كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (444) - نَرَى عِظَمًا بِالْبَيْنِ وَالصَّدُّ أَعْظَمُ

أيمن العتوم

00:50:39
الشعر

وقال يمدح عمر بن سليمان الشّرابيّ، ويذكرُ بلاءَه، وهو يومئذٍ يتولّى الفِداء بينَ العربِ والرُّوم:
1. نَرَى عِظَمًا بِالْبَيْنِ وَالصَّدُّ أَعْظَمُ
وَنَتَّهِمُ الوَاشِينَ وَالدَّمْعُ مِنْهُمُ
2. وَمَنْ لُبُّهُ مَعْ غَيْرِهِ كَيْفَ حَالُهُ
وَمَنْ سِرُّهُ فِي جَفْنِهِ كَيْفَ يَكْتُمُ
3. وَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَالنَّوَى وَرَقِيْبُنَا
غَفُولانِ عَنَّا ظِلْتُ أَبْكِي وَتَبْسِمُ
4. فَلَمْ أَرَ بَدْرًا ضَاحِكًا قَبْلَ وَجْهِهَا
وَلَمْ تَرَ قَبْلِي مَيِّتًا يَتَكَلَّمُ
5. ظَلُومٌ كَمَتْنَيْهَا لِصَبٍّ كَخَصْرِها
ضَعِيْفِ القُوَى مِنْ فِعْلِهَا يَتَظَلَّمُ
6. بِفَرْعٍ يُعِيْدُ اللَّيْلَ وَالصُّبْحُ نَيِّرٌ
وَوَجْهٍ يُعِيدُ الصُّبْحَ وَاللَّيْلُ مُظْلِمُ
7. فَلَوْ كَانَ قَلْبَي دَارَهَا كَانَ خَالِيًا
وَلَكِنَّ جَيْشَ الشَّوْقِ فِيْهِ عَرَمْرَمُ
8. أَثَافٍ بِهَا مَا بِالفُؤَادِ مِنَ الصَّلَى
وَرَسْمٌ كَجِسْمِي نَاحِلٌ مُتَهَدِّمُ
9. بَلَلْتُ بِهَا رُدْنَيَّ وَالغَيْمُ مُسْعِدِي
وَعَبْرَتُهُ صِرْفٌ وَفِي عَبْرَتِي دَمُ
10. وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَا انْهَلَّ فِي الخَدِّ مِنْ دَمِي
لَمَا كَانَ مُحْمَرًّا يَسِيْلُ فَأَسْقَمُ
11. بِنَفْسِي الخَيَالُ الزَّائِرِي بَعْدَ هَجْعَةٍ
وَقَوْلَتُهُ لِي بَعْدَنَا الغُمْضَ تَطْعَمُ
12. سَلامٌ فَلَوْلا الخَوْفُ وَالبُخْلُ عِنْدَهُ
لَقُلْتُ أَبُو حَفْصٍ عَلَيْنَا المُسَلِّمُ
13. مُحِبُّ النَّدَى الصَّابِي إِلَى بَذْلِ مَالِهِ
صُبُوًّا كَمَا يَصْبُو المُحِبُّ المُتَيَّمُ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela