السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:00:00
سامحونا يا كرامُ تأخَّرْنا عليكم قليلًا - 00:00:02
أُحِسُ أنَّ الوقت ضيِّقٌ أحيانًا، وحدثت معَنا مشكلةٌ فنيَّةٌ بسيطةٌ. - 00:00:05
إخواني الكرامُ - 00:00:10
شاعَ لدى شبابِنا تقليدُ الغربيّينَ والفتنةُ بهِم في كلِّ شيءٍ، - 00:00:11
ومنْ ذلكَ تقليدُهم في ما يُعرفُ بعرضِ الزَّواجِ أوْ "Marriage Proposal". - 00:00:15
الصّورةُ المزيَّنةُ للشَّبابِ التي يشاهدونها في الأفلامِ - 00:00:20
أنَّ شابًا يصاحِب فتاةً لفترةٍ، - 00:00:23
ثمَّ يقرّرُ الشّابُّ في يومٍ من الأيّامِ أنْ يفاجئَها - 00:00:27
فيجثو على ركبتِهِ ويفتحُ لها علبةَ خاتمِ الزَّواجِ - 00:00:31
أو يعطيها باقةَ وردٍ تعبيرًا عن رغبته بالزَّواجَ منْها، - 00:00:35
فالفتاةُ تفرحُ، ثم يمسكها الشاب ويؤرجحها في الهواء وَسَطَ تصفيقِ الحضورِ! - 00:00:41
يأتي الشَّابُّ المسلمُ -مع الأسفِ- ثم يقلِّد الغربيَّ ويؤدِّي نفسَ الطقوس - 00:00:50
وأحيانًأ تظهر الفتاة مرتديةً غطاء رأس والشَّابُّ يمسكها ويؤرجحها في الهواء - 00:00:54
على أساسِ أنه (على كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِهِ)، واللهُ المستعانُ! - 00:00:58
- حسنًا، ما المشكلة؟ لم تنزِعجون؟ يا أخي زواجٌ، زواجٌ! - 00:01:01
لماذا تعترِضون على كلِّ شيءٍ؟ - 00:01:04
- المشكلةُ -يا كرامُ- هيَ أنَّ هذهِ اللَّّقطةَ المزيَّنةَ على اعتبارِ أنَّها (مقدِّمةُ زواجٍ) - 00:01:07
تُستخدَمُ لتشريع علاقاتٍ محرَّمةً تسبقُها. - 00:01:11
وفي المقابل تُشوَّهُ صورةُ الزَّواجِ الشَّرعيِّ على اعتبارِ أنَّه (زواجٌ تقليديٌّ)، مملٌّ، - 00:01:15
غير عاطفيٍّ، - 00:01:22
ولمْ تحصلْ فيه فرصةٌ كافيةٌ للتَّعارفِ. - 00:01:24
حسنًا، تعالَوْا نرى الآنَ -بدايةً- الَّذي يحصلُ في السِّياقِ الغربيِّ - 00:01:27
حتى نتحسّر على حالنا لمّا نقلدُ غيرَنا -يا كرامُ- - 00:01:31
الَّذي يحصلُ في السِّياقِ الغربيِّ في كثيرٍ منَ الأحوالِ - 00:01:34
هوَ أنَّ المرأةَ أوِ الفتاةَ تقيمُ علاقةً معَ ذَكرٍ -أي (بالإنجليزيَّة) صديقةٌ حميمةٌ وصديقٌ حميمٌ- - 00:01:37
يخرجون معًا، ذهابًا وإيابًا - 00:01:43
ثمَّ بعدَ فترةٍ -تطولُ أو تقصرُ- تتطوَّرُ العلاقةُ إلى الفاحشةِ المحرَّمةِ بالتأكيد، - 00:01:45
وهناكَ مقالاتٌ منشورةٌ في المواقعِ الغربيَّةِ - 00:01:51
تعطي نصائحَ للفتاةِ بالفترةِ المناسبةِ والإجراءاتِ المناسبةِ - 00:01:55
قبلَ أن تسمحَ لصاحبِها الذَّكرِ -(بالإنجليزيَّةِ) الصديق الحميم- بأنْ يمارسَ معَها الجنسَ. - 00:01:59
يبقَيانِ على هذا الحالِ فترةً منَ الزَّمانِ - 00:02:05
شهورًا، سنواتٍ، - 00:02:08
يعيشانِ بالحرامِ ويمارسانِ الفاحشةَ. - 00:02:10
الفتاةُ خلالَ هذه العلاقةِ تكونُ مضَّطربةً - 00:02:13
لأنَّها تخشى في أيِّ لحظةٍ - 00:02:16
أن يُعجَبَ هذا الذَّكرَ -الَّذي يعيشُ معَها بالحرامِ- بغيرِها فيقولَ لها: - 00:02:18
(بالإنجليزيَّةِ) "وداعًا!" انتهى. - 00:02:23
فهيَ تَحِسُّ دائمًا بالخطرِ والخوفِ، - 00:02:25
وفي كثيرٍ منَ الأحيانِ تكونُ محتاجةً مادِّيًّا، معتمدةً عليهِ، - 00:02:28
فتُريدُ أنْ تَحِسُّ بالأمانِ والاستقرارِ، هيَ تبحثُ عن الأمانِ والاستقرارِ، - 00:02:32
وهيَ -من المؤكَّد- معَ مرورِ الأيّامِ يشحَبُ لونُها، يقِلُّ جمالهُا، - 00:02:36
فجمالهُا لهُ "Expiry" تاريخُ انتهاءِ صلاحيّةٍ. - 00:02:41
أيضًا المرأةُ لديها غريزةُ حبِّ الأمومةِ -تحبُّ أن تكونَ أُمًّا- - 00:02:45
فتطلبُ هيَ منَ الذّكرِ أنْ يتزوَّجها في كثيرٍ منَ الأحيانِ، - 00:02:49
فهيَ دونَ زواجٍ - 00:02:53
ليس لها أيَّة حقوقٍ على الذّكرِ، ولا مطلوبٌ منهُ أيُّ التزامٍ تجاهها - 00:02:54
انتبهوا مرَّةً أخرى يا شباب ويا بنات: - 00:03:00
خلالَ هذهِ العلاقةِ المحرّمةِ - 00:03:03
ليسَ للمرأةِ أيّةُ حقوقٍ على الذّكرِ، ولا مطلوبٌ منهُ أيُّ التزامٍ تجاهها، - 00:03:05
هناكَ مقالاتٌ متخصِّصةٌ مُعنونةٌ بعنوانٍ ترجَمَتُهُ: - 00:03:12
(كم المدَّة التي ينبغي عليكَ وعليكِ ممارسةُ المواعدة قبل الزواج؟) - 00:03:15
-أي العلاقاتِ المحرّمةِ- - 00:03:20
لكي يتأكَّد كلُّ طرفٍ أنَّ الطرفَ الآخرَ جادٌّ - 00:03:22
وأنّهما مؤهّلانِ لبناءِ أسرةٍ وإنجابِ أولادٍ. - 00:03:24
حسنًا، (بالإنجليزيّة) الأصدقاء المقرَّبون هؤلاء الذَّكور -وأنا لا أحبُّ أن أقول (الرجال)؛ - 00:03:28
لأنَّ من يعمل مثل ذلك ليس برجلٍ، - 00:03:31
الذي يمارس هذه العلاقات المحرَّمة- - 00:03:32
لكن الذَّكور أو (بالإنجليزية) الأصدقاء المقرَبون في المقابلِ - 00:03:35
أكثرهم لا يريدونَ أن يلتزموا تجاهَ المرأةِ بشيءٍ؛ - 00:03:37
الواحدُ منهم يريدُ المتعةَ الهابطةَ فحسْب! - 00:03:41
وهوَ على علاقةٍ محرّمةٍ معَ هذه المرأةِ لا توجد أيّ عواقب للتّركِ، - 00:03:45
يتركها، يرميها وقتما شاء! - 00:03:49
لكن إذا تزوّجها فهناك التزاماتٌ، وعليهِ أن يدفعَ نصفَ ثروته لها إذا طلَّقها، - 00:03:51
أعرف أنَّ هذا الإلزام موجودٌ في القانون الأمريكيِّ - 00:03:57
ولا أعرف -بصراحةٍ- الوضع في الدّولِ الأوروبيّةِ، - 00:03:59
لكن في أمريكا إذا أراد أن يطلّقها فعليه أن يعطيها نصفَ ثروته - 00:04:02
وهو بالتأكيد -الذّكر- في غنىً عن هذهِ المخاطرةِ، - 00:04:06
وهوَ لا يُريدُ تحمّلَ مسؤوليّةِ الأولادِ والأسرةِ، هوَ يريدُ الاستمتاعَ بالحرامِ فقط! - 00:04:08
لذلكَ يدفعها لتتّخذ كلَّ الإجراءاتِ لمنعِ الحملِ والإنجابِ، وإذا حَملتْ تُجهِض، - 00:04:13
هنا عادةً يحصلُ خلافٌ؛ - 00:04:19
المرأةُ تلحُّ في الرّغبةِ بالزّواجِ والحملِ والأمومةِ، - 00:04:22
فيهربُ الذّكرُ من حياتها، ويتركها بعدما عاشَ لشهورٍ أو سنواتٍ - 00:04:25
وهوَ يستبيحُ كرامتها وعِرضها بالمّجان.. بالمّجان! - 00:04:31
وهناك مقابلاتٌ منشورةٌ مع هؤلاءِ النّساءِ - 00:04:36
بالتأكيد لا نستطيع أن نضع روابطها ففيها مشاهدٌ غير مناسِبةٍ، - 00:04:39
لكن تستطيعُ سماعَ التّفاصيلَ المؤلمةَ، ويتكلمنَّ عمّا يحصلُ معهنَّ؛ - 00:04:42
التَّفاصيلُ والمعاناةُ في طمعهنَّ للحصولِ على الزَّواجِ لا تُصدّقُ! - 00:04:48
وهنَّ من فعلن ذلك بأنفسهن. - 00:04:53
وتذكَّروا -يا إخواني- ما ذكرناهُ في حلقةِ (تحريرُ المرأةِ الغربيّةِ) - 00:04:54
المعيارُ في قيمةِ المرأةِ هناكَ هو الجمالُ - 00:04:58
ولا تحدِّثني عن قيمة الوفاء بين الزوجين، وقصص النّبيِ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- في الوفاءِ، - 00:05:00
نحن نتكلَّم الآن عن شيءٍ خارج هذا السِّياق تمامًا.. تمامًا! - 00:05:06
المعيارُ عندهم هو الجمالُ! - 00:05:10
ولمَّا يصِل جمالها إلى تاريخ انتهاء صلاحيَّته - 00:05:12
وينخفض سَعرها، ويقلُّ عدد من يقبل بها - 00:05:14
فمن الممكن تُشرَّد في الشوارع ،أو تطلب معوناتٍ من الضّمانِ الاجتماعيِّ. - 00:05:18
في المقابلِ... - 00:05:23
-وهذا السّياقُ الذي يحصلُ كثيرًا- - 00:05:25
في المقابلِ في بعضِ الحالاتِ، في (بعضِ) الحالاتِ - 00:05:28
يقرّرُ (بالإنجليزية) الصديق الحميم أن يتفضّلَ على هذهِ الأنثى التي استباحها، - 00:05:31
أن يتفضّلَ عليها بالزّواجِ، إمّا من نفسهِ أو بطلبٍ منها - 00:05:36
يأتي فيفاجئها بعرضِ الزّواجِ بأنْ يفتحَ علبةَ الخاتمِ، - 00:05:40
فتصابُ هي -بلا شكٍّ- بالذُّهولِ فتقفز وتصرخ - 00:05:45
ويصفّقُ الحاضرونَ للمشهدِ - 00:05:47
"نعم أخيرًا هناك التزامٌ منه تجاهي!" - 00:05:49
"أخيرًا هناك طمأنينةٌ، هناك استقرارٌ، هناك مجالٌ للأمومةِ" - 00:05:52
وحتّى إن حصلَ هذا المشهدُ - 00:05:56
فيكونُ عادةً بعدَ أن تستعملَ المرأةُ العلاقةَ الجنسيّةَ بهدفِ الوصولِ إلى الزّواجِ. - 00:05:59
حسنًا، بعدَ الزّواجِ، نسبٌ عاليةٌ من الطّلاقِ -في أبحاثٍ منشورةٍ يمكنُ أن تطّلعَ عليها، - 00:06:05
أبحاثٌ اجتماعيّةٌ- - 00:06:10
نسبٌ عاليةٌ من الضّربِ المبرّحِ والاعتداءِ على هذه المرأةِ - 00:06:12
في ظاهرةِ (بالإنجليزية) "المرأة المضروبة ضربًا مبرحًا" - 00:06:15
التي تكلَّمنا عنها في حلقةِ (الإسلام وضرب المرأة) - 00:06:17
ثم تأتي (هوليوود) -يا جماعة- - 00:06:21
وتعطيكَ اللّقطةَ ذاتِ الدّقيقةِ الواحدةِ أو أقلُّ من دقيقةٍ من عرضِ الزّواجِ، - 00:06:23
ولا تعطيكَ الذلَّ والإهانة والمرار للمرأةِ قبلها ولا بعدها! - 00:06:28
ثم يأتي شبابنا - 00:06:33
- الله يهديهم ويتوب علينا وعليهم- - 00:06:34
وتأتي فتياتنا - 00:06:36
- الله يهديهنَّ ويتوب علينا وعليهنَّ- - 00:06:37
فيظنُّون أنَّ هذهِ اللّقطةِ تعبّرُ عنِ العاطفة، والاحترامِ، والكرامةِ للمرأةِ! - 00:06:39
لمّا -يا شباب- يحصل تطبيعٌ معَ هذهِ اللّحظةِ العاطفيَّةِ المزيّنةِ - 00:06:45
بأنَّها مقدّمةُ زواجٍ، شيءٌ شرعيٌّ، فإنّه يُطبِّعُ معها العلاقاتِ التي قبلها. - 00:06:49
نعم، الفاحشةُ ليستْ شائعةً في مجتمعاتنا -حتّى الآن، ونسأل الله الستر فيما هو قادمٌ- - 00:06:56
ليست شائعةً في مجتمعاتنا مثلَ شيوعها عندهم، - 00:07:02
لكن، إذا انبهرنا بهم فالمسألةُ مسألةُ وقتٍ - 00:07:05
﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [القرآن 208:2] - 00:07:09
لما بعض البنات تقول: "أنا لن أتزوَّج قبل فترة تعارف!" - 00:07:12
أيُّ تعارفٍ يا أختي؟ أيّ تعارفٍ؟! - 00:07:14
إذا كانَ تعارفًا شرعيًا، ولقاءاتٍ في بيتِ الأهلِ، فأنا معَ هذهِ اللّقاءاتِ - 00:07:16
وأنا معَ عدمِ الاستعجالِ في الزّواجِ - 00:07:20
حتّى يختبرَ كلُّ طرفٍ نفسيّةَ الآخرَ، وصدقهُ وأمانتهُ، وإيمانهُ، وسويّتهُ النّفسيّةِ، - 00:07:22
أنا أشجّعُ عدمَ التّعجُّلِ في الزّواجِ، - 00:07:28
وأشجع الشّاب يجلس معَ البنت مرّةً ومرّتين و ثلاثةً وأربعةً وخمسةً، - 00:07:30
حتى نضمن حصول وتحقُّق التآلف بينهما بإذنِ اللهِ. - 00:07:35
لكن لاحظوا -يا جماعة- - 00:07:41
كيف تكرِّر بعض البنات عبارة: "ليس معنى أنك دفعتَ المهر للفتاة أنَّك قد اشتريتها " - 00:07:42
المهرُ شراءٌ -هداكُنَّ الله-؟! - 00:07:46
المهرُ شراءٌ؟ أَم ما يحصلُ في هذه السّياقاتِ الغربيّةِ - 00:07:48
هو الشّراءُ والاستعبادُ والإذلالُ لكرامةِ المرأةِ؟! - 00:07:51
قارنْ ما سمعتَهُ - 00:07:54
بما يحصلُ في مجتمعاتنا المسلمةِ على ما فيها من سوءٍ، - 00:07:56
وعلى ما فيها من بُعدٍ عن الدّينِ. - 00:08:00
-فنحن وبالرغم من ابتعادنا كثيرًا عن ديننا لكن ما زالت لدينا بقايا الدّين- - 00:08:02
قارنْ ما يحصلُ في مجتمعاتنا حين يأتي مجموعة رجال -واللهِ منظرٌ بهيجٌ!- - 00:08:05
مجموعةٌ من عشرات الرّجال لطلبِ يد البنتِ للشّابِ على كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ، - 00:08:10
تأتي العشيرة كلها يطلبون يدك يا بنت، لهذا الشّاب على كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ بالحلالِ! - 00:08:17
والشَّاب يعطي المهر فريضةً من اللهِ، ليس متفضّلًا عليكِ بالزّواجِ، - 00:08:24
ليس مِنَّةً منّه، - 00:08:30
حقّك أنتِ! - 00:08:31
النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- يقولُ: - 00:08:33
(فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ) (أخرجه البخاري: 5090) - 00:08:34
أنت الظافر يا من تتزوَّج ذات الدّين! - 00:08:36
أنت الرابح، - 00:08:38
لست ذا فضلٍ عليها بأ تُلملِم بقايا كرامتها بالزّواجِ، - 00:08:39
وتعطيها فرصة الأمومة! - 00:08:43
إذا كان هناك مللٌ، وجفافٌ في الحياة الزّوجيّةِ لدى كثيرٍ من الأزواجِ المسلمينَ - 00:08:45
فهذا ليسَ من الإسلامِ - 00:08:49
-يا شباب ويا بنات- - 00:08:50
هذا ليسَ من الإسلامِ، - 00:08:51
وليسَ من الزّواجِ (التّقليديِّ) - 00:08:53
لكن من هٌجراننا لسنّةِ نبيّنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- - 00:08:55
حتّى في لفتاتهِ اللّطيفةِ في الحياةِ الزّوجيّةِ، - 00:08:59
والتي تكلّمنا عنها في حلقةِ (ندى تشتكي لعائشة) - 00:09:02
في الحديثِ الصّحيحِ، عنِ المغيرةِ بن شعبةَ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنّهُ خطبَ امرأةً - 00:09:06
فقالَ النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ-: - 00:09:09
(انظُرْ إليها فإنَّه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما) (أخرجه الترمذي: 1087) - 00:09:12
أنت ترغب أن تتزوَّج هذه البنت، اذهب وانظر لها - 00:09:15
تأكَّد أن جمالها مناسبٌ لك، - 00:09:18
وهي أيضًا تنظر إليك وترى جمالك، وتتعرَّف على شخصيَّتك، - 00:09:20
(أحرى أن يؤدمَ بينكما) - 00:09:23
أي يقع في بينكما مودّةً ورحمةً، - 00:09:24
النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- يقول: (فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ) (صحيح البخاري) - 00:09:27
والرّوايةُ الأخرى: (تلاعبها وتلاعبكَ وتضاحكها وتضاحككَ) - 00:09:29
الأصلُ في الحياةُ الزّوجيةُ أن تكونَ رطبةً وجميلةً، - 00:09:33
لكن نحنُ ابتعدنا عن سنّةِ نبيّنا - 00:09:35
حتّى في ترطيبِ علاقاتنا في حياتنا الزّوجيّةِ. - 00:09:38
فيا جماعة؛ يا شباب ويا فتيات، - 00:09:41
بعدما رأيتم، باللهِ عليكم - 00:09:44
أيجوزُ ويصحُّ أنتم يا شباب أمّةَ محمّدٍ، - 00:09:46
يا أتباعَ خيرَ الأنبياءِ والمرسلينَ، - 00:09:51
يا خيرَ أمّةٍ أُخرجتْ للنّاسِ، - 00:09:54
باللهِ عليكم هل تتقبَّلون لأنفسكم أن تقلّدوهم؟! - 00:09:56
أليس الأصل أن يكون هناك نفورٌ - 00:09:59
بحيث أنّك لا تُطيق رؤية أيّ لقطةٍ من هذه اللّقطات! - 00:10:01
تحسُّ أنّك مسلمٌ عزيزٌ، لك كيانك ولك استقلالك، ولك كرامتك، - 00:10:03
ولا تقلد أحدًا؟! - 00:10:06
وهم من يجب عليهم تقليدنا؛ - 00:10:08
هم من يجب عليهم تقليدنا في تكريمِ المرأةِ، - 00:10:10
وتعزيزِ المرأةِ، وتفخيمِ مكانةِ المرأةِ، - 00:10:12
وكذلك في تعميقِ المودّةِ والرّحمةِ في العلاقاتِ الأسريّةِ المبنيّةِ على الوفاءِ والمحبّةِ - 00:10:15
والتّقرّبِ والطّاعةِ للهِ -سبحانهُ وتعالى- بإحسانِ كلِّ طرفٍ للآخرِ، - 00:10:22
وليس على مُتعةِ جنسيّةٍ هابطةٍ - 00:10:26
لا تلبثُ أن تزولَ، وتُلقى فيها المرأةُ بعدَ ذلكَ - 00:10:29
ما لم يتفضّلْ عليها هذا الذي استباحَ كرامتها قبلَ ذلكَ بالحرامِ سنواتٍ! - 00:10:32
واللهُ المستعانُ. - 00:10:37
أسألُ اللهَ العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيمِ، أن يهديَ شبابنا وفتياتنا لما يُحبُّ ويَرضى، - 00:10:38
وأنْ يجمعنا بكم على حوضِ النّبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- - 00:10:43
والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله. - 00:10:47
Transcription
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:00:00
سامحونا يا كرامُ تأخَّرْنا عليكم قليلًا - 00:00:02
أُحِسُ أنَّ الوقت ضيِّقٌ أحيانًا، وحدثت معَنا مشكلةٌ فنيَّةٌ بسيطةٌ. - 00:00:05
إخواني الكرامُ - 00:00:10
شاعَ لدى شبابِنا تقليدُ الغربيّينَ والفتنةُ بهِم في كلِّ شيءٍ، - 00:00:11
ومنْ ذلكَ تقليدُهم في ما يُعرفُ بعرضِ الزَّواجِ أوْ "Marriage Proposal". - 00:00:15
الصّورةُ المزيَّنةُ للشَّبابِ التي يشاهدونها في الأفلامِ - 00:00:20
أنَّ شابًا يصاحِب فتاةً لفترةٍ، - 00:00:23
ثمَّ يقرّرُ الشّابُّ في يومٍ من الأيّامِ أنْ يفاجئَها - 00:00:27
فيجثو على ركبتِهِ ويفتحُ لها علبةَ خاتمِ الزَّواجِ - 00:00:31
أو يعطيها باقةَ وردٍ تعبيرًا عن رغبته بالزَّواجَ منْها، - 00:00:35
فالفتاةُ تفرحُ، ثم يمسكها الشاب ويؤرجحها في الهواء وَسَطَ تصفيقِ الحضورِ! - 00:00:41
يأتي الشَّابُّ المسلمُ -مع الأسفِ- ثم يقلِّد الغربيَّ ويؤدِّي نفسَ الطقوس - 00:00:50
وأحيانًأ تظهر الفتاة مرتديةً غطاء رأس والشَّابُّ يمسكها ويؤرجحها في الهواء - 00:00:54
على أساسِ أنه (على كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِهِ)، واللهُ المستعانُ! - 00:00:58
- حسنًا، ما المشكلة؟ لم تنزِعجون؟ يا أخي زواجٌ، زواجٌ! - 00:01:01
لماذا تعترِضون على كلِّ شيءٍ؟ - 00:01:04
- المشكلةُ -يا كرامُ- هيَ أنَّ هذهِ اللَّّقطةَ المزيَّنةَ على اعتبارِ أنَّها (مقدِّمةُ زواجٍ) - 00:01:07
تُستخدَمُ لتشريع علاقاتٍ محرَّمةً تسبقُها. - 00:01:11
وفي المقابل تُشوَّهُ صورةُ الزَّواجِ الشَّرعيِّ على اعتبارِ أنَّه (زواجٌ تقليديٌّ)، مملٌّ، - 00:01:15
غير عاطفيٍّ، - 00:01:22
ولمْ تحصلْ فيه فرصةٌ كافيةٌ للتَّعارفِ. - 00:01:24
حسنًا، تعالَوْا نرى الآنَ -بدايةً- الَّذي يحصلُ في السِّياقِ الغربيِّ - 00:01:27
حتى نتحسّر على حالنا لمّا نقلدُ غيرَنا -يا كرامُ- - 00:01:31
الَّذي يحصلُ في السِّياقِ الغربيِّ في كثيرٍ منَ الأحوالِ - 00:01:34
هوَ أنَّ المرأةَ أوِ الفتاةَ تقيمُ علاقةً معَ ذَكرٍ -أي (بالإنجليزيَّة) صديقةٌ حميمةٌ وصديقٌ حميمٌ- - 00:01:37
يخرجون معًا، ذهابًا وإيابًا - 00:01:43
ثمَّ بعدَ فترةٍ -تطولُ أو تقصرُ- تتطوَّرُ العلاقةُ إلى الفاحشةِ المحرَّمةِ بالتأكيد، - 00:01:45
وهناكَ مقالاتٌ منشورةٌ في المواقعِ الغربيَّةِ - 00:01:51
تعطي نصائحَ للفتاةِ بالفترةِ المناسبةِ والإجراءاتِ المناسبةِ - 00:01:55
قبلَ أن تسمحَ لصاحبِها الذَّكرِ -(بالإنجليزيَّةِ) الصديق الحميم- بأنْ يمارسَ معَها الجنسَ. - 00:01:59
يبقَيانِ على هذا الحالِ فترةً منَ الزَّمانِ - 00:02:05
شهورًا، سنواتٍ، - 00:02:08
يعيشانِ بالحرامِ ويمارسانِ الفاحشةَ. - 00:02:10
الفتاةُ خلالَ هذه العلاقةِ تكونُ مضَّطربةً - 00:02:13
لأنَّها تخشى في أيِّ لحظةٍ - 00:02:16
أن يُعجَبَ هذا الذَّكرَ -الَّذي يعيشُ معَها بالحرامِ- بغيرِها فيقولَ لها: - 00:02:18
(بالإنجليزيَّةِ) "وداعًا!" انتهى. - 00:02:23
فهيَ تَحِسُّ دائمًا بالخطرِ والخوفِ، - 00:02:25
وفي كثيرٍ منَ الأحيانِ تكونُ محتاجةً مادِّيًّا، معتمدةً عليهِ، - 00:02:28
فتُريدُ أنْ تَحِسُّ بالأمانِ والاستقرارِ، هيَ تبحثُ عن الأمانِ والاستقرارِ، - 00:02:32
وهيَ -من المؤكَّد- معَ مرورِ الأيّامِ يشحَبُ لونُها، يقِلُّ جمالهُا، - 00:02:36
فجمالهُا لهُ "Expiry" تاريخُ انتهاءِ صلاحيّةٍ. - 00:02:41
أيضًا المرأةُ لديها غريزةُ حبِّ الأمومةِ -تحبُّ أن تكونَ أُمًّا- - 00:02:45
فتطلبُ هيَ منَ الذّكرِ أنْ يتزوَّجها في كثيرٍ منَ الأحيانِ، - 00:02:49
فهيَ دونَ زواجٍ - 00:02:53
ليس لها أيَّة حقوقٍ على الذّكرِ، ولا مطلوبٌ منهُ أيُّ التزامٍ تجاهها - 00:02:54
انتبهوا مرَّةً أخرى يا شباب ويا بنات: - 00:03:00
خلالَ هذهِ العلاقةِ المحرّمةِ - 00:03:03
ليسَ للمرأةِ أيّةُ حقوقٍ على الذّكرِ، ولا مطلوبٌ منهُ أيُّ التزامٍ تجاهها، - 00:03:05
هناكَ مقالاتٌ متخصِّصةٌ مُعنونةٌ بعنوانٍ ترجَمَتُهُ: - 00:03:12
(كم المدَّة التي ينبغي عليكَ وعليكِ ممارسةُ المواعدة قبل الزواج؟) - 00:03:15
-أي العلاقاتِ المحرّمةِ- - 00:03:20
لكي يتأكَّد كلُّ طرفٍ أنَّ الطرفَ الآخرَ جادٌّ - 00:03:22
وأنّهما مؤهّلانِ لبناءِ أسرةٍ وإنجابِ أولادٍ. - 00:03:24
حسنًا، (بالإنجليزيّة) الأصدقاء المقرَّبون هؤلاء الذَّكور -وأنا لا أحبُّ أن أقول (الرجال)؛ - 00:03:28
لأنَّ من يعمل مثل ذلك ليس برجلٍ، - 00:03:31
الذي يمارس هذه العلاقات المحرَّمة- - 00:03:32
لكن الذَّكور أو (بالإنجليزية) الأصدقاء المقرَبون في المقابلِ - 00:03:35
أكثرهم لا يريدونَ أن يلتزموا تجاهَ المرأةِ بشيءٍ؛ - 00:03:37
الواحدُ منهم يريدُ المتعةَ الهابطةَ فحسْب! - 00:03:41
وهوَ على علاقةٍ محرّمةٍ معَ هذه المرأةِ لا توجد أيّ عواقب للتّركِ، - 00:03:45
يتركها، يرميها وقتما شاء! - 00:03:49
لكن إذا تزوّجها فهناك التزاماتٌ، وعليهِ أن يدفعَ نصفَ ثروته لها إذا طلَّقها، - 00:03:51
أعرف أنَّ هذا الإلزام موجودٌ في القانون الأمريكيِّ - 00:03:57
ولا أعرف -بصراحةٍ- الوضع في الدّولِ الأوروبيّةِ، - 00:03:59
لكن في أمريكا إذا أراد أن يطلّقها فعليه أن يعطيها نصفَ ثروته - 00:04:02
وهو بالتأكيد -الذّكر- في غنىً عن هذهِ المخاطرةِ، - 00:04:06
وهوَ لا يُريدُ تحمّلَ مسؤوليّةِ الأولادِ والأسرةِ، هوَ يريدُ الاستمتاعَ بالحرامِ فقط! - 00:04:08
لذلكَ يدفعها لتتّخذ كلَّ الإجراءاتِ لمنعِ الحملِ والإنجابِ، وإذا حَملتْ تُجهِض، - 00:04:13
هنا عادةً يحصلُ خلافٌ؛ - 00:04:19
المرأةُ تلحُّ في الرّغبةِ بالزّواجِ والحملِ والأمومةِ، - 00:04:22
فيهربُ الذّكرُ من حياتها، ويتركها بعدما عاشَ لشهورٍ أو سنواتٍ - 00:04:25
وهوَ يستبيحُ كرامتها وعِرضها بالمّجان.. بالمّجان! - 00:04:31
وهناك مقابلاتٌ منشورةٌ مع هؤلاءِ النّساءِ - 00:04:36
بالتأكيد لا نستطيع أن نضع روابطها ففيها مشاهدٌ غير مناسِبةٍ، - 00:04:39
لكن تستطيعُ سماعَ التّفاصيلَ المؤلمةَ، ويتكلمنَّ عمّا يحصلُ معهنَّ؛ - 00:04:42
التَّفاصيلُ والمعاناةُ في طمعهنَّ للحصولِ على الزَّواجِ لا تُصدّقُ! - 00:04:48
وهنَّ من فعلن ذلك بأنفسهن. - 00:04:53
وتذكَّروا -يا إخواني- ما ذكرناهُ في حلقةِ (تحريرُ المرأةِ الغربيّةِ) - 00:04:54
المعيارُ في قيمةِ المرأةِ هناكَ هو الجمالُ - 00:04:58
ولا تحدِّثني عن قيمة الوفاء بين الزوجين، وقصص النّبيِ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- في الوفاءِ، - 00:05:00
نحن نتكلَّم الآن عن شيءٍ خارج هذا السِّياق تمامًا.. تمامًا! - 00:05:06
المعيارُ عندهم هو الجمالُ! - 00:05:10
ولمَّا يصِل جمالها إلى تاريخ انتهاء صلاحيَّته - 00:05:12
وينخفض سَعرها، ويقلُّ عدد من يقبل بها - 00:05:14
فمن الممكن تُشرَّد في الشوارع ،أو تطلب معوناتٍ من الضّمانِ الاجتماعيِّ. - 00:05:18
في المقابلِ... - 00:05:23
-وهذا السّياقُ الذي يحصلُ كثيرًا- - 00:05:25
في المقابلِ في بعضِ الحالاتِ، في (بعضِ) الحالاتِ - 00:05:28
يقرّرُ (بالإنجليزية) الصديق الحميم أن يتفضّلَ على هذهِ الأنثى التي استباحها، - 00:05:31
أن يتفضّلَ عليها بالزّواجِ، إمّا من نفسهِ أو بطلبٍ منها - 00:05:36
يأتي فيفاجئها بعرضِ الزّواجِ بأنْ يفتحَ علبةَ الخاتمِ، - 00:05:40
فتصابُ هي -بلا شكٍّ- بالذُّهولِ فتقفز وتصرخ - 00:05:45
ويصفّقُ الحاضرونَ للمشهدِ - 00:05:47
"نعم أخيرًا هناك التزامٌ منه تجاهي!" - 00:05:49
"أخيرًا هناك طمأنينةٌ، هناك استقرارٌ، هناك مجالٌ للأمومةِ" - 00:05:52
وحتّى إن حصلَ هذا المشهدُ - 00:05:56
فيكونُ عادةً بعدَ أن تستعملَ المرأةُ العلاقةَ الجنسيّةَ بهدفِ الوصولِ إلى الزّواجِ. - 00:05:59
حسنًا، بعدَ الزّواجِ، نسبٌ عاليةٌ من الطّلاقِ -في أبحاثٍ منشورةٍ يمكنُ أن تطّلعَ عليها، - 00:06:05
أبحاثٌ اجتماعيّةٌ- - 00:06:10
نسبٌ عاليةٌ من الضّربِ المبرّحِ والاعتداءِ على هذه المرأةِ - 00:06:12
في ظاهرةِ (بالإنجليزية) "المرأة المضروبة ضربًا مبرحًا" - 00:06:15
التي تكلَّمنا عنها في حلقةِ (الإسلام وضرب المرأة) - 00:06:17
ثم تأتي (هوليوود) -يا جماعة- - 00:06:21
وتعطيكَ اللّقطةَ ذاتِ الدّقيقةِ الواحدةِ أو أقلُّ من دقيقةٍ من عرضِ الزّواجِ، - 00:06:23
ولا تعطيكَ الذلَّ والإهانة والمرار للمرأةِ قبلها ولا بعدها! - 00:06:28
ثم يأتي شبابنا - 00:06:33
- الله يهديهم ويتوب علينا وعليهم- - 00:06:34
وتأتي فتياتنا - 00:06:36
- الله يهديهنَّ ويتوب علينا وعليهنَّ- - 00:06:37
فيظنُّون أنَّ هذهِ اللّقطةِ تعبّرُ عنِ العاطفة، والاحترامِ، والكرامةِ للمرأةِ! - 00:06:39
لمّا -يا شباب- يحصل تطبيعٌ معَ هذهِ اللّحظةِ العاطفيَّةِ المزيّنةِ - 00:06:45
بأنَّها مقدّمةُ زواجٍ، شيءٌ شرعيٌّ، فإنّه يُطبِّعُ معها العلاقاتِ التي قبلها. - 00:06:49
نعم، الفاحشةُ ليستْ شائعةً في مجتمعاتنا -حتّى الآن، ونسأل الله الستر فيما هو قادمٌ- - 00:06:56
ليست شائعةً في مجتمعاتنا مثلَ شيوعها عندهم، - 00:07:02
لكن، إذا انبهرنا بهم فالمسألةُ مسألةُ وقتٍ - 00:07:05
﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [القرآن 208:2] - 00:07:09
لما بعض البنات تقول: "أنا لن أتزوَّج قبل فترة تعارف!" - 00:07:12
أيُّ تعارفٍ يا أختي؟ أيّ تعارفٍ؟! - 00:07:14
إذا كانَ تعارفًا شرعيًا، ولقاءاتٍ في بيتِ الأهلِ، فأنا معَ هذهِ اللّقاءاتِ - 00:07:16
وأنا معَ عدمِ الاستعجالِ في الزّواجِ - 00:07:20
حتّى يختبرَ كلُّ طرفٍ نفسيّةَ الآخرَ، وصدقهُ وأمانتهُ، وإيمانهُ، وسويّتهُ النّفسيّةِ، - 00:07:22
أنا أشجّعُ عدمَ التّعجُّلِ في الزّواجِ، - 00:07:28
وأشجع الشّاب يجلس معَ البنت مرّةً ومرّتين و ثلاثةً وأربعةً وخمسةً، - 00:07:30
حتى نضمن حصول وتحقُّق التآلف بينهما بإذنِ اللهِ. - 00:07:35
لكن لاحظوا -يا جماعة- - 00:07:41
كيف تكرِّر بعض البنات عبارة: "ليس معنى أنك دفعتَ المهر للفتاة أنَّك قد اشتريتها " - 00:07:42
المهرُ شراءٌ -هداكُنَّ الله-؟! - 00:07:46
المهرُ شراءٌ؟ أَم ما يحصلُ في هذه السّياقاتِ الغربيّةِ - 00:07:48
هو الشّراءُ والاستعبادُ والإذلالُ لكرامةِ المرأةِ؟! - 00:07:51
قارنْ ما سمعتَهُ - 00:07:54
بما يحصلُ في مجتمعاتنا المسلمةِ على ما فيها من سوءٍ، - 00:07:56
وعلى ما فيها من بُعدٍ عن الدّينِ. - 00:08:00
-فنحن وبالرغم من ابتعادنا كثيرًا عن ديننا لكن ما زالت لدينا بقايا الدّين- - 00:08:02
قارنْ ما يحصلُ في مجتمعاتنا حين يأتي مجموعة رجال -واللهِ منظرٌ بهيجٌ!- - 00:08:05
مجموعةٌ من عشرات الرّجال لطلبِ يد البنتِ للشّابِ على كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ، - 00:08:10
تأتي العشيرة كلها يطلبون يدك يا بنت، لهذا الشّاب على كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ بالحلالِ! - 00:08:17
والشَّاب يعطي المهر فريضةً من اللهِ، ليس متفضّلًا عليكِ بالزّواجِ، - 00:08:24
ليس مِنَّةً منّه، - 00:08:30
حقّك أنتِ! - 00:08:31
النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- يقولُ: - 00:08:33
(فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ) (أخرجه البخاري: 5090) - 00:08:34
أنت الظافر يا من تتزوَّج ذات الدّين! - 00:08:36
أنت الرابح، - 00:08:38
لست ذا فضلٍ عليها بأ تُلملِم بقايا كرامتها بالزّواجِ، - 00:08:39
وتعطيها فرصة الأمومة! - 00:08:43
إذا كان هناك مللٌ، وجفافٌ في الحياة الزّوجيّةِ لدى كثيرٍ من الأزواجِ المسلمينَ - 00:08:45
فهذا ليسَ من الإسلامِ - 00:08:49
-يا شباب ويا بنات- - 00:08:50
هذا ليسَ من الإسلامِ، - 00:08:51
وليسَ من الزّواجِ (التّقليديِّ) - 00:08:53
لكن من هٌجراننا لسنّةِ نبيّنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- - 00:08:55
حتّى في لفتاتهِ اللّطيفةِ في الحياةِ الزّوجيّةِ، - 00:08:59
والتي تكلّمنا عنها في حلقةِ (ندى تشتكي لعائشة) - 00:09:02
في الحديثِ الصّحيحِ، عنِ المغيرةِ بن شعبةَ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنّهُ خطبَ امرأةً - 00:09:06
فقالَ النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ-: - 00:09:09
(انظُرْ إليها فإنَّه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما) (أخرجه الترمذي: 1087) - 00:09:12
أنت ترغب أن تتزوَّج هذه البنت، اذهب وانظر لها - 00:09:15
تأكَّد أن جمالها مناسبٌ لك، - 00:09:18
وهي أيضًا تنظر إليك وترى جمالك، وتتعرَّف على شخصيَّتك، - 00:09:20
(أحرى أن يؤدمَ بينكما) - 00:09:23
أي يقع في بينكما مودّةً ورحمةً، - 00:09:24
النّبيُّ -عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ- يقول: (فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ) (صحيح البخاري) - 00:09:27
والرّوايةُ الأخرى: (تلاعبها وتلاعبكَ وتضاحكها وتضاحككَ) - 00:09:29
الأصلُ في الحياةُ الزّوجيةُ أن تكونَ رطبةً وجميلةً، - 00:09:33
لكن نحنُ ابتعدنا عن سنّةِ نبيّنا - 00:09:35
حتّى في ترطيبِ علاقاتنا في حياتنا الزّوجيّةِ. - 00:09:38
فيا جماعة؛ يا شباب ويا فتيات، - 00:09:41
بعدما رأيتم، باللهِ عليكم - 00:09:44
أيجوزُ ويصحُّ أنتم يا شباب أمّةَ محمّدٍ، - 00:09:46
يا أتباعَ خيرَ الأنبياءِ والمرسلينَ، - 00:09:51
يا خيرَ أمّةٍ أُخرجتْ للنّاسِ، - 00:09:54
باللهِ عليكم هل تتقبَّلون لأنفسكم أن تقلّدوهم؟! - 00:09:56
أليس الأصل أن يكون هناك نفورٌ - 00:09:59
بحيث أنّك لا تُطيق رؤية أيّ لقطةٍ من هذه اللّقطات! - 00:10:01
تحسُّ أنّك مسلمٌ عزيزٌ، لك كيانك ولك استقلالك، ولك كرامتك، - 00:10:03
ولا تقلد أحدًا؟! - 00:10:06
وهم من يجب عليهم تقليدنا؛ - 00:10:08
هم من يجب عليهم تقليدنا في تكريمِ المرأةِ، - 00:10:10
وتعزيزِ المرأةِ، وتفخيمِ مكانةِ المرأةِ، - 00:10:12
وكذلك في تعميقِ المودّةِ والرّحمةِ في العلاقاتِ الأسريّةِ المبنيّةِ على الوفاءِ والمحبّةِ - 00:10:15
والتّقرّبِ والطّاعةِ للهِ -سبحانهُ وتعالى- بإحسانِ كلِّ طرفٍ للآخرِ، - 00:10:22
وليس على مُتعةِ جنسيّةٍ هابطةٍ - 00:10:26
لا تلبثُ أن تزولَ، وتُلقى فيها المرأةُ بعدَ ذلكَ - 00:10:29
ما لم يتفضّلْ عليها هذا الذي استباحَ كرامتها قبلَ ذلكَ بالحرامِ سنواتٍ! - 00:10:32
واللهُ المستعانُ. - 00:10:37
أسألُ اللهَ العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيمِ، أن يهديَ شبابنا وفتياتنا لما يُحبُّ ويَرضى، - 00:10:38
وأنْ يجمعنا بكم على حوضِ النّبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- - 00:10:43
والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله. - 00:10:47