراستَها أو عملَها بسببِهِ، حسْبَ مكتبِ ضحايا الَّجرائمِ الأمريكيِّ - 00:24:28
إذن لماذا لا يشتكِين؟! - 00:24:36
لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها: الخوفُ من تأثيرِ الشَّكوى على وظيفتِها، - 00:24:37
ومنها الإحساسُ بالخجلِ والعارِ ممَّا حصلَ معها، - 00:24:42
ومنها عدمُ امتلاكِ الأدلَّةِ الكافيَّةِ - 00:24:46
المعتدي يعتدي عليها في زاويةٍ مُّظلمةٍ أو بعيدًا عن العيونِ - 00:24:49
فلا دليلَ ولا إثباتَ، فيفلتُ من العقوبة - 00:24:54
وبعضُهنَّ يخضعنَ للمعتدي - 00:24:57
لأنهنَّ يخفنَ من تحوُّلِ المسألةِ من تحرُّشٍ عابرٍ - 00:24:59
إلى عُنفٍ وَّإيذاءٍ جسديٍّ إذا رفضْنَ الخضوعَ لسُعارِه الجنسيِّ - 00:25:03
وتبقى المرأةُ تتجرّعُ الآثارَ المدمرةَ على نفسِها، - 00:25:08
"Devastating Toll" كما يعبِّرُ قسمُ ضحايا الجرائمِ الأمريكيُّ - 00:25:12
قد تقولُ: "اللومُ عليها هي التي تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ تُغري الرجالَ بها" - 00:25:17
هذا ممّا يعدُّهُ قسمُ ضحايا العنفِ الحكوميِّ إحدى الخرافاتِ (Myths) عن اغتصابِ المرأة، - 00:25:22
فالكلُّ مُعرَّضٌ، كلُّ النِّساءِ مُعرَّضاتٌ - 00:25:29
هناكَ من تُساهمُ في إحداثِ حالةِ السُّعارِ الجنسيِّ، وهناكَ من النِّساءِ من تدفعُ الثمن - 00:25:32
هذه المرأةُ المُدمَّرةُ المحتاجَةُ إلى رعايةٍ نَّفسيَّةٍ، تذهبُ لتتعالجَ - 00:25:38
فتتعرَّضُ للتَّحرُّشِ على يدِ الطبيب، - 00:25:44
كما بدأت النِّساءُ يُظهرنَ في موجةِ (Me Too) - 00:25:47
الشعارُ الذي أطلقه النِّساءُ ليُشجِّعنَ بعضهنَّ على رفعِ الأصواتِ، - 00:25:50
بكشفِ ما يتعرَّضنَ له مِنِ اعتداءاتٍ جنسيَّةٍ - 00:25:54
بل وتنتشرُ ظاهرةُ التَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ للمريضاتِ على يدِ الأطبّاءِ النفسيِّينَ - 00:25:58
والمعالجينَ النفسيِّينَ، الذين يُفترَضُ أن يُّنقذوها من مُّعاناتِها! - 00:26:03
- إذن لماذا لا تشتكي المرأةُ لأعضاءِ مجالس النوَّاب - 00:26:08
الذين يُشاركونَ في سَنِّ القوانينِ، وإصدارِ العقوباتِ؟! - 00:26:11
- مجالس النوَّاب! - 00:26:15
حسبَ دراسةٍ نَّشرتْ عنها (CNN) العامَ الماضيَ - 00:26:17
فإنَّ التَّحرُّشَ بالنِّساء منتشرٌ أيضًا في مجالس النوَّاب الأوروبيَّة - 00:26:20
أين تذهبُ المرأةُ بعدَ هذا كلِّهِ؟! إلى أين تلتجئُ؟ بمن تحتمي؟! - 00:26:28
في بحثٍ مَّنشورٍ وُّجِدَ أنَّ الغالبيَّةَ العظمى مِن النِّساءِ في أمريكا - 00:26:34
تُعبِّرُ عن أنَّها تُعاني من ضغطٍ نَّفسيٍّ في المحافظةِ على الجّاذبيَّةِ لتَكسبَ التقديرَ - 00:26:38
فالتقديرُ مرهونٌ بالجاذبيَّةِ الجسميَّةِ بالدَّرجةِ الأولى -كما يذكرُ البحثُ نفسُه- - 00:26:44
فهي إذن مُّعادلةٌ صعبةٌ، - 00:26:50
حتى تُحسِّي بالتقديرِ والتعاملِ معكِ باهتمامٍ لّا بُدَّ أن تكوني جذّابةً، - 00:26:52
وعندما تُصبحينَ أنتِ وغيرُكِ من النِّساءِ جذَّاباتٍ، - 00:26:57
يُّصاب المجتمعُ بالانفلاتِ الجنسيِّ، ويعتدي عليكِ أحدُهم، وتفقدينَ تقديرَكِ واحترامَكِ أنتِ لنفسكِ - 00:27:01
المهمُّ جدًّا -إخواني وأخواتي- أنْ تعلموا - 00:27:10
أنَّ هذا التعاملَ مع المرأةِ حينَ تخرجُ لدراستِها، لعَملِها، لعلاجِها، - 00:27:13
فإذا بذكر ٍيَّمدُّ يدَهُ إليها ليعبثَ بها، ويهينُها كأنَّها لعبةٌ لانفلاتِه الجنسيّ - 00:27:18
أنَّ هذا ليس ناتجًا عن نَّزواتٍ جنسيَّةٍ عابرةٍ، - 00:27:26
بل نظرةُ الذُّكورِ لها مُشوَّهةٌ أصلًا واحتقاريَّةٌ ومن الصِّغَرِ - 00:27:31
ودعْكَ من دعاوى المساواةِ، - 00:27:36
والاحترامِ المتبادلِ، وهذا الكلامِ الدِّعائيِّ الذي لا نصيبَ له من الواقعِ، - 00:27:38
ففي إحصائيَّةٍ نَّشرَها (مكتبُ ضحايا الجرائمِ الأميركيِّ) - 00:27:44
تمَّ سؤالُ المراهقينَ إن كانت ممارسةُ الجنسِ مع فتاةٍ بالإجبارِ مَقبولةً؟ - 00:27:47
فأجابَ (36%) منهم أن: نعم، إذا كان هائجًا بحيث لا يستطيعُ أن يَّكبحَ جماحَ نفسِهِ - 00:27:52
وأجاب (39%) منهم أن: نعم، مُبَّررٌ إذا كانَ قد أنفقَ عليها الكثيرَ من المالِ - 00:28:00
أيْ: يرى أنَّه إذا صرفَ عليها مالًا -كهدايا أو شطائر- - 00:28:07
فمن حقِّه أن يَّعبثَ بها جنسيًّا، - 00:28:11
وأن يُّرغمَها على الجنسِ بتعبيرهم: "Forced sex was acceptable" - 00:28:13
- لكن لحظةً! - 00:28:19
أنت تعرضُ جانبَ الاعتداءِ الجنسيِّ على المرأةِ، - 00:28:20
هناكَ في المقابلِ نساءٌ وفتياتٌ راضياتٌ بالعلاقاتِ الغراميَّةِ، - 00:28:22
صحيحٌ أنَّ هذا غيرُ شرعيٍّ وحرامٌ، لكنَّهنَّ سعيداتٌ بهذه العلاقاتِ؛ لأنَّها بالتراضي - 00:28:26
- نعم، سعيداتٌ! - 00:28:32
هكذا أفهموكَ بالأفلامِ الأجنبيَّةِ - 00:28:33
التّي كلُّها خيالٌ تمامًا كما هي الخيالاتُ عن سكانِ الفضاءِ - 00:28:35
تعالوا نبتعدُ قليلًا عن (هوليوود) - 00:28:40
وندخلُ إلى المواقعِ الرسميَّةِ الحكوميَّةِ الأمريكيَّةِ والأوروبيَّةِ، - 00:28:42
لنرى -بعيدًا عن التحرُّش والاغتصاب- - 00:28:46
كيفَ تُعامَلُ المرأةُ من قِبَل ما يسمّونَهُ: "Intimate partner" أي الشريك الحميم، - 00:28:50
والذي قد يكونُ زوجًا أو عشيقًا - 00:28:55
ادخلْ -مثلًا- على موقعِ (وزارةِ العدلِ الأمريكيَّةِ) - 00:28:58
وتصفَّح الإحصائياتِ المختصَّةَ بالعُنفِ ضدَّ النساءِ "Violence Against Women" - 00:29:01
واقرأْ عن ظاهرةِ "Battered Woman Syndrome" - 00:29:06
ما معنى هذا المصطلح؟ - 00:29:10
(Battered) يعني: "يضربُ بقوَّةٍ واستمرارٍ، يسحقُ، يقصفُ بالقنابلِ" - 00:29:12
فـ(Battered woman syndrome) هي ظاهرةُ المرأةِ المضروبةِ بهذا الشكلِ [صورة] - 00:29:16
مثلَ هذه المرأةِ التي برَّرتْ قتْلَ الـ(Boy friend) - 00:29:21
لأنَّها تعرَّضَتْ للـ: (Battered woman syndrome) - 00:29:23
ومثلَ عددٍ كبيرٍ مِّن النِّساءِ، - 00:29:26
وبعضُهنَّ ينشرْنَ صورهنَّ. - 00:29:29
مرَّةً أخرى، هل هذه الحالاتُ من العنفِ البشعِ حالاتٌ شاذَّةٌ؟ - 00:29:31
حسبَ المواقعِ الرَّسميَّةِ الأمريكيَّةِ مثلَ موقعِ (التحالف القوميُّ ضدَّ العنف المنزليِّ) - 00:29:34
فإنَّ واحدةً من كلِّ أربعِ نساءٍ يتعرضْنَ للعنفِ الشَّديدِ من قِبَلِ الشريكِ الحميم، - 00:29:39
وهذه النِّسَبُ لا تشملُ ما تتعرَّضُ له المرأةُ على يدِ غُرباءَ عنها (Strangers) - 00:29:45
ولا تشملُ العنفَ والضربَ غيرَ الشديدِ الذي تتعرَّضُ له - 00:29:50
إلى درجةِ أنَّ ربعَ إلى ثلثِ زياراتِ النِّساءِ لغرفةِ الطَّوارئِ في أمريكا ناتجةٌ عن ضربهنَّ، - 00:29:54
حسبَ (مكتبِ ضحايا العنفِ الحكوميّ) - 00:30:01
وعندما تَحكمُ العضلاتُ فلا شكَّ أنَّ الرجالَ سيتفوَّقونَ؛ - 00:30:04
لذا ففي دراسةٍ في أمريكا على حالاتِ العنفِ بينَ الشُّركاءِ -أزواجًا أو عاشقينَ- - 00:30:08
والتي أدَّتْ إلى دخولِ غرفةِ الطوارئ - 00:30:13
كان (93%) من الحالاتِ من النساءِ مقابلَ (7%) من الرجال - 00:30:15
بل وهذا العنفُ كثيرًا مّا يصلُ إلى حدِّ القتل! - 00:30:21
فقبلَ أيّامٍ خرجتْ مسيراتٌ في فرنسا للتَّنديدِ بالعنفِ الأسريِّ - 00:30:24
بعدَ مقتل (116) امرأةٍ -على الأقلِّ- في عامِ (2019) - 00:30:29
ونشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ أنَّ امرأةً - 00:30:33
فرنسيَّةً تموتُ كلَّ (3) أيّامٍ على يدِ زوجِها، أو رفيقِها، أو شريكِ حياتِها - 00:30:36
ومنذ أيامٍ أيضًا نشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ خبرًا عن مسيراتٍ تعترضُ على إهانةِ المرأةِ - 00:30:42
بعنوانِ: "العنفُ ضدَّ النساء: اغتصابُ امرأةٍ كلَّ (7) دقائقٍ في فرنسا" - 00:30:49
وقد تستغربُ إذا علمتَ أنَّ أكثرَ من نصفِ ضحايا الضَّربِ المبرِّحِ يحتَجنَ لمساعدةٍ طبيَّةٍ - 00:30:56
بشكلٍ متكرِّرٍ، أكثرَ من (6) مرَّاتٍ حسبَ المواقعِ الحكوميَّةِ - 00:31:02
أي تُضربُ وتُهانُ مِرارًا وتَكرارًا على يدِ زوجِها أو رفيقِها - 00:31:08
- حسنًا، لماذا لا تهربُ هذه المرأةُ؟! - تهربُ إلى أين؟ - 00:31:14
- إلى بيتِ أبيها أو أخيها! - هل نسيتَ؟ هي لا تعرفُ أباها أصلًا! - 00:31:18
أو أنَّها تعرفُه لكنَّه ليسَ مسؤولًا عنها فهي حرَّةٌ، مُّستقلَّةٌ، - 00:31:22
مُّتساويةٌ مَّعَ الرَّجلِ، لا تحتاجُ أحدًا، أثبتتْ نفسَها! - 00:31:27
مِمَّا تُقدِّمُه الدُّولُ الغَربيَّةُ لهذِهِ المرأةِ هوَ ظاهرةٌ أُخرَى اسمُهَا: - 00:31:30
"battered women's shelter" - 00:31:34
(مأوَى المرأةِ المضروبةِ ضربًا مبرِّحًا) - 00:31:37
مكانٌ تَأوِي فيهِ مُؤقَّتًا ريثَمَا تَتعافَى مِنَ الضّربِ وتبحثُ عَنْ طريقةٍ لكسبِ العيشِ - 00:31:39
هذِهِ المرأةُ المضروبةُ بشِدَّةٍ من رفيقِهَا تَودُّ أَن تَتخلَّصَ مِن أيِّ شيءٍ يُذكِّرُها بِهِ، - 00:31:45
ومِمَّا يُذكِّرُها بِه هذِهِ النُّطفةُ الَّتِي أُلقيَتْ بالحرامِ في رَحِمِها - 00:31:52
تَأتي هُنا التَّقنينَاتُ الَّتِي تُسهِّلُ الإجهاضَ، والإعلامُ الَّذي يُزيِّنُه، والقوانينُ التي تشرَعُهُ - 00:31:57
في أمِرِيكا وحدَها هناكَ حوالَيْ مليونِ حالةِ إجهاضٍ سَنوِيًّا - 00:32:04
وحَوالَيْ ثُلُثَيْها بَعدَ الأسبوعِ السّادسِ؛ أيْ: بعدَ نفخِ الرُّوحِ؛ أيْ: قتلُ نفسٍ - 00:32:08
وحسبَ (مركزِ التَّحكُّمِ بالأمراضِ الأمريكيِّ) "Center of Disease Control" - 00:32:16
فإنَّ الغالبيّةَ العُظمَى مِنَ الإناثِ المجهِضاتِ غيرُ متزوِّجاتٍ؛ أيْ: شهوةٌ هابطةٌ تنتهي بقتلٍ - 00:32:19
هَلْ تتصوَّرونَ -إِخوانِي- ما مَعنى الإجهاض بجنينٍ ذي روحٍ، بنفسٍ إنسانيَّةٍ؟ - 00:32:28
لَنْ أضعَ لكُم صُوَرًا هُنا لأنَّها بَشِعةٌ جِدًّا، - 00:32:33
لكنْ بِإمكانِكَ كتابةُ بعضِ المُصطلحاتِ التِي سَأذكُرُها - 00:32:37
والبحثُ عن صُوَرٍ حقيقيَّةٍ إنْ كانَ قلبُكَ يَتحمَّلُ - 00:32:41
مِنْ أشهرِ الطُّرقِ ما يُعرَفُ بـِ: - 00:32:45
(بالإنجليزيّة) بِتَوسيعِ وتَفريغِ الرَّحِمِ "Dilation and evacuation abortion" - 00:32:47
أي يَستعملُ الطّبيبُ عُدَّةً خَاصَّةً: مِقصَّاتٍ ومَلاقطَ وشَفَّاطاتٍ، - 00:32:49
فَيقُصُّ الطَّبيبُ الجنينَ -وهوَ في رحِمِ أُمِّهِ- قِطعةً قِطعةً، ويُخرجُهُ قِطعةً قِطعةً؛ - 00:32:54
اليدَيْنِ، الرِّجلَيْنِ، الرّأسَ، البطنَ... - 00:33:01
هذَا الإجراءُ يَتمُّ يوميًّا بِأعدادٍ ضخمةٍ عبرَ العالمِ - 00:33:04
وهناكَ أشكالٌ أُخرَى مِنَ الإجهاضِ بَشِعةٌ أيضًا - 00:33:08
وإذَا وَلدَتِ المرأةُ ولَمْ تَرغَبْ في الاحتفاظِ بمولودِهَا، - 00:33:11
فَهَاهِيَ ظاهرةُ الصَّناديقِ الدَّافئةِ تَنتشرُ في أُوروبَّا وأَمِرِيكَا، - 00:33:15
حيثُ تُوفَّرُ في الشّوارعِ صناديقُ تَضعُ فيهِ المرأةُ المولودَ - 00:33:20
بَدلًا مِنْ أَنْ تَرميَهُ في القمامة كَما يَفعلُ بَعضُ النِّساءِ الحُرَّاتِ المُستقِلَّاتِ! - 00:33:24
بَلْ وَوصَلْنَا إلى مرحلةِ تبريرِ قتلِ الأولادِ حَديثِي الولادة - 00:33:30
إذا كانَت الأمُّ لا ترغبُ في بقائِهِمْ، كَما بَيَّنَا بالتَّوثيقِ في كلمةِ: - 00:33:35
(عندمَا يلبسُ أبو جهلٍ (بالإنجليزية) مِعطفَ المُختبَرِ) "Labcoat" - 00:33:39
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ [القرآن 81: 8-9] - 00:33:42
لَمْ يَتوقَّفِ الوأدُ، بَلْ ها هوَ يُقترَفُ على يدِ أطبَّاءَ - 00:33:47
يلبسونَ مَعاطف المُختبَرِ البيضاءَ وبشكلٍ مقنَّنٍ، - 00:33:51
وها هِيَ الجنينُ الأُنثَى تُحرَمُ مِنْ حقِّ الحياةِ؛ - 00:33:54
لتكتمل قِصَّةُ الإهانةِ وانتهاكِ الحقوقِ محطَّةً محطَّةً - 00:33:58
هذا هوَ الجانبُ المجهولُ لكثيرٍ مِنَّا عنِ المرأةِ الغربيَّةِ الحُرَّةِ، - 00:34:05
التي تحرَّرَتْ مِن مسئوليَّةِ أَبيهَا وأَخيهَا وزَوجِها عَلَيْها، والَّذينَ تخلَّوْا أَصلًا عَن هذِهِ المسؤوليَّةِ - 00:34:10
فَأصبحَ الكثيرُ مِنَ النِّساءِ والفَتياتِ (بالإنجليزية) سِلعةً جنسيَّةً "Sexual Object" - 00:34:17
أُلعوبةً بِيَدِ الثَّريِّ الَّذِي يَستأجِرُها لِيُعطِيَها قِسْطَ الجامعةِ، - 00:34:22
وبِيَدِ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وأصحابِ المجلَّاتِ الهابطةِ، - 00:34:26
والمُتحرِّشِينَ بِها في وسائلِ المواصلاتِ، وفي الجامعةِ، وفي مكاتبِ العملِ، - 00:34:30
وفي عياداتِ العلاجِ... - 00:34:34
وأصبحَتْ ملطِمَةً لعشيقِهَا وللقريبِ والغريبِ - 00:34:35
أتعرفونَ -إِخوانِي وأَخواتِي- - 00:34:40
وأنا أُحضِّرُ المادَّةَ لهذِه الكلمةِ وأجمعُ خيوطَها الكثيرةِ، - 00:34:42
غَلبَ عَليَّ شعورٌ بالإشفاقِ على المرأةِ الغربيَّةِ - 00:34:46
وأَدركْتُ -أكثرَ فأكثرَ- ماذَا خَسِرَ العالمُ بانحطاطِ المسلمينَ! - 00:34:49
هذَا ونحنُ لَمْ نَتكلَّمْ عَنِ المرأةِ الشرقيَّةِ في المجتمعاتِ غيرِ المُسلمةِ، - 00:34:55
كالمرأةِ الصينيَّةِ واليابانيَّةِ...، - 00:35:00
والَّتي لا تقِلُّ قِصَّتُهَا سوءًا عَنْ أختِها الغربيَّةِ - 00:35:01
ولَمْ نتكلَّمْ عَنْ عدَمِ حصولِ المرأةِ على أجورٍ مُساويةٍ للرَّجلِ، - 00:35:05
ولا ترقِيَتِهَا في الوظائفِ مثلَ الرّجلِ - 00:35:10
وهوَ موضوعٌ آخرُ طويلٌ... - 00:35:12
قَدْ يقولُ قائِلٌ: - 00:35:15
"أنتَ تعرِضُ الجانبَ المظلمَ مِن وضعِ المرأةِ الغربيَّةِ، اعرِضِ الجانبَ المُشرقَ!" - 00:35:15
الجانبُ المُشرقُ؟! - 00:35:19
أيُّ إشراقٍ للمرأةِ في هذَا الوضعِ البائسِ - 00:35:20
الّذي تَتعالى فيهِ أصواتُ النّساءِ مؤخَّرًا مطالباتٍ بحمايَتِهِنَّ، - 00:35:23
بَعدمَا أصبحَ الوضعُ لا يُتحمَّلُ، ولا يُمكِنُ تَخبِئَتُهُ، ولا السُّكوتُ عَنْهُ؟ - 00:35:28
أيُّ جانبٍ مُشرقٍ؟ - 00:35:32
الاكتشافاتُ العلميَّةُ الَّتي اكتشفتْها بعضُ النّساءِ؟ الشّهاداتُ العليَا؟ - 00:35:33
ما الفائدةُ إذا كانَتْ هذِه المُكتشِفةُ أوِ الدُّكتورَةُ - 00:35:37
لَمْ تنجَحْ في تربيةِ جيلٍ يُوقِفُ حالةَ الاحتقارِ للمرأةِ والسُّعارِ الجنسيِّ في المجتمعِ؟ - 00:35:41
ما الفائدةُ مِن أُمٍّ مشغولةٍ بأبحاثِهَا - 00:35:48
وابنُهَا يَتعرَّضُ لِبناتِ جِنسِهَا بالتحرُّشِ والاغتصابِ أوِ الضَّربِ والإهانةِ؟ - 00:35:51
ماذا نَستفيدُ إذا وَصلْنَا إلى المِرِّيخِ، وَسَفُلَتِ الأخلاقُ إلى الحضيضِ الأدنَى؟! - 00:35:56
(صدى) إلى الحضيضِ الأدنَى... - 00:36:02
ثمَّ هَلْ نماذجُ النَّجاحِ المادِّيِّ لدَى النِّساءِ كانَتْ مشروطةً بالنِّدِّيَّةِ والاستقلاليَّةِ عنِ الرَّجلِ؟ - 00:36:03
هَلْ النَّزعةُ النَّسويَّةُ هيَ التِي حقَّقَتْ هذِهِ الإِنجازاتِ؟ - 00:36:09
أَمَا كانَ يُمكنُ تَحقيقُها، بَلْ وَأكثرَ مِنهَا - 00:36:13
بالتَّكامُلِ والتَّعاوُنِ ومعرفَةِ كُلٍّ لحقوقِهِ وواجباتِهِ، - 00:36:16
وتَنشئةِ جيلٍ سويٍّ نفسيًّا في أحضانِ أُسْرةٍ مستقرَّةٍ؟ - 00:36:20
في مقالِ (الجَاردِيانِ) -والَّذي ذَكرناهُ في البدايةِ- تقولُ (نَانْسِي فريزَر) كلمةً - 00:36:25
تلُخِّصُ الكثيرَ مِنَ الصَّيحاتِ الَّتي صَدرَتْ مِنْ بعضِ النَّسويَّاتِ الغربيَّاتِ مُؤخَّرًا - 00:36:29
تقول: "كواحدةٍ مِنَ النَّسويَّاتِ كُنْتُ أَفترضُ دائمًا - 00:36:34
أَنّنِي -بنضالِي لتحريرِ المرأةِ- كنتُ أقومُ ببناءِ عالمٍ أفضلٍ، أكثرَ مساواةً وعدلًا وحرّيّةً، - 00:36:39
لكنْ في الآونةِ الأخيرةِ - 00:36:46
بدأتُ أشعرُ بالقلقِ مِنْ كَونِ المُثُلِ العُليَا الّتي تُمثِّلُهَا النّسويّاتُ - 00:36:48
أصبحَتْ تَخدِمُ غَاياتٍ مختلفةً تمامًا، - 00:36:53
أخشَى -على وجهِ التَّحديدِ- أنَّ نقدَنَا للجنسانيَّةِ (التمييزِ الجنسيِّ) - 00:36:57
أصبحَ مُسوِّغًا لأشكالٍ جديدةٍ مِن عدمِ المساواةِ والاستغلالِ" - 00:37:02
هذِهِ هيَ النّتيجةُ لتحريرِ المرأةِ الذِي انطلقَ بِبوصلةٍ مُنحرفةٍ تمامًا - 00:37:07
فتَلقَّفَها تُجَّارُ المآسِي، فاستخدَمُوهَا لأغراضِهِم، - 00:37:13
ولا هيَ حصّلَتْ لِنفسِها بعدَ ذلكَ حقًّا، ولا عدلًا، ولا حرِّيَّةً، ولا مساواةً...! - 00:37:17
اقرأْ واقرَئِي بعدَ هذَا كلِّهِ قولَ ربِّكَ -عَزَّ وجَلَّ-: - 00:37:24
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ - 00:37:29
بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 4: 34] - 00:37:33
اقرأْ قولَهُ تعالَى: - 00:37:37
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ - 00:37:38
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 9: 71] - 00:37:42
اقرأْ وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) "متلازمةَ المرأةِ المضروبةِ ضربًا مُبَرِّحًا" - 00:37:45
اقرأْ قولَ ربِّكَ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 4: 19] - 00:37:48
واقرأ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 2: 228] - 00:37:51
واقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:37:55
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (صحَّحهُ الألبانيُّ) - 00:37:58
وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) التَّسليعَ الجنسيَّ "Sexual Objectification" للمرأةِ الغربيَّةِ - 00:38:02
اقرأْ قولَه تعالَى: - 00:38:07
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ...﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:09
هيَ ليسَتْ شيئًا ولا سِلْعَةً ولا إنسانًا عادِيًّا، - 00:38:13
بَلْ مثالٌ يُحتذَى لِلَّذينَ آمنُوا - 00:38:16
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:18
امرأةٌ مؤمنةٌ، ثارَتْ على فرعونَ الَّذي استعبدَ النَّاسَ، - 00:38:22
هيَ قدوةٌ للنِّساءِ أنْ يَثُرْنَ على فراعنةِ اليومِ الَّذينَ يُريدونَ استعبادَ البشريَّةِ أيضًا - 00:38:25
"امرأةَ فرعونَ"، وفي الآيةِ الَّتي بعدَها: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ" - 00:38:32
إذَنْ، نساءٌ أصبَحْنَ مثالًا يُحتذَى لإيمانِهِنَّ، لا لنَتاجِهِنَّ المادِّيِّ، ولا لجاذبِيَّتهِنَّ الشَّكلِيَّةِ - 00:38:37
وأنتَ ترَى الَّذينَ يتَّخذونَ المرأةَ سِلْعَةً جنسيَّةً، اقرأْ غضبَ ربِّكَ -عزَّ وجلَّ- لعِرضِ المؤمناتِ، - 00:38:46
غضَبَهُ على مَنْ يَمسُّونَ سُمعةَ عِرضِهَا، فيقولُ ربِّي سبحانَهُ: - 00:38:53
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ - 00:38:57
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [القرآن 24: 23] - 00:39:00
اقرأْ واقرئِي: - 00:39:04
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ - 00:39:06
ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [القرآن 33: 59] - 00:39:13
اِقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:18
«فَاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» (مُتَّفقٌ عليهِ) - 00:39:20
"ذاتِ الدِّينِ"؛ لأنَّها ليسَتْ سلعةً جنسيَّةً، ولا تُقيَّم بجاذبيَّتِهَا الجسميَّةِ، - 00:39:23
بَلْ أهمُّ ما فيها دينُها وأخلاقُها - 00:39:29
وأنتَ ترَى الإجهاضَ ورميَ البناتِ في الصَّناديقِ الدَّافئةِ أو تشرُّدَهُنَّ في الشَّوارعِ، - 00:39:31
اقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:36
«مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتَّةَ - 00:39:40
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ؟ - 00:39:47
قَالَ وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ» (حسَّنَهُ الألبانيُّ) - 00:39:49
وأنتَ ترَى السُّعارَ المُنفلتَ، اقرأْ قولَ حبيبِكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:51
«إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» (صحَّحهُ الألبانِيُّ) - 00:39:55
واقرأْ -بعدَ هذَا كلِّهِ- قولَ اللهِ تعالَى في (سورةِ النِّساءِ): - 00:39:58
﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) - 00:40:03
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)﴾ - 00:40:11
﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)﴾ [القرآن 4: 26-28] - 00:40:18
اقرأْ وانظُرْ إلى حاجتِنَا إلى دينِ ربِّنَا لينعُمَ الرّجلُ والمرأةُ، - 00:40:23
بَلْ وإلى حاجةِ البشريَّةِ بعدَ ذلكَ، لنُنْقِذَهَا مِمَّا هيَ فيهِ منْ ضياعٍ، - 00:40:28
وانظرْ إلى الَّذينَ يريدونَ -بدلًا مِن ذلكَ- أنْ نَجترَّ وتَجترَّ مُجتمعاتُنا بُؤسَ المرأةِ الغربيَّةِ - 00:40:33
وَهُمْ موضوعُ حلقتِنَا القادمةِ -بإذنِ اللهِ- - 00:40:40
والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ - 00:40:43
Transcription
السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ - 00:00:00
نحنُ الآنَ فِي القَرنِ الـ(19) الميلادِيِّ في أورُوبَّا، - 00:00:01
تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ - 00:00:04
ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ - 00:00:08
إنَّها زَوْجَتُه! - 00:00:10
زَوْجَتهُ؟! - 00:00:14
نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم - 00:00:15
اكتب: بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling" - 00:00:18
في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ - 00:00:20
فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه، - 00:00:24
وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ - 00:00:30
المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -التي تنِقُّ- - 00:00:33
وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة التي (تنِقُّ) "Nagging Woman" - 00:00:36
كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle" - 00:00:40
قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ، - 00:00:45
بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ - 00:00:51
وبإمكَانِكَ مشاهدة هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛ - 00:00:56
لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ - 00:00:58
ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ - 00:01:04
الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ - 00:01:06
أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ - 00:01:11
وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا - 00:01:15
لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟ - 00:01:19
كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ، - 00:01:22
وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ، - 00:01:25
لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا، - 00:01:29
مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا - 00:01:34
نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها، - 00:01:38
فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ - 00:01:41
وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ - 00:01:46
- لماذَا؟ - لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت - 00:01:52
فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ، - 00:01:57
وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا- - 00:02:00
يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا - 00:02:06
قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا - 00:02:11
وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ، - 00:02:18
-وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ- - 00:02:22
لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ - 00:02:25
حسنًا، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها - 00:02:32
عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟ - 00:02:42
لَم تَبْقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ - 00:02:46
إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ - 00:02:53
- حسنًا، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟ - 00:02:59
مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ - الدِّينُ - 00:03:03
- قُلنَا لَكَ: الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ! - 00:03:07
وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation" - 00:03:11
بِبوصلةٍ بَشريَّةٍ لا رَبَّانيَّةٍ - 00:03:16
وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ، - 00:03:21
فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism" - 00:03:27
التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ، - 00:03:31
وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ، - 00:03:36
وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا، - 00:03:39
وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ، - 00:03:45
وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتِ جِنسِكِ، - 00:03:49
يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا، - 00:03:57
فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ - 00:04:01
قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ على نَفْسِكِ هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ، - 00:04:05
فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً، - 00:04:09
فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا - 00:04:15
هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً - 00:04:18
أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟ - 00:04:22
وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟ - 00:04:27
ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِانِ الأُسرةِ - 00:04:32
- "أولادٌ! أُسرةٌ! فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ، - 00:04:37
أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ، - 00:04:40
قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي، - 00:04:44
لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ - 00:04:51
أنا مَظلومَةٌ، كَفَاكُم ظُلمًا!" - 00:04:55
- وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping" - 00:04:57
لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ، - 00:05:00
بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ - 00:05:05
وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان - 00:05:11
- "ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟!" - 00:05:17
- يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات، - 00:05:25
مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ: - 00:05:28
"لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ، - 00:05:31
ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها، - 00:05:34
إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛ - 00:05:42
ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم، - 00:05:46
يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ" - 00:05:52
وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ - 00:05:59
هذهِ المرأةُ المَظلومةُ الثَّائرةُ -التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ- - 00:06:03
كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ، - 00:06:08
وأصحابِ الملفَّات الخاصَّةِ، وعامَّتِهِم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-، - 00:06:15
فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ، - 00:06:20
وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ، - 00:06:25
كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser" - 00:06:29
في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ: - 00:06:33
"كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟ - 00:06:35
وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟" - 00:06:40
وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem" - 00:06:44
في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ - 00:06:48
أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ - 00:06:51
سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا، - 00:06:56
انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ - 00:06:58
فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها، - 00:07:03
ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine" - 00:07:06
التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"، - 00:07:10
وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ - 00:07:14
إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"، - 00:07:17
لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ" معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ! - 00:07:19
ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ - 00:07:26
فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟ - 00:07:28
أوَّلًا،: عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها - 00:07:33
يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ - 00:07:38
وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ، - 00:07:44
ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ - 00:07:47
ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ - 00:07:51
أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ، - 00:07:54
وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ - 00:08:00
ثَانيًا: سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ، - 00:08:04
بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم - 00:08:09
مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ - 00:08:16
الذِي يَمتَلِكُ (1%) منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ -حَسبَ مَقالٍ في (الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ)- - 00:08:23
وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer" - 00:08:30
اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ -كَالنِّساءِ والسُّودِ- - 00:08:33
ثالثًا: النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ - 00:08:39
يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ، - 00:08:44
وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ والدَّولَةُ، - 00:08:51
ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ - 00:08:56
وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"، - 00:09:01
وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ، - 00:09:07
تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane": - 00:09:11
"حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ - 00:09:13
عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً" - 00:09:16
وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ، - 00:09:23
ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً! - 00:09:26
كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek" - 00:09:30
حَيثُ فِي عَامِ (2013) مثلًا عَانَى (2.5) مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ، - 00:09:33
بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ، - 00:09:39
الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ، - 00:09:43
وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ - 00:09:48
وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ - 00:09:55
لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth" - 00:09:58
هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ المخَدِّراتُ والأَمراضُ النَّفسيَّةُ، - 00:10:02
والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستغلالُ الجنسيُّ، - 00:10:08
حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ - 00:10:12
ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه - 00:10:21
هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟ - 00:10:28
بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟ - 00:10:35
تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ - 00:10:40
وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ - 00:10:47
لكن، قبل أن نُتابِع - 00:10:51
بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: "نعم، لكنَّ المسلمين عندَهم ظُلم للمرأة أيضًا، - 00:10:52
هل تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!" - 00:10:59
أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟ - 00:11:03
هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟ - 00:11:08
أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟ - 00:11:14
بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها، - 00:11:18
ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة، - 00:11:24
وإنَّما نَطرُق هذا الموضوعَ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء - 00:11:28
الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها - 00:11:34
لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة - 00:11:39
والأفكارُ النَّسَوِيَّة أَلْقَت بظلالها بقوَّةٍ على مجتمعات المسلمين؛ - 00:11:43
لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛ - 00:11:47
لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟ - 00:11:52
هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟ - 00:11:59
هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟ - 00:12:04
هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه - 00:12:07
ما نهاياتُه؟ - 00:12:13
لذلك -يا كرام ويا كريمات- دَعُونَا نعرِض القصَّة دونَ تقطيعٍ، - 00:12:14
دون أن أضطرّ لتذكيركم كلَّ حينٍ: - 00:12:19
"أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ، - 00:12:21
لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه، - 00:12:25
أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا..." - 00:12:27
دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا - 00:12:30
ولْنَتَعاون -كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ- على تشخيص المشكلةِ - 00:12:34
وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً - 00:12:40
إذن، المرأةُ الغربيَّةُ - 00:12:47
تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً - 00:12:49
الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها، - 00:12:54
أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة، ما الحلُّ؟! - 00:13:00
هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها - 00:13:05
تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا -في سنِّ والدِها- - 00:13:09
فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال - 00:13:15
أيْ تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة - 00:13:23
هذه مقابلةٌ مع أحد المشترِين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه - 00:13:28
(بالإنجليزية): [- تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات، - 00:13:35
وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ (150) ألف دولارٍ سنويًا على أولئك الفتيات، - 00:13:37
هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغٌ ضئيلٌ مقارنةً بما يحصل عليه هو.. - 00:13:42
- حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأةٌ جميلةٌ - 00:13:46
فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجلٍ، - 00:13:49
إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيَّارةٍ فارهةٍ، أو شيءٍ من هذا القَبِيل..] - 00:13:53
إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج، - 00:13:56
وأنَّ الدخول على مكانٍ برفقة فتاةٍ جميلةٍ هو مثل الظهور بسيَّارةٍ جميلةٍ - 00:14:03
هذه قيمةُ المرأة عنده! - 00:14:09
أصبحَ هناك عددٌ من المواقع الإلكترونيَّة - 00:14:11
لإتمام هذا النَّوع من (الخدمة) - 00:14:13
وإحصائيَّاتٌ تفصيليَّةٌ عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ، - 00:14:15
وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض، - 00:14:20
وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء - 00:14:23
هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال - 00:14:26
بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ - 00:14:30
الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة، جُزءٍ من أثاث المنزل، كـ(شيءٍ) "Thing" - 00:14:35
وليس كإنسانةٍ "Human" - 00:14:40
لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كـ(شيءٍ) أو( سلعةٍ) أصبحَ هو الأصل في الغرب؟ - 00:14:42
في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ، - 00:14:49
فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال، - 00:14:56
بينما في حالةِ النِّساءِ - 00:15:01
كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكيُّ - 00:15:02
هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ" - 00:15:06
إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة - 00:15:11
وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women) - 00:15:15
أيْ "التَّسليعُ الجنسيُّ للنِّساء" - 00:15:22
التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيءٌ للاستعمال، - 00:15:25
سِلعةٌ جنسيَّةٌ، - 00:15:28
لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها - 00:15:29
هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات [صورة] - 00:15:36
وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع، - 00:15:39
عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة) - 00:15:43
وهذه الأبحاث بالمناسبة -إخواني- لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثةٍ - 00:15:45
لا إنسانيَّةٍ، يجب محاربتُها، - 00:15:50
بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّةٍ - 00:15:52
تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال، - 00:15:57
وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ، - 00:16:03
والمجتمعُ يُكرِّسُها، - 00:16:06
وحتَّى (بالإنجليزية) الألعاب المرئيَّة تُكرِّسُها، - 00:16:07
وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكتصميمٍ، - 00:16:10
وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ، - 00:16:13
وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة - 00:16:18
ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame) - 00:16:20
خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك، - 00:16:26
أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها على أساس الجاذبيَّة - 00:16:30
وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك، - 00:16:36
ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ "Typical"؛ - 00:16:41
فيُجرين عمليَّات ٍتجميليَّةً (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍ تجميليَّةً - 00:16:45
لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين - 00:16:50
لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة (الحُرَّةَ) التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها، - 00:16:54
والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّةً، ويُقيِّمُها على أساس جاذبيَّتها الجسميَّة - 00:16:59
لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له - 00:17:05
في الشَّارِع، - 00:17:08
في وسائل المواصلات، - 00:17:09
في الجامعة، - 00:17:10
في بيئة العمل، - 00:17:12
بل وحتى إلكترونيًّا وهي في بيتها! - 00:17:13
أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبِّيِّ للحقوق الأساسيَّة تقريرًا عامَ (2014) - 00:17:15
بعنوانٍ معبِّرٍ :violence against woman) (every day and every where - 00:17:20
"العنفُ ضدَّ المرأة: كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان" - 00:17:26
ويتناولُ التَّقرير كذلك الانتهاكات الجنسيَّة التي تتعرَّض لها الأنُثى في الطُّفولة، - 00:17:30
تعالوا إلى وسائل المواصلات، - 00:17:35
الأممُ المتحدة تَنشُر قبل سنتين خبرًا بعنوان: - 00:17:37
"الغالبيَّة ُالعُظمى من النِّساء يتعرَّضنَ لشكلٍ مِن أشكالِ التَّحرُّش - 00:17:40
أو العنف الجنسيِّ في تنقُّلاتِهم اليوميَّة" - 00:17:46
لاحِظ: "الغالبيَّةُ العُظمى"! - 00:17:49
ويبدأ الخبر بأنَّ هذه الإساءات تفشَّت بشكلٍ وبائيٍّ عالميًّا - 00:17:52
وفي تقريرٍ تمَّ إعداده من عِدَّة جهاتٍ في فرنسا منها: (وَزارة الدَّولة لحقوق المرأة) - 00:17:56
(State Secretary for Women’s Rights) - 00:18:01
يقول التَّقرير: أنَّ (100%) من النِّساء اللَّواتي يستخدمنَ وسائلَ النَّقل العامِّ في فرنسا - 00:18:04
تعرَّضنَ للتَّحرُّش أو الاعتداءِ الجنسيِّ - 00:18:11
ووكالة الأنباء الفرنسيَّة تُناقِشُ أنَّ هذه النِّسبةَ مبالغٌ فيها - 00:18:14
ولك أن تتصوَّر أنَّ الحديث عمَّا إذا كانت النِّسبة (100%) أو أقلَّ! - 00:18:17
ماذا عن الفتاة في الجامعة؟ - 00:18:22
أذكرُ حين دخلتُ جامعةَ هيوستن الأمريكيَّة لإتمام الدُّكتوراه - 00:18:25
كيف وُزِّعَ علينا كُتَيِّبٌ فيه إحصائيَّات - 00:18:28
منها: أنَّ (1) مِن كلِّ (3) طالباتٍ تتعرَّضُ للتَّحرُّش، - 00:18:31
وما على الطَّالبة أن تعملَه لتتجنَّبَ هذا، - 00:18:36
وإن حصلَ فعلى أيِّ رقمٍ تتَّصلُ، وهكذا - 00:18:39
والأمرُ -إخواني- يزدادُ سُوءًا والنِّسَبُ تتضاعفُ عالميًّا، - 00:18:42
حتى في الأوساط العلميَّة التي يُفترَضُ اجتماعيًّا أنَّها راقيةٌ، - 00:18:46
فحسب دراسةٍ نُشرَت العامَ الماضي: نصفُ طالبات الطّبِّ في أمريكا يتعرَّضنَ للتَّحرُّش - 00:18:50
وفي عامنا هذا (2019) أكثرُ من نصف الطَّالبات في بريطانيا - 00:18:56
يتعرَّضنَ لاستفزازاتٍ جنسيَّة غيرِ مرغوبٍ بها لديهنَّ - 00:19:01
حسب دراسة نَشَرَتْ عنها (الجارديان البريطانية) - 00:19:06
وقالت أنَّها أكبرُ دراسةٍ في المجال للطلَّاب والطَّالبات - 00:19:09
هذا التَّحرُّش لا يحترمُ رُتبةً أكاديميَّةً - 00:19:14
ولا هيبةَ معلِّمٍ؛ - 00:19:17
فهناك تحرُّشٌ من الطَّلاب الجامعيين بالدّكتورات اللَّواتي يدرّسنَهم، - 00:19:18
وتحرُّشٌ من الدَّكاترة بالطَّالبات، - 00:19:24
تصوَّر! - 00:19:26
أنْ تدخلَ الطالبةُ على الدُّكتور تُرِيدُ عِلْمًا فيتحرَّش بها - 00:19:27
تخرَّجَت الفتيات (الحُرَّات) من هذه الأجواء الجامعيَّة بعد أن تعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:19:33
أو على الأقلِّ نصفُهنَّ للتَّحرُّش، وعليهنَّ الآن البحثُ عن عملٍ، - 00:19:39
فعملُ المرأة هو مصدرُ أمانِها الوحيد، فلا أحدَ مسؤولٌ عنها، - 00:19:44
كما أنَّه ليس للأبّ، ولا للأخّ، ولا للزَّوج أنْ يتدخَّلَ بها؛ فهم كذلك ليسوا مسؤولين عنها - 00:19:49
نحن كثيرًا ما ننسى هذه الحقيقة في الحديث عن المرأة الغربيَّة، - 00:19:57
نتكلَّم عن حرِّيَّتِها، لكن ننسى أنَّ هذه الحرِّيَّة مصحوبةٌ أيضًا بالتَّخلِّي عن المسؤوليَّة عنها، - 00:20:00
وعن كِفاية حاجاتِها ورعايتها والإنفاق عليها، - 00:20:08
لذا فلا بُدَّ للمرأة الحُرَّة أن تُثبِتَ نفسَها في عملِها؛ لئلا تُطرَدَ منه، فهو مصدر أمانها - 00:20:13
طيِّب ماذا إذا طُلِبَ منها أشياءُ لا تُناسِب طبيعتَها كأنثى؟ - 00:20:21
لن تستطيعَ أن تعترِضَ؛ لأنها أقرَّت بمفهومِ المساواة المطلَقة مع الرِّجال في كلِّ شيءٍ - 00:20:25
وعليها أنْ تعملَ في أيِّ شيءٍ يأتي بالمال، - 00:20:31
وقد تصِل لمرحلةِ المحافظةِ على عملِها -مصدرِ أمانِها الوحيدِ- - 00:20:35
باستخدامِ عِرضِها أيضًا - 00:20:40
وهذا مقالٌ نُشر في الـ(بي بي سي) "BBC" البريطانيَّة عام (2002) بعنوان: - 00:20:42
"واحدةٌ مِن كلِّ أربعِ نساء -يعني في بريطانيا- تُمارِسُ الجنسَ في مكتبِ العملِ" (office sex) - 00:20:48
كان هذا عامَ (2002) لكنَّ الأمرَ يزدادُ سُوءًا، - 00:20:54
ففي آخر إحصائيَّات موقع (سيف لاين) "Safe line" البريطانيِّ - 00:20:58
الَّذي يُعنى بمُساعدَة النِّساءِ المتعرِّضاتِ للتَّحرُّش - 00:21:01
فإنَّ أكثرَ مِن نصفِ النِّساءِ في بيئات العملِ يتعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:21:04
ونسبةٌ منهنَّ تتعرَّضُ له من مُديرِها، أو مَن له سُلطةٌ وظيفيَّةٌ عليها - 00:21:09
وفي دراسةٍ ضخمةٍ جدًّا في أمريكا كانت نسبةُ التّحرُّشِ بالنِّساءِ في مكانِ العملِ (58%)، - 00:21:16
ونِسَبٌ عاليةٌ من تحرُّشِ الأطباءِ بالطبيباتِ كذلك - 00:21:24
وكذلكَ في أجواءِ التمِّريضِ المعروفِ عنها أنها مهنةٌ إنسانيَّة - 00:21:28
كما في هذه الدراسةِ الأمريكيَّةِ - 00:21:33
التي تشيرُ إلى أنَّ أكثرَ من (70%) من الممرِّضات يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ من المرضى وزملاءِ العملِ، - 00:21:35
بل بلغَت المسألةُ أنْ يَّطلبَ صاحبُ العملِ -الذكرُ- - 00:21:43
من المرأةِ الموظَّفةِ صراحةً أن تتبذَّلَ في لِباسِها لتُسوِّقَ بضاعتَه، - 00:21:46
حتى احتجَّت مجموعةٌ مِّن نَّادِلاتِ المطاعمِ - 00:21:52
يطالبْنَ بتدخُّلِ السُّلُطات الأمريكيَّةِ لتحريرهنَّ من سُلطةِ أصحابِ المطاعمِ - 00:21:54
الّذين يُطالبُونَهنَّ بالتبذُّل في اللِّباس، - 00:22:00
وكان الشعارُ المركزيُّ في المظاهرةِ: "أنا لستُ ضمنَ قائمة الطعامِ" - 00:22:03
أيْ يُفترض أنَّ الزَّبونَ جاء ليتناولَ الطعامَ، لا ليشتريَني أنا! - 00:22:08
هذا كلُّه -إخواني- ونحن لم نتكلَّمْ عن النِّساء اللواتي طبيعةُ عملهنَّ في الفاحشة، - 00:22:13
فحسبَ مجلةِ (إيكونوميست) "The Economist" - 00:22:18
فإنه يقدَّرُ أنَّه في ألمانيا (400) ألف بغيٍّ يخدِمْنَ مليونَ رجلٍ يَّوميًّا - 00:22:20
حسنًا المرأةُ العاملةُ طُرِدَتْ من عملِها لسببٍ مِّن الأسباب، - 00:22:27
أو فَرَّت بأُنوثتِها من هذه الأجواءِ المسعورةِ جنسيًّا، - 00:22:33
- لا مشكلةً؛ سيرعاها زوجُها، أخوها، أبوها، القائمون عليها، المسؤولون عنها - 00:22:37
- مسؤوليَّة مَن؟! أنت نسيتَ أنَّها اعتمدتْ على نفسِها؟! - 00:22:44
وأثبتتْ نِدِّيَّتَها واستقلاليَّتَها، ورفضَتْ تدخُّلَ هؤلاءِ جميعًا فيها، - 00:22:48
بل وهم أصلًا تخلَّوا عنها - 00:22:54
- حسنًا، وما الحلُّ؟! - هناكَ ضمانٌ اجتماعيٌّ. - 00:22:56
- ماذا إذا لم يكفِ الضمان الاجتماعي؟ أو تأخَّرَ في إعطاء الراتب؟ - 00:23:00
- يأتيكَ الجوابُ من مَّقالٍ نُّشِرَ في (BBC) البريطانيَّةِ قبلَ عامٍ بعنوان: - 00:23:05
"نظامُ الضَّمانِ الاجتماعيِّ في بريطانيا اضْطرَّني للدَّعارة" - 00:23:11
ويبدأُ المقالُ بقوله: - 00:23:15
"يُجبَرُ بعضُ النِّساءِ في بريطانيا على العملِ في مجالِ الدَّعارةِ - 00:23:16
بسببِ غيابِ كفاءةِ نظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ، - 00:23:20
تحدَّثتْ (BBC) إلى خمسِ مؤسساتٍ خيريَّةٍ في إنجلترا وعَلِمَتْ أنَّ عددًا مُّتزايدًا مِّن النِّساء - 00:23:24
اللَّواتي يعتمدْنَ على نِظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ يُضطرَرْنَ لهذا" - 00:23:30
وعندما تعملُ المرأةُ في مجالِ إهدارِ كرامتِها - 00:23:36
فإنَّها تُشغِّلُ قِطاعًا آخرًا مِّن القِطاعاتِ التي يملِكُ حِيتانُ الرأسماليَّةِ حِصصًا مِّنها، - 00:23:39
قِطاعَ نوادي القِمار والنَّوادي الليليَّةِ! - 00:23:45
والملفتُ للنَّظَرِ أنَّ النِّسبةَ العظمى من النِّساءِ اللواتي يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ والاغتصابِ - 00:23:48
في وسائل النَّقلِ، في الجَّامعةِ، في بيئةِ العملِ لا يشتكينَ للسُّلُطات! - 00:23:54
قد تظن أنَّ هذا يحصلُ لأنَّها تستمتعُ بذلك، - 00:23:59
"It is okay" بالنِّسبةِ لها، أن تتعرَّضَ للتَّحرُّشِ أو الاغتصابِ وتعدُّ ذلكَ إطراءً على أنوثتِها! - 00:24:03
ليس صحيحًا، - 00:24:11
بلِ النِّسبةُ العظمى منهنَّ يعانِينَ بعدَ هذا التَّحرُّشِ أو الاغتصابِ من الإهانةِ - 00:24:12
(الشعور بالإهانة)، وهجماتِ الرعبِ الـ(Panic Attacks)، - 00:24:18
والاكتئابِ، والشّعورِ بالخزيِ، واحتقار الذّاتِ، والرَّغْبةِ في الانتقامِ، بلْ وأمراضٍ عضويَّةٍ، - 00:24:22
وقد تتركُ دراستَها أو عملَها بسببِهِ، حسْبَ مكتبِ ضحايا الَّجرائمِ الأمريكيِّ - 00:24:28
إذن لماذا لا يشتكِين؟! - 00:24:36
لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها: الخوفُ من تأثيرِ الشَّكوى على وظيفتِها، - 00:24:37
ومنها الإحساسُ بالخجلِ والعارِ ممَّا حصلَ معها، - 00:24:42
ومنها عدمُ امتلاكِ الأدلَّةِ الكافيَّةِ - 00:24:46
المعتدي يعتدي عليها في زاويةٍ مُّظلمةٍ أو بعيدًا عن العيونِ - 00:24:49
فلا دليلَ ولا إثباتَ، فيفلتُ من العقوبة - 00:24:54
وبعضُهنَّ يخضعنَ للمعتدي - 00:24:57
لأنهنَّ يخفنَ من تحوُّلِ المسألةِ من تحرُّشٍ عابرٍ - 00:24:59
إلى عُنفٍ وَّإيذاءٍ جسديٍّ إذا رفضْنَ الخضوعَ لسُعارِه الجنسيِّ - 00:25:03
وتبقى المرأةُ تتجرّعُ الآثارَ المدمرةَ على نفسِها، - 00:25:08
"Devastating Toll" كما يعبِّرُ قسمُ ضحايا الجرائمِ الأمريكيُّ - 00:25:12
قد تقولُ: "اللومُ عليها هي التي تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ تُغري الرجالَ بها" - 00:25:17
هذا ممّا يعدُّهُ قسمُ ضحايا العنفِ الحكوميِّ إحدى الخرافاتِ (Myths) عن اغتصابِ المرأة، - 00:25:22
فالكلُّ مُعرَّضٌ، كلُّ النِّساءِ مُعرَّضاتٌ - 00:25:29
هناكَ من تُساهمُ في إحداثِ حالةِ السُّعارِ الجنسيِّ، وهناكَ من النِّساءِ من تدفعُ الثمن - 00:25:32
هذه المرأةُ المُدمَّرةُ المحتاجَةُ إلى رعايةٍ نَّفسيَّةٍ، تذهبُ لتتعالجَ - 00:25:38
فتتعرَّضُ للتَّحرُّشِ على يدِ الطبيب، - 00:25:44
كما بدأت النِّساءُ يُظهرنَ في موجةِ (Me Too) - 00:25:47
الشعارُ الذي أطلقه النِّساءُ ليُشجِّعنَ بعضهنَّ على رفعِ الأصواتِ، - 00:25:50
بكشفِ ما يتعرَّضنَ له مِنِ اعتداءاتٍ جنسيَّةٍ - 00:25:54
بل وتنتشرُ ظاهرةُ التَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ للمريضاتِ على يدِ الأطبّاءِ النفسيِّينَ - 00:25:58
والمعالجينَ النفسيِّينَ، الذين يُفترَضُ أن يُّنقذوها من مُّعاناتِها! - 00:26:03
- إذن لماذا لا تشتكي المرأةُ لأعضاءِ مجالس النوَّاب - 00:26:08
الذين يُشاركونَ في سَنِّ القوانينِ، وإصدارِ العقوباتِ؟! - 00:26:11
- مجالس النوَّاب! - 00:26:15
حسبَ دراسةٍ نَّشرتْ عنها (CNN) العامَ الماضيَ - 00:26:17
فإنَّ التَّحرُّشَ بالنِّساء منتشرٌ أيضًا في مجالس النوَّاب الأوروبيَّة - 00:26:20
أين تذهبُ المرأةُ بعدَ هذا كلِّهِ؟! إلى أين تلتجئُ؟ بمن تحتمي؟! - 00:26:28
في بحثٍ مَّنشورٍ وُّجِدَ أنَّ الغالبيَّةَ العظمى مِن النِّساءِ في أمريكا - 00:26:34
تُعبِّرُ عن أنَّها تُعاني من ضغطٍ نَّفسيٍّ في المحافظةِ على الجّاذبيَّةِ لتَكسبَ التقديرَ - 00:26:38
فالتقديرُ مرهونٌ بالجاذبيَّةِ الجسميَّةِ بالدَّرجةِ الأولى -كما يذكرُ البحثُ نفسُه- - 00:26:44
فهي إذن مُّعادلةٌ صعبةٌ، - 00:26:50
حتى تُحسِّي بالتقديرِ والتعاملِ معكِ باهتمامٍ لّا بُدَّ أن تكوني جذّابةً، - 00:26:52
وعندما تُصبحينَ أنتِ وغيرُكِ من النِّساءِ جذَّاباتٍ، - 00:26:57
يُّصاب المجتمعُ بالانفلاتِ الجنسيِّ، ويعتدي عليكِ أحدُهم، وتفقدينَ تقديرَكِ واحترامَكِ أنتِ لنفسكِ - 00:27:01
المهمُّ جدًّا -إخواني وأخواتي- أنْ تعلموا - 00:27:10
أنَّ هذا التعاملَ مع المرأةِ حينَ تخرجُ لدراستِها، لعَملِها، لعلاجِها، - 00:27:13
فإذا بذكر ٍيَّمدُّ يدَهُ إليها ليعبثَ بها، ويهينُها كأنَّها لعبةٌ لانفلاتِه الجنسيّ - 00:27:18
أنَّ هذا ليس ناتجًا عن نَّزواتٍ جنسيَّةٍ عابرةٍ، - 00:27:26
بل نظرةُ الذُّكورِ لها مُشوَّهةٌ أصلًا واحتقاريَّةٌ ومن الصِّغَرِ - 00:27:31
ودعْكَ من دعاوى المساواةِ، - 00:27:36
والاحترامِ المتبادلِ، وهذا الكلامِ الدِّعائيِّ الذي لا نصيبَ له من الواقعِ، - 00:27:38
ففي إحصائيَّةٍ نَّشرَها (مكتبُ ضحايا الجرائمِ الأميركيِّ) - 00:27:44
تمَّ سؤالُ المراهقينَ إن كانت ممارسةُ الجنسِ مع فتاةٍ بالإجبارِ مَقبولةً؟ - 00:27:47
فأجابَ (36%) منهم أن: نعم، إذا كان هائجًا بحيث لا يستطيعُ أن يَّكبحَ جماحَ نفسِهِ - 00:27:52
وأجاب (39%) منهم أن: نعم، مُبَّررٌ إذا كانَ قد أنفقَ عليها الكثيرَ من المالِ - 00:28:00
أيْ: يرى أنَّه إذا صرفَ عليها مالًا -كهدايا أو شطائر- - 00:28:07
فمن حقِّه أن يَّعبثَ بها جنسيًّا، - 00:28:11
وأن يُّرغمَها على الجنسِ بتعبيرهم: "Forced sex was acceptable" - 00:28:13
- لكن لحظةً! - 00:28:19
أنت تعرضُ جانبَ الاعتداءِ الجنسيِّ على المرأةِ، - 00:28:20
هناكَ في المقابلِ نساءٌ وفتياتٌ راضياتٌ بالعلاقاتِ الغراميَّةِ، - 00:28:22
صحيحٌ أنَّ هذا غيرُ شرعيٍّ وحرامٌ، لكنَّهنَّ سعيداتٌ بهذه العلاقاتِ؛ لأنَّها بالتراضي - 00:28:26
- نعم، سعيداتٌ! - 00:28:32
هكذا أفهموكَ بالأفلامِ الأجنبيَّةِ - 00:28:33
التّي كلُّها خيالٌ تمامًا كما هي الخيالاتُ عن سكانِ الفضاءِ - 00:28:35
تعالوا نبتعدُ قليلًا عن (هوليوود) - 00:28:40
وندخلُ إلى المواقعِ الرسميَّةِ الحكوميَّةِ الأمريكيَّةِ والأوروبيَّةِ، - 00:28:42
لنرى -بعيدًا عن التحرُّش والاغتصاب- - 00:28:46
كيفَ تُعامَلُ المرأةُ من قِبَل ما يسمّونَهُ: "Intimate partner" أي الشريك الحميم، - 00:28:50
والذي قد يكونُ زوجًا أو عشيقًا - 00:28:55
ادخلْ -مثلًا- على موقعِ (وزارةِ العدلِ الأمريكيَّةِ) - 00:28:58
وتصفَّح الإحصائياتِ المختصَّةَ بالعُنفِ ضدَّ النساءِ "Violence Against Women" - 00:29:01
واقرأْ عن ظاهرةِ "Battered Woman Syndrome" - 00:29:06
ما معنى هذا المصطلح؟ - 00:29:10
(Battered) يعني: "يضربُ بقوَّةٍ واستمرارٍ، يسحقُ، يقصفُ بالقنابلِ" - 00:29:12
فـ(Battered woman syndrome) هي ظاهرةُ المرأةِ المضروبةِ بهذا الشكلِ [صورة] - 00:29:16
مثلَ هذه المرأةِ التي برَّرتْ قتْلَ الـ(Boy friend) - 00:29:21
لأنَّها تعرَّضَتْ للـ: (Battered woman syndrome) - 00:29:23
ومثلَ عددٍ كبيرٍ مِّن النِّساءِ، - 00:29:26
وبعضُهنَّ ينشرْنَ صورهنَّ. - 00:29:29
مرَّةً أخرى، هل هذه الحالاتُ من العنفِ البشعِ حالاتٌ شاذَّةٌ؟ - 00:29:31
حسبَ المواقعِ الرَّسميَّةِ الأمريكيَّةِ مثلَ موقعِ (التحالف القوميُّ ضدَّ العنف المنزليِّ) - 00:29:34
فإنَّ واحدةً من كلِّ أربعِ نساءٍ يتعرضْنَ للعنفِ الشَّديدِ من قِبَلِ الشريكِ الحميم، - 00:29:39
وهذه النِّسَبُ لا تشملُ ما تتعرَّضُ له المرأةُ على يدِ غُرباءَ عنها (Strangers) - 00:29:45
ولا تشملُ العنفَ والضربَ غيرَ الشديدِ الذي تتعرَّضُ له - 00:29:50
إلى درجةِ أنَّ ربعَ إلى ثلثِ زياراتِ النِّساءِ لغرفةِ الطَّوارئِ في أمريكا ناتجةٌ عن ضربهنَّ، - 00:29:54
حسبَ (مكتبِ ضحايا العنفِ الحكوميّ) - 00:30:01
وعندما تَحكمُ العضلاتُ فلا شكَّ أنَّ الرجالَ سيتفوَّقونَ؛ - 00:30:04
لذا ففي دراسةٍ في أمريكا على حالاتِ العنفِ بينَ الشُّركاءِ -أزواجًا أو عاشقينَ- - 00:30:08
والتي أدَّتْ إلى دخولِ غرفةِ الطوارئ - 00:30:13
كان (93%) من الحالاتِ من النساءِ مقابلَ (7%) من الرجال - 00:30:15
بل وهذا العنفُ كثيرًا مّا يصلُ إلى حدِّ القتل! - 00:30:21
فقبلَ أيّامٍ خرجتْ مسيراتٌ في فرنسا للتَّنديدِ بالعنفِ الأسريِّ - 00:30:24
بعدَ مقتل (116) امرأةٍ -على الأقلِّ- في عامِ (2019) - 00:30:29
ونشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ أنَّ امرأةً - 00:30:33
فرنسيَّةً تموتُ كلَّ (3) أيّامٍ على يدِ زوجِها، أو رفيقِها، أو شريكِ حياتِها - 00:30:36
ومنذ أيامٍ أيضًا نشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ خبرًا عن مسيراتٍ تعترضُ على إهانةِ المرأةِ - 00:30:42
بعنوانِ: "العنفُ ضدَّ النساء: اغتصابُ امرأةٍ كلَّ (7) دقائقٍ في فرنسا" - 00:30:49
وقد تستغربُ إذا علمتَ أنَّ أكثرَ من نصفِ ضحايا الضَّربِ المبرِّحِ يحتَجنَ لمساعدةٍ طبيَّةٍ - 00:30:56
بشكلٍ متكرِّرٍ، أكثرَ من (6) مرَّاتٍ حسبَ المواقعِ الحكوميَّةِ - 00:31:02
أي تُضربُ وتُهانُ مِرارًا وتَكرارًا على يدِ زوجِها أو رفيقِها - 00:31:08
- حسنًا، لماذا لا تهربُ هذه المرأةُ؟! - تهربُ إلى أين؟ - 00:31:14
- إلى بيتِ أبيها أو أخيها! - هل نسيتَ؟ هي لا تعرفُ أباها أصلًا! - 00:31:18
أو أنَّها تعرفُه لكنَّه ليسَ مسؤولًا عنها فهي حرَّةٌ، مُّستقلَّةٌ، - 00:31:22
مُّتساويةٌ مَّعَ الرَّجلِ، لا تحتاجُ أحدًا، أثبتتْ نفسَها! - 00:31:27
مِمَّا تُقدِّمُه الدُّولُ الغَربيَّةُ لهذِهِ المرأةِ هوَ ظاهرةٌ أُخرَى اسمُهَا: - 00:31:30
"battered women's shelter" - 00:31:34
(مأوَى المرأةِ المضروبةِ ضربًا مبرِّحًا) - 00:31:37
مكانٌ تَأوِي فيهِ مُؤقَّتًا ريثَمَا تَتعافَى مِنَ الضّربِ وتبحثُ عَنْ طريقةٍ لكسبِ العيشِ - 00:31:39
هذِهِ المرأةُ المضروبةُ بشِدَّةٍ من رفيقِهَا تَودُّ أَن تَتخلَّصَ مِن أيِّ شيءٍ يُذكِّرُها بِهِ، - 00:31:45
ومِمَّا يُذكِّرُها بِه هذِهِ النُّطفةُ الَّتِي أُلقيَتْ بالحرامِ في رَحِمِها - 00:31:52
تَأتي هُنا التَّقنينَاتُ الَّتِي تُسهِّلُ الإجهاضَ، والإعلامُ الَّذي يُزيِّنُه، والقوانينُ التي تشرَعُهُ - 00:31:57
في أمِرِيكا وحدَها هناكَ حوالَيْ مليونِ حالةِ إجهاضٍ سَنوِيًّا - 00:32:04
وحَوالَيْ ثُلُثَيْها بَعدَ الأسبوعِ السّادسِ؛ أيْ: بعدَ نفخِ الرُّوحِ؛ أيْ: قتلُ نفسٍ - 00:32:08
وحسبَ (مركزِ التَّحكُّمِ بالأمراضِ الأمريكيِّ) "Center of Disease Control" - 00:32:16
فإنَّ الغالبيّةَ العُظمَى مِنَ الإناثِ المجهِضاتِ غيرُ متزوِّجاتٍ؛ أيْ: شهوةٌ هابطةٌ تنتهي بقتلٍ - 00:32:19
هَلْ تتصوَّرونَ -إِخوانِي- ما مَعنى الإجهاض بجنينٍ ذي روحٍ، بنفسٍ إنسانيَّةٍ؟ - 00:32:28
لَنْ أضعَ لكُم صُوَرًا هُنا لأنَّها بَشِعةٌ جِدًّا، - 00:32:33
لكنْ بِإمكانِكَ كتابةُ بعضِ المُصطلحاتِ التِي سَأذكُرُها - 00:32:37
والبحثُ عن صُوَرٍ حقيقيَّةٍ إنْ كانَ قلبُكَ يَتحمَّلُ - 00:32:41
مِنْ أشهرِ الطُّرقِ ما يُعرَفُ بـِ: - 00:32:45
(بالإنجليزيّة) بِتَوسيعِ وتَفريغِ الرَّحِمِ "Dilation and evacuation abortion" - 00:32:47
أي يَستعملُ الطّبيبُ عُدَّةً خَاصَّةً: مِقصَّاتٍ ومَلاقطَ وشَفَّاطاتٍ، - 00:32:49
فَيقُصُّ الطَّبيبُ الجنينَ -وهوَ في رحِمِ أُمِّهِ- قِطعةً قِطعةً، ويُخرجُهُ قِطعةً قِطعةً؛ - 00:32:54
اليدَيْنِ، الرِّجلَيْنِ، الرّأسَ، البطنَ... - 00:33:01
هذَا الإجراءُ يَتمُّ يوميًّا بِأعدادٍ ضخمةٍ عبرَ العالمِ - 00:33:04
وهناكَ أشكالٌ أُخرَى مِنَ الإجهاضِ بَشِعةٌ أيضًا - 00:33:08
وإذَا وَلدَتِ المرأةُ ولَمْ تَرغَبْ في الاحتفاظِ بمولودِهَا، - 00:33:11
فَهَاهِيَ ظاهرةُ الصَّناديقِ الدَّافئةِ تَنتشرُ في أُوروبَّا وأَمِرِيكَا، - 00:33:15
حيثُ تُوفَّرُ في الشّوارعِ صناديقُ تَضعُ فيهِ المرأةُ المولودَ - 00:33:20
بَدلًا مِنْ أَنْ تَرميَهُ في القمامة كَما يَفعلُ بَعضُ النِّساءِ الحُرَّاتِ المُستقِلَّاتِ! - 00:33:24
بَلْ وَوصَلْنَا إلى مرحلةِ تبريرِ قتلِ الأولادِ حَديثِي الولادة - 00:33:30
إذا كانَت الأمُّ لا ترغبُ في بقائِهِمْ، كَما بَيَّنَا بالتَّوثيقِ في كلمةِ: - 00:33:35
(عندمَا يلبسُ أبو جهلٍ (بالإنجليزية) مِعطفَ المُختبَرِ) "Labcoat" - 00:33:39
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ [القرآن 81: 8-9] - 00:33:42
لَمْ يَتوقَّفِ الوأدُ، بَلْ ها هوَ يُقترَفُ على يدِ أطبَّاءَ - 00:33:47
يلبسونَ مَعاطف المُختبَرِ البيضاءَ وبشكلٍ مقنَّنٍ، - 00:33:51
وها هِيَ الجنينُ الأُنثَى تُحرَمُ مِنْ حقِّ الحياةِ؛ - 00:33:54
لتكتمل قِصَّةُ الإهانةِ وانتهاكِ الحقوقِ محطَّةً محطَّةً - 00:33:58
هذا هوَ الجانبُ المجهولُ لكثيرٍ مِنَّا عنِ المرأةِ الغربيَّةِ الحُرَّةِ، - 00:34:05
التي تحرَّرَتْ مِن مسئوليَّةِ أَبيهَا وأَخيهَا وزَوجِها عَلَيْها، والَّذينَ تخلَّوْا أَصلًا عَن هذِهِ المسؤوليَّةِ - 00:34:10
فَأصبحَ الكثيرُ مِنَ النِّساءِ والفَتياتِ (بالإنجليزية) سِلعةً جنسيَّةً "Sexual Object" - 00:34:17
أُلعوبةً بِيَدِ الثَّريِّ الَّذِي يَستأجِرُها لِيُعطِيَها قِسْطَ الجامعةِ، - 00:34:22
وبِيَدِ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وأصحابِ المجلَّاتِ الهابطةِ، - 00:34:26
والمُتحرِّشِينَ بِها في وسائلِ المواصلاتِ، وفي الجامعةِ، وفي مكاتبِ العملِ، - 00:34:30
وفي عياداتِ العلاجِ... - 00:34:34
وأصبحَتْ ملطِمَةً لعشيقِهَا وللقريبِ والغريبِ - 00:34:35
أتعرفونَ -إِخوانِي وأَخواتِي- - 00:34:40
وأنا أُحضِّرُ المادَّةَ لهذِه الكلمةِ وأجمعُ خيوطَها الكثيرةِ، - 00:34:42
غَلبَ عَليَّ شعورٌ بالإشفاقِ على المرأةِ الغربيَّةِ - 00:34:46
وأَدركْتُ -أكثرَ فأكثرَ- ماذَا خَسِرَ العالمُ بانحطاطِ المسلمينَ! - 00:34:49
هذَا ونحنُ لَمْ نَتكلَّمْ عَنِ المرأةِ الشرقيَّةِ في المجتمعاتِ غيرِ المُسلمةِ، - 00:34:55
كالمرأةِ الصينيَّةِ واليابانيَّةِ...، - 00:35:00
والَّتي لا تقِلُّ قِصَّتُهَا سوءًا عَنْ أختِها الغربيَّةِ - 00:35:01
ولَمْ نتكلَّمْ عَنْ عدَمِ حصولِ المرأةِ على أجورٍ مُساويةٍ للرَّجلِ، - 00:35:05
ولا ترقِيَتِهَا في الوظائفِ مثلَ الرّجلِ - 00:35:10
وهوَ موضوعٌ آخرُ طويلٌ... - 00:35:12
قَدْ يقولُ قائِلٌ: - 00:35:15
"أنتَ تعرِضُ الجانبَ المظلمَ مِن وضعِ المرأةِ الغربيَّةِ، اعرِضِ الجانبَ المُشرقَ!" - 00:35:15
الجانبُ المُشرقُ؟! - 00:35:19
أيُّ إشراقٍ للمرأةِ في هذَا الوضعِ البائسِ - 00:35:20
الّذي تَتعالى فيهِ أصواتُ النّساءِ مؤخَّرًا مطالباتٍ بحمايَتِهِنَّ، - 00:35:23
بَعدمَا أصبحَ الوضعُ لا يُتحمَّلُ، ولا يُمكِنُ تَخبِئَتُهُ، ولا السُّكوتُ عَنْهُ؟ - 00:35:28
أيُّ جانبٍ مُشرقٍ؟ - 00:35:32
الاكتشافاتُ العلميَّةُ الَّتي اكتشفتْها بعضُ النّساءِ؟ الشّهاداتُ العليَا؟ - 00:35:33
ما الفائدةُ إذا كانَتْ هذِه المُكتشِفةُ أوِ الدُّكتورَةُ - 00:35:37
لَمْ تنجَحْ في تربيةِ جيلٍ يُوقِفُ حالةَ الاحتقارِ للمرأةِ والسُّعارِ الجنسيِّ في المجتمعِ؟ - 00:35:41
ما الفائدةُ مِن أُمٍّ مشغولةٍ بأبحاثِهَا - 00:35:48
وابنُهَا يَتعرَّضُ لِبناتِ جِنسِهَا بالتحرُّشِ والاغتصابِ أوِ الضَّربِ والإهانةِ؟ - 00:35:51
ماذا نَستفيدُ إذا وَصلْنَا إلى المِرِّيخِ، وَسَفُلَتِ الأخلاقُ إلى الحضيضِ الأدنَى؟! - 00:35:56
(صدى) إلى الحضيضِ الأدنَى... - 00:36:02
ثمَّ هَلْ نماذجُ النَّجاحِ المادِّيِّ لدَى النِّساءِ كانَتْ مشروطةً بالنِّدِّيَّةِ والاستقلاليَّةِ عنِ الرَّجلِ؟ - 00:36:03
هَلْ النَّزعةُ النَّسويَّةُ هيَ التِي حقَّقَتْ هذِهِ الإِنجازاتِ؟ - 00:36:09
أَمَا كانَ يُمكنُ تَحقيقُها، بَلْ وَأكثرَ مِنهَا - 00:36:13
بالتَّكامُلِ والتَّعاوُنِ ومعرفَةِ كُلٍّ لحقوقِهِ وواجباتِهِ، - 00:36:16
وتَنشئةِ جيلٍ سويٍّ نفسيًّا في أحضانِ أُسْرةٍ مستقرَّةٍ؟ - 00:36:20
في مقالِ (الجَاردِيانِ) -والَّذي ذَكرناهُ في البدايةِ- تقولُ (نَانْسِي فريزَر) كلمةً - 00:36:25
تلُخِّصُ الكثيرَ مِنَ الصَّيحاتِ الَّتي صَدرَتْ مِنْ بعضِ النَّسويَّاتِ الغربيَّاتِ مُؤخَّرًا - 00:36:29
تقول: "كواحدةٍ مِنَ النَّسويَّاتِ كُنْتُ أَفترضُ دائمًا - 00:36:34
أَنّنِي -بنضالِي لتحريرِ المرأةِ- كنتُ أقومُ ببناءِ عالمٍ أفضلٍ، أكثرَ مساواةً وعدلًا وحرّيّةً، - 00:36:39
لكنْ في الآونةِ الأخيرةِ - 00:36:46
بدأتُ أشعرُ بالقلقِ مِنْ كَونِ المُثُلِ العُليَا الّتي تُمثِّلُهَا النّسويّاتُ - 00:36:48
أصبحَتْ تَخدِمُ غَاياتٍ مختلفةً تمامًا، - 00:36:53
أخشَى -على وجهِ التَّحديدِ- أنَّ نقدَنَا للجنسانيَّةِ (التمييزِ الجنسيِّ) - 00:36:57
أصبحَ مُسوِّغًا لأشكالٍ جديدةٍ مِن عدمِ المساواةِ والاستغلالِ" - 00:37:02
هذِهِ هيَ النّتيجةُ لتحريرِ المرأةِ الذِي انطلقَ بِبوصلةٍ مُنحرفةٍ تمامًا - 00:37:07
فتَلقَّفَها تُجَّارُ المآسِي، فاستخدَمُوهَا لأغراضِهِم، - 00:37:13
ولا هيَ حصّلَتْ لِنفسِها بعدَ ذلكَ حقًّا، ولا عدلًا، ولا حرِّيَّةً، ولا مساواةً...! - 00:37:17
اقرأْ واقرَئِي بعدَ هذَا كلِّهِ قولَ ربِّكَ -عَزَّ وجَلَّ-: - 00:37:24
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ - 00:37:29
بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 4: 34] - 00:37:33
اقرأْ قولَهُ تعالَى: - 00:37:37
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ - 00:37:38
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 9: 71] - 00:37:42
اقرأْ وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) "متلازمةَ المرأةِ المضروبةِ ضربًا مُبَرِّحًا" - 00:37:45
اقرأْ قولَ ربِّكَ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 4: 19] - 00:37:48
واقرأ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 2: 228] - 00:37:51
واقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:37:55
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (صحَّحهُ الألبانيُّ) - 00:37:58
وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) التَّسليعَ الجنسيَّ "Sexual Objectification" للمرأةِ الغربيَّةِ - 00:38:02
اقرأْ قولَه تعالَى: - 00:38:07
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ...﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:09
هيَ ليسَتْ شيئًا ولا سِلْعَةً ولا إنسانًا عادِيًّا، - 00:38:13
بَلْ مثالٌ يُحتذَى لِلَّذينَ آمنُوا - 00:38:16
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:18
امرأةٌ مؤمنةٌ، ثارَتْ على فرعونَ الَّذي استعبدَ النَّاسَ، - 00:38:22
هيَ قدوةٌ للنِّساءِ أنْ يَثُرْنَ على فراعنةِ اليومِ الَّذينَ يُريدونَ استعبادَ البشريَّةِ أيضًا - 00:38:25
"امرأةَ فرعونَ"، وفي الآيةِ الَّتي بعدَها: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ" - 00:38:32
إذَنْ، نساءٌ أصبَحْنَ مثالًا يُحتذَى لإيمانِهِنَّ، لا لنَتاجِهِنَّ المادِّيِّ، ولا لجاذبِيَّتهِنَّ الشَّكلِيَّةِ - 00:38:37
وأنتَ ترَى الَّذينَ يتَّخذونَ المرأةَ سِلْعَةً جنسيَّةً، اقرأْ غضبَ ربِّكَ -عزَّ وجلَّ- لعِرضِ المؤمناتِ، - 00:38:46
غضَبَهُ على مَنْ يَمسُّونَ سُمعةَ عِرضِهَا، فيقولُ ربِّي سبحانَهُ: - 00:38:53
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ - 00:38:57
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [القرآن 24: 23] - 00:39:00
اقرأْ واقرئِي: - 00:39:04
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ - 00:39:06
ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [القرآن 33: 59] - 00:39:13
اِقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:18
«فَاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» (مُتَّفقٌ عليهِ) - 00:39:20
"ذاتِ الدِّينِ"؛ لأنَّها ليسَتْ سلعةً جنسيَّةً، ولا تُقيَّم بجاذبيَّتِهَا الجسميَّةِ، - 00:39:23
بَلْ أهمُّ ما فيها دينُها وأخلاقُها - 00:39:29
وأنتَ ترَى الإجهاضَ ورميَ البناتِ في الصَّناديقِ الدَّافئةِ أو تشرُّدَهُنَّ في الشَّوارعِ، - 00:39:31
اقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:36
«مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتَّةَ - 00:39:40
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ؟ - 00:39:47
قَالَ وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ» (حسَّنَهُ الألبانيُّ) - 00:39:49
وأنتَ ترَى السُّعارَ المُنفلتَ، اقرأْ قولَ حبيبِكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:51
«إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» (صحَّحهُ الألبانِيُّ) - 00:39:55
واقرأْ -بعدَ هذَا كلِّهِ- قولَ اللهِ تعالَى في (سورةِ النِّساءِ): - 00:39:58
﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) - 00:40:03
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)﴾ - 00:40:11
﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)﴾ [القرآن 4: 26-28] - 00:40:18
اقرأْ وانظُرْ إلى حاجتِنَا إلى دينِ ربِّنَا لينعُمَ الرّجلُ والمرأةُ، - 00:40:23
بَلْ وإلى حاجةِ البشريَّةِ بعدَ ذلكَ، لنُنْقِذَهَا مِمَّا هيَ فيهِ منْ ضياعٍ، - 00:40:28
وانظرْ إلى الَّذينَ يريدونَ -بدلًا مِن ذلكَ- أنْ نَجترَّ وتَجترَّ مُجتمعاتُنا بُؤسَ المرأةِ الغربيَّةِ - 00:40:33
وَهُمْ موضوعُ حلقتِنَا القادمةِ -بإذنِ اللهِ- - 00:40:40
والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ - 00:40:43