هلْ هناكَ دليلٌ منَ العلمِ على وجودِ اللهِ؟ - 00:00:21
الجوابُ باختصارٍ وببساطةٍ: أكثرُ ما يدلُّ عليهِ العلمُ هوَ اللهُ - 00:00:24
قدْ تقولُ: أينَ؟ أرِني اللهَ! أوْ أسمِعْني اللهَ! - 00:00:30
فنقولُ: أنتَ لمْ تسألْ: هلْ نرى أوْ نسمعُ اللهَ كما نرى أوْ نسمعُ المحسوساتِ؟ - 00:00:35
ولوْ كان هذا سؤالَكَ لقُلْنا لكَ: لا طبعًا! - 00:00:40
لكنَّكَ سألْتَ: هلِ العلمُ يدلُّ على اللهِ؟ - 00:00:43
العلمُ مركَّبٌ منَ الحسِّ والعقلِ - 00:00:46
فالإنسانُ ليسَ آلةً صماءَ أو آلة تصوير نلتقطُ بها صورًا - 00:00:49
ثمَّ ننظرُ في شاشتِها، هلْ نرى اللهَ فيها؟ - 00:00:52
بلِ الإنسانُ يحلِّلُ مدخلاتِ الحِسِّ بعقلِهِ، ويخرجُ بنتائجَ - 00:00:56
وهذهِ العمليَّةُ تبدأُ منَ اللَّحظاتِ الأولى مِن طفولتِهِ وتَترقّى معَ كِبَرهِ - 00:01:00
بلْ حتَّى الحيواناتُ تستنتجُ منَ المحسوساتِ وتربِطُ الأثرَ بالمؤثِّرِ - 00:01:05
فتعلمُ منْ رائحةِ الطَّعامِ أنَّ هناكَ طعامًا وراءَهُ؛ فتبحثُ عنهُ - 00:01:10
و منها ما يقصُّ الأثرَ كالكلبِ؛ فيبحثُ عنْ صاحبِ هذا الأثرِ - 00:01:14
إذا رأيتَ تفَّاحةً مَقضومةً عليها آثارُ أسنانِ إنسانٍ - 00:01:20
علمْتَ أنَّ هناكَ إنسانًا قضمَها - 00:01:23
هذا علمٌ، معَ أنَّكَ لم ترَ هذا الإنسانَ! - 00:01:26
إذا سمعْتَ أُنشودةً بصوتٍ جميلٍ علمْتَ أنَّ هناكَ منْ يُنشدُها - 00:01:29
هذا علمٌ، معَ أنَّكَ لم ترَ الَّذي أنشدَها! - 00:01:33
بلْ هذهِ علومٌ بديهيَّةٌ، - 00:01:36
ولشدَّةِ بَداهتِها لا يسمّيها النّاسُ علمًا - 00:01:38
لأنَّ كلمةَ (عِلم) يتبادرُ منها إعمالُ التَّأمُّلِ والتَّحليلِ - 00:01:41
وهوَ ما لا تحتاجُهُ في مثلِ هذهِ الأمورِ - 00:01:45
لكلِّ حادثٍ سببٌ - 00:01:48
هذا مبدأٌ عقليٌّ، فِطريٌّ، بَدهِيٌّ لا يحتاجُ تعليمًا ولا ذكاءً - 00:01:50
ونحنُ نعملُ بقانونِ السَّبَبيَّةِ في كلِّ حركاتِنا؛ فنأكلُ لأنَّ الطَّعامَ سببٌ في سدِّ الجوعِ - 00:01:55
ونشربُ لأنَّ الماءَ سببٌ في سدِّ العطشِ - 00:02:02
ونلجأُ للنَّومِ كسببٍ للرَّاحةِ - 00:02:06
ونعملُ كسببٍ لتحصيلِ العَيشِ - 00:02:08
بمبدأِ السَّببيَّةِ هذا تعلمُ أنَّ لنفسِكَ، وللكونِ منْ حولِكَ خالقًا مدبِّرًا - 00:02:11
أوجدَ الكونَ، هيَّأهُ للحياةِ، أحكمَ تفاصيلَه، ضبطَ قوانينَه - 00:02:18
تظهرُ آثارُ قدرتِه في نفسِك، وحركاتِ الموجوداتِ حولَكَ - 00:02:23
فسُؤالُ: هلْ هناكَ دليلٌ على وجودِ اللهِ؟ سؤالٌ غيرُ دقيقٍ - 00:02:27
لأنَّه ليسَ هناكَ شيءٌ، إلّا وهوَ دالٌّ على وجودِ اللهِ - 00:02:32
لوْ دخلْتَ بيتًا ليسَ لكَ، وجلسْتَ على كنبةٍ فيهِ، وأكلْتَ مِن طعامٍ مطبوخٍ على الطَّاولةِ أمامَكَ - 00:02:36
فهلْ يصدرُ عنكَ حينئذٍ -إنْ كنتَ عاقلًا- سؤالُ: هلْ هناكَ دليلٌ على أنَّ لهذا البيتِ بانيًا؟ - 00:02:43
ولهذا الطَّعامِ طاهيًا؟ ولهذهِ الكنبةِ صانعًا؟ - 00:02:50
هلْ هناكَ دليلٌ على أنَّ أيًّا مِن هذهِ الأشياءِ حصلَ بفعلِ فاعلٍ؟ - 00:02:54
ألنْ يكونَ سؤالُكَ حينئذٍ مُستفزًّا؟! - 00:02:59
قالَ اللهُ تعالى: - 00:03:03
﴿قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾ [القرآن 10 :101] - 00:03:04
"ماذا في السَّماواتِ والأرضِ" عامَّةٌ، شامِلةٌ - 00:03:11
فكلُّ ما فيهِما يدلُّ على اللهِ، وعلى صِفاتِه - 00:03:15
لكنَّ الَّذينَ معَهم مشكلةٌ في الإيمانِ بالغيبِ أصلًا - 00:03:18
فلنْ تنفعَهُم الأدلَّةُ، مَهما كانتْ دالَّةً، واضحةً - 00:03:22
وقالَ تعالى: - 00:03:27
﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ و الأرضِ ومَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيءٍ﴾ [القرآن 7 :185] - 00:03:28
"في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ" ولمْ يقُلْ: "إلى" - 00:03:34
فحرفُ (في) يشملُ التَّأمُّلَ والتَّدبُّرَ في التَّفاصيلِ - 00:03:37
والَّذي يدلُّكَ أكثرَ وأكثرَ على الخالقِ سُبحانَه: - 00:03:41
"وَمَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيءٍ" - 00:03:44
يعني: كلُّ مَا خلقَ اللهُ منْ شيءٍ يدلُّ عليهِ سُبحانَه! - 00:03:46
كلُّ مَا خَلقَ يدلُّ عليهِ سبحانَه! - 00:03:50
فيا عجبًا كيفَ يُعصَى الإلهُ أمْ كيفَ يجحَدُهُ الجاحِدُ - 00:03:53
وللهِ في كلِّ تحريكةٍ وفي كلِّ تسكينةٍ شاهدُ - 00:03:58
وفي كلِّ شيءٍ لهُ آيةٌ تدلُّ على أنَّه الواحدُ - 00:04:03
فالسُّؤالُ الصَّحيحُ ليسَ: هلْ هناكَ دليلٌ على وجودِ خالقٍ؟ - 00:04:07
بلْ، هلْ هناكَ شيءٌ يستطيعُ أنْ يخرجَ وينسلخَ عنْ كونِهِ دليلًا على وجودِ الخالقِ؟ - 00:04:12
والجوابُ: لا - 00:04:19
وصدقَ ابنُ تيْميَةَ إذْ قالَ: - 00:04:22
"كلَّما كانَ النَّاسُ إلى الشَّيءِ أحوجَ كانَ الرَّبُّ بهِ أجودَ" - 00:04:24
نعمْ؛ فحاجةُ النَّاسِ إلى معرفةِ ربِّهم أعظمُ الحاجاتِ - 00:04:28
فترى أنَّ اللهَ يجودُ عليهِم بأدلَّةِ وُجودِه وطُرقِ معرفةِ صفاتِه - 00:04:32
بلْ ومِن أسماءِ اللهِ تعالى (الظَّاهرُ) - 00:04:37
قالَ ابنُ الجَوزيِّ في (زادِ المسيرِ) - 00:04:39
في تفسيرِ قولِهِ تعالى: - 00:04:41
﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [القرآن 57 :3] - 00:04:43
قالَ: "الظَّاهر بحُججِه الباهرةِ وبراهينِه النَّيِّرةِ، وشواهدِهِ الدّالَّةِ على صحَّةِ وَحدانيَّتِهِ" - 00:04:46
فاللهُ ظاهرٌ، مُدرَكٌ بالعقولِ والدَّلائلِ - 00:04:54
وهوَ في الوقتِ ذاتِه باطنٌ؛ لأنَّه غيرُ مُشاهَدٍ كسائرِ الأشياءِ المُشاهَدةِ في الدُّنيا - 00:04:57
هذا هو الدَّليلُ بإحكامٍ، وبساطةٍ، ووُضوحٍ، وعُمقٍ - 00:05:05
كلُّ الكائِناتُ في الوجودِ تدلُّ على وجودِ اللهِ - 00:05:09
فكلُّ ما تُشاهدُه ليسَ كائِناتٍ عَشوائيَّةً؛ - 00:05:13
بلْ بنيتُها، حركاتُها تدلُّ على أنَّها مخلوقةٌ - 00:05:16
أي مصنوعةٌ بإرادةٍ وقدرةٍ، فلا يمكنُ لِـ (اللَّا شيءِ) أنْ يخلُقَها - 00:05:20
ولا يمكنُ لها -هيَ- أنْ تخلُقَ نفْسَها وقدْ كانتْ عدمًا قبلَ أنْ توجدَ - 00:05:25
فلا بدَّ من خالقٍ لها - 00:05:30
متَّصفٍ بالإرادةِ، والقُدرةِ، والعِلمِ، والحكمةِ، والعظَمةِ، وسائرِ ما تدلُّ عليهِ مخلوقاتُهُ - 00:05:32
كان يمكنُ في هذهِ الحلقةِ أنْ أشرحَ لكَ دليلَ (امتناعِ التَّسلسلِ) - 00:05:38
وأنَّ مُمكنَ الوجودِ لا بدَّ له منْ واجبِ الوجودِ، وأنَّ الحادِثَ لا بُدَّ لهُ مِن أزَليٍّ؛ - 00:05:42
لكنِّي لمْ أفعلْ؛ لأنَّ هذهِ كلَّها ليستْ جزءًا منَ الدَّليلِ الأساسيِّ - 00:05:48
ردُّ الاعتراضاتِ، ومناقشةُ الشُّبُهاتِ ليستْ جُزءًا مِن الدَّليلِ الأصليِّ - 00:05:56
وإنَّما هيَ ردودٌ على مَن لديهِ خللٌ حجَبَه عنِ الاقتناعِ بهذا الدَّليلِ الواضحِ جدًّا - 00:06:02
لذلكَ فعندما أشرحُ لكَ في الحلقاتِ القادمةِ: التَّسلسلَ وامتناعَه، والحدوثَ، والأزليَّ - 00:06:09
فقدْ تقولُ: أنا لم افهم، لم أفهم شيئًا! - 00:06:15
ليست مشكلةً - 00:06:18
مَن قالَ أنَّكَ لا بدَّ أنْ تفهمَ ردَّ الشُّبُهاتِ حتّى تؤمنَ باللهِ؟! - 00:06:19
أنتَ بإمكانِكَ أنْ تؤمنَ بوجودِ اللهِ - 00:06:23
إيمانًا عقليًّا، فِطريًّا، مستندًا إلى أُسسٍ علميَّةٍ محكمةٍ دونَ أنْ تفهمَ الشُّبُهاتِ - 00:06:26
ولا تفهمَ الرُّدودَ عليها - 00:06:32
وكما قيلَ: "أصعبُ المَهمَّاتِ توضيحُ الواضحاتِ" - 00:06:34
لأنَّ توضيحَ الأمورِ الواضحةِ - 00:06:37
لا يكونُ إلَّا معَ منْ يجادلُ في المُسلَّماتِ - 00:06:39
وبالتَّالي فليستْ هناكَ أرضيَّةٌ مشترَكةٌ للنِّقاشِ والإثباتِ معَه - 00:06:42
لو أنَّ إنسانًا رأى الشَّمسَ في منتصفِ النَّهارِ - 00:06:47
فقالَ: أنا غيرُ مقتنعٍ أنَّ هناكَ شمسًا - لماذا؟ - 00:06:49
قالَ: لعلَّها كرةٌ صناعيَّةٌ ملتهبةٌ، وُضعَتْ أمامَنا - 00:06:53
قلْنا لهُ: لكنْ هذهِ الكرةُ، كيفَ هي معلَّقةٌ في الهواءِ، ولا بدَّ لها منْ حبلٍ يشدُّها - 00:06:58
ونحنُ لا نرى حبلًا؟! - 00:07:03
قالَ: لعلَّهُ حبلٌ شفَّافٌ - 00:07:04
فقلْنا لهُ: وبمَاذا عُلِّقَ هذا الحبلُ؟ ومنْ يحرِّكُه؟ - 00:07:06
ثمَّ أيُّ حبلٍ هذا الَّذي سيتحمَّلُ هذهِ الحرارةَ دونَ أنْ ينقطعَ؟ - 00:07:10
فقالَ: إذنْ، لعلَّ في الكرةِ مغناطيسًا ضخمًا - 00:07:14
مشحونًا بنفسِ شحنةِ قطعةٍ معدنيَّةٍ خُبِّئَتْ في الأرضِ تحتَه، - 00:07:17
فتنافرَا، فبقيَتْ مُعلَّقةً في الهواءِ - 00:07:22
فدخلْنا معَه في حسابِ الكتلةِ المطلوبةِ لهذا المغناطيسِ - 00:07:25
ومقدارِ الجاذبيَّةِ الأرضيَّةِ بالحساباتِ الرِّياضيَّةِ - 00:07:28
وتفوُّقِها على التَّنافرِ المغناطيسيِّ... إلى آخرِه - 00:07:31
المستمعُ لحوارِنا قدْ يقولُ: - 00:07:35
يا الله! كلُّ هذا دليلٌ على أنَّ الشَّمسَ طالعةٌ! - 00:07:37
أنا كنتُ أظنُّ المسألةَ أوضحَ منْ ذلكَ! - 00:07:41
لا، ليسَ هذا دليلَ أنَّ الشَّمسَ طالعةٌ؛ - 00:07:44
وإنَّما هذهِ ردودٌ على الَّذي ينكرُ أشياءَ واضحةً بَدهيَّةً - 00:07:47
لا تلزمُكَ، ولا تحتاجُ أنْ تفهمَها - 00:07:52
حتّى تقتنعَ بطلوعِ الشَّمسِ قناعةً علميَّةً، عقليَّةً، صحيحةً - 00:07:55
فالمشكلةُ ليسَتْ في حقيقةِ وجودِ الشَّمسِ، بلِ المشكلةُ في المنكِرِ لها - 00:08:00
وإنكاراتُه وشُبهاتُه -مهما كثرَتْ- لا تنفي أنَّ وجودَ الشَّمسِ حقيقةٌ بدهيَّةٌ واضحةٌ - 00:08:05
لكنْ كما قِيلَ: - 00:08:12
وليسَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ - 00:08:13
نعمْ، سنردُّ في حلقاتٍ قادمةٍ - 00:08:18
على الشُّبهاتِ الَّتي تُثارُ على وجودِ اللهِ - 00:08:20
لكنَّ كلَّ ما سنقولُه ليسَ جزءًا منَ الدَّليلِ، بل ردٌّ على الاعتراضاتِ المثارةِ على الدَّليلِ - 00:08:22
الخلطُ بينَ الأمرينِ خطأٌ، وبعضُ النّاسِ يمكنُ أنْ يكونَ لديهِ إيمانٌ فِطريٌّ - 00:08:29
لكنْ لمَّا يسمع هذهِ المناقشاتِ في الرَّدِّ على الشُّبهاتِ - 00:08:34
يقعُ في نفسِه أنَّ حقيقةَ وجودِ اللهِ غامضةٌ، خفيَّةٌ - 00:08:37
تحتاجُ ذكاءً وفلسفةً وتعقيدًا؛ - 00:08:40
لأنَّه ما ميَّزَ أنَّ كلَّ ما سمعَه ليسَ جزءًا منْ دليلِ وجودِ اللهِ - 00:08:43
بلْ ردودٌ على شبهاتٍ - 00:08:48
وأنَّ التَّعقيدَ فيها ليسَ لتعقيدٍ في حقيقةِ وجودِ اللهِ - 00:08:50
بلْ لتعقيدِ مهمَّةِ أنْ تحاورَ مَن يشكِّكُ في الأمورِ البدهيَّةِ - 00:08:55
لذلكَ كلِّه؛ فمِنَ الضَّروريِّ والمهمِّ - 00:09:00
الفصلُ بينَ أدلَّةِ وجودِ اللهِ، والرُّدودِ على منكري هذهِ الحقيقةِ البدهيَّةِ - 00:09:03
ثمَّ إنَّ كثرةَ ترديدِ الشُّبهاتِ المثارةِ ضدَّ شيءٍ، لا تعني بالضَّرورةِ ضعفَهُ؛ - 00:09:09
بل في حالةِ وجودِ اللهِ - 00:09:14
فإنَّ كثرةَ ترديدِ الشُّبهاتِ تعبِّرُ عنْ حالةِ مُصارعةِ المنكرينَ لهذهِ الحقيقةِ - 00:09:16
الَّتي تهجُمُ عليهِم، وتفرضُ نفسَها عليهِم، فيدافعونَها بكلَِ شبهةٍ - 00:09:21
لتسكينِ نفوسِهمُ المضطَربةِ - 00:09:26
﴿أوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ - 00:09:29
وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ [قرآن 7: 185] - 00:09:34
والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:09:40
Transcription
هلْ هناكَ دليلٌ منَ العلمِ على وجودِ اللهِ؟ - 00:00:21
الجوابُ باختصارٍ وببساطةٍ: أكثرُ ما يدلُّ عليهِ العلمُ هوَ اللهُ - 00:00:24
قدْ تقولُ: أينَ؟ أرِني اللهَ! أوْ أسمِعْني اللهَ! - 00:00:30
فنقولُ: أنتَ لمْ تسألْ: هلْ نرى أوْ نسمعُ اللهَ كما نرى أوْ نسمعُ المحسوساتِ؟ - 00:00:35
ولوْ كان هذا سؤالَكَ لقُلْنا لكَ: لا طبعًا! - 00:00:40
لكنَّكَ سألْتَ: هلِ العلمُ يدلُّ على اللهِ؟ - 00:00:43
العلمُ مركَّبٌ منَ الحسِّ والعقلِ - 00:00:46
فالإنسانُ ليسَ آلةً صماءَ أو آلة تصوير نلتقطُ بها صورًا - 00:00:49
ثمَّ ننظرُ في شاشتِها، هلْ نرى اللهَ فيها؟ - 00:00:52
بلِ الإنسانُ يحلِّلُ مدخلاتِ الحِسِّ بعقلِهِ، ويخرجُ بنتائجَ - 00:00:56
وهذهِ العمليَّةُ تبدأُ منَ اللَّحظاتِ الأولى مِن طفولتِهِ وتَترقّى معَ كِبَرهِ - 00:01:00
بلْ حتَّى الحيواناتُ تستنتجُ منَ المحسوساتِ وتربِطُ الأثرَ بالمؤثِّرِ - 00:01:05
فتعلمُ منْ رائحةِ الطَّعامِ أنَّ هناكَ طعامًا وراءَهُ؛ فتبحثُ عنهُ - 00:01:10
و منها ما يقصُّ الأثرَ كالكلبِ؛ فيبحثُ عنْ صاحبِ هذا الأثرِ - 00:01:14
إذا رأيتَ تفَّاحةً مَقضومةً عليها آثارُ أسنانِ إنسانٍ - 00:01:20
علمْتَ أنَّ هناكَ إنسانًا قضمَها - 00:01:23
هذا علمٌ، معَ أنَّكَ لم ترَ هذا الإنسانَ! - 00:01:26
إذا سمعْتَ أُنشودةً بصوتٍ جميلٍ علمْتَ أنَّ هناكَ منْ يُنشدُها - 00:01:29
هذا علمٌ، معَ أنَّكَ لم ترَ الَّذي أنشدَها! - 00:01:33
بلْ هذهِ علومٌ بديهيَّةٌ، - 00:01:36
ولشدَّةِ بَداهتِها لا يسمّيها النّاسُ علمًا - 00:01:38
لأنَّ كلمةَ (عِلم) يتبادرُ منها إعمالُ التَّأمُّلِ والتَّحليلِ - 00:01:41
وهوَ ما لا تحتاجُهُ في مثلِ هذهِ الأمورِ - 00:01:45
لكلِّ حادثٍ سببٌ - 00:01:48
هذا مبدأٌ عقليٌّ، فِطريٌّ، بَدهِيٌّ لا يحتاجُ تعليمًا ولا ذكاءً - 00:01:50
ونحنُ نعملُ بقانونِ السَّبَبيَّةِ في كلِّ حركاتِنا؛ فنأكلُ لأنَّ الطَّعامَ سببٌ في سدِّ الجوعِ - 00:01:55
ونشربُ لأنَّ الماءَ سببٌ في سدِّ العطشِ - 00:02:02
ونلجأُ للنَّومِ كسببٍ للرَّاحةِ - 00:02:06
ونعملُ كسببٍ لتحصيلِ العَيشِ - 00:02:08
بمبدأِ السَّببيَّةِ هذا تعلمُ أنَّ لنفسِكَ، وللكونِ منْ حولِكَ خالقًا مدبِّرًا - 00:02:11
أوجدَ الكونَ، هيَّأهُ للحياةِ، أحكمَ تفاصيلَه، ضبطَ قوانينَه - 00:02:18
تظهرُ آثارُ قدرتِه في نفسِك، وحركاتِ الموجوداتِ حولَكَ - 00:02:23
فسُؤالُ: هلْ هناكَ دليلٌ على وجودِ اللهِ؟ سؤالٌ غيرُ دقيقٍ - 00:02:27
لأنَّه ليسَ هناكَ شيءٌ، إلّا وهوَ دالٌّ على وجودِ اللهِ - 00:02:32
لوْ دخلْتَ بيتًا ليسَ لكَ، وجلسْتَ على كنبةٍ فيهِ، وأكلْتَ مِن طعامٍ مطبوخٍ على الطَّاولةِ أمامَكَ - 00:02:36
فهلْ يصدرُ عنكَ حينئذٍ -إنْ كنتَ عاقلًا- سؤالُ: هلْ هناكَ دليلٌ على أنَّ لهذا البيتِ بانيًا؟ - 00:02:43
ولهذا الطَّعامِ طاهيًا؟ ولهذهِ الكنبةِ صانعًا؟ - 00:02:50
هلْ هناكَ دليلٌ على أنَّ أيًّا مِن هذهِ الأشياءِ حصلَ بفعلِ فاعلٍ؟ - 00:02:54
ألنْ يكونَ سؤالُكَ حينئذٍ مُستفزًّا؟! - 00:02:59
قالَ اللهُ تعالى: - 00:03:03
﴿قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾ [القرآن 10 :101] - 00:03:04
"ماذا في السَّماواتِ والأرضِ" عامَّةٌ، شامِلةٌ - 00:03:11
فكلُّ ما فيهِما يدلُّ على اللهِ، وعلى صِفاتِه - 00:03:15
لكنَّ الَّذينَ معَهم مشكلةٌ في الإيمانِ بالغيبِ أصلًا - 00:03:18
فلنْ تنفعَهُم الأدلَّةُ، مَهما كانتْ دالَّةً، واضحةً - 00:03:22
وقالَ تعالى: - 00:03:27
﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ و الأرضِ ومَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيءٍ﴾ [القرآن 7 :185] - 00:03:28
"في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ" ولمْ يقُلْ: "إلى" - 00:03:34
فحرفُ (في) يشملُ التَّأمُّلَ والتَّدبُّرَ في التَّفاصيلِ - 00:03:37
والَّذي يدلُّكَ أكثرَ وأكثرَ على الخالقِ سُبحانَه: - 00:03:41
"وَمَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيءٍ" - 00:03:44
يعني: كلُّ مَا خلقَ اللهُ منْ شيءٍ يدلُّ عليهِ سُبحانَه! - 00:03:46
كلُّ مَا خَلقَ يدلُّ عليهِ سبحانَه! - 00:03:50
فيا عجبًا كيفَ يُعصَى الإلهُ أمْ كيفَ يجحَدُهُ الجاحِدُ - 00:03:53
وللهِ في كلِّ تحريكةٍ وفي كلِّ تسكينةٍ شاهدُ - 00:03:58
وفي كلِّ شيءٍ لهُ آيةٌ تدلُّ على أنَّه الواحدُ - 00:04:03
فالسُّؤالُ الصَّحيحُ ليسَ: هلْ هناكَ دليلٌ على وجودِ خالقٍ؟ - 00:04:07
بلْ، هلْ هناكَ شيءٌ يستطيعُ أنْ يخرجَ وينسلخَ عنْ كونِهِ دليلًا على وجودِ الخالقِ؟ - 00:04:12
والجوابُ: لا - 00:04:19
وصدقَ ابنُ تيْميَةَ إذْ قالَ: - 00:04:22
"كلَّما كانَ النَّاسُ إلى الشَّيءِ أحوجَ كانَ الرَّبُّ بهِ أجودَ" - 00:04:24
نعمْ؛ فحاجةُ النَّاسِ إلى معرفةِ ربِّهم أعظمُ الحاجاتِ - 00:04:28
فترى أنَّ اللهَ يجودُ عليهِم بأدلَّةِ وُجودِه وطُرقِ معرفةِ صفاتِه - 00:04:32
بلْ ومِن أسماءِ اللهِ تعالى (الظَّاهرُ) - 00:04:37
قالَ ابنُ الجَوزيِّ في (زادِ المسيرِ) - 00:04:39
في تفسيرِ قولِهِ تعالى: - 00:04:41
﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [القرآن 57 :3] - 00:04:43
قالَ: "الظَّاهر بحُججِه الباهرةِ وبراهينِه النَّيِّرةِ، وشواهدِهِ الدّالَّةِ على صحَّةِ وَحدانيَّتِهِ" - 00:04:46
فاللهُ ظاهرٌ، مُدرَكٌ بالعقولِ والدَّلائلِ - 00:04:54
وهوَ في الوقتِ ذاتِه باطنٌ؛ لأنَّه غيرُ مُشاهَدٍ كسائرِ الأشياءِ المُشاهَدةِ في الدُّنيا - 00:04:57
هذا هو الدَّليلُ بإحكامٍ، وبساطةٍ، ووُضوحٍ، وعُمقٍ - 00:05:05
كلُّ الكائِناتُ في الوجودِ تدلُّ على وجودِ اللهِ - 00:05:09
فكلُّ ما تُشاهدُه ليسَ كائِناتٍ عَشوائيَّةً؛ - 00:05:13
بلْ بنيتُها، حركاتُها تدلُّ على أنَّها مخلوقةٌ - 00:05:16
أي مصنوعةٌ بإرادةٍ وقدرةٍ، فلا يمكنُ لِـ (اللَّا شيءِ) أنْ يخلُقَها - 00:05:20
ولا يمكنُ لها -هيَ- أنْ تخلُقَ نفْسَها وقدْ كانتْ عدمًا قبلَ أنْ توجدَ - 00:05:25
فلا بدَّ من خالقٍ لها - 00:05:30
متَّصفٍ بالإرادةِ، والقُدرةِ، والعِلمِ، والحكمةِ، والعظَمةِ، وسائرِ ما تدلُّ عليهِ مخلوقاتُهُ - 00:05:32
كان يمكنُ في هذهِ الحلقةِ أنْ أشرحَ لكَ دليلَ (امتناعِ التَّسلسلِ) - 00:05:38
وأنَّ مُمكنَ الوجودِ لا بدَّ له منْ واجبِ الوجودِ، وأنَّ الحادِثَ لا بُدَّ لهُ مِن أزَليٍّ؛ - 00:05:42
لكنِّي لمْ أفعلْ؛ لأنَّ هذهِ كلَّها ليستْ جزءًا منَ الدَّليلِ الأساسيِّ - 00:05:48
ردُّ الاعتراضاتِ، ومناقشةُ الشُّبُهاتِ ليستْ جُزءًا مِن الدَّليلِ الأصليِّ - 00:05:56
وإنَّما هيَ ردودٌ على مَن لديهِ خللٌ حجَبَه عنِ الاقتناعِ بهذا الدَّليلِ الواضحِ جدًّا - 00:06:02
لذلكَ فعندما أشرحُ لكَ في الحلقاتِ القادمةِ: التَّسلسلَ وامتناعَه، والحدوثَ، والأزليَّ - 00:06:09
فقدْ تقولُ: أنا لم افهم، لم أفهم شيئًا! - 00:06:15
ليست مشكلةً - 00:06:18
مَن قالَ أنَّكَ لا بدَّ أنْ تفهمَ ردَّ الشُّبُهاتِ حتّى تؤمنَ باللهِ؟! - 00:06:19
أنتَ بإمكانِكَ أنْ تؤمنَ بوجودِ اللهِ - 00:06:23
إيمانًا عقليًّا، فِطريًّا، مستندًا إلى أُسسٍ علميَّةٍ محكمةٍ دونَ أنْ تفهمَ الشُّبُهاتِ - 00:06:26
ولا تفهمَ الرُّدودَ عليها - 00:06:32
وكما قيلَ: "أصعبُ المَهمَّاتِ توضيحُ الواضحاتِ" - 00:06:34
لأنَّ توضيحَ الأمورِ الواضحةِ - 00:06:37
لا يكونُ إلَّا معَ منْ يجادلُ في المُسلَّماتِ - 00:06:39
وبالتَّالي فليستْ هناكَ أرضيَّةٌ مشترَكةٌ للنِّقاشِ والإثباتِ معَه - 00:06:42
لو أنَّ إنسانًا رأى الشَّمسَ في منتصفِ النَّهارِ - 00:06:47
فقالَ: أنا غيرُ مقتنعٍ أنَّ هناكَ شمسًا - لماذا؟ - 00:06:49
قالَ: لعلَّها كرةٌ صناعيَّةٌ ملتهبةٌ، وُضعَتْ أمامَنا - 00:06:53
قلْنا لهُ: لكنْ هذهِ الكرةُ، كيفَ هي معلَّقةٌ في الهواءِ، ولا بدَّ لها منْ حبلٍ يشدُّها - 00:06:58
ونحنُ لا نرى حبلًا؟! - 00:07:03
قالَ: لعلَّهُ حبلٌ شفَّافٌ - 00:07:04
فقلْنا لهُ: وبمَاذا عُلِّقَ هذا الحبلُ؟ ومنْ يحرِّكُه؟ - 00:07:06
ثمَّ أيُّ حبلٍ هذا الَّذي سيتحمَّلُ هذهِ الحرارةَ دونَ أنْ ينقطعَ؟ - 00:07:10
فقالَ: إذنْ، لعلَّ في الكرةِ مغناطيسًا ضخمًا - 00:07:14
مشحونًا بنفسِ شحنةِ قطعةٍ معدنيَّةٍ خُبِّئَتْ في الأرضِ تحتَه، - 00:07:17
فتنافرَا، فبقيَتْ مُعلَّقةً في الهواءِ - 00:07:22
فدخلْنا معَه في حسابِ الكتلةِ المطلوبةِ لهذا المغناطيسِ - 00:07:25
ومقدارِ الجاذبيَّةِ الأرضيَّةِ بالحساباتِ الرِّياضيَّةِ - 00:07:28
وتفوُّقِها على التَّنافرِ المغناطيسيِّ... إلى آخرِه - 00:07:31
المستمعُ لحوارِنا قدْ يقولُ: - 00:07:35
يا الله! كلُّ هذا دليلٌ على أنَّ الشَّمسَ طالعةٌ! - 00:07:37
أنا كنتُ أظنُّ المسألةَ أوضحَ منْ ذلكَ! - 00:07:41
لا، ليسَ هذا دليلَ أنَّ الشَّمسَ طالعةٌ؛ - 00:07:44
وإنَّما هذهِ ردودٌ على الَّذي ينكرُ أشياءَ واضحةً بَدهيَّةً - 00:07:47
لا تلزمُكَ، ولا تحتاجُ أنْ تفهمَها - 00:07:52
حتّى تقتنعَ بطلوعِ الشَّمسِ قناعةً علميَّةً، عقليَّةً، صحيحةً - 00:07:55
فالمشكلةُ ليسَتْ في حقيقةِ وجودِ الشَّمسِ، بلِ المشكلةُ في المنكِرِ لها - 00:08:00
وإنكاراتُه وشُبهاتُه -مهما كثرَتْ- لا تنفي أنَّ وجودَ الشَّمسِ حقيقةٌ بدهيَّةٌ واضحةٌ - 00:08:05
لكنْ كما قِيلَ: - 00:08:12
وليسَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ - 00:08:13
نعمْ، سنردُّ في حلقاتٍ قادمةٍ - 00:08:18
على الشُّبهاتِ الَّتي تُثارُ على وجودِ اللهِ - 00:08:20
لكنَّ كلَّ ما سنقولُه ليسَ جزءًا منَ الدَّليلِ، بل ردٌّ على الاعتراضاتِ المثارةِ على الدَّليلِ - 00:08:22
الخلطُ بينَ الأمرينِ خطأٌ، وبعضُ النّاسِ يمكنُ أنْ يكونَ لديهِ إيمانٌ فِطريٌّ - 00:08:29
لكنْ لمَّا يسمع هذهِ المناقشاتِ في الرَّدِّ على الشُّبهاتِ - 00:08:34
يقعُ في نفسِه أنَّ حقيقةَ وجودِ اللهِ غامضةٌ، خفيَّةٌ - 00:08:37
تحتاجُ ذكاءً وفلسفةً وتعقيدًا؛ - 00:08:40
لأنَّه ما ميَّزَ أنَّ كلَّ ما سمعَه ليسَ جزءًا منْ دليلِ وجودِ اللهِ - 00:08:43
بلْ ردودٌ على شبهاتٍ - 00:08:48
وأنَّ التَّعقيدَ فيها ليسَ لتعقيدٍ في حقيقةِ وجودِ اللهِ - 00:08:50
بلْ لتعقيدِ مهمَّةِ أنْ تحاورَ مَن يشكِّكُ في الأمورِ البدهيَّةِ - 00:08:55
لذلكَ كلِّه؛ فمِنَ الضَّروريِّ والمهمِّ - 00:09:00
الفصلُ بينَ أدلَّةِ وجودِ اللهِ، والرُّدودِ على منكري هذهِ الحقيقةِ البدهيَّةِ - 00:09:03
ثمَّ إنَّ كثرةَ ترديدِ الشُّبهاتِ المثارةِ ضدَّ شيءٍ، لا تعني بالضَّرورةِ ضعفَهُ؛ - 00:09:09
بل في حالةِ وجودِ اللهِ - 00:09:14
فإنَّ كثرةَ ترديدِ الشُّبهاتِ تعبِّرُ عنْ حالةِ مُصارعةِ المنكرينَ لهذهِ الحقيقةِ - 00:09:16
الَّتي تهجُمُ عليهِم، وتفرضُ نفسَها عليهِم، فيدافعونَها بكلَِ شبهةٍ - 00:09:21
لتسكينِ نفوسِهمُ المضطَربةِ - 00:09:26
﴿أوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ - 00:09:29
وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ [قرآن 7: 185] - 00:09:34
والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:09:40