شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح الواسطية للشيخ صالح السندي 14 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فالحديث هذه الليلة - 00:00:23
صلة لحديث البارحة فقد مضى الكلام عن مناقشة مذهب اهل التأويل واليوم بعون الله سبحانه تكون مناقشة مذهب اهل التفويض والامة ابتليت هاتين البدعتين بدعة التأويل وبدعة التفويض هذان المذهبان - 00:00:43
هما اكثر المذاهب انتشارا في الامة من بين المذاهب المخالفة في باب الاسماء والصفات ومذهب التأويل ومذهب التفويض مذهبان متقاربان يشتركان في شيء ويفترقان في شيء اخر كما سيتبين ذلك قريبا ان شاء الله - 00:01:24
التفويض في اللغة هو الرد والتوكيل المراد به في الاصطلاح اعتقاد ان ظواهر النصوص نصوص الصفات مجهولة المعنى اعتقاد ان ظواهر نصوص الصفات مجهولة المعنى مع اعتقاد انها ليست على ظاهرها - 00:02:02
اذا هذا المذهب مبني على امرين الاول الحكم بان نصوص الصفات على خلاف ظاهرها فاذا تلوت مثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى لا ينبغي ابدا ان تفهم من هذه الاية - 00:02:42
ان الله استوى حقيقة بل الاية جزما على خلاف ظاهرها والاساس الثاني هو تفويض العلم بمعنى هذه الصفة الى الله تبارك وتعالى اصحاب هذا المذهب يقولون هي على غير ظاهرها - 00:03:08
اذا ما معنى ما نقرأه قالوا لهذا تأويل لا يعلمه الا الله لهذه الكلمة وهي استوى ها هنا تأويل على خلاف الظاهر ولكن لا يعلم ذلك الا الله سبحانه وتعالى - 00:03:32
ففوضوا علما نصوص الصفات العلم بمعناها الى الله سبحانه وتعالى مع قطعهم بانها على خلاف ظاهرها لا تجرى على ظاهرها وهذا الذي احكيه لك هو الذي استقر عليه مذهب اهل التفويض - 00:03:52
والا فان التفويض قد يراد به غير هذا المعنى في مذاهب عدة لكن الذي استقر عليه امر المفوضة هو الذي ذكرته لك وهذا المذهب احدثوا من مذهب التأويل حدث مذهب التأويل في الامة - 00:04:17
قبل حدوث مذهب التفويض وكان الذي دعا الى حدوث هذا المذهب ان مذهب التأويل قد تناوله اهل السنة والجماعة بالردود حتى تبين عواره فلجأ من كان يروم تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى - 00:04:41
الى هذا المذهب بزعم انه يمكن ان يدفع الاستدلال الذي استدل به هؤلاء تدفع سهام اهل السنة والجماعة عنهم لان النتيجة في المذهبين التعطيل حتى قال بعض المتكلمين ومنعوا اللقاني شارح - 00:05:11
الجوهرة ذكر ان التأويل هو التأويل التفصيلي والتفويض هو التأويل الاجمالي فالنتيجة في المذاهبين واحدة وهي تعطيل الله عز وجل عن صفاته التي اثبتها لنفسه او اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:05:34
ولا شك ان هذا المذهب مذهب مخالف لما مضى عليه السلف الصالح وما اجمع عليه اهل السنة والجماعة اذ مذهب اهل السنة مبني على الايمان والاثبات لما اثبت الله لنفسه - 00:05:59
وما اثبت رسوله صلى الله عليه وسلم ما صفاته جل وعلا مع معرفة المعنى وتفويض كيفية هذه الصفات الى الله تبارك وتعالى اهل السنة امن بهذه النصوص وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:22
وفهموها في ضوء لغة العرب التي جاء القرآن والسنة بها تقتضى هذا انهم يعلمون معاني الصفات اذا قرأوا مثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى علم معنى كلمة استوى وان معنى وان معنى كلمة استاء - 00:06:47
على وارتفع ولكن كيفية استواء الله تبارك وتعالى هذا امر نجهله لا نعلمه وعلمنا في دروس سابقة ما قبله الامام ما لك رحمه الله من تلك الكلمة العظيمة التي تلقاها اهل العلم عنه بالقبول - 00:07:10
حينما سئل الرحمن على العرش استوى كيف استوى فقال رحمه الله الاستواء غير مجهول يعني انه معلوم المعنى في لغة العرب والكيف امر معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة - 00:07:35
فجمع رحمه الله بين معرفة المعنى والتفويض لكيفية صفات الله تبارك وتعالى مذهب المفوضة استدل اصحابه عليه بادلة اهمها دليلان دلال من القرآن ودليل من الاثار تنبه قبل ذلك الى - 00:07:57
وجه الجمع والفرق بين المؤولة والمفوضة قلنا ان مذهب التفويض مبنيا على اساسين الاول منهما مشترك بينهم وبين المؤولة هم يعتقدون ان ظواهر النصوص اه يعتقدون ان النصوص على خلاف ظاهرها - 00:08:31
وهذا القدر اشترك فيه المعولة والمفوضة ثم افترقوا بعد ذلك فقالت المؤولة لابد من تعيين المعنى الذي اراده الله تعالى فلا يمكن ان يخاطبنا الله سبحانه وتعالى في القرآن بشيء مجهول المعنى - 00:08:58
لابد ان يكون ها هنا معنى ولابد ان نجتهد في الوصول اليه اما المفوضة فقالوا اننا نجهل هذا المعنى لعدم وجود الدليل عليه وبالتالي ناقشوا المعولة وقالوا انكم في تعيينكم ان الله تعالى اراد مثلا استولى - 00:09:21
قلتم على الله بغير علم تكلمتم بلا دليل وكان الواجب عليكم ان تقفوا المؤولة ناقشوا مذهب المفوضة قالوا لا يمكن ان ينزل الله عز وجل كتابا ليكون هداية ونورا مبينا. ويأمرنا بتدبر اياته - 00:09:49
ثم يكون فيه ما لا يمكن الوصول الى معناه والفريقان اصابا واخطأ اصاب المعولة حينما ناقشوا المفوضة بانه لا يمكن ان يكون في القرآن ما لا يمكن الوصول الى معناه - 00:10:12
هذا القدر اصابوا فيه لكنهم اخطأوا حينما قالوا على الله بغير علم وحينما حملوا النصوص على خلاف ظاهرها في مقابل ذلك فان المفوضة اصابوا حينما ناقشوا المعولة في آآ ردهم عليهم حين قالوا انكم يا معشر المعوذة قلتم على الله عز وجل بلا دليل - 00:10:31
ولكنهم اخطأوا حينما حمل النصوص على خلاف ظاهرها وحينما زعموا ان ايات الصفات مجهولة المعنى لا سبيل للعباد الى الوصول الى معانيها والحق المحض مذهب اهل السنة والجماعة الذين اعتقدوا ان النصوص على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى. وانها معلومة المعنى في ضوء لغة العرب - 00:10:58
ان كانت مجهولة الكيفية فاننا لم نر الله ولم نرى مثيلا لله تعالى الله عن ذلك فتعين ان يقف اثباتنا عند اثبات الصفات لله تبارك وتعالى قاعدة اهل السنة كما مر بنا ان اثباتهم للصفات - 00:11:26
اثبات لصفة وليس اثباتا لكيفية الصفة لله تبارك وتعالى عودا على بدء اقول ان المفوضة استدلوا باية من القرآن واثار من السلف ظنوا ان هذا الدليل وذاك يؤيدان المذهب الذي ذهبوا اليه - 00:11:46
اما الاية فانه مستدل باية ال عمران قال سبحانه هو الذي انزل عليك الكتاب منه عواة محكمات هنهن الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ ويتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - 00:12:15
وما يعلم تأويله ان الله هذا هو موضع الاستدلال من هذه الاية عند المفوضة. وهو قوله سبحانه وما يعلم تأويله ان الله والضمير في قوله تأويله يرجع الى ماذا ما تشابه منه - 00:12:38
استدلال القوم بهذه الاية فيه ثلاث مقدمات ونتيجة اما المقدمة الاولى فهي انهم اوجبوا الوقف على اسم الجلالة يعني يجب ان تقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله ولا تصل - 00:13:04
ثانيا زعموا اما ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله تبارك وتعالى ايات الصفات عندهم من المتشابه فهي داخلة في قوله ما تشابه منه ثالثا انه فسروا التأويل في قوله وما يعلم تأويله - 00:13:28
فسروه بالاصطلاح المتأخر الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر لقرينة تدل على ذلك فهم اذا فسروا التأويل بهذا المعنى الذي فشى عند المتأخرين لكلمة التأويل النتيجة ان ايات الصفات - 00:13:58
مجهولة المعنى ولها تأويل خلاف ظاهرها لا يعلمه الا الله هذه هي نتيجة ومحصلة مذهب اهل التأويل وهذه هي نتيجة استدلالهم بهذه الاية والقوم قد اخطأوا في المقدمات الثلاث وبالتالي كانت النتيجة - 00:14:25
خاطئة اذا كانت المقدمة خاطئة كم نتيجة خاطئة اما المقدمة الاولى فانهم اوجبوا الوقف على قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والصواب ان الوقفة والوصل كلاهما قراءة صحيحة اثرية قال بها السلف - 00:14:53
فمن وصل فقد اصاب. ومن وقف فقد اصاب. وسيأتي معنا تفسير الاية على قراءة الوقف وعلى قراءة الوصل اما المقدمة الثانية فهي انهم زعموا ان ايات الصفات من او متشابه وهذه دعوى ادعاها القوم - 00:15:22
هذه دعوة ادعاها القوم بلا دليل لو فتشت في كلامهم لوجدت انهم يذكرون هذا الكلام مرسلا بلى برهانا عليه ما الدليل الذي يدل على ان ايات الصفات من جملة المتشابه - 00:15:47
لا جواب عندهم ومع نوم من قواعد الجبليين في علم الجدل ان الدعوة المجردة يكفي في ردها عظم التسليم بها يكفي في رد هذه الدعوة ان نقول ماذا ان هذا كلاما غير مسلم وتسقط بالتالي هذه الدعوة - 00:16:09
فالعبرة بالدليل والعبرة بالبرهان واننا لنقطع اما السلف الصالح مجمل على ان ايات الصفات ليست من المتشابه ولا ذكر احد منهم ذلك ولا صح عن واحد منهم فقط ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه - 00:16:33
الا الله هذا امر وامر اخر يتعلق بهذه المقدمة. وهي انهم زعموا ان في القرآن ما هو متشابه تشابها مطلقا التشابه هو الغموض غموض المعنى متشابه يعني غامض لا يعلم معناه - 00:16:58
التشابه الذي اثبته القوم في كتاب الله جل وعلا وظنوا ان الاية تقبلت عليه هو التشابه المطلق وانشأت فكل التشابه العام بمعنى ان في القرآن هكذا قالوا في القرآن ما لا سبيل الى معرفة معناه لكل احد - 00:17:25
لا يعلم معناه الا الله تبارك وتعالى اثبتوا في القرآن التشابه المطلق ولا شك ان هذا غير صحيح فليس في القرآن كلمة واحدة لا سبيل الى العلم بمعناها لجميع الخلق - 00:17:52
هذا ما كان ولا يكون ليس في القرآن كلاما الا ويمكن معرفة معناه ناسف القرآن كلام بل ولا كلمة الا ويمكن معرفة معناها. اما التشابه الذي اثبتته هذه الاية فانه التشابه النسبي - 00:18:15
وهو التشابه الذي يعرض لبعض الناس في بعض الاحوال ليس امرا لازما للايات انما هو امر عارض. بمعنى انا يمكن ان يغمض علي ويشتبه علي معنى كلمة ولكن ذلك معلوم بالنسبة لك - 00:18:37
ومعلوم عند فلان وفلان من العلماء هذا واحد. ثانيا ان هذا الامر الذي هو الان عندي متشابه ثمة سبيلا الى الى معرفة معناه يمكن ازالة هذا التشابه بمراجعة كلام اهل العلم بسؤال آآ اهل العلم فانه يمكن - 00:19:01
وان يزول هذا التشابه. اما ان يكون في القرآن كلاما ليس لاحد سبيل الى معرفة معناه فهذا قول باطل الله جل وعلا امر العباد بتدبر القرآن امرا مطلقا فالقرآن كله - 00:19:23
مما يمكن تفهمه وتعقله وتدبره. ولا يستثنى من هذا شيء لا الات الصفات ولا غيرها لا يمكن ان يأمر الله بالتدبر للقرآن كتاب انزلناه اليك مبارك نتدبروا اياته ثم بعد ذلك يقال ان فيه - 00:19:49
طائفة من الايات لا سبيل الى تدبرها هذا غيره موجود ولا يمكن القول به وليس عليه مثال يصح قد يقول قائل قد ينتقض هذا التقرير بي الحروف المقطعة الواردة في بعض او في بداية بعض السور - 00:20:15
الله جل وعلا قال في مفتتح بعظ السور هذه الحروف الف لام ميم حا ميم كاف ها ياء عين صاد طه ياسين الى غير ذلك وهذه لا سبيل لاحد الى معرفة معناه. وبالتالي ثبت ان في القرآن ما هو - 00:20:42
تشابها مطلقا وهذا الايراد غير وارد هذا الكلام غير صحيح لان الذي يطلب له المعنى هو الكلام ام الحفر اجيبوا يا جماعة الكلام وليس هذا عند المسلمين وليس هذا عند العرب - 00:21:08
بل هذا عند العقلاء كافة الذي يطلب معرفة معناه انما هو الكلام للحروف ولذلك اذا قال لنا قائلا ما معنى كاف هاء ياء عين صاد فاننا مباشرة نجاوب نجاوبه بقولنا وما معنى جيم حاء خاء - 00:21:37
ان اجبت على الثاني اجبناك انا الاول اما اذا قلت هذه حروف والمعنى يطلب للكلمات المكونة من هذه الحروف. قلنا وكذلك الامر في هذه الايات هل نحن نقرأ كهلعص مثلا - 00:22:09
او حم او الم لو كان الامر كذلك فالايراد وارد علينا لكن هذه الحروف تقرأ حروفا ولا تقرأ ماذا ولا تقرأ كلمات وبالتالي لا احد بل ولا في اي لغة - 00:22:33
مطلب للحرف ها نعمة اليس كذلك الذي يطلب معناه او الذي يطلب معنى له انما هو الكلام المكون من الحروف اما الحروف فلا يطلب لها معنى. انما السؤال الذي قد يلد هنا ما الحكمة - 00:22:52
من انزال الله عز وجل هذه الحروف في القرآن والجواب البحث الان انتقل الى موضوع اخر ليس هو مجال بحثنا نحن نبحث هل في القرآن ما يجهل معناه جهلا عاما لجميع الناس - 00:23:15
الجواب لا وهذا الايراد غير وارد. اما ما الحكمة من انزال الله عز وجل هذه الحروف في هذا الكتاب العزيز؟ فالجواب ان هذا محل اجتهاد لاهل العلم كثير من العلماء - 00:23:37
الحكمة في انزال هذه الحروف ولهم في ذلك بحث طويل. وان كنت طالبا للفائدة فانني احيلك الى موضع مهم للكلام عن هذه الحروف وما يمكن ان يلتمس من حكم لانزالها - 00:23:55
في كتاب ابن القيم رحمه الله التبيان في ايمان القرآن وطبع ايضا التبيان في اقسام القرآن وبالذات عند كلامه عن قوله تعالى نون والقلم وما يسطرون تجد في هذا الموضع ما - 00:24:17
آآ يشفيك وآآ تستفيد منه ان شاء الله تعالى عودا على ما ابتدأنا كلامنا عنه فاننا نقول ان هذه المقدمة الثانية اتضح ايضا انها ماذا غير صحيحة بقيت المقدمة الثالثة - 00:24:39
وهي انهم قالوا ان التأويل في قوله وما يعلم تأويله الا الله يعني لا يعلم ما يصرف اليه هذا اللفظ وعن ظاهره الا الله وهذا لا شك انه خطأ بين - 00:25:01
ذلك ان هذا المسلك هو حمل ايات القرآن على اصطلاحات حادثة وهذا مما اتفق العلماء على انه لا يجوز الواجب ان يحمل ما جاء في القرآن على ضوء لغة العربة على ضوء لغة العرب الذين - 00:25:23
كانوا يتعاملون بها ويفهمونها وقت نزول الوحي. اليس كذلك بمعنى ما رأيكم لو ان مفسرا في هذا العصر جاء الى قوله تعالى وجاءت سيارة متاعا لكم وللسيارة ففسر السيارة ها هنا بهذه السيارة - 00:25:52
التي تقف في الخارج وتركبها بعد قليل ما رأيكم ماذا نقول تقول هذا المسلك خطأ بين ومخالف لاجماع العلماء بانه لا يجوز حمل كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على اصطلاحات متأخرة - 00:26:15
تواضع عليها المتأخرون بعد نزول القرآن. نحن نقطع ان العرب الذين انزل فيهم قوله تعالى وجاءت سيارة ما كانوا يفهمون كلمة سيارة على هذا المعنى. لان هذه السيارة اصلا ما كانت - 00:26:37
موجودة انما كانوا يفهمون من كلمة وجاءت سيارة يعني جاء مسافرون سيارة يعني مسافرين جماعة من الناس مسافرة كذلك الامر بالنسبة لهؤلاء الذين استدلوا بهذه الاية حملوا قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله - 00:26:56
على هذا المعنى الذي هو اصطلاح حادث عند المتأخرين اما في لغة العرب فلا تعرف كلمة التأويل بهذا المعنى في عصر الاحتجاج في الوقت الذي نزل فيه الوحي ما كانت كلمة التأويل تأتي بهذا المعنى - 00:27:20
انما كانت تأتي كلمة التأويل بمعنى التفسير ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني ها من تأويل الاحاديث. هنا التأويل بمعنى التفسير. قال صلى الله عليه وسلم اللهم قه في الدين وعلمه - 00:27:43
التعويل يعني التفسير. ثانيا يأتي التأويل بمعنى العاقبة او ما يؤول اليه الشيء ما يؤول اليه الامر قال سبحانه ذلك خير واحسن تأويلا يعني عاقبة هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي - 00:28:06
تأويله الحقيقة التي يؤول اليها الشيء او ما تكون اليه العاقبة هذا يفسر به او تفسر به هذه الكلمة في بعض المواضع. اذا التأويل على المعنى الذي ذكره لا يمكن حمل - 00:28:34
الاية عليه فاتضح اذا ان او المقدمة الاولى غير صحيحة والثانية غير صحيحة والثالثة غير صحيحة وبالتالي كانت النتيجة كانت النتيجة غير صحيحة طيب ما معنى هذه الاية على قراءتي الوصل والوقف - 00:28:51
اظن ان الامر اضحى واضحا اما على قراءة الوصل فالله جل وعلا يقول وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يعني وما يعلم تفسيره الا الله هذا الذي تشابه والذي يغمض على بعض الناس - 00:29:14
يعلم تفسيره الله جل وعلا. وهو يعلم تفسيره ايضا اهل العلم بتعليم الله لهم واما على قراءة الوقف فان التأويل هو حقيقة الشيء الذي يؤول اليه الكلام وبالتالي يدخل في ذلك - 00:29:35
كيفية صفات الله تبارك وتعالى او كيفية حقائق اليوم الاخر فهذا شأن لا يعلمه الا الله جل جلاله وما يعلم تأويله يعني لا يعلم حقيقة ما اخبر الله عز وجل به من امور الغيب - 00:29:58
الا هو سبحانه وتعالى طيب هذا الاستدلال الاول الذي كان بالاية فمسد نارهم الثاني قلنا استدلوا باثار عن السلف ظنوا انها تسند قولهم وتدعم قولهم والعجيب ان المتكلمين ينظرون الى الادلة النقلية من القرآن والسنة - 00:30:19
نظرة قد تكلمنا عنها سابقا وقلنا انهم يرون ان الادلة النقلية ظنية لانها تحتمل تحتمل احتمالات كثيرة لا يخلو دليل نقلي لا تخلو اية او حديث من احتمال تخصيص او - 00:30:50
او نقص او نسخ او مجاز او اشتراك الى اخر ما يذكرون فالادلة النقلية عندهم لا يثقون بها تمام الثقة انما الثقة عندنا بماذا عندما يقولون انه دليل العقل القاطع - 00:31:10
ثم نراهم في هذه المطالب التي يقولون لا نقبل فيها الا القطع نراهم يستدلون بماذا باثار للسلف انتم لو ذكرنا لكم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري لربما قلتم اخبار احد - 00:31:31
او قلتم ان الدلالة والنية والان تستدلون بماذا باثار عن السلف والعجيب ايضا ان القوم هم الذين اطلقوا تلك الجملة الشائعة الخاطئة مذهب السلف ها اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم - 00:31:52
لماذا جعلوا مذهب السلفي اسلم؟ لانهم قالوا ان مذهب السلف في ظنهم هو التفويض ومذهب الخلف اعلم واحكم لانه هو مذهبه التأويل طيب وما مذهب السلف عندهم الذي هو اسلم - 00:32:18
هو مذهب التجهيل هو المذهب الذي يزعم اصحابه ان اهله لجهلهم سكتوا فما تكلموا تسلمه كان مذهبهم ماذا اسلم فكيف ينسبون السلف من الجهل الذي كان اسلم وليس الى العلم الذي كان اصحاب الطرف الاخر - 00:32:39
بسببه اعلم ينسبون السلف الى الجهل ثم بعد ذلك ماذا يستدلون بكلامهم اليس هذا عجيبة على كل حال الجملة السابقة على مرادهم غير صحيحة. الجملة السابقة على مرادهم غير صحيحة - 00:33:08
غير صحيحة من جهة نسبة المذهب الى السلف وغير صحيحة في ذاتها اما من جهة النسبة الى السلف فلا شك ولا ريب ان مذهب السلف بريء من مذهب التفويض الذي زعموا ان هذا هو - 00:33:29
مذهبهم ثانيا الجملة في نفسها غير صحيحة كيف نقابل بين كوني هذا المذهب اسلم وهذا المذهب اعلم واحكم. كيف يقابل بين هذا وهامين مع ان هذه الامور الثلاثة متلازمة لا تنفك عن بعضها - 00:33:47
اذا كان المذهب اعلم واحكم فبالضرورة يلزم ان يكون الاسلم واذا كان هذا هو الاسلم فبالضرورة لابد ان يكون اعلم واحكم. كيف تكون السلامة مع الجهل والطيش لان هذا الذي يقابل العلم والحكمة اليس كذلك؟ فلا يمكن ان تكون السلامة مع جهل ولا يمكن ان تكون السلامة مع طيف - 00:34:13
اذا هذه الجملة في نفسها غير صحيحة والصواب ان مذهب السلف الذي هو الاثبات لا التفويض اعلم واحكم واسلم ايوة استدل القوم بجملة من الاثار عن السلف يظن ان هذا - 00:34:40
يدل على مذهبهم من ذلك اولا قالوا يدل على مذهب التفويض ما جاء عن جملة كثيرة من السلف انهم قالوا في ادلة الصفات ام كما جاءت قالوا هذا دليل بين واضح - 00:34:58
على ان مذهب السلف هو ماذا التفويض لانهم قالوا امروها والجواب عن هذا من وجهين اولا اما تفسيرهم الامرار بالتفويض الذي هو تفويض المعنى تفسير غير صحيح لا دليل عليه - 00:35:19
لا من اللغة ومن العرف ولا من الشرع ما دليلكم على انهم ارادوا بقولهم امروها يعني فوضوا معناها واغمضوا اعينكم وقلوبكم عن التفكير فيها ما دليلكم على ذلك ان جاءتهم الى اللغة - 00:35:48
فاللغة لا تساعدكم على هذا التفسير فان الإمرار في اللغة هو الإثبات قال الخليل ابن احمد في كتابه العين الامرار نقيض النقض في كل شيء الامرار نقيض النقض في كل شيء - 00:36:08
واستدل بقول الشاعر لا يأمنن قوي النقد اني رأيت الدهر ذا نقبا وامراري. اني رأيت الدهر لا نقدا وامراري. اذا المقابلة الان بين النقد الامرار وما الذي يقابل النقض الاثبات - 00:36:37
فدل هذا على ان كلمة الامارت تعني الاثبات ثم يقال ايضا لم يأتي عن احد من السلف قط انه قال لا تفهموا لنصوص الصفات نعمة انما اقرأوها قراءة الطماسم وقراءة الالغاز والاحادي التي لا يعرف معناها او انزلوها منزلة الكلمات الاعجمية - 00:37:03
التي لا يدرى معناها من اين لكم ان السلف ارادوا هذا بقولهم امروها ثم يقال له ثانية يدل على ان السلف ارادوا بالامار الاثبات وليس التعطيل يعني الاثبات الذي يقابل - 00:37:32
ها التعطيل يدل على هذا انهم في الغالب يعقبون هذه الكلمة بقولهم بلا كيف تجدهم يقولون امروها كما جاءت ها ولا كيف والسؤال من الذي يطالب بعدم التكييف هو الذي يعرف المعنى او الذي يجهل المعنى - 00:37:53
اجيبوا يا جماعة الذي يعرف المعنى يعني السلف يقولون اثبتوا هذه الادلة واثباتكم لها مبني على معرفة معناها في ضوء لغة العرب ولكن تنبهوا لا تبالغوا في اثبات حتى تصلوا الى مرحلة - 00:38:22
التكييف اثبتوا ولكن احذروا من التكييف. اما الذي هو جاهل للمعنى اصلا. كيف ينهى عنه التكييف الذي يمكن ان نكيف هو الذي يعرف المعنى فالمبالغ في الاثبات حتى يصل الى التكييف. اما شخص الكلمة بالنسبة له طلاسم - 00:38:42
يقال له لا تكيف هذا غير معقول اليس كذلك فدل هذا اذا على ان قولهم امروها كما جاءت بلا كيف لا تفيدوا المعنى الذي ارادوا قالوا نستدل ثانيا بما جاء عن بعض السلف من نفي المعنى - 00:39:07
فانهم كانوا يقولون في نصوص الصفات امروها كما جاءت لا كيف ولا معنى لا كيف ولا معنى والجواب ان المعنى الذي نفاه السلف رحمهم الله ها هنا هو احد امرين - 00:39:28
اما المعنى الذي كان يقوله المعطلة المعنى الذي كان يقوله المعطلة فيكون كلامهم نهيا عن طرفي الضلال لا كيف كما تقول المشبهة ولا معنى كما تقوله المعطلة الذين كانوا يحملون هذه النصوص على ماذا - 00:39:53
على خلاف معناها فيقولون في قوله تعالى مثلا يد الله يعني قوة الله. كانوا يذكرون هذه المعاني والسلف رحمهم الله لو تأملت يا رعاك الله تجد ان كلامهم فيه بيان معاني نصوص الصفات قليل - 00:40:21
لم هل لانهم جهال بالمعاني الجواب لا هذا ظن خاطئ السبب يرجع الى انهم اهل لغة يفهمون الكلام في مجاري كلامي او في مجاري لسان العرب. وبالتالي فلا حاجة عندهم الى معرفة او - 00:40:46
الى الكلام عن هذه المعاني ليس فقط في نصوص الصفات بل في الكلام المعتاد. يعني هل تجد عند المتقدمين اهل اللغة واهل لسان واهل الاحتجاج بكلامهم هل تجد انهم يفسرون معنى آآ الوجه - 00:41:09
معنى الساق معنى المحبة معنى الغضب وامثال هذه المعاني؟ لا ولذلك كانوا يقولون ان قراءتها تفسيرها اخرجت دار قطني في كتابه الصفات عن سفيان ابن عيينة رحمه الله انه قال في نصوص الصفات - 00:41:28
قال فيها يجب الايمان والتصديق و تفسيرها قراءتها تفسيرها قراءتها بمجرد ان تقرأها فانك تفهم المعنى لكن المعول هم الذين احتاجوا الى ذكر هذا او نعاني لانهم حينئذ اصبحوا يذكرون ماذا - 00:41:53
تفسيرات مخالفة لما هو معلوم في لغة العرب فجاء كلام السلف لا كيف ولا معنى او يكون معنى او مرادهم بقولهم لا معنى كما تقول المكيفة ايضا وبالتالي يكون هذا من الترادف في - 00:42:19
كلام من الترادف في الكلام. ارادوا به نفي مذهب اهل التكييف والتشبيه الذين كانوا يتكلمون في كيفية صفات الله تبارك وتعالى استدلوا ثالثا بجمل جاءت عن السلف بنفي التفسير بنفي - 00:42:39
التفسير وآآ الجواب عن هذا ان يقال ايضا ان هذا حمل لكلام السلف على غير ما ارادوا فان التفسير في كلام السلف ارادوا به احدا امرين اما التأويلات الباطلة التي كان يذكرها المعطلة - 00:43:03
ومما يستشهد به على هذا التوضيح ما ذكر الامام الترمذي رحمه الله في جامعه حينما قرر تقريبا حسنا ما يتعلق باثبات الصفات لله تبارك وتعالى ثم قال عند اه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم - 00:43:26
او دليلا اخر يدل على اثبات صفة اليد. قال ان الجهمية يفسرون هذا بالقوة يفسرون هذا بالقوة فتجد ان نفيه للتفسير اراد به التفسير الذي كانوا يتكلمون به الذين هم المعطلة حيث كانوا يحملون الكلام على غير - 00:43:51
على غير ظاهره من التأويلات الباطلة التي يذكرونها. او يكون مرادهم بالتفسير ما يتكلم او ما كان يتكلم به المكيفة ويستشهد على هذا التوضيح ايضا بما اخرج الدار قطني في كتابه الصفات - 00:44:16
عن ابي عبيد القاسم ابن سلام حينما تكلم رحمه الله عما يتعلق باثبات الصفات وذكر ما يتعلق باثبات القدمين وغيرها من الصفات لله تبارك وتعالى ثم قال فان قيل لنا ما كيفية ذلك - 00:44:37
قال لا نفسر شيئا من ذلك لا نفسر شيئا من ذلك. ما هو التفسير الذي نفاه رحمه الله ها هنا الكلام في التكييف فدل هذا على انهم حينما نفوا التفسير لم يريدوا به معرفة المعنى في اصل لغة العرب انما ارادوا به - 00:44:58
اما تفسير المعطلة واما تفسير المكيفة استدلوا رابعا بي ما جاء عن بعض السلف بالسكوت من الامر بالسكوت و السكوت ايضا راجع الى هذين المعنيين الذين ذكرتهما لك فان السلف رحمهم الله - 00:45:19
جاء عنهم ولو راجعت ما خرج الدار قطني رحمه الله في الصفات ان آآ السلف رحمهم الله في هذا الباب لوجدت انهم يتكلمون عن السكوت بهذا المعنى كذلك اه في كلامي اه غيره ممن - 00:45:47
حكى ونقل وخرج كلام السلف رحمهم الله فانهم يريدون بالسكوت السكوت عن المعاني التي يذكرها هؤلاء اه المكيفة او اولئك المعطلة اخيرا وهو الامر الخامس استدلوا بما جاء عن بعض السلف - 00:46:11
من قولهم بالتفويض نفوض هذه النصوص واظن ان الجواب واضح من منهج السلف رحمهم الله المتكاثر الذي يدل على انهم ارادوا بالتفويض تفويض الكيفية لا للمعنى ثم انه يقال ان القوم - 00:46:31
اخذوا بمتشابه من كلام السلف وتركوا المحكم الكثير كم جاء عن السلف رحمهم الله من اثار كثيرة فيها اثبات الصفات اجمالا وفيها اثبات الصفات تفصيلا وفيها تبويبهم في مصنفاتهم على هذه الصفات - 00:46:56
مما يدل على انهم عرفوا المعنى وما جاء عنهم ايضا من اثار كثيرة فيها الرد على من عطل صفات الله تبارك وتعالى او تأول بها غير معناها الى غير ذلك مما يدل على ان السلف رحمهم الله - 00:47:21
كانوا يعلمون المعنى ولكنهم يفوضون الكيفية لربنا سبحانه وتعالى انتقلوا بعد ذلك الى مناقشة مذهب اهل التفويض من جهتين او من ثلاث جهات المناقشة من جهة بيان مخالفتهم للادلة النقلية - 00:47:39
وثانيا المناقشة من جهة مخالفتهم للادلة العقلية وثالثا من جهة اللوازم التي تلزم على هذا المذهب اما من جهة النقل فان مذهب التفويض يرد عليه اولا بكل اية في القرآن - 00:48:09
دلت على ان القرآن العظيم بيان وتبيانا ومبين فان هذا يتنافى تمام المنافاة مع كون ظاهره ضلالا وتشبيها او انه محتو على ما هو مجهول المعنى لجميع الخلق في اشرف مطالبه - 00:48:30
وهي المطالب الالهية الم يقل الله عز وجل تلك ايات الكتاب المبين الم يقل الله عز وجل تبيانا لكل شيء الم يقل الله عز وجل هذا بيان للناس كيف بالله يكون بيانا وتبيانا ومبينا وهو في ذاته يقود الى الضلال ويقود الى الانحراف لان ظاهره - 00:48:55
يدل على التشبيه كيف يكون بيانا ومبينا وهو في نفسه مجهول المعنى في اهم ما فيه هذا لا يمكن ان يكون ثم وقعنا ثانيا يرد مذهب التفويض كل اية في القرآن - 00:49:27
دلت على الامر بتدبره كقوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ثالثا يرد على مذهب اهل التفويض بكل اية في القرآن دلت على ان القرآن نزل بلغة عربية ليعقل ويعلم - 00:49:43
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون قرآنا عربيا لقوم يعلمون لما جعله الله عز وجل كذلك لما جعله الله عز وجل عربيا الا ليعقل ويعلم. اقال الله تعالى الا ايات الصفات اوجدتم قراءة بهذا - 00:50:11
لعلكم تعقلون الا ايات الصفات. هل استثنى النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الاية ايات الصفات؟ الجواب لا. كما انه ما استثنى ما من قوله ليدبروا اياته ايات الصفات اليس كذلك - 00:50:36
ثم نقول رابعا نرد على مذهب اهل التفويض كل اية في القرآن ذمت الذين لا يفهمون معناه ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم - 00:50:53
ماذا قال انفه افلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها اذا هذا ذم لمن يجهل القرآن كله وهل استثنى الله عز وجل ايات الصفات الجواب؟ لا ثم يقال خامسا - 00:51:12
يرد مذهب التفويض كل اية في القرآن دلت على ان القرآن ميسر للذكر ولقد يسرنا القرآن للذكر وبالتالي فانه لا يمكن ان يكون ميسرا وظاهره يدل على التشبيه فيتعين حمله على خلاف ظاهره - 00:51:37
لا يمكن ان يكون ميسرا وهو مجهول المعنى في اهم ما فيه اذا هذه ادلة نقلية تضل على ان مذهب التفويض مذهب غير صحيح ننتقل الى المناقشة العقلية يقال اولا - 00:52:02
ان مذهب التفويض باطل عقلا لانه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة والقوم بنوا مذهبهم على ان ايات الصفات يضل ظاهرها على ماذا على التشبيه والتشبيه عصرا ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:52:24
ما بين ولا وضح ثانيا يرد مذهب التفويض انه الزم منه الطعن في حكمة الله تبارك وتعالى حيث انزل على الناس كتابا وصفه بانه هدى ونار وبيان وتبيان وبشرى للمسلمين وظاهره يقود الى الضلال بل الكفر - 00:52:48
وصفه الله بهذه الصفات وهو مجهول المعنى فيه كلام كانه كلام اعجمي اذا قرأه من يعرف لغة العرب لا يفهمها فيه الفاظ اقرب ما تكون الى الاحاسي والالغاز اهذا يكون في كتاب هذا شأنه - 00:53:16
اهذا يليق بحكمة الله تبارك وتعالى ثم يقال ثالثا هذا المذهب يرده التأمل فيما يلزم على هذا القول من الطعن في القرآن الكريم الذي جعله القوم قرآنا معسرا صعبا الغاز واحاجي له معنى يمكن ان يفهم - 00:53:40
والحقيقة اننا لا يمكن فهم معناه. ولهذا الكلام تعويل لا يعلمه الا الله ومع ذلك معمور الانسان ان يتدبره. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما بين ولا وضح. ولا ارشد ولا في حديث - 00:54:09
فين واحد عليه الصلاة والسلام؟ ما المعنى المراد؟ او على الاقل قال للصحابة اقرأوا القرآن وحذاري ان تفهموا منه شيئا وعلى الاخص ما يتعلق بصفات الله تبارك وتعالى يلزم على هذا المذهب او يرد هذا المذهب - 00:54:25
من جهة رابعة انه يستلزم تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم يا لله العجب النبي صلى الله عليه وسلم انما انزل الله عليه هذا القرآن ليبين للناس ما فيه وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه. لما - 00:54:44
ليبين لهم وهم جعلوه عليه الصلاة والسلام تاليا لهذا القرآن الذي ارسل بابلاغه وهو يجهل معناه كان يتلو كلاما لا يدري ما معناه لان اشرف ما فيه لا يعلم معناه - 00:55:05
ان الله تبارك وتعالى. حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن وهو لا يعرف معناه في اشرف وافضل مطالبه ثم يلزم عليه تم خامسا تجهيل السلف الصالح وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن من بعدهم - 00:55:26
كانوا لا يعلمون الكتاب الا اماني الفاظ فقط تقال بدون معنى كانوا يقرأون القرآن ويتأملونه وهم جهال بمعناه لا يفهمون ما يقرأون وحاشى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك - 00:55:49
يمد هذا المذهب سادسا انه مخالف لاجماع السلف الصالح من كونهم كانوا يتدبرون القرآن كله من اوله الى اخره وما قال منهم احد قط ان في القرآن ما لا يعلم. وما قال احد منهم قط ان في القرآن ما لا سبيل الى تدبره. مر بنا - 00:56:11
كيف كان مجاهد رحمه الله يعرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما يقفه عند كل اية يسأله عنها اسمعتم ان مجاهدا رحمه الله استثنى من ذلك ايات الصفات اقال مجاهد رحمه الله انه كان اذا مر على قوله تعالى - 00:56:35
الرحمن على العرش استوى كان يسكت ويصمت وابن عباس كذلك ويمضون ولا يقفون فمر بكم ذلك يا جماعة لا ما كان هذا ابن ابن مسعود رضي الله عنه وهو الذي يقول - 00:56:58
كنا بما نزل القرآن وقفنا عند عشر ايات فحفظناها وعلمنا ما فيها وعملنا بها ثم انتقلنا الى غيرها السؤال فقال ابن عباس اقال ابن مسعود رضي الله عنه باستثناء ايات الصفات - 00:57:16
الجواب لا وهلم جرا في اثار كثيرة عن السلف بل النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث امته على مدارسة قرآن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في الصحيح لا يجتمع قوم في بيت من بيوت الله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله - 00:57:38
ها ويتدارسونه بينهم. اقال صلى الله عليه وسلم الا ايات الصفات لان لها تأويلا لا يعلمه الا الله. وهي متشابهة تشابها مطلقا اهذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام الجواب لا - 00:58:04
اذا هذه يرعاكم الله اوجه تدل على بطلان هذا المذهب واخيرا من جهة اللوازم التي تلزم على هذا المذهب يلزم على هذا المذهب اولا ان ترك الناس كما قلنا في مذهب اهل التأويل نقول في مذهب اهل التفويض يلزم على ما قرروا في هذا المذهب - 00:58:22
ان ترك الناس بلا قرآن خير لهم من ان ينزل عليهم قرآن قد يقودهم الى الضلال وقد يقودهم الى الكفر بالله عز وجل فان هذه النصوص يدل على ماذا التشبيه والتشبيه - 00:58:47
والتشبيه كفر ثم انه يلزم على هذا المذهب ايضا فتح باب دخول اهل الزندقة والالحاد والضلال على المسلمين فان هذا المذهب مذهب تجهيل اصحابه يقولون ان السلف كانوا اهل جهل - 00:59:06
اهل دروشة كما يقولون يقرؤون القرآن فقط للبركة اما العلم واستنباط المعاني وفهم المراد هذا لنا نحن فيفتح المجال لكل صاحب بدعة وضلال يحرف الكلم عن مواضعه ان يخوض في كتاب الله - 00:59:30
وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان القوم فتحوا لهم المجال. السلف كانوا ماذا اهل تجهيل كانوا جهالا ويجهلون غيرهم ايضا. هذا كان مذهبهم اسلم لانهم يسكتون عن جهل - 00:59:54
فلا يتكلمون فيقعون في الخطأ لكن المتأخرون يمكن لكل احد لانه قد حاز علما ان يقول في كتاب الله عز وجل برأيه وما وما يبدو له من هوى. وبالتالي فانه يفتح المجال على مصراعيه. للخروج عن نهج السلف - 01:00:13
في الصالح ثم اخيرا هذا المذهب لا لم يلزمه الا كونه يغلق على اصحابه باب التدبر والتأمل والتعبد لله تبارك وتعالى باسمائه وصفاته اقول لو لم يكن الا هذا اللازم لدل هذا - 01:00:33
على بطلان هذا المذهب وعلى انه حري بالرد والنقد. سبحان الله العظيم كيف يقول احد ان افضل ما في القرآن واعظم ما في القرآن وهو الذي تشتد حاجة المؤمنين اليه اعظم من كل شيء - 01:00:57
وهو معرفة ربهم وخالقهم والههم الذي يذعنون له ويذلون له ويحبونه ويعظمونه ويتوكلون عليه ويفوضون امورهم اليه كيف يقال ان على المؤمنين الا يفهموا شيئا من الايات التي تتكلم عنها - 01:01:23
انما اذا مر الانسان على اية فيها بيان صفة الله تبارك وتعالى فان عليه ان يسرع اثناء القراءة مع اغلاقه العقل والقلب والعين ان ان يتدبر فيها سبحان الله العظيم ماذا فات هؤلاء - 01:01:49
من اعظم باب يزيد الايمان ويرقي العبد في مدارج الاحسان ولاجل هذا لاجل ما يلزم على هذا المذهب من هذه اللوازم الباطلة وفتح باب الضلال على مصراعيه قرر اهل العلم ان هذا المذهب من شر المذاهب - 01:02:06
نص شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الاول من درء التعارض ان مذهب اهل التفويض بعد ان بين اللوازم التي تلزم عليه بين انه من شر مذاهب اهل البدع من شر مذاهب اهل البدع اذا نظرت وتأملت في اللوازم التي تلزم عليه فلا شك ولا ريب ان كرمه رحمه الله - 01:02:27
كلام مستقيم لعلنا نقف عند هذا الحد واسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 01:02:52
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فالحديث هذه الليلة - 00:00:23
صلة لحديث البارحة فقد مضى الكلام عن مناقشة مذهب اهل التأويل واليوم بعون الله سبحانه تكون مناقشة مذهب اهل التفويض والامة ابتليت هاتين البدعتين بدعة التأويل وبدعة التفويض هذان المذهبان - 00:00:43
هما اكثر المذاهب انتشارا في الامة من بين المذاهب المخالفة في باب الاسماء والصفات ومذهب التأويل ومذهب التفويض مذهبان متقاربان يشتركان في شيء ويفترقان في شيء اخر كما سيتبين ذلك قريبا ان شاء الله - 00:01:24
التفويض في اللغة هو الرد والتوكيل المراد به في الاصطلاح اعتقاد ان ظواهر النصوص نصوص الصفات مجهولة المعنى اعتقاد ان ظواهر نصوص الصفات مجهولة المعنى مع اعتقاد انها ليست على ظاهرها - 00:02:02
اذا هذا المذهب مبني على امرين الاول الحكم بان نصوص الصفات على خلاف ظاهرها فاذا تلوت مثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى لا ينبغي ابدا ان تفهم من هذه الاية - 00:02:42
ان الله استوى حقيقة بل الاية جزما على خلاف ظاهرها والاساس الثاني هو تفويض العلم بمعنى هذه الصفة الى الله تبارك وتعالى اصحاب هذا المذهب يقولون هي على غير ظاهرها - 00:03:08
اذا ما معنى ما نقرأه قالوا لهذا تأويل لا يعلمه الا الله لهذه الكلمة وهي استوى ها هنا تأويل على خلاف الظاهر ولكن لا يعلم ذلك الا الله سبحانه وتعالى - 00:03:32
ففوضوا علما نصوص الصفات العلم بمعناها الى الله سبحانه وتعالى مع قطعهم بانها على خلاف ظاهرها لا تجرى على ظاهرها وهذا الذي احكيه لك هو الذي استقر عليه مذهب اهل التفويض - 00:03:52
والا فان التفويض قد يراد به غير هذا المعنى في مذاهب عدة لكن الذي استقر عليه امر المفوضة هو الذي ذكرته لك وهذا المذهب احدثوا من مذهب التأويل حدث مذهب التأويل في الامة - 00:04:17
قبل حدوث مذهب التفويض وكان الذي دعا الى حدوث هذا المذهب ان مذهب التأويل قد تناوله اهل السنة والجماعة بالردود حتى تبين عواره فلجأ من كان يروم تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى - 00:04:41
الى هذا المذهب بزعم انه يمكن ان يدفع الاستدلال الذي استدل به هؤلاء تدفع سهام اهل السنة والجماعة عنهم لان النتيجة في المذهبين التعطيل حتى قال بعض المتكلمين ومنعوا اللقاني شارح - 00:05:11
الجوهرة ذكر ان التأويل هو التأويل التفصيلي والتفويض هو التأويل الاجمالي فالنتيجة في المذاهبين واحدة وهي تعطيل الله عز وجل عن صفاته التي اثبتها لنفسه او اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:05:34
ولا شك ان هذا المذهب مذهب مخالف لما مضى عليه السلف الصالح وما اجمع عليه اهل السنة والجماعة اذ مذهب اهل السنة مبني على الايمان والاثبات لما اثبت الله لنفسه - 00:05:59
وما اثبت رسوله صلى الله عليه وسلم ما صفاته جل وعلا مع معرفة المعنى وتفويض كيفية هذه الصفات الى الله تبارك وتعالى اهل السنة امن بهذه النصوص وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:22
وفهموها في ضوء لغة العرب التي جاء القرآن والسنة بها تقتضى هذا انهم يعلمون معاني الصفات اذا قرأوا مثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى علم معنى كلمة استوى وان معنى وان معنى كلمة استاء - 00:06:47
على وارتفع ولكن كيفية استواء الله تبارك وتعالى هذا امر نجهله لا نعلمه وعلمنا في دروس سابقة ما قبله الامام ما لك رحمه الله من تلك الكلمة العظيمة التي تلقاها اهل العلم عنه بالقبول - 00:07:10
حينما سئل الرحمن على العرش استوى كيف استوى فقال رحمه الله الاستواء غير مجهول يعني انه معلوم المعنى في لغة العرب والكيف امر معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة - 00:07:35
فجمع رحمه الله بين معرفة المعنى والتفويض لكيفية صفات الله تبارك وتعالى مذهب المفوضة استدل اصحابه عليه بادلة اهمها دليلان دلال من القرآن ودليل من الاثار تنبه قبل ذلك الى - 00:07:57
وجه الجمع والفرق بين المؤولة والمفوضة قلنا ان مذهب التفويض مبنيا على اساسين الاول منهما مشترك بينهم وبين المؤولة هم يعتقدون ان ظواهر النصوص اه يعتقدون ان النصوص على خلاف ظاهرها - 00:08:31
وهذا القدر اشترك فيه المعولة والمفوضة ثم افترقوا بعد ذلك فقالت المؤولة لابد من تعيين المعنى الذي اراده الله تعالى فلا يمكن ان يخاطبنا الله سبحانه وتعالى في القرآن بشيء مجهول المعنى - 00:08:58
لابد ان يكون ها هنا معنى ولابد ان نجتهد في الوصول اليه اما المفوضة فقالوا اننا نجهل هذا المعنى لعدم وجود الدليل عليه وبالتالي ناقشوا المعولة وقالوا انكم في تعيينكم ان الله تعالى اراد مثلا استولى - 00:09:21
قلتم على الله بغير علم تكلمتم بلا دليل وكان الواجب عليكم ان تقفوا المؤولة ناقشوا مذهب المفوضة قالوا لا يمكن ان ينزل الله عز وجل كتابا ليكون هداية ونورا مبينا. ويأمرنا بتدبر اياته - 00:09:49
ثم يكون فيه ما لا يمكن الوصول الى معناه والفريقان اصابا واخطأ اصاب المعولة حينما ناقشوا المفوضة بانه لا يمكن ان يكون في القرآن ما لا يمكن الوصول الى معناه - 00:10:12
هذا القدر اصابوا فيه لكنهم اخطأوا حينما قالوا على الله بغير علم وحينما حملوا النصوص على خلاف ظاهرها في مقابل ذلك فان المفوضة اصابوا حينما ناقشوا المعولة في آآ ردهم عليهم حين قالوا انكم يا معشر المعوذة قلتم على الله عز وجل بلا دليل - 00:10:31
ولكنهم اخطأوا حينما حمل النصوص على خلاف ظاهرها وحينما زعموا ان ايات الصفات مجهولة المعنى لا سبيل للعباد الى الوصول الى معانيها والحق المحض مذهب اهل السنة والجماعة الذين اعتقدوا ان النصوص على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى. وانها معلومة المعنى في ضوء لغة العرب - 00:10:58
ان كانت مجهولة الكيفية فاننا لم نر الله ولم نرى مثيلا لله تعالى الله عن ذلك فتعين ان يقف اثباتنا عند اثبات الصفات لله تبارك وتعالى قاعدة اهل السنة كما مر بنا ان اثباتهم للصفات - 00:11:26
اثبات لصفة وليس اثباتا لكيفية الصفة لله تبارك وتعالى عودا على بدء اقول ان المفوضة استدلوا باية من القرآن واثار من السلف ظنوا ان هذا الدليل وذاك يؤيدان المذهب الذي ذهبوا اليه - 00:11:46
اما الاية فانه مستدل باية ال عمران قال سبحانه هو الذي انزل عليك الكتاب منه عواة محكمات هنهن الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ ويتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - 00:12:15
وما يعلم تأويله ان الله هذا هو موضع الاستدلال من هذه الاية عند المفوضة. وهو قوله سبحانه وما يعلم تأويله ان الله والضمير في قوله تأويله يرجع الى ماذا ما تشابه منه - 00:12:38
استدلال القوم بهذه الاية فيه ثلاث مقدمات ونتيجة اما المقدمة الاولى فهي انهم اوجبوا الوقف على اسم الجلالة يعني يجب ان تقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله ولا تصل - 00:13:04
ثانيا زعموا اما ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله تبارك وتعالى ايات الصفات عندهم من المتشابه فهي داخلة في قوله ما تشابه منه ثالثا انه فسروا التأويل في قوله وما يعلم تأويله - 00:13:28
فسروه بالاصطلاح المتأخر الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر لقرينة تدل على ذلك فهم اذا فسروا التأويل بهذا المعنى الذي فشى عند المتأخرين لكلمة التأويل النتيجة ان ايات الصفات - 00:13:58
مجهولة المعنى ولها تأويل خلاف ظاهرها لا يعلمه الا الله هذه هي نتيجة ومحصلة مذهب اهل التأويل وهذه هي نتيجة استدلالهم بهذه الاية والقوم قد اخطأوا في المقدمات الثلاث وبالتالي كانت النتيجة - 00:14:25
خاطئة اذا كانت المقدمة خاطئة كم نتيجة خاطئة اما المقدمة الاولى فانهم اوجبوا الوقف على قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والصواب ان الوقفة والوصل كلاهما قراءة صحيحة اثرية قال بها السلف - 00:14:53
فمن وصل فقد اصاب. ومن وقف فقد اصاب. وسيأتي معنا تفسير الاية على قراءة الوقف وعلى قراءة الوصل اما المقدمة الثانية فهي انهم زعموا ان ايات الصفات من او متشابه وهذه دعوى ادعاها القوم - 00:15:22
هذه دعوة ادعاها القوم بلا دليل لو فتشت في كلامهم لوجدت انهم يذكرون هذا الكلام مرسلا بلى برهانا عليه ما الدليل الذي يدل على ان ايات الصفات من جملة المتشابه - 00:15:47
لا جواب عندهم ومع نوم من قواعد الجبليين في علم الجدل ان الدعوة المجردة يكفي في ردها عظم التسليم بها يكفي في رد هذه الدعوة ان نقول ماذا ان هذا كلاما غير مسلم وتسقط بالتالي هذه الدعوة - 00:16:09
فالعبرة بالدليل والعبرة بالبرهان واننا لنقطع اما السلف الصالح مجمل على ان ايات الصفات ليست من المتشابه ولا ذكر احد منهم ذلك ولا صح عن واحد منهم فقط ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه - 00:16:33
الا الله هذا امر وامر اخر يتعلق بهذه المقدمة. وهي انهم زعموا ان في القرآن ما هو متشابه تشابها مطلقا التشابه هو الغموض غموض المعنى متشابه يعني غامض لا يعلم معناه - 00:16:58
التشابه الذي اثبته القوم في كتاب الله جل وعلا وظنوا ان الاية تقبلت عليه هو التشابه المطلق وانشأت فكل التشابه العام بمعنى ان في القرآن هكذا قالوا في القرآن ما لا سبيل الى معرفة معناه لكل احد - 00:17:25
لا يعلم معناه الا الله تبارك وتعالى اثبتوا في القرآن التشابه المطلق ولا شك ان هذا غير صحيح فليس في القرآن كلمة واحدة لا سبيل الى العلم بمعناها لجميع الخلق - 00:17:52
هذا ما كان ولا يكون ليس في القرآن كلاما الا ويمكن معرفة معناه ناسف القرآن كلام بل ولا كلمة الا ويمكن معرفة معناها. اما التشابه الذي اثبتته هذه الاية فانه التشابه النسبي - 00:18:15
وهو التشابه الذي يعرض لبعض الناس في بعض الاحوال ليس امرا لازما للايات انما هو امر عارض. بمعنى انا يمكن ان يغمض علي ويشتبه علي معنى كلمة ولكن ذلك معلوم بالنسبة لك - 00:18:37
ومعلوم عند فلان وفلان من العلماء هذا واحد. ثانيا ان هذا الامر الذي هو الان عندي متشابه ثمة سبيلا الى الى معرفة معناه يمكن ازالة هذا التشابه بمراجعة كلام اهل العلم بسؤال آآ اهل العلم فانه يمكن - 00:19:01
وان يزول هذا التشابه. اما ان يكون في القرآن كلاما ليس لاحد سبيل الى معرفة معناه فهذا قول باطل الله جل وعلا امر العباد بتدبر القرآن امرا مطلقا فالقرآن كله - 00:19:23
مما يمكن تفهمه وتعقله وتدبره. ولا يستثنى من هذا شيء لا الات الصفات ولا غيرها لا يمكن ان يأمر الله بالتدبر للقرآن كتاب انزلناه اليك مبارك نتدبروا اياته ثم بعد ذلك يقال ان فيه - 00:19:49
طائفة من الايات لا سبيل الى تدبرها هذا غيره موجود ولا يمكن القول به وليس عليه مثال يصح قد يقول قائل قد ينتقض هذا التقرير بي الحروف المقطعة الواردة في بعض او في بداية بعض السور - 00:20:15
الله جل وعلا قال في مفتتح بعظ السور هذه الحروف الف لام ميم حا ميم كاف ها ياء عين صاد طه ياسين الى غير ذلك وهذه لا سبيل لاحد الى معرفة معناه. وبالتالي ثبت ان في القرآن ما هو - 00:20:42
تشابها مطلقا وهذا الايراد غير وارد هذا الكلام غير صحيح لان الذي يطلب له المعنى هو الكلام ام الحفر اجيبوا يا جماعة الكلام وليس هذا عند المسلمين وليس هذا عند العرب - 00:21:08
بل هذا عند العقلاء كافة الذي يطلب معرفة معناه انما هو الكلام للحروف ولذلك اذا قال لنا قائلا ما معنى كاف هاء ياء عين صاد فاننا مباشرة نجاوب نجاوبه بقولنا وما معنى جيم حاء خاء - 00:21:37
ان اجبت على الثاني اجبناك انا الاول اما اذا قلت هذه حروف والمعنى يطلب للكلمات المكونة من هذه الحروف. قلنا وكذلك الامر في هذه الايات هل نحن نقرأ كهلعص مثلا - 00:22:09
او حم او الم لو كان الامر كذلك فالايراد وارد علينا لكن هذه الحروف تقرأ حروفا ولا تقرأ ماذا ولا تقرأ كلمات وبالتالي لا احد بل ولا في اي لغة - 00:22:33
مطلب للحرف ها نعمة اليس كذلك الذي يطلب معناه او الذي يطلب معنى له انما هو الكلام المكون من الحروف اما الحروف فلا يطلب لها معنى. انما السؤال الذي قد يلد هنا ما الحكمة - 00:22:52
من انزال الله عز وجل هذه الحروف في القرآن والجواب البحث الان انتقل الى موضوع اخر ليس هو مجال بحثنا نحن نبحث هل في القرآن ما يجهل معناه جهلا عاما لجميع الناس - 00:23:15
الجواب لا وهذا الايراد غير وارد. اما ما الحكمة من انزال الله عز وجل هذه الحروف في هذا الكتاب العزيز؟ فالجواب ان هذا محل اجتهاد لاهل العلم كثير من العلماء - 00:23:37
الحكمة في انزال هذه الحروف ولهم في ذلك بحث طويل. وان كنت طالبا للفائدة فانني احيلك الى موضع مهم للكلام عن هذه الحروف وما يمكن ان يلتمس من حكم لانزالها - 00:23:55
في كتاب ابن القيم رحمه الله التبيان في ايمان القرآن وطبع ايضا التبيان في اقسام القرآن وبالذات عند كلامه عن قوله تعالى نون والقلم وما يسطرون تجد في هذا الموضع ما - 00:24:17
آآ يشفيك وآآ تستفيد منه ان شاء الله تعالى عودا على ما ابتدأنا كلامنا عنه فاننا نقول ان هذه المقدمة الثانية اتضح ايضا انها ماذا غير صحيحة بقيت المقدمة الثالثة - 00:24:39
وهي انهم قالوا ان التأويل في قوله وما يعلم تأويله الا الله يعني لا يعلم ما يصرف اليه هذا اللفظ وعن ظاهره الا الله وهذا لا شك انه خطأ بين - 00:25:01
ذلك ان هذا المسلك هو حمل ايات القرآن على اصطلاحات حادثة وهذا مما اتفق العلماء على انه لا يجوز الواجب ان يحمل ما جاء في القرآن على ضوء لغة العربة على ضوء لغة العرب الذين - 00:25:23
كانوا يتعاملون بها ويفهمونها وقت نزول الوحي. اليس كذلك بمعنى ما رأيكم لو ان مفسرا في هذا العصر جاء الى قوله تعالى وجاءت سيارة متاعا لكم وللسيارة ففسر السيارة ها هنا بهذه السيارة - 00:25:52
التي تقف في الخارج وتركبها بعد قليل ما رأيكم ماذا نقول تقول هذا المسلك خطأ بين ومخالف لاجماع العلماء بانه لا يجوز حمل كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على اصطلاحات متأخرة - 00:26:15
تواضع عليها المتأخرون بعد نزول القرآن. نحن نقطع ان العرب الذين انزل فيهم قوله تعالى وجاءت سيارة ما كانوا يفهمون كلمة سيارة على هذا المعنى. لان هذه السيارة اصلا ما كانت - 00:26:37
موجودة انما كانوا يفهمون من كلمة وجاءت سيارة يعني جاء مسافرون سيارة يعني مسافرين جماعة من الناس مسافرة كذلك الامر بالنسبة لهؤلاء الذين استدلوا بهذه الاية حملوا قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله - 00:26:56
على هذا المعنى الذي هو اصطلاح حادث عند المتأخرين اما في لغة العرب فلا تعرف كلمة التأويل بهذا المعنى في عصر الاحتجاج في الوقت الذي نزل فيه الوحي ما كانت كلمة التأويل تأتي بهذا المعنى - 00:27:20
انما كانت تأتي كلمة التأويل بمعنى التفسير ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني ها من تأويل الاحاديث. هنا التأويل بمعنى التفسير. قال صلى الله عليه وسلم اللهم قه في الدين وعلمه - 00:27:43
التعويل يعني التفسير. ثانيا يأتي التأويل بمعنى العاقبة او ما يؤول اليه الشيء ما يؤول اليه الامر قال سبحانه ذلك خير واحسن تأويلا يعني عاقبة هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي - 00:28:06
تأويله الحقيقة التي يؤول اليها الشيء او ما تكون اليه العاقبة هذا يفسر به او تفسر به هذه الكلمة في بعض المواضع. اذا التأويل على المعنى الذي ذكره لا يمكن حمل - 00:28:34
الاية عليه فاتضح اذا ان او المقدمة الاولى غير صحيحة والثانية غير صحيحة والثالثة غير صحيحة وبالتالي كانت النتيجة كانت النتيجة غير صحيحة طيب ما معنى هذه الاية على قراءتي الوصل والوقف - 00:28:51
اظن ان الامر اضحى واضحا اما على قراءة الوصل فالله جل وعلا يقول وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يعني وما يعلم تفسيره الا الله هذا الذي تشابه والذي يغمض على بعض الناس - 00:29:14
يعلم تفسيره الله جل وعلا. وهو يعلم تفسيره ايضا اهل العلم بتعليم الله لهم واما على قراءة الوقف فان التأويل هو حقيقة الشيء الذي يؤول اليه الكلام وبالتالي يدخل في ذلك - 00:29:35
كيفية صفات الله تبارك وتعالى او كيفية حقائق اليوم الاخر فهذا شأن لا يعلمه الا الله جل جلاله وما يعلم تأويله يعني لا يعلم حقيقة ما اخبر الله عز وجل به من امور الغيب - 00:29:58
الا هو سبحانه وتعالى طيب هذا الاستدلال الاول الذي كان بالاية فمسد نارهم الثاني قلنا استدلوا باثار عن السلف ظنوا انها تسند قولهم وتدعم قولهم والعجيب ان المتكلمين ينظرون الى الادلة النقلية من القرآن والسنة - 00:30:19
نظرة قد تكلمنا عنها سابقا وقلنا انهم يرون ان الادلة النقلية ظنية لانها تحتمل تحتمل احتمالات كثيرة لا يخلو دليل نقلي لا تخلو اية او حديث من احتمال تخصيص او - 00:30:50
او نقص او نسخ او مجاز او اشتراك الى اخر ما يذكرون فالادلة النقلية عندهم لا يثقون بها تمام الثقة انما الثقة عندنا بماذا عندما يقولون انه دليل العقل القاطع - 00:31:10
ثم نراهم في هذه المطالب التي يقولون لا نقبل فيها الا القطع نراهم يستدلون بماذا باثار للسلف انتم لو ذكرنا لكم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري لربما قلتم اخبار احد - 00:31:31
او قلتم ان الدلالة والنية والان تستدلون بماذا باثار عن السلف والعجيب ايضا ان القوم هم الذين اطلقوا تلك الجملة الشائعة الخاطئة مذهب السلف ها اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم - 00:31:52
لماذا جعلوا مذهب السلفي اسلم؟ لانهم قالوا ان مذهب السلف في ظنهم هو التفويض ومذهب الخلف اعلم واحكم لانه هو مذهبه التأويل طيب وما مذهب السلف عندهم الذي هو اسلم - 00:32:18
هو مذهب التجهيل هو المذهب الذي يزعم اصحابه ان اهله لجهلهم سكتوا فما تكلموا تسلمه كان مذهبهم ماذا اسلم فكيف ينسبون السلف من الجهل الذي كان اسلم وليس الى العلم الذي كان اصحاب الطرف الاخر - 00:32:39
بسببه اعلم ينسبون السلف الى الجهل ثم بعد ذلك ماذا يستدلون بكلامهم اليس هذا عجيبة على كل حال الجملة السابقة على مرادهم غير صحيحة. الجملة السابقة على مرادهم غير صحيحة - 00:33:08
غير صحيحة من جهة نسبة المذهب الى السلف وغير صحيحة في ذاتها اما من جهة النسبة الى السلف فلا شك ولا ريب ان مذهب السلف بريء من مذهب التفويض الذي زعموا ان هذا هو - 00:33:29
مذهبهم ثانيا الجملة في نفسها غير صحيحة كيف نقابل بين كوني هذا المذهب اسلم وهذا المذهب اعلم واحكم. كيف يقابل بين هذا وهامين مع ان هذه الامور الثلاثة متلازمة لا تنفك عن بعضها - 00:33:47
اذا كان المذهب اعلم واحكم فبالضرورة يلزم ان يكون الاسلم واذا كان هذا هو الاسلم فبالضرورة لابد ان يكون اعلم واحكم. كيف تكون السلامة مع الجهل والطيش لان هذا الذي يقابل العلم والحكمة اليس كذلك؟ فلا يمكن ان تكون السلامة مع جهل ولا يمكن ان تكون السلامة مع طيف - 00:34:13
اذا هذه الجملة في نفسها غير صحيحة والصواب ان مذهب السلف الذي هو الاثبات لا التفويض اعلم واحكم واسلم ايوة استدل القوم بجملة من الاثار عن السلف يظن ان هذا - 00:34:40
يدل على مذهبهم من ذلك اولا قالوا يدل على مذهب التفويض ما جاء عن جملة كثيرة من السلف انهم قالوا في ادلة الصفات ام كما جاءت قالوا هذا دليل بين واضح - 00:34:58
على ان مذهب السلف هو ماذا التفويض لانهم قالوا امروها والجواب عن هذا من وجهين اولا اما تفسيرهم الامرار بالتفويض الذي هو تفويض المعنى تفسير غير صحيح لا دليل عليه - 00:35:19
لا من اللغة ومن العرف ولا من الشرع ما دليلكم على انهم ارادوا بقولهم امروها يعني فوضوا معناها واغمضوا اعينكم وقلوبكم عن التفكير فيها ما دليلكم على ذلك ان جاءتهم الى اللغة - 00:35:48
فاللغة لا تساعدكم على هذا التفسير فان الإمرار في اللغة هو الإثبات قال الخليل ابن احمد في كتابه العين الامرار نقيض النقض في كل شيء الامرار نقيض النقض في كل شيء - 00:36:08
واستدل بقول الشاعر لا يأمنن قوي النقد اني رأيت الدهر ذا نقبا وامراري. اني رأيت الدهر لا نقدا وامراري. اذا المقابلة الان بين النقد الامرار وما الذي يقابل النقض الاثبات - 00:36:37
فدل هذا على ان كلمة الامارت تعني الاثبات ثم يقال ايضا لم يأتي عن احد من السلف قط انه قال لا تفهموا لنصوص الصفات نعمة انما اقرأوها قراءة الطماسم وقراءة الالغاز والاحادي التي لا يعرف معناها او انزلوها منزلة الكلمات الاعجمية - 00:37:03
التي لا يدرى معناها من اين لكم ان السلف ارادوا هذا بقولهم امروها ثم يقال له ثانية يدل على ان السلف ارادوا بالامار الاثبات وليس التعطيل يعني الاثبات الذي يقابل - 00:37:32
ها التعطيل يدل على هذا انهم في الغالب يعقبون هذه الكلمة بقولهم بلا كيف تجدهم يقولون امروها كما جاءت ها ولا كيف والسؤال من الذي يطالب بعدم التكييف هو الذي يعرف المعنى او الذي يجهل المعنى - 00:37:53
اجيبوا يا جماعة الذي يعرف المعنى يعني السلف يقولون اثبتوا هذه الادلة واثباتكم لها مبني على معرفة معناها في ضوء لغة العرب ولكن تنبهوا لا تبالغوا في اثبات حتى تصلوا الى مرحلة - 00:38:22
التكييف اثبتوا ولكن احذروا من التكييف. اما الذي هو جاهل للمعنى اصلا. كيف ينهى عنه التكييف الذي يمكن ان نكيف هو الذي يعرف المعنى فالمبالغ في الاثبات حتى يصل الى التكييف. اما شخص الكلمة بالنسبة له طلاسم - 00:38:42
يقال له لا تكيف هذا غير معقول اليس كذلك فدل هذا اذا على ان قولهم امروها كما جاءت بلا كيف لا تفيدوا المعنى الذي ارادوا قالوا نستدل ثانيا بما جاء عن بعض السلف من نفي المعنى - 00:39:07
فانهم كانوا يقولون في نصوص الصفات امروها كما جاءت لا كيف ولا معنى لا كيف ولا معنى والجواب ان المعنى الذي نفاه السلف رحمهم الله ها هنا هو احد امرين - 00:39:28
اما المعنى الذي كان يقوله المعطلة المعنى الذي كان يقوله المعطلة فيكون كلامهم نهيا عن طرفي الضلال لا كيف كما تقول المشبهة ولا معنى كما تقوله المعطلة الذين كانوا يحملون هذه النصوص على ماذا - 00:39:53
على خلاف معناها فيقولون في قوله تعالى مثلا يد الله يعني قوة الله. كانوا يذكرون هذه المعاني والسلف رحمهم الله لو تأملت يا رعاك الله تجد ان كلامهم فيه بيان معاني نصوص الصفات قليل - 00:40:21
لم هل لانهم جهال بالمعاني الجواب لا هذا ظن خاطئ السبب يرجع الى انهم اهل لغة يفهمون الكلام في مجاري كلامي او في مجاري لسان العرب. وبالتالي فلا حاجة عندهم الى معرفة او - 00:40:46
الى الكلام عن هذه المعاني ليس فقط في نصوص الصفات بل في الكلام المعتاد. يعني هل تجد عند المتقدمين اهل اللغة واهل لسان واهل الاحتجاج بكلامهم هل تجد انهم يفسرون معنى آآ الوجه - 00:41:09
معنى الساق معنى المحبة معنى الغضب وامثال هذه المعاني؟ لا ولذلك كانوا يقولون ان قراءتها تفسيرها اخرجت دار قطني في كتابه الصفات عن سفيان ابن عيينة رحمه الله انه قال في نصوص الصفات - 00:41:28
قال فيها يجب الايمان والتصديق و تفسيرها قراءتها تفسيرها قراءتها بمجرد ان تقرأها فانك تفهم المعنى لكن المعول هم الذين احتاجوا الى ذكر هذا او نعاني لانهم حينئذ اصبحوا يذكرون ماذا - 00:41:53
تفسيرات مخالفة لما هو معلوم في لغة العرب فجاء كلام السلف لا كيف ولا معنى او يكون معنى او مرادهم بقولهم لا معنى كما تقول المكيفة ايضا وبالتالي يكون هذا من الترادف في - 00:42:19
كلام من الترادف في الكلام. ارادوا به نفي مذهب اهل التكييف والتشبيه الذين كانوا يتكلمون في كيفية صفات الله تبارك وتعالى استدلوا ثالثا بجمل جاءت عن السلف بنفي التفسير بنفي - 00:42:39
التفسير وآآ الجواب عن هذا ان يقال ايضا ان هذا حمل لكلام السلف على غير ما ارادوا فان التفسير في كلام السلف ارادوا به احدا امرين اما التأويلات الباطلة التي كان يذكرها المعطلة - 00:43:03
ومما يستشهد به على هذا التوضيح ما ذكر الامام الترمذي رحمه الله في جامعه حينما قرر تقريبا حسنا ما يتعلق باثبات الصفات لله تبارك وتعالى ثم قال عند اه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم - 00:43:26
او دليلا اخر يدل على اثبات صفة اليد. قال ان الجهمية يفسرون هذا بالقوة يفسرون هذا بالقوة فتجد ان نفيه للتفسير اراد به التفسير الذي كانوا يتكلمون به الذين هم المعطلة حيث كانوا يحملون الكلام على غير - 00:43:51
على غير ظاهره من التأويلات الباطلة التي يذكرونها. او يكون مرادهم بالتفسير ما يتكلم او ما كان يتكلم به المكيفة ويستشهد على هذا التوضيح ايضا بما اخرج الدار قطني في كتابه الصفات - 00:44:16
عن ابي عبيد القاسم ابن سلام حينما تكلم رحمه الله عما يتعلق باثبات الصفات وذكر ما يتعلق باثبات القدمين وغيرها من الصفات لله تبارك وتعالى ثم قال فان قيل لنا ما كيفية ذلك - 00:44:37
قال لا نفسر شيئا من ذلك لا نفسر شيئا من ذلك. ما هو التفسير الذي نفاه رحمه الله ها هنا الكلام في التكييف فدل هذا على انهم حينما نفوا التفسير لم يريدوا به معرفة المعنى في اصل لغة العرب انما ارادوا به - 00:44:58
اما تفسير المعطلة واما تفسير المكيفة استدلوا رابعا بي ما جاء عن بعض السلف بالسكوت من الامر بالسكوت و السكوت ايضا راجع الى هذين المعنيين الذين ذكرتهما لك فان السلف رحمهم الله - 00:45:19
جاء عنهم ولو راجعت ما خرج الدار قطني رحمه الله في الصفات ان آآ السلف رحمهم الله في هذا الباب لوجدت انهم يتكلمون عن السكوت بهذا المعنى كذلك اه في كلامي اه غيره ممن - 00:45:47
حكى ونقل وخرج كلام السلف رحمهم الله فانهم يريدون بالسكوت السكوت عن المعاني التي يذكرها هؤلاء اه المكيفة او اولئك المعطلة اخيرا وهو الامر الخامس استدلوا بما جاء عن بعض السلف - 00:46:11
من قولهم بالتفويض نفوض هذه النصوص واظن ان الجواب واضح من منهج السلف رحمهم الله المتكاثر الذي يدل على انهم ارادوا بالتفويض تفويض الكيفية لا للمعنى ثم انه يقال ان القوم - 00:46:31
اخذوا بمتشابه من كلام السلف وتركوا المحكم الكثير كم جاء عن السلف رحمهم الله من اثار كثيرة فيها اثبات الصفات اجمالا وفيها اثبات الصفات تفصيلا وفيها تبويبهم في مصنفاتهم على هذه الصفات - 00:46:56
مما يدل على انهم عرفوا المعنى وما جاء عنهم ايضا من اثار كثيرة فيها الرد على من عطل صفات الله تبارك وتعالى او تأول بها غير معناها الى غير ذلك مما يدل على ان السلف رحمهم الله - 00:47:21
كانوا يعلمون المعنى ولكنهم يفوضون الكيفية لربنا سبحانه وتعالى انتقلوا بعد ذلك الى مناقشة مذهب اهل التفويض من جهتين او من ثلاث جهات المناقشة من جهة بيان مخالفتهم للادلة النقلية - 00:47:39
وثانيا المناقشة من جهة مخالفتهم للادلة العقلية وثالثا من جهة اللوازم التي تلزم على هذا المذهب اما من جهة النقل فان مذهب التفويض يرد عليه اولا بكل اية في القرآن - 00:48:09
دلت على ان القرآن العظيم بيان وتبيانا ومبين فان هذا يتنافى تمام المنافاة مع كون ظاهره ضلالا وتشبيها او انه محتو على ما هو مجهول المعنى لجميع الخلق في اشرف مطالبه - 00:48:30
وهي المطالب الالهية الم يقل الله عز وجل تلك ايات الكتاب المبين الم يقل الله عز وجل تبيانا لكل شيء الم يقل الله عز وجل هذا بيان للناس كيف بالله يكون بيانا وتبيانا ومبينا وهو في ذاته يقود الى الضلال ويقود الى الانحراف لان ظاهره - 00:48:55
يدل على التشبيه كيف يكون بيانا ومبينا وهو في نفسه مجهول المعنى في اهم ما فيه هذا لا يمكن ان يكون ثم وقعنا ثانيا يرد مذهب التفويض كل اية في القرآن - 00:49:27
دلت على الامر بتدبره كقوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ثالثا يرد على مذهب اهل التفويض بكل اية في القرآن دلت على ان القرآن نزل بلغة عربية ليعقل ويعلم - 00:49:43
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون قرآنا عربيا لقوم يعلمون لما جعله الله عز وجل كذلك لما جعله الله عز وجل عربيا الا ليعقل ويعلم. اقال الله تعالى الا ايات الصفات اوجدتم قراءة بهذا - 00:50:11
لعلكم تعقلون الا ايات الصفات. هل استثنى النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الاية ايات الصفات؟ الجواب لا. كما انه ما استثنى ما من قوله ليدبروا اياته ايات الصفات اليس كذلك - 00:50:36
ثم نقول رابعا نرد على مذهب اهل التفويض كل اية في القرآن ذمت الذين لا يفهمون معناه ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم - 00:50:53
ماذا قال انفه افلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها اذا هذا ذم لمن يجهل القرآن كله وهل استثنى الله عز وجل ايات الصفات الجواب؟ لا ثم يقال خامسا - 00:51:12
يرد مذهب التفويض كل اية في القرآن دلت على ان القرآن ميسر للذكر ولقد يسرنا القرآن للذكر وبالتالي فانه لا يمكن ان يكون ميسرا وظاهره يدل على التشبيه فيتعين حمله على خلاف ظاهره - 00:51:37
لا يمكن ان يكون ميسرا وهو مجهول المعنى في اهم ما فيه اذا هذه ادلة نقلية تضل على ان مذهب التفويض مذهب غير صحيح ننتقل الى المناقشة العقلية يقال اولا - 00:52:02
ان مذهب التفويض باطل عقلا لانه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة والقوم بنوا مذهبهم على ان ايات الصفات يضل ظاهرها على ماذا على التشبيه والتشبيه عصرا ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:52:24
ما بين ولا وضح ثانيا يرد مذهب التفويض انه الزم منه الطعن في حكمة الله تبارك وتعالى حيث انزل على الناس كتابا وصفه بانه هدى ونار وبيان وتبيان وبشرى للمسلمين وظاهره يقود الى الضلال بل الكفر - 00:52:48
وصفه الله بهذه الصفات وهو مجهول المعنى فيه كلام كانه كلام اعجمي اذا قرأه من يعرف لغة العرب لا يفهمها فيه الفاظ اقرب ما تكون الى الاحاسي والالغاز اهذا يكون في كتاب هذا شأنه - 00:53:16
اهذا يليق بحكمة الله تبارك وتعالى ثم يقال ثالثا هذا المذهب يرده التأمل فيما يلزم على هذا القول من الطعن في القرآن الكريم الذي جعله القوم قرآنا معسرا صعبا الغاز واحاجي له معنى يمكن ان يفهم - 00:53:40
والحقيقة اننا لا يمكن فهم معناه. ولهذا الكلام تعويل لا يعلمه الا الله ومع ذلك معمور الانسان ان يتدبره. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما بين ولا وضح. ولا ارشد ولا في حديث - 00:54:09
فين واحد عليه الصلاة والسلام؟ ما المعنى المراد؟ او على الاقل قال للصحابة اقرأوا القرآن وحذاري ان تفهموا منه شيئا وعلى الاخص ما يتعلق بصفات الله تبارك وتعالى يلزم على هذا المذهب او يرد هذا المذهب - 00:54:25
من جهة رابعة انه يستلزم تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم يا لله العجب النبي صلى الله عليه وسلم انما انزل الله عليه هذا القرآن ليبين للناس ما فيه وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه. لما - 00:54:44
ليبين لهم وهم جعلوه عليه الصلاة والسلام تاليا لهذا القرآن الذي ارسل بابلاغه وهو يجهل معناه كان يتلو كلاما لا يدري ما معناه لان اشرف ما فيه لا يعلم معناه - 00:55:05
ان الله تبارك وتعالى. حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن وهو لا يعرف معناه في اشرف وافضل مطالبه ثم يلزم عليه تم خامسا تجهيل السلف الصالح وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن من بعدهم - 00:55:26
كانوا لا يعلمون الكتاب الا اماني الفاظ فقط تقال بدون معنى كانوا يقرأون القرآن ويتأملونه وهم جهال بمعناه لا يفهمون ما يقرأون وحاشى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك - 00:55:49
يمد هذا المذهب سادسا انه مخالف لاجماع السلف الصالح من كونهم كانوا يتدبرون القرآن كله من اوله الى اخره وما قال منهم احد قط ان في القرآن ما لا يعلم. وما قال احد منهم قط ان في القرآن ما لا سبيل الى تدبره. مر بنا - 00:56:11
كيف كان مجاهد رحمه الله يعرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما يقفه عند كل اية يسأله عنها اسمعتم ان مجاهدا رحمه الله استثنى من ذلك ايات الصفات اقال مجاهد رحمه الله انه كان اذا مر على قوله تعالى - 00:56:35
الرحمن على العرش استوى كان يسكت ويصمت وابن عباس كذلك ويمضون ولا يقفون فمر بكم ذلك يا جماعة لا ما كان هذا ابن ابن مسعود رضي الله عنه وهو الذي يقول - 00:56:58
كنا بما نزل القرآن وقفنا عند عشر ايات فحفظناها وعلمنا ما فيها وعملنا بها ثم انتقلنا الى غيرها السؤال فقال ابن عباس اقال ابن مسعود رضي الله عنه باستثناء ايات الصفات - 00:57:16
الجواب لا وهلم جرا في اثار كثيرة عن السلف بل النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث امته على مدارسة قرآن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في الصحيح لا يجتمع قوم في بيت من بيوت الله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله - 00:57:38
ها ويتدارسونه بينهم. اقال صلى الله عليه وسلم الا ايات الصفات لان لها تأويلا لا يعلمه الا الله. وهي متشابهة تشابها مطلقا اهذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام الجواب لا - 00:58:04
اذا هذه يرعاكم الله اوجه تدل على بطلان هذا المذهب واخيرا من جهة اللوازم التي تلزم على هذا المذهب يلزم على هذا المذهب اولا ان ترك الناس كما قلنا في مذهب اهل التأويل نقول في مذهب اهل التفويض يلزم على ما قرروا في هذا المذهب - 00:58:22
ان ترك الناس بلا قرآن خير لهم من ان ينزل عليهم قرآن قد يقودهم الى الضلال وقد يقودهم الى الكفر بالله عز وجل فان هذه النصوص يدل على ماذا التشبيه والتشبيه - 00:58:47
والتشبيه كفر ثم انه يلزم على هذا المذهب ايضا فتح باب دخول اهل الزندقة والالحاد والضلال على المسلمين فان هذا المذهب مذهب تجهيل اصحابه يقولون ان السلف كانوا اهل جهل - 00:59:06
اهل دروشة كما يقولون يقرؤون القرآن فقط للبركة اما العلم واستنباط المعاني وفهم المراد هذا لنا نحن فيفتح المجال لكل صاحب بدعة وضلال يحرف الكلم عن مواضعه ان يخوض في كتاب الله - 00:59:30
وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان القوم فتحوا لهم المجال. السلف كانوا ماذا اهل تجهيل كانوا جهالا ويجهلون غيرهم ايضا. هذا كان مذهبهم اسلم لانهم يسكتون عن جهل - 00:59:54
فلا يتكلمون فيقعون في الخطأ لكن المتأخرون يمكن لكل احد لانه قد حاز علما ان يقول في كتاب الله عز وجل برأيه وما وما يبدو له من هوى. وبالتالي فانه يفتح المجال على مصراعيه. للخروج عن نهج السلف - 01:00:13
في الصالح ثم اخيرا هذا المذهب لا لم يلزمه الا كونه يغلق على اصحابه باب التدبر والتأمل والتعبد لله تبارك وتعالى باسمائه وصفاته اقول لو لم يكن الا هذا اللازم لدل هذا - 01:00:33
على بطلان هذا المذهب وعلى انه حري بالرد والنقد. سبحان الله العظيم كيف يقول احد ان افضل ما في القرآن واعظم ما في القرآن وهو الذي تشتد حاجة المؤمنين اليه اعظم من كل شيء - 01:00:57
وهو معرفة ربهم وخالقهم والههم الذي يذعنون له ويذلون له ويحبونه ويعظمونه ويتوكلون عليه ويفوضون امورهم اليه كيف يقال ان على المؤمنين الا يفهموا شيئا من الايات التي تتكلم عنها - 01:01:23
انما اذا مر الانسان على اية فيها بيان صفة الله تبارك وتعالى فان عليه ان يسرع اثناء القراءة مع اغلاقه العقل والقلب والعين ان ان يتدبر فيها سبحان الله العظيم ماذا فات هؤلاء - 01:01:49
من اعظم باب يزيد الايمان ويرقي العبد في مدارج الاحسان ولاجل هذا لاجل ما يلزم على هذا المذهب من هذه اللوازم الباطلة وفتح باب الضلال على مصراعيه قرر اهل العلم ان هذا المذهب من شر المذاهب - 01:02:06
نص شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الاول من درء التعارض ان مذهب اهل التفويض بعد ان بين اللوازم التي تلزم عليه بين انه من شر مذاهب اهل البدع من شر مذاهب اهل البدع اذا نظرت وتأملت في اللوازم التي تلزم عليه فلا شك ولا ريب ان كرمه رحمه الله - 01:02:27
كلام مستقيم لعلنا نقف عند هذا الحد واسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 01:02:52
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح الواسطية للشيخ صالح السندي 14 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)