سلسلة المرأة

تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة

إياد قنيبي

السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ - 00:00:00ضَ

نحنُ الآنَ فِي القَرنِ الـ(19) الميلادِيِّ في أورُوبَّا، - 00:00:01ضَ

تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ - 00:00:04ضَ

ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ - 00:00:08ضَ

إنَّها زَوْجَتُه! - 00:00:10ضَ

زَوْجَتهُ؟! - 00:00:14ضَ

نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم - 00:00:15ضَ

اكتب: بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling" - 00:00:18ضَ

في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ - 00:00:20ضَ

فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه، - 00:00:24ضَ

وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ - 00:00:30ضَ

المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -التي تنِقُّ- - 00:00:33ضَ

وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة التي (تنِقُّ) "Nagging Woman" - 00:00:36ضَ

كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle" - 00:00:40ضَ

قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ، - 00:00:45ضَ

بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ - 00:00:51ضَ

وبإمكَانِكَ مشاهدة هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛ - 00:00:56ضَ

لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ - 00:00:58ضَ

ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ - 00:01:04ضَ

الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ - 00:01:06ضَ

أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ - 00:01:11ضَ

وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا - 00:01:15ضَ

لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟ - 00:01:19ضَ

كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ، - 00:01:22ضَ

وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ، - 00:01:25ضَ

لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا، - 00:01:29ضَ

مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا - 00:01:34ضَ

نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها، - 00:01:38ضَ

فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ - 00:01:41ضَ

وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ - 00:01:46ضَ

- لماذَا؟ - لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت - 00:01:52ضَ

فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ، - 00:01:57ضَ

وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا- - 00:02:00ضَ

يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا - 00:02:06ضَ

قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا - 00:02:11ضَ

وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ، - 00:02:18ضَ

-وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ- - 00:02:22ضَ

لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ - 00:02:25ضَ

حسنًا، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها - 00:02:32ضَ

عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟ - 00:02:42ضَ

لَم تَبْقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ - 00:02:46ضَ

إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ - 00:02:53ضَ

- حسنًا، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟ - 00:02:59ضَ

مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ - الدِّينُ - 00:03:03ضَ

- قُلنَا لَكَ: الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ! - 00:03:07ضَ

وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation" - 00:03:11ضَ

بِبوصلةٍ بَشريَّةٍ لا رَبَّانيَّةٍ - 00:03:16ضَ

وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ، - 00:03:21ضَ

فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism" - 00:03:27ضَ

التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ، - 00:03:31ضَ

وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ، - 00:03:36ضَ

وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا، - 00:03:39ضَ

وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ، - 00:03:45ضَ

وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتِ جِنسِكِ، - 00:03:49ضَ

يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا، - 00:03:57ضَ

فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ - 00:04:01ضَ

قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ على نَفْسِكِ هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ، - 00:04:05ضَ

فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً، - 00:04:09ضَ

فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا - 00:04:15ضَ

هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً - 00:04:18ضَ

أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟ - 00:04:22ضَ

وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟ - 00:04:27ضَ

ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِانِ الأُسرةِ - 00:04:32ضَ

- "أولادٌ! أُسرةٌ! فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ، - 00:04:37ضَ

أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ، - 00:04:40ضَ

قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي، - 00:04:44ضَ

لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ - 00:04:51ضَ

أنا مَظلومَةٌ، كَفَاكُم ظُلمًا!" - 00:04:55ضَ

- وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping" - 00:04:57ضَ

لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ، - 00:05:00ضَ

بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ - 00:05:05ضَ

وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان - 00:05:11ضَ

- "ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟!" - 00:05:17ضَ

- يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات، - 00:05:25ضَ

مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ: - 00:05:28ضَ

"لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ، - 00:05:31ضَ

ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها، - 00:05:34ضَ

إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛ - 00:05:42ضَ

ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم، - 00:05:46ضَ

يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ" - 00:05:52ضَ

وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ - 00:05:59ضَ

هذهِ المرأةُ المَظلومةُ الثَّائرةُ -التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ- - 00:06:03ضَ

كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ، - 00:06:08ضَ

وأصحابِ الملفَّات الخاصَّةِ، وعامَّتِهِم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-، - 00:06:15ضَ

فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ، - 00:06:20ضَ

وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ، - 00:06:25ضَ

كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser" - 00:06:29ضَ

في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ: - 00:06:33ضَ

"كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟ - 00:06:35ضَ

وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟" - 00:06:40ضَ

وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem" - 00:06:44ضَ

في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ - 00:06:48ضَ

أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ - 00:06:51ضَ

سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا، - 00:06:56ضَ

انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ - 00:06:58ضَ

فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها، - 00:07:03ضَ

ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine" - 00:07:06ضَ

التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"، - 00:07:10ضَ

وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ - 00:07:14ضَ

إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"، - 00:07:17ضَ

لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ" معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ! - 00:07:19ضَ

ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ - 00:07:26ضَ

فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟ - 00:07:28ضَ

أوَّلًا،: عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها - 00:07:33ضَ

يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ - 00:07:38ضَ

وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ، - 00:07:44ضَ

ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ - 00:07:47ضَ

ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ - 00:07:51ضَ

أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ، - 00:07:54ضَ

وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ - 00:08:00ضَ

ثَانيًا: سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ، - 00:08:04ضَ

بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم - 00:08:09ضَ

مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ - 00:08:16ضَ

الذِي يَمتَلِكُ (1%) منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ -حَسبَ مَقالٍ في (الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ)- - 00:08:23ضَ

وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer" - 00:08:30ضَ

اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ -كَالنِّساءِ والسُّودِ- - 00:08:33ضَ

ثالثًا: النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ - 00:08:39ضَ

يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ، - 00:08:44ضَ

وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ والدَّولَةُ، - 00:08:51ضَ

ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ - 00:08:56ضَ

وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"، - 00:09:01ضَ

وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ، - 00:09:07ضَ

تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane": - 00:09:11ضَ

"حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ - 00:09:13ضَ

عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً" - 00:09:16ضَ

وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ، - 00:09:23ضَ

ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً! - 00:09:26ضَ

كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek" - 00:09:30ضَ

حَيثُ فِي عَامِ (2013) مثلًا عَانَى (2.5) مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ، - 00:09:33ضَ

بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ، - 00:09:39ضَ

الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ، - 00:09:43ضَ

وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ - 00:09:48ضَ

وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ - 00:09:55ضَ

لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth" - 00:09:58ضَ

هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ المخَدِّراتُ والأَمراضُ النَّفسيَّةُ، - 00:10:02ضَ

والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستغلالُ الجنسيُّ، - 00:10:08ضَ

حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ - 00:10:12ضَ

ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه - 00:10:21ضَ

هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟ - 00:10:28ضَ

بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟ - 00:10:35ضَ

تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ - 00:10:40ضَ

وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ - 00:10:47ضَ

لكن، قبل أن نُتابِع - 00:10:51ضَ

بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: "نعم، لكنَّ المسلمين عندَهم ظُلم للمرأة أيضًا، - 00:10:52ضَ

هل تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!" - 00:10:59ضَ

أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟ - 00:11:03ضَ

هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟ - 00:11:08ضَ

أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟ - 00:11:14ضَ

بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها، - 00:11:18ضَ

ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة، - 00:11:24ضَ

وإنَّما نَطرُق هذا الموضوعَ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء - 00:11:28ضَ

الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها - 00:11:34ضَ

لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة - 00:11:39ضَ

والأفكارُ النَّسَوِيَّة أَلْقَت بظلالها بقوَّةٍ على مجتمعات المسلمين؛ - 00:11:43ضَ

لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛ - 00:11:47ضَ

لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟ - 00:11:52ضَ

هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟ - 00:11:59ضَ

هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟ - 00:12:04ضَ

هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه - 00:12:07ضَ

ما نهاياتُه؟ - 00:12:13ضَ

لذلك -يا كرام ويا كريمات- دَعُونَا نعرِض القصَّة دونَ تقطيعٍ، - 00:12:14ضَ

دون أن أضطرّ لتذكيركم كلَّ حينٍ: - 00:12:19ضَ

"أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ، - 00:12:21ضَ

لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه، - 00:12:25ضَ

أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا..." - 00:12:27ضَ

دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا - 00:12:30ضَ

ولْنَتَعاون -كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ- على تشخيص المشكلةِ - 00:12:34ضَ

وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً - 00:12:40ضَ

إذن، المرأةُ الغربيَّةُ - 00:12:47ضَ

تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً - 00:12:49ضَ

الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها، - 00:12:54ضَ

أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة، ما الحلُّ؟! - 00:13:00ضَ

هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها - 00:13:05ضَ

تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا -في سنِّ والدِها- - 00:13:09ضَ

فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال - 00:13:15ضَ

أيْ تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة - 00:13:23ضَ

هذه مقابلةٌ مع أحد المشترِين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه - 00:13:28ضَ

(بالإنجليزية): [- تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات، - 00:13:35ضَ

وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ (150) ألف دولارٍ سنويًا على أولئك الفتيات، - 00:13:37ضَ

هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغٌ ضئيلٌ مقارنةً بما يحصل عليه هو.. - 00:13:42ضَ

- حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأةٌ جميلةٌ - 00:13:46ضَ

فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجلٍ، - 00:13:49ضَ

إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيَّارةٍ فارهةٍ، أو شيءٍ من هذا القَبِيل..] - 00:13:53ضَ

إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج، - 00:13:56ضَ

وأنَّ الدخول على مكانٍ برفقة فتاةٍ جميلةٍ هو مثل الظهور بسيَّارةٍ جميلةٍ - 00:14:03ضَ

هذه قيمةُ المرأة عنده! - 00:14:09ضَ

أصبحَ هناك عددٌ من المواقع الإلكترونيَّة - 00:14:11ضَ

لإتمام هذا النَّوع من (الخدمة) - 00:14:13ضَ

وإحصائيَّاتٌ تفصيليَّةٌ عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ، - 00:14:15ضَ

وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض، - 00:14:20ضَ

وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء - 00:14:23ضَ

هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال - 00:14:26ضَ

بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ - 00:14:30ضَ

الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة، جُزءٍ من أثاث المنزل، كـ(شيءٍ) "Thing" - 00:14:35ضَ

وليس كإنسانةٍ "Human" - 00:14:40ضَ

لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كـ(شيءٍ) أو( سلعةٍ) أصبحَ هو الأصل في الغرب؟ - 00:14:42ضَ

في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ، - 00:14:49ضَ

فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال، - 00:14:56ضَ

بينما في حالةِ النِّساءِ - 00:15:01ضَ

كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكيُّ - 00:15:02ضَ

هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ" - 00:15:06ضَ

إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة - 00:15:11ضَ

وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women) - 00:15:15ضَ

أيْ "التَّسليعُ الجنسيُّ للنِّساء" - 00:15:22ضَ

التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيءٌ للاستعمال، - 00:15:25ضَ

سِلعةٌ جنسيَّةٌ، - 00:15:28ضَ

لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها - 00:15:29ضَ

هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات [صورة] - 00:15:36ضَ

وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع، - 00:15:39ضَ

عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة) - 00:15:43ضَ

وهذه الأبحاث بالمناسبة -إخواني- لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثةٍ - 00:15:45ضَ

لا إنسانيَّةٍ، يجب محاربتُها، - 00:15:50ضَ

بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّةٍ - 00:15:52ضَ

تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال، - 00:15:57ضَ

وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ، - 00:16:03ضَ

والمجتمعُ يُكرِّسُها، - 00:16:06ضَ

وحتَّى (بالإنجليزية) الألعاب المرئيَّة تُكرِّسُها، - 00:16:07ضَ

وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكتصميمٍ، - 00:16:10ضَ

وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ، - 00:16:13ضَ

وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة - 00:16:18ضَ

ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame) - 00:16:20ضَ

خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك، - 00:16:26ضَ

أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها على أساس الجاذبيَّة - 00:16:30ضَ

وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك، - 00:16:36ضَ

ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ "Typical"؛ - 00:16:41ضَ

فيُجرين عمليَّات ٍتجميليَّةً (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍ تجميليَّةً - 00:16:45ضَ

لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين - 00:16:50ضَ

لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة (الحُرَّةَ) التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها، - 00:16:54ضَ

والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّةً، ويُقيِّمُها على أساس جاذبيَّتها الجسميَّة - 00:16:59ضَ

لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له - 00:17:05ضَ

في الشَّارِع، - 00:17:08ضَ

في وسائل المواصلات، - 00:17:09ضَ

في الجامعة، - 00:17:10ضَ

في بيئة العمل، - 00:17:12ضَ

بل وحتى إلكترونيًّا وهي في بيتها! - 00:17:13ضَ

أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبِّيِّ للحقوق الأساسيَّة تقريرًا عامَ (2014) - 00:17:15ضَ

بعنوانٍ معبِّرٍ :violence against woman) (every day and every where - 00:17:20ضَ

"العنفُ ضدَّ المرأة: كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان" - 00:17:26ضَ

ويتناولُ التَّقرير كذلك الانتهاكات الجنسيَّة التي تتعرَّض لها الأنُثى في الطُّفولة، - 00:17:30ضَ

تعالوا إلى وسائل المواصلات، - 00:17:35ضَ

الأممُ المتحدة تَنشُر قبل سنتين خبرًا بعنوان: - 00:17:37ضَ

"الغالبيَّة ُالعُظمى من النِّساء يتعرَّضنَ لشكلٍ مِن أشكالِ التَّحرُّش - 00:17:40ضَ

أو العنف الجنسيِّ في تنقُّلاتِهم اليوميَّة" - 00:17:46ضَ

لاحِظ: "الغالبيَّةُ العُظمى"! - 00:17:49ضَ

ويبدأ الخبر بأنَّ هذه الإساءات تفشَّت بشكلٍ وبائيٍّ عالميًّا - 00:17:52ضَ

وفي تقريرٍ تمَّ إعداده من عِدَّة جهاتٍ في فرنسا منها: (وَزارة الدَّولة لحقوق المرأة) - 00:17:56ضَ

(State Secretary for Women’s Rights) - 00:18:01ضَ

يقول التَّقرير: أنَّ (100%) من النِّساء اللَّواتي يستخدمنَ وسائلَ النَّقل العامِّ في فرنسا - 00:18:04ضَ

تعرَّضنَ للتَّحرُّش أو الاعتداءِ الجنسيِّ - 00:18:11ضَ

ووكالة الأنباء الفرنسيَّة تُناقِشُ أنَّ هذه النِّسبةَ مبالغٌ فيها - 00:18:14ضَ

ولك أن تتصوَّر أنَّ الحديث عمَّا إذا كانت النِّسبة (100%) أو أقلَّ! - 00:18:17ضَ

ماذا عن الفتاة في الجامعة؟ - 00:18:22ضَ

أذكرُ حين دخلتُ جامعةَ هيوستن الأمريكيَّة لإتمام الدُّكتوراه - 00:18:25ضَ

كيف وُزِّعَ علينا كُتَيِّبٌ فيه إحصائيَّات - 00:18:28ضَ

منها: أنَّ (1) مِن كلِّ (3) طالباتٍ تتعرَّضُ للتَّحرُّش، - 00:18:31ضَ

وما على الطَّالبة أن تعملَه لتتجنَّبَ هذا، - 00:18:36ضَ

وإن حصلَ فعلى أيِّ رقمٍ تتَّصلُ، وهكذا - 00:18:39ضَ

والأمرُ -إخواني- يزدادُ سُوءًا والنِّسَبُ تتضاعفُ عالميًّا، - 00:18:42ضَ

حتى في الأوساط العلميَّة التي يُفترَضُ اجتماعيًّا أنَّها راقيةٌ، - 00:18:46ضَ

فحسب دراسةٍ نُشرَت العامَ الماضي: نصفُ طالبات الطّبِّ في أمريكا يتعرَّضنَ للتَّحرُّش - 00:18:50ضَ

وفي عامنا هذا (2019) أكثرُ من نصف الطَّالبات في بريطانيا - 00:18:56ضَ

يتعرَّضنَ لاستفزازاتٍ جنسيَّة غيرِ مرغوبٍ بها لديهنَّ - 00:19:01ضَ

حسب دراسة نَشَرَتْ عنها (الجارديان البريطانية) - 00:19:06ضَ

وقالت أنَّها أكبرُ دراسةٍ في المجال للطلَّاب والطَّالبات - 00:19:09ضَ

هذا التَّحرُّش لا يحترمُ رُتبةً أكاديميَّةً - 00:19:14ضَ

ولا هيبةَ معلِّمٍ؛ - 00:19:17ضَ

فهناك تحرُّشٌ من الطَّلاب الجامعيين بالدّكتورات اللَّواتي يدرّسنَهم، - 00:19:18ضَ

وتحرُّشٌ من الدَّكاترة بالطَّالبات، - 00:19:24ضَ

تصوَّر! - 00:19:26ضَ

أنْ تدخلَ الطالبةُ على الدُّكتور تُرِيدُ عِلْمًا فيتحرَّش بها - 00:19:27ضَ

تخرَّجَت الفتيات (الحُرَّات) من هذه الأجواء الجامعيَّة بعد أن تعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:19:33ضَ

أو على الأقلِّ نصفُهنَّ للتَّحرُّش، وعليهنَّ الآن البحثُ عن عملٍ، - 00:19:39ضَ

فعملُ المرأة هو مصدرُ أمانِها الوحيد، فلا أحدَ مسؤولٌ عنها، - 00:19:44ضَ

كما أنَّه ليس للأبّ، ولا للأخّ، ولا للزَّوج أنْ يتدخَّلَ بها؛ فهم كذلك ليسوا مسؤولين عنها - 00:19:49ضَ

نحن كثيرًا ما ننسى هذه الحقيقة في الحديث عن المرأة الغربيَّة، - 00:19:57ضَ

نتكلَّم عن حرِّيَّتِها، لكن ننسى أنَّ هذه الحرِّيَّة مصحوبةٌ أيضًا بالتَّخلِّي عن المسؤوليَّة عنها، - 00:20:00ضَ

وعن كِفاية حاجاتِها ورعايتها والإنفاق عليها، - 00:20:08ضَ

لذا فلا بُدَّ للمرأة الحُرَّة أن تُثبِتَ نفسَها في عملِها؛ لئلا تُطرَدَ منه، فهو مصدر أمانها - 00:20:13ضَ

طيِّب ماذا إذا طُلِبَ منها أشياءُ لا تُناسِب طبيعتَها كأنثى؟ - 00:20:21ضَ

لن تستطيعَ أن تعترِضَ؛ لأنها أقرَّت بمفهومِ المساواة المطلَقة مع الرِّجال في كلِّ شيءٍ - 00:20:25ضَ

وعليها أنْ تعملَ في أيِّ شيءٍ يأتي بالمال، - 00:20:31ضَ

وقد تصِل لمرحلةِ المحافظةِ على عملِها -مصدرِ أمانِها الوحيدِ- - 00:20:35ضَ

باستخدامِ عِرضِها أيضًا - 00:20:40ضَ

وهذا مقالٌ نُشر في الـ(بي بي سي) "BBC" البريطانيَّة عام (2002) بعنوان: - 00:20:42ضَ

"واحدةٌ مِن كلِّ أربعِ نساء -يعني في بريطانيا- تُمارِسُ الجنسَ في مكتبِ العملِ" (office sex) - 00:20:48ضَ

كان هذا عامَ (2002) لكنَّ الأمرَ يزدادُ سُوءًا، - 00:20:54ضَ

ففي آخر إحصائيَّات موقع (سيف لاين) "Safe line" البريطانيِّ - 00:20:58ضَ

الَّذي يُعنى بمُساعدَة النِّساءِ المتعرِّضاتِ للتَّحرُّش - 00:21:01ضَ

فإنَّ أكثرَ مِن نصفِ النِّساءِ في بيئات العملِ يتعرَّضنَ للتَّحرُّش، - 00:21:04ضَ

ونسبةٌ منهنَّ تتعرَّضُ له من مُديرِها، أو مَن له سُلطةٌ وظيفيَّةٌ عليها - 00:21:09ضَ

وفي دراسةٍ ضخمةٍ جدًّا في أمريكا كانت نسبةُ التّحرُّشِ بالنِّساءِ في مكانِ العملِ (58%)، - 00:21:16ضَ

ونِسَبٌ عاليةٌ من تحرُّشِ الأطباءِ بالطبيباتِ كذلك - 00:21:24ضَ

وكذلكَ في أجواءِ التمِّريضِ المعروفِ عنها أنها مهنةٌ إنسانيَّة - 00:21:28ضَ

كما في هذه الدراسةِ الأمريكيَّةِ - 00:21:33ضَ

التي تشيرُ إلى أنَّ أكثرَ من (70%) من الممرِّضات يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ من المرضى وزملاءِ العملِ، - 00:21:35ضَ

بل بلغَت المسألةُ أنْ يَّطلبَ صاحبُ العملِ -الذكرُ- - 00:21:43ضَ

من المرأةِ الموظَّفةِ صراحةً أن تتبذَّلَ في لِباسِها لتُسوِّقَ بضاعتَه، - 00:21:46ضَ

حتى احتجَّت مجموعةٌ مِّن نَّادِلاتِ المطاعمِ - 00:21:52ضَ

يطالبْنَ بتدخُّلِ السُّلُطات الأمريكيَّةِ لتحريرهنَّ من سُلطةِ أصحابِ المطاعمِ - 00:21:54ضَ

الّذين يُطالبُونَهنَّ بالتبذُّل في اللِّباس، - 00:22:00ضَ

وكان الشعارُ المركزيُّ في المظاهرةِ: "أنا لستُ ضمنَ قائمة الطعامِ" - 00:22:03ضَ

أيْ يُفترض أنَّ الزَّبونَ جاء ليتناولَ الطعامَ، لا ليشتريَني أنا! - 00:22:08ضَ

هذا كلُّه -إخواني- ونحن لم نتكلَّمْ عن النِّساء اللواتي طبيعةُ عملهنَّ في الفاحشة، - 00:22:13ضَ

فحسبَ مجلةِ (إيكونوميست) "The Economist" - 00:22:18ضَ

فإنه يقدَّرُ أنَّه في ألمانيا (400) ألف بغيٍّ يخدِمْنَ مليونَ رجلٍ يَّوميًّا - 00:22:20ضَ

حسنًا المرأةُ العاملةُ طُرِدَتْ من عملِها لسببٍ مِّن الأسباب، - 00:22:27ضَ

أو فَرَّت بأُنوثتِها من هذه الأجواءِ المسعورةِ جنسيًّا، - 00:22:33ضَ

- لا مشكلةً؛ سيرعاها زوجُها، أخوها، أبوها، القائمون عليها، المسؤولون عنها - 00:22:37ضَ

- مسؤوليَّة مَن؟! أنت نسيتَ أنَّها اعتمدتْ على نفسِها؟! - 00:22:44ضَ

وأثبتتْ نِدِّيَّتَها واستقلاليَّتَها، ورفضَتْ تدخُّلَ هؤلاءِ جميعًا فيها، - 00:22:48ضَ

بل وهم أصلًا تخلَّوا عنها - 00:22:54ضَ

- حسنًا، وما الحلُّ؟! - هناكَ ضمانٌ اجتماعيٌّ. - 00:22:56ضَ

- ماذا إذا لم يكفِ الضمان الاجتماعي؟ أو تأخَّرَ في إعطاء الراتب؟ - 00:23:00ضَ

- يأتيكَ الجوابُ من مَّقالٍ نُّشِرَ في (BBC) البريطانيَّةِ قبلَ عامٍ بعنوان: - 00:23:05ضَ

"نظامُ الضَّمانِ الاجتماعيِّ في بريطانيا اضْطرَّني للدَّعارة" - 00:23:11ضَ

ويبدأُ المقالُ بقوله: - 00:23:15ضَ

"يُجبَرُ بعضُ النِّساءِ في بريطانيا على العملِ في مجالِ الدَّعارةِ - 00:23:16ضَ

بسببِ غيابِ كفاءةِ نظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ، - 00:23:20ضَ

تحدَّثتْ (BBC) إلى خمسِ مؤسساتٍ خيريَّةٍ في إنجلترا وعَلِمَتْ أنَّ عددًا مُّتزايدًا مِّن النِّساء - 00:23:24ضَ

اللَّواتي يعتمدْنَ على نِظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ يُضطرَرْنَ لهذا" - 00:23:30ضَ

وعندما تعملُ المرأةُ في مجالِ إهدارِ كرامتِها - 00:23:36ضَ

فإنَّها تُشغِّلُ قِطاعًا آخرًا مِّن القِطاعاتِ التي يملِكُ حِيتانُ الرأسماليَّةِ حِصصًا مِّنها، - 00:23:39ضَ

قِطاعَ نوادي القِمار والنَّوادي الليليَّةِ! - 00:23:45ضَ

والملفتُ للنَّظَرِ أنَّ النِّسبةَ العظمى من النِّساءِ اللواتي يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ والاغتصابِ - 00:23:48ضَ

في وسائل النَّقلِ، في الجَّامعةِ، في بيئةِ العملِ لا يشتكينَ للسُّلُطات! - 00:23:54ضَ

قد تظن أنَّ هذا يحصلُ لأنَّها تستمتعُ بذلك، - 00:23:59ضَ

"It is okay" بالنِّسبةِ لها، أن تتعرَّضَ للتَّحرُّشِ أو الاغتصابِ وتعدُّ ذلكَ إطراءً على أنوثتِها! - 00:24:03ضَ

ليس صحيحًا، - 00:24:11ضَ

بلِ النِّسبةُ العظمى منهنَّ يعانِينَ بعدَ هذا التَّحرُّشِ أو الاغتصابِ من الإهانةِ - 00:24:12ضَ

(الشعور بالإهانة)، وهجماتِ الرعبِ الـ(Panic Attacks)، - 00:24:18ضَ

والاكتئابِ، والشّعورِ بالخزيِ، واحتقار الذّاتِ، والرَّغْبةِ في الانتقامِ، بلْ وأمراضٍ عضويَّةٍ، - 00:24:22ضَ

وقد تتركُ دراستَها أو عملَها بسببِهِ، حسْبَ مكتبِ ضحايا الَّجرائمِ الأمريكيِّ - 00:24:28ضَ

إذن لماذا لا يشتكِين؟! - 00:24:36ضَ

لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها: الخوفُ من تأثيرِ الشَّكوى على وظيفتِها، - 00:24:37ضَ

ومنها الإحساسُ بالخجلِ والعارِ ممَّا حصلَ معها، - 00:24:42ضَ

ومنها عدمُ امتلاكِ الأدلَّةِ الكافيَّةِ - 00:24:46ضَ

المعتدي يعتدي عليها في زاويةٍ مُّظلمةٍ أو بعيدًا عن العيونِ - 00:24:49ضَ

فلا دليلَ ولا إثباتَ، فيفلتُ من العقوبة - 00:24:54ضَ

وبعضُهنَّ يخضعنَ للمعتدي - 00:24:57ضَ

لأنهنَّ يخفنَ من تحوُّلِ المسألةِ من تحرُّشٍ عابرٍ - 00:24:59ضَ

إلى عُنفٍ وَّإيذاءٍ جسديٍّ إذا رفضْنَ الخضوعَ لسُعارِه الجنسيِّ - 00:25:03ضَ

وتبقى المرأةُ تتجرّعُ الآثارَ المدمرةَ على نفسِها، - 00:25:08ضَ

"Devastating Toll" كما يعبِّرُ قسمُ ضحايا الجرائمِ الأمريكيُّ - 00:25:12ضَ

قد تقولُ: "اللومُ عليها هي التي تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ تُغري الرجالَ بها" - 00:25:17ضَ

هذا ممّا يعدُّهُ قسمُ ضحايا العنفِ الحكوميِّ إحدى الخرافاتِ (Myths) عن اغتصابِ المرأة، - 00:25:22ضَ

فالكلُّ مُعرَّضٌ، كلُّ النِّساءِ مُعرَّضاتٌ - 00:25:29ضَ

هناكَ من تُساهمُ في إحداثِ حالةِ السُّعارِ الجنسيِّ، وهناكَ من النِّساءِ من تدفعُ الثمن - 00:25:32ضَ

هذه المرأةُ المُدمَّرةُ المحتاجَةُ إلى رعايةٍ نَّفسيَّةٍ، تذهبُ لتتعالجَ - 00:25:38ضَ

فتتعرَّضُ للتَّحرُّشِ على يدِ الطبيب، - 00:25:44ضَ

كما بدأت النِّساءُ يُظهرنَ في موجةِ (Me Too) - 00:25:47ضَ

الشعارُ الذي أطلقه النِّساءُ ليُشجِّعنَ بعضهنَّ على رفعِ الأصواتِ، - 00:25:50ضَ

بكشفِ ما يتعرَّضنَ له مِنِ اعتداءاتٍ جنسيَّةٍ - 00:25:54ضَ

بل وتنتشرُ ظاهرةُ التَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ للمريضاتِ على يدِ الأطبّاءِ النفسيِّينَ - 00:25:58ضَ

والمعالجينَ النفسيِّينَ، الذين يُفترَضُ أن يُّنقذوها من مُّعاناتِها! - 00:26:03ضَ

- إذن لماذا لا تشتكي المرأةُ لأعضاءِ مجالس النوَّاب - 00:26:08ضَ

الذين يُشاركونَ في سَنِّ القوانينِ، وإصدارِ العقوباتِ؟! - 00:26:11ضَ

- مجالس النوَّاب! - 00:26:15ضَ

حسبَ دراسةٍ نَّشرتْ عنها (CNN) العامَ الماضيَ - 00:26:17ضَ

فإنَّ التَّحرُّشَ بالنِّساء منتشرٌ أيضًا في مجالس النوَّاب الأوروبيَّة - 00:26:20ضَ

أين تذهبُ المرأةُ بعدَ هذا كلِّهِ؟! إلى أين تلتجئُ؟ بمن تحتمي؟! - 00:26:28ضَ

في بحثٍ مَّنشورٍ وُّجِدَ أنَّ الغالبيَّةَ العظمى مِن النِّساءِ في أمريكا - 00:26:34ضَ

تُعبِّرُ عن أنَّها تُعاني من ضغطٍ نَّفسيٍّ في المحافظةِ على الجّاذبيَّةِ لتَكسبَ التقديرَ - 00:26:38ضَ

فالتقديرُ مرهونٌ بالجاذبيَّةِ الجسميَّةِ بالدَّرجةِ الأولى -كما يذكرُ البحثُ نفسُه- - 00:26:44ضَ

فهي إذن مُّعادلةٌ صعبةٌ، - 00:26:50ضَ

حتى تُحسِّي بالتقديرِ والتعاملِ معكِ باهتمامٍ لّا بُدَّ أن تكوني جذّابةً، - 00:26:52ضَ

وعندما تُصبحينَ أنتِ وغيرُكِ من النِّساءِ جذَّاباتٍ، - 00:26:57ضَ

يُّصاب المجتمعُ بالانفلاتِ الجنسيِّ، ويعتدي عليكِ أحدُهم، وتفقدينَ تقديرَكِ واحترامَكِ أنتِ لنفسكِ - 00:27:01ضَ

المهمُّ جدًّا -إخواني وأخواتي- أنْ تعلموا - 00:27:10ضَ

أنَّ هذا التعاملَ مع المرأةِ حينَ تخرجُ لدراستِها، لعَملِها، لعلاجِها، - 00:27:13ضَ

فإذا بذكر ٍيَّمدُّ يدَهُ إليها ليعبثَ بها، ويهينُها كأنَّها لعبةٌ لانفلاتِه الجنسيّ - 00:27:18ضَ

أنَّ هذا ليس ناتجًا عن نَّزواتٍ جنسيَّةٍ عابرةٍ، - 00:27:26ضَ

بل نظرةُ الذُّكورِ لها مُشوَّهةٌ أصلًا واحتقاريَّةٌ ومن الصِّغَرِ - 00:27:31ضَ

ودعْكَ من دعاوى المساواةِ، - 00:27:36ضَ

والاحترامِ المتبادلِ، وهذا الكلامِ الدِّعائيِّ الذي لا نصيبَ له من الواقعِ، - 00:27:38ضَ

ففي إحصائيَّةٍ نَّشرَها (مكتبُ ضحايا الجرائمِ الأميركيِّ) - 00:27:44ضَ

تمَّ سؤالُ المراهقينَ إن كانت ممارسةُ الجنسِ مع فتاةٍ بالإجبارِ مَقبولةً؟ - 00:27:47ضَ

فأجابَ (36%) منهم أن: نعم، إذا كان هائجًا بحيث لا يستطيعُ أن يَّكبحَ جماحَ نفسِهِ - 00:27:52ضَ

وأجاب (39%) منهم أن: نعم، مُبَّررٌ إذا كانَ قد أنفقَ عليها الكثيرَ من المالِ - 00:28:00ضَ

أيْ: يرى أنَّه إذا صرفَ عليها مالًا -كهدايا أو شطائر- - 00:28:07ضَ

فمن حقِّه أن يَّعبثَ بها جنسيًّا، - 00:28:11ضَ

وأن يُّرغمَها على الجنسِ بتعبيرهم: "Forced sex was acceptable" - 00:28:13ضَ

- لكن لحظةً! - 00:28:19ضَ

أنت تعرضُ جانبَ الاعتداءِ الجنسيِّ على المرأةِ، - 00:28:20ضَ

هناكَ في المقابلِ نساءٌ وفتياتٌ راضياتٌ بالعلاقاتِ الغراميَّةِ، - 00:28:22ضَ

صحيحٌ أنَّ هذا غيرُ شرعيٍّ وحرامٌ، لكنَّهنَّ سعيداتٌ بهذه العلاقاتِ؛ لأنَّها بالتراضي - 00:28:26ضَ

- نعم، سعيداتٌ! - 00:28:32ضَ

هكذا أفهموكَ بالأفلامِ الأجنبيَّةِ - 00:28:33ضَ

التّي كلُّها خيالٌ تمامًا كما هي الخيالاتُ عن سكانِ الفضاءِ - 00:28:35ضَ

تعالوا نبتعدُ قليلًا عن (هوليوود) - 00:28:40ضَ

وندخلُ إلى المواقعِ الرسميَّةِ الحكوميَّةِ الأمريكيَّةِ والأوروبيَّةِ، - 00:28:42ضَ

لنرى -بعيدًا عن التحرُّش والاغتصاب- - 00:28:46ضَ

كيفَ تُعامَلُ المرأةُ من قِبَل ما يسمّونَهُ: "Intimate partner" أي الشريك الحميم، - 00:28:50ضَ

والذي قد يكونُ زوجًا أو عشيقًا - 00:28:55ضَ

ادخلْ -مثلًا- على موقعِ (وزارةِ العدلِ الأمريكيَّةِ) - 00:28:58ضَ

وتصفَّح الإحصائياتِ المختصَّةَ بالعُنفِ ضدَّ النساءِ "Violence Against Women" - 00:29:01ضَ

واقرأْ عن ظاهرةِ "Battered Woman Syndrome" - 00:29:06ضَ

ما معنى هذا المصطلح؟ - 00:29:10ضَ

(Battered) يعني: "يضربُ بقوَّةٍ واستمرارٍ، يسحقُ، يقصفُ بالقنابلِ" - 00:29:12ضَ

فـ(Battered woman syndrome) هي ظاهرةُ المرأةِ المضروبةِ بهذا الشكلِ [صورة] - 00:29:16ضَ

مثلَ هذه المرأةِ التي برَّرتْ قتْلَ الـ(Boy friend) - 00:29:21ضَ

لأنَّها تعرَّضَتْ للـ: (Battered woman syndrome) - 00:29:23ضَ

ومثلَ عددٍ كبيرٍ مِّن النِّساءِ، - 00:29:26ضَ

وبعضُهنَّ ينشرْنَ صورهنَّ. - 00:29:29ضَ

مرَّةً أخرى، هل هذه الحالاتُ من العنفِ البشعِ حالاتٌ شاذَّةٌ؟ - 00:29:31ضَ

حسبَ المواقعِ الرَّسميَّةِ الأمريكيَّةِ مثلَ موقعِ (التحالف القوميُّ ضدَّ العنف المنزليِّ) - 00:29:34ضَ

فإنَّ واحدةً من كلِّ أربعِ نساءٍ يتعرضْنَ للعنفِ الشَّديدِ من قِبَلِ الشريكِ الحميم، - 00:29:39ضَ

وهذه النِّسَبُ لا تشملُ ما تتعرَّضُ له المرأةُ على يدِ غُرباءَ عنها (Strangers) - 00:29:45ضَ

ولا تشملُ العنفَ والضربَ غيرَ الشديدِ الذي تتعرَّضُ له - 00:29:50ضَ

إلى درجةِ أنَّ ربعَ إلى ثلثِ زياراتِ النِّساءِ لغرفةِ الطَّوارئِ في أمريكا ناتجةٌ عن ضربهنَّ، - 00:29:54ضَ

حسبَ (مكتبِ ضحايا العنفِ الحكوميّ) - 00:30:01ضَ

وعندما تَحكمُ العضلاتُ فلا شكَّ أنَّ الرجالَ سيتفوَّقونَ؛ - 00:30:04ضَ

لذا ففي دراسةٍ في أمريكا على حالاتِ العنفِ بينَ الشُّركاءِ -أزواجًا أو عاشقينَ- - 00:30:08ضَ

والتي أدَّتْ إلى دخولِ غرفةِ الطوارئ - 00:30:13ضَ

كان (93%) من الحالاتِ من النساءِ مقابلَ (7%) من الرجال - 00:30:15ضَ

بل وهذا العنفُ كثيرًا مّا يصلُ إلى حدِّ القتل! - 00:30:21ضَ

فقبلَ أيّامٍ خرجتْ مسيراتٌ في فرنسا للتَّنديدِ بالعنفِ الأسريِّ - 00:30:24ضَ

بعدَ مقتل (116) امرأةٍ -على الأقلِّ- في عامِ (2019) - 00:30:29ضَ

ونشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ أنَّ امرأةً - 00:30:33ضَ

فرنسيَّةً تموتُ كلَّ (3) أيّامٍ على يدِ زوجِها، أو رفيقِها، أو شريكِ حياتِها - 00:30:36ضَ

ومنذ أيامٍ أيضًا نشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ خبرًا عن مسيراتٍ تعترضُ على إهانةِ المرأةِ - 00:30:42ضَ

بعنوانِ: "العنفُ ضدَّ النساء: اغتصابُ امرأةٍ كلَّ (7) دقائقٍ في فرنسا" - 00:30:49ضَ

وقد تستغربُ إذا علمتَ أنَّ أكثرَ من نصفِ ضحايا الضَّربِ المبرِّحِ يحتَجنَ لمساعدةٍ طبيَّةٍ - 00:30:56ضَ

بشكلٍ متكرِّرٍ، أكثرَ من (6) مرَّاتٍ حسبَ المواقعِ الحكوميَّةِ - 00:31:02ضَ

أي تُضربُ وتُهانُ مِرارًا وتَكرارًا على يدِ زوجِها أو رفيقِها - 00:31:08ضَ

- حسنًا، لماذا لا تهربُ هذه المرأةُ؟! - تهربُ إلى أين؟ - 00:31:14ضَ

- إلى بيتِ أبيها أو أخيها! - هل نسيتَ؟ هي لا تعرفُ أباها أصلًا! - 00:31:18ضَ

أو أنَّها تعرفُه لكنَّه ليسَ مسؤولًا عنها فهي حرَّةٌ، مُّستقلَّةٌ، - 00:31:22ضَ

مُّتساويةٌ مَّعَ الرَّجلِ، لا تحتاجُ أحدًا، أثبتتْ نفسَها! - 00:31:27ضَ

مِمَّا تُقدِّمُه الدُّولُ الغَربيَّةُ لهذِهِ المرأةِ هوَ ظاهرةٌ أُخرَى اسمُهَا: - 00:31:30ضَ

"battered women's shelter" - 00:31:34ضَ

(مأوَى المرأةِ المضروبةِ ضربًا مبرِّحًا) - 00:31:37ضَ

مكانٌ تَأوِي فيهِ مُؤقَّتًا ريثَمَا تَتعافَى مِنَ الضّربِ وتبحثُ عَنْ طريقةٍ لكسبِ العيشِ - 00:31:39ضَ

هذِهِ المرأةُ المضروبةُ بشِدَّةٍ من رفيقِهَا تَودُّ أَن تَتخلَّصَ مِن أيِّ شيءٍ يُذكِّرُها بِهِ، - 00:31:45ضَ

ومِمَّا يُذكِّرُها بِه هذِهِ النُّطفةُ الَّتِي أُلقيَتْ بالحرامِ في رَحِمِها - 00:31:52ضَ

تَأتي هُنا التَّقنينَاتُ الَّتِي تُسهِّلُ الإجهاضَ، والإعلامُ الَّذي يُزيِّنُه، والقوانينُ التي تشرَعُهُ - 00:31:57ضَ

في أمِرِيكا وحدَها هناكَ حوالَيْ مليونِ حالةِ إجهاضٍ سَنوِيًّا - 00:32:04ضَ

وحَوالَيْ ثُلُثَيْها بَعدَ الأسبوعِ السّادسِ؛ أيْ: بعدَ نفخِ الرُّوحِ؛ أيْ: قتلُ نفسٍ - 00:32:08ضَ

وحسبَ (مركزِ التَّحكُّمِ بالأمراضِ الأمريكيِّ) "Center of Disease Control" - 00:32:16ضَ

فإنَّ الغالبيّةَ العُظمَى مِنَ الإناثِ المجهِضاتِ غيرُ متزوِّجاتٍ؛ أيْ: شهوةٌ هابطةٌ تنتهي بقتلٍ - 00:32:19ضَ

هَلْ تتصوَّرونَ -إِخوانِي- ما مَعنى الإجهاض بجنينٍ ذي روحٍ، بنفسٍ إنسانيَّةٍ؟ - 00:32:28ضَ

لَنْ أضعَ لكُم صُوَرًا هُنا لأنَّها بَشِعةٌ جِدًّا، - 00:32:33ضَ

لكنْ بِإمكانِكَ كتابةُ بعضِ المُصطلحاتِ التِي سَأذكُرُها - 00:32:37ضَ

والبحثُ عن صُوَرٍ حقيقيَّةٍ إنْ كانَ قلبُكَ يَتحمَّلُ - 00:32:41ضَ

مِنْ أشهرِ الطُّرقِ ما يُعرَفُ بـِ: - 00:32:45ضَ

(بالإنجليزيّة) بِتَوسيعِ وتَفريغِ الرَّحِمِ "Dilation and evacuation abortion" - 00:32:47ضَ

أي يَستعملُ الطّبيبُ عُدَّةً خَاصَّةً: مِقصَّاتٍ ومَلاقطَ وشَفَّاطاتٍ، - 00:32:49ضَ

فَيقُصُّ الطَّبيبُ الجنينَ -وهوَ في رحِمِ أُمِّهِ- قِطعةً قِطعةً، ويُخرجُهُ قِطعةً قِطعةً؛ - 00:32:54ضَ

اليدَيْنِ، الرِّجلَيْنِ، الرّأسَ، البطنَ... - 00:33:01ضَ

هذَا الإجراءُ يَتمُّ يوميًّا بِأعدادٍ ضخمةٍ عبرَ العالمِ - 00:33:04ضَ

وهناكَ أشكالٌ أُخرَى مِنَ الإجهاضِ بَشِعةٌ أيضًا - 00:33:08ضَ

وإذَا وَلدَتِ المرأةُ ولَمْ تَرغَبْ في الاحتفاظِ بمولودِهَا، - 00:33:11ضَ

فَهَاهِيَ ظاهرةُ الصَّناديقِ الدَّافئةِ تَنتشرُ في أُوروبَّا وأَمِرِيكَا، - 00:33:15ضَ

حيثُ تُوفَّرُ في الشّوارعِ صناديقُ تَضعُ فيهِ المرأةُ المولودَ - 00:33:20ضَ

بَدلًا مِنْ أَنْ تَرميَهُ في القمامة كَما يَفعلُ بَعضُ النِّساءِ الحُرَّاتِ المُستقِلَّاتِ! - 00:33:24ضَ

بَلْ وَوصَلْنَا إلى مرحلةِ تبريرِ قتلِ الأولادِ حَديثِي الولادة - 00:33:30ضَ

إذا كانَت الأمُّ لا ترغبُ في بقائِهِمْ، كَما بَيَّنَا بالتَّوثيقِ في كلمةِ: - 00:33:35ضَ

(عندمَا يلبسُ أبو جهلٍ (بالإنجليزية) مِعطفَ المُختبَرِ) "Labcoat" - 00:33:39ضَ

﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ [القرآن 81: 8-9] - 00:33:42ضَ

لَمْ يَتوقَّفِ الوأدُ، بَلْ ها هوَ يُقترَفُ على يدِ أطبَّاءَ - 00:33:47ضَ

يلبسونَ مَعاطف المُختبَرِ البيضاءَ وبشكلٍ مقنَّنٍ، - 00:33:51ضَ

وها هِيَ الجنينُ الأُنثَى تُحرَمُ مِنْ حقِّ الحياةِ؛ - 00:33:54ضَ

لتكتمل قِصَّةُ الإهانةِ وانتهاكِ الحقوقِ محطَّةً محطَّةً - 00:33:58ضَ

هذا هوَ الجانبُ المجهولُ لكثيرٍ مِنَّا عنِ المرأةِ الغربيَّةِ الحُرَّةِ، - 00:34:05ضَ

التي تحرَّرَتْ مِن مسئوليَّةِ أَبيهَا وأَخيهَا وزَوجِها عَلَيْها، والَّذينَ تخلَّوْا أَصلًا عَن هذِهِ المسؤوليَّةِ - 00:34:10ضَ

فَأصبحَ الكثيرُ مِنَ النِّساءِ والفَتياتِ (بالإنجليزية) سِلعةً جنسيَّةً "Sexual Object" - 00:34:17ضَ

أُلعوبةً بِيَدِ الثَّريِّ الَّذِي يَستأجِرُها لِيُعطِيَها قِسْطَ الجامعةِ، - 00:34:22ضَ

وبِيَدِ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وأصحابِ المجلَّاتِ الهابطةِ، - 00:34:26ضَ

والمُتحرِّشِينَ بِها في وسائلِ المواصلاتِ، وفي الجامعةِ، وفي مكاتبِ العملِ، - 00:34:30ضَ

وفي عياداتِ العلاجِ... - 00:34:34ضَ

وأصبحَتْ ملطِمَةً لعشيقِهَا وللقريبِ والغريبِ - 00:34:35ضَ

أتعرفونَ -إِخوانِي وأَخواتِي- - 00:34:40ضَ

وأنا أُحضِّرُ المادَّةَ لهذِه الكلمةِ وأجمعُ خيوطَها الكثيرةِ، - 00:34:42ضَ

غَلبَ عَليَّ شعورٌ بالإشفاقِ على المرأةِ الغربيَّةِ - 00:34:46ضَ

وأَدركْتُ -أكثرَ فأكثرَ- ماذَا خَسِرَ العالمُ بانحطاطِ المسلمينَ! - 00:34:49ضَ

هذَا ونحنُ لَمْ نَتكلَّمْ عَنِ المرأةِ الشرقيَّةِ في المجتمعاتِ غيرِ المُسلمةِ، - 00:34:55ضَ

كالمرأةِ الصينيَّةِ واليابانيَّةِ...، - 00:35:00ضَ

والَّتي لا تقِلُّ قِصَّتُهَا سوءًا عَنْ أختِها الغربيَّةِ - 00:35:01ضَ

ولَمْ نتكلَّمْ عَنْ عدَمِ حصولِ المرأةِ على أجورٍ مُساويةٍ للرَّجلِ، - 00:35:05ضَ

ولا ترقِيَتِهَا في الوظائفِ مثلَ الرّجلِ - 00:35:10ضَ

وهوَ موضوعٌ آخرُ طويلٌ... - 00:35:12ضَ

قَدْ يقولُ قائِلٌ: - 00:35:15ضَ

"أنتَ تعرِضُ الجانبَ المظلمَ مِن وضعِ المرأةِ الغربيَّةِ، اعرِضِ الجانبَ المُشرقَ!" - 00:35:15ضَ

الجانبُ المُشرقُ؟! - 00:35:19ضَ

أيُّ إشراقٍ للمرأةِ في هذَا الوضعِ البائسِ - 00:35:20ضَ

الّذي تَتعالى فيهِ أصواتُ النّساءِ مؤخَّرًا مطالباتٍ بحمايَتِهِنَّ، - 00:35:23ضَ

بَعدمَا أصبحَ الوضعُ لا يُتحمَّلُ، ولا يُمكِنُ تَخبِئَتُهُ، ولا السُّكوتُ عَنْهُ؟ - 00:35:28ضَ

أيُّ جانبٍ مُشرقٍ؟ - 00:35:32ضَ

الاكتشافاتُ العلميَّةُ الَّتي اكتشفتْها بعضُ النّساءِ؟ الشّهاداتُ العليَا؟ - 00:35:33ضَ

ما الفائدةُ إذا كانَتْ هذِه المُكتشِفةُ أوِ الدُّكتورَةُ - 00:35:37ضَ

لَمْ تنجَحْ في تربيةِ جيلٍ يُوقِفُ حالةَ الاحتقارِ للمرأةِ والسُّعارِ الجنسيِّ في المجتمعِ؟ - 00:35:41ضَ

ما الفائدةُ مِن أُمٍّ مشغولةٍ بأبحاثِهَا - 00:35:48ضَ

وابنُهَا يَتعرَّضُ لِبناتِ جِنسِهَا بالتحرُّشِ والاغتصابِ أوِ الضَّربِ والإهانةِ؟ - 00:35:51ضَ

ماذا نَستفيدُ إذا وَصلْنَا إلى المِرِّيخِ، وَسَفُلَتِ الأخلاقُ إلى الحضيضِ الأدنَى؟! - 00:35:56ضَ

(صدى) إلى الحضيضِ الأدنَى... - 00:36:02ضَ

ثمَّ هَلْ نماذجُ النَّجاحِ المادِّيِّ لدَى النِّساءِ كانَتْ مشروطةً بالنِّدِّيَّةِ والاستقلاليَّةِ عنِ الرَّجلِ؟ - 00:36:03ضَ

هَلْ النَّزعةُ النَّسويَّةُ هيَ التِي حقَّقَتْ هذِهِ الإِنجازاتِ؟ - 00:36:09ضَ

أَمَا كانَ يُمكنُ تَحقيقُها، بَلْ وَأكثرَ مِنهَا - 00:36:13ضَ

بالتَّكامُلِ والتَّعاوُنِ ومعرفَةِ كُلٍّ لحقوقِهِ وواجباتِهِ، - 00:36:16ضَ

وتَنشئةِ جيلٍ سويٍّ نفسيًّا في أحضانِ أُسْرةٍ مستقرَّةٍ؟ - 00:36:20ضَ

في مقالِ (الجَاردِيانِ) -والَّذي ذَكرناهُ في البدايةِ- تقولُ (نَانْسِي فريزَر) كلمةً - 00:36:25ضَ

تلُخِّصُ الكثيرَ مِنَ الصَّيحاتِ الَّتي صَدرَتْ مِنْ بعضِ النَّسويَّاتِ الغربيَّاتِ مُؤخَّرًا - 00:36:29ضَ

تقول: "كواحدةٍ مِنَ النَّسويَّاتِ كُنْتُ أَفترضُ دائمًا - 00:36:34ضَ

أَنّنِي -بنضالِي لتحريرِ المرأةِ- كنتُ أقومُ ببناءِ عالمٍ أفضلٍ، أكثرَ مساواةً وعدلًا وحرّيّةً، - 00:36:39ضَ

لكنْ في الآونةِ الأخيرةِ - 00:36:46ضَ

بدأتُ أشعرُ بالقلقِ مِنْ كَونِ المُثُلِ العُليَا الّتي تُمثِّلُهَا النّسويّاتُ - 00:36:48ضَ

أصبحَتْ تَخدِمُ غَاياتٍ مختلفةً تمامًا، - 00:36:53ضَ

أخشَى -على وجهِ التَّحديدِ- أنَّ نقدَنَا للجنسانيَّةِ (التمييزِ الجنسيِّ) - 00:36:57ضَ

أصبحَ مُسوِّغًا لأشكالٍ جديدةٍ مِن عدمِ المساواةِ والاستغلالِ" - 00:37:02ضَ

هذِهِ هيَ النّتيجةُ لتحريرِ المرأةِ الذِي انطلقَ بِبوصلةٍ مُنحرفةٍ تمامًا - 00:37:07ضَ

فتَلقَّفَها تُجَّارُ المآسِي، فاستخدَمُوهَا لأغراضِهِم، - 00:37:13ضَ

ولا هيَ حصّلَتْ لِنفسِها بعدَ ذلكَ حقًّا، ولا عدلًا، ولا حرِّيَّةً، ولا مساواةً...! - 00:37:17ضَ

اقرأْ واقرَئِي بعدَ هذَا كلِّهِ قولَ ربِّكَ -عَزَّ وجَلَّ-: - 00:37:24ضَ

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ - 00:37:29ضَ

بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [القرآن 4: 34] - 00:37:33ضَ

اقرأْ قولَهُ تعالَى: - 00:37:37ضَ

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ - 00:37:38ضَ

يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [القرآن 9: 71] - 00:37:42ضَ

اقرأْ وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) "متلازمةَ المرأةِ المضروبةِ ضربًا مُبَرِّحًا" - 00:37:45ضَ

اقرأْ قولَ ربِّكَ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 4: 19] - 00:37:48ضَ

واقرأ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [القرآن 2: 228] - 00:37:51ضَ

واقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:37:55ضَ

«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (صحَّحهُ الألبانيُّ) - 00:37:58ضَ

وأنتَ ترَى (بالإنجليزيّة) التَّسليعَ الجنسيَّ "Sexual Objectification" للمرأةِ الغربيَّةِ - 00:38:02ضَ

اقرأْ قولَه تعالَى: - 00:38:07ضَ

﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ...﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:09ضَ

هيَ ليسَتْ شيئًا ولا سِلْعَةً ولا إنسانًا عادِيًّا، - 00:38:13ضَ

بَلْ مثالٌ يُحتذَى لِلَّذينَ آمنُوا - 00:38:16ضَ

﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ [القرآن 66: 11] - 00:38:18ضَ

امرأةٌ مؤمنةٌ، ثارَتْ على فرعونَ الَّذي استعبدَ النَّاسَ، - 00:38:22ضَ

هيَ قدوةٌ للنِّساءِ أنْ يَثُرْنَ على فراعنةِ اليومِ الَّذينَ يُريدونَ استعبادَ البشريَّةِ أيضًا - 00:38:25ضَ

"امرأةَ فرعونَ"، وفي الآيةِ الَّتي بعدَها: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ" - 00:38:32ضَ

إذَنْ، نساءٌ أصبَحْنَ مثالًا يُحتذَى لإيمانِهِنَّ، لا لنَتاجِهِنَّ المادِّيِّ، ولا لجاذبِيَّتهِنَّ الشَّكلِيَّةِ - 00:38:37ضَ

وأنتَ ترَى الَّذينَ يتَّخذونَ المرأةَ سِلْعَةً جنسيَّةً، اقرأْ غضبَ ربِّكَ -عزَّ وجلَّ- لعِرضِ المؤمناتِ، - 00:38:46ضَ

غضَبَهُ على مَنْ يَمسُّونَ سُمعةَ عِرضِهَا، فيقولُ ربِّي سبحانَهُ: - 00:38:53ضَ

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ - 00:38:57ضَ

لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [القرآن 24: 23] - 00:39:00ضَ

اقرأْ واقرئِي: - 00:39:04ضَ

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ - 00:39:06ضَ

ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [القرآن 33: 59] - 00:39:13ضَ

اِقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:18ضَ

«فَاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» (مُتَّفقٌ عليهِ) - 00:39:20ضَ

"ذاتِ الدِّينِ"؛ لأنَّها ليسَتْ سلعةً جنسيَّةً، ولا تُقيَّم بجاذبيَّتِهَا الجسميَّةِ، - 00:39:23ضَ

بَلْ أهمُّ ما فيها دينُها وأخلاقُها - 00:39:29ضَ

وأنتَ ترَى الإجهاضَ ورميَ البناتِ في الصَّناديقِ الدَّافئةِ أو تشرُّدَهُنَّ في الشَّوارعِ، - 00:39:31ضَ

اقرأْ قولَ نبيِّكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:36ضَ

«مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتَّةَ - 00:39:40ضَ

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ؟ - 00:39:47ضَ

قَالَ وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ» (حسَّنَهُ الألبانيُّ) - 00:39:49ضَ

وأنتَ ترَى السُّعارَ المُنفلتَ، اقرأْ قولَ حبيبِكَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: - 00:39:51ضَ

«إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» (صحَّحهُ الألبانِيُّ) - 00:39:55ضَ

واقرأْ -بعدَ هذَا كلِّهِ- قولَ اللهِ تعالَى في (سورةِ النِّساءِ): - 00:39:58ضَ

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) - 00:40:03ضَ

وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)﴾ - 00:40:11ضَ

﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)﴾ [القرآن 4: 26-28] - 00:40:18ضَ

اقرأْ وانظُرْ إلى حاجتِنَا إلى دينِ ربِّنَا لينعُمَ الرّجلُ والمرأةُ، - 00:40:23ضَ

بَلْ وإلى حاجةِ البشريَّةِ بعدَ ذلكَ، لنُنْقِذَهَا مِمَّا هيَ فيهِ منْ ضياعٍ، - 00:40:28ضَ

وانظرْ إلى الَّذينَ يريدونَ -بدلًا مِن ذلكَ- أنْ نَجترَّ وتَجترَّ مُجتمعاتُنا بُؤسَ المرأةِ الغربيَّةِ - 00:40:33ضَ

وَهُمْ موضوعُ حلقتِنَا القادمةِ -بإذنِ اللهِ- - 00:40:40ضَ

والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ - 00:40:43ضَ